نقدم اليوم احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية احببت ملتحي كاملة بقلم ام فاطمة من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية احببت ملتحي pdf كاملة من خلال موقعنا .
صغيرة بلال ج2 الفصل التاسع
الحلقة_التاسعة
.......................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
علمني كبريائي أن أسير حسب قناعاتي في الحياة لا خلف عواطفي.
لم تستطع أشرقت طرد بلال عن عقلها ، وأحزنها ما آل إليه أمره بسبب عمله في الكافيه ، فعزمت على الذهاب إليه لتعرض عليه المساعدة حتى يترك عمله في الكافيه ويكتفي بعمله في الجامعة .
فقررت أن لا تنتظر كثيرا فقررت رؤيته في اليوم التالي في الكافيه ليتفاجىء بلال بمن تهمس من ورائه ،فصوتها يحفظه عن ظهر قلب ، وطالما لمس شغاف قلبه .
لتتحرك جوارحه سريعا ، ملتفتا لتتسع عينه لرؤيتها .
وانطبعت كل علامات الحيرة على وجهه متسائلا من أتى بملاكه إليه مرة أخرى ؟
ألا يكفي عذابه الداخلي من اشتياقه لها وهي في أشدّ البعد عنه!
ولكن قربها منه ورؤيتها أمامه ، هي والله أثقل على قلبه وأشد اشتياقا من بعدها لأنها ليست له .
خيم الصمت المكان ،ولكن نظرات أشرقت له كان عبارة عن لوم وعتاب له وكأنها تقول ...تمسكت بك لآخر لحظة ولكنك أفلت
يدي ، ما ذنب أن قلبي أحب من ليس له ؟
ولكنها حمحمت قائلة حين طال الصمت بينهما...بلال أنت أكيد مستغرب أنا جاية ليه دلوقتي ؟
فحرك رأسه بلال...أي نعم .
أشرقت ...بلال مهما حصل بينا ، أنت لازم تعرف أنك ليك فضل عليا كبير أوي .
يعني لولا أنك ربتني واهتميت بيه أنت وبسمة بتعليمي ، كان ممكن زماني في الشارع من المتشردين المتسولين .
وده أنا عمري ما هنساه أبداً لآخر يوم في عمري.
نظر لها بلال بحب وكأنه يقول لها ...أنا اللي عمري ماهنسى أن أول دقة في قلبي كانت ليكي، مش هنسى أبداً لمعة عيني وفرحة قلبي وأنتِ كنتِ بتكبري يوم عن يوم قدامي ، وكل يوم يعدي كان حبي بيزيد ليكي أكتر .
أنتِ كنتِ كل حياتي، بس خوفي عليكي هو اللي خلاني أبعد عنك صدقيني .
بس أنا ندمااااان ندم العمر كله ، بس إيه يفيد الندم خلاص انتهت كل حاجة حلوة .
ضيق بلال عينيه قائلا ......حاسس إن الكلام ده وراه حاجة ، لأنك عارفة أنك عندي زي بسمة وأكتر، ومش محتاج أسمع منك أي شكر يا أشرقت .
قولي جاية ليه وفي المكان ده ؟
وعلى حالي ده ؟
وأنتِ أكيد حاسه بيه وعارفة إني محرج منك .
فليه كده جاية تزودي ألمي؟
تملك أشرقت الحرج من كلماته ولكنها حاولت التماسك
فقالت ... آه حاسه بيك يا بلال ، وزعلانة على زعلك .
ومش الدكتور بلال اللي يشتغل في كافيه ويقلل من قيمته كده عشان خاطر الفلوس .
وعشان كده ، أنا أهو موجودة وأقدر أسد كل الفلوس اللي عليك وساعتها تسيب شغلك هنا وتكتفي بشغل الجامعة وبس .
نظر لها بلال بإنكسار مرددا ....يعني أفهم منك أنك جاية تردي نظير تربيتي وتعليمي ليكي يا أشرقت صح !
أشرقت بغصة مريرة....لا مش قصدي طبعا .
بس بحاول أقف جمبك ، زي ما أنت وقفت جمبي كتير أوي قبل كده .
بلال ...وأنتِ تعرفي عني ، أني ممكن أقبل المساعدة ومن مين أنتِ كمان يا أشرقت .
أشرقت ...ومالي أنا ؟
أنا أقرب ليك من أي حد .
تنهد بلال بحرارة قائلا ...مهو عشان أنتِ أقرب إليه من أي حد مقدرش أمد إيدي وآخد منك يا أشرقت .
لاااا يستحيل ،والشغل في الكافيه أرحم كتير من أني أمد إيدي .
سامحيني مش هقدر.
وأنا لازم أتحمل مسؤولية نفسي مهما كلفني ده .
أشرقت ...أرجوك يا بلال ، اقبل إني أقف جمبك ومتسمهاش مساعدة ، سميها أيّ حاجة تانية .
لم يستطع بلال التحمل أكثر من ذلك فقال ...معلش ده مكان عمل ومش هقدر أقف أتكلم معاكي أكتر من كده .
ياريت تروحي وتسبيني أشوف شغلي.
نظرت له أشرقت بيأس مرددة ...مفيش فايدة في دماغك دي ، اللي هي سبب أصلا كل اللي إحنا فيه .
حراااام عليك والله حرررام .
تأثر بلال بكلماتها كثيرا ولمعت عينيه بالدموع ،فالتفت عنها وأدار وجهه حتى لا ترى دموعه فأكمل قائلا .....في أمان الله يا أشرقت ، وخلي بالك من نفسك .
تملك أشرقت الحزن ولعنت قلبها الذي حزن لأجل من لا يستحق فقالت بعزة نفس ....ماشي ، يا بلال ، أنا ماشية زي ما أنت عايز .
وأوعدك مش هتشوف وشي تاني سلام .
ثم تحركت نحو الخارج ، وفاضت عينيها بالدموع .
ولامت نفسها كثيرا ولكنها أقسمت ألا تحن له مرة أخرى .
...........
حدث لؤي لمياء اليوم التالي في غياب بلال الذي كان وقتها يزاول عمله.
لمياء ...أهلا يا حب ، يااااه أخيرا أنت اللي بدأت الكلام .
لؤي ....ومن هنا ورايح أنا اللي هبدأ، لأنك خلاص مليتي عليا حياتي ، ومش قادر أوقف تفكير فيكي ولو للحظة واحدة .
شردت لمياء للحظة وحدثت نفسها ....والله كلامه جميل وحسيس أوي وأنا حبيته شكلي .
خلاص خليني معاه وبرده المصري مضمون وهو مرتاح برده وهعيشنى ملكة .
أما سعود ده فرجله والقبر آه وهورث وصراحة يعني مستخسراه أوي ، بس مشاعري بتقول لؤي .
وبعدين بقا يا لوما حيرتيني معاكي.
المصري بجبروته ولا السعودي بفلوسه .
لؤي عندما أبطأت عليه الحديث قال ...إيه فينك يا قلبي ، روحتي فين ؟
خرجت لمياء عن شرودها قائلة ....معاك يا روح الروح أنت ، بس كلامك دوخني حبتين وأنا مش حمل الكلام الحلو ده كله .
لؤي ...لا ده أنا حبيب أوي وبكرة هغرقك في العسل كله يا عيوني .
لمياء بضحك ...أموت أنا في الحبيب .
لؤي ...ها حضرتي نفسك ، المحامي بتاعي هيستقبلك الساعة سبعة في مكتبه اللي وصفته ليكي .
لمياء ..ده أنا حفظته صم ،ومستعدة من دلوقتي .
ومشتاقة للفرج أوي .
لؤي ...يا مسهل ، هنتظر مكالمة من المحامي بعد ما تخلصوا بالتفاصيل ، وبإذن الله يخلص الموضوع بسرعة .
لمياء ....ياريت ،متصورش أنا بتمنى قد إيه اليوم اللي يجمعني بيك يا لولو .
لؤي ...ربنا يقرب البعيد .
لتغلق بعدها الخط لمياء مرددة ... خلاص بقا خلينا مع لؤي ، ده عسل ويستاهل أتنازل عن أملاك السعودي عشانه .
لتتجه لخزانة ملابسها بعدها ، وتنتقي ما يناسب زيارتها للمحامي.
فوجدت من يطرق عليها الباب ، فظنت أنه بلال قد عاد مبكرا
من العمل فانقبض قلبها وارتجف وقالت ....يا لهوي معقول جه بدري ، بس إيه جابه السعادي ، ده إيه الفقر ده .
هو أنا كده كل ما أحس الدنيا تبتسملي تتطرق في دماغي .
أعمل إيه دلوقتي ؟
ولكنها اطمأنت عندما سمعت صوت بسمة قائلة...لمياء ،أنتِ نايمة ولا إيه ؟
عايزة أكلمك كلمتين .
زفرت لمياء بضيق قائلة ...دي العقربة أخته ، بس ده وقته ؟
عايزة إيه مني دي السعادي؟
على العموم هخليها تدخل عشان تحل عن سمايا بعدها وأشوف طريقي .
لمياء ...اتفضلي ادخلي.
فولجت بسمة مبتسمة لها ، فاندهشت لمياء قائلة....مش بعادة يعني يا حبيبتي تضحكي ، ده صراحة بيت كئيب كل اللي فيه مكشر ومتعصب .
بسمة ....لا أبداً يا لميا ، بس هو الواحد غصب عنه ، وده أكيد عشان اختلاف أسلوب التفاهم بينا .
وده اللي جاية أتكلم معاكي فيه يا لميا .
عشان زي ما أنتِ عارفة كلها أسبوع وهتجوز ،ومش عايزة أمشي غير لما أطمن عليكي أنتِ وبلال .
حدثت نفسها لمياء....يختي هتطمني أوي ، لما أرتاح منكم أنتم الاتنين وأروح للحب والعز والهنا وأسيب الفقر وسنينه .
لمياء بنفور ...والله أخوكِ ميتعاشرش يا بسمة ، حاجة صعبة .
أنا مكنتش فكراه كده خالص ، اتخدعت فيه .
ده غير احساسي أنه مش بيحبني ، وبيحب المفعوصة اللي رباها أشرقت .
وأنا عزة نفسي متسمحليش بكده ، كان قال من الأول ، مكنتش اتجوزته .
ثم اصطنعت البكاء ...حرام عليه والله بنات الناس ياخدها لحم ويرميها عضم .
بسمة بسخرية ...إن جيتي للحق يا لميا ، أنتِ اللي خدتيه لحم ودلوقتي من الشقى والتعب بقا عضم يا عيني .
انفعلت لمياء بقولها ...ما كل الرجالة شقيانة يا أختي وطفحين الكوتة وعادي ، ولا هو أخوكِ بسكوتة يا عيني ولا ابن عز وأنا معرفش .
بسمة ...لا حول ولا قوة إلا بالله ، نفسي مرة تقدري تعبه عشانك .
وتدفعيه وتشجيعه وتكون ليه عون على حياته وتحاولي بقدر الإمكان تراضيه بكلمة حلوة وتسمعي لنصحيته بقلب راضي .
وده كفيل يبني جسر المودة بينكم وينسيه أي حد تاني وكفاية أنه اختارك أنتِ ، لو عايز غيرك زي ما بتقولي كان أخدها .
حمحمت لمياء وتلون وجهها لأنها تعلم أن كل ما تقوله بسمة صحيح ولكنها لا تريد أن تفعل ذلك فليس لديها صبر وتريد الحياة السهلة .
لمياء بنفور ...أنتِ جاية تديني درس ولا إيه ؟
أنا مش محتاجة يا حبيبتي وخليلك أنتِ الدرس ده ، لسي جلال حبيب القلب ، عشان يستاهل مسمعك سيفونية حب كل يوم .
لكن أخوكِ يا ستي مسمعني الرعد في وداني .
فتنهدت بسمة وحدثت نفسها ....والله ما بقيت عارفة مين الظالم ومين المظلوم منهم .
هي آه طبعها وتعاملها مختلف عننا ومعندهاش استعداد للتغيير ، بس برده بلال عشان متعلق بأشرقت مش قادر يحتويها بحبه يمكن ساعتها كانت اتغيرت بسبب حبه لكن هي مش مستحملة عصبيته وبتقابلها بعصبية أكبر وبنكران لأي حاجة هو بيعملها .
أنا احترت بينهم صراحة ،بس بلال صعبان عليا أوي .
ونفسي أشوفه مرتاح .
نظرت لمياء للساعة بتوتر ثم قالت ...طيب يا أختي لسه عندك حاجة تقوليها ولا خلاص ، عشان عايزة أروح لأمي لا مؤاخذة يعني .
بسمة ...آه ، طيب أسيبك على راحتك وربنا يصلحلكم الحال .
لمياء محدثة نفسها ...تفي من بوقك ، خلاص هتخرب وهاخد سيد سيده .
وبالفعل بدلت ملابسها واتجهت نحو مكتب المحامي سعد المصري .
الذي كان مازال في الشركة يتابع بعض الأمور مع مؤمن ولكنه كان ينظر الساعة كثيرا .
فلاحظ ذلك مؤمن قائلا ...إيه خير يا متر ؟
وراك معاد ولا حاجة !
كل شوية تبص الساعة يعني .
سعد ....والله ورايا معاد في المكتب ، كمان ربع ساعة .
فلو أمكن نكمل شغلنا بكرة يا مؤمن بيه .
مؤمن ...مفيش مشكلة ،وآسف أني عطلتلك معلش .
سعد ...لا أبداً مفيش حاجة .
ولو عايز نكمل ، أكلم لؤي بيه ، اعتذره عن معاد مدام لميا الليلة .
وأخليها بكرة إن شاء الله .
تعجب مؤمن من حديث سعد فردد....لؤي ابني ، ومدام لمياء .
أنا حاسس إني سمعت الاسم ده قبل كده .
آه لمياء دي مش مرات دكتور بلال .
سعد ...فعلا يا يا مؤمن بيه ؟
مؤمن ....وإيه جمعها على لؤي ؟ وجاية ليك ليه ؟
سعد ...مش عارف حاجة حضرتك ،غير أنها هتيجي عشان عايزة ترفع قضية خلع على جوزها لأن بيسبب مشاكل كتير معاها .
هو ده الكلام اللي قاله لؤي بيه ، وقال أساعدها في القضية وأخليها تخلص في أقرب وقت .
تعجب مؤمن مما قاله وحدث نفسه ....ابني أنا بيساعد أن وحدة تطلق من جوزها ده بدل ما يصلح ما بينهم !
لا الأمر فيه حاجة مش طبيعية ، والبنت أصلا دي مش طبيعية ،أنا من ساعة ما شوفتها وأنا مش مستريح ليها أبداً .
وواثق أن بلال إنسان كويس ومحترم ، وده غير أنهم مكملوش فترة صغيرة مجوزين .
يبقا ازاي خلع كده على طول !
وإيه دخل لؤي بالموضوع .
ثم جاء على خاطره فجأة ، أن هناك من تشغل بال لؤي تلك الفترة ولكنه لم يفصح عنها بعد .
مؤمن ...معقول تكون هي !
بس لا مش معقول ، لؤي ابني يكون سبب في خراب بيت .
لا ده اتغير عن زمان خالص ، ودلوقتي إنسان سوي وبيعرف ربنا .
ثم حدث نفسه ...بس برده مفيش حد كبير على الفتنة ، والبنت شكلها فعلا لعوب شوية من طريقة كلامها وحركاتها .
أنا مش عارف ازاي بلال اتجوزها أصلا ،مش لايقين لبعض خالص.
بس لو طلع الموضوع كده فعلا ،هتصرف ازاي؟
لأن فعلا لؤي ميعملش كده إلا لو فعلا وقع في شبكها
وحبها ، أنا عارف قلبه زمان لما حب ، بس للأسف محدش عبرة وشك أنها ممكن برده تكون زي اللي قبلها عايزاه عشان فلوسه ، مش حب حقيقي .
فردد مؤمن ....لا حول ولا قوة إلا بالله ،أنا لازم أتأكد من الموضوع الأول.
ثم وجه حديثه لـ سعد ...تمام ، اتفضل أنت شوف شغلك يا متر .
.............
أثناء طريق لمياء إلى المحامي اتصل بها فتحي .
فزفرت بضيق قائلة ...وبعدين أنا ما صدقت خدت موقف بدل الحيرة اللي كنت فيها ،وقولت خلاص خلينا مع الحب لؤي .
خايفة أرد عليه يلعب بعقلي تاني .
وأنا عارفة نفسي مزمزقة ،يخربيت كده .
بس هرد وخلاص وهحاول آخد موقف .
لمياء ...الووووو ازيك يا ابن خالتي .
فتحي ...ساعة عشان تردي !
لمياء .... معلش عقبال ما سمعت التلفون .
فتحي ...كده ،ماشي.
وقولتي إيه في موضوعنا ،عشان الراجل مزهقني زن فوق دماغي ، ومش عارف ليه يعني؟
ما قدامه بدل البنت مليون ، حاجة غريبة أوي .
فضحكت لمياء قائلة ...أنا لمياء يا حبيبي ،مش أي حد .
وعلى قولك خليه يختار من المليون ده ،عشان أنا مش موافقة .
اتسعت عيني فتحي بغير تصديق قائلا. ..بتقولي إيه ياختى !
بترفضي بنك فلوس متحرك ،بترفضي واحد هيعيشك ملكة وهيكون عندك خدامين طوابير مستنيين إشارة منك .
ولو عايزة تلفي بلاد العالم كله ،هيعملها ، ده الدهب والألماظ وأي مبلغ تطلبيه هيكتبهولك .
فابتلعت ريقها لمياء بتلذذ محدثة نفسها ...والله طالع من عينيا ، وبعدين بقا .
بس برده ميخلصنيش أحطم قلب لؤلؤتي .
لا خلينا في المصري .
لمياء...يا عم فضها سيرة بقا ، متجريش ريقي.
والحمد لله على نصيبي .
قولت مش موافقة ، يعني مش موافقة .
فتحي بانفعال .....ده آخر كلام عندك ، فكري كويس قبل
ما تندمي .
لمياء بتردد ....يعني ، آه خلاص ، قوله لأ .
فأغلق فتحي المكالمة معها بعصبية مرددا ...يا بنت * الله يخربيتك ،زي ما هتخربي بيتي .
ثم وجد سعود من وراءه يحدثه ....مالك فتحي ؟
هتعصب نفسك ليش ؟
ابتلع ريقه فتحي بخوف ثم ردد ...أصلوا يا باشا .
سعود ....إيه فتحي ،جول جول ؟
فتحي ....لميا بنت خالتي مش عايزة تسيب جوزها ويعني كده ، فاهمني ؟
فقطب سعود جبينه وانفعل قائلا بصوت حاد زلزل المكان وأفزع فتحي ....هادي الحقيرة ترفضني أنا سعود ، أنا استطيع اشتري مليون زيها .
فتحي ...لا يا باشا مش بترفض ماتقدرش طبعا ، بس تلاقيها خايفة من كلام الناس وكده .
أنت عارف المطلقة عندنا وضعها صعب وكمان تجوز بسرعة ، الناس ممكن تتكلم عليها وتقول باعت جوزها عشان الفلوس ولا حاجة .
سعود.....أنا ميهمنيش الكلام الفارغ ده ، ويمين الله أنا مش ماشي من مصر إلا وهي معي ،ولو غصب عنها .
فوضع فتحي يده فوق رأسه مرددا ....شكلها طربقت فوق دماغك يا فتحي .
أنا كان مالي ومال الغلب ده كله .
استرها يارب ، ده أنا غلبان والله .
.................................
في مكان أخر
جلس عماد على مائدة الطعام لتناول طعام الإفطار مع والدته الحاجة حُسنة .
فحدثته والدته ....مش هتريح قلبي يا دكتور وتسبني أشوفلك بنت الحلال اللي تسعد قلبك وتملى البيت عيال يونسوني ويفرحوني.
ابتسم عماد ابتسامة صفراء قائلا ...آه آه يا أمي هفرحك أكيد
فى يوم من الأيام بس لسه يعني ، سبيني شوية كده .
أنا مش فاضي الصبح في الكلية وبالليل في المستشفى ولما بجي بقعد للفجر أذاكر وأحضر للماجستير .
أجبلها وقت منين هي ؟
وأنتِ عارفة شغل البنات ، هتقولي مش مهتم بيا والشغل عندك أهم مني ، وعايزة تروح وتيجي وتصدعني كلام وأنا مش فايق للشغل ده .
الحاجة حـسنة ...بس دي سنة الحياة يا ابني ،وأنت فهمها
على طبيعة شغلك وحياتك وهي هتقدر برده .
عماد بضحك ...مفيش وحدة بتقدر يا حاجة .
كلهم بتوع كلام ، سيبك أنتِ يا قمر .
أنا مش شايف غيرك القمر والباقي كله سلطة .
ضحكت والدته بقولها ...آه يا بكاش ، بتقول كده عشان تخليني أسكت ها .
بس برده هفضل وراك لغاية ما أجوزك .
عماد ...يادى الجواز وسنينه ، مش نهاية الدنيا يعني .
ملها السنجلة جنتلة ، أروح وأجي وبراحتي
ولا حد يقولي رحت فين وجيت منين واتأخرت ليه .
أنا كده مبسوط أربعة وعشرين قراط .
الحاجة حُـسنة ...بقولك إيه يا واد .
فضحك عماد مرددا ...مش كنت من شوية دكتور ، انحدرت كده
في دقيقة لـ واد .
الحاجة حُـسنة ....آه واد طول ما أنت مش بتسمع الكلام .
ويكون في علمك ، النهاردة جاية الحاجة غالية وبنتها الباشمهندسة روح .
يقعدوا معايا شوية ، فعايزاك تيجي بدري، متتأخرش .
عماد...وأنا مالي ميجوا ويقعدوا براحتهم معاكي ، هما جايين ليا ولا ليكي ، حاجة غريبة والله .
الحاجة حُـسنة...يا واد ، افهم ، أنا عايزاك تشوف الباشمهندسة روح ، وتقول رأيك فيها .
عماد ...رأيي في إيه ؟
أنا مش بفهم في شغل الهندسة ده ، أنا دكتور .
فأمسكت والدته طبق فارغ ثم ضربته على رأسه ضربة خفيفة قائلة ...تصور أنا مش عارفة أنت دكتور ازاي ودماغك مقفلة كده .
عماد وهو ممسك برأسه ...آه يا دماغي .
وأنا مش عارف أنتِ أم ولا مسجل خطر .
كنتِ هتفتحيلي دماغي حرام عليكي .
فضحكت حُسنة ...ياريت أفتح دماغك الناشفة دي ، وأعرف أعدلها .
عماد ...أنا دماغي عجباني كده يا ست الكل .
ويلا أقوم بقا عشان اتأخرت على الكلية وإحنا ورانا شغل كتير عشان استقبال العام الدراسي الجديد .
الحاجة حُـسنة... ماشي بس برده هتيجي بدري عشان تشوف روح العروسة يمكن ربنا يهديك وتعجبك وأفرح بيك.
عماد ....هي مش كانت من شوية مهندسة بقت عروسة دلوقتي .
آه قوليلي بقا الموضوع .
يا ستي حرام عليكي ،كل شوية تجيبي واحدة وتحرجيني وفي الآخر برده أرفض .
فريحي دماغك من الأول
ومتجيش أحسن .
الحاجة حُـسنة ...لا هتيجي وأنت هتيجي بدري،ولو مجتش
أو حتى جيت وكلمتها بقلة ذوق زي اللي قبلها .
هتكون ولا ابني ولا أعرفك .
فكتم عماد غيظه قائلا ...لا إلا كده مقدرش على زعلك يا جميل .
هاجي هاجي .
بس سلاموز دلوقتي يا قمر عشان مستعجل .
ثم قبل رأسها وخرج يتمتم ...قال روح قال ، ده شكلي أنا اللي هطلع في الروح.
..........
فما سيحدث ومن هو الدكتور عماد ؟
ومازال الأمر حائر بين زواج لمياء من لؤى أو من سعود ؟
فمن سيا ترى سيبتلي بها ؟
وذلك المغلوب على أمره بلال ما ستفعل به الدنيا مرة أخرى
سنعرف في الحلقات القادمة بإذن الله.
ونختم بدعاء جميل.
“يا رحمن يا كريم يا من بيده الخير كله أسئلك أن تهون علي فراق أحبتي، يا رب فكما للموت سكرات فإن للحب سكرات، اسألك يا رب أن تعينيي على ألم الفراق والبُعد، أسأل الله العظيم أن يجعلني أقوى من ألم الفراق الذي لا يوجد مفر منه، كما أدعوك أن تكتب لي الخير الذي لا حاجة لي سواه”.
....
أم فاطمة
.......................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
علمني كبريائي أن أسير حسب قناعاتي في الحياة لا خلف عواطفي.
لم تستطع أشرقت طرد بلال عن عقلها ، وأحزنها ما آل إليه أمره بسبب عمله في الكافيه ، فعزمت على الذهاب إليه لتعرض عليه المساعدة حتى يترك عمله في الكافيه ويكتفي بعمله في الجامعة .
فقررت أن لا تنتظر كثيرا فقررت رؤيته في اليوم التالي في الكافيه ليتفاجىء بلال بمن تهمس من ورائه ،فصوتها يحفظه عن ظهر قلب ، وطالما لمس شغاف قلبه .
لتتحرك جوارحه سريعا ، ملتفتا لتتسع عينه لرؤيتها .
وانطبعت كل علامات الحيرة على وجهه متسائلا من أتى بملاكه إليه مرة أخرى ؟
ألا يكفي عذابه الداخلي من اشتياقه لها وهي في أشدّ البعد عنه!
ولكن قربها منه ورؤيتها أمامه ، هي والله أثقل على قلبه وأشد اشتياقا من بعدها لأنها ليست له .
خيم الصمت المكان ،ولكن نظرات أشرقت له كان عبارة عن لوم وعتاب له وكأنها تقول ...تمسكت بك لآخر لحظة ولكنك أفلت
يدي ، ما ذنب أن قلبي أحب من ليس له ؟
ولكنها حمحمت قائلة حين طال الصمت بينهما...بلال أنت أكيد مستغرب أنا جاية ليه دلوقتي ؟
فحرك رأسه بلال...أي نعم .
أشرقت ...بلال مهما حصل بينا ، أنت لازم تعرف أنك ليك فضل عليا كبير أوي .
يعني لولا أنك ربتني واهتميت بيه أنت وبسمة بتعليمي ، كان ممكن زماني في الشارع من المتشردين المتسولين .
وده أنا عمري ما هنساه أبداً لآخر يوم في عمري.
نظر لها بلال بحب وكأنه يقول لها ...أنا اللي عمري ماهنسى أن أول دقة في قلبي كانت ليكي، مش هنسى أبداً لمعة عيني وفرحة قلبي وأنتِ كنتِ بتكبري يوم عن يوم قدامي ، وكل يوم يعدي كان حبي بيزيد ليكي أكتر .
أنتِ كنتِ كل حياتي، بس خوفي عليكي هو اللي خلاني أبعد عنك صدقيني .
بس أنا ندمااااان ندم العمر كله ، بس إيه يفيد الندم خلاص انتهت كل حاجة حلوة .
ضيق بلال عينيه قائلا ......حاسس إن الكلام ده وراه حاجة ، لأنك عارفة أنك عندي زي بسمة وأكتر، ومش محتاج أسمع منك أي شكر يا أشرقت .
قولي جاية ليه وفي المكان ده ؟
وعلى حالي ده ؟
وأنتِ أكيد حاسه بيه وعارفة إني محرج منك .
فليه كده جاية تزودي ألمي؟
تملك أشرقت الحرج من كلماته ولكنها حاولت التماسك
فقالت ... آه حاسه بيك يا بلال ، وزعلانة على زعلك .
ومش الدكتور بلال اللي يشتغل في كافيه ويقلل من قيمته كده عشان خاطر الفلوس .
وعشان كده ، أنا أهو موجودة وأقدر أسد كل الفلوس اللي عليك وساعتها تسيب شغلك هنا وتكتفي بشغل الجامعة وبس .
نظر لها بلال بإنكسار مرددا ....يعني أفهم منك أنك جاية تردي نظير تربيتي وتعليمي ليكي يا أشرقت صح !
أشرقت بغصة مريرة....لا مش قصدي طبعا .
بس بحاول أقف جمبك ، زي ما أنت وقفت جمبي كتير أوي قبل كده .
بلال ...وأنتِ تعرفي عني ، أني ممكن أقبل المساعدة ومن مين أنتِ كمان يا أشرقت .
أشرقت ...ومالي أنا ؟
أنا أقرب ليك من أي حد .
تنهد بلال بحرارة قائلا ...مهو عشان أنتِ أقرب إليه من أي حد مقدرش أمد إيدي وآخد منك يا أشرقت .
لاااا يستحيل ،والشغل في الكافيه أرحم كتير من أني أمد إيدي .
سامحيني مش هقدر.
وأنا لازم أتحمل مسؤولية نفسي مهما كلفني ده .
أشرقت ...أرجوك يا بلال ، اقبل إني أقف جمبك ومتسمهاش مساعدة ، سميها أيّ حاجة تانية .
لم يستطع بلال التحمل أكثر من ذلك فقال ...معلش ده مكان عمل ومش هقدر أقف أتكلم معاكي أكتر من كده .
ياريت تروحي وتسبيني أشوف شغلي.
نظرت له أشرقت بيأس مرددة ...مفيش فايدة في دماغك دي ، اللي هي سبب أصلا كل اللي إحنا فيه .
حراااام عليك والله حرررام .
تأثر بلال بكلماتها كثيرا ولمعت عينيه بالدموع ،فالتفت عنها وأدار وجهه حتى لا ترى دموعه فأكمل قائلا .....في أمان الله يا أشرقت ، وخلي بالك من نفسك .
تملك أشرقت الحزن ولعنت قلبها الذي حزن لأجل من لا يستحق فقالت بعزة نفس ....ماشي ، يا بلال ، أنا ماشية زي ما أنت عايز .
وأوعدك مش هتشوف وشي تاني سلام .
ثم تحركت نحو الخارج ، وفاضت عينيها بالدموع .
ولامت نفسها كثيرا ولكنها أقسمت ألا تحن له مرة أخرى .
...........
حدث لؤي لمياء اليوم التالي في غياب بلال الذي كان وقتها يزاول عمله.
لمياء ...أهلا يا حب ، يااااه أخيرا أنت اللي بدأت الكلام .
لؤي ....ومن هنا ورايح أنا اللي هبدأ، لأنك خلاص مليتي عليا حياتي ، ومش قادر أوقف تفكير فيكي ولو للحظة واحدة .
شردت لمياء للحظة وحدثت نفسها ....والله كلامه جميل وحسيس أوي وأنا حبيته شكلي .
خلاص خليني معاه وبرده المصري مضمون وهو مرتاح برده وهعيشنى ملكة .
أما سعود ده فرجله والقبر آه وهورث وصراحة يعني مستخسراه أوي ، بس مشاعري بتقول لؤي .
وبعدين بقا يا لوما حيرتيني معاكي.
المصري بجبروته ولا السعودي بفلوسه .
لؤي عندما أبطأت عليه الحديث قال ...إيه فينك يا قلبي ، روحتي فين ؟
خرجت لمياء عن شرودها قائلة ....معاك يا روح الروح أنت ، بس كلامك دوخني حبتين وأنا مش حمل الكلام الحلو ده كله .
لؤي ...لا ده أنا حبيب أوي وبكرة هغرقك في العسل كله يا عيوني .
لمياء بضحك ...أموت أنا في الحبيب .
لؤي ...ها حضرتي نفسك ، المحامي بتاعي هيستقبلك الساعة سبعة في مكتبه اللي وصفته ليكي .
لمياء ..ده أنا حفظته صم ،ومستعدة من دلوقتي .
ومشتاقة للفرج أوي .
لؤي ...يا مسهل ، هنتظر مكالمة من المحامي بعد ما تخلصوا بالتفاصيل ، وبإذن الله يخلص الموضوع بسرعة .
لمياء ....ياريت ،متصورش أنا بتمنى قد إيه اليوم اللي يجمعني بيك يا لولو .
لؤي ...ربنا يقرب البعيد .
لتغلق بعدها الخط لمياء مرددة ... خلاص بقا خلينا مع لؤي ، ده عسل ويستاهل أتنازل عن أملاك السعودي عشانه .
لتتجه لخزانة ملابسها بعدها ، وتنتقي ما يناسب زيارتها للمحامي.
فوجدت من يطرق عليها الباب ، فظنت أنه بلال قد عاد مبكرا
من العمل فانقبض قلبها وارتجف وقالت ....يا لهوي معقول جه بدري ، بس إيه جابه السعادي ، ده إيه الفقر ده .
هو أنا كده كل ما أحس الدنيا تبتسملي تتطرق في دماغي .
أعمل إيه دلوقتي ؟
ولكنها اطمأنت عندما سمعت صوت بسمة قائلة...لمياء ،أنتِ نايمة ولا إيه ؟
عايزة أكلمك كلمتين .
زفرت لمياء بضيق قائلة ...دي العقربة أخته ، بس ده وقته ؟
عايزة إيه مني دي السعادي؟
على العموم هخليها تدخل عشان تحل عن سمايا بعدها وأشوف طريقي .
لمياء ...اتفضلي ادخلي.
فولجت بسمة مبتسمة لها ، فاندهشت لمياء قائلة....مش بعادة يعني يا حبيبتي تضحكي ، ده صراحة بيت كئيب كل اللي فيه مكشر ومتعصب .
بسمة ....لا أبداً يا لميا ، بس هو الواحد غصب عنه ، وده أكيد عشان اختلاف أسلوب التفاهم بينا .
وده اللي جاية أتكلم معاكي فيه يا لميا .
عشان زي ما أنتِ عارفة كلها أسبوع وهتجوز ،ومش عايزة أمشي غير لما أطمن عليكي أنتِ وبلال .
حدثت نفسها لمياء....يختي هتطمني أوي ، لما أرتاح منكم أنتم الاتنين وأروح للحب والعز والهنا وأسيب الفقر وسنينه .
لمياء بنفور ...والله أخوكِ ميتعاشرش يا بسمة ، حاجة صعبة .
أنا مكنتش فكراه كده خالص ، اتخدعت فيه .
ده غير احساسي أنه مش بيحبني ، وبيحب المفعوصة اللي رباها أشرقت .
وأنا عزة نفسي متسمحليش بكده ، كان قال من الأول ، مكنتش اتجوزته .
ثم اصطنعت البكاء ...حرام عليه والله بنات الناس ياخدها لحم ويرميها عضم .
بسمة بسخرية ...إن جيتي للحق يا لميا ، أنتِ اللي خدتيه لحم ودلوقتي من الشقى والتعب بقا عضم يا عيني .
انفعلت لمياء بقولها ...ما كل الرجالة شقيانة يا أختي وطفحين الكوتة وعادي ، ولا هو أخوكِ بسكوتة يا عيني ولا ابن عز وأنا معرفش .
بسمة ...لا حول ولا قوة إلا بالله ، نفسي مرة تقدري تعبه عشانك .
وتدفعيه وتشجيعه وتكون ليه عون على حياته وتحاولي بقدر الإمكان تراضيه بكلمة حلوة وتسمعي لنصحيته بقلب راضي .
وده كفيل يبني جسر المودة بينكم وينسيه أي حد تاني وكفاية أنه اختارك أنتِ ، لو عايز غيرك زي ما بتقولي كان أخدها .
حمحمت لمياء وتلون وجهها لأنها تعلم أن كل ما تقوله بسمة صحيح ولكنها لا تريد أن تفعل ذلك فليس لديها صبر وتريد الحياة السهلة .
لمياء بنفور ...أنتِ جاية تديني درس ولا إيه ؟
أنا مش محتاجة يا حبيبتي وخليلك أنتِ الدرس ده ، لسي جلال حبيب القلب ، عشان يستاهل مسمعك سيفونية حب كل يوم .
لكن أخوكِ يا ستي مسمعني الرعد في وداني .
فتنهدت بسمة وحدثت نفسها ....والله ما بقيت عارفة مين الظالم ومين المظلوم منهم .
هي آه طبعها وتعاملها مختلف عننا ومعندهاش استعداد للتغيير ، بس برده بلال عشان متعلق بأشرقت مش قادر يحتويها بحبه يمكن ساعتها كانت اتغيرت بسبب حبه لكن هي مش مستحملة عصبيته وبتقابلها بعصبية أكبر وبنكران لأي حاجة هو بيعملها .
أنا احترت بينهم صراحة ،بس بلال صعبان عليا أوي .
ونفسي أشوفه مرتاح .
نظرت لمياء للساعة بتوتر ثم قالت ...طيب يا أختي لسه عندك حاجة تقوليها ولا خلاص ، عشان عايزة أروح لأمي لا مؤاخذة يعني .
بسمة ...آه ، طيب أسيبك على راحتك وربنا يصلحلكم الحال .
لمياء محدثة نفسها ...تفي من بوقك ، خلاص هتخرب وهاخد سيد سيده .
وبالفعل بدلت ملابسها واتجهت نحو مكتب المحامي سعد المصري .
الذي كان مازال في الشركة يتابع بعض الأمور مع مؤمن ولكنه كان ينظر الساعة كثيرا .
فلاحظ ذلك مؤمن قائلا ...إيه خير يا متر ؟
وراك معاد ولا حاجة !
كل شوية تبص الساعة يعني .
سعد ....والله ورايا معاد في المكتب ، كمان ربع ساعة .
فلو أمكن نكمل شغلنا بكرة يا مؤمن بيه .
مؤمن ...مفيش مشكلة ،وآسف أني عطلتلك معلش .
سعد ...لا أبداً مفيش حاجة .
ولو عايز نكمل ، أكلم لؤي بيه ، اعتذره عن معاد مدام لميا الليلة .
وأخليها بكرة إن شاء الله .
تعجب مؤمن من حديث سعد فردد....لؤي ابني ، ومدام لمياء .
أنا حاسس إني سمعت الاسم ده قبل كده .
آه لمياء دي مش مرات دكتور بلال .
سعد ...فعلا يا يا مؤمن بيه ؟
مؤمن ....وإيه جمعها على لؤي ؟ وجاية ليك ليه ؟
سعد ...مش عارف حاجة حضرتك ،غير أنها هتيجي عشان عايزة ترفع قضية خلع على جوزها لأن بيسبب مشاكل كتير معاها .
هو ده الكلام اللي قاله لؤي بيه ، وقال أساعدها في القضية وأخليها تخلص في أقرب وقت .
تعجب مؤمن مما قاله وحدث نفسه ....ابني أنا بيساعد أن وحدة تطلق من جوزها ده بدل ما يصلح ما بينهم !
لا الأمر فيه حاجة مش طبيعية ، والبنت أصلا دي مش طبيعية ،أنا من ساعة ما شوفتها وأنا مش مستريح ليها أبداً .
وواثق أن بلال إنسان كويس ومحترم ، وده غير أنهم مكملوش فترة صغيرة مجوزين .
يبقا ازاي خلع كده على طول !
وإيه دخل لؤي بالموضوع .
ثم جاء على خاطره فجأة ، أن هناك من تشغل بال لؤي تلك الفترة ولكنه لم يفصح عنها بعد .
مؤمن ...معقول تكون هي !
بس لا مش معقول ، لؤي ابني يكون سبب في خراب بيت .
لا ده اتغير عن زمان خالص ، ودلوقتي إنسان سوي وبيعرف ربنا .
ثم حدث نفسه ...بس برده مفيش حد كبير على الفتنة ، والبنت شكلها فعلا لعوب شوية من طريقة كلامها وحركاتها .
أنا مش عارف ازاي بلال اتجوزها أصلا ،مش لايقين لبعض خالص.
بس لو طلع الموضوع كده فعلا ،هتصرف ازاي؟
لأن فعلا لؤي ميعملش كده إلا لو فعلا وقع في شبكها
وحبها ، أنا عارف قلبه زمان لما حب ، بس للأسف محدش عبرة وشك أنها ممكن برده تكون زي اللي قبلها عايزاه عشان فلوسه ، مش حب حقيقي .
فردد مؤمن ....لا حول ولا قوة إلا بالله ،أنا لازم أتأكد من الموضوع الأول.
ثم وجه حديثه لـ سعد ...تمام ، اتفضل أنت شوف شغلك يا متر .
.............
أثناء طريق لمياء إلى المحامي اتصل بها فتحي .
فزفرت بضيق قائلة ...وبعدين أنا ما صدقت خدت موقف بدل الحيرة اللي كنت فيها ،وقولت خلاص خلينا مع الحب لؤي .
خايفة أرد عليه يلعب بعقلي تاني .
وأنا عارفة نفسي مزمزقة ،يخربيت كده .
بس هرد وخلاص وهحاول آخد موقف .
لمياء ...الووووو ازيك يا ابن خالتي .
فتحي ...ساعة عشان تردي !
لمياء .... معلش عقبال ما سمعت التلفون .
فتحي ...كده ،ماشي.
وقولتي إيه في موضوعنا ،عشان الراجل مزهقني زن فوق دماغي ، ومش عارف ليه يعني؟
ما قدامه بدل البنت مليون ، حاجة غريبة أوي .
فضحكت لمياء قائلة ...أنا لمياء يا حبيبي ،مش أي حد .
وعلى قولك خليه يختار من المليون ده ،عشان أنا مش موافقة .
اتسعت عيني فتحي بغير تصديق قائلا. ..بتقولي إيه ياختى !
بترفضي بنك فلوس متحرك ،بترفضي واحد هيعيشك ملكة وهيكون عندك خدامين طوابير مستنيين إشارة منك .
ولو عايزة تلفي بلاد العالم كله ،هيعملها ، ده الدهب والألماظ وأي مبلغ تطلبيه هيكتبهولك .
فابتلعت ريقها لمياء بتلذذ محدثة نفسها ...والله طالع من عينيا ، وبعدين بقا .
بس برده ميخلصنيش أحطم قلب لؤلؤتي .
لا خلينا في المصري .
لمياء...يا عم فضها سيرة بقا ، متجريش ريقي.
والحمد لله على نصيبي .
قولت مش موافقة ، يعني مش موافقة .
فتحي بانفعال .....ده آخر كلام عندك ، فكري كويس قبل
ما تندمي .
لمياء بتردد ....يعني ، آه خلاص ، قوله لأ .
فأغلق فتحي المكالمة معها بعصبية مرددا ...يا بنت * الله يخربيتك ،زي ما هتخربي بيتي .
ثم وجد سعود من وراءه يحدثه ....مالك فتحي ؟
هتعصب نفسك ليش ؟
ابتلع ريقه فتحي بخوف ثم ردد ...أصلوا يا باشا .
سعود ....إيه فتحي ،جول جول ؟
فتحي ....لميا بنت خالتي مش عايزة تسيب جوزها ويعني كده ، فاهمني ؟
فقطب سعود جبينه وانفعل قائلا بصوت حاد زلزل المكان وأفزع فتحي ....هادي الحقيرة ترفضني أنا سعود ، أنا استطيع اشتري مليون زيها .
فتحي ...لا يا باشا مش بترفض ماتقدرش طبعا ، بس تلاقيها خايفة من كلام الناس وكده .
أنت عارف المطلقة عندنا وضعها صعب وكمان تجوز بسرعة ، الناس ممكن تتكلم عليها وتقول باعت جوزها عشان الفلوس ولا حاجة .
سعود.....أنا ميهمنيش الكلام الفارغ ده ، ويمين الله أنا مش ماشي من مصر إلا وهي معي ،ولو غصب عنها .
فوضع فتحي يده فوق رأسه مرددا ....شكلها طربقت فوق دماغك يا فتحي .
أنا كان مالي ومال الغلب ده كله .
استرها يارب ، ده أنا غلبان والله .
.................................
في مكان أخر
جلس عماد على مائدة الطعام لتناول طعام الإفطار مع والدته الحاجة حُسنة .
فحدثته والدته ....مش هتريح قلبي يا دكتور وتسبني أشوفلك بنت الحلال اللي تسعد قلبك وتملى البيت عيال يونسوني ويفرحوني.
ابتسم عماد ابتسامة صفراء قائلا ...آه آه يا أمي هفرحك أكيد
فى يوم من الأيام بس لسه يعني ، سبيني شوية كده .
أنا مش فاضي الصبح في الكلية وبالليل في المستشفى ولما بجي بقعد للفجر أذاكر وأحضر للماجستير .
أجبلها وقت منين هي ؟
وأنتِ عارفة شغل البنات ، هتقولي مش مهتم بيا والشغل عندك أهم مني ، وعايزة تروح وتيجي وتصدعني كلام وأنا مش فايق للشغل ده .
الحاجة حـسنة ...بس دي سنة الحياة يا ابني ،وأنت فهمها
على طبيعة شغلك وحياتك وهي هتقدر برده .
عماد بضحك ...مفيش وحدة بتقدر يا حاجة .
كلهم بتوع كلام ، سيبك أنتِ يا قمر .
أنا مش شايف غيرك القمر والباقي كله سلطة .
ضحكت والدته بقولها ...آه يا بكاش ، بتقول كده عشان تخليني أسكت ها .
بس برده هفضل وراك لغاية ما أجوزك .
عماد ...يادى الجواز وسنينه ، مش نهاية الدنيا يعني .
ملها السنجلة جنتلة ، أروح وأجي وبراحتي
ولا حد يقولي رحت فين وجيت منين واتأخرت ليه .
أنا كده مبسوط أربعة وعشرين قراط .
الحاجة حُـسنة ...بقولك إيه يا واد .
فضحك عماد مرددا ...مش كنت من شوية دكتور ، انحدرت كده
في دقيقة لـ واد .
الحاجة حُـسنة ....آه واد طول ما أنت مش بتسمع الكلام .
ويكون في علمك ، النهاردة جاية الحاجة غالية وبنتها الباشمهندسة روح .
يقعدوا معايا شوية ، فعايزاك تيجي بدري، متتأخرش .
عماد...وأنا مالي ميجوا ويقعدوا براحتهم معاكي ، هما جايين ليا ولا ليكي ، حاجة غريبة والله .
الحاجة حُـسنة...يا واد ، افهم ، أنا عايزاك تشوف الباشمهندسة روح ، وتقول رأيك فيها .
عماد ...رأيي في إيه ؟
أنا مش بفهم في شغل الهندسة ده ، أنا دكتور .
فأمسكت والدته طبق فارغ ثم ضربته على رأسه ضربة خفيفة قائلة ...تصور أنا مش عارفة أنت دكتور ازاي ودماغك مقفلة كده .
عماد وهو ممسك برأسه ...آه يا دماغي .
وأنا مش عارف أنتِ أم ولا مسجل خطر .
كنتِ هتفتحيلي دماغي حرام عليكي .
فضحكت حُسنة ...ياريت أفتح دماغك الناشفة دي ، وأعرف أعدلها .
عماد ...أنا دماغي عجباني كده يا ست الكل .
ويلا أقوم بقا عشان اتأخرت على الكلية وإحنا ورانا شغل كتير عشان استقبال العام الدراسي الجديد .
الحاجة حُـسنة... ماشي بس برده هتيجي بدري عشان تشوف روح العروسة يمكن ربنا يهديك وتعجبك وأفرح بيك.
عماد ....هي مش كانت من شوية مهندسة بقت عروسة دلوقتي .
آه قوليلي بقا الموضوع .
يا ستي حرام عليكي ،كل شوية تجيبي واحدة وتحرجيني وفي الآخر برده أرفض .
فريحي دماغك من الأول
ومتجيش أحسن .
الحاجة حُـسنة ...لا هتيجي وأنت هتيجي بدري،ولو مجتش
أو حتى جيت وكلمتها بقلة ذوق زي اللي قبلها .
هتكون ولا ابني ولا أعرفك .
فكتم عماد غيظه قائلا ...لا إلا كده مقدرش على زعلك يا جميل .
هاجي هاجي .
بس سلاموز دلوقتي يا قمر عشان مستعجل .
ثم قبل رأسها وخرج يتمتم ...قال روح قال ، ده شكلي أنا اللي هطلع في الروح.
..........
فما سيحدث ومن هو الدكتور عماد ؟
ومازال الأمر حائر بين زواج لمياء من لؤى أو من سعود ؟
فمن سيا ترى سيبتلي بها ؟
وذلك المغلوب على أمره بلال ما ستفعل به الدنيا مرة أخرى
سنعرف في الحلقات القادمة بإذن الله.
ونختم بدعاء جميل.
“يا رحمن يا كريم يا من بيده الخير كله أسئلك أن تهون علي فراق أحبتي، يا رب فكما للموت سكرات فإن للحب سكرات، اسألك يا رب أن تعينيي على ألم الفراق والبُعد، أسأل الله العظيم أن يجعلني أقوى من ألم الفراق الذي لا يوجد مفر منه، كما أدعوك أن تكتب لي الخير الذي لا حاجة لي سواه”.
....
أم فاطمة
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة التاسعة ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة العاشرة أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية صغيرة بلال الجزء الأول ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .