نستكمل اليوم أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل التاسع والثلاثون من روايات احمد عطا.
رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل 39
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﺜﻼﺛﻮن ﻫﻞ ﺗُﺮاﻧﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ( ؟
ﺻﻤﺖ أﺣﺎط ﺑﺄرﻛﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ...ﻻ ﺗﺪري ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻤﺎذا ﺗﺠﻴﺐ ﻟﺘﺴﺘﺠﻤﻊ ﻗﻮاﻫﺎ ﻟﺘﻘﻮل: - ﻻ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﺶ ﺑﻌﺘﺬر أﺗﻔﻀﻞ ﻛﻤﻞ أﺧﺮﺟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺑﻌﺪ أن ﺟﻤﻌﺖ ﻗﻮاﻫﺎ اﻟﺘﻲ ا ﻧﻬﺎرت ﻓﻮر أن ﻋﺮﻓﺘﻪ.... رﺑﻲ رﺣﻤﺎك أﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮ ﻫﻮ أم أﻧﻲ أﺣﻠُﻢ ؟...ﻣﻦ أﻧﺎ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻟﺘﺴﺘﺠﻴﺐ دﻋﺎﺋﻲ ؟... ﻇﻠﺖ ﺗﺤﺪث ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻫﺎ ﺻﻮت ﻳﻮﺳﻒ : - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻨﺪك ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻗﻮﻟﺘﻪ ؟ - ﻫﺎ..... ًﻻ أﺑﺪا. - ﻃﻴﺐ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻨﺪك أي أﺳﺘﻔﺴﺎر؟ ﻻﺗﺪري ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل ؟...ﻓﻘﻂ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻ رﺗﺒﺎك..أﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮ أم أن ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺻﻮرﺗﻪ ؟ ﻟﻢ ﻻ وﻗﺪ ﻧﺎل ﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺎل وﻟﻜﻨﻬﺎ أﺑﺖ أن ﺗﻐﻀﺐ رﺑﻬﺎ ؟...ﻓﻜﺮت ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻓﻲ إ دراك اﻟﻤﻮﻗﻒ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺄﻛﺪ أﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ دق ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام أو ﺳﺘﺔ. - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻨﺪك إﺧﻮات ؟ ﺗﻌﺠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻬﺎ... ِ وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺎل ﻓﻘﺎل: - أﻳﻮة..... أﺧﺘﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺳﺪﻳﻢ...ﺑﺲ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻫﻲ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﻋﻤﺮة ﻫﻲ وزوﺟﻬﺎ. ﻳﻌﻮد اﻟﺼﻤﺖ ﻟﻴﺤﻮم أرﺟﺎء اﻟﻐﺮﻓﺔ...ﻓﻘﻂ ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻧﻘﺎﺑﻬ ﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ... ﻧﻌﻢ إﻧﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺼﺮي...إ ﻧﻪ اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤﺎ دﻋﺖ رﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮد ﻫﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻟﻪ..ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺘﻲ دﻋﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأت اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻷول ﻣﺮة: - اﻟﻠﻬﻢ إن ﻛﺎن ﻟﻲ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﻴﺐ ٌ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻣﻨﺎرة ﻟﻨﺸﺮ دﻳﻨﻚ... واﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺪاﻋﻴﻦ إﻟﻴﻚ وإﻟﻲ دﻳﻨﻚ..