نستكمل اليوم أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الخامس والثلاثون من روايات احمد عطا.
رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل 35
الفصل الخامس والثلاثون :أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين
ﻋﺠﺒﺎً أن ﺗﺮى ًﻣﻊ اﻟﺨﻮف أﻣﻨﺎ.. ِ وﻣﻊ اﻟﻠﻴﻞ ﺷﻌﻠﺔً ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻦ ...ﻣﺎﻗﺴﻰ ﻗﻠﺒﻪ وﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ دﻣﻌﺔ ِ ﻟﻢ ﺗﺠﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻔﻮن... ﺧﺸﻴﺔٌ ﻓﻲ ًاﻟﻔﺆاد ﺗﻌﺼﺮ دﻣﻌﺎ...دوﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ِ ﻣﻄﺎف اﻟﺤﻨﻴﻦ...رق ﻓﻲ ﺧﺸ ِ ﻴﺔ ٍ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻤﺔُ اﷲ ﻓﻲ ﺣﻤﻰ ﻣﺄﻣﻮن...ﻛﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﺪ ﱡﺟﻰ ُوﻃﻮاﻩ....أﺷﺮﻗﺖ ﻣﻨﻪ ﺳﺠﺪة ٌ ﻣﻦ ﺟﺒﻴ ِ ﻦ ...ﻓﻲ ﺧﺸﻮ ع اﻟﺪ ُﺟﻲ ﻋﺮﻓﺘﻚ ﻳﺎرب ِ وﻓﻲ ﻧﺠﻤﻪ وﻓﻴﺾ ِ اﻟﺴﻜﻮن... ﺟﻞ ﱠ ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻪ ﻓﻜﺎن ﺑﻴﺎﻧ ِ ﺎً ﻓﻲ ﻗﻠﻮب وﻋﺘﻪ أو ﻓﻲ ﺟﻔﻮن... ِ ﻫﺪأ اﻟﻨﺎس ﻏﻴﺮ ُ ﻗﻠﺐ ٍ ﺷﺠﻲ ٍ ﻫﺐ ﱠ ﻣﻦ ﻟﻬﻔﺔ ٍ وﺷﻮق ٍ د َﻓﻴﻦ... ﻣﺪ ﱠ ﻛﻔ ّﻴﻪ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ رﻋﺸﺎت ِ ﻣ ُ ﺒﻠﻼت اﻟﺤﻨﻴﻦ...وﻫﺒﺖ ﻟﻠﻨﺠﻮم ِ رﻋﺸﺔَ ﺷﻮق ٍ وأﻋﺎدت ا ِ ﻧﻔﻼت َ اﻟﺸﺠﻮن.. ﻓﻲ ﺷﻌﺎع ٍ ﻳﻤﻮ ج ُ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫ ُﺪ َﻓﻴﻖ ٌ ﻣﻦ ِ اﻟﺪﻋﺎء ِ اﻟﺤﺰﻳﻦ
اﻛﺘﻔﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء أﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﺛﻢ ﻗﺎل: - ادﻋﻴﻠﻲ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ. ﻟﻢ ﻳﻄﻤﺌﻦ أﺣﻤﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ وﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﺴﻠﻢ أﻣﺎم إﺻﺮار ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟ ﺒﻮ ح ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ... رﺟﻊ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﺑﺎﺋﺴﺎً ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﻰء ﻏﻴﺮ ﻛﻴﻒ ﻳُﺮﺿﻲ اﷲ- ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ - ؟.. دﻟﻒ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن اﻋﺘﺬر ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻹﻓﻄﺎر ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ....أﻟﻘﻰ ﺑﺠﺴﺪﻩ اﻟﻤﻨﻬﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ أﻣﺮ واﺣﺪ ٍ ﻓﻘﻂ : ﻫﻞ أﻧﺖ ﻏﺎﺿﺐ ٌ ﻋﻠﻰ ﱠ اﻵن ﻳﺎ اﷲ ؟ وﻟﻜﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ أﻧﻘﺬﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺷﻬﻮاﺗﻲ وﻟﻢ أﻏﺮق ﻓﻴﻪ. ﺗﺴﺎؤﻻت ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺘﻰ إ ﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻨﻮم...ﻟﺤﻈﺎت وأﻣﺴﻚ ﻳﻮﺳﻒ ﺑ ﻬﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﺘﺼﻞ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ - اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮ ﻛﺎﺗﻪ، إزﻳﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺻﻼح ؟ - وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮ ﻛﺎﺗﻪ... ًﺣﺒﻴﺒﻲ وﺣﺸﺘﻨﻲ ﺟﺪا..ﻓﻴﻨﻚ ﻳﺎﻳﻮﺳﻒ ﻣﺨﺘﻔﻲ ﻟﻴﻪ ؟ - ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ اﻻ ﻣﺘﺤﺎﻧﺎت و ﻣﻀﻐﻮط ﺷﻮﻳﺔ.... ﻳﻨﻔﻊ أﺟﻲ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺤﺘﺎج أﻗﻌﺪ ﻣﻊ ﺣﻀﺮﺗﻚ - أويأوي ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ....ﻋﻨﺪي ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﺷﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻨﺪي ﻛﻨﺖ ﻫﻜﻠﻤﻚ ﺗﻴﺠﻲ ﺗﻨﻮرﻧﻲ. - اﻟﻌﻔﻮ ﻳﺎﺷﻴﺨﻨﺎ أﻧﺎ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻜﻢ....ﺧﻼص إن ﺷﺎء اﷲ ﺟﺎي. أﻧﻬﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح.....ﻟﻴﺘﺬ ﻛﺮ ﺗﻮﺑﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح وﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ و ﻛﻴﻒ ﺑﺪ ﱠل اﷲ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ إﺣﺪي أﻛﺒﺮ ﺷﺮ ﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح اﻟﺒﱠﻜﺎء ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺮﻗﻴﻖ.... ﻟﻢ ﻳﺼﺪق ﻳﻮﺳﻒ ﺗﻠﻚاﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ رواﻫﺎ ﻟﻪ أﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎب أﺛﻨﺎء رﺣﻠﺘﻪ اﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ أوﻳﺲ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺑﺄذﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻧﻔﺴﻪ...أﻟﻘﻰ اﷲ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻌﻜﺲ ﻓﻘﺪ أﺣﺒﻪ اﻟﺸﻴﺦ ًﺻﻼح ﻛﺜﻴﺮا....... ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻟﻴﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﻌﺪد اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﻮﺟﻮد... ﺳ ُﺮ ﱠ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺮؤﻳﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﺑﺪأ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﻢ......ﺑﺪأ ا ﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ و اﻹﻧﺎﺑﺔ ورﺣﻤﺔ اﷲ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ - و ﻛﻴﻒﻳﺒﺪل اﷲ اﻟﺴﻴﺌﺎت ﺣﺴﻨﺎت....ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﷲ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﺒﻞ اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ...وﺑﻌﺪ اﻻ ﻧﺘﻬﺎء ﻳﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻴﺘﻨﺎوﻟﻮا اﻟﻌﺸﺎء ﺳﻮﻳﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ.... ﻳﺠﻠﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻠﻘﺎء ﻻﻳﺪري ﻣﻦ أﻳﻦ ﻳﺒﺪأ ؟ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﺪر أن ﻳﺒﻮ ح ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ وﻣﺎ ًﻛﺎن ﻣ ُﻘﺒﻼ ﻋﻠﻴﻪ.... ﻻ ﺣﻆ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح أن ﻫﻨﺎك أﻣﺮاً ﻣﺎﺸ ﻳ ﻐﻞ ﻳﻮﺳﻒ..... - ﻫﺎ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻃﻤﻨﻲ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻊ اﷲ؟ ِ ﻟﻢ ﻳﺪر ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ؟ - ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ... ﻧﻔﺴﻲ وﺷﻴﻄﺎﻧﻲ وﻗﻌﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ...و ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮاﻗﻒ ﻫﺘﺒﻘﻲ أﻛﺘﺮ ﻟﻮﻻ ﺣﻠﻢ رﺑﻨﺎ وﺳﺘﺮﻩ.. ﺑﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺘﻰ أﻧﻬﻜﻪ اﻟﺒﻜﺎء ﺛﻢ ﻗﺎل: - ﻧﻔﺴﻲ أﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻲ إﻳﻤﺎﻧﻲ...أﻋﻤﻞ إﻳﻪ ﻳﺎﺷﻴﺦ ﺻﻼح ؟... ﻣﺴﺢ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح دﻣﻌﺎت ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤﺘﺴﻠﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻔﻮﻧﻪ ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻪ: - ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺎﺑﻨﻲ أﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻌﺮف أﻋﺪاﺋﻚ وﺗﺤﺎرﺑﻬﻢ...ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﺴﻚ وﺷ ﻴﻄﺎﻧﻚ و ﻫﻮاك ﻫﻤﺎ أﻛﺒﺮ اﻷﻋﺪاء وﺑﺎﻷﺧﺺ دﻟﻮﻗﺘﻲ إﻧﺖ أﻛﺒﺮ ﻋﺪو ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن ﻷﻧﻚ ﺑﺘﺪﻋﻰ ﻟﺮﺑﻨﺎ. . إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻴﺪﻋﻲ ﻟ ﻠﺒﻌﺪ ﻋﻦ رﺑﻨﺎ...ﺑﺘﻴﺠﻲ إ ﻧﺖ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺪاﻳﺔ ﺷﺎب ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب وﻫﻮ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ وإﻧﺖ ﺗﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻗﻠﻴﻠﺔ اﷲ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺪاﻳﺘﻪ....ﺎﻟ ﺒ ﻓ ﺘﺎﻟﻲ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﻫﻮ ﻫﻴﻮﻗﻌﻚ و ﻫﻴﻮﻗﻌﻚ ...اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻴﺴﻠﻂ ﺷﻴﻄﺎن واﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺼﻠﻲ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ إﻧﺖ داﻋﻲ إﻟﻲ اﷲ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎك إ ﻳﻪ... أﺣﻔﻆ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺼﺢ... اﻗﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ أي ﺑﺎب ﻳﻔﺘﺤﻠﻚ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﷲ ﺗﺬﻛﺮ ﻳﺎ ﻳﻮﺳ ﻒ "وﺷﺎب ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ "...ﻟﻤﺎذا ﺧﺺ ّ اﷲ اﻟﺸﺎب ؟...ﻟﻜﺜﺮة ﺷﻬﻮات اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دﻳﻪ....إ ﻧﺖ ﺷﺎب واﻟﻔﺘﻦ ﺷﺪﻳﺪة ﻋﻠﻴﻚ... ﻋﻠﻴﻚ ﺑ ﺎﻟﺼﻴﺎم وﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞوﻧﺎﺟﻲ رﺑﻚ...اﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻐﻔﺮة وﻫﻮ ﻫﻴ ﻔﺮح ﺑﺮﺟﻌﻮك ﻟﻴﻪ وﻣﻬﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻗﻮم وارﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻗﻮم وارﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ....إن اﷲ ﻻ ﻳﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻠ ّﻮا... ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺮاﺣﺔ ﻏﻤﺮت ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎع ﻛﻼم اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻟﻪ وﻋﺰم وأﻗﺴﻢ أﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻮد اﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﷲ ! ُو ﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﻮد أن ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻮﻻﻩ!.... وﺻﻞ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻳﻼﺣﻆ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ... أﺻﺒﺢ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ...ﻓﺎﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻚ ﺗﺠﻌﻠﻚ أﻗﻮى .... وﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ: - ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻳﺎ أﺑﻮﺣﻤﻴﺪ...ﻋﺎوزﻳﻦ اﻟﻨﻬﺎردة ﻧﻌﻤﻞ ﻛﺎم زﻳﺎرة ؟ - ﻃﻴﺐ ﺗﻤﺎم...ﻋﻨﺪي ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدي ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ زﻳﺎرة ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺮوﺣﻠﻪ. - ﺗﻤﺎم ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ إن ﺷﺎء اﷲ. ﺗﺤﺮ ﻛﺎ ﺳﻮﻳﺎً ﺑﺴﻴﺎرة ﻳﻮﺳﻒ وﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻼ ر ُﻓﻊ أذان اﻟﻤﻐﺮب...دﺧﻞ اﻟﺼﺪﻳﻘﺎن إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻷداء اﻟﺼﻼة ﻟﻔﺖ ا ﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻣﻈﻬﺮ أﺣﻤﺪ وﻳﻮﺳﻒ....ﻳﺮﺗﺪﻳﺎن اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻤﺼﺎن واﻟﻠﺤﻴﺔ ﺗﺰﻳﻦ وﺟﻬﻴﻬﻤ ﺎ.... ﻻﺣﻆ ﻳﻮﺳﻒ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻟﻬﻤ ﺎﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : - * اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺮك اﻟﺠﻤﻴﻞ..رﺑﻲ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن واﺟﻌﻠﻨﻰ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻨﻮن. ر ُﻓﻌ ﺖ اﻹﻗﺎﻣﺔ وﻗﺪ ﱠم أﺣﺪ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ أﺣﻤﺪ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﻬﻢ ﻓﺮﻓﺾ وﻗﺪ ﱠم ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻨﻮ ع ﻣﻦ اﻹﻳﺜﺎر ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺨﻮف ﻳﺠﺘﺎح ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ. ﺑﺪأ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﻞ آ ﻳﺎت اﷲ... وﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺮأ ﻗﻮﻟﻪ– ﺗﻌﺎﻟﻰ - : "أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻠﺬﻳﻦ أﻣﻨﻮا أن ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ اﷲ وﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺤﻖ".... ﺑﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﺑﻜﻰ اﻟﻤﺼﻠﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺧ ﻠﻔﻪ...ﺻﻮﺗﻪ اﻟﻌﺬب ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ اﻵذان ﻟﻴﺼﻴﺐ اﻟﻔﺆاد... اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة و ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻮن اﻟﻤ ﺼﻠﻴﻦ ﺗﻼﺣﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ....ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ِ ﻣﻦ أذﻛﺎر ﺻﻼﺗﻪ ﺣﺘﻰ وﺟﺪ ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ: - اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎﺷﻴﺦ. - وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮ ﻛﺎﺗﻪ. - رﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎرك ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ...ﻛﻨﺖ ﻋﺎوز أﻗﻮل ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻤﻜﻦ. - اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ. ﺑﺪأ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺑﻪ...ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺄن ﻫﺬا اﻟﺸﺎب ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﻮى ﻛﻼم اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح اﻟﺬي ﺣ ُ ﻔﺮ ﺑﺪاﺧﻠﻪ أن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻟﻪ. - ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ....ﻣﻤﻜﻦ رﻗﻢ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟ - أوي أوي... ﺷﺮف ﻟﻴﺎ....اﺳﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ . - وأﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ... أﻧﻬﻲ ﻳﻮﺳﻒ وأﺣﻤﺪ زﻳﺎرﺗﻬﻤﺎ وﻋﺎدا ﺳﻮﻳﺎً ﺑﻌﺪ أداء ﺻ ﻼة اﻟﻌﺸﺎء.... أﻟﻘﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺠﺴﺪﻩ اﻟﻤﻨﻬﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻟﻴﻐﻮص ﻓﻲ ﻧﻮم ﻋﻤﻴﻖ...... ا ﺳﺘﻴﻘﻆ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻗُﺒﻴﻞ اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻴﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﷲ....ا ﺷﺘﺎق ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻘﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮ ﻛﻪ ﻗﺮاﺑﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ًﻳﻮﻣﺎ.....ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﷲ وﻓﻲ ﺳﺠﻮدﻩ. - إﻟﻬﻲ وﺧﺎﻟﻘﻲ وﺣﺮزي وﻣﻮﺋﻠﻲ.... ﻳﺎﺳﻨﺪي ﻳﺎرﺣﻤﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧ ﺮة...أﻟﺴﺖ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺎل.. " وﻳﺮﻳﺪ اﷲ أن ﻳﺘﻮب ﻋﻠﻴﻜﻢ" ؟ﺗُﺐ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ أﻟﺴﺖ ﺟ ُ ﻨﺪ ً اﻣﻦ ﺟﻨﻮدك؟... ﻏﺮﻧﻲ ﺣﻠﻤﻚ وﻋﻔﻮك وﺳﺘﺮك.... أﻟﻴﺴﺖ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻧﺪﻣ ً ﺎوﻋﺰﻣﺎً ﻋﻠﻰ أﻻ أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺬﻧﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى؟ ....إذاً ﻫﺎ أﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ إﻟﻬﻲ أﺗﻀﺮع إﻟﻴﻚ ﻧﺎدﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ًﻋﺎزﻣﺎ ﻋﻠﻰ أنأﻋﻮد إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.....أﻧﺎ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﺑﺪوﻧﻚ وأﻧﺖ اﻟﻘﻮي ،أﻧﺎ اﻟﺬﻟﻴﻞ وأﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ ، أﻧﺎ اﻟﻔﻘﻴﺮ وأﻧﺖ اﻟﻐﻨﻲ ...ﻋﺎﻫﺪﺗﻚ وأﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ أﻻ أﻋﻮد ﻣﺮة أﺧﺮي ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺬﻧﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى....اﻗﺒﻠﻨﻲ ﻳﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ... ﻗﺒﻠﺖ ﺳﺤﺮة ﻓﺮﻋﻮن وﺳﺠﺪوا ﻟﻚ ﺳﺠﺪة....ﻛﻴﻒ ﻟﻲ اﻟﻤﻜﻮث ﺧﺎر ج رﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ؟ﻣﻦ ﻗﻠﺖ: أﻧﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ، ﻳﺎﻣﻦ ﻗﻠﺖ ﻳﺎﺑﻦ آ دم إذا ﺑﻠﻐﺖ ذﻧﻮﺑﻚ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء ﺛﻢ اﺳﺘﻐ ﻔﺮ ﺗﻨﻲ ﻏﻔﺮت ﻟﻚ وﻻ أﺑﺎﻟﻲ..ﻫﺎﻫﻲ ذﻧﻮﺑﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻞ ﻓﺎﻗﺖ ﻳﺎرﺣﻤﻦ ... َ ﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻚ وﻟﻦ أﺑﺮح ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻔﻮ ﻋﻨﻲ..
ﻋﺠﺒﺎً أن ﺗﺮى ًﻣﻊ اﻟﺨﻮف أﻣﻨﺎ.. ِ وﻣﻊ اﻟﻠﻴﻞ ﺷﻌﻠﺔً ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻦ ...ﻣﺎﻗﺴﻰ ﻗﻠﺒﻪ وﻟﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ دﻣﻌﺔ ِ ﻟﻢ ﺗﺠﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻔﻮن... ﺧﺸﻴﺔٌ ﻓﻲ ًاﻟﻔﺆاد ﺗﻌﺼﺮ دﻣﻌﺎ...دوﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ِ ﻣﻄﺎف اﻟﺤﻨﻴﻦ...رق ﻓﻲ ﺧﺸ ِ ﻴﺔ ٍ ﻓﻔﺎﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻤﺔُ اﷲ ﻓﻲ ﺣﻤﻰ ﻣﺄﻣﻮن...ﻛﻠﻤﺎ أﻗﺒﻞ اﻟﺪ ﱡﺟﻰ ُوﻃﻮاﻩ....أﺷﺮﻗﺖ ﻣﻨﻪ ﺳﺠﺪة ٌ ﻣﻦ ﺟﺒﻴ ِ ﻦ ...ﻓﻲ ﺧﺸﻮ ع اﻟﺪ ُﺟﻲ ﻋﺮﻓﺘﻚ ﻳﺎرب ِ وﻓﻲ ﻧﺠﻤﻪ وﻓﻴﺾ ِ اﻟﺴﻜﻮن... ﺟﻞ ﱠ ﻓﻲ ﺻﻤﺘﻪ ﻓﻜﺎن ﺑﻴﺎﻧ ِ ﺎً ﻓﻲ ﻗﻠﻮب وﻋﺘﻪ أو ﻓﻲ ﺟﻔﻮن... ِ ﻫﺪأ اﻟﻨﺎس ﻏﻴﺮ ُ ﻗﻠﺐ ٍ ﺷﺠﻲ ٍ ﻫﺐ ﱠ ﻣﻦ ﻟﻬﻔﺔ ٍ وﺷﻮق ٍ د َﻓﻴﻦ... ﻣﺪ ﱠ ﻛﻔ ّﻴﻪ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ رﻋﺸﺎت ِ ﻣ ُ ﺒﻠﻼت اﻟﺤﻨﻴﻦ...وﻫﺒﺖ ﻟﻠﻨﺠﻮم ِ رﻋﺸﺔَ ﺷﻮق ٍ وأﻋﺎدت ا ِ ﻧﻔﻼت َ اﻟﺸﺠﻮن.. ﻓﻲ ﺷﻌﺎع ٍ ﻳﻤﻮ ج ُ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫ ُﺪ َﻓﻴﻖ ٌ ﻣﻦ ِ اﻟﺪﻋﺎء ِ اﻟﺤﺰﻳﻦ
اﻛﺘﻔﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء أﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﺛﻢ ﻗﺎل: - ادﻋﻴﻠﻲ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻚ. ﻟﻢ ﻳﻄﻤﺌﻦ أﺣﻤﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ وﻟﻜﻨﻪ اﺳﺘﺴﻠﻢ أﻣﺎم إﺻﺮار ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟ ﺒﻮ ح ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ... رﺟﻊ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﺑﺎﺋﺴﺎً ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﻰء ﻏﻴﺮ ﻛﻴﻒ ﻳُﺮﺿﻲ اﷲ- ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ - ؟.. دﻟﻒ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺑﻌﺪ أن اﻋﺘﺬر ﻋﻦ ﺗﻨﺎول اﻹﻓﻄﺎر ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ....أﻟﻘﻰ ﺑﺠﺴﺪﻩ اﻟﻤﻨﻬﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ أﻣﺮ واﺣﺪ ٍ ﻓﻘﻂ : ﻫﻞ أﻧﺖ ﻏﺎﺿﺐ ٌ ﻋﻠﻰ ﱠ اﻵن ﻳﺎ اﷲ ؟ وﻟﻜﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ أﻧﻘﺬﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺷﻬﻮاﺗﻲ وﻟﻢ أﻏﺮق ﻓﻴﻪ. ﺗﺴﺎؤﻻت ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺘﻰ إ ﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻨﻮم...ﻟﺤﻈﺎت وأﻣﺴﻚ ﻳﻮﺳﻒ ﺑ ﻬﺎﺗﻔﻪ ﻟﻴﺘﺼﻞ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻤﺸﺎﻳﺦ - اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮ ﻛﺎﺗﻪ، إزﻳﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺻﻼح ؟ - وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮ ﻛﺎﺗﻪ... ًﺣﺒﻴﺒﻲ وﺣﺸﺘﻨﻲ ﺟﺪا..ﻓﻴﻨﻚ ﻳﺎﻳﻮﺳﻒ ﻣﺨﺘﻔﻲ ﻟﻴﻪ ؟ - ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ اﻻ ﻣﺘﺤﺎﻧﺎت و ﻣﻀﻐﻮط ﺷﻮﻳﺔ.... ﻳﻨﻔﻊ أﺟﻲ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺤﺘﺎج أﻗﻌﺪ ﻣﻊ ﺣﻀﺮﺗﻚ - أويأوي ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ....ﻋﻨﺪي ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﺷﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻨﺪي ﻛﻨﺖ ﻫﻜﻠﻤﻚ ﺗﻴﺠﻲ ﺗﻨﻮرﻧﻲ. - اﻟﻌﻔﻮ ﻳﺎﺷﻴﺨﻨﺎ أﻧﺎ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻜﻢ....ﺧﻼص إن ﺷﺎء اﷲ ﺟﺎي. أﻧﻬﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح.....ﻟﻴﺘﺬ ﻛﺮ ﺗﻮﺑﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح وﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ و ﻛﻴﻒ ﺑﺪ ﱠل اﷲ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻓﻨﺎﻧﻲ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ إﺣﺪي أﻛﺒﺮ ﺷﺮ ﻛﺎت اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح اﻟﺒﱠﻜﺎء ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺮﻗﻴﻖ.... ﻟﻢ ﻳﺼﺪق ﻳﻮﺳﻒ ﺗﻠﻚاﻟﻘﺼﺔ اﻟﺘﻲ رواﻫﺎ ﻟﻪ أﺣﺪ اﻟﺸﺒﺎب أﺛﻨﺎء رﺣﻠﺘﻪ اﻟﺪﻋﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ أوﻳﺲ ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺑﺄذﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻧﻔﺴﻪ...أﻟﻘﻰ اﷲ ﻣﺤﺒﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻳﻮﺳﻒ واﻟﻌﻜﺲ ﻓﻘﺪ أﺣﺒﻪ اﻟﺸﻴﺦ ًﺻﻼح ﻛﺜﻴﺮا....... ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻟﻴﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﻌﺪد اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﻮﺟﻮد... ﺳ ُﺮ ﱠ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺮؤﻳﺔ اﻟﺸﺒﺎب وﺑﺪأ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﻢ......ﺑﺪأ ا ﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻓﻲ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ و اﻹﻧﺎﺑﺔ ورﺣﻤﺔ اﷲ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻲ - و ﻛﻴﻒﻳﺒﺪل اﷲ اﻟﺴﻴﺌﺎت ﺣﺴﻨﺎت....ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ أن اﷲ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﻘﺒﻞ اﻟ ﺘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ...وﺑﻌﺪ اﻻ ﻧﺘﻬﺎء ﻳﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻴﺘﻨﺎوﻟﻮا اﻟﻌﺸﺎء ﺳﻮﻳﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ.... ﻳﺠﻠﺲ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﻠﻘﺎء ﻻﻳﺪري ﻣﻦ أﻳﻦ ﻳﺒﺪأ ؟ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﺪر أن ﻳﺒﻮ ح ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ وﻣﺎ ًﻛﺎن ﻣ ُﻘﺒﻼ ﻋﻠﻴﻪ.... ﻻ ﺣﻆ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح أن ﻫﻨﺎك أﻣﺮاً ﻣﺎﺸ ﻳ ﻐﻞ ﻳﻮﺳﻒ..... - ﻫﺎ ﻳﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻃﻤﻨﻲ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻊ اﷲ؟ ِ ﻟﻢ ﻳﺪر ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل ؟ - ﺣﺎﺳﺲ إﻧﻲ ﻣﻨﺎﻓﻖ ﻳﺎ ﺷﻴﺨﻨﺎ... ﻧﻔﺴﻲ وﺷﻴﻄﺎﻧﻲ وﻗﻌﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ...و ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻮاﻗﻒ ﻫﺘﺒﻘﻲ أﻛﺘﺮ ﻟﻮﻻ ﺣﻠﻢ رﺑﻨﺎ وﺳﺘﺮﻩ.. ﺑﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺘﻰ أﻧﻬﻜﻪ اﻟﺒﻜﺎء ﺛﻢ ﻗﺎل: - ﻧﻔﺴﻲ أﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻲ إﻳﻤﺎﻧﻲ...أﻋﻤﻞ إﻳﻪ ﻳﺎﺷﻴﺦ ﺻﻼح ؟... ﻣﺴﺢ اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح دﻣﻌﺎت ﻳﻮﺳﻒ اﻟﻤﺘﺴﻠﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻔﻮﻧﻪ ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻪ: - ﻳﻮﺳﻒ ﻳﺎﺑﻨﻲ أﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻌﺮف أﻋﺪاﺋﻚ وﺗﺤﺎرﺑﻬﻢ...ﻳﻌﻨﻲ ﻧﻔﺴﻚ وﺷ ﻴﻄﺎﻧﻚ و ﻫﻮاك ﻫﻤﺎ أﻛﺒﺮ اﻷﻋﺪاء وﺑﺎﻷﺧﺺ دﻟﻮﻗﺘﻲ إﻧﺖ أﻛﺒﺮ ﻋﺪو ﻟﻠﺸﻴﻄﺎن ﻷﻧﻚ ﺑﺘﺪﻋﻰ ﻟﺮﺑﻨﺎ. . إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻴﺪﻋﻲ ﻟ ﻠﺒﻌﺪ ﻋﻦ رﺑﻨﺎ...ﺑﺘﻴﺠﻲ إ ﻧﺖ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺪاﻳﺔ ﺷﺎب ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب وﻫﻮ ﻣﺠﺘﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ وإﻧﺖ ﺗﻴﺠﻲ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻗﻠﻴﻠﺔ اﷲ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺪاﻳﺘﻪ....ﺎﻟ ﺒ ﻓ ﺘﺎﻟﻲ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﻫﻮ ﻫﻴﻮﻗﻌﻚ و ﻫﻴﻮﻗﻌﻚ ...اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻴﺴﻠﻂ ﺷﻴﻄﺎن واﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻲ ﺑﻴﺼﻠﻲ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﻚ إﻧﺖ داﻋﻲ إﻟﻲ اﷲ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎك إ ﻳﻪ... أﺣﻔﻆ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺼﺢ... اﻗﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ أي ﺑﺎب ﻳﻔﺘﺤﻠﻚ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﷲ ﺗﺬﻛﺮ ﻳﺎ ﻳﻮﺳ ﻒ "وﺷﺎب ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ "...ﻟﻤﺎذا ﺧﺺ ّ اﷲ اﻟﺸﺎب ؟...ﻟﻜﺜﺮة ﺷﻬﻮات اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة دﻳﻪ....إ ﻧﺖ ﺷﺎب واﻟﻔﺘﻦ ﺷﺪﻳﺪة ﻋﻠﻴﻚ... ﻋﻠﻴﻚ ﺑ ﺎﻟﺼﻴﺎم وﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞوﻧﺎﺟﻲ رﺑﻚ...اﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﻐﻔﺮة وﻫﻮ ﻫﻴ ﻔﺮح ﺑﺮﺟﻌﻮك ﻟﻴﻪ وﻣﻬﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻗﻮم وارﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻗﻮم وارﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ....إن اﷲ ﻻ ﻳﻤﻞ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻠ ّﻮا... ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺮاﺣﺔ ﻏﻤﺮت ﻗﻠﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎع ﻛﻼم اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح ﻟﻪ وﻋﺰم وأﻗﺴﻢ أﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻮد اﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﷲ ! ُو ﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﻮد أن ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻮﻻﻩ!.... وﺻﻞ ﻳﻮﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻳﻼﺣﻆ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ... أﺻﺒﺢ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ...ﻓﺎﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻚ ﺗﺠﻌﻠﻚ أﻗﻮى .... وﻓﻲ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ: - ﺑﻘﻮﻟﻚ ﻳﺎ أﺑﻮﺣﻤﻴﺪ...ﻋﺎوزﻳﻦ اﻟﻨﻬﺎردة ﻧﻌﻤﻞ ﻛﺎم زﻳﺎرة ؟ - ﻃﻴﺐ ﺗﻤﺎم...ﻋﻨﺪي ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدي ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ زﻳﺎرة ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺮوﺣﻠﻪ. - ﺗﻤﺎم ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺼﺮ إن ﺷﺎء اﷲ. ﺗﺤﺮ ﻛﺎ ﺳﻮﻳﺎً ﺑﺴﻴﺎرة ﻳﻮﺳﻒ وﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﻼ ر ُﻓﻊ أذان اﻟﻤﻐﺮب...دﺧﻞ اﻟﺼﺪﻳﻘﺎن إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻷداء اﻟﺼﻼة ﻟﻔﺖ ا ﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻣﻈﻬﺮ أﺣﻤﺪ وﻳﻮﺳﻒ....ﻳﺮﺗﺪﻳﺎن اﻟﻌﻤﺎﻣﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻤﺼﺎن واﻟﻠﺤﻴﺔ ﺗﺰﻳﻦ وﺟﻬﻴﻬﻤ ﺎ.... ﻻﺣﻆ ﻳﻮﺳﻒ اﻧﺘﺒﺎﻩ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻟﻬﻤ ﺎﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : - * اﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺮك اﻟﺠﻤﻴﻞ..رﺑﻲ اﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن واﺟﻌﻠﻨﻰ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻨﻮن. ر ُﻓﻌ ﺖ اﻹﻗﺎﻣﺔ وﻗﺪ ﱠم أﺣﺪ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ أﺣﻤﺪ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﺑﻬﻢ ﻓﺮﻓﺾ وﻗﺪ ﱠم ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻨﻮ ع ﻣﻦ اﻹﻳﺜﺎر ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺨﻮف ﻳﺠﺘﺎح ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ. ﺑﺪأ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﻞ آ ﻳﺎت اﷲ... وﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺮأ ﻗﻮﻟﻪ– ﺗﻌﺎﻟﻰ - : "أﻟﻢ ﻳﺄن ﻟﻠﺬﻳﻦ أﻣﻨﻮا أن ﺗﺨﺸﻊ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﺬﻛﺮ اﷲ وﻣﺎ ﻧﺰل ﻣﻦ اﻟﺤﻖ".... ﺑﻜﻰ ﻳﻮﺳﻒ وﺑﻜﻰ اﻟﻤﺼﻠﻮﻧﻦ ﻣﻦ ﺧ ﻠﻔﻪ...ﺻﻮﺗﻪ اﻟﻌﺬب ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ اﻵذان ﻟﻴﺼﻴﺐ اﻟﻔﺆاد... اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺼﻼة و ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻮن اﻟﻤ ﺼﻠﻴﻦ ﺗﻼﺣﻖ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ....ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ِ ﻣﻦ أذﻛﺎر ﺻﻼﺗﻪ ﺣﺘﻰ وﺟﺪ ﻣﻦ ﺟﻠﺲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ: - اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻳﺎﺷﻴﺦ. - وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ورﺣﻤﺔ اﷲ وﺑﺮ ﻛﺎﺗﻪ. - رﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎرك ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ...ﻛﻨﺖ ﻋﺎوز أﻗﻮل ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻤﻜﻦ. - اﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ. ﺑﺪأ ذﻟﻚ اﻟﺸﺎب ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺎ ﺑﻪ...ﺷﻌﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﺄن ﻫﺬا اﻟﺸﺎب ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻳﻮﺳﻒ ﺳﻮى ﻛﻼم اﻟﺸﻴﺦ ﺻﻼح اﻟﺬي ﺣ ُ ﻔﺮ ﺑﺪاﺧﻠﻪ أن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻟﻪ. - ﺟﺰاك اﷲ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ....ﻣﻤﻜﻦ رﻗﻢ ﺣﻀﺮﺗﻚ؟ - أوي أوي... ﺷﺮف ﻟﻴﺎ....اﺳﻤﻲ ﻳﻮﺳﻒ . - وأﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ... أﻧﻬﻲ ﻳﻮﺳﻒ وأﺣﻤﺪ زﻳﺎرﺗﻬﻤﺎ وﻋﺎدا ﺳﻮﻳﺎً ﺑﻌﺪ أداء ﺻ ﻼة اﻟﻌﺸﺎء.... أﻟﻘﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺠﺴﺪﻩ اﻟﻤﻨﻬﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻟﻴﻐﻮص ﻓﻲ ﻧﻮم ﻋﻤﻴﻖ...... ا ﺳﺘﻴﻘﻆ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻗُﺒﻴﻞ اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻴﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﷲ....ا ﺷﺘﺎق ﻳﻮﺳﻒ ﻟﻘﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺮ ﻛﻪ ﻗﺮاﺑﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ًﻳﻮﻣﺎ.....ﻳﻘﻒ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪي اﷲ وﻓﻲ ﺳﺠﻮدﻩ. - إﻟﻬﻲ وﺧﺎﻟﻘﻲ وﺣﺮزي وﻣﻮﺋﻠﻲ.... ﻳﺎﺳﻨﺪي ﻳﺎرﺣﻤﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧ ﺮة...أﻟﺴﺖ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻗﺎل.. " وﻳﺮﻳﺪ اﷲ أن ﻳﺘﻮب ﻋﻠﻴﻜﻢ" ؟ﺗُﺐ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ أﻟﺴﺖ ﺟ ُ ﻨﺪ ً اﻣﻦ ﺟﻨﻮدك؟... ﻏﺮﻧﻲ ﺣﻠﻤﻚ وﻋﻔﻮك وﺳﺘﺮك.... أﻟﻴﺴﺖ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻧﺪﻣ ً ﺎوﻋﺰﻣﺎً ﻋﻠﻰ أﻻ أﻋﻮد إﻟﻰ اﻟﺬﻧﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى؟ ....إذاً ﻫﺎ أﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ إﻟﻬﻲ أﺗﻀﺮع إﻟﻴﻚ ﻧﺎدﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ًﻋﺎزﻣﺎ ﻋﻠﻰ أنأﻋﻮد إﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.....أﻧﺎ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﺑﺪوﻧﻚ وأﻧﺖ اﻟﻘﻮي ،أﻧﺎ اﻟﺬﻟﻴﻞ وأﻧﺖ اﻟﻌﺰﻳﺰ ، أﻧﺎ اﻟﻔﻘﻴﺮ وأﻧﺖ اﻟﻐﻨﻲ ...ﻋﺎﻫﺪﺗﻚ وأﻗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ أﻻ أﻋﻮد ﻣﺮة أﺧﺮي ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺬﻧﺐ ﻣﺮة أﺧﺮى....اﻗﺒﻠﻨﻲ ﻳﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ... ﻗﺒﻠﺖ ﺳﺤﺮة ﻓﺮﻋﻮن وﺳﺠﺪوا ﻟﻚ ﺳﺠﺪة....ﻛﻴﻒ ﻟﻲ اﻟﻤﻜﻮث ﺧﺎر ج رﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ؟ﻣﻦ ﻗﻠﺖ: أﻧﺎ أرﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ، ﻳﺎﻣﻦ ﻗﻠﺖ ﻳﺎﺑﻦ آ دم إذا ﺑﻠﻐﺖ ذﻧﻮﺑﻚ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء ﺛﻢ اﺳﺘﻐ ﻔﺮ ﺗﻨﻲ ﻏﻔﺮت ﻟﻚ وﻻ أﺑﺎﻟﻲ..ﻫﺎﻫﻲ ذﻧﻮﺑﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﻋﻨﺎن اﻟﺴﻤﺎء ﺑﻞ ﻓﺎﻗﺖ ﻳﺎرﺣﻤﻦ ... َ ﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻚ وﻟﻦ أﺑﺮح ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻔﻮ ﻋﻨﻲ..
لإكمال الرواية تابعنا علي قناة تليجرام
👈 الفصل التالي: رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل السادس والثلاثون
👈 جمييع الفصول: رواية ولنا في الحلال لقاء كاملة بقلم أحمد عطا
👈 المزيد من الروايات الرومانسية الكاملة: روايات كاملة
انتهت أحداث رواية ولنا في الحلال لقاء الفصل الخامس والثلاثون إلى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله.