نقدم اليوم احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثامن من روايات منال ابراهيم . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اسيرة العادات والتقاليد كاملة بقلم منال ابراهيم من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية حمقاء ملكت ماكرا pdf كاملة من خلال موقعنا .
حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثامن
الفصل الثامن
زادت حيرتها عندما رأت ابنها عائدا إلى البيت
بوجه غير الذى خرج به فى الصباح
ترى ماذا حدث فقد كان مشرق الوجه لامع العينين لكنه الآن عابسا الملامح
ضيق الصدر عيناه تنذر بحزن دفين
كريمه: مالك يارائد ياابنى راجع مخنوق ليه كده؟!! انت اتحسدت ولا إيه؟!
رائد وهو يهرب من عينيها: مفيش ياماما تعبان بس ومحتاج أرتاح شويه ..تصبحى علي خير
كريمة: وأنت من أهله ياابنى ربنا يروق بالك
ولج غرفته واختلى بنفسه وظل يفكر متعجبا
وهو لا يصدق أنه وقع ضحية تلك العينين
الكاذبتين بإحتراف
هذه هى المرة الأولى التي يخطأ فيها فهم أغوار شخص يلتقى به ..كان متوجسا منها في البداية وبرغم ذلك سلمها قلبه فجأة أو ربما هى من سلبته إياه رغما عنه...
ضيق عينيه وهو يتوعدها بشديد عقابه
فهى لن تفلت من بين يديه حتى تدفع ثمن تجرؤها على العبث معه ولكن كيف الوصول إليها الآن؟!!!
انتفض قلبها مذعورا بشدة عقب سماعها صرخات منى تخبرهم بأن أحمد قد أصيب
فى حادث وهو فى المستشفى الآن
لاتدرى ماذا أصابه؟!!
لم تجرؤ على الخروج من غرفتها ولا مواجهة أعينهم التى ستكيل لها الاتهامات وستحملها
نتيجة ما حدث
لكنها فى نفس الوقت تلفحها نيران القلق عليه
والرعب أن يكون أصابه مكروه
جلست على فراشها منكمشة على نفسها مطوقة نفسها بذراعيها ترتجف باكية يقتلها
إحساسها بالتأنيب فهى ظلمته وجرحته بقسوة وأسائت فهمه وفى النهاية هاهو الآن
فى خطر ولا تدرى ماذا تفعل لكى تطمأن عليه
وفجأة قررت أن تذهب للاطمئنان عليه معهم مهما كانت النتيجة..أسرعت بارتداء ملابسها
وتفاجأ الجميع بها عند خروجهم تناديهم
ضحى باكية: بابا استنى انا جايه معاكم
محمود: خليكى ياضحى هتيجى تعملى إيه؟!!
ضحى وهى تمسك بيديه بقوة راجية: بالله عليك خدنى أطمن عليه
محمود بقلق: طيب يلاا بسرعه....جيب العواقب سليمة يارب
كانت منى فى حاله انهيار تام لا تتوقف عيناها عن البكاء ولا شفتيها عن التمتمة لولدها بالدعاء بالنجاة
ولم تكن هى الوحيدة على ذلك الحال فلم تكن ضحى بأحسن حال منها
كريم : اهدوا ياجماعة وبطلوا عياط بقى إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامه
فور وصولهم إلى المشفى توجهوا مسرعين لغرفة الاستقبال
محمود بلهفة: لو سمحتى فى شاب جاى فى حادثة من شويه اسمة أحمد خالد البحيرى
الموظف: أيوة.. أيوة هو فوق فى الطوارىء
الدور الثالث
هرول الجميع بسرعة وضربات القلوب تكاد تسمعها الآذان من فرط القلق والخوف
لم يطل انتظارهم كتيرا حتى خرج لهم الطبيب
محمود: طمنى يادكتور؟!
الطبيب: الحمد لله قدر ولطف مفيش خطورة
بس فى كسور في دراعه ورجله وكام جرح قطعى وان شاءالله حالا هيطلع وتتطمنوا عليه
محمود بحيره: أمال هو دخل عمليات ليه يادكتور؟!
الطبيب: الكسر اللى رجله كسر مضاعف واحتاج تركيب شرايح ماتقلقوش الموضوع مش خطير ومع الوقت هيقدر يمشي عليها
بصوره طبيعيه جدا
محمود: متشكرين يادكتور...
منى: الحمدلله ياما أنت كريم يااارب
بعد دقائق خرج أحمد من غرفة العمليات
وجدته ممدد على سرير المشفى بوهن ويغطى رأسه وجبينه الشاش
همست باكية: سامحنى ياأحمد أنا السبب
فى اللى جرالك
بعد نقله لغرفه أخرى أسرع محمود ومنى وكريم بالدخول والاطمئنان عليه
أما ضحى فوقفت في الخارج تبكى فهى لا تقوى على مواجهة عينيه ويتنابها احساس بالحرج الشديد من مواجهته
منى بلهفة: حمدالله على سلامتك ياحبيبى
واردفت بصوت مخنوق بالبكاء
كده ياأحمد توجع قلبنا عليك كده ياابنى؟!!
محمود: مش وقته يامنى الحمدلله ان ربنا نجاه ... حمدالله على السلامه ياأحمد
أحمد بضعف: الحمد لله..ربنا ستر
كريم: ألف سلامة عليك ياأبيه فداك ميه عربية
أحمد: الله يسلمك يا كريم.....يلا خدت الشر وراحت
منى: إيه اللى حصل ياابنى ؟! احكى لى
أحمد: كنت سايق بسرعه الظاهر حصل مشكله في عجلة العربيه مش عارف فجأة العربيه اتقلبت.... الحمد لله
منى: ألف حمد وشكر ليك يارب
محمود باستغراب: أمال ضحى فين؟! مادخلتش ليه؟!
كريم: مش عارف مارضيتش تدخل وقالتلى
أطمن على أبيه وأخرج أطمنها
محمود وقد فهم مقصدها: تلاقيها مكسوفة
تقابلك ياأحمد وحاسه بالذنب ..دى مابطلتش عياط من ساعة ماعرفت باللى حصل لحد ماخرجت من أوضة العمليات
وأردف برجااااء معلش ياأحمد سامحها ياابنى وماتزعلش منها إنت عارف إنه غصب عنها
وانتى يامنى مش عارف أشكرك إزاى انك ما شدتيش معاها فى الكلام
منى: والله يامحمود لما لقيتها مموته نفسها
فى العياط صعبت عليا وزى مابتقول اللى
بتعمله ده غصب عنها ربنا يهديها..
أحمد: روح ناديها ياكريم..
كريم: حاضر ياأبيه
خرج كريم فوجدها جالسة تبكى على أحد المقاعد فى الممر أمام الغرفة
عندما رأته مقبلا عليها هبت واقفة وجرت عليه: ها طمنى ياكريم أحمد عامل إيه؟!
كريم باسما: الحمد لله ....خلاص بقى يابنتى
بطلى عياط هو كويس..وكمان باعتنى
عشان اناديكى
ضحى متعجبة: هو اللى قالك كده؟!
كريم: آه والله هو اللى قالى روح نادى ضحى
ضحى: لا مش هقدر..أنا مكسوفة من اللى حصل.أنا هستناكم هنا
كريم: لا هتيجى معايا مش همشى إلا وانتى معايا ..معايا أوامر بكده
أمسك بيدها وتقدما سويا نحو الغرفه وعندما
أصبحت أمام الغرفة مباشره حاولت الإفلات من يديه والرجوع مره أخرى
كريم بإصرار: مش هسيبك يلا تعالى
دخلت ونظراتها مصوبة للأسفل لم تجرؤ على رفعها إليه
ضحى بارتباك: السلام عليكم ..
ثم جلست على أحد المقاعد ومازالت نظراتها
أرضا
التفت لها أحمد وهمس بضعف: إزيك ياضحى ؟!
رفعت عينها على استحياء : الحمدلله.. واردفت والدموع تترقرق من عينيها حمدالله على السلامه .
لاحظ أحمد احمرار عينيها بشدة وتورمها من كثرة البكاء فأحس بالشفقة عليها
أحمد بهدوء : الله يسلمك ياضحى
ضحى باكيه: عايزة أعتذر لك عن اللى حصل
مكنش قصدى كل ده يحصل وأجهشت بالبكاء
طوقتها منى بحنو: اهدى ياحبيبتى...
ده قدر محدش له دخل فيه
أحمد: وبعدين مين قالك إن إنتى السبب..هو انتى اللى كنتى سايقة العربية؟!!
محمود: خلاص ياولاد اللى حصل حصل
المهم أن ربنا نجاه بالسلامة...هروح أشوف الدكتور هيقرر الخروج إمتى؟!
قاومت جراحها النازفة وربطت على قلبها المحطم تجبره على الصمود وعدم الإنهيار
ضمت أختها إلى صدرها وكأن كل واحدة منهما تستمد القوة من الأخرى فلم يعد لهما في هذا العالم
المخيف ملجأ يأويهما بعد الله سوى تلك الأحضان الحنونة
هاتفت آلاء خالتها تخبرها بوفاة والدها فهى تحتاج لعون بعض الرجال لتتمكن من اقامة جنازة والدها
ناهد بحزن: البقية في حياتك ياحبيبتى. ...عمك محمد وخالد الحمدلله هيوصلوا بكره
ان شاءالله هنكون كلنا عندكم من بدرى
ماتشليش هم حاجه
آلاء باكية: تسلمى يا خالتي.. ربنا مايحرمنيش منك
وفى اليوم التالى حضر زوج خالتها وابنه وبرفقته بعض الرجال الآخرين
وتمت جنازة ذلك الرجل الطيب الذى رحل
وترك زهرتين جميلتين بريئتين في وجه الرياح العاصفة فهل ستصمدان فى مواجهتها أم أنها ستقتلعهما بقوة من جذورهما وتلقى بهم بلا رحمة تحت أقدام المشاه
كم كانت لحظات قاسية عليها وهى لا تستطيع حتى ان تعلن خبر وفاته بين جيرانه ليشهدوا جنازته خوفا من ملاحقة أشرف لها
عادت الفتاتان إلى غرفتهما مثقلتان بالهموم
والفجائع ويملأ خاطرهما ذعر من المجهول
ترى كيف ستواجهان الحياة وهما كجندى
أعزل في ساحة حرب
بعد عدة أيام
آلاء: رضوى!!! قومى ياحبيبتى يلا عشان
تروحى الكلية.. الامتحانات خلاص قربت
رضوى: حاضر ياآلاء ...وإنتى هتعملى إيه؟!!
آلاء: أنا هنزل أدور على شغل في أى حتة
يمكن ربنا يفرجها وألاقى شغل
رضوى: عندى اقتراح يا آلاء ونفسى توافقينى
عليه
آلاء:خير يارضوى اقتراح إيه؟!
رضوى: ارجعى لأستاذ رائد..اسمعى كلامى
آلاء: يابنتى أنا دلوقتي ماينفعش أظهر بهويتى قدام حد أكيد ابراهيم بلغ عنى
هرجع اشتغل إزاى وانا مطلوبه في قضية؟!!
رضوى: ماهو رائد ممكن يساعدك..أنا حاسه إنه بيحبك إنتى ماشوفتيش نظراته ليكى يوم
ماجالنا البيت
آلاء بعدم تصديق: إنتى مجنونة يارضوى رائد
هيحبنى أنااا... على إيه ياحسرة وبعدين ده خاطب أصلا
رضوى: والله أنا حسيت بكده..أمال كان هيموت أشرف عشانك ليه؟!
آلاء بضييق: أقفلى الموضوع ده عشان خاطري يارضوى يعنى حتى لو كلامك صح
هروح أقوله سلفنى ستين ألف جنيه؟!!!
أكيد هيفكرنى طمعانة فيه...لا ..لا مش هرجع له تانى..
أذن الطبيب بخروج أحمد من المشفى
بقيت ضحى مع منى طول اليوم تساعدها في أعمال البيت قبل عودته وقامت بنفسها بتنظيف وترتيب غرفته وهى تشتاق حضوره
وهى متعجبة من ذلك التغيير المفاجئ في مشاعرها تجاهه..فكيف كانت منذ بضعة أيام تتمنى طرده من البيت واليوم تنتظر حضوره
بفارغ الصبر
وأخيرا وصل للمنزل متكئا على كريم
كريم بمرح: لا إنت طلعت تقيل ياأبيه هههه
أحمد ساخرا: إنت هنجت من أولها قلت لك أمشى على العصاية إنت اللى أصريت اتحمل بقى.ههه
كريم: أنا صامد أهوه اتفضل اقعد وصلنا للكنبه ..هنزل لبابا أطلع معاه شويه حاجات من العربية
ابتسمت بسعاده لرؤيته
ضحى: حمدالله على السلامه يا باشمهندس
أحمد: الله يسلمك يا ضحى......وأردف أنا حاولت والله أقنعهم يسيبونى أقعد مع واحد صاحبى لكن بابا مارضيش وأصر إنى أرجع على هنا
اختفت ابتسامتها وأدركت أنه مازال غاضبا من كلامها يوم الحادث
ضحى بحرج: هو انت لسه زعلان مني ؟!!
أحمد: لا أبدا بس إنتى من حقك تقعدى براحتك فى بيتك..مش هتفضلى طول الوقت بالطرحة والعبايه كده
الموضوع هياخد وقت ممكن شهر أو اتنين مش عايز
أحس إنى عامل لك ازعاج طول المدة دى
ضحى بتلقائية : مفيش مشكله أنا متعوده على كدة من زمان.
أحمد: عشان كده عايز أمشى إنتى جيتى هنا
عشان ترتاحى مش عشان تلاقى حد تانى
يضايقك بوجوده... على العموم انا طاوعتهم يومين كدة وان شاءالله أول الاسبوع همشى
ضحى بحيرة: هتمشى إزاى ومين هياخد باله منك وانت فى الظروف دى.. وبعدين انت لو مشيت كله هيفكر إنى السبب وهياخدوا منى موقف .
أحمد: لا ابدا ده قرارى وانتى مالكيش علاقة
بالموضوع..أنا لما فكرت في الموضوع لقيت معاكى حق تضايقى من وجودى
لمعت الدموع في عينيها: انت بتشيلنى ذنبك ليه؟! أنا اللى همشى من بكره هروح أقعد مع خالى..انهت جملتها الأخيرةوالتفتت قاصده غرفتها ...
أنهت منى صلاتها وأسرعت لترحب بعودته والاطمئنان عليه
كان أحمد يريد أن يناديها ليكمل كلامه معاها
لولا دخول والدته
منى : حمدالله على سلامتك يا حبيبى عامل إيه النهارده
أحمد: الله يسلمك يا ماما... الحمدلله انا كويس
وصل محمود وكريم للمنزل
منى: وصل أخوك لأوضته خليه يرتاح شويه
كريم: حاضر يا ماما...يلا ياأبيه
استرخى أحمد على فراشه وعقله مشغول
بتلك الفتاة الغامضة التى لم يعد قادرا على فهمها....
فى مكتب رائد الفقى
رائد: ها ياحسام وصلت لحاجة؟!!
حسام: لسه ياابنى.. انت مستعجل ليه كده؟!
لحد دلوقتي محدش يعرف عنها حاجه
والجيران كمان مش بيساعدونا و بيتكلموا عنها بطريقة مش كويسة
وكل ما نسأل حد يبص لنا بقرف ويفضل يشتم فيها الظاهر الاستاذه سيرتها مش ولا بد عرفت ان جوزها ظبطها مع واحد فى البيت وطلقها قدام كل جيرانها
دى طلعت ......... بنت تيييييت
واللى يشوف منظرها يقول حمل وديع بريئة
وكيووت ...دا أنا كنت واخد فيها حته مقلب
زفر رائد بعصبية: كل ده مايهمنيش أنا عايز أعرف راحت فين؟!!
حسام: مااكذبش عليك الحكاية مش سهلة
بس ادينا بنحاول
رائد: أوكى وانا فى انتظارك ماتتأخرش عليا ....
حسام:ماشى ... نخلينا في شغلنا شويه..شوف كده ملف القضية دى وقولى رأيك.....
يارا: أنا جاية ياطنط اتكلم معاكى لانى تعبت من تجاهل رائد ليا وزعلانة أوى
كريمة: ليه كده يابنتى كفى الله الشر
قلصت يارا ملامحها مدعية الحزن: بقى يرضيكى أقوله إيه رأيك نخلى الفرح بعد
شهر إيه لازمتها نستنى شهرين يقولى أجلى الكلام في الموضوع ده دلوقتي؟!
المفروض يكون هو اللى ملهوف عليا ويتبسط
أما أطلب منه كده
كريمة: ماتزعليش منه يابنتى والله هو حاله مقلوب بقاله كام يوم ومش راضي يفتح معايا أى كلام
يارا: طيب إنتى إيه رأيك ياطنط فى الموضوع ده؟!
كريمه: والله يا يارا أنا نفسى أغمض عينى وأفتحها آلاقى رائد ابنى متجوز ومتطمنة عليه ده هو اللى طلعت بيه من الدنيا
يارا بخبث: خلاص ياماما هعتمد عليكى إنتى فى الحكايه دى إنتى اللى هتقدرى تقنعيه
انا بحاول أصبر نفسى إن حاله هيتغير بعد الجواز لكن لو الخطوبه طولت عن كده
يمكن مااتحملش بروده وتجاهله ده
كريمة: خلى الموضوع ده عليا وأنا هكلمه
يارا: اوكى...ميرسى ياطنط عن. إذنك
كريمة: اتفضلى يابنتى مع السلامه
التف الجميع حول مائدة الغداء
كانت والدته جالسه بجواره بحنانها المعتاد
وتحاول إطعامه بيديها
أحمد ضاحكا: إيه ياماما إنتى بتحنى لأيام طفولتى ولا إيه ..كلى ياحبيبتى أنا أعرف
أكل لوحدى
منى: هتاكل إزاى ياأحمد ودراعك مكسور؟!
أحمد: عادى ياماما هاكل بالتانى الحمد لله اليمين سليم
كريم: ماتسيبها ياأبيه..حد يلاقى الدلع ومايتدلعش...تعالى ياماما اكلينى أنا
محمود: هو انت محتاج حد يأكلك ما أنت بتاكل بإديك الاتنين اهوه
كريم ضاحكا: بقى كده يابابا أحرجتنى
قطع حديثهم صوت رنين جرس الباب
محمود: مين جاى لنا دلوقتي...روووح ياكريم شوف مين؟!
فتح كريم الباب أهلا وسهلا اتفضلوا
كريم: دى طنط كوثر جارتنا والدكتورة لميس
منى: اتفضلوا اتغدوا معانا
كوثر: ميرسى يامنى الف هنا
متأسفن إننا جينا من غير معاد بس لما عرفنا على حادثه أحمد لميس أصرت تيجى وتتطمن عليك حالا
لميس: حمد الله على سلامتك ياأحمد
أحمد: متشكر يالميس اتفضلوا لازم تتغدوا معانا
لميس: ميرسى ياأحمد..انا جايه بس أطمن عليك
محمود: مش ممكن لازم تتغدوا معانا
روح ياكريم هات أطباق من المطبخ
ضحى: خليك ياكريم هروح أنا أجيب الاطباق
كوثر بدهشة: هى مين دى يامنى؟!
منى: دى ضحى اخت كريم
كوثر: اااه وياترى جايه زيارة ولا قاعده معاكم على طول
محمود: لا هتفضل معانا مش هسيبها تبعد عنى تانى
عادت ضحى بالأطباق وقدمتها لهم وجلس الجميع يتناولوا الغداء
أحست ضحى بالضييق من نظرات لميس لأحمد وطريقتها في الكلام معه
منى: كويسه انك جيتى يالميس أنا كنت هبعتلك عشان تغيرى له على الجرح اصل أنا مش بقدر على الموضوع ده
لميس بسعاده: من عيونى ياطنط ....ليكى عليا أجى له كل يوم أغير له على الجرح
أحمد: متشكر يالميس..معلش هتعبك معايا
لميس: تعبك راحة ياأبو حميد
وبعد الغداء
بدأت لميس فى تطهير جرحه تحت نظرات
ضحى المغتاظة ثم توجهت للمطبخ لإعداد
الشاى
بينما توجه محمود وكريم لأداء صلاة العصر
أحمد: عن إذنكم ياجماعة هدخل أصلى العصر وأريح شوية
كوثر: اتفضل ياحبيبى ألف سلامه عليك
أنهت ضحى إعداد الشاى وتوجهت به للخارج
لكن أذنها سمعت همسات أوجعتها فتراجعت للخلف وعادت مرة أخرى إلى المطبخ باكية
عادت آلاء بخيبه أمل بعد يوم مرهق استغرقته في البحث عن عمل يسد احتياجاتها المتواضعة ويكفيها وأختها
مذلة السؤال
لاحظت إحدى الجارات ملامحها الحزينة
أم عاصم: مالك يابنتى؟! شكلك متضايقه ليه كده؟!
آلاء بصوت مختنق: مفيش ياحاجة الحمدلله
أم عاصم: أنا خالتك أم عاصم اللى ساكنه فى الاوضه اللى جنبكوا على طول
آلاء: أهلا ياخالتى اتشرفت بيكى
أم عاصم: مش هتقولى مالك دا أنا زى والدتك
أحست آلاء بضيق من تلك الجاره الفضولية الثرثارة فهى ليست بمزاج يسمح بذلك الحوار
فهى تموت جوعا وإرهاقا بالإضافة إلى قلقها وخوفها من عدم قدرتها على الحصول على عمل بأقصى سرعة
أم عاصم: سرحتى في إيه يابنتى..قولى.مش يمكن أعرف أساعدك
آلاء بحزن: والله ياخالتى كنت نازلة أدور على شغل بس مالاقتش وأنا محتاجة الشغل أوى
أم عاصم: فيكى حاجه لله يابنتى
انا عندى شغلة بس لمدة شهر واحد إيه رأيك
آلاء: شغله إيه دى ياخالتى؟!
أم عاصم: أم إيمان اللى ساكنة فى العمارة اللى جمبنا بنتها هتتجوز بعد اسبوعين
وهتسيب الشغل شهر وعايزه واحدة تروح بدالها لحد بعد الفرح بأسبوعين
هسألهالك يمكن تكون لسه مالقتش حد
آلاء: طيب أعرف إيه الشغلانة طيب
أم عاصم: سكرتيرة عند دكتور باطنه كبير
شغلانة سهله وقرشها حلو هتروحى الساعه عشره تنضفى العيادة والضهر يبدأ الشغل
وكمان الدكتور مابيسهرش الساعة ثمانية بيقفل عيادته قولتى إيه؟!
آلاء: موافقة طبعا بس يارب تكون لسه محتاجه حد
أم عاصم: أنا هروح دلوقتي أسألها واطمنك
بس ماتنسيش حلاوتى لو الموضوع ده تم
آلاء: من عنيا ياخالتى
وبعد نصف ساعة عادت لها الجارة بالبشرى
أنها بحاجة لها وستأخذها تلك الفتاة فى الصباح معها لتشرح لها نظام العمل هناك
كانت آلاء سعيده أنها حصلت على وظيفة حتى لو كانت مؤقته فهى أفضل من لا شيء
عاد رائد بعد إنهاء عمله إلى البيت حيث كانت والدته في انتظاره
كريمه: حمدالله على السلامه يا رائد
رائد: الله يسلمك يا ماما
كريمه: يلا ياحبيبى الأكل جاهز
رائد: حاصر هغير هدومى وجى حالا
وفى أثناء الطعام
كريمة: رائد كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع ياابنى ونفسى تريح قلبى وماتكسفنيش
رائد بقلق: خير ياماما ؟!!
كريمة: يارا كانت عندى النهارده وحكتلى أنها عرضت عليك تخلى الجواز الشهر الجاى
وانك ماردتش عليها
رائد بضيييق: والمطلوب؟!!
كريمه: لازمة التأجيل إيه ياحبيبى أنا شايفة
انه اقتراح حلو ...البت حاسه إنك متجاهلها
وعندها أمل تتغير بعد الجواز
عشان خاطرى ياابنى ريح قلبى ووافق
رائد: وهو ده اللى هيريح قلبك ياماما؟!!
كريمة: أيوة
رائد: حاضر ياماما .الفرح الشهر الجاى... حاجه تانيه؟!
كريمه: ربنا يريح قلبك يارائد
رائد: تصبحى علي خير ياحببتي
وقبل رأسها ومضى إلى غرفته وهو
ولا يدرى لماذا اندفع ووافق بتعجيل الزفاف
ربما لم يعد يرى فارقا بعد شهر أو شهرين...
فالحياة قد فقدت رونقها في عينيه بعد رحيلها ؟!
وأخذ ينهل بقلبه من عالم المستحيل ويمضى بخياله يرسم حياة أخرى تجمعهما معا
أخذ يتخيل كأنه في يوم زفافهما سويا
وهو يحدق بعينيها الخجله المرتبكة كم كان ذلك الحلم جميلا وهو يضمها بين ذراعيه
بقوة وهو يبث لها فيض حبه واشتياقه لها
فتح جفنيه أخيرا وأدرك أن كل ما مضى لم يكن سوى حلم هرب به عقله من عالم الحقيقة إلى عالم الأمنيات!!!......
كوثر هامسة: هى طليقة جوزك باعتالك بنتها
ليه؟!!
منى: أبداً حصلت مشاكل بين البنت وجوز أمها فاتصلت وطلبت من محمود يجى ياخدها
كوثر بعدم تصديق: وانتى صدقتى ياهبلة
منى: وهى هتكذب ليه؟!
كوثر: أقطع دراعى إنما ماكانت باعتة البنت دى عشان ترسم على أحمد ابنك عشان يتجوزها أكيد طمعت فيه
منى: لا ياكوثر..دى بنت غلبانه خالص وشكلها اتعذبت معاهم كتير
كوثر بمكر: والنبى انتى اللى غلبانه ..خلى بالك من إبنك بدل ماتخطفه بنت نجوى..وبكرة تقولى كوثر قالت
مسحت دموعها واستجمعت قوتها وخرجت إليهم حاملة الشاى
ضحى: اتفضلوا الشاى
منى: اقعدى ياضحى رايحه فين؟!
ضحى: هروح أصلى العصر عن إذنكم
كوثر: اتفضلى ياحبيبتى
وفى المساء تجمعت الأسرة يتجاذبون أطراف الحديث
محمود: أمال ضحى فين مش ظاهره من بعد الغداء
منى: مش عارفه من ساعة مادخلت ساعه صلاة العصر ماخرجتش من أوضتها..يمكن نامت
محمود: روح ياكريم ناديها تيجى تسهر معانا
بلاش الحبسة دى
أحس أحمد بسعاده فقد كان ينتظر خروجها
منذ ساعات لكنها لم تأت...
أحاطها بنظراته منذ خروجها من غرفتها حتى أقبلت عليهم
ضحى: فى حاجه يابابا حضرتك طلبتنى
محمود: أيوة ياضحى حابسة نفسك في الأوضة ليه؟! أقعدى معانا ياحبيبتى
تقابلت أعينها للحظة ابتسم فرحا لرؤيتها فأطرقت رأسها خجلا
محمود: إنتى راجعة شغلك إمتى؟!
ضحى: بكره ان شاءالله
أحمد باسما: مش متخيلك ياضحى محامية
ولابسه البدله دى وبتترافعى وبتقولى حضراة الساده المستشارين والحاجات دي
ضحى: لا أنا لسه ماوصلتش للمرحله دى مش عارفه استاذ رائد ديما مخلينى راشقه في محكمه الأسرة طلاق وخلع وحضانة وحاجات من دى
أحمد: انتى عندك كام سنه ياضحى؟!
ضحى: ٢٣ سنة
أحمد ضاحكا: لا كدة رائد ده بيعقدك من بدرى
ضحى: بتقول فيها فعلا ساعات كتير بحس إنى اتعقدت خلاص
محمود: خلاص بلاها الشغلانه دى
ضحى: لا ازاى أنا عندى طموح انجح وابقى زى أستاذ رائد فى يوم من الأيام
أحمد : اشمعنى رائد بالذات؟!
ضحى :يعنى قدر يثبت نفسه في وقت قياسى ويبقى له اسمه ووزنه وهو لسه شاب صغير
أحمد بغيرة: آاااه ....شاب صغير طيب عقبالك
ضحى بحماس: ياااارب
سمعوا رنين الهاتف المنزلى أجابه كريم
كريم: ضحى فى واحد عايزك
ضحى باستغراب: واحد مين؟!!
قامت ضحى لترد وفجأة تغير وجهها
وصاحت باكية: ليه خبيتوا عليا؟!!
مش مسمحاكم ؟!!! مش مسمحاكم
..........
يتبع
الحلقه القادمة
من هاتف ضحى وما السر الذى أخفته والدتها عنها؟
هل هتنجح حيله يارا فى التعجيل بالزفاف؟
ما الصدفة الغريبه التي ستجمع بين الحبيبين؟
موقف رائد بعد لقائه بآلاء هل سيعذرها
بعدما تقع رهينة بين يديه ؟
حمقاء ملكت ماكرا
بقلمي منال ابراهيم ( جنة الأحلام)
زادت حيرتها عندما رأت ابنها عائدا إلى البيت
بوجه غير الذى خرج به فى الصباح
ترى ماذا حدث فقد كان مشرق الوجه لامع العينين لكنه الآن عابسا الملامح
ضيق الصدر عيناه تنذر بحزن دفين
كريمه: مالك يارائد ياابنى راجع مخنوق ليه كده؟!! انت اتحسدت ولا إيه؟!
رائد وهو يهرب من عينيها: مفيش ياماما تعبان بس ومحتاج أرتاح شويه ..تصبحى علي خير
كريمة: وأنت من أهله ياابنى ربنا يروق بالك
ولج غرفته واختلى بنفسه وظل يفكر متعجبا
وهو لا يصدق أنه وقع ضحية تلك العينين
الكاذبتين بإحتراف
هذه هى المرة الأولى التي يخطأ فيها فهم أغوار شخص يلتقى به ..كان متوجسا منها في البداية وبرغم ذلك سلمها قلبه فجأة أو ربما هى من سلبته إياه رغما عنه...
ضيق عينيه وهو يتوعدها بشديد عقابه
فهى لن تفلت من بين يديه حتى تدفع ثمن تجرؤها على العبث معه ولكن كيف الوصول إليها الآن؟!!!
انتفض قلبها مذعورا بشدة عقب سماعها صرخات منى تخبرهم بأن أحمد قد أصيب
فى حادث وهو فى المستشفى الآن
لاتدرى ماذا أصابه؟!!
لم تجرؤ على الخروج من غرفتها ولا مواجهة أعينهم التى ستكيل لها الاتهامات وستحملها
نتيجة ما حدث
لكنها فى نفس الوقت تلفحها نيران القلق عليه
والرعب أن يكون أصابه مكروه
جلست على فراشها منكمشة على نفسها مطوقة نفسها بذراعيها ترتجف باكية يقتلها
إحساسها بالتأنيب فهى ظلمته وجرحته بقسوة وأسائت فهمه وفى النهاية هاهو الآن
فى خطر ولا تدرى ماذا تفعل لكى تطمأن عليه
وفجأة قررت أن تذهب للاطمئنان عليه معهم مهما كانت النتيجة..أسرعت بارتداء ملابسها
وتفاجأ الجميع بها عند خروجهم تناديهم
ضحى باكية: بابا استنى انا جايه معاكم
محمود: خليكى ياضحى هتيجى تعملى إيه؟!!
ضحى وهى تمسك بيديه بقوة راجية: بالله عليك خدنى أطمن عليه
محمود بقلق: طيب يلاا بسرعه....جيب العواقب سليمة يارب
كانت منى فى حاله انهيار تام لا تتوقف عيناها عن البكاء ولا شفتيها عن التمتمة لولدها بالدعاء بالنجاة
ولم تكن هى الوحيدة على ذلك الحال فلم تكن ضحى بأحسن حال منها
كريم : اهدوا ياجماعة وبطلوا عياط بقى إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامه
فور وصولهم إلى المشفى توجهوا مسرعين لغرفة الاستقبال
محمود بلهفة: لو سمحتى فى شاب جاى فى حادثة من شويه اسمة أحمد خالد البحيرى
الموظف: أيوة.. أيوة هو فوق فى الطوارىء
الدور الثالث
هرول الجميع بسرعة وضربات القلوب تكاد تسمعها الآذان من فرط القلق والخوف
لم يطل انتظارهم كتيرا حتى خرج لهم الطبيب
محمود: طمنى يادكتور؟!
الطبيب: الحمد لله قدر ولطف مفيش خطورة
بس فى كسور في دراعه ورجله وكام جرح قطعى وان شاءالله حالا هيطلع وتتطمنوا عليه
محمود بحيره: أمال هو دخل عمليات ليه يادكتور؟!
الطبيب: الكسر اللى رجله كسر مضاعف واحتاج تركيب شرايح ماتقلقوش الموضوع مش خطير ومع الوقت هيقدر يمشي عليها
بصوره طبيعيه جدا
محمود: متشكرين يادكتور...
منى: الحمدلله ياما أنت كريم يااارب
بعد دقائق خرج أحمد من غرفة العمليات
وجدته ممدد على سرير المشفى بوهن ويغطى رأسه وجبينه الشاش
همست باكية: سامحنى ياأحمد أنا السبب
فى اللى جرالك
بعد نقله لغرفه أخرى أسرع محمود ومنى وكريم بالدخول والاطمئنان عليه
أما ضحى فوقفت في الخارج تبكى فهى لا تقوى على مواجهة عينيه ويتنابها احساس بالحرج الشديد من مواجهته
منى بلهفة: حمدالله على سلامتك ياحبيبى
واردفت بصوت مخنوق بالبكاء
كده ياأحمد توجع قلبنا عليك كده ياابنى؟!!
محمود: مش وقته يامنى الحمدلله ان ربنا نجاه ... حمدالله على السلامه ياأحمد
أحمد بضعف: الحمد لله..ربنا ستر
كريم: ألف سلامة عليك ياأبيه فداك ميه عربية
أحمد: الله يسلمك يا كريم.....يلا خدت الشر وراحت
منى: إيه اللى حصل ياابنى ؟! احكى لى
أحمد: كنت سايق بسرعه الظاهر حصل مشكله في عجلة العربيه مش عارف فجأة العربيه اتقلبت.... الحمد لله
منى: ألف حمد وشكر ليك يارب
محمود باستغراب: أمال ضحى فين؟! مادخلتش ليه؟!
كريم: مش عارف مارضيتش تدخل وقالتلى
أطمن على أبيه وأخرج أطمنها
محمود وقد فهم مقصدها: تلاقيها مكسوفة
تقابلك ياأحمد وحاسه بالذنب ..دى مابطلتش عياط من ساعة ماعرفت باللى حصل لحد ماخرجت من أوضة العمليات
وأردف برجااااء معلش ياأحمد سامحها ياابنى وماتزعلش منها إنت عارف إنه غصب عنها
وانتى يامنى مش عارف أشكرك إزاى انك ما شدتيش معاها فى الكلام
منى: والله يامحمود لما لقيتها مموته نفسها
فى العياط صعبت عليا وزى مابتقول اللى
بتعمله ده غصب عنها ربنا يهديها..
أحمد: روح ناديها ياكريم..
كريم: حاضر ياأبيه
خرج كريم فوجدها جالسة تبكى على أحد المقاعد فى الممر أمام الغرفة
عندما رأته مقبلا عليها هبت واقفة وجرت عليه: ها طمنى ياكريم أحمد عامل إيه؟!
كريم باسما: الحمد لله ....خلاص بقى يابنتى
بطلى عياط هو كويس..وكمان باعتنى
عشان اناديكى
ضحى متعجبة: هو اللى قالك كده؟!
كريم: آه والله هو اللى قالى روح نادى ضحى
ضحى: لا مش هقدر..أنا مكسوفة من اللى حصل.أنا هستناكم هنا
كريم: لا هتيجى معايا مش همشى إلا وانتى معايا ..معايا أوامر بكده
أمسك بيدها وتقدما سويا نحو الغرفه وعندما
أصبحت أمام الغرفة مباشره حاولت الإفلات من يديه والرجوع مره أخرى
كريم بإصرار: مش هسيبك يلا تعالى
دخلت ونظراتها مصوبة للأسفل لم تجرؤ على رفعها إليه
ضحى بارتباك: السلام عليكم ..
ثم جلست على أحد المقاعد ومازالت نظراتها
أرضا
التفت لها أحمد وهمس بضعف: إزيك ياضحى ؟!
رفعت عينها على استحياء : الحمدلله.. واردفت والدموع تترقرق من عينيها حمدالله على السلامه .
لاحظ أحمد احمرار عينيها بشدة وتورمها من كثرة البكاء فأحس بالشفقة عليها
أحمد بهدوء : الله يسلمك ياضحى
ضحى باكيه: عايزة أعتذر لك عن اللى حصل
مكنش قصدى كل ده يحصل وأجهشت بالبكاء
طوقتها منى بحنو: اهدى ياحبيبتى...
ده قدر محدش له دخل فيه
أحمد: وبعدين مين قالك إن إنتى السبب..هو انتى اللى كنتى سايقة العربية؟!!
محمود: خلاص ياولاد اللى حصل حصل
المهم أن ربنا نجاه بالسلامة...هروح أشوف الدكتور هيقرر الخروج إمتى؟!
قاومت جراحها النازفة وربطت على قلبها المحطم تجبره على الصمود وعدم الإنهيار
ضمت أختها إلى صدرها وكأن كل واحدة منهما تستمد القوة من الأخرى فلم يعد لهما في هذا العالم
المخيف ملجأ يأويهما بعد الله سوى تلك الأحضان الحنونة
هاتفت آلاء خالتها تخبرها بوفاة والدها فهى تحتاج لعون بعض الرجال لتتمكن من اقامة جنازة والدها
ناهد بحزن: البقية في حياتك ياحبيبتى. ...عمك محمد وخالد الحمدلله هيوصلوا بكره
ان شاءالله هنكون كلنا عندكم من بدرى
ماتشليش هم حاجه
آلاء باكية: تسلمى يا خالتي.. ربنا مايحرمنيش منك
وفى اليوم التالى حضر زوج خالتها وابنه وبرفقته بعض الرجال الآخرين
وتمت جنازة ذلك الرجل الطيب الذى رحل
وترك زهرتين جميلتين بريئتين في وجه الرياح العاصفة فهل ستصمدان فى مواجهتها أم أنها ستقتلعهما بقوة من جذورهما وتلقى بهم بلا رحمة تحت أقدام المشاه
كم كانت لحظات قاسية عليها وهى لا تستطيع حتى ان تعلن خبر وفاته بين جيرانه ليشهدوا جنازته خوفا من ملاحقة أشرف لها
عادت الفتاتان إلى غرفتهما مثقلتان بالهموم
والفجائع ويملأ خاطرهما ذعر من المجهول
ترى كيف ستواجهان الحياة وهما كجندى
أعزل في ساحة حرب
بعد عدة أيام
آلاء: رضوى!!! قومى ياحبيبتى يلا عشان
تروحى الكلية.. الامتحانات خلاص قربت
رضوى: حاضر ياآلاء ...وإنتى هتعملى إيه؟!!
آلاء: أنا هنزل أدور على شغل في أى حتة
يمكن ربنا يفرجها وألاقى شغل
رضوى: عندى اقتراح يا آلاء ونفسى توافقينى
عليه
آلاء:خير يارضوى اقتراح إيه؟!
رضوى: ارجعى لأستاذ رائد..اسمعى كلامى
آلاء: يابنتى أنا دلوقتي ماينفعش أظهر بهويتى قدام حد أكيد ابراهيم بلغ عنى
هرجع اشتغل إزاى وانا مطلوبه في قضية؟!!
رضوى: ماهو رائد ممكن يساعدك..أنا حاسه إنه بيحبك إنتى ماشوفتيش نظراته ليكى يوم
ماجالنا البيت
آلاء بعدم تصديق: إنتى مجنونة يارضوى رائد
هيحبنى أنااا... على إيه ياحسرة وبعدين ده خاطب أصلا
رضوى: والله أنا حسيت بكده..أمال كان هيموت أشرف عشانك ليه؟!
آلاء بضييق: أقفلى الموضوع ده عشان خاطري يارضوى يعنى حتى لو كلامك صح
هروح أقوله سلفنى ستين ألف جنيه؟!!!
أكيد هيفكرنى طمعانة فيه...لا ..لا مش هرجع له تانى..
أذن الطبيب بخروج أحمد من المشفى
بقيت ضحى مع منى طول اليوم تساعدها في أعمال البيت قبل عودته وقامت بنفسها بتنظيف وترتيب غرفته وهى تشتاق حضوره
وهى متعجبة من ذلك التغيير المفاجئ في مشاعرها تجاهه..فكيف كانت منذ بضعة أيام تتمنى طرده من البيت واليوم تنتظر حضوره
بفارغ الصبر
وأخيرا وصل للمنزل متكئا على كريم
كريم بمرح: لا إنت طلعت تقيل ياأبيه هههه
أحمد ساخرا: إنت هنجت من أولها قلت لك أمشى على العصاية إنت اللى أصريت اتحمل بقى.ههه
كريم: أنا صامد أهوه اتفضل اقعد وصلنا للكنبه ..هنزل لبابا أطلع معاه شويه حاجات من العربية
ابتسمت بسعاده لرؤيته
ضحى: حمدالله على السلامه يا باشمهندس
أحمد: الله يسلمك يا ضحى......وأردف أنا حاولت والله أقنعهم يسيبونى أقعد مع واحد صاحبى لكن بابا مارضيش وأصر إنى أرجع على هنا
اختفت ابتسامتها وأدركت أنه مازال غاضبا من كلامها يوم الحادث
ضحى بحرج: هو انت لسه زعلان مني ؟!!
أحمد: لا أبدا بس إنتى من حقك تقعدى براحتك فى بيتك..مش هتفضلى طول الوقت بالطرحة والعبايه كده
الموضوع هياخد وقت ممكن شهر أو اتنين مش عايز
أحس إنى عامل لك ازعاج طول المدة دى
ضحى بتلقائية : مفيش مشكله أنا متعوده على كدة من زمان.
أحمد: عشان كده عايز أمشى إنتى جيتى هنا
عشان ترتاحى مش عشان تلاقى حد تانى
يضايقك بوجوده... على العموم انا طاوعتهم يومين كدة وان شاءالله أول الاسبوع همشى
ضحى بحيرة: هتمشى إزاى ومين هياخد باله منك وانت فى الظروف دى.. وبعدين انت لو مشيت كله هيفكر إنى السبب وهياخدوا منى موقف .
أحمد: لا ابدا ده قرارى وانتى مالكيش علاقة
بالموضوع..أنا لما فكرت في الموضوع لقيت معاكى حق تضايقى من وجودى
لمعت الدموع في عينيها: انت بتشيلنى ذنبك ليه؟! أنا اللى همشى من بكره هروح أقعد مع خالى..انهت جملتها الأخيرةوالتفتت قاصده غرفتها ...
أنهت منى صلاتها وأسرعت لترحب بعودته والاطمئنان عليه
كان أحمد يريد أن يناديها ليكمل كلامه معاها
لولا دخول والدته
منى : حمدالله على سلامتك يا حبيبى عامل إيه النهارده
أحمد: الله يسلمك يا ماما... الحمدلله انا كويس
وصل محمود وكريم للمنزل
منى: وصل أخوك لأوضته خليه يرتاح شويه
كريم: حاضر يا ماما...يلا ياأبيه
استرخى أحمد على فراشه وعقله مشغول
بتلك الفتاة الغامضة التى لم يعد قادرا على فهمها....
فى مكتب رائد الفقى
رائد: ها ياحسام وصلت لحاجة؟!!
حسام: لسه ياابنى.. انت مستعجل ليه كده؟!
لحد دلوقتي محدش يعرف عنها حاجه
والجيران كمان مش بيساعدونا و بيتكلموا عنها بطريقة مش كويسة
وكل ما نسأل حد يبص لنا بقرف ويفضل يشتم فيها الظاهر الاستاذه سيرتها مش ولا بد عرفت ان جوزها ظبطها مع واحد فى البيت وطلقها قدام كل جيرانها
دى طلعت ......... بنت تيييييت
واللى يشوف منظرها يقول حمل وديع بريئة
وكيووت ...دا أنا كنت واخد فيها حته مقلب
زفر رائد بعصبية: كل ده مايهمنيش أنا عايز أعرف راحت فين؟!!
حسام: مااكذبش عليك الحكاية مش سهلة
بس ادينا بنحاول
رائد: أوكى وانا فى انتظارك ماتتأخرش عليا ....
حسام:ماشى ... نخلينا في شغلنا شويه..شوف كده ملف القضية دى وقولى رأيك.....
يارا: أنا جاية ياطنط اتكلم معاكى لانى تعبت من تجاهل رائد ليا وزعلانة أوى
كريمة: ليه كده يابنتى كفى الله الشر
قلصت يارا ملامحها مدعية الحزن: بقى يرضيكى أقوله إيه رأيك نخلى الفرح بعد
شهر إيه لازمتها نستنى شهرين يقولى أجلى الكلام في الموضوع ده دلوقتي؟!
المفروض يكون هو اللى ملهوف عليا ويتبسط
أما أطلب منه كده
كريمة: ماتزعليش منه يابنتى والله هو حاله مقلوب بقاله كام يوم ومش راضي يفتح معايا أى كلام
يارا: طيب إنتى إيه رأيك ياطنط فى الموضوع ده؟!
كريمه: والله يا يارا أنا نفسى أغمض عينى وأفتحها آلاقى رائد ابنى متجوز ومتطمنة عليه ده هو اللى طلعت بيه من الدنيا
يارا بخبث: خلاص ياماما هعتمد عليكى إنتى فى الحكايه دى إنتى اللى هتقدرى تقنعيه
انا بحاول أصبر نفسى إن حاله هيتغير بعد الجواز لكن لو الخطوبه طولت عن كده
يمكن مااتحملش بروده وتجاهله ده
كريمة: خلى الموضوع ده عليا وأنا هكلمه
يارا: اوكى...ميرسى ياطنط عن. إذنك
كريمة: اتفضلى يابنتى مع السلامه
التف الجميع حول مائدة الغداء
كانت والدته جالسه بجواره بحنانها المعتاد
وتحاول إطعامه بيديها
أحمد ضاحكا: إيه ياماما إنتى بتحنى لأيام طفولتى ولا إيه ..كلى ياحبيبتى أنا أعرف
أكل لوحدى
منى: هتاكل إزاى ياأحمد ودراعك مكسور؟!
أحمد: عادى ياماما هاكل بالتانى الحمد لله اليمين سليم
كريم: ماتسيبها ياأبيه..حد يلاقى الدلع ومايتدلعش...تعالى ياماما اكلينى أنا
محمود: هو انت محتاج حد يأكلك ما أنت بتاكل بإديك الاتنين اهوه
كريم ضاحكا: بقى كده يابابا أحرجتنى
قطع حديثهم صوت رنين جرس الباب
محمود: مين جاى لنا دلوقتي...روووح ياكريم شوف مين؟!
فتح كريم الباب أهلا وسهلا اتفضلوا
كريم: دى طنط كوثر جارتنا والدكتورة لميس
منى: اتفضلوا اتغدوا معانا
كوثر: ميرسى يامنى الف هنا
متأسفن إننا جينا من غير معاد بس لما عرفنا على حادثه أحمد لميس أصرت تيجى وتتطمن عليك حالا
لميس: حمد الله على سلامتك ياأحمد
أحمد: متشكر يالميس اتفضلوا لازم تتغدوا معانا
لميس: ميرسى ياأحمد..انا جايه بس أطمن عليك
محمود: مش ممكن لازم تتغدوا معانا
روح ياكريم هات أطباق من المطبخ
ضحى: خليك ياكريم هروح أنا أجيب الاطباق
كوثر بدهشة: هى مين دى يامنى؟!
منى: دى ضحى اخت كريم
كوثر: اااه وياترى جايه زيارة ولا قاعده معاكم على طول
محمود: لا هتفضل معانا مش هسيبها تبعد عنى تانى
عادت ضحى بالأطباق وقدمتها لهم وجلس الجميع يتناولوا الغداء
أحست ضحى بالضييق من نظرات لميس لأحمد وطريقتها في الكلام معه
منى: كويسه انك جيتى يالميس أنا كنت هبعتلك عشان تغيرى له على الجرح اصل أنا مش بقدر على الموضوع ده
لميس بسعاده: من عيونى ياطنط ....ليكى عليا أجى له كل يوم أغير له على الجرح
أحمد: متشكر يالميس..معلش هتعبك معايا
لميس: تعبك راحة ياأبو حميد
وبعد الغداء
بدأت لميس فى تطهير جرحه تحت نظرات
ضحى المغتاظة ثم توجهت للمطبخ لإعداد
الشاى
بينما توجه محمود وكريم لأداء صلاة العصر
أحمد: عن إذنكم ياجماعة هدخل أصلى العصر وأريح شوية
كوثر: اتفضل ياحبيبى ألف سلامه عليك
أنهت ضحى إعداد الشاى وتوجهت به للخارج
لكن أذنها سمعت همسات أوجعتها فتراجعت للخلف وعادت مرة أخرى إلى المطبخ باكية
عادت آلاء بخيبه أمل بعد يوم مرهق استغرقته في البحث عن عمل يسد احتياجاتها المتواضعة ويكفيها وأختها
مذلة السؤال
لاحظت إحدى الجارات ملامحها الحزينة
أم عاصم: مالك يابنتى؟! شكلك متضايقه ليه كده؟!
آلاء بصوت مختنق: مفيش ياحاجة الحمدلله
أم عاصم: أنا خالتك أم عاصم اللى ساكنه فى الاوضه اللى جنبكوا على طول
آلاء: أهلا ياخالتى اتشرفت بيكى
أم عاصم: مش هتقولى مالك دا أنا زى والدتك
أحست آلاء بضيق من تلك الجاره الفضولية الثرثارة فهى ليست بمزاج يسمح بذلك الحوار
فهى تموت جوعا وإرهاقا بالإضافة إلى قلقها وخوفها من عدم قدرتها على الحصول على عمل بأقصى سرعة
أم عاصم: سرحتى في إيه يابنتى..قولى.مش يمكن أعرف أساعدك
آلاء بحزن: والله ياخالتى كنت نازلة أدور على شغل بس مالاقتش وأنا محتاجة الشغل أوى
أم عاصم: فيكى حاجه لله يابنتى
انا عندى شغلة بس لمدة شهر واحد إيه رأيك
آلاء: شغله إيه دى ياخالتى؟!
أم عاصم: أم إيمان اللى ساكنة فى العمارة اللى جمبنا بنتها هتتجوز بعد اسبوعين
وهتسيب الشغل شهر وعايزه واحدة تروح بدالها لحد بعد الفرح بأسبوعين
هسألهالك يمكن تكون لسه مالقتش حد
آلاء: طيب أعرف إيه الشغلانة طيب
أم عاصم: سكرتيرة عند دكتور باطنه كبير
شغلانة سهله وقرشها حلو هتروحى الساعه عشره تنضفى العيادة والضهر يبدأ الشغل
وكمان الدكتور مابيسهرش الساعة ثمانية بيقفل عيادته قولتى إيه؟!
آلاء: موافقة طبعا بس يارب تكون لسه محتاجه حد
أم عاصم: أنا هروح دلوقتي أسألها واطمنك
بس ماتنسيش حلاوتى لو الموضوع ده تم
آلاء: من عنيا ياخالتى
وبعد نصف ساعة عادت لها الجارة بالبشرى
أنها بحاجة لها وستأخذها تلك الفتاة فى الصباح معها لتشرح لها نظام العمل هناك
كانت آلاء سعيده أنها حصلت على وظيفة حتى لو كانت مؤقته فهى أفضل من لا شيء
عاد رائد بعد إنهاء عمله إلى البيت حيث كانت والدته في انتظاره
كريمه: حمدالله على السلامه يا رائد
رائد: الله يسلمك يا ماما
كريمه: يلا ياحبيبى الأكل جاهز
رائد: حاصر هغير هدومى وجى حالا
وفى أثناء الطعام
كريمة: رائد كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع ياابنى ونفسى تريح قلبى وماتكسفنيش
رائد بقلق: خير ياماما ؟!!
كريمة: يارا كانت عندى النهارده وحكتلى أنها عرضت عليك تخلى الجواز الشهر الجاى
وانك ماردتش عليها
رائد بضيييق: والمطلوب؟!!
كريمه: لازمة التأجيل إيه ياحبيبى أنا شايفة
انه اقتراح حلو ...البت حاسه إنك متجاهلها
وعندها أمل تتغير بعد الجواز
عشان خاطرى ياابنى ريح قلبى ووافق
رائد: وهو ده اللى هيريح قلبك ياماما؟!!
كريمة: أيوة
رائد: حاضر ياماما .الفرح الشهر الجاى... حاجه تانيه؟!
كريمه: ربنا يريح قلبك يارائد
رائد: تصبحى علي خير ياحببتي
وقبل رأسها ومضى إلى غرفته وهو
ولا يدرى لماذا اندفع ووافق بتعجيل الزفاف
ربما لم يعد يرى فارقا بعد شهر أو شهرين...
فالحياة قد فقدت رونقها في عينيه بعد رحيلها ؟!
وأخذ ينهل بقلبه من عالم المستحيل ويمضى بخياله يرسم حياة أخرى تجمعهما معا
أخذ يتخيل كأنه في يوم زفافهما سويا
وهو يحدق بعينيها الخجله المرتبكة كم كان ذلك الحلم جميلا وهو يضمها بين ذراعيه
بقوة وهو يبث لها فيض حبه واشتياقه لها
فتح جفنيه أخيرا وأدرك أن كل ما مضى لم يكن سوى حلم هرب به عقله من عالم الحقيقة إلى عالم الأمنيات!!!......
كوثر هامسة: هى طليقة جوزك باعتالك بنتها
ليه؟!!
منى: أبداً حصلت مشاكل بين البنت وجوز أمها فاتصلت وطلبت من محمود يجى ياخدها
كوثر بعدم تصديق: وانتى صدقتى ياهبلة
منى: وهى هتكذب ليه؟!
كوثر: أقطع دراعى إنما ماكانت باعتة البنت دى عشان ترسم على أحمد ابنك عشان يتجوزها أكيد طمعت فيه
منى: لا ياكوثر..دى بنت غلبانه خالص وشكلها اتعذبت معاهم كتير
كوثر بمكر: والنبى انتى اللى غلبانه ..خلى بالك من إبنك بدل ماتخطفه بنت نجوى..وبكرة تقولى كوثر قالت
مسحت دموعها واستجمعت قوتها وخرجت إليهم حاملة الشاى
ضحى: اتفضلوا الشاى
منى: اقعدى ياضحى رايحه فين؟!
ضحى: هروح أصلى العصر عن إذنكم
كوثر: اتفضلى ياحبيبتى
وفى المساء تجمعت الأسرة يتجاذبون أطراف الحديث
محمود: أمال ضحى فين مش ظاهره من بعد الغداء
منى: مش عارفه من ساعة مادخلت ساعه صلاة العصر ماخرجتش من أوضتها..يمكن نامت
محمود: روح ياكريم ناديها تيجى تسهر معانا
بلاش الحبسة دى
أحس أحمد بسعاده فقد كان ينتظر خروجها
منذ ساعات لكنها لم تأت...
أحاطها بنظراته منذ خروجها من غرفتها حتى أقبلت عليهم
ضحى: فى حاجه يابابا حضرتك طلبتنى
محمود: أيوة ياضحى حابسة نفسك في الأوضة ليه؟! أقعدى معانا ياحبيبتى
تقابلت أعينها للحظة ابتسم فرحا لرؤيتها فأطرقت رأسها خجلا
محمود: إنتى راجعة شغلك إمتى؟!
ضحى: بكره ان شاءالله
أحمد باسما: مش متخيلك ياضحى محامية
ولابسه البدله دى وبتترافعى وبتقولى حضراة الساده المستشارين والحاجات دي
ضحى: لا أنا لسه ماوصلتش للمرحله دى مش عارفه استاذ رائد ديما مخلينى راشقه في محكمه الأسرة طلاق وخلع وحضانة وحاجات من دى
أحمد: انتى عندك كام سنه ياضحى؟!
ضحى: ٢٣ سنة
أحمد ضاحكا: لا كدة رائد ده بيعقدك من بدرى
ضحى: بتقول فيها فعلا ساعات كتير بحس إنى اتعقدت خلاص
محمود: خلاص بلاها الشغلانه دى
ضحى: لا ازاى أنا عندى طموح انجح وابقى زى أستاذ رائد فى يوم من الأيام
أحمد : اشمعنى رائد بالذات؟!
ضحى :يعنى قدر يثبت نفسه في وقت قياسى ويبقى له اسمه ووزنه وهو لسه شاب صغير
أحمد بغيرة: آاااه ....شاب صغير طيب عقبالك
ضحى بحماس: ياااارب
سمعوا رنين الهاتف المنزلى أجابه كريم
كريم: ضحى فى واحد عايزك
ضحى باستغراب: واحد مين؟!!
قامت ضحى لترد وفجأة تغير وجهها
وصاحت باكية: ليه خبيتوا عليا؟!!
مش مسمحاكم ؟!!! مش مسمحاكم
..........
يتبع
الحلقه القادمة
من هاتف ضحى وما السر الذى أخفته والدتها عنها؟
هل هتنجح حيله يارا فى التعجيل بالزفاف؟
ما الصدفة الغريبه التي ستجمع بين الحبيبين؟
موقف رائد بعد لقائه بآلاء هل سيعذرها
بعدما تقع رهينة بين يديه ؟
حمقاء ملكت ماكرا
بقلمي منال ابراهيم ( جنة الأحلام)
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثامن ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل التاسع أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية رواية نسل الفراعنة ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على المدونة .