اﻟﻠﻬﻢ إ ﻧﻲ أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻓﻴﻚ ﻓﻴﺎ رب ﻻﺗﻜﻠﻔﻨﻲ ﻣﺎﻻ أﻃﻴﻘﻪ...ارﺑﻂ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺎﻣﻮﻻي وﻻ ﺗﻔﺘﻨﻲ ﺑﺄﺣﺪ. - ﻧ آ ﺴﺔ ......ﻣﻌﺬرة ﺻﻬﻴﺐ ﻣﺎﻗﺎﻟﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ ﺣﻀﺮﺗﻚ . ﺗﺠﻤﻊ ﻗﻮاﻫﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﻘﻮل: - ﻣﺮﻳﻢ... ﻣﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪاﷲ ﻳﻘﻊ ذﻟﻚ اﻻﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ اﻟﺬي أ ُﻃﻠﻖ ﻣﻦ ﻗﻮﺳﻪ.....ﺗﺴﺎرﻋﺖ دﻗﺎت ﻗﻠﺒﻪ...ﺑﻞ ﻳﺰداد ﺷﻮﻗﺎ ﻟﻴﺮى وﺟﻬﻬﺎ...ﻣﺎذا ﺣﻞ ﱠ ﺑﻚ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ؟....ﻫﻜﺬا ﺳﺄل ﻧﻔﺴﻪ أﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ. ... وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﻋﻨﻬﺎ أي ﺷﻰء ... ﺣﺘﻲ إن ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ وﺟﻬﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳُﻤ َ ﻴﺰ ﺻﻮﺗﻬﺎ... ﻟُﻴﺴﺮع ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﺘﻞ ﺷﻜﻮ ﻛﻪ ﻓﻠﻘﺪ أوﺷﻚ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺠﺎر. - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺘﻘﻮﻟﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪاﷲ. - أﻳﻮة ﻳﺎﻓﻨﺪم. ﺷﻌﺮت ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺴﻌﺎدة ﺑﺎﻟ،ﻐﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﺆال ﻣﺮة أﺧﺮى أﻳﻘﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺑﺪا ﺧﻠﻪ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ إﺧﺒﺎرﻩ ﺑﺄي ﺷﻰء اﻵ ن.....ﻳﺰداد ﻓﻀﻮل ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﻮل: - ﺣﻀﺮﺗﻚ دراﺳﺘﻚ إﻳﻪ ؟ - أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ آ داب ﻋﻴﻦ ﺷﻤﺲ...ﺑﺲ ﻣﻜﻤﻠﺘﺶ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﻌﻴﻨﺔ و ﻛﻤﻠﺖ دراﺳﺘﻲ ﻟﻌﻠﻮم ﺷﺮﻋﻴﺔ. ﺗﺴﺎرﻋﺖ دﻗﺎت ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺨﻴﺮ؟ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻌﺪ أن رأت ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺴﺆال ﻳﻮﺳﻒ . - رﺟﻌﺘﻲ إﻣﺘﻲ ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ . ؟ ﻟﻢ ﻳﺼﺪق ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ... ﻧﻌﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺖ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮﺟﺪان...ﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﻟﺖ ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻪ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﺖ .... ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺒﺮودة ﺗُﺜﻠﺞ ﻋﺮوق دﻣﻪ ﺑﻞ ﻗﻠﺒﻪ...ﻻ ﻳﺪري ﻛﻴﻒ ﻳﺠﻴﺐ وﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﺠﺎب اﷲ وﺟﻤﻊ ﺑ ﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺪة....ﻧﻌﻢ إﻧﻪ أول ﻟﻘﺎء ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎﺑﻌﺪ أن ﻓﺮﻗﺘﻬﻤ ﺎ ﺳﻨﻮات اﻟﺤﻴﺎة...أﻟﻘﻰ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﻤﺎ ﻣﺤﺒﺔ ﺗﺘﻌﺠﺐ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻘﻮل ....
ﻣﺴﺢ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮﻗﺮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ رﻏﻤﺎً ﻋﻨﻪ ﻟﻴﻘﻮل: - اﻟﺤﻤﺪ اﷲ اﻟﺬيﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺗﺘﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت... أﺧﻴﺮاً ﻗﺪر اﷲ ﻟﻨﺎ أول ﻟﻘﺎء... ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻲ ﻋ َﻴﻨَﻲ ﱢ ﻣﺮﻳﻢ...ا ﻟﺘﻘﺖ اﻟﻌﻴﻮن ﻟﺘﺼﻤﺖ اﻷﻟﺴﻨﺔ.... ﺗﻜﻔﻲ ﻧﻈﺮات اﻟﻌﻴﻮن أن ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ اﻟﻘﻮب.... - إﻳﻪ اﻟﻐﻴﺒﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ دﻳﺔ ؟...وﻟﻴﻪ اﻧﻘﻄﻌﺖ أﺧﺒﺎرك ﻋﻦ ﺳﺪﻳﻢ ﻣﺮة واﺣﺪة؟ . - ﺣﺼﻠﺖ ﻇﺮوف ﺑﻌﺪ ﻗﺪر اﷲ ﻫﺒﻘﻰ أ ٌﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ ﺑﻌﺪﻳﻦ.... ﻣﻤﻜﻦ أﻋﺮف إﻳﻪ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻠﺤﻮظ اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ دﻩ . ؟ ﺗﺒﺴﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺿﺎﺣﻜﺎً ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮل: - ﺣﻀﺮ ﺗﻲ.... ﺑﻌﺪ ﻛﻞ اﻟﺴﻨﻴﻦ وﺣﻀﺮﺗﻲ...اﺳﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺲ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ. ﺷﻌﺮت ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺨﺠﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﺘﺒﺘﺴ ًﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻧﻘﺎﺑﻬﺎ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﺋﻼ: - اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻫﺬا ﻓﻀﻞ اﷲ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء.... ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻴﺨﺒﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ أن ﻋﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻓﺮت إﻟﻰ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ... وﺗﻌﺮض ﻓﺎدي ﻟﻪ وﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ...وﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺪاﻳﺘﻪ وﺳﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﺧﺘﻢ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻵ . ن ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ...ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺠﺎب اﷲ دﻋﺎء ﻫﺎ...ﻓﻤﺎ أﺟﻤﻞ ﻟﻘﺎء ﻳﺠﻤﻊ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﺑﻌﺪ أن اﻓﺘﺮﻗﺎ.! - ﺣﺎﺳﺔ إﻧﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻊ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﱟ. ﺗﺒﺴﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺛﻢ ﻗﺎل: - ﻛﺪا ﺑﻨﺠﺎﻣﻞ... ّ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺮة واﺣﺪة...اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻﻳﻌﻠﻤﻮن وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮن....دﻩ إﻧﺘﻲ ﻋﺎرﻓﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺪﻳﻢ. - ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﺶ ﻛﺪا...ﻛﺘﻴﻴﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺸﺮ ﻛﻴﻦ ﺑﺎﷲ وﺑﻴﻌﺎدوا اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠ ﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ- وﺑﻌﺪ اﻹﺳﻼم أﺑﺪل اﷲ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺣﺴﻨﺎت... ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺴﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ....ﻳﺰداد ﺿﺠﻴﺞ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﻮل : - واﷲ أﻧﺎ ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻊ ﺣﻮرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ...أو ﻋﺸﺎن ﻳﺒﻘﻲ ﺻﺢ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺤﻮر ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ. اﺣﻤﺮت وﺟﻨﺘﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ....ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻬﺪأ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻪ...ﻟﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﻄﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻘﻮل: - ﻫﻮ إﻧﺎ ﻣﺶ اﻟﻤﻔﺮوض رؤﻳﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ. ﻻ ﺗﺪري ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ؟... أﺻﺎﺑﻬﺎ ُاﻟﺤﻴﺎء ﻛﺎدت ﺗﻜﺴﺮ ﻋﻈﺎم أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺗﺸﺎﺑﻜﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ. - أﻧﺎ ﻣ ﺤﺪش ﺷﺎﻓﻨﻲ ﻣﻦ٦ ا ﺑﺘﺪاﺋﻲ..ﻓﻤﻌﻠﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﺄﺟﻠﻬﺎ. ﺷﻌﻮر ﻣﺨﺘﻠﻂ ﻳﻨﺘﺎب ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮح ﻟﻌﻔﺘﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ واﻟﺤﺰن ﻋﻠﻰ ﻋﺪم رؤﻳﺘﻬﺎ....ﻻﺣ ﻈﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﺪرك اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻗﺎﺋﻠﺔ: - ﺑﺲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺷﺮع اﷲ أﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻣﻌﻨﺪﻳﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺲ ﻫﻨﺎدي ﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻌﺪ إذﻧﻚ. ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ وﺟﻬﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺟﺎء واﻟﺪﻫﺎ وﺻﻬ ﻴﺐﻟﻴﺠﻠﺴﺎ ﻣﻌﻬﻤ ﺎ...ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪر ِ ﻗﺪ أﻃﻞ ﺑﻨﻮرﻩ اﻟﺴﺎﻃﻊ ....ﻣﻨﻌﻪ ﺣﻴﺎؤﻩ أن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ وﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﺠﻤ ﻊ ﻗﻮاﻫﺎ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة... ﺗﺘﻼﻗﻲ اﻟﻌﻴﻮن ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻟﻴﺸﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﻟﺰﻣﻦ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺗﻠ ﺪ ﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ...ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺸﺎﺣﺖ ﺑﻨﻈﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﻷرض ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻩ ﺻﻮت واﻟﺪﻫﺎ: - اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎﺑﻨﻲ اﺷﺮب اﻟﻌﺼﻴﺮ. - ﻫﺎ ؟...ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎﻋﻤﻲ. ﻻﺣﻈﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﻧﺒﺮة ﺻﻮت ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺘﻰ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﻓﻠﻘﺪ اﻃﻤﺄن ﻗﻠﺒﻬﺎ وﻫﺪأ ﻣﻦ ﺿﺠﻴﺞ ﻃﺎل إﻟﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ. اﻧﺘﻬﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺔ ﻻ ﺗُﻨﺴﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺮﻳﻢ...اﻓﺘﺮﻗﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﷲ ﻟﻴﺠﻤﻌﻬﻤﺎ اﷲ ﻋﻠﻰ رﺿﺎﻩ وﺗﻘﻮاﻩ......
ﺻﻤﺖ أﺣﺎط ﺑﺄرﻛﺎن اﻟﻐﺮﻓﺔ...ﻻ ﺗﺪري ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻤﺎذا ﺗﺠﻴﺐ ﻟﺘﺴﺘﺠﻤﻊ ﻗﻮاﻫﺎ ﻟﺘﻘﻮل: - ﻻ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﺶ ﺑﻌﺘﺬر أﺗﻔﻀﻞ ﻛﻤﻞ أﺧﺮﺟﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺑﻌﺪ أن ﺟﻤﻌﺖ ﻗﻮاﻫﺎ اﻟﺘﻲ ا ﻧﻬﺎرت ﻓﻮر أن ﻋﺮﻓﺘﻪ.... رﺑﻲ رﺣﻤﺎك أﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮ ﻫﻮ أم أﻧﻲ أﺣﻠُﻢ ؟...ﻣﻦ أﻧﺎ ﻳﺎ إﻟﻬﻲ ﻟﺘﺴﺘﺠﻴﺐ دﻋﺎﺋﻲ ؟... ﻇﻠﺖ ﺗﺤﺪث ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻫﺎ ﺻﻮت ﻳﻮﺳﻒ : - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻨﺪك ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻲ أﻧﺎ ﻗﻮﻟﺘﻪ ؟ - ﻫﺎ..... ًﻻ أﺑﺪا. - ﻃﻴﺐ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻨﺪك أي أﺳﺘﻔﺴﺎر؟ ﻻﺗﺪري ﻣﺎذا ﺗﻘﻮل ؟...ﻓﻘﻂ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻ رﺗﺒﺎك..أﻳﻌﻘﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻮ أم أن ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺻﻮرﺗﻪ ؟ ﻟﻢ ﻻ وﻗﺪ ﻧﺎل ﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﺎ ﻧﺎل وﻟﻜﻨﻬﺎ أﺑﺖ أن ﺗﻐﻀﺐ رﺑﻬﺎ ؟...ﻓﻜﺮت ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻓﻲ إ دراك اﻟﻤﻮﻗﻒ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺘﺄﻛﺪ أﻧﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ دق ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام أو ﺳﺘﺔ. - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﻨﺪك إﺧﻮات ؟ ﺗﻌﺠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺳﺆاﻟﻬﺎ... ِ وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺎل ﻓﻘﺎل: - أﻳﻮة..... أﺧﺘﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺳﺪﻳﻢ...ﺑﺲ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻫﻲ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﻋﻤﺮة ﻫﻲ وزوﺟﻬﺎ. ﻳﻌﻮد اﻟﺼﻤﺖ ﻟﻴﺤﻮم أرﺟﺎء اﻟﻐﺮﻓﺔ...ﻓﻘﻂ ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻧﻘﺎﺑﻬ ﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻬﺎ... ﻧﻌﻢ إﻧﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﺟﻤﺎل اﻟﻤﺼﺮي...إ ﻧﻪ اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤﺎ دﻋﺖ رﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺠﻮد ﻫﺎ ﺑﺎﻟﻬﺪاﻳﺔ ﻟﻪ..ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﺴﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺘﻲ دﻋﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ رأت اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻷول ﻣﺮة: - اﻟﻠﻬﻢ إن ﻛﺎن ﻟﻲ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﻴﺐ ٌ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻣﻨﺎرة ﻟﻨﺸﺮ دﻳﻨﻚ... واﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺪاﻋﻴﻦ إﻟﻴﻚ وإﻟﻲ دﻳﻨﻚ..اﻟﻠﻬﻢ إ ﻧﻲ أﺣﺒﺒﺘﻪ ﻓﻴﻚ ﻓﻴﺎ رب ﻻﺗﻜﻠﻔﻨﻲ ﻣﺎﻻ أﻃﻴﻘﻪ...ارﺑﻂ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺎﻣﻮﻻي وﻻ ﺗﻔﺘﻨﻲ ﺑﺄﺣﺪ. - ﻧ آ ﺴﺔ ......ﻣﻌﺬرة ﺻﻬﻴﺐ ﻣﺎﻗﺎﻟﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ ﺣﻀﺮﺗﻚ . ﺗﺠﻤﻊ ﻗﻮاﻫﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻟﺘﻘﻮل: - ﻣﺮﻳﻢ... ﻣﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪاﷲ ﻳﻘﻊ ذﻟﻚ اﻻﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ اﻟﺬي أ ُﻃﻠﻖ ﻣﻦ ﻗﻮﺳﻪ.....ﺗﺴﺎرﻋﺖ دﻗﺎت ﻗﻠﺒﻪ...ﺑﻞ ﻳﺰداد ﺷﻮﻗﺎ ﻟﻴﺮى وﺟﻬﻬﺎ...ﻣﺎذا ﺣﻞ ﱠ ﺑﻚ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ؟....ﻫﻜﺬا ﺳﺄل ﻧﻔﺴﻪ أﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺮﻳﻢ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ. ... وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻻ أﺣﺪ ﻳﻌﺮف ﻋﻨﻬﺎ أي ﺷﻰء ... ﺣﺘﻲ إن ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ وﺟﻬﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳُﻤ َ ﻴﺰ ﺻﻮﺗﻬﺎ... ﻟُﻴﺴﺮع ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﺘﻞ ﺷﻜﻮ ﻛﻪ ﻓﻠﻘﺪ أوﺷﻚ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺠﺎر. - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺘﻘﻮﻟﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﺒﺪاﷲ. - أﻳﻮة ﻳﺎﻓﻨﺪم. ﺷﻌﺮت ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺴﻌﺎدة ﺑﺎﻟ،ﻐﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﺆال ﻣﺮة أﺧﺮى أﻳﻘﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺑﺪا ﺧﻠﻪ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ إﺧﺒﺎرﻩ ﺑﺄي ﺷﻰء اﻵ ن.....ﻳﺰداد ﻓﻀﻮل ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﻮل: - ﺣﻀﺮﺗﻚ دراﺳﺘﻚ إﻳﻪ ؟ - أﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻲ آ داب ﻋﻴﻦ ﺷﻤﺲ...ﺑﺲ ﻣﻜﻤﻠﺘﺶ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﻌﻴﻨﺔ و ﻛﻤﻠﺖ دراﺳﺘﻲ ﻟﻌﻠﻮم ﺷﺮﻋﻴﺔ. ﺗﺴﺎرﻋﺖ دﻗﺎت ﻗﻠﺐ ﻋﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎً ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. - ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﺨﻴﺮ؟ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﻌﺪ أن رأت ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺴﺆال ﻳﻮﺳﻒ . - رﺟﻌﺘﻲ إﻣﺘﻲ ﻳﺎﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ . ؟ ﻟﻢ ﻳﺼﺪق ﻳﻮﺳﻒ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ... ﻧﻌﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺖ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮﺟﺪان...ﻫﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﻟﺖ ﻣﻦ دﻋﺎﺋﻪ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﺖ .... ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺒﺮودة ﺗُﺜﻠﺞ ﻋﺮوق دﻣﻪ ﺑﻞ ﻗﻠﺒﻪ...ﻻ ﻳﺪري ﻛﻴﻒ ﻳﺠﻴﺐ وﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﺠﺎب اﷲ وﺟﻤﻊ ﺑ ﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺪة....ﻧﻌﻢ إﻧﻪ أول ﻟﻘﺎء ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎﺑﻌﺪ أن ﻓﺮﻗﺘﻬﻤ ﺎ ﺳﻨﻮات اﻟﺤﻴﺎة...أﻟﻘﻰ اﷲ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﻤﺎ ﻣﺤﺒﺔ ﺗﺘﻌﺠﺐ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻘﻮل ....
ﻣﺴﺢ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮﻗﺮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ رﻏﻤﺎً ﻋﻨﻪ ﻟﻴﻘﻮل: - اﻟﺤﻤﺪ اﷲ اﻟﺬيﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺗﺘﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت... أﺧﻴﺮاً ﻗﺪر اﷲ ﻟﻨﺎ أول ﻟﻘﺎء... ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻳﻮﺳﻒ وﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻲ ﻋ َﻴﻨَﻲ ﱢ ﻣﺮﻳﻢ...ا ﻟﺘﻘﺖ اﻟﻌﻴﻮن ﻟﺘﺼﻤﺖ اﻷﻟﺴﻨﺔ.... ﺗﻜﻔﻲ ﻧﻈﺮات اﻟﻌﻴﻮن أن ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﺤﺘﻮﻳﻪ اﻟﻘﻮب.... - إﻳﻪ اﻟﻐﻴﺒﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ دﻳﺔ ؟...وﻟﻴﻪ اﻧﻘﻄﻌﺖ أﺧﺒﺎرك ﻋﻦ ﺳﺪﻳﻢ ﻣﺮة واﺣﺪة؟ . - ﺣﺼﻠﺖ ﻇﺮوف ﺑﻌﺪ ﻗﺪر اﷲ ﻫﺒﻘﻰ أ ٌﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ ﺑﻌﺪﻳﻦ.... ﻣﻤﻜﻦ أﻋﺮف إﻳﻪ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻠﺤﻮظ اﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ دﻩ . ؟ ﺗﺒﺴﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺿﺎﺣﻜﺎً ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮل: - ﺣﻀﺮ ﺗﻲ.... ﺑﻌﺪ ﻛﻞ اﻟﺴﻨﻴﻦ وﺣﻀﺮﺗﻲ...اﺳﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺲ ﻳﺎ ﻣﺮﻳﻢ. ﺷﻌﺮت ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺨﺠﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﺘﺒﺘﺴ ًﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻧﻘﺎﺑﻬﺎ ﻟﻴﻜﻤﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﻗﺎﺋﻼ: - اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻫﺬا ﻓﻀﻞ اﷲ ﻳﺆﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء.... ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟﻴﺨﺒﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ أن ﻋﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻓﺮت إﻟﻰ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ... وﺗﻌﺮض ﻓﺎدي ﻟﻪ وﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ...وﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺪاﻳﺘﻪ وﺳﻌﻴﻪ ﻓﻲ ﺧﺘﻢ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻵ . ن ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ...ﻟﻘﺪ اﺳﺘﺠﺎب اﷲ دﻋﺎء ﻫﺎ...ﻓﻤﺎ أﺟﻤﻞ ﻟﻘﺎء ﻳﺠﻤﻊ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﺑﻌﺪ أن اﻓﺘﺮﻗﺎ.! - ﺣﺎﺳﺔ إﻧﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻊ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﱟ. ﺗﺒﺴﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺛﻢ ﻗﺎل: - ﻛﺪا ﺑﻨﺠﺎﻣﻞ... ّ ﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﺮة واﺣﺪة...اﻟﻠﻬﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻﻳﻌﻠﻤﻮن وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻮن....دﻩ إﻧﺘﻲ ﻋﺎرﻓﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻘﺪﻳﻢ. - ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﺶ ﻛﺪا...ﻛﺘﻴﻴﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺸﺮ ﻛﻴﻦ ﺑﺎﷲ وﺑﻴﻌﺎدوا اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠ ﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ- وﺑﻌﺪ اﻹﺳﻼم أﺑﺪل اﷲ ﺳﻴﺌﺎﺗﻬﻢ ﺣﺴﻨﺎت... ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺴﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻣﻨﻬﺎ....ﻳﺰداد ﺿﺠﻴﺞ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻴﻘﻮل : - واﷲ أﻧﺎ ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻊ ﺣﻮرﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ...أو ﻋﺸﺎن ﻳﺒﻘﻲ ﺻﺢ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺤﻮر ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ. اﺣﻤﺮت وﺟﻨﺘﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ....ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻬﺪأ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﺮﺣﻪ...ﻟﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﻄﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ ﻳﻘﻮل: - ﻫﻮ إﻧﺎ ﻣﺶ اﻟﻤﻔﺮوض رؤﻳﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ. ﻻ ﺗﺪري ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻞ ؟... أﺻﺎﺑﻬﺎ ُاﻟﺤﻴﺎء ﻛﺎدت ﺗﻜﺴﺮ ﻋﻈﺎم أﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة ﺗﺸﺎﺑﻜﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ. - أﻧﺎ ﻣ ﺤﺪش ﺷﺎﻓﻨﻲ ﻣﻦ٦ ا ﺑﺘﺪاﺋﻲ..ﻓﻤﻌﻠﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﺄﺟﻠﻬﺎ. ﺷﻌﻮر ﻣﺨﺘﻠﻂ ﻳﻨﺘﺎب ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮح ﻟﻌﻔﺘﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ واﻟﺤﺰن ﻋﻠﻰ ﻋﺪم رؤﻳﺘﻬﺎ....ﻻﺣ ﻈﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻟﺘﺪرك اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻗﺎﺋﻠﺔ: - ﺑﺲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺷﺮع اﷲ أﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻣﻌﻨﺪﻳﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺲ ﻫﻨﺎدي ﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻌﺪ إذﻧﻚ. ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ وﺟﻬﻬﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺟﺎء واﻟﺪﻫﺎ وﺻﻬ ﻴﺐﻟﻴﺠﻠﺴﺎ ﻣﻌﻬﻤ ﺎ...ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪر ِ ﻗﺪ أﻃﻞ ﺑﻨﻮرﻩ اﻟﺴﺎﻃﻊ ....ﻣﻨﻌﻪ ﺣﻴﺎؤﻩ أن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ وﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﺠﻤ ﻊ ﻗﻮاﻫﺎ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة... ﺗﺘﻼﻗﻲ اﻟﻌﻴﻮن ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻟﻴﺸﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﻟﺰﻣﻦ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺗﻠ ﺪ ﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ...ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻦ اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﺸﺎﺣﺖ ﺑﻨﻈﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﻷرض ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺷﺮودﻩ ﺻﻮت واﻟﺪﻫﺎ: - اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎﺑﻨﻲ اﺷﺮب اﻟﻌﺼﻴﺮ. - ﻫﺎ ؟...ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎﻋﻤﻲ. ﻻﺣﻈﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﻧﺒﺮة ﺻﻮت ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺘﻰ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﻓﻠﻘﺪ اﻃﻤﺄن ﻗﻠﺒﻬﺎ وﻫﺪأ ﻣﻦ ﺿﺠﻴﺞ ﻃﺎل إﻟﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﺔ. اﻧﺘﻬﻰ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺔ ﻻ ﺗُﻨﺴﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ وﻣﺮﻳﻢ...اﻓﺘﺮﻗﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﷲ ﻟﻴﺠﻤﻌﻬﻤﺎ اﷲ ﻋﻠﻰ رﺿﺎﻩ وﺗﻘﻮاﻩ......
لإكمال الرواية تابعنا علي قناة تليجرام
👈 الفصل التالي: رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الاربعون
👈 جمييع الفصول: رواية ولنا في الحلال لقاء كاملة بقلم أحمد عطا
👈 المزيد من الروايات الرومانسية الكاملة: روايات كاملة
انتهت أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل التاسع والثلاثون إلى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله.