نقدم اليوم احداث رواية اولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الثلاثون بقلم شيماء سعيد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية أولاد الجبالى كاملة بقلم شيماء سعيد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اولاد الجبالي pdf كاملة من خلال موقعنا .
أولاد الجبالي 2 الفصل الثلاثون
الحلقة الثلاثون
أولاد الجبالى2
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
من السهل أن تحب الناس، ولكن من الصعب أن تجبر الناس على حبك
.............
مازالت إلهام فى بكائها ومحفوظ أمامها تقتله دموعها ولا يدرى ما سببها .
هل هو لوعة الأشتياق مثله ام شىء أخر ؟
محفوظ بقهر ...ايه بس مالك يا جلبى ، بزيادة عاد بُكى وخلينا نجضى الوقت فى الكلام قبل ما يجولوا خلاص خلصت الزيارة .
إلهام بنحيب ...غصبا عنى يا محفوظ ، من اللى شوفته قبلك وبعدك كمان ، مش خابرة بس ميتى الدنيا تضحكلى .
ليه بس عملت أكده يا محفوظ ، كنت سبته أكده أكده كان هياخد إعدام من كتر المصايب اللى كان هيعملها.
لزمته ايه بس تكتله وتروح انت فيها ؟
كنت سبته وفضلت معايا بدل ما تبعد أكده عنى ولسه يعالم هتخرج امتى وتهملنى كل ده للدنيا تلطش فيه .
فوقف محفوظ مردفا بإنفعال ...لا ولو كان هيعدموه جدامى ، انا أكده ارتحت لما خدت بتارى منيه وبردت نارى ، وجدرت أشوفك من أول وچديد إلهام اللى حبتها وهى كلها خمس سنين وأطلع يا إلهام نعيش حياتنا من چديد .
والحمد لله انها چت على خمسة بس ويمكن أطلع جبليهم حسن سير وسلوك كمان .
وهما عطونى حكم إكده صغير رغم إنى كتلته عشان خابرين اللى حوصل منيه وانى عملت أكده عشان الشرف .
إلهام بحزن ...الحمد لله ، يعدوا وتخرج ليه بالسلامة يا حبيبى وچوزى وواد عمى وكل حاچة ليه فى الدنيا .
محفوظ ..الله على الكلام الحلو اللى يخلينى أحلم باليوم اللى أطلع بيه من إهنه .
وساعتها بس هعملك فرح من أول وچديد ونعيش حياتنا زى ما ربنا رايد ويعوض علينا ربنا بالعيال .
.............
حدثت مرام والدها عبر الهاتف ..ايوه يا بابى جى فى السكة .
عصام ...تمام .
دلوقتى هكلمهم يجبهوهالك لحد عندك وتشوفى عايزة تعملى ايه فيها ؟
مرام .ربنا يخليك يا ليه يا حبيبى .
وبالفعل أتصل عصام بأحد رجاله مردفا بأمر ...مسافة الطريق وقبل كمان ما يوصل براء ، عايزها عندى فى فيلا المريوطية ، ومش عايز نفر يحس بيها ومن غير شوشرة نهائى .
مكاوى بإندهاش ... إزاى يعنى يا باشا هندخل ونطلع من غير شوشرة وصريخ من البت دى وأعتراض الناس اللى حواليها ، هو فيلم هندى يا باشا ولا ايه ده خطف .
زفر عصام بضيق ..عشان غبى ومبتفكرش ، هو لازم تدخل القصر ، عشان تعمل انت فيلم الخطف ده ؟
فرك مكاوى فى رأسه ...امال هندخل عليها ونقولها أتفضلى معانا هنخطفك بالذوق ومتعمليش صوت وخليكى مؤدبة .
فصك عصام على أسنانه بغيظ مردفا بغضب ...مش بقولك غبى وخايف تضيعنا بجد .
انت إيه مبتفكرش ، إنك ممكن تتصل بيها وتقولها خبر فيك أن براء عمل حادثة مثلا على الطريق وطالب يشوفك .
فهى طبعا هتجرى تخرج من القصر ، تقوم حضرتك تكون مستنيها بسيارة أجرة ، هتشاور هى طبيعى وهتركب بإرادتها بدون إجبار ولا شوشرة فهمت يا غبى !
فضرب مكاوى على رأسه مردفا ..ااااااخ ، كانت رايحة عن بالى الفكرة دى فين بس .
حاضر يا باشا ، علم وينفذ ، أدينى الرقم .
فأملاه عصام الرقم .
ليقوم مكاوى بالأتصال بها على الفور ، حيث كانت زاد مازالت فى غرفتها تتحدث مع جنينها وكأنه أصبح ملاذها وصديقها الذى تشتكى له همها مرددة :
_شوفت ابوك وعمايله يا ولدى ، عين فى المية وعين فى النار ، عيتمسك بيه جال وفى نفس الوقت عيتمسك بالبت المصرواية اللى شبه حلاوة المولد دى .
وكأنه عايز يتغدى بيه الأول وبعدين يحلى بيها بت الملزقة دى .
بس لا والف لا ، هو انا چارية وهو سلطان ولا ايه ، ده انا زاد .
ينسى خالص إنى أكون ليه ابن الجبالى بعد اللى حوصل .
وانا خلاص كمان كرهته جوى ، ثم وضعت يدها على فمها مرددة ..بس لا مش كرهته جوى يعنى ، لسه جلبى عيحن بس خلاص انا عحط جلبى تحت مداسى وأموته بيدى عشان ميحنش ليه تانى ، مش أكده يا ولدى بردك .
ليرن هاتفها فطالعته بشىء من الدهشة لانه رقم غريب ، فترددت فى بادىء الامر أن تستجيب ولكنها فى النهاية استجابت مرددة ...السلام عليكم..
مكاوى بصوت قلق ...حضرتك الست زاد .
زاد بريبة ....ايوه ، حضرتك مين وفيه حاجة ولا ايه ؟
مكاوى ...انا فاعل خير يا مدام .
للأسف براء چوزك عمل حادثة وعرة جوى فى الطريق وانا بفضل الله اتصلت بالإسعاف لما شوفته أكده وچت وخدته بس وصانى يا حبة عينى وهو مش دارى بحاله بيكى وجعد يجولى كلم زاد ، شيعهالى عايز أشوفها جبل ما أموت .
وعطانى رقمك وهو دلوك فى المستشفى ومش خابر حالته إيه دلوك !
فياريت يعنى يا ست تسرعى تلحجيه عاد فى المستشفى جبل ما يفطس من غيرك ما يشوفك .
فصرخت زاد .....براااااء ، لاااااا
يا حبيبى يا براء ، انا جاية حالا .
فين المستشفى ؟
فأخبرها مكاوى المكان .
فأغلقت الخط وهى دموعها لا تتوقف ، ثم أسرعت راكضة وغادرت ، وكانت بانة فى شرفة غرفتها فشاهدتهت تسرع للمغادرة .
فحدثت نفسها ...هو فيه إيه ؟ وعتجرى ليه زاد أكده ؟
أستر يارب ، هو حوصل ايه ؟
أما زاد فخرجت سريعا من الفيلا ، لتشاور على أى سيارة لتنقلها ، فوقف مكاوى أمامها .
ففتحت الباب مردفة ...وصلنى لمستشفى النصر من فضلك بسرعة بس الله يخليك .
وظلت زاد طوال الطريق تبكى ..يا ترى عامل ايه دلوك يا براء ؟
اياك تهملنى وتسبنى ، لا متموتش يا براء حتى لو كنت أتچوزت عليه البت المصرواية دى ، لا عيش عشان أعرف كيف انتقم منك يا خاين يا دون ، لكن متموتش .
وعندما طال الطريق بـ زاد ، روادها الشك مردفة ..هو انت عتطول ليه أكده هى المستشفى دى فين ؟
مكاوى ...لسه جدامنا شوى يا ست ، دى بعيدة جوى .
زاد ...طيب سرع عشان ألحق اطمن على چوزى الله يخليك ثم بكت زاد .
فناولها مكاوى عصير مردفا بمكر ...بس يا ست قطعتى جلبى ، هدى منى العصير ده عشان تهدى نفسك شوى ، وعشان كمان زمانك عطشانة الجو حر زى ما أنتِ شايفة ولسه المشوار طويل .
شعرت فعلا زاد بجفاف حلقها ، فتناولته منه على خجل ، ولكن ما هى إلا لحظات حتى ذهبت فى نوم عميق بسبب المخدر الذى كان متواجد فى العصير .
فضحك مكاوى ..حلو جوى ، اهى تنام عشان متصدعنيش الطريق كله ، وندوس بنزين عشان أوصل بدرى بدرى زى ما وصانى الباشا.
ثم أتصل به ...الووووو كله تمام يا باشا والبضاعة معايا وكلها خمس ساعات بالكتير وأكون فى الفيلا .
عصام ...تمام يا مكاوى ، هتلاقينى فى انتظارك .
ثم اتصل عصام بإبنته ....الهانم مراته فى الطريق .
هتيجى نتسلى عليها ولا الأفضل مش دلوقتى ، خليها رهن لغاية ما سيادته يتم العملية الجاية والموضوع يمشى زى ما إحنا مخططين بالظبط .
مرام ..بس كان نفسى أطلع غضبى على جتتها يا بابى ،وبعدين أخنقها بإيدى دى .
عصام ...هنصبر بس تعدى العملية وأعملى فيها كل اللى أنتِ عايزاه ، هى كلبة ولا تسوى أصلا ومش عارف إزاى وحدة زى دى تهز شعرة من شعرك وتخليكى تغيرى كده .
مرام ...غصبا عنى يا بابا ، مشوفتش عينيه وهى بتلمع لما تيجى سيرتها ولا كان ملهوف إزاى يروح يشوفها .
مقدرتش أستحمل أنه ممكن فى يوم من الايام يسبنى عشان خاطرها وإنه فعلا بيحبها هى وانا مجرد وحدة وقعت فى طريقه بالصدفة .
عصام بصرامة ...لا أنتِ بنت عصام الدمنهوري ، وانا هخليه كلب وميقدرش يستغنى عنك .
مرام ...ياريت يا بابى عشان أتعلقت بيه أوى .
عصام بنفاذ صبر.. ...ولو ان ده غلط بس المهم تكونى مبسوطة يا روح بابا .
....
أخذت تفكر بانة ما تفعل هل تحدث براء عن ما شاهدته ،ولكنها ترددت كى لا تثير قلقه وظنت إنها ربما ستعود بعد قليل .
بانة ...ايوه أكيد هترجع هتروح فين يعنى ، بس تلاقيها زهجانة وراحت تتمشى تشم هوا .
........
بعثت نهلة الى محمود رسالة من هاتفها باللغة الإنجليزية
How are you?
كيف حالك ؟
فابتسم محمود لصغيرته التى فى أقل من شهر قد تعلمت الكتير بالفعل وتبدلت كثيرا ولا شك أنها قريبا ستكون الإنسانة التى تحلم والدته بأن يتزوجها من جمال وشياكة ولباقة .
ثم ضحك مرددا ...نفسى يجى اليوم اللى تشوفيها فيه وتيجى تحكيلى عليها يا ماما ، وتقوليلى زى ما كل مرة تشوفى بنت حلوة فى النادى
_ أما النهاردة شوفتلك عروسة قمر فى النادى .
ياااه مش هعرف ساعتها همسك نفسى ازاى وأتصرف كانى مش مش عرفها ازاى .
ثم كتب ردا على نهلة : l am fine my princess
الحمدلله أميرتي .
متصوريش انا فرحان اوى يا حبيبى إزاى ،وفخور بيكى جدا .
عشان أنتِ بطلة بجد وواجهتى كل التحديات واتعلمتى فى فترة صغيرة اوى ومتوقع ليكى مستقبل حلو ، ده أنتِ مش بعيد تدخلى طب وكده تكونى ست الدكتورة ومعرفش انا أكلمك كمان يا نهلة .
رأت نهلة رسالته فدق قلبها وابتسمت وكتبت له :دكتورة مرة واحدة ، ده انا عمرى ما تخيلت انى أكون هنا وأعيش العيشة دى وأتعلم كمان وأتجوز واحد زيك يا محمود .
انا لغاية دلوقتى حاسه انى فى حلم جميل وخايفة أصحى منه .
وحاسه انك كتير كمان عليه ، ربنا يقدرنى وأعمل كل حاجة عشان أسعدك انت وبس .
ابتسم محمود لتعلمها أيضا طريقة الحديث باللهجة العامية وليس بلهجة أهل الصعيد .
فبعث لها قلب ثم كتب لها : ولو أن كلامك زينا خطف قلبى ، بس برده العشق كله فى كلامك بالصعيدى ، فأنا عايز أحلى بيه بعد الكلام ده كله ، يلا أشچينى .
فضحكت نهلة وكتبت ..وه _وبعدين معاك ، عتكسفنى إياك .
فبعث لها محمود قلوب كثيرة ، أخترقت قلبها الذى أصبح متيم به .
.......
أثناء قيادة براء السيارة متوجها نحو القاهرة .
قام بالإتصال بمحمود .
فاستجاب له محمود بقوله ...أهلين سيادة الباشا ، ها قولى رويت قلبك برؤية الحبايب ولا لسه ؟
تنهد براء بحرارة مردفا ...ايوه وراجع أهو كمان ، بس يارتنى ما روحت تعبت أكتر يا محمود ، مش قادر أشوفها قدامى بتتعذب كده وانا السبب فى كل مرة .
محمود ..معلش يا براء ، هانت اهى وتعرف الحقيقة ، انك عملت ده كله لخدمة وطنك وأنه ده واجب عليك عشان توقع الكلب الحقير عصام الدمنهوري .
براء....خابر بس الموضوع صعب جوى عليها يا محمود .
ومش عارف كان لزمته ايه الچواز من البت الصفرا دى ؟
محمود ..مهو مكنش ينفع غير كده عشان تدخل الفيلا بصفتك جوز بته وطبعا عشان مكانتك هيستغلك فى شغله عشان يعدى بسهولة وبكده هنقدر فعلا نمسكه متلبس .
براء ...طيب ما كان ممكن يتمسك مع سفرية شهر العسل ، ليه استنيت ده كله ؟
محمود ..وبعدين يا براء ، نعيد تانى ، ما انت عارف ان الصفرا اللى بتقول عليها هى اللى هتتحبس عشان هى اللى شايلة الشنطة .
وطبعا مكنتش هتقدر تدخل أبوها فى الموضوع ، لأنها عارفة ومتاكدة أنه هيمخخ بره وأكيد هيلاقى ثغرة ويطلعها زى الشعرة من العجين.
عشان كده ، كان لازم ننتظر عملية أكبر يظهر هو فيها وبكده نقطع رأس الحية ونخلص منه ومن أتباعه ..
زفر براء بضيق ...وعلى أكده عستنى كتير ، ده ممكن تولد ولسه الموضوع شغال .
اه يا مرك يا براء .
بحولك ايه يا محمود ، انا عسيب الشغلانة المجندلة دى وهشتغل تاجر بلح .
فقهقه محمود مرددا ...متجدرش يا جدع .
عشان ده مش مجرد شغل وبس ، دى حاجة بتجرى فى دمك وانا عارف كويس أن كمان أو تطلبت روحك فدا للوطن مش هتتأخر .
فدمعت عين براء وأقشعر جسده مرددا ...طبعا دمى فدا لكل شبر فى أرض مصر .
محمود ..خلاص صلى على النبى كده ، وهتعدى بإذن الله على خير وانا بنفسى اللى هكلم زاد وهشرحلها الأمر .
فثار ذلك غيرة براء فاردف بغيظ ...عتكلمها كيف يعنى لحالك .
لا خليها زعلانة أحسن .
فضحك محمود ...بقا كده ، طيب أتفلق انت وهى .
بس اتصور يا براء ، انا فرحان بجد انك بتحب زاد وبتغير عليها كده رغم انك قدامك وحدة زى مرام مفهاش غلطة وتوقع اى راجل .
فزفر براء بضيق ...ده كلها عيرة يا محمود ، ده انا لحد دلوك معرفش هى شكلها الحقيقى ايه ولا شعرها وعينيها لونهم ايه .
دى زومبى متحرك بشفايف كيف البجرة حدانا وخدود كيف الرمانة منفوخة وجسمها عيتلوى كيف الحية فى الريحة والچاية.
دى وحدة يتبص ليها من بعيد أكده حلاوة روح بس لكن متتعاشرش يا بوى ولا يتچاب منها عيال .
محمود بإندهاش ...عندك حق ، يعنى جمال ظاهرى بس .
براء ...ايوه ، وانت كيفك مع مرت أبوى يا نمس .
فتلون وجه محمود غضبا مردفا ...لو سمحت يا براء متجبليش السيرة دى ولو عايز تسئل عنها قول نهلة أو زى ما بتقولوا عندكم الجماعة .
فابتسم براء ...يعنى عتغيير أهو وجوى كمان ، مش إحنا بس عاد عشان بس تعذرنى .
بس على أكده صوح بتحبها بچد بدال عتغير عليها جوى أكده .
محمود ...لا انا خلاص عديت مرحلة الحب يا براء.
ده وصلت لمرحلة صعبة أوى ومش بس بغير عليها من اى حد ، ده انا بغير عليها من حتى هدومها اللى عليها وخصوصا دلوقتى اكتر واكتر لأنها بقت برنسيسة كده وخايف بجد تنزل الشارع ولا حد يشوفها ، أقولك انا هرجع أحبسها تانى أحسن بس فى قلبى وبس .
فضحك براء مرددا بداعبة ...لا انا دماغك بجت عالية جوى وانا طلعت غلبان مش جدك على أكده .
لينهى معه المكالمة ويستكمل طريقه وحدث نفسه ...لما أشوف ام أربعة وأربعين دى عتخلص ميتى من حوارها مع ابوها راس الحية ده .
ليشرد بعدها فيما حدث فى بادىء الأمر .
عندما جاء هو ومحمود إلى القاهرة واجتمعوا بمركز قيادة مكافحة المخدرات ، وحدثهم القائد عن حملة التطهير لهؤلاء الاوغاد الذى يضرون المجتمع وخاصة الشباب وعليهم أن يتخلصوا منهم فى أقرب وقت وقد كلف كل فريق منهم الإتجاه فى طريق معين .
أما براء ومحمود فحدثهم قائدهم عن شكوكه حول رجل أعمال يسمى عصام الدمنهوري ولكن فى ظاهره أنه لا غبار عليه ولا دليل على إدانته .
وسبب الشك أنه جاء إلى القاهرة من دمنهور فقيرا وفى سنوات قليلة أصبح تاجر ميسور الحال وسهمه يلمع بين رجال الأعمال.
وهذا ما أكد أن وراء عمله شىء غير مشروع .
فحدثهم القائد صفوان ..انا جمعتكم النهاردة عشان متأكد أنكم قد المهمة دى من خلال اللى سمعتوا عنكم وتاريخكم المشرف .
براء ...الله يخليك يا باشا .
صفوان ...دلوقتى قدامكوا واحد اسمه عصام المنهورى ، الراجل ده فى سنتين تلاتة قدر يعمل اللى معملهوش اى راجل اعمل فى ربع قرن وبقا غول فى السوق ومسيطر كمان تقريبا على رجال الأعمال الصغيرين اللى لسه بيقولوا يهادى .
وصراحة انا شاكك فيه بس مش عارف أوصل لأى دليل ضده .
محمود ...طيب والمطلوب ايه يا فندم ؟
صفوان ...هندعبس ونشوف هو بيهبب ايه بالظبط .
براء .. تمام ، بس هنبتدى الخيط منين يا فندم ؟
دقق النظر فيهم صفوان قليلا ثم أردف قائلا ..اكيد من خلال بنته يا سيادة ، هى شابة وجميلة وبتحب المغامرة والصحوبية والسهر والشرب .
وانتم شباب ومظهركم كويس جدا ، فهندخل من النقطة دى .
محمود ..برده مش فاهم ، هنروح نقولها ، هاى ممكن نكون صحاب ولا ايه ؟
فضحك براء ولكن نظرة صفوان له جعلته يتوقف مرددا .. آسف .
صفوان ..لا طبعا يا سيادة المقدم .
انت هتبتدى الأول وهتروح النايت كلب اللى بتسهر فيه البنت عادى كأى زبون وتسهر وتوزع نظراتك على الصف الموجود .
لغاية ما تلفت انتباها وهى اللى تيجى تكلم معاك بنفسها .
وطبعا هديك الأكونت بتعها على الفيس عشان تشوف صورها لأنها بتغير من شكلها بأستمرار فى الشعر ولون العين .
فابتسم محمود ...وكده هعرفها إزاى بدال كل يوم بشكل .
صفوان ...يعنى فيه حجات أساسية زى الصوت مثلا ، ده غير فى شامة فى وشها .
محمود ..تمام ، وهتعرف انى شرطة ولا هنتحل اى شخصية.
فضرب صفوان بيده على المنضدة التى أمامه وطالعهم بغضب قائلا ...انتوا ايه يا سيادة التفكير بتاعكم ده !!
تنتحل شخصية ايه يا سيادة المقدم ، فاكر نفسك شخصية فى رواية ولا فيلم هندى .
متعرفش أننا فى زمن التنكولجيا الحديثة ، يعنى بضغطة واحدة تعرف انت مين وابن مين وبتشغل ايه ؟
تعرف محمود خجلا وحمم بحرج ...ايوه يا فندم .
صفوان ...ياريت يكون فيه تركيز أكتر من كده ، لأننا داخلين فى مهمة صعبة ومحتاجة إرادة من حديد .
براء ...واحنا قدها بإذن الله يا باشا .
صفوان ...تمام ، يبقى هتقدملها نفسك عادى جدا .
لأن أخلاق كل ظابط اكيد بتختلف عن التانى وانت هنا هتكون الظابط الفريش وده اللى هو هتمثله .
محمود ...هو انا فريش ، بس مش اوى كده لدرجة الكباريهات ، بس هحاول وأمرى لله مدام شغل ضروري.
براء ...طيب وانا هتكون ايه دورى كده ، أوعى تقولى أروح انا كمان أسهر فى البتاع ده ، انا مليش فى الشغل ده خالص .
استغفر الله العظيم يارب .
ابتسم صفوان مرددا ...منا عارف ، وعشان كده انت ليك مكان تانى هتقابلها فيه كأنه صدفة .
بس ده لما نشوف محمود الأول هيعمل ايه .
براء ...تمام يا باشا .
.......
وصل بالفعل مكاوى إلى فيلا المريوطية.
والتفت حوله حتى يطمئن أن لا أحد يتبعه أو يراه ، ثم نظر إلى زاد فوجدها مازلت تحت تأثير المخدر .
لذا فحملها على يديه وخطى بصعوبة بها إلى مدخل الفيلا ، فوجد الباب يفتح من تلقاء نفسه .
فأدرك أن عصام موجود بالداخل بالفعل ويراه من خلال كاميرات المراقبة ، بل وجد رجل من رجاله يسرع إليه ليحملها عنه .
مكاوى ..تسلم يا ذوق ، عشان دى تقيلة أوى وكانت هتكسر ضهرى .
فى الداخل أشار عصام على إبنته بالهدوء والتريث مع زاد حتى يتم لهم ما أرادوا .
مرام ...مش قادرة يا بابى أشوفها قدامى ومكلهاش بسنانى .
وأطلع على جتتتها لمعة عين حب براء ليها وهو بيتكلم عنها .
عصام ...معلش نهدى شوية بس .
ثم دخل بها بالفعل الرجل إلى الفيلا ، فأشار إليه عصام أن ينقلها الى قبو الفيلا .
فنزل بها إلى الأسفل بالفعل ، وأمره عصام أن يقيد يديها بإحكام .
فقيدها وبالفعل لتسارع من ورائهم مرام وقد بلغها بها الغضب مبلغه وكأنه لم تستمع إلى اى كلمة من والدها .
لتنزل على وجهها وهى نائمة ومقيدة فى الفراش بصفعة قوية ، فتألمت زاد وتأوهت وقد باتت على وشك الأستيقاظ .
فزفر عصام بضيق وأمسك مرام من يدها مردفا ...مفيش فايدة فيكى متهورة ، وتعالى نخرج بسرعة قبل تشوف حضرتك وتعرف إنك اللى ورا خطفها يا هانم .
مرام بإنفعال ..ما تعرف هى تهمنى فى ايه ده حشرة ولا تسوى ؟؟
وللحكاية بقية
ياترى هيحصل ايه تانى ؟
نختم بدعاء جميل
اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب وأماناً من العذاب ونصيباً من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضا المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
أولاد الجبالى2
..................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
من السهل أن تحب الناس، ولكن من الصعب أن تجبر الناس على حبك
.............
مازالت إلهام فى بكائها ومحفوظ أمامها تقتله دموعها ولا يدرى ما سببها .
هل هو لوعة الأشتياق مثله ام شىء أخر ؟
محفوظ بقهر ...ايه بس مالك يا جلبى ، بزيادة عاد بُكى وخلينا نجضى الوقت فى الكلام قبل ما يجولوا خلاص خلصت الزيارة .
إلهام بنحيب ...غصبا عنى يا محفوظ ، من اللى شوفته قبلك وبعدك كمان ، مش خابرة بس ميتى الدنيا تضحكلى .
ليه بس عملت أكده يا محفوظ ، كنت سبته أكده أكده كان هياخد إعدام من كتر المصايب اللى كان هيعملها.
لزمته ايه بس تكتله وتروح انت فيها ؟
كنت سبته وفضلت معايا بدل ما تبعد أكده عنى ولسه يعالم هتخرج امتى وتهملنى كل ده للدنيا تلطش فيه .
فوقف محفوظ مردفا بإنفعال ...لا ولو كان هيعدموه جدامى ، انا أكده ارتحت لما خدت بتارى منيه وبردت نارى ، وجدرت أشوفك من أول وچديد إلهام اللى حبتها وهى كلها خمس سنين وأطلع يا إلهام نعيش حياتنا من چديد .
والحمد لله انها چت على خمسة بس ويمكن أطلع جبليهم حسن سير وسلوك كمان .
وهما عطونى حكم إكده صغير رغم إنى كتلته عشان خابرين اللى حوصل منيه وانى عملت أكده عشان الشرف .
إلهام بحزن ...الحمد لله ، يعدوا وتخرج ليه بالسلامة يا حبيبى وچوزى وواد عمى وكل حاچة ليه فى الدنيا .
محفوظ ..الله على الكلام الحلو اللى يخلينى أحلم باليوم اللى أطلع بيه من إهنه .
وساعتها بس هعملك فرح من أول وچديد ونعيش حياتنا زى ما ربنا رايد ويعوض علينا ربنا بالعيال .
.............
حدثت مرام والدها عبر الهاتف ..ايوه يا بابى جى فى السكة .
عصام ...تمام .
دلوقتى هكلمهم يجبهوهالك لحد عندك وتشوفى عايزة تعملى ايه فيها ؟
مرام .ربنا يخليك يا ليه يا حبيبى .
وبالفعل أتصل عصام بأحد رجاله مردفا بأمر ...مسافة الطريق وقبل كمان ما يوصل براء ، عايزها عندى فى فيلا المريوطية ، ومش عايز نفر يحس بيها ومن غير شوشرة نهائى .
مكاوى بإندهاش ... إزاى يعنى يا باشا هندخل ونطلع من غير شوشرة وصريخ من البت دى وأعتراض الناس اللى حواليها ، هو فيلم هندى يا باشا ولا ايه ده خطف .
زفر عصام بضيق ..عشان غبى ومبتفكرش ، هو لازم تدخل القصر ، عشان تعمل انت فيلم الخطف ده ؟
فرك مكاوى فى رأسه ...امال هندخل عليها ونقولها أتفضلى معانا هنخطفك بالذوق ومتعمليش صوت وخليكى مؤدبة .
فصك عصام على أسنانه بغيظ مردفا بغضب ...مش بقولك غبى وخايف تضيعنا بجد .
انت إيه مبتفكرش ، إنك ممكن تتصل بيها وتقولها خبر فيك أن براء عمل حادثة مثلا على الطريق وطالب يشوفك .
فهى طبعا هتجرى تخرج من القصر ، تقوم حضرتك تكون مستنيها بسيارة أجرة ، هتشاور هى طبيعى وهتركب بإرادتها بدون إجبار ولا شوشرة فهمت يا غبى !
فضرب مكاوى على رأسه مردفا ..ااااااخ ، كانت رايحة عن بالى الفكرة دى فين بس .
حاضر يا باشا ، علم وينفذ ، أدينى الرقم .
فأملاه عصام الرقم .
ليقوم مكاوى بالأتصال بها على الفور ، حيث كانت زاد مازالت فى غرفتها تتحدث مع جنينها وكأنه أصبح ملاذها وصديقها الذى تشتكى له همها مرددة :
_شوفت ابوك وعمايله يا ولدى ، عين فى المية وعين فى النار ، عيتمسك بيه جال وفى نفس الوقت عيتمسك بالبت المصرواية اللى شبه حلاوة المولد دى .
وكأنه عايز يتغدى بيه الأول وبعدين يحلى بيها بت الملزقة دى .
بس لا والف لا ، هو انا چارية وهو سلطان ولا ايه ، ده انا زاد .
ينسى خالص إنى أكون ليه ابن الجبالى بعد اللى حوصل .
وانا خلاص كمان كرهته جوى ، ثم وضعت يدها على فمها مرددة ..بس لا مش كرهته جوى يعنى ، لسه جلبى عيحن بس خلاص انا عحط جلبى تحت مداسى وأموته بيدى عشان ميحنش ليه تانى ، مش أكده يا ولدى بردك .
ليرن هاتفها فطالعته بشىء من الدهشة لانه رقم غريب ، فترددت فى بادىء الامر أن تستجيب ولكنها فى النهاية استجابت مرددة ...السلام عليكم..
مكاوى بصوت قلق ...حضرتك الست زاد .
زاد بريبة ....ايوه ، حضرتك مين وفيه حاجة ولا ايه ؟
مكاوى ...انا فاعل خير يا مدام .
للأسف براء چوزك عمل حادثة وعرة جوى فى الطريق وانا بفضل الله اتصلت بالإسعاف لما شوفته أكده وچت وخدته بس وصانى يا حبة عينى وهو مش دارى بحاله بيكى وجعد يجولى كلم زاد ، شيعهالى عايز أشوفها جبل ما أموت .
وعطانى رقمك وهو دلوك فى المستشفى ومش خابر حالته إيه دلوك !
فياريت يعنى يا ست تسرعى تلحجيه عاد فى المستشفى جبل ما يفطس من غيرك ما يشوفك .
فصرخت زاد .....براااااء ، لاااااا
يا حبيبى يا براء ، انا جاية حالا .
فين المستشفى ؟
فأخبرها مكاوى المكان .
فأغلقت الخط وهى دموعها لا تتوقف ، ثم أسرعت راكضة وغادرت ، وكانت بانة فى شرفة غرفتها فشاهدتهت تسرع للمغادرة .
فحدثت نفسها ...هو فيه إيه ؟ وعتجرى ليه زاد أكده ؟
أستر يارب ، هو حوصل ايه ؟
أما زاد فخرجت سريعا من الفيلا ، لتشاور على أى سيارة لتنقلها ، فوقف مكاوى أمامها .
ففتحت الباب مردفة ...وصلنى لمستشفى النصر من فضلك بسرعة بس الله يخليك .
وظلت زاد طوال الطريق تبكى ..يا ترى عامل ايه دلوك يا براء ؟
اياك تهملنى وتسبنى ، لا متموتش يا براء حتى لو كنت أتچوزت عليه البت المصرواية دى ، لا عيش عشان أعرف كيف انتقم منك يا خاين يا دون ، لكن متموتش .
وعندما طال الطريق بـ زاد ، روادها الشك مردفة ..هو انت عتطول ليه أكده هى المستشفى دى فين ؟
مكاوى ...لسه جدامنا شوى يا ست ، دى بعيدة جوى .
زاد ...طيب سرع عشان ألحق اطمن على چوزى الله يخليك ثم بكت زاد .
فناولها مكاوى عصير مردفا بمكر ...بس يا ست قطعتى جلبى ، هدى منى العصير ده عشان تهدى نفسك شوى ، وعشان كمان زمانك عطشانة الجو حر زى ما أنتِ شايفة ولسه المشوار طويل .
شعرت فعلا زاد بجفاف حلقها ، فتناولته منه على خجل ، ولكن ما هى إلا لحظات حتى ذهبت فى نوم عميق بسبب المخدر الذى كان متواجد فى العصير .
فضحك مكاوى ..حلو جوى ، اهى تنام عشان متصدعنيش الطريق كله ، وندوس بنزين عشان أوصل بدرى بدرى زى ما وصانى الباشا.
ثم أتصل به ...الووووو كله تمام يا باشا والبضاعة معايا وكلها خمس ساعات بالكتير وأكون فى الفيلا .
عصام ...تمام يا مكاوى ، هتلاقينى فى انتظارك .
ثم اتصل عصام بإبنته ....الهانم مراته فى الطريق .
هتيجى نتسلى عليها ولا الأفضل مش دلوقتى ، خليها رهن لغاية ما سيادته يتم العملية الجاية والموضوع يمشى زى ما إحنا مخططين بالظبط .
مرام ..بس كان نفسى أطلع غضبى على جتتها يا بابى ،وبعدين أخنقها بإيدى دى .
عصام ...هنصبر بس تعدى العملية وأعملى فيها كل اللى أنتِ عايزاه ، هى كلبة ولا تسوى أصلا ومش عارف إزاى وحدة زى دى تهز شعرة من شعرك وتخليكى تغيرى كده .
مرام ...غصبا عنى يا بابا ، مشوفتش عينيه وهى بتلمع لما تيجى سيرتها ولا كان ملهوف إزاى يروح يشوفها .
مقدرتش أستحمل أنه ممكن فى يوم من الايام يسبنى عشان خاطرها وإنه فعلا بيحبها هى وانا مجرد وحدة وقعت فى طريقه بالصدفة .
عصام بصرامة ...لا أنتِ بنت عصام الدمنهوري ، وانا هخليه كلب وميقدرش يستغنى عنك .
مرام ...ياريت يا بابى عشان أتعلقت بيه أوى .
عصام بنفاذ صبر.. ...ولو ان ده غلط بس المهم تكونى مبسوطة يا روح بابا .
....
أخذت تفكر بانة ما تفعل هل تحدث براء عن ما شاهدته ،ولكنها ترددت كى لا تثير قلقه وظنت إنها ربما ستعود بعد قليل .
بانة ...ايوه أكيد هترجع هتروح فين يعنى ، بس تلاقيها زهجانة وراحت تتمشى تشم هوا .
........
بعثت نهلة الى محمود رسالة من هاتفها باللغة الإنجليزية
How are you?
كيف حالك ؟
فابتسم محمود لصغيرته التى فى أقل من شهر قد تعلمت الكتير بالفعل وتبدلت كثيرا ولا شك أنها قريبا ستكون الإنسانة التى تحلم والدته بأن يتزوجها من جمال وشياكة ولباقة .
ثم ضحك مرددا ...نفسى يجى اليوم اللى تشوفيها فيه وتيجى تحكيلى عليها يا ماما ، وتقوليلى زى ما كل مرة تشوفى بنت حلوة فى النادى
_ أما النهاردة شوفتلك عروسة قمر فى النادى .
ياااه مش هعرف ساعتها همسك نفسى ازاى وأتصرف كانى مش مش عرفها ازاى .
ثم كتب ردا على نهلة : l am fine my princess
الحمدلله أميرتي .
متصوريش انا فرحان اوى يا حبيبى إزاى ،وفخور بيكى جدا .
عشان أنتِ بطلة بجد وواجهتى كل التحديات واتعلمتى فى فترة صغيرة اوى ومتوقع ليكى مستقبل حلو ، ده أنتِ مش بعيد تدخلى طب وكده تكونى ست الدكتورة ومعرفش انا أكلمك كمان يا نهلة .
رأت نهلة رسالته فدق قلبها وابتسمت وكتبت له :دكتورة مرة واحدة ، ده انا عمرى ما تخيلت انى أكون هنا وأعيش العيشة دى وأتعلم كمان وأتجوز واحد زيك يا محمود .
انا لغاية دلوقتى حاسه انى فى حلم جميل وخايفة أصحى منه .
وحاسه انك كتير كمان عليه ، ربنا يقدرنى وأعمل كل حاجة عشان أسعدك انت وبس .
ابتسم محمود لتعلمها أيضا طريقة الحديث باللهجة العامية وليس بلهجة أهل الصعيد .
فبعث لها قلب ثم كتب لها : ولو أن كلامك زينا خطف قلبى ، بس برده العشق كله فى كلامك بالصعيدى ، فأنا عايز أحلى بيه بعد الكلام ده كله ، يلا أشچينى .
فضحكت نهلة وكتبت ..وه _وبعدين معاك ، عتكسفنى إياك .
فبعث لها محمود قلوب كثيرة ، أخترقت قلبها الذى أصبح متيم به .
.......
أثناء قيادة براء السيارة متوجها نحو القاهرة .
قام بالإتصال بمحمود .
فاستجاب له محمود بقوله ...أهلين سيادة الباشا ، ها قولى رويت قلبك برؤية الحبايب ولا لسه ؟
تنهد براء بحرارة مردفا ...ايوه وراجع أهو كمان ، بس يارتنى ما روحت تعبت أكتر يا محمود ، مش قادر أشوفها قدامى بتتعذب كده وانا السبب فى كل مرة .
محمود ..معلش يا براء ، هانت اهى وتعرف الحقيقة ، انك عملت ده كله لخدمة وطنك وأنه ده واجب عليك عشان توقع الكلب الحقير عصام الدمنهوري .
براء....خابر بس الموضوع صعب جوى عليها يا محمود .
ومش عارف كان لزمته ايه الچواز من البت الصفرا دى ؟
محمود ..مهو مكنش ينفع غير كده عشان تدخل الفيلا بصفتك جوز بته وطبعا عشان مكانتك هيستغلك فى شغله عشان يعدى بسهولة وبكده هنقدر فعلا نمسكه متلبس .
براء ...طيب ما كان ممكن يتمسك مع سفرية شهر العسل ، ليه استنيت ده كله ؟
محمود ..وبعدين يا براء ، نعيد تانى ، ما انت عارف ان الصفرا اللى بتقول عليها هى اللى هتتحبس عشان هى اللى شايلة الشنطة .
وطبعا مكنتش هتقدر تدخل أبوها فى الموضوع ، لأنها عارفة ومتاكدة أنه هيمخخ بره وأكيد هيلاقى ثغرة ويطلعها زى الشعرة من العجين.
عشان كده ، كان لازم ننتظر عملية أكبر يظهر هو فيها وبكده نقطع رأس الحية ونخلص منه ومن أتباعه ..
زفر براء بضيق ...وعلى أكده عستنى كتير ، ده ممكن تولد ولسه الموضوع شغال .
اه يا مرك يا براء .
بحولك ايه يا محمود ، انا عسيب الشغلانة المجندلة دى وهشتغل تاجر بلح .
فقهقه محمود مرددا ...متجدرش يا جدع .
عشان ده مش مجرد شغل وبس ، دى حاجة بتجرى فى دمك وانا عارف كويس أن كمان أو تطلبت روحك فدا للوطن مش هتتأخر .
فدمعت عين براء وأقشعر جسده مرددا ...طبعا دمى فدا لكل شبر فى أرض مصر .
محمود ..خلاص صلى على النبى كده ، وهتعدى بإذن الله على خير وانا بنفسى اللى هكلم زاد وهشرحلها الأمر .
فثار ذلك غيرة براء فاردف بغيظ ...عتكلمها كيف يعنى لحالك .
لا خليها زعلانة أحسن .
فضحك محمود ...بقا كده ، طيب أتفلق انت وهى .
بس اتصور يا براء ، انا فرحان بجد انك بتحب زاد وبتغير عليها كده رغم انك قدامك وحدة زى مرام مفهاش غلطة وتوقع اى راجل .
فزفر براء بضيق ...ده كلها عيرة يا محمود ، ده انا لحد دلوك معرفش هى شكلها الحقيقى ايه ولا شعرها وعينيها لونهم ايه .
دى زومبى متحرك بشفايف كيف البجرة حدانا وخدود كيف الرمانة منفوخة وجسمها عيتلوى كيف الحية فى الريحة والچاية.
دى وحدة يتبص ليها من بعيد أكده حلاوة روح بس لكن متتعاشرش يا بوى ولا يتچاب منها عيال .
محمود بإندهاش ...عندك حق ، يعنى جمال ظاهرى بس .
براء ...ايوه ، وانت كيفك مع مرت أبوى يا نمس .
فتلون وجه محمود غضبا مردفا ...لو سمحت يا براء متجبليش السيرة دى ولو عايز تسئل عنها قول نهلة أو زى ما بتقولوا عندكم الجماعة .
فابتسم براء ...يعنى عتغيير أهو وجوى كمان ، مش إحنا بس عاد عشان بس تعذرنى .
بس على أكده صوح بتحبها بچد بدال عتغير عليها جوى أكده .
محمود ...لا انا خلاص عديت مرحلة الحب يا براء.
ده وصلت لمرحلة صعبة أوى ومش بس بغير عليها من اى حد ، ده انا بغير عليها من حتى هدومها اللى عليها وخصوصا دلوقتى اكتر واكتر لأنها بقت برنسيسة كده وخايف بجد تنزل الشارع ولا حد يشوفها ، أقولك انا هرجع أحبسها تانى أحسن بس فى قلبى وبس .
فضحك براء مرددا بداعبة ...لا انا دماغك بجت عالية جوى وانا طلعت غلبان مش جدك على أكده .
لينهى معه المكالمة ويستكمل طريقه وحدث نفسه ...لما أشوف ام أربعة وأربعين دى عتخلص ميتى من حوارها مع ابوها راس الحية ده .
ليشرد بعدها فيما حدث فى بادىء الأمر .
عندما جاء هو ومحمود إلى القاهرة واجتمعوا بمركز قيادة مكافحة المخدرات ، وحدثهم القائد عن حملة التطهير لهؤلاء الاوغاد الذى يضرون المجتمع وخاصة الشباب وعليهم أن يتخلصوا منهم فى أقرب وقت وقد كلف كل فريق منهم الإتجاه فى طريق معين .
أما براء ومحمود فحدثهم قائدهم عن شكوكه حول رجل أعمال يسمى عصام الدمنهوري ولكن فى ظاهره أنه لا غبار عليه ولا دليل على إدانته .
وسبب الشك أنه جاء إلى القاهرة من دمنهور فقيرا وفى سنوات قليلة أصبح تاجر ميسور الحال وسهمه يلمع بين رجال الأعمال.
وهذا ما أكد أن وراء عمله شىء غير مشروع .
فحدثهم القائد صفوان ..انا جمعتكم النهاردة عشان متأكد أنكم قد المهمة دى من خلال اللى سمعتوا عنكم وتاريخكم المشرف .
براء ...الله يخليك يا باشا .
صفوان ...دلوقتى قدامكوا واحد اسمه عصام المنهورى ، الراجل ده فى سنتين تلاتة قدر يعمل اللى معملهوش اى راجل اعمل فى ربع قرن وبقا غول فى السوق ومسيطر كمان تقريبا على رجال الأعمال الصغيرين اللى لسه بيقولوا يهادى .
وصراحة انا شاكك فيه بس مش عارف أوصل لأى دليل ضده .
محمود ...طيب والمطلوب ايه يا فندم ؟
صفوان ...هندعبس ونشوف هو بيهبب ايه بالظبط .
براء .. تمام ، بس هنبتدى الخيط منين يا فندم ؟
دقق النظر فيهم صفوان قليلا ثم أردف قائلا ..اكيد من خلال بنته يا سيادة ، هى شابة وجميلة وبتحب المغامرة والصحوبية والسهر والشرب .
وانتم شباب ومظهركم كويس جدا ، فهندخل من النقطة دى .
محمود ..برده مش فاهم ، هنروح نقولها ، هاى ممكن نكون صحاب ولا ايه ؟
فضحك براء ولكن نظرة صفوان له جعلته يتوقف مرددا .. آسف .
صفوان ..لا طبعا يا سيادة المقدم .
انت هتبتدى الأول وهتروح النايت كلب اللى بتسهر فيه البنت عادى كأى زبون وتسهر وتوزع نظراتك على الصف الموجود .
لغاية ما تلفت انتباها وهى اللى تيجى تكلم معاك بنفسها .
وطبعا هديك الأكونت بتعها على الفيس عشان تشوف صورها لأنها بتغير من شكلها بأستمرار فى الشعر ولون العين .
فابتسم محمود ...وكده هعرفها إزاى بدال كل يوم بشكل .
صفوان ...يعنى فيه حجات أساسية زى الصوت مثلا ، ده غير فى شامة فى وشها .
محمود ..تمام ، وهتعرف انى شرطة ولا هنتحل اى شخصية.
فضرب صفوان بيده على المنضدة التى أمامه وطالعهم بغضب قائلا ...انتوا ايه يا سيادة التفكير بتاعكم ده !!
تنتحل شخصية ايه يا سيادة المقدم ، فاكر نفسك شخصية فى رواية ولا فيلم هندى .
متعرفش أننا فى زمن التنكولجيا الحديثة ، يعنى بضغطة واحدة تعرف انت مين وابن مين وبتشغل ايه ؟
تعرف محمود خجلا وحمم بحرج ...ايوه يا فندم .
صفوان ...ياريت يكون فيه تركيز أكتر من كده ، لأننا داخلين فى مهمة صعبة ومحتاجة إرادة من حديد .
براء ...واحنا قدها بإذن الله يا باشا .
صفوان ...تمام ، يبقى هتقدملها نفسك عادى جدا .
لأن أخلاق كل ظابط اكيد بتختلف عن التانى وانت هنا هتكون الظابط الفريش وده اللى هو هتمثله .
محمود ...هو انا فريش ، بس مش اوى كده لدرجة الكباريهات ، بس هحاول وأمرى لله مدام شغل ضروري.
براء ...طيب وانا هتكون ايه دورى كده ، أوعى تقولى أروح انا كمان أسهر فى البتاع ده ، انا مليش فى الشغل ده خالص .
استغفر الله العظيم يارب .
ابتسم صفوان مرددا ...منا عارف ، وعشان كده انت ليك مكان تانى هتقابلها فيه كأنه صدفة .
بس ده لما نشوف محمود الأول هيعمل ايه .
براء ...تمام يا باشا .
.......
وصل بالفعل مكاوى إلى فيلا المريوطية.
والتفت حوله حتى يطمئن أن لا أحد يتبعه أو يراه ، ثم نظر إلى زاد فوجدها مازلت تحت تأثير المخدر .
لذا فحملها على يديه وخطى بصعوبة بها إلى مدخل الفيلا ، فوجد الباب يفتح من تلقاء نفسه .
فأدرك أن عصام موجود بالداخل بالفعل ويراه من خلال كاميرات المراقبة ، بل وجد رجل من رجاله يسرع إليه ليحملها عنه .
مكاوى ..تسلم يا ذوق ، عشان دى تقيلة أوى وكانت هتكسر ضهرى .
فى الداخل أشار عصام على إبنته بالهدوء والتريث مع زاد حتى يتم لهم ما أرادوا .
مرام ...مش قادرة يا بابى أشوفها قدامى ومكلهاش بسنانى .
وأطلع على جتتتها لمعة عين حب براء ليها وهو بيتكلم عنها .
عصام ...معلش نهدى شوية بس .
ثم دخل بها بالفعل الرجل إلى الفيلا ، فأشار إليه عصام أن ينقلها الى قبو الفيلا .
فنزل بها إلى الأسفل بالفعل ، وأمره عصام أن يقيد يديها بإحكام .
فقيدها وبالفعل لتسارع من ورائهم مرام وقد بلغها بها الغضب مبلغه وكأنه لم تستمع إلى اى كلمة من والدها .
لتنزل على وجهها وهى نائمة ومقيدة فى الفراش بصفعة قوية ، فتألمت زاد وتأوهت وقد باتت على وشك الأستيقاظ .
فزفر عصام بضيق وأمسك مرام من يدها مردفا ...مفيش فايدة فيكى متهورة ، وتعالى نخرج بسرعة قبل تشوف حضرتك وتعرف إنك اللى ورا خطفها يا هانم .
مرام بإنفعال ..ما تعرف هى تهمنى فى ايه ده حشرة ولا تسوى ؟؟
وللحكاية بقية
ياترى هيحصل ايه تانى ؟
نختم بدعاء جميل
اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب وأماناً من العذاب ونصيباً من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضا المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية اولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الثلاثون، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الواحدة والثلاثون أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية اولاد الجبالي ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .