نستكمل اليوم أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الخامس والاربعون من روايات احمد عطا.
رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل 45
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻷرﺑﻌﻮن ) اﻟﻘﻠﺐ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻷﻟﻤﻚ
( ﺗﻤﺴﻚ ﻣﺮﻳﻢ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ وﺗﺮددت ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أن ﺗُﺠﻴﺐ أم ﺗﺘﺮك اﻟﻬﺎﺗﻒ ؟....ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗ اﺨﺬت اﻟﻘﺮار ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻰء. - ،اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺼﻮت ﺣﺎﻧﻖ ﻳﻜﺎد ﻳُﺴﻤﻊ. - وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم إزﻳﻚ ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ؟، ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺳﺪﻳﻢ وﻧﺒﺮات اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻇﻨﺖﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻧﺒﺮات ﺻﻮﺗﻬﺎ أن ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮﻫﺎ و اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻮاﺳﻴﻬﺎ. - أﺧﺒﺎرك ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ ؟ - اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻰء ...ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻳﺠﻴﺒﻪ رﺑﻨﺎ ﻛﻮﻳﺲ. ﻇﻨﺖ ﺳﺪﻳﻢ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى أن ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻓﺒﻜﺖ وﻗﺎﻟﺖ: - ﻓﻌﻼ ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻳﺠﻴﺒﻪ رﺑﻨﺎ ﻛﻮﻳﺲ....ادﻋﻴﻠﻪ ﺑﻜﺮة أول ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻴﻪ. ﺗﻔﺎﺟﺄت ﻣﺮﻳﻢ ﻟﺘﻘﻮل ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ: - أدﻋﻴﻠﻪ.... !!ﻫﻮ ﻣﻴﻦ اﻟﻠﻲ أدﻋﻴﻠﻪ ؟...وﺑﻌﺪﻳﻦ ﺟﻠﺴﺔ إﻳﻪ ؟ - ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ ﺑﻜﺮة أول ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻤﺎوي.... ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺳﺪﻳﻢ وﻫﻲ ﻻ ﺗﺪري أن ﻣﺮﻳﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ أي ﺷﻰء ...ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ و ﻛﺄﻧﻬﺎ رﻣﺖ ﺑﻤﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ اﻟﺠﺒﻞ . - ﻳﻮﺳﻒ...... و ﻛﻴﻤﺎوي.....ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺳﺪﻳﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎﻟﻪ ؟..ﻣﺎﻟﻪ ؟ ﻗﺎﻟ ﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺼﺮاخ ﻣﺪو ﱟ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﺠﻤﻴﻊ - أﻧﺎ أﻓﺘﻜﺮت إﻧﻚ ﻋﺎرﻓﺔ إ ن ﻳﻮﺳﻒ ﺟﺎﻟﻪ ﻛﺎﻧﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﺪم.. ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺨﺒ ﺮ ﻟﺘﺨﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻓﺄﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر...ﺳﻤﻌﺖ ﺳﺪﻳﻢ ﺻﻮت ارﺗﻄﺎم ﺟﺴﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﻷرض وﻫﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ... ﻳﺪﺧﻞ ﺻﻬﻴﺐ و واﻟﺪﻳﻪ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﻣﺮﻳﻢ... - ﻣﺮﻳﻢ....ﻣﺮﻳﻢ ﻻﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ. ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ ﺑﻌﺪ أن أ ُﺻﻴﺐ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺰع ﻋﻠﻰ اﺑﻨﺘﻪ ﻟﻴﺤﻤﻠﻬﺎ وﻳﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ. - ﺑﻨﺘﻲ.... ﺑﻨﺘﻲ.....ﺑﻨﺘﻲ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ. ﺳﻤﻌﺖ ﺳﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣﺎﺣﺪث ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ اﻟﻬﺎﺗﻒ وﻋﺎودت اﻻﺗﺼﺎل. - اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ أﻧﺎ ﺳﺪﻳﻢ ﻳﺎﻃﻨﻂ...ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺎﻟﻬﺎ ؟ - واﷲ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﻣﻌﺮﻓﺶ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺻﺮاﺧﻬﺎ وأﻏﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ وأﺑﻮﻫﺎ اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺪﻛﺘﻮر وﺟﺎي . - ﻳﺎرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺒﺎﺋﻲ...واﷲ ﻳﺎﻃﻨﻂ اﻓﺘﻜﺮﺗﻬﺎ ﻋﺎرﻓﺔ . - ﻋﺎرﻓﺔ إ ﻳﻪ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ...إﻳﻪ ﺣﺼﻞ ؟ أﺧﺒﺮت ﺳﺪﻳﻢ ﻣﺎﺣﺪث ﻟﻮاﻟﺪة ﻣﺮﻳﻢ وﻣﺎ أﺻﺎب ﻳﻮﺳﻒ... ﺑﻜﺖ واﻟﺪة ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ...ﺑﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎب ﻳﻮﺳﻒ و اﺑﻨﺘﻬﺎ....ﺑﻜﺖ ﻟﻈﻠﻤﻬﺎ إﻳﺎﻩ.... ﺑﻜﺖ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﻨﺖ أﻧﻪ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻘﻠﺐ اﺑﻨﺘﻬﺎ....ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻤﺖ اﻵن أﻧﻪ ﺿﺤ ﱠﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻌﺎدة ا ﺑﻨﺘﻬﺎ..... دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪودة ﻟﻴﺼﻞ ﺻﻬﻴﺐ وﻣﻌﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ... وﺑﻌﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻟﻸﺳﻒ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻨﺘﻚ ا ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺼﺪﻣﺔﻋﺼﺒﻴﺔ ﺣﺎدة وﻻزم ﻧﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ دﻟﻮﻗﺘﻲ. ﺷﻌﺮ واﻟﺪ ﻣﺮﻳﻢ أﻧﻪ ﻣ ُﻬﺪد ﺑﻔﻘﺪان ﻏﺎﻟﻴﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة... - ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ واﻟﺪﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﻬﺎ ﺗﻘﺒﻞ رأﺳﻬﺎ. ﻳﺪﺧﻞ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ أوﻟﻰ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺘﻲ أﻗﺮﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻪ. ﻳﺒﺪأ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰﻳﻮﺳ ﻒ ﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوي...ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺸﻰء ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻫﻮ ؟... ﻛﺄن ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺨﺒﺮﻩ أن ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ أﺻﺎب ﻣﺮﻳﻢ.... ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻻﺗُﺮﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻳُﺆﻟﻤﻨﻲ. ﺑﺪأ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺘﻔﻌﻴﻞ اﻟﻌﻼج...ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﺘﺮﺗﻔﻊ ﺻﺮﺧﺎت ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻋﻨﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ... ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ و ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﺻﻐﻴﺮ وﻟﻜﻦ ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒ . ر ﻏﻢ أن اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻳﺴﺮي ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻪ ﻛﺤﻤﻢ اﻟﺒﺮ ﻛﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻳﺐ اﻟﺼﺨﻮ ر وﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻓﻬﻮ ﻳﺼﺮخ وﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻫﻮ ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ اﷲ وﻳﻌﺼﻴﻪ... زرﻓﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ...ﺑﻜﻰ وﺑﻜﻰ وﺑﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ذﻧﺐ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ...ﻳﺘﺄﻟ ﻢ وﻣﻊ أﻟﻤﻪ ﻳﺪﻋﻮ اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻘﻮل: - ﻳﺎرب ﻣﺎأﻋﻈﻢ ﺣﻠﻤﻚ ﻋﻠﻲ ﱠ!... ﻣﺎ أﻛﺮﻣﻚ ﻋﻠﻲ ﱠ! ... ﻃﻬﺮﻧﻲ ﻣﻦ ذﻧﻮﺑﻲ....ﺧﺬ ﺑﻴﺪي إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺮﺣﻤﺎت. اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺠﻠﺴﺔ وﻣﻌﻬﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻻﻳﺪري ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ؟ ،ﻣﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ؟ ،ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻧﺪﻩ؟ ،ﻓﻘﻂ أﺧﻠﺪ إﻟﻰ ﻧﻮم ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻌﺪ أن ﻧُﻘﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ وﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻟﻢ ﺷﺪﻳﺪ... ﻣﺮ أﺳﺒﻮ ع وﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ...ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻳ ﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻮض ﻓﻘﺪاﻧﻬﺎ ﻟﻸﻛﻞ...ا ﻧﻄﻔﺄ ﻧﻮرﻫﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳُﻀﻴﺊ ﻗﻠﺐ واﻟﺪﻳﻬﺎ.... ذُﺑُﻠﺖ اﻟﺰﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ وﺳﻂ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ اﻷﻣﻞ... ﻳﻨﻈﺮ ﺻﻬﻴﺐ إﻟﻴﻬﺎ وﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ وﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮل: - ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ.... ﻃﺐ ردي ﻋﻠﻴﺎ أﻧﺎ ﺻﻬﻴﺐ أﺧﻮ ﻛﻲ ﺣﺒﻴﺒﻚ، وﻳﺒﻜﻲ ﺻﻬﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎأﺻﺎب ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ. ﻓﻘﻂ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ وﺗﺴﻘﻂ دﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ. - أﺑﻠﺔ ﻣﺮﻳﻢ.... ﻣﺶ ﻗﻮﻟﺘﻲ ﻫﺠﺒﻠﻚ ﺑﻮﻧﺒﻮﻧﻲ....وﻋﻤﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﻟﻲ ﻛﺪا ﺑﺮدو. ﻗﺎﻟﻬﺎ آﺳﺮ وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﺘﻨﺘﺒﻪ اﻷﺧﺮى إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﺘﻲ ﺻﺪرت ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺮﺧﺔ اﻟﻤﺪوﻳﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﺘﻬ ُﺰ أر ﻛﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ....ا ﺑﺘﻌﺪ آﺳﺮ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺨﻮف... ﻫﺮول ﺻﻬﻴﺐ ﻧﺤﻮﻫﺎ...أﺳﺮع واﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ا ﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﻄﺒﻴﺐ.... ﺗﻘﻒ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮ ﻛﺔ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ. - ودﻳﻨﻲ ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺻﻬﻴﺐ.... أﻃﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺲ....ﻃﻴﺐ ﻫﻮ ﺑﺨﻴﺮ ؟... ﻗﺎﻟﺘﻬﺎﻣﺮﻳﻢ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ ﻳﻜﺎد ﻳُﺴ ﻤﻊ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺿﻌﻔﻬﺎ ..ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ أوﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺗﻨﻄﻘﻬﺎ ﻣﻨﺬ أن اﺣﺘﺠﺰت ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻔﻰ .... ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻣﻌﻪ اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ...ﻟﺘﺄﺧﺬﻫﺎ اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ أﺧﻴﻬﺎ....ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣ ُﻬﺪﺋ ً ﺎ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻤﻔﻌﻮل... ﺗﻨﻬﺎر ﻗﻮي ﻣﺮﻳﻢ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً وﻫﻲ ﺗُﺘﻤﺘﻢ ﺑﻠﺴﺎن ﺛﻘﻴﻞ وﺗﻘﻮل: - ﻋﺎوزة أﺷﻮﻓﻪ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ. ا ﻋﺘﺎد ﻳﻮﺳﻒ أﻟﻢ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوي... ًﻫﺎﻫﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ... ﻳﺸﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﷲ ﻳﻄﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. - ﻃﻤﻨﻲ ﻳﺎدﻛﺘﻮر ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻮﺳﻒ ؟.... ﻗﺎﻟﻬﺎ واﻟﺪﻩ ﻣﺘﻤﻨﻴﺎً أن ﻳﻘﻮل اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺎ ﻳُﻬﺪئ روﻋﻪ. - إن ﺷﺎء اﷲ ﻳﺎﺑ ﺸﻤﻬﻨﺪس...ﻫﻴﺒﺎن إن ﺷﺎء اﷲ ﻛﻤﺎن أﺳﺒﻮ ع ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺴﺔاﻟﺮاﺑﻌﺔ . رﺟﻊ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ا ﺑﻨﻪ...ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻞ أﺣﻤﺪ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﺐ. - دﻛﺘﻮر ﺑﻌﺪ إ ذﻧﻚ... أﻧﺎ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ أﺧﻮﻩ...ﺻﺎرﺣﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ ؟ ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻄﺒﻴﺐ: - ﻣﺶ ﻫﻜﺪب ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺷﻴﺦ أﺣﻤﺪ.... ﺻﻔﺎﻳﺢ اﻟﺪم ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ....اﻟﺤﻤﺪ ﷲ إ ﺣﻨﺎ ﺣﺎﺻﺮﻧﺎ اﻟﻔﻴﺮوس ﺑﺲ ًﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪا - ﻃﺐ ﺧﺪوا دم ﻣﻨﻲ ﺧﺪو ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﺨﺎﻋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺎﺑﻖ. - دﻩ ﻫﻴﺘﺤﺪد اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺠﺎﻳﺔ ﻟﻮ اﻟﻨﺴﺒﺔ زادت ﻻ ﻗﺪر اﷲ. ﺟﻠﺲ أﺣﻤﺪ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﻮل : - اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻪ ﻻ ﻳُﻌﺠﺰك ﺷﻰء....رﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﺷﻔﻴﺖ ﻧﺒﻴﻚ أﻳﻮب اﺷﻔ ﻪ ﻳﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
( ﺗﻤﺴﻚ ﻣﺮﻳﻢ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ وﺗﺮددت ﻣﺎ ﺑﻴﻦ أن ﺗُﺠﻴﺐ أم ﺗﺘﺮك اﻟﻬﺎﺗﻒ ؟....ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗ اﺨﺬت اﻟﻘﺮار ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻰء. - ،اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺼﻮت ﺣﺎﻧﻖ ﻳﻜﺎد ﻳُﺴﻤﻊ. - وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم إزﻳﻚ ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ؟، ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺳﺪﻳﻢ وﻧﺒﺮات اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻇﻨﺖﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻧﺒﺮات ﺻﻮﺗﻬﺎ أن ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮﻫﺎ و اﺗﺼﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﺘﻮاﺳﻴﻬﺎ. - أﺧﺒﺎرك ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ ؟ - اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻰء ...ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻳﺠﻴﺒﻪ رﺑﻨﺎ ﻛﻮﻳﺲ. ﻇﻨﺖ ﺳﺪﻳﻢ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى أن ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺎ أﺻﺎﺑﻪ ﻓﺒﻜﺖ وﻗﺎﻟﺖ: - ﻓﻌﻼ ﻛﻞ اﻟﻠﻲ ﻳﺠﻴﺒﻪ رﺑﻨﺎ ﻛﻮﻳﺲ....ادﻋﻴﻠﻪ ﺑﻜﺮة أول ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻴﻪ. ﺗﻔﺎﺟﺄت ﻣﺮﻳﻢ ﻟﺘﻘﻮل ﻣﺘﻌﺠﺒﺔ: - أدﻋﻴﻠﻪ.... !!ﻫﻮ ﻣﻴﻦ اﻟﻠﻲ أدﻋﻴﻠﻪ ؟...وﺑﻌﺪﻳﻦ ﺟﻠﺴﺔ إﻳﻪ ؟ - ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ ﺑﻜﺮة أول ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻤﺎوي.... ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺳﺪﻳﻢ وﻫﻲ ﻻ ﺗﺪري أن ﻣﺮﻳﻢ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ أي ﺷﻰء ...ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ و ﻛﺄﻧﻬﺎ رﻣﺖ ﺑﻤﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ اﻟﺠﺒﻞ . - ﻳﻮﺳﻒ...... و ﻛﻴﻤﺎوي.....ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺳﺪﻳﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎﻟﻪ ؟..ﻣﺎﻟﻪ ؟ ﻗﺎﻟ ﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺼﺮاخ ﻣﺪو ﱟ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﺠﻤﻴﻊ - أﻧﺎ أﻓﺘﻜﺮت إﻧﻚ ﻋﺎرﻓﺔ إ ن ﻳﻮﺳﻒ ﺟﺎﻟﻪ ﻛﺎﻧﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﺪم.. ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺨﺒ ﺮ ﻟﺘﺨﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻓﺄﻏﺸﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر...ﺳﻤﻌﺖ ﺳﺪﻳﻢ ﺻﻮت ارﺗﻄﺎم ﺟﺴﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﻷرض وﻫﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ... ﻳﺪﺧﻞ ﺻﻬﻴﺐ و واﻟﺪﻳﻪ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﻧﺤﻮ ﻣﺮﻳﻢ... - ﻣﺮﻳﻢ....ﻣﺮﻳﻢ ﻻﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ. ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻮاﻟﺪ ﺑﻌﺪ أن أ ُﺻﻴﺐ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺰع ﻋﻠﻰ اﺑﻨﺘﻪ ﻟﻴﺤﻤﻠﻬﺎ وﻳﻨﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ. - ﺑﻨﺘﻲ.... ﺑﻨﺘﻲ.....ﺑﻨﺘﻲ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ. ﺳﻤﻌﺖ ﺳﺪﻳﻢ ﻛﻞ ﻣﺎﺣﺪث ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ اﻟﻬﺎﺗﻒ وﻋﺎودت اﻻﺗﺼﺎل. - اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ أﻧﺎ ﺳﺪﻳﻢ ﻳﺎﻃﻨﻂ...ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺎﻟﻬﺎ ؟ - واﷲ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﻣﻌﺮﻓﺶ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺻﺮاﺧﻬﺎ وأﻏﻤﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ وأﺑﻮﻫﺎ اﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺪﻛﺘﻮر وﺟﺎي . - ﻳﺎرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺒﺎﺋﻲ...واﷲ ﻳﺎﻃﻨﻂ اﻓﺘﻜﺮﺗﻬﺎ ﻋﺎرﻓﺔ . - ﻋﺎرﻓﺔ إ ﻳﻪ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ...إﻳﻪ ﺣﺼﻞ ؟ أﺧﺒﺮت ﺳﺪﻳﻢ ﻣﺎﺣﺪث ﻟﻮاﻟﺪة ﻣﺮﻳﻢ وﻣﺎ أﺻﺎب ﻳﻮﺳﻒ... ﺑﻜﺖ واﻟﺪة ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ...ﺑﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎب ﻳﻮﺳﻒ و اﺑﻨﺘﻬﺎ....ﺑﻜﺖ ﻟﻈﻠﻤﻬﺎ إﻳﺎﻩ.... ﺑﻜﺖ ﻷﻧﻬﺎ ﻇﻨﺖ أﻧﻪ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﻘﻠﺐ اﺑﻨﺘﻬﺎ....ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻤﺖ اﻵن أﻧﻪ ﺿﺤ ﱠﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳﻌﺎدة ا ﺑﻨﺘﻬﺎ..... دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻌﺪودة ﻟﻴﺼﻞ ﺻﻬﻴﺐ وﻣﻌﻪ اﻟﻄﺒﻴﺐ... وﺑﻌﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻟﻸﺳﻒ ﻳﺎ أﺳﺘﺎذ ﻋﺒﺪاﷲ ﺑﻨﺘﻚ ا ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺼﺪﻣﺔﻋﺼﺒﻴﺔ ﺣﺎدة وﻻزم ﻧﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ دﻟﻮﻗﺘﻲ. ﺷﻌﺮ واﻟﺪ ﻣﺮﻳﻢ أﻧﻪ ﻣ ُﻬﺪد ﺑﻔﻘﺪان ﻏﺎﻟﻴﺘﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪة... - ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ واﻟﺪﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﻬﺎ ﺗﻘﺒﻞ رأﺳﻬﺎ. ﻳﺪﺧﻞ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺘﻠﻘﻲ أوﻟﻰ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوي اﻟﺘﻲ أﻗﺮﻫﺎ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻪ. ﻳﺒﺪأ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺘﺠﻬﻴﺰﻳﻮﺳ ﻒ ﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﻜﻴﻤﺎوي...ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺸﻰء ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻫﻮ ؟... ﻛﺄن ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺨﺒﺮﻩ أن ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ أﺻﺎب ﻣﺮﻳﻢ.... ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻻﺗُﺮﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﻳُﺆﻟﻤﻨﻲ. ﺑﺪأ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺘﻔﻌﻴﻞ اﻟﻌﻼج...ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﺘﺮﺗﻔﻊ ﺻﺮﺧﺎت ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻋﻨﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ... ﺗﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ و ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﻴﺦ ﺻﻐﻴﺮ وﻟﻜﻦ ﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻳﻮﺳﻒ . ر ﻏﻢ أن اﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻳﺴﺮي ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻪ ﻛﺤﻤﻢ اﻟﺒﺮ ﻛﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻳﺐ اﻟﺼﺨﻮ ر وﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻓﻬﻮ ﻳﺼﺮخ وﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻫﻮ ﻳﺘﺠﺮأ ﻋﻠﻰ اﷲ وﻳﻌﺼﻴﻪ... زرﻓﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ...ﺑﻜﻰ وﺑﻜﻰ وﺑﻜﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ذﻧﺐ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ...ﻳﺘﺄﻟ ﻢ وﻣﻊ أﻟﻤﻪ ﻳﺪﻋﻮ اﷲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻘﻮل: - ﻳﺎرب ﻣﺎأﻋﻈﻢ ﺣﻠﻤﻚ ﻋﻠﻲ ﱠ!... ﻣﺎ أﻛﺮﻣﻚ ﻋﻠﻲ ﱠ! ... ﻃﻬﺮﻧﻲ ﻣﻦ ذﻧﻮﺑﻲ....ﺧﺬ ﺑﻴﺪي إﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﻟﺮﺣﻤﺎت. اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺠﻠﺴﺔ وﻣﻌﻬﺎ اﻧﺘﻬﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻻﻳﺪري ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ؟ ،ﻣﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ؟ ،ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻧﺪﻩ؟ ،ﻓﻘﻂ أﺧﻠﺪ إﻟﻰ ﻧﻮم ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻌﺪ أن ﻧُﻘﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ وﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻟﻢ ﺷﺪﻳﺪ... ﻣﺮ أﺳﺒﻮ ع وﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ...ﻓﻘﻂ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻳ ﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻮض ﻓﻘﺪاﻧﻬﺎ ﻟﻸﻛﻞ...ا ﻧﻄﻔﺄ ﻧﻮرﻫﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳُﻀﻴﺊ ﻗﻠﺐ واﻟﺪﻳﻬﺎ.... ذُﺑُﻠﺖ اﻟﺰﻫﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ وﺳﻂ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ اﻷﻣﻞ... ﻳﻨﻈﺮ ﺻﻬﻴﺐ إﻟﻴﻬﺎ وﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ وﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮل: - ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ.... ﻃﺐ ردي ﻋﻠﻴﺎ أﻧﺎ ﺻﻬﻴﺐ أﺧﻮ ﻛﻲ ﺣﺒﻴﺒﻚ، وﻳﺒﻜﻲ ﺻﻬﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺎأﺻﺎب ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ. ﻓﻘﻂ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻢ وﺗﺴﻘﻂ دﻣﻌﺎﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ. - أﺑﻠﺔ ﻣﺮﻳﻢ.... ﻣﺶ ﻗﻮﻟﺘﻲ ﻫﺠﺒﻠﻚ ﺑﻮﻧﺒﻮﻧﻲ....وﻋﻤﻮ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﻟﻲ ﻛﺪا ﺑﺮدو. ﻗﺎﻟﻬﺎ آﺳﺮ وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﺘﻨﺘﺒﻪ اﻷﺧﺮى إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﺘﻲ ﺻﺪرت ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺮﺧﺔ اﻟﻤﺪوﻳﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﺘﻬ ُﺰ أر ﻛﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ....ا ﺑﺘﻌﺪ آﺳﺮ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺨﻮف... ﻫﺮول ﺻﻬﻴﺐ ﻧﺤﻮﻫﺎ...أﺳﺮع واﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ا ﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﻄﺒﻴﺐ.... ﺗﻘﻒ واﻟﺪﺗﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺤﺮ ﻛﺔ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ. - ودﻳﻨﻲ ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺻﻬﻴﺐ.... أﻃﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺲ....ﻃﻴﺐ ﻫﻮ ﺑﺨﻴﺮ ؟... ﻗﺎﻟﺘﻬﺎﻣﺮﻳﻢ ﺑﺼﻮت ﺧﺎﻓﺖ ﻳﻜﺎد ﻳُﺴ ﻤﻊ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺿﻌﻔﻬﺎ ..ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ أوﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺗﻨﻄﻘﻬﺎ ﻣﻨﺬ أن اﺣﺘﺠﺰت ﻓﻲ اﻟﻤﺸﻔﻰ .... ﻳﺪﺧﻞ اﻟﻄﺒﻴﺐ وﻣﻌﻪ اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ...ﻟﺘﺄﺧﺬﻫﺎ اﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ذراﻋﻲ أﺧﻴﻬﺎ....ﺗﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣ ُﻬﺪﺋ ً ﺎ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﻤﻔﻌﻮل... ﺗﻨﻬﺎر ﻗﻮي ﻣﺮﻳﻢ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً وﻫﻲ ﺗُﺘﻤﺘﻢ ﺑﻠﺴﺎن ﺛﻘﻴﻞ وﺗﻘﻮل: - ﻋﺎوزة أﺷﻮﻓﻪ ﻳﺎﺑﺎﺑﺎ. ا ﻋﺘﺎد ﻳﻮﺳﻒ أﻟﻢ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻜﻴﻤﺎوي... ًﻫﺎﻫﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ... ﻳﺸﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﷲ ﻳﻄﻬﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎﻩ. - ﻃﻤﻨﻲ ﻳﺎدﻛﺘﻮر ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻮﺳﻒ ؟.... ﻗﺎﻟﻬﺎ واﻟﺪﻩ ﻣﺘﻤﻨﻴﺎً أن ﻳﻘﻮل اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﺎ ﻳُﻬﺪئ روﻋﻪ. - إن ﺷﺎء اﷲ ﻳﺎﺑ ﺸﻤﻬﻨﺪس...ﻫﻴﺒﺎن إن ﺷﺎء اﷲ ﻛﻤﺎن أﺳﺒﻮ ع ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺴﺔاﻟﺮاﺑﻌﺔ . رﺟﻊ واﻟﺪ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ا ﺑﻨﻪ...ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻞ أﺣﻤﺪ ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻴﺐ. - دﻛﺘﻮر ﺑﻌﺪ إ ذﻧﻚ... أﻧﺎ أﻛﺘﺮ ﻣﻦ أﺧﻮﻩ...ﺻﺎرﺣﻨﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ ؟ ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺛﻢ ﻗﺎل اﻟﻄﺒﻴﺐ: - ﻣﺶ ﻫﻜﺪب ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎﺷﻴﺦ أﺣﻤﺪ.... ﺻﻔﺎﻳﺢ اﻟﺪم ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ....اﻟﺤﻤﺪ ﷲ إ ﺣﻨﺎ ﺣﺎﺻﺮﻧﺎ اﻟﻔﻴﺮوس ﺑﺲ ًﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪا - ﻃﺐ ﺧﺪوا دم ﻣﻨﻲ ﺧﺪو ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻧﺨﺎﻋﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻄﺎﺑﻖ. - دﻩ ﻫﻴﺘﺤﺪد اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺠﺎﻳﺔ ﻟﻮ اﻟﻨﺴﺒﺔ زادت ﻻ ﻗﺪر اﷲ. ﺟﻠﺲ أﺣﻤﺪ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﻮل : - اﻟﻠﻬﻢ إﻧﻪ ﻻ ﻳُﻌﺠﺰك ﺷﻰء....رﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﺷﻔﻴﺖ ﻧﺒﻴﻚ أﻳﻮب اﺷﻔ ﻪ ﻳﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
لإكمال الرواية تابعنا علي قناة تليجرام
👈 الفصل التالي: رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل السادس والاربعون
👈 جمييع الفصول: رواية ولنا في الحلال لقاء كاملة بقلم أحمد عطا
👈 المزيد من الروايات الرومانسية الكاملة: روايات كاملة
انتهت أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الخامس والاربعون إلى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله.