نقدم اليوم احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الرابع من روايات منال ابراهيم . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اسيرة العادات والتقاليد كاملة بقلم منال ابراهيم من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية حمقاء ملكت ماكرا pdf كاملة من خلال موقعنا .
حمقاء ملكت ماكرا الفصل الرابع
الفصل الرابع
دخل حسام المكتب الخاص بضحى وآلاء
حسام وهو يدعى النسيان: هى ضحى فين ياآلاء ؟!
آلاء: ضحى راحت المحكمة ياأستاذ حسام
حسام : آه صحيح دا انا اللى بعتها.. أصلى كنت عايزها فى
حاجه ضرورى
آلاء: إن شاءالله ضحى هتوصل الساعة اتنين
حسام: لا مش هينفع أستنى كل ده
بصى ياآلاء خدى الأربع ملفات دول وصوريهم
على ماكينه التصوير اللى جوة في مكتب رائد
لأنه طالبهم يراجعهم فى الفترة اللى هيقعدها في البيت مش عايز حد غيرك يكون موجود
ولا حد يشوفهم الملفات دى مهمه جدا
ومش عايز مخلوق يعرف انى اديتك الورق ده تصوريه حتى رائد نفسه
لان المفروض انا اللى أعملهم بنفسى بس فى موكل مهم قاعد فى مكتبى دلوقتي
ربع ساعه أخلص معاه تكونى جهزتيهم وهاتيهم لى على مكتبى عشان رائد مستنينى بعد ساعه..خدى مفتاح مكتب رائد أهوه
آلاء: حاضر يا أستاذ حسام
أخذت آلاء الملفات وولجت لمكتب رائد وبدأت فى تصويرها وهى فى قمة السعادة
فهى الآن وحدها داخل مكتبه
آلاء في نفسها بفرحه: شكل اليوم ده هيكون آخر يوم ليا هنا ..هخلص التصوير بسرعة وأبدأ أدور على ملف القضية وأصوره ويبقى كده أخيراً خلصت من الديوون ومن إبراهيم
ودور أشرف هيجى عشان أخلص منه هو كماان...
بعد دقائق اكتشفت آلاء أمرا أسعدها كتيرا واضحكها فرحا لتلك الصدفة السعيدة
فهى لن تحتاج للبحث عن ذلك الملف فى أرجاء المكتب لأنه بين يديها بالفعل وسط هذه الملفات
أنهت آلاء تصوير الملفات واخذت نسخه من الملف المطلوب خبأته بين طيات ملابسها
وتنفست الصعداء وعلى شفتيها ابتسامة
راحة وسعاده غامرة
لم تنتبه تلك الحمقاء لتلك الكاميرا التى أمر الثعلب بتثبيتها بالقرب منها وأنه يتابعها خطوه بخطوه منذ دخولها إلى مكتبه
رائد فى نفسه: البنت دى ساذجة أوى
طيب ليه أخدت صوره واحدة من ملف واحد بس
الأربع ملفات أهم من بعض
على العموووم هاانت ياآلاء
بس معقول العيون البريئة دى يكون وراها
واحدة معندهاش أخلاق في شغلها كده
بتبيع ضميرها للى يدفع لها أكتر!!!!
خرجت آلاء من مكتبه وتوجهت لمكتب حسام
أعطته الملفات والمفتاح وأنصرفت إلى مكتبها
وهى متوترة
سمعت رنين هاتفها وكان أشرف هو المتصل
أشرف : إزيك ياآلاء
آلاء بضيق : الحمدلله
أشرف: ها ايه الاخبار طمنينى الاستاذ ٱبراهيم صدعنى انتى عارفه ان فيه ناس مستنيه الملف ده بفارغ الصبر
آلاء: خلاص يا أشرف انا جبت المطلوب
أشرف بفرحة : بجد!!!! ده خبر يجنن
آلاء بضييق: سلام دلوقتي يا أشرف
أشرف : سلام يا لولى
لا تدرى آلاء لماذا انتابتها حالة حزن شديدة
وأحست بتأنيب الضمير
آلاء لنفسها: تعرفى انتى إيه دلوقتي يا آلاء؟!!
انتى واحده خاااينة للأمانة عديمة الضمير
بعالج أبويا بمال حرام!!!
لم تتمالك دموعها وأجهشت بالبكاء
: أعمل إيه ياربى ؟!! لو مااديتهمش الملف هيحبسونى وهروح في حديد وعيلتى هتتشرد ..
بقيت على تلك الحال السيئة مده من الوقت حتى تفاجأت بإتصال آخر من أشرف
آلاء بعصبية: أيوه يا أشرف فى إيه تانى؟!!
أشرف: مفاجأة أنا تحت العمارة هاتى شنطتك
وتعالى يلاا
آلاء: إنت اتجننت ؟!!! مستعجل على إيه؟!!
استنى أما أخلص فى معادى وهمست ما تفتحش العين عليا أرجوك
أشرف بلا مبالاه: بصراحه من فرحتى مش صابر...استأذنى قولياهم بابا تعبان زلا أى حجة وتعالى مستنيكى
أغلقت المكالمة وزفرت بضيييق: ربنا يخلصنى منك ياأشرف
دخلت مكتب حسام واستأذنت للخروج فأذن لها
ركبت المصعد ولما صلت لمدخل العمارة
وجدت أشرف يقف في انتظارها
أشرف والإبتسامة كاسية ملامحه: براااڤو عليكى ياحبيبتى كنتى واثق انك قدها وهطولى رقبتى...
يلا بسرعه نمشى من هنا عشان أخد منك الملف أوديه للاستاذ إبراهيم
أحست آلاء برجفة تجتاح جسدها وأصابتها حالة صدمة وفجأه قررت أن تخوض التحدى الأصعب وصرخت: مش هيحصل؟!!
أشرف بصدمة: بتقولى إيه يا آلاء؟!!
آلاء: اللى سمعته .. مش هديك الملف .أنا مش عارفه أنا طاوعتك إزاى أصلا؟!! وإذا وصلت
للمستوى الواطى ده على إيدك
وأردفت بعضب أنت زباله وإبراهيم زبالة
استغليتوا ضعفى وفقرى ووصلتونى انى بقيت خاينة للأمانة أنا بكرهك وبكره نفسى إنى صدقتك في يوم من الأيام
وقف أشرف في حاله من الذهول وهو يستمع لآلاء وتغيرها المفاجىء وقوتها غير المعتادة في مواجهته فدائما هى خاضعة له.
أشرف بغضب: إنتى هتمثلى ولا إيه؟! ماانتى جاية هنا وعارفة انتى جايه تعملى إيه؟!!
امسك يدها بقوة: قدامى على البيت ..مش هنقف نفضح نفسنا في مدخل العمارة
جذبت يدها بشده من بين يديه
وصرخت: مفيش بيت ومفيش حاجه هتبقى بينى وبينك وورقه طلاقى توصلنى ومش عايزه أشوفك تانى
ضحك أشوف ضحكات بغيضة: لا دا انتى يا إما اتجننتى ياإما رائد اشتراكى لحسابه
فروحتى للى دفع أكتر
بس سواء كده أو كده ياويلك منى ياآلاء ورحمه أمى لندمك وادفعك التمن غالى أوى
ولا هيحميكى منى رائد ولا غيره
صرخت آلاء: تعرف أكتر حاجه كسبتها فى الموضوع ده انى عرفت قد ايه انت حقير وزباله وواطى
كان الغضب قد بلغ مبلغه من أشرف وفقد السيطرة على أعصابه فانهال على وجهها بالصفعات بقوة حتى كادت تسقط أرضا من قوة الصفعة ودفعه لها
لولا اصطدامها بصدر أحد صادف دخوله للبنايه في ذلك الوقت امسكها ومنعها من السقوط
التفتت فصدمت بتلك العينان الغاضبتان التى اصابتها بالرجفة
فلم يكن ذاك الذى منعها من السقوط سواااه هو ......
التقت العينان الباكيتان السوداء التى تشبه حياتها البائسه فى اللون مع تلك العيون الحادة الغاضبة
آلاء بصدمة: أستاذ رائد!!!
وفجأة وجدت رائد يسدد له ضربة قوية هوى على إثرها أشرف أرضا
صرخ أشرف بخوف: أنا جوزها ..جوزها
نظر له نظره كلها بغض واحتقار ولم يتكلم. وتركهما وركب المصعد
أشرف بغيييظ: كده بااانت اللعبه ياست هانم
ابقى خليه ينفعك بس ماترجعيش تعيطى في
الآخر
وتركها وخرج من البناية
وقفت آلاء تبكى بقهر وجسدها يرتعد بقوة
وقدميها عاجزة عن حملها فجلست على احدى
مقعد بجوارها تحاول أن تستجمع قوتها
لتفكر ماذا ستفعل بعد أن انهار كل شيء
وأصبحت مهددة بالسجن فى أى وقت
................
دخل رائد غرفة مكتبه وغرق فى شروده
فى تلك الفتاة التى شتت تفكيره على غير عادته
لماذا تألم قلبه لما رأى دموعها وأوجعه بكاؤها وأراد أن يفتك بذلك المدعو زوجها لما وجده
يلطم وجهها بقسوة
لماذا جذبته تلك العينان و لمست إحساسه
وأيقظته بعد سبات طويل
أوليست خائنة .... اقتحمت عالمه لتطعنه في ظهره
تملك رائد الغضب من مجرد إحساسه بالشفقة نحوها وثار عقله على تلك المشاعر الطارئة
وتوعدها بعقاب شديد على يديه على تجرؤها
على تلك الخيانة والمؤامرة الرخيصة
فعند الثعلب تكون الغلبة دائما للعقل .
العقل فقط!!!
قادر على أن يخرس لهيب مشاعر قلبه..ولكن هل ستظل الغلبه والكفه الراجحه للعقل فى الأيام القادمة؟!!!
وأخيرا قرر الذهاب لبيتها ليكتشف بنفسه الأمر ويضعها فى آخر اختبار لها لديه
....
عادت ضحى لمنزل والدها ولم تكن بحال أفضل من تلك الأيام التى قضتها في بيت زوج أمها
مالجديد ؟! فهى لم تعرف هنا أو هناك دفىء الأسرة ولا حنان الأبوين
مابين أم جافية وزوج أم فظ تبدل بها الحال الآن فأصبحت بين أب لا يعرف عن الأبوة أى شىء وزوجته التى دمرت أسرتها وفرقت شملهم
رأتها منى متقدمة نحو غرفتها
منى بابتسامة: حمدالله على السلامه يا ضحى
عاملة إيه النهارده؟!
ضحى ببرود: الحمدلله
منى بحماس: طيب غيرى هدومك بسرعه وتعالى عشان تتغدى معانا
عامله محشى النهارده حكاية على مسؤليتى
ضحى : متشكرة ياطنط ..ماليش نفس اتغدوا أنتوا
منى: لا... الغداء اجبارى النهارده مش.هقبل أعذار
محمود: يلا ياضحى اسمعى الكلام يابنتى
ضحى بضيق: حاضر
توجهت لغرفتها بدلت ملابسها وارتدت ححابها وعباءة منزليه وخرجت
كان الجميع جالس على مائدة الطعام فى انتظارها
كريم ممازحا: يلا ياضحى بقى هنموت من الجوع دااحنا بنستى الأكله دى كل شهر على شرف أبيه أحمد
منى ضاحكة: لا المرة دى على شرف ضحى كمان مش أحمد بس
محمود بحنان: ربنا مايحرمنيش من لمتكم ياولاد
أحمد: يارب
لم تتفوه ضحى بكلمه واحدة كانت في عالم آخر تفكر في منى واهتمامها بولدها
فظروفها مشابهة لظروف أمها فلماذا أهملتها أمها وكانت دائما تشعرها أنها حملا ثقيلا عليها
عكس منى التى تغمر ولدها بحبها وحنانها
لماذا يحنو كثيرا والدها عليه أليس هو زوج أمه أم أن الجفاء والقسوه خلقا لها فقط
تحاملت على نفسها وأكلت لقيمات ثم قامت من مكانها وسط دهشة الجميع
ضحى: عن إذنكم
محمود: كلى يابنتى مالحقتيش
منى: معقول المحشى ماعجبكيش ياضحى؟!!
لم تجب أحدا وتوجهت لغرفتها واغلقت باباها عليها بسرعة قبل أن تنهار باكية
محمود بحزن: ربنا يهديكى ياضحى يابنتى
مرت دقائق طويلة عليها وهى تبكى وتنتحب
ضحى: أنا مش هقدر أتحمل الضغط النفسي ده!!!!
وجودى هنا بيزود وجعى أنا لازم أمشى من هنا فورا أنا أعصابى تعبت أوى
فتحت حقيبتها وجمعت فيها ملابسها وارتدت ثيابها وخرجت من الغرفة قاصدة الرحيل
لمحها أحمد عند الباب ومعها حقيبتها
احمد بدهشة: ضحى!!! انتى رايحة فين؟!
لم تجبه وهمت بفتح الباب
أحمد بعصبية: بتهيألى بكلم حضرتك؟!!
مش بتردى ليه؟!!
ضحى بعصبية: سيبالكوا البيت وماشية..انت مالك بيا بتدخل فى حياتى ليه؟!!
أحمد بإحتقار: فى واحده محترمة تسيب بيت أبوها من غير حتى ماتستأذن منه ولا تعرفه هو رايح فين ؟!!!
صرخت ضحى بهيستريا : أولا أنا محترمة غصب عنك ومش هسمحلك تكلمنى تانى بالطريقة دى انت فاهم
أما بالنسبة لموضوع لبيت أبوها ده فأنا ماليش أب والراجل اللى جوه ده أنا ماأعرفوش ولا عايزه أعرفه ولا عايزه أشوف وش حد منكم كلكم تانى
خرج محمود ومنى على صراخ ضحى التى طعنت كلماتها قلب والدها وأحس بغليان من تلك المتمردة التى تذكره بمآساته مع والدتها سابقا
وصرخ فيها: غبية العقل والقلب طالعة زى أمك تمام
صرخت ضحى بكل قوة: كفايه أنت طيب وحنون ياباشمهدس ومغرق مراتك و ابنها بحبك وحنانك!!!!
.أنا لا عايزه أطلع زيك ولا زيها أنا بكرهكم أنتو الاتنين وبكره نفسى إنى بنتكم أصلا
وقف الجميع فى حالة ذهول غير مستوعبين
ماينتاب تلك الفتاة من مشاعر حارقة باغضه للجميع
مدت يدها لفتح الباب ومغادرة المكان فهجم عليها والدها وجذبها بقوة من يديها
محمود مش هتخرجى من هنا تانى انتى فاهمة؟!
مش عايزك تروحى لها تانى كفايه بوظتلك دماغك وحياتك كلها
ضحى صارخه وهى تقاومه وتحاول أن تفلت قبضته على يدها: سيبنى عايزه أمشى مش عايزه أروح لها ولا عايزة أفضل هنا سيبنى
سبيونى في حالى دمرتووونى
نجحت فى الافلات من بين يديه وجرت ناحيه الباب وفتحته فلم يتمالك محمود نفسه من شدة الغضب وجذبها بقوة من حجابها وشعرها ودفعها بقوه للداخل. و أغلق الباب بقوة
وصرخ فيها: أنتى بنت مش محترمة ولا متربيه وأنا هعيد تربيتك من أول وجديد
منى: اهدى ياضحى يابنتى واسمعى كلام بابا
أعادت ضحى ترتيب حجابها وحملت حقيبتها باصرار وصاحت: أنا ماشية حالا ومش هتقدر تمنعنى وبلاش تمثل دور الأب هما ممكن يصدقوه أنا لا..
لم يسكتها إلا صفعة من يد أبيها على وجهها
صرخت منى: محمود حرام عليك ازاى تمد ايدك على بنتك بالشكل ده!!!
ووقفت بينه وبينها تحول بينهما حتى لا يضربها مرة ثانية
دخلت ضحى فى حاله انهيار هيسيريه وصرخت وهى تلطم وجهها بقوة وتبكى بحرقه: ربنا ينتقم منكم ..
حطمتونى يااارب أموت وارتاااح منكم
ولا اقولكم أنا هموت نفسى... هريحكم منى وارتاااح منكم
وفجأة وجدوها تجرى بسرعه نحو النافذه
لتلقى بنفسها منها
صرخت منى بقووه: الحق ياأحمد!!!!
وأحس محمود برجفة تدب فى أوصاله ولم يستطع التحرك على قدميه وهو يحدق نحو ابنته وهى تقتل نفسها
............
اطمأنت آلاء على صحة أبيها فى المشفى ومضت معه بعض الوقت ثم تركته لتذهب للبيت وتعد الغداء لأختها قبل عودتها من الجامعة
فور وصولها للمنزل توضأت وارتدت اسدالها قاصده صلاة العصر ولكن اوقفها طرق الباب
آلاء: مين بيخبط
عصام: أنا الحاج عصام
قطبت آلاء جبينها وتقلصت ملامحها فى ارتباك: أيوه هو ده اللي كان ناقصنى ..عم عصام
فتحت الباب وهو تعرف مسبقا ماذا يريد
ما ان رآها انفجر فيها صارخا: إيه يا أستاذة آلاء شهرين مادفعتوش الايجار حرام عليكم
إنتى عارفة ان ماليش دخل غير البيت ده
أشحت يعنى وأسكنكم ببلاش ؟!!!!
أحست آلاء بمزيد من الأسى والإهانة ولمعت في عينيها الدموع: أنا متأسفة والله ياعم عصام انت عارف ان تعب بابا واخد اللى قدامنا واللى ورانا
ان شاءالله آخر الشهر هيكون الايجار عندك
حقك عليا
عصام: بصى يااستاذة اخرك معايا أخر الشهر وبعدها هاخد العفش وهطردكم بره انتى فاهمة؟!!
آلاء بخضوع : حاضر يا عم عصام
لم تكن آلاء وعصام الوحيدين الحاضرين لذلك الموقف وانما سمعته أذان شخص كان يستعد للصعود فأوقفه ذلك الحديث
اغلقت آلاء بابها واخذت تبكى على ذلك الحظ المعاند
سمعت طرقا جديدا
آلاء بضييق: يوووه عايز ايه تانى ياعم عصام
فتحت الباب فوجدته هو واقف ببابها
توقف الزمان وتعلقت العينان ببعضهما
نعم هما خصمان بينهما عتاب و حساب لكن القلوب ربما أصبح لها رأى آخر
.........
فى بيت محمود
كانت تصارع الحياة بين ذراعيه من أجل الفوز بالموت والخلاص من عذابها
لكنه أطبق ذراعيه حول خصرها وجذبها بكل قوة
صرخت منى : أوعى تسيبها يااحمد أوعى تفلت منك .دى مش فى وعيها استرها يااارب
محمود باكيا : ليه كده يابنتى ..ليه ؟!!
لم تمنعه ركلات ضحى وضرباتها نحوه من التشبث بها وهى تصرخ: سيبنى أنا عايزه أمووت أنت مالك بيا
أحمد وهو مازال محكما قبضته عليها: اهدى ياضحى ارجووكى حرام عليكى نفسك...
بقيت على حالها الحزين حتى أحس بثقل جسدها وسقطت فاقده الوعى بين يديه
منى بلهفة: دى اغمى عليها...دخلها اوضتها ياأحمد
وخليك جنبها انت ومحمود
وانا هروح اكلم الدكتور ممتاز يجى حالا
يشوفها
حملها أحمد بين ذراعيه ووضعها على فراشها
وطرح عليها الغطاء وخرج من الغرفة
وهو يشعر بحزن شديد لأجلها وأدرك أنها ليست سوى ضحيه ظروف قهرتها وأحرقت زهره أيامها وهى فى ريعان شبابها
كان محمود مازال على حاله فى ذهول وقدماه مثبته فى الأرض لا يستطيع الحركه
أحمد بحنان: تعالى يابابا اطمن عليها
وحاول تفوقها
منى: لا ياابنى خليها أحسن لما الدكتور يجى لتعمل في نفسها حاجة هو يتصرف انا خايفه
هو قال انه ربع ساعه وهيكون هنا
أحمد: انا مش دكتور بس يمكن يكون غلط حاولوا تفوقوها وان شاءالله مش هيحصل حاجة
منى : طيب خليك معانا انت شايف باباك أعصابه بايظه من ساعتها
دخلت منى وجلب زجاجة عطر ووضعت قطرات منها على يديها وقربتها من أنفها فبدأت تستعيد وعيها وتفتح عينيها ببطء ولكنها كانت منهكه القوى لم تصرخ كما تخيلوا ولم تتحرك من مكانها بل انتقلت بعينيها بينهم ثم أغمضت جفونها واستسلمت
لحاله الوهن التى أصابتها...
بعد مده ليست بالطويله وصل الطبيب وبدأ
فى فحصها
محمود: يادكتور ارجووك قولى اعمل ايه البنت كانت هتنتحر!!
الطبيب: الأدوية دى لازم تاخدها بانتظام
وطبعا مش محتاجة أوصيك لازمها الراحه والبعد عن المشاكل والتوتر والمتابعه الدقيقه لو لاحظتوا اى محاوله تانية منها أنها تأذى نفسها يبقى لازم وقتها تدخل مصحة نفسية فورا هناك هيكون الاهتمام أكبر ونضمن انها تبعد اى حاجه تضايقها والدكاتره النفسين
يقدروا يساعدوها أكتر....
محمود بحزن: حاضر يادكتور ربنا يعديها على خير
..................
كانت الصدمه مازالت مسيطرة عليها وهى تنظر لعينيه الحاده المصوبه نحوها
لاحظ رجفتها والدموع التى بدأت في السقوط على خديها
رائد بهدوء: إيه يااستاذة آلاء هتسبينى واقف كدة على السلم ولا إيه؟!
آلاء بارتباك : اص..اصل اقصد متأسفة مفيش
حد غيرى في البيت..
رائد ضاحكا وهو مصوب نظراته الحاده لعينيها: يعجبنى فيكى الأخلاق والمباادىء ياأنسه آلاء بصراحة بتبهرينى
انتى مثال للبنت المحترمه والمحاميه الشريفه اللى مش ممكن تخون ثقة حد ولا تسرق
مجهود غيرها مهما كان التمن مش كده ولا إيه ياأنسة؟!!!
لم تجبه إلا بدموعها ولم تسعفها الكلمات
ولم تحضرها الحجج ماذا تقول وقد تيقنت أن رائد على علم الآن بمؤامرتها عليه وخيانتها له؟!
رائد: الملف اللى سرقتيه مين اللى اشتراه منك ياآلاء؟!!
آلاء برجاء باكية: أرجووك أنا مش ناقصه مشاكل وبلاش تفضحنى كده على سلم البيت
الجيران تسمعنا أرجووك
أنا هاجى بكره لحضرتك المكتب وهسلمك الملف ويادار مادخلك شر
ضحك رائد بشده على سذاجتها المفرطة: أنتى عبيطة ولا بتستعبطى ياآلاء!!
ملف إيه اللى هاخده بكره ادخلى هاتى الملف حالا ولسه الكلام بينا ماخلصش مش عايزه تدخلينى براحتك وانا مايهمنيش اللى يسمع
يسمع
وما تقلقيش قريب كله هيسمع اللى هعمله فيكى انتى واللى بعتوكى ليا
الظاهر إنك ماسمعتيش عنى ولا تعرفينى لسه
ادخلى هاتى الملف فورا
دخلت آلاء لتحضر له الملف وهو تبكى بحرقه
صادف ذلك عوده أختها رضوى من الجامعة
وفوجأت بذاك الشاب واقفا أمام باب منزلها
رضوى بدهشة: فى حاجه ياأخ؟! واقف ليه كده؟!
رائد ببرود: مستنى آلاء تجيب لى حاجه تبع الشغل
تعجبت رضوى هذه هى المرة الأولى التى يأتى احد لآلاء بخصوص عملها
دخلت لآلاء
رضوى: مين ده اللى واقف بره ياآلاء؟!
آلاء بحزن: ده الاستاذ رائد كشف الملعوب وجاى ياخد الملف بتاع القضية
رضوى: يانهار اسود..طيب بسرعه روحى مشيه ده أشرف خطيبك جاى ورايا انا لمحته جاى على أول الناصيه
آلاء بصدمه وهى مسرعه نحو الباب
: شكله يوم مش هيعدى على خير استرها يااارب
يتبع
تابعووونى الحلقه الجديده
مع حكايه محمود القديمة وسبب هجره لابنته
السر الذى أخفته والده ضحى لجعلها تعيش
مع والدها
نتائج المواجهه القويه بين الأطراف الثلاثة
آلاء ورائد وأشرف
مصير علاقه آلاء وأشرف
حياه آلاء التى على وشك الانهيار التام بعد أحداث قاسيه في انتظارها
حمقاء ملكت ماكرا
بقلمي منال ابراهيم (جنة الأحلام)
دخل حسام المكتب الخاص بضحى وآلاء
حسام وهو يدعى النسيان: هى ضحى فين ياآلاء ؟!
آلاء: ضحى راحت المحكمة ياأستاذ حسام
حسام : آه صحيح دا انا اللى بعتها.. أصلى كنت عايزها فى
حاجه ضرورى
آلاء: إن شاءالله ضحى هتوصل الساعة اتنين
حسام: لا مش هينفع أستنى كل ده
بصى ياآلاء خدى الأربع ملفات دول وصوريهم
على ماكينه التصوير اللى جوة في مكتب رائد
لأنه طالبهم يراجعهم فى الفترة اللى هيقعدها في البيت مش عايز حد غيرك يكون موجود
ولا حد يشوفهم الملفات دى مهمه جدا
ومش عايز مخلوق يعرف انى اديتك الورق ده تصوريه حتى رائد نفسه
لان المفروض انا اللى أعملهم بنفسى بس فى موكل مهم قاعد فى مكتبى دلوقتي
ربع ساعه أخلص معاه تكونى جهزتيهم وهاتيهم لى على مكتبى عشان رائد مستنينى بعد ساعه..خدى مفتاح مكتب رائد أهوه
آلاء: حاضر يا أستاذ حسام
أخذت آلاء الملفات وولجت لمكتب رائد وبدأت فى تصويرها وهى فى قمة السعادة
فهى الآن وحدها داخل مكتبه
آلاء في نفسها بفرحه: شكل اليوم ده هيكون آخر يوم ليا هنا ..هخلص التصوير بسرعة وأبدأ أدور على ملف القضية وأصوره ويبقى كده أخيراً خلصت من الديوون ومن إبراهيم
ودور أشرف هيجى عشان أخلص منه هو كماان...
بعد دقائق اكتشفت آلاء أمرا أسعدها كتيرا واضحكها فرحا لتلك الصدفة السعيدة
فهى لن تحتاج للبحث عن ذلك الملف فى أرجاء المكتب لأنه بين يديها بالفعل وسط هذه الملفات
أنهت آلاء تصوير الملفات واخذت نسخه من الملف المطلوب خبأته بين طيات ملابسها
وتنفست الصعداء وعلى شفتيها ابتسامة
راحة وسعاده غامرة
لم تنتبه تلك الحمقاء لتلك الكاميرا التى أمر الثعلب بتثبيتها بالقرب منها وأنه يتابعها خطوه بخطوه منذ دخولها إلى مكتبه
رائد فى نفسه: البنت دى ساذجة أوى
طيب ليه أخدت صوره واحدة من ملف واحد بس
الأربع ملفات أهم من بعض
على العموووم هاانت ياآلاء
بس معقول العيون البريئة دى يكون وراها
واحدة معندهاش أخلاق في شغلها كده
بتبيع ضميرها للى يدفع لها أكتر!!!!
خرجت آلاء من مكتبه وتوجهت لمكتب حسام
أعطته الملفات والمفتاح وأنصرفت إلى مكتبها
وهى متوترة
سمعت رنين هاتفها وكان أشرف هو المتصل
أشرف : إزيك ياآلاء
آلاء بضيق : الحمدلله
أشرف: ها ايه الاخبار طمنينى الاستاذ ٱبراهيم صدعنى انتى عارفه ان فيه ناس مستنيه الملف ده بفارغ الصبر
آلاء: خلاص يا أشرف انا جبت المطلوب
أشرف بفرحة : بجد!!!! ده خبر يجنن
آلاء بضييق: سلام دلوقتي يا أشرف
أشرف : سلام يا لولى
لا تدرى آلاء لماذا انتابتها حالة حزن شديدة
وأحست بتأنيب الضمير
آلاء لنفسها: تعرفى انتى إيه دلوقتي يا آلاء؟!!
انتى واحده خاااينة للأمانة عديمة الضمير
بعالج أبويا بمال حرام!!!
لم تتمالك دموعها وأجهشت بالبكاء
: أعمل إيه ياربى ؟!! لو مااديتهمش الملف هيحبسونى وهروح في حديد وعيلتى هتتشرد ..
بقيت على تلك الحال السيئة مده من الوقت حتى تفاجأت بإتصال آخر من أشرف
آلاء بعصبية: أيوه يا أشرف فى إيه تانى؟!!
أشرف: مفاجأة أنا تحت العمارة هاتى شنطتك
وتعالى يلاا
آلاء: إنت اتجننت ؟!!! مستعجل على إيه؟!!
استنى أما أخلص فى معادى وهمست ما تفتحش العين عليا أرجوك
أشرف بلا مبالاه: بصراحه من فرحتى مش صابر...استأذنى قولياهم بابا تعبان زلا أى حجة وتعالى مستنيكى
أغلقت المكالمة وزفرت بضيييق: ربنا يخلصنى منك ياأشرف
دخلت مكتب حسام واستأذنت للخروج فأذن لها
ركبت المصعد ولما صلت لمدخل العمارة
وجدت أشرف يقف في انتظارها
أشرف والإبتسامة كاسية ملامحه: براااڤو عليكى ياحبيبتى كنتى واثق انك قدها وهطولى رقبتى...
يلا بسرعه نمشى من هنا عشان أخد منك الملف أوديه للاستاذ إبراهيم
أحست آلاء برجفة تجتاح جسدها وأصابتها حالة صدمة وفجأه قررت أن تخوض التحدى الأصعب وصرخت: مش هيحصل؟!!
أشرف بصدمة: بتقولى إيه يا آلاء؟!!
آلاء: اللى سمعته .. مش هديك الملف .أنا مش عارفه أنا طاوعتك إزاى أصلا؟!! وإذا وصلت
للمستوى الواطى ده على إيدك
وأردفت بعضب أنت زباله وإبراهيم زبالة
استغليتوا ضعفى وفقرى ووصلتونى انى بقيت خاينة للأمانة أنا بكرهك وبكره نفسى إنى صدقتك في يوم من الأيام
وقف أشرف في حاله من الذهول وهو يستمع لآلاء وتغيرها المفاجىء وقوتها غير المعتادة في مواجهته فدائما هى خاضعة له.
أشرف بغضب: إنتى هتمثلى ولا إيه؟! ماانتى جاية هنا وعارفة انتى جايه تعملى إيه؟!!
امسك يدها بقوة: قدامى على البيت ..مش هنقف نفضح نفسنا في مدخل العمارة
جذبت يدها بشده من بين يديه
وصرخت: مفيش بيت ومفيش حاجه هتبقى بينى وبينك وورقه طلاقى توصلنى ومش عايزه أشوفك تانى
ضحك أشوف ضحكات بغيضة: لا دا انتى يا إما اتجننتى ياإما رائد اشتراكى لحسابه
فروحتى للى دفع أكتر
بس سواء كده أو كده ياويلك منى ياآلاء ورحمه أمى لندمك وادفعك التمن غالى أوى
ولا هيحميكى منى رائد ولا غيره
صرخت آلاء: تعرف أكتر حاجه كسبتها فى الموضوع ده انى عرفت قد ايه انت حقير وزباله وواطى
كان الغضب قد بلغ مبلغه من أشرف وفقد السيطرة على أعصابه فانهال على وجهها بالصفعات بقوة حتى كادت تسقط أرضا من قوة الصفعة ودفعه لها
لولا اصطدامها بصدر أحد صادف دخوله للبنايه في ذلك الوقت امسكها ومنعها من السقوط
التفتت فصدمت بتلك العينان الغاضبتان التى اصابتها بالرجفة
فلم يكن ذاك الذى منعها من السقوط سواااه هو ......
التقت العينان الباكيتان السوداء التى تشبه حياتها البائسه فى اللون مع تلك العيون الحادة الغاضبة
آلاء بصدمة: أستاذ رائد!!!
وفجأة وجدت رائد يسدد له ضربة قوية هوى على إثرها أشرف أرضا
صرخ أشرف بخوف: أنا جوزها ..جوزها
نظر له نظره كلها بغض واحتقار ولم يتكلم. وتركهما وركب المصعد
أشرف بغيييظ: كده بااانت اللعبه ياست هانم
ابقى خليه ينفعك بس ماترجعيش تعيطى في
الآخر
وتركها وخرج من البناية
وقفت آلاء تبكى بقهر وجسدها يرتعد بقوة
وقدميها عاجزة عن حملها فجلست على احدى
مقعد بجوارها تحاول أن تستجمع قوتها
لتفكر ماذا ستفعل بعد أن انهار كل شيء
وأصبحت مهددة بالسجن فى أى وقت
................
دخل رائد غرفة مكتبه وغرق فى شروده
فى تلك الفتاة التى شتت تفكيره على غير عادته
لماذا تألم قلبه لما رأى دموعها وأوجعه بكاؤها وأراد أن يفتك بذلك المدعو زوجها لما وجده
يلطم وجهها بقسوة
لماذا جذبته تلك العينان و لمست إحساسه
وأيقظته بعد سبات طويل
أوليست خائنة .... اقتحمت عالمه لتطعنه في ظهره
تملك رائد الغضب من مجرد إحساسه بالشفقة نحوها وثار عقله على تلك المشاعر الطارئة
وتوعدها بعقاب شديد على يديه على تجرؤها
على تلك الخيانة والمؤامرة الرخيصة
فعند الثعلب تكون الغلبة دائما للعقل .
العقل فقط!!!
قادر على أن يخرس لهيب مشاعر قلبه..ولكن هل ستظل الغلبه والكفه الراجحه للعقل فى الأيام القادمة؟!!!
وأخيرا قرر الذهاب لبيتها ليكتشف بنفسه الأمر ويضعها فى آخر اختبار لها لديه
....
عادت ضحى لمنزل والدها ولم تكن بحال أفضل من تلك الأيام التى قضتها في بيت زوج أمها
مالجديد ؟! فهى لم تعرف هنا أو هناك دفىء الأسرة ولا حنان الأبوين
مابين أم جافية وزوج أم فظ تبدل بها الحال الآن فأصبحت بين أب لا يعرف عن الأبوة أى شىء وزوجته التى دمرت أسرتها وفرقت شملهم
رأتها منى متقدمة نحو غرفتها
منى بابتسامة: حمدالله على السلامه يا ضحى
عاملة إيه النهارده؟!
ضحى ببرود: الحمدلله
منى بحماس: طيب غيرى هدومك بسرعه وتعالى عشان تتغدى معانا
عامله محشى النهارده حكاية على مسؤليتى
ضحى : متشكرة ياطنط ..ماليش نفس اتغدوا أنتوا
منى: لا... الغداء اجبارى النهارده مش.هقبل أعذار
محمود: يلا ياضحى اسمعى الكلام يابنتى
ضحى بضيق: حاضر
توجهت لغرفتها بدلت ملابسها وارتدت ححابها وعباءة منزليه وخرجت
كان الجميع جالس على مائدة الطعام فى انتظارها
كريم ممازحا: يلا ياضحى بقى هنموت من الجوع دااحنا بنستى الأكله دى كل شهر على شرف أبيه أحمد
منى ضاحكة: لا المرة دى على شرف ضحى كمان مش أحمد بس
محمود بحنان: ربنا مايحرمنيش من لمتكم ياولاد
أحمد: يارب
لم تتفوه ضحى بكلمه واحدة كانت في عالم آخر تفكر في منى واهتمامها بولدها
فظروفها مشابهة لظروف أمها فلماذا أهملتها أمها وكانت دائما تشعرها أنها حملا ثقيلا عليها
عكس منى التى تغمر ولدها بحبها وحنانها
لماذا يحنو كثيرا والدها عليه أليس هو زوج أمه أم أن الجفاء والقسوه خلقا لها فقط
تحاملت على نفسها وأكلت لقيمات ثم قامت من مكانها وسط دهشة الجميع
ضحى: عن إذنكم
محمود: كلى يابنتى مالحقتيش
منى: معقول المحشى ماعجبكيش ياضحى؟!!
لم تجب أحدا وتوجهت لغرفتها واغلقت باباها عليها بسرعة قبل أن تنهار باكية
محمود بحزن: ربنا يهديكى ياضحى يابنتى
مرت دقائق طويلة عليها وهى تبكى وتنتحب
ضحى: أنا مش هقدر أتحمل الضغط النفسي ده!!!!
وجودى هنا بيزود وجعى أنا لازم أمشى من هنا فورا أنا أعصابى تعبت أوى
فتحت حقيبتها وجمعت فيها ملابسها وارتدت ثيابها وخرجت من الغرفة قاصدة الرحيل
لمحها أحمد عند الباب ومعها حقيبتها
احمد بدهشة: ضحى!!! انتى رايحة فين؟!
لم تجبه وهمت بفتح الباب
أحمد بعصبية: بتهيألى بكلم حضرتك؟!!
مش بتردى ليه؟!!
ضحى بعصبية: سيبالكوا البيت وماشية..انت مالك بيا بتدخل فى حياتى ليه؟!!
أحمد بإحتقار: فى واحده محترمة تسيب بيت أبوها من غير حتى ماتستأذن منه ولا تعرفه هو رايح فين ؟!!!
صرخت ضحى بهيستريا : أولا أنا محترمة غصب عنك ومش هسمحلك تكلمنى تانى بالطريقة دى انت فاهم
أما بالنسبة لموضوع لبيت أبوها ده فأنا ماليش أب والراجل اللى جوه ده أنا ماأعرفوش ولا عايزه أعرفه ولا عايزه أشوف وش حد منكم كلكم تانى
خرج محمود ومنى على صراخ ضحى التى طعنت كلماتها قلب والدها وأحس بغليان من تلك المتمردة التى تذكره بمآساته مع والدتها سابقا
وصرخ فيها: غبية العقل والقلب طالعة زى أمك تمام
صرخت ضحى بكل قوة: كفايه أنت طيب وحنون ياباشمهدس ومغرق مراتك و ابنها بحبك وحنانك!!!!
.أنا لا عايزه أطلع زيك ولا زيها أنا بكرهكم أنتو الاتنين وبكره نفسى إنى بنتكم أصلا
وقف الجميع فى حالة ذهول غير مستوعبين
ماينتاب تلك الفتاة من مشاعر حارقة باغضه للجميع
مدت يدها لفتح الباب ومغادرة المكان فهجم عليها والدها وجذبها بقوة من يديها
محمود مش هتخرجى من هنا تانى انتى فاهمة؟!
مش عايزك تروحى لها تانى كفايه بوظتلك دماغك وحياتك كلها
ضحى صارخه وهى تقاومه وتحاول أن تفلت قبضته على يدها: سيبنى عايزه أمشى مش عايزه أروح لها ولا عايزة أفضل هنا سيبنى
سبيونى في حالى دمرتووونى
نجحت فى الافلات من بين يديه وجرت ناحيه الباب وفتحته فلم يتمالك محمود نفسه من شدة الغضب وجذبها بقوة من حجابها وشعرها ودفعها بقوه للداخل. و أغلق الباب بقوة
وصرخ فيها: أنتى بنت مش محترمة ولا متربيه وأنا هعيد تربيتك من أول وجديد
منى: اهدى ياضحى يابنتى واسمعى كلام بابا
أعادت ضحى ترتيب حجابها وحملت حقيبتها باصرار وصاحت: أنا ماشية حالا ومش هتقدر تمنعنى وبلاش تمثل دور الأب هما ممكن يصدقوه أنا لا..
لم يسكتها إلا صفعة من يد أبيها على وجهها
صرخت منى: محمود حرام عليك ازاى تمد ايدك على بنتك بالشكل ده!!!
ووقفت بينه وبينها تحول بينهما حتى لا يضربها مرة ثانية
دخلت ضحى فى حاله انهيار هيسيريه وصرخت وهى تلطم وجهها بقوة وتبكى بحرقه: ربنا ينتقم منكم ..
حطمتونى يااارب أموت وارتاااح منكم
ولا اقولكم أنا هموت نفسى... هريحكم منى وارتاااح منكم
وفجأة وجدوها تجرى بسرعه نحو النافذه
لتلقى بنفسها منها
صرخت منى بقووه: الحق ياأحمد!!!!
وأحس محمود برجفة تدب فى أوصاله ولم يستطع التحرك على قدميه وهو يحدق نحو ابنته وهى تقتل نفسها
............
اطمأنت آلاء على صحة أبيها فى المشفى ومضت معه بعض الوقت ثم تركته لتذهب للبيت وتعد الغداء لأختها قبل عودتها من الجامعة
فور وصولها للمنزل توضأت وارتدت اسدالها قاصده صلاة العصر ولكن اوقفها طرق الباب
آلاء: مين بيخبط
عصام: أنا الحاج عصام
قطبت آلاء جبينها وتقلصت ملامحها فى ارتباك: أيوه هو ده اللي كان ناقصنى ..عم عصام
فتحت الباب وهو تعرف مسبقا ماذا يريد
ما ان رآها انفجر فيها صارخا: إيه يا أستاذة آلاء شهرين مادفعتوش الايجار حرام عليكم
إنتى عارفة ان ماليش دخل غير البيت ده
أشحت يعنى وأسكنكم ببلاش ؟!!!!
أحست آلاء بمزيد من الأسى والإهانة ولمعت في عينيها الدموع: أنا متأسفة والله ياعم عصام انت عارف ان تعب بابا واخد اللى قدامنا واللى ورانا
ان شاءالله آخر الشهر هيكون الايجار عندك
حقك عليا
عصام: بصى يااستاذة اخرك معايا أخر الشهر وبعدها هاخد العفش وهطردكم بره انتى فاهمة؟!!
آلاء بخضوع : حاضر يا عم عصام
لم تكن آلاء وعصام الوحيدين الحاضرين لذلك الموقف وانما سمعته أذان شخص كان يستعد للصعود فأوقفه ذلك الحديث
اغلقت آلاء بابها واخذت تبكى على ذلك الحظ المعاند
سمعت طرقا جديدا
آلاء بضييق: يوووه عايز ايه تانى ياعم عصام
فتحت الباب فوجدته هو واقف ببابها
توقف الزمان وتعلقت العينان ببعضهما
نعم هما خصمان بينهما عتاب و حساب لكن القلوب ربما أصبح لها رأى آخر
.........
فى بيت محمود
كانت تصارع الحياة بين ذراعيه من أجل الفوز بالموت والخلاص من عذابها
لكنه أطبق ذراعيه حول خصرها وجذبها بكل قوة
صرخت منى : أوعى تسيبها يااحمد أوعى تفلت منك .دى مش فى وعيها استرها يااارب
محمود باكيا : ليه كده يابنتى ..ليه ؟!!
لم تمنعه ركلات ضحى وضرباتها نحوه من التشبث بها وهى تصرخ: سيبنى أنا عايزه أمووت أنت مالك بيا
أحمد وهو مازال محكما قبضته عليها: اهدى ياضحى ارجووكى حرام عليكى نفسك...
بقيت على حالها الحزين حتى أحس بثقل جسدها وسقطت فاقده الوعى بين يديه
منى بلهفة: دى اغمى عليها...دخلها اوضتها ياأحمد
وخليك جنبها انت ومحمود
وانا هروح اكلم الدكتور ممتاز يجى حالا
يشوفها
حملها أحمد بين ذراعيه ووضعها على فراشها
وطرح عليها الغطاء وخرج من الغرفة
وهو يشعر بحزن شديد لأجلها وأدرك أنها ليست سوى ضحيه ظروف قهرتها وأحرقت زهره أيامها وهى فى ريعان شبابها
كان محمود مازال على حاله فى ذهول وقدماه مثبته فى الأرض لا يستطيع الحركه
أحمد بحنان: تعالى يابابا اطمن عليها
وحاول تفوقها
منى: لا ياابنى خليها أحسن لما الدكتور يجى لتعمل في نفسها حاجة هو يتصرف انا خايفه
هو قال انه ربع ساعه وهيكون هنا
أحمد: انا مش دكتور بس يمكن يكون غلط حاولوا تفوقوها وان شاءالله مش هيحصل حاجة
منى : طيب خليك معانا انت شايف باباك أعصابه بايظه من ساعتها
دخلت منى وجلب زجاجة عطر ووضعت قطرات منها على يديها وقربتها من أنفها فبدأت تستعيد وعيها وتفتح عينيها ببطء ولكنها كانت منهكه القوى لم تصرخ كما تخيلوا ولم تتحرك من مكانها بل انتقلت بعينيها بينهم ثم أغمضت جفونها واستسلمت
لحاله الوهن التى أصابتها...
بعد مده ليست بالطويله وصل الطبيب وبدأ
فى فحصها
محمود: يادكتور ارجووك قولى اعمل ايه البنت كانت هتنتحر!!
الطبيب: الأدوية دى لازم تاخدها بانتظام
وطبعا مش محتاجة أوصيك لازمها الراحه والبعد عن المشاكل والتوتر والمتابعه الدقيقه لو لاحظتوا اى محاوله تانية منها أنها تأذى نفسها يبقى لازم وقتها تدخل مصحة نفسية فورا هناك هيكون الاهتمام أكبر ونضمن انها تبعد اى حاجه تضايقها والدكاتره النفسين
يقدروا يساعدوها أكتر....
محمود بحزن: حاضر يادكتور ربنا يعديها على خير
..................
كانت الصدمه مازالت مسيطرة عليها وهى تنظر لعينيه الحاده المصوبه نحوها
لاحظ رجفتها والدموع التى بدأت في السقوط على خديها
رائد بهدوء: إيه يااستاذة آلاء هتسبينى واقف كدة على السلم ولا إيه؟!
آلاء بارتباك : اص..اصل اقصد متأسفة مفيش
حد غيرى في البيت..
رائد ضاحكا وهو مصوب نظراته الحاده لعينيها: يعجبنى فيكى الأخلاق والمباادىء ياأنسه آلاء بصراحة بتبهرينى
انتى مثال للبنت المحترمه والمحاميه الشريفه اللى مش ممكن تخون ثقة حد ولا تسرق
مجهود غيرها مهما كان التمن مش كده ولا إيه ياأنسة؟!!!
لم تجبه إلا بدموعها ولم تسعفها الكلمات
ولم تحضرها الحجج ماذا تقول وقد تيقنت أن رائد على علم الآن بمؤامرتها عليه وخيانتها له؟!
رائد: الملف اللى سرقتيه مين اللى اشتراه منك ياآلاء؟!!
آلاء برجاء باكية: أرجووك أنا مش ناقصه مشاكل وبلاش تفضحنى كده على سلم البيت
الجيران تسمعنا أرجووك
أنا هاجى بكره لحضرتك المكتب وهسلمك الملف ويادار مادخلك شر
ضحك رائد بشده على سذاجتها المفرطة: أنتى عبيطة ولا بتستعبطى ياآلاء!!
ملف إيه اللى هاخده بكره ادخلى هاتى الملف حالا ولسه الكلام بينا ماخلصش مش عايزه تدخلينى براحتك وانا مايهمنيش اللى يسمع
يسمع
وما تقلقيش قريب كله هيسمع اللى هعمله فيكى انتى واللى بعتوكى ليا
الظاهر إنك ماسمعتيش عنى ولا تعرفينى لسه
ادخلى هاتى الملف فورا
دخلت آلاء لتحضر له الملف وهو تبكى بحرقه
صادف ذلك عوده أختها رضوى من الجامعة
وفوجأت بذاك الشاب واقفا أمام باب منزلها
رضوى بدهشة: فى حاجه ياأخ؟! واقف ليه كده؟!
رائد ببرود: مستنى آلاء تجيب لى حاجه تبع الشغل
تعجبت رضوى هذه هى المرة الأولى التى يأتى احد لآلاء بخصوص عملها
دخلت لآلاء
رضوى: مين ده اللى واقف بره ياآلاء؟!
آلاء بحزن: ده الاستاذ رائد كشف الملعوب وجاى ياخد الملف بتاع القضية
رضوى: يانهار اسود..طيب بسرعه روحى مشيه ده أشرف خطيبك جاى ورايا انا لمحته جاى على أول الناصيه
آلاء بصدمه وهى مسرعه نحو الباب
: شكله يوم مش هيعدى على خير استرها يااارب
يتبع
تابعووونى الحلقه الجديده
مع حكايه محمود القديمة وسبب هجره لابنته
السر الذى أخفته والده ضحى لجعلها تعيش
مع والدها
نتائج المواجهه القويه بين الأطراف الثلاثة
آلاء ورائد وأشرف
مصير علاقه آلاء وأشرف
حياه آلاء التى على وشك الانهيار التام بعد أحداث قاسيه في انتظارها
حمقاء ملكت ماكرا
بقلمي منال ابراهيم (جنة الأحلام)
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الرابع ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الخامس أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية رواية نسل الفراعنة ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على المدونة .