نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 11 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة من خلال موقعنا .
جنة وهدان الفصل الحادى عشر
الحلقة الحادية عشر
................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الغيرة خطر يهدد العلاقة فان أتاك كلام على لسان شخص تعرفه فتبينة ولكن إن رأيت بعينك ما لم يعجبك فلا تنسحب بل أكمل المشهد كاملا أو حتى أترك المجال للطرف الآخر بالتفسير فليس كل ما نسمعه أو نراه صحيحا.
وردة والدموع تنساب من عينيها... مش كفاية أنك ابن ليل ورضيت وصبرت يمكن ربنا يهديك لكن كمان طلعت كداب وخاين ، لا لا يستحيل أعيش معاك بعد إكده .
ثم أسرعت لترتدي ملابسها ،لتغادر المنزل مقهورة مما فعله وهدان .
وعندما خرجت من المنزل لتغادر تفاجأت بـ وهدان يدفعها عنه عنوة ويهدر في وجهها بصوت عالي...إيه اللي هتعمليه ده ؟
أنتِ اتچننتي ، معندكيش خشا ولا حيا .
افرضي مرتي شفتك عتچول إيه عليا ؟
جميلة ...معلش كان غصب عني من صوت الرصاص ، ملچتش غير صدرك أتحامى فيه .
ثم همست بمكر ...ويعني عادي لما تشوفنا ، أنت خابر زين إني عحبك من زمان چوي چوي يا وهدان .
وتمنيت اللحظة دي من زمان ، متعرفش كيف اتوحشتك چوي چوي .
انفعل وهدان قائلا بنزق...يا ستي ارحميني بچا .
أنا ياما چولتلك إني معحبكيش ، وعمري مضحكت عليكِ بأيّ كلمة وكنت ععتبرك أختي بس مش أكتر من إكده .
لكن أنا عحب مرتي وردة وعمري معحب غيرها واصل .
تهللت أسارير وردة واختلطت دموع الحزن بالفرح بعد أن تأكدت من حب وإخلاص وهدان لها .
فآثرت العودة إلى غرفتها لنتنظره وكأنها لم ترى أو تسمع شيئا .
طأطأت جميلة رأسها بإنكسار مرددة بخفوت ...ماشي
يا وهدان ، أنا اللي عحبك بس ،وعشان عحبك چيت أحذرك من يونس .
اتسعت عيني وهدان قائلا بإستفهام ...ماله يونس ؟
وأنتم أصلا طلعتم من السجن امتى ؟
جميلة...احنا مطلعناش ، إحنا هربنا وادلينا الچبل زي زمان ، فاكر يا وهدان .
كانت أحلى أيام وأنت وسطينا ومجمعنا .
كنت عحس بالأمان وأنت موجود ، ولو كنت موجود ساعة ما الحكومة طبت علينا ، كنت عرفت كيف تردهم ومكنش حوصل اللي حوصل .
وهدان ...معلش النصيب ، بس ماله يونس عايز يعمل إيه ؟
منا خابره طول عمره يحب المشاكل ومش بيطچني ولا أنا بطيچه ، بس چولت خلاص خلصنا وكل واحد راح لحاله .
فعايز مني إيه دلوك تاني ، بعد ما بعدت عنه .
جميلة ...عيغير منك أكمنك طلعت ابن العمدة وعتعيش
في العز والهنا وكومان مفيش عليك دليل أنك كنت معانا عشان تتحبس زي متحبسنا .
وعشان إكده عايز يطوخك ساعة فرح أختك هيام والكل متلهي ومحدش واخد باله .
قبض وهدان بغضب على يده وثار في وجهها ...أخوكِ برده مش عايز يچبها لبر ، مش خابر أنا عملت إيه فيه ؟
عشان يعمل إكده ؟
بس أنا سكتله كتير چوي ،وخلاص چه الأوان اللي هرده فيه .
فوضعت جميلة يدها على صدرها بفزع قائلا ...إيه هتچتله
يا وهدان ، ده برده أخوي ومليش غيره في الدنيا، ثم انهمرت دموعها حزنا .
فأشفق عليها وهدان قائلا ....والله نفسي أعمل إكده ، بس عشان خوطرك هعلمه أدبه بس .
چميلة ...إن شاء الله يخليك يا وهدان .
أنا معتحملش أذى في حد فيكم واصل ، عشان إكده چيت وحذرتك رغم أنه أخوي ، بس حبي ليك فوچ كل ده .
فدق قلب وهدان وشعر بالخجل أمام حبها ورفضه لها ، فما أصعب الحب من طرف واحد ، فهو كالنار التي تاكل بعضها بعضا ولا تنطفىء .
وهدان بشفقة...تسلمي يا جميلة وأنا عمري ما هنسى اللي عملتيه ده ، وياريت متخديش على خاطرك مني عشان خابرة أنه مش بيدي .
محدش فينا هيختار يحب مين وهيكره مين .
أومأت جميلة رأسها بإنكسار ثم أردفت ...خابرة يا واد عمي وأعز من نفسي ، ربنا يسعدك .
ودلوك هسيبك وهعاود الجبل .
وأنت خلي بالك من نفسك زين عشان خوطري.
ثم ودعته بنظرة حارقة والتفتت مسرعة للعودة إلى الجبل .
ودعها وهدان أيضا بعينيه حتى غابت في الأفق ،وسمع صوت مصطفى يردد...والله البت دي صعبت عليه چوي الحب بهدلة صوح .
بس هتعمل إيه دلوك يا وهدان بيه ؟؟
بس متخافش أنا في ظهرك وأحميك برچبتي.
وهدان مبتسما ...تسلم يا مصطفى .
وأنا هحاول أأمن الليلة على چد مچدر وهنحط عيون لينا
في كل مكان واىوأي حد هيلمحه فيكم ، هيمسكه وساعتها هنربيه زين چوي وبعد منشفي غلنا منه هنسلمه للحكومة .
.....
تالين لوالدها عبد المتجلى ....أوامرك يا سيد الناس .
ثواني هغير هدومي وهحصلك على العشا ثم طبعت على وجنته قبلة حنونة .
ضحك عبد المتجلى قائلا ...ماشي وأنا مستنيكِ يا بكاشة برا .
حدجهما شاكر بنظرات حارقة غضبا وغيرة فدفعه عبد المتجلى أمامه قائلا ...يلا بينا يا شاكر بره عچبال ما أختك تغير خلچاتها .
فخرجا وأغلقت تالين الباب ثم تنهدت مردفة ...الحمد لله ربنا ستر ، ربنا يخليك ليا بابا ،مش عرفة من غيرك كنت عملت إيه مع شاكر ورؤوف دول وتحكماتهم اللي تخنق دي .
ثم شردت في زين وابتسمت ...يا ترى أنت عامل إيه دلوقتي يا زين .
بس أنا لازم بأي طريقة مدلقش أوي كده وأبين إني بحبه
وهجننه لغاية مينسى هو اسمه إيه ، مش قمر بس .
ثم بدلت ملابسها وارتدت منامتها الحريرية ونظرت لنفسها في المرآة وضحكت عند تذكرها كلمة جعفر فرددت ...بالذمة الجمال ده يتقال عليه جعفر .
استنى عليا بس يا زين ، هوريك النجوم في عز الظهر .
......
شاكر بغيظ ...أنت مدلعها أوي يا بابا على فكرة ، وده غلط
المثل بيقول اكسر للبنت ضلع يطلعها أربع وعشرين .
فضرب عبد المتجلى بيده على المائدة غصبا قائلا ...ده مثل غلط ،البنت زي الچزاز يا ولدي ، لو اتكسرت عمرها مهترچع تاني .
وعشان أكده أنا هحترمها وهدلعها وهي غالية عندي چوي .
لكن انتم رچالة سندي وعزوتي وعرفين كل حاچة عني،لكن هي مهتعرفش حاچة واصل غير أني راجل أعمال وبس .
وأنا بوصيكم بيها يا ولدي ، لو حوصلي حاچة .
رؤوف ...بعد الشر عليك يا بابا ومتخفش عليها دي في عيونا الاتنين ومتزعلش من شاكر هو بس خايف عليها.
شاكر....يا بابا اسمعني بس عايز أقولك حاجة ، أنا زعلي ده عشان حاجة.
تالين تصور هي اللي أشرفت على علاج ابن اللذينة ده زين .
وسعفان بيقول كانت قلقانة عليه معرفش ليه .
هي تعرفه منين عشان تقلق عليه كده ؟
تغير لون عبد المتجلى وبرزت عروقه غضبا قائلا بشدة ...أنت اتچننت ولا إيه يا شاكر ؟
كيف تچول على أختك إكده ؟
تعرف ولا متعرفش .
إحنا بتوع مسخرة وچلة چيمة ولا إيه ؟
وإن كان على اللي زي الچطط بسبع أرواح ده ،مسيره يچع تحت يدي.
بس أنت شوف رچالة صوح مش الخايبين اللي هتبعتهم دول .
وهي دكتورة وأكيد ده واجبها أنها تراعي العيانين اللي عندها مش مسخرة زي مبتچول .
شاكر بنزق ...طيب تقول إيه أنه اختفى بعد محاولة سعفان قتله ، وهي كانت موجودة .
ومرحش المستشفى اللي خدته ليها الإسعاف ، فأنا حاسس أنها هى ورا الموضوع ده ؟
فوقف عبد المتجلى والشرار يخرج من عينيه وبصوت جاف ...چصدك إيه يا ولد .
لاااا مصدچش إكده واصل ، ثم لاح له ابنته تأتي فهمس
خلاص چفلوا على الموضوع ده دلوك ، اهىأهي چاية .
تالين بروحها المرحة ...أنا جيت نورت البيت .
عبد المتجلى ...طبعا حبيبة أبوها تنور أي مكان .
تعالي أچعدي چاري يا تولا .
فجلست تالين بجوار والدها .
عبد المتجلى ...كيف الشغل مرتاحة فيه .
تالين ...الحمد لله يا بابا ،ماشي الحال .
عبد المتجلى ...والعيادة زينة وفيها ناس كتير هتيچي عليها .
فارتبكت تالين للحظة ثم تماسكت ...آه آه بنتك يا حاج ، وكلة الجو ويجيني ناس كتير من كل حتة .
عبد المتجلى ...طالعة شاطرة زي أبوها ربنا معاكِ يا بنت چلبي .
رؤوف...مش عارف إزاي بنت رقيقة زيك ، تتخصص جراحة وتشرح الناس ، ليه متخصصتيش نسا ولا أطفال .
تالين ...أنا فعلا بحب قسم الجراحة جدا .
بلاقي نفسي فيه اوىأوي أكتر من أي حاجة تانية وده كان رغبتي اول مدخلت الكلية ومفكرتش في أي حاجة تانية .
شاكر بمكر ...وعلى كده ،كل شوية تشوفي ناس متصابة .
اللي وقع واتكسر واللي داس بعربية واللي اضرب بالنار .
قال صح هي الرصاصة اللي بتخش جوه الجسم بتطلع إزاي ؟
ويا ترى قابلتي النوع ده إمتى ؟
توترت تالين وأجابته ...لا موضوع الرصاص ده لسه صعب عليه ، فسيبت الحالات دي لدكتور فريد .
ثم قامت من جلستها قائلة ...الحمد لله ، أستاذنك يا بابا ، أدخل أرتاح شوية .
ثم طبعت قبلة على وجنتيه وغادرت.
وبخ عبد المتجلى شاكر بقوله ...مكنش فاضل غير تقولها شوفتي زين ، عشان تعرف اللي إحنا عنعمله يا طور أنت .
شاكر ...ما أنت شايف يا بابا ، كلامها كأنها بتخبي حاجة .
عبد المتجلى ...أنا مش شايف غير إن عندك وساوس زيادة .
فخف على البنت ثم قام قائلا ...يلا تصبحوا على خير .
فقال شاكر لـ رؤوف ...عجبك تصرفات أبوك دي مع تالين .
رؤوف...أهدى بس يا شاكر .
إحنا مش متأكدين من حاجة وكلامها كان عادي .
وزي مقال بابا ، أنها متعرفش حاجة وكلامك الزيادة ده ممكن يخليها تشك، فاستنى شوية نشوف الأمور ولو فيه حاجة هتظهر .
.........
يونس بنزق لـ عماد ...ابعتلي الولية اللي اسمها نچية دي .
عماد ...أمرك يا ريس يونس .
فذهب إليها فوجدها متكئة تأكل وتدندن وكأنها لم تفعل شيئا من ظلم وقهر وقتل، حيث صدق قول الله تعالى فيها
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰٓ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَٰوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
عماد محركا رأسه بتهكم...والله كأنك چعدة في دوار العمدة يا ست نچية .
نچية ...أنا أچعد كيف ما حب بفلوسي ، متچعد تاكل معايا لچمة يا ولا .
عماد ...كتر خيرك ، بس إچهزي بفلوسك عشان يونس عايزك .
نچية ...ماشي ،هروحله ، أشوف عايز إيه ، يمكن يكون شاف مطرح أعيش فيه عشان أهنه عظمي هيوجعني من الرطوبة .
عماد ...معلش نسينا نچهزلك چناح نچوم .
ثم هدر ...چومي يا ولية فزي،چامت چيامتك ولية حيزبونة صوح .
نچية ...مالك يا ولا ، مكنت كويس وعتچول ست نچية وهترحب بيه ،إيه اللي حوصل؟.
عماد ... كنت بس لچيتك ست شبط وعايشة ولا همك حاچة وأنا راچل أهو چدامك وشايل الهم يبچا أنتِ معندكيش دم ... فزي يلا چدامي.
نچية ...چايمة أهو ، بس متزوچش. .
ولجت نچية على يونس فاستقبلها ببرود قائلا...أهلا بـ مرت العمدة .
نچية ..مرحب .
يونس ...بصي أنا مهطيچكيش لله في لله إكده .
وعشان أكده شوفتلك شوچة في طنطا عند چماعة معرفة .
هتچعدي فيها شوية وبعد أكده هتسافري معهم اسكندرية تندسي في أي مكان هناك بعيد عن العين.
بس الشغلانة دي محتاچة فلوس كتير چوي .
معاكِ ولا نخلص منك أهنه أرخص .
نچية .....معايا كتير غير الدهبات .
يونس ...طيب فرچيني إكده عشان أتوكد .
فرفعت نچية أكمامها حيث كانت يديها الإثنين محليين بكثير من الأساور الذهبية القيمة .
وعلى صدرها أيضا سلاسل ذهبية غير ما ترتديه من خواتم .
اتسعت عيني يونس محدثا نفسه ...إيه ده كله محل صاغة متنقل .
هي كانت هترضع دهب ولا إيه ؟
آه يانى لو مكنش يعيبوا عليا وأنا الريس .
كان زماني دبحتها بيدي وخدت الخير ده كله ليا آني .
بس ميصوحش وحدة ست تتحامى فينا ونغدر بيها .
نچية بإغراء له بالذهب ...وليك لوحدك أنت اللي تچول عليه يا ريس يونس ، بس أهمل اهنه بسلام في مكان محدش يعرفه ولا يچدر يوصل ليه وهدان ولا الحكومة .
امتعض يونس بذكر وهدان وقال ...بمناسبة وهدان، مهترفيش مكان مخفي حداكم في الدوار ، نصيد فيه ابن الهرمة ده ونخلص مناته .
فلمعت عيني نچية بالشر ...يااااه ياريت ،تبجدا عملت فيا چميل تاني مش هنساه طول عمري.
والمكان هچولك وهتستفاد منه كومان .
أوضة العمودية في الدور التحتاني ، فيها ورا المكتب إكده باب بلون الحيطة عشان ميبانش .
ورا الباب ده سلاح كتير چوي .
كنت هتاچر فيه من ورا العمدة ،هو أصلا ميعرفش المكان ده خالص .
كنت هتصرف فيه أنا والبت المحروچة نعيمة وعزوز في الدرا من غير محد يحس بينا.
يونس ...ده أنتِ طلعتي داهية كبيرة يا ست أنتِ .
خلاص اللي موچود فيه هاخده ليا وده هيكون رد الچميل منيك لما أچتل وهدان غريمي وغريمك .
نچية ...حلال عليك ، بس تچبلي خبره .
يونس ...الليلة فرح أخته والناس هايصة ، هدخل كيف مچولتي واستناه .
لأني لو ضربته بين الناس وحاولت أهرب ممكن يچيني عيار طايش من أي حد هيزعل عليه أو الغفر حداه
أكده أضمن ولا مين شاف ولا مين دري .
....................
فتح زين عينيه صباحا فلم يجد تالين بجانبه كما وعدته أن تأتي له مبكرا .
ثم كأنه استوحش المكان من غيرها ، فأخذ ينظر هنا وهنالك وينظر إلى عقارب الساعة التي تتحرك ببطء شديد .
زين ...هي اتأخرت ليه إكده ؟
ثم أجاب على نفسه ... وأنت مالك متتأخر فيه إيه يعني؟
هتهمك في إيه ؟ وكل حاچة چمبك مش ناچصك حاچة ؟...بس ناچصني هىَ ، ضحكتها وبراءتها ، حتى غلاستها وحشتنى .
ليتفاجأ زين بما قاله فيردد... إيه وحشتك !!
كيف ده ؟ أنت وچعت فيها ولا أيه ؟طيب وقمر ؟
فاغمض عينيه متألما ثم همس ...مش عارف أنا حاسس أني متلغبط كتير چوي وبين نارين ومش عارف أعمل إيه ؟
بس كل اللي بفكر فيه دلوقتي ،أتي عايز أشوفها ،وحاسس أني محتچلها أوي .
ثم سمع صوت أقدام فابتسم وترقب أن تطل عليه بجمالها المعهود وابتسامتها المشرقة .
فولجت إليه ولكن بروح غير الروح والعروس يسيطر على ملامحها .
فكتم ضحكاته قائلا ...إيه نمتى عروسة حلوة جميلة ما أحلاها بنوتة وقومتي الصبح لقيتي نفسك چعفر .
تالين بغيظ ....وأنت يهمك إيه فى ده ؟
المهم أني اقدر أعالجك زي أي مريض عندي وبعدين تقف على رجلك وتشوف حالك وأنا أكمل مسيرتي .
ضيق زين عينيه مستفهما بقوله ...مالك يا تالين ، هو فيه حد زعلك ؟
تالين بغلظة مصطنعة...أظن أنك أخدت عليا أكتر من اللازم ، فلو سمحت من هنا ورايح انام أسمى دكتورة تالين .
ابتلع زين ريقه بمرارة وبغصة مريرة تابع ...تمام يا دكتورة وأنا آسف أني اتخطيت حدودى معاكي بس كنت فاكر يعني...
تالين ...لا متفتكرش يا أستاذ زين ودلوقتي أشوف شغلي.
واقتربت منه لتستبدل الضمادات على الجرح بأخرى وتطمئن عليه .
صمت زين وثبت نظره إلى عينيها بشدة ولكنها لم تعره اهتمام واقتربت أكثر منه حتى تلاحمت انفاسهما ليهمس ...هتصدچيني لو چولتلك إنك وحشتيني .
اضطربت تالين وابتعدت عنه ووقفت الكلمات في جوفها وتكلمت عيناها التي تأبى أن تصدقه حتى لا تقع بين براثن حبه ثم تغدر بها الأيام .
حاولت إخراج كلماتها بصعوبة فرددت أخيرا ....الحمد لله الجرح أحسن بكتير ، يعني بظرف يوم أو يومين تقدر تخرج وتمارس حياتك الطبيعية .
زين ...صوح أنا هخرچ بچسمي ، لكن چلبي مش هيقدر .
لإنه اتعلق خلاص بيكِ .
ابتسمت تالين ولكنها آثرت أن تتحفظ على مشاعرها حتى تتأكد أنها ملأت قلبه وتخطى قمر .
..........
ها وقد حان ليلة زفاف حمدي وهيام ، تلك الليلة
التي لطالما انتظرها حمدي طويلا ، لكي ينعم بمعذبة قلبه .
من الصباح الباكر ذهبت هيام لصالون التجميل تصحبها زهرة ووردة لمساعدتها .
أما حمدي فقد انشغل مع وهدان في تحضيرات العرس وتزيين حديقة البيت الواسعة من أجل الحفل .
سيطر على وهدان نوعٌ من التوتر والقلق رغم أن الظاهر عليه هو الفرحة من أجل زواج توأمه هيام فتفانى بالتدقيق على كل صغيرة وكبيرة في التحضيرات من فرش وورود وزينة وأحضر لها كبار من المنشدين بالأغاني الفلكورية الصعيدية .
ولكن كان عنده توجس ما أن يغتاله يونس في غرة رغم
كل تحصيناته من أمن حول البيت الذين يقفون على قلب رجل واحد يتأهبون لأي حركة غدر من يونس ورجاله .
مشددين الحراسة على كل الطرق المؤدية للبيت الكبير ( دوار العمدة القديم ) سالم الصوامعى .
مصطفى ...كله تمام يا وهدان بيه .
مش عايزك تچلچ من أي حاچة واصل ، عيونا في كل مكان وودانا كمان هنسمع دبة النملة ومحدش يچدر يچرب
من سيادتك واصل طول محنا موچدين حواليك .
وهدان ...تمام ، عيونكم خلوها مفتحة ،مش عايز أي چشاية تتهز في الليلة دي، عايزين نفرح وتعدي على خير .
ولو لمحتم يونس أو أي حد من رچالته ،متعملوش هيصة وتخوفوا الناس والفرح يحصل فيه چلچ .
لا _ انتم تخدوهم من سكات في أوضة العمودية زمان بتاعة أبوي ، لغاية ميخلص الفرح وأتصرف أنا فيهم .
مصطفى ...أمرك يا وهدان بيه .
وربنا يتمم بخير، بس بالله عليك متنساش موضوعي
أنا كومان ، عشان تبچا الفرحة فرحتين .
ابتسم وهدان قائلا ...چصدك عيشة، حاضر من عينيه التنين .
يخلص بس الفرح وهفاتح امىأمي في الموضوع .
واللي فيه الخير يكتبه ربنا .
.......
وعلى الطرف الآخر في الجبل .
يونس بحدة وروح تشبعت بالغدر منذ الصغر ....النهاردة
يا وهدان ، أنا يا چاتل يا مچتول .
مش عتعدي الليلة غير لما آخد بتار السنين اللىدي عدت ده منيك .
طول عمرك حظك في السما وأنا درجة تانية يا أخي .
فچه الأوان أنا أكون البريمو
وأنت كفاياك إكده ، خدت بالزيادة .
ثم تناول بندقيته وقبلها بفمه قائلا بصوت يشبه فحيح الأفعى ....أنتِ يا حلوة اللي هتچيبي أچل وهدان اليوم يلا بينا .
ليترك بعدها يونس الجبل متخفيا وملثم الوجه حتى لا يتعرف عليه أحد متوجها نحو وهدان سالم الصوامعى .
فماذا سيحدث ؟؟
هل سيتخلص يونس من وهدات؟
هل ستفلت الحية نچية بأفعالها أم ستكون عبرة للجميع
انتظرونا بالبارت الجاي باذن الله ولا تنسوا تتفاعلوا مع البارت
"اللهم يا من خلقتنا بني الإنسان وكرمتنا اللهم يا من سنَّ الدين وعظَّمه اللهم يا رافع النجوم ويا مسخر الطيور سبحانك يا محيي العظام وهي رميم.. اللهم يا من قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ) ها أنا يا الله أدعوك لدفع الظلم عني يا من لا يرد يدًا مدت إليه."
................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الغيرة خطر يهدد العلاقة فان أتاك كلام على لسان شخص تعرفه فتبينة ولكن إن رأيت بعينك ما لم يعجبك فلا تنسحب بل أكمل المشهد كاملا أو حتى أترك المجال للطرف الآخر بالتفسير فليس كل ما نسمعه أو نراه صحيحا.
وردة والدموع تنساب من عينيها... مش كفاية أنك ابن ليل ورضيت وصبرت يمكن ربنا يهديك لكن كمان طلعت كداب وخاين ، لا لا يستحيل أعيش معاك بعد إكده .
ثم أسرعت لترتدي ملابسها ،لتغادر المنزل مقهورة مما فعله وهدان .
وعندما خرجت من المنزل لتغادر تفاجأت بـ وهدان يدفعها عنه عنوة ويهدر في وجهها بصوت عالي...إيه اللي هتعمليه ده ؟
أنتِ اتچننتي ، معندكيش خشا ولا حيا .
افرضي مرتي شفتك عتچول إيه عليا ؟
جميلة ...معلش كان غصب عني من صوت الرصاص ، ملچتش غير صدرك أتحامى فيه .
ثم همست بمكر ...ويعني عادي لما تشوفنا ، أنت خابر زين إني عحبك من زمان چوي چوي يا وهدان .
وتمنيت اللحظة دي من زمان ، متعرفش كيف اتوحشتك چوي چوي .
انفعل وهدان قائلا بنزق...يا ستي ارحميني بچا .
أنا ياما چولتلك إني معحبكيش ، وعمري مضحكت عليكِ بأيّ كلمة وكنت ععتبرك أختي بس مش أكتر من إكده .
لكن أنا عحب مرتي وردة وعمري معحب غيرها واصل .
تهللت أسارير وردة واختلطت دموع الحزن بالفرح بعد أن تأكدت من حب وإخلاص وهدان لها .
فآثرت العودة إلى غرفتها لنتنظره وكأنها لم ترى أو تسمع شيئا .
طأطأت جميلة رأسها بإنكسار مرددة بخفوت ...ماشي
يا وهدان ، أنا اللي عحبك بس ،وعشان عحبك چيت أحذرك من يونس .
اتسعت عيني وهدان قائلا بإستفهام ...ماله يونس ؟
وأنتم أصلا طلعتم من السجن امتى ؟
جميلة...احنا مطلعناش ، إحنا هربنا وادلينا الچبل زي زمان ، فاكر يا وهدان .
كانت أحلى أيام وأنت وسطينا ومجمعنا .
كنت عحس بالأمان وأنت موجود ، ولو كنت موجود ساعة ما الحكومة طبت علينا ، كنت عرفت كيف تردهم ومكنش حوصل اللي حوصل .
وهدان ...معلش النصيب ، بس ماله يونس عايز يعمل إيه ؟
منا خابره طول عمره يحب المشاكل ومش بيطچني ولا أنا بطيچه ، بس چولت خلاص خلصنا وكل واحد راح لحاله .
فعايز مني إيه دلوك تاني ، بعد ما بعدت عنه .
جميلة ...عيغير منك أكمنك طلعت ابن العمدة وعتعيش
في العز والهنا وكومان مفيش عليك دليل أنك كنت معانا عشان تتحبس زي متحبسنا .
وعشان إكده عايز يطوخك ساعة فرح أختك هيام والكل متلهي ومحدش واخد باله .
قبض وهدان بغضب على يده وثار في وجهها ...أخوكِ برده مش عايز يچبها لبر ، مش خابر أنا عملت إيه فيه ؟
عشان يعمل إكده ؟
بس أنا سكتله كتير چوي ،وخلاص چه الأوان اللي هرده فيه .
فوضعت جميلة يدها على صدرها بفزع قائلا ...إيه هتچتله
يا وهدان ، ده برده أخوي ومليش غيره في الدنيا، ثم انهمرت دموعها حزنا .
فأشفق عليها وهدان قائلا ....والله نفسي أعمل إكده ، بس عشان خوطرك هعلمه أدبه بس .
چميلة ...إن شاء الله يخليك يا وهدان .
أنا معتحملش أذى في حد فيكم واصل ، عشان إكده چيت وحذرتك رغم أنه أخوي ، بس حبي ليك فوچ كل ده .
فدق قلب وهدان وشعر بالخجل أمام حبها ورفضه لها ، فما أصعب الحب من طرف واحد ، فهو كالنار التي تاكل بعضها بعضا ولا تنطفىء .
وهدان بشفقة...تسلمي يا جميلة وأنا عمري ما هنسى اللي عملتيه ده ، وياريت متخديش على خاطرك مني عشان خابرة أنه مش بيدي .
محدش فينا هيختار يحب مين وهيكره مين .
أومأت جميلة رأسها بإنكسار ثم أردفت ...خابرة يا واد عمي وأعز من نفسي ، ربنا يسعدك .
ودلوك هسيبك وهعاود الجبل .
وأنت خلي بالك من نفسك زين عشان خوطري.
ثم ودعته بنظرة حارقة والتفتت مسرعة للعودة إلى الجبل .
ودعها وهدان أيضا بعينيه حتى غابت في الأفق ،وسمع صوت مصطفى يردد...والله البت دي صعبت عليه چوي الحب بهدلة صوح .
بس هتعمل إيه دلوك يا وهدان بيه ؟؟
بس متخافش أنا في ظهرك وأحميك برچبتي.
وهدان مبتسما ...تسلم يا مصطفى .
وأنا هحاول أأمن الليلة على چد مچدر وهنحط عيون لينا
في كل مكان واىوأي حد هيلمحه فيكم ، هيمسكه وساعتها هنربيه زين چوي وبعد منشفي غلنا منه هنسلمه للحكومة .
.....
تالين لوالدها عبد المتجلى ....أوامرك يا سيد الناس .
ثواني هغير هدومي وهحصلك على العشا ثم طبعت على وجنته قبلة حنونة .
ضحك عبد المتجلى قائلا ...ماشي وأنا مستنيكِ يا بكاشة برا .
حدجهما شاكر بنظرات حارقة غضبا وغيرة فدفعه عبد المتجلى أمامه قائلا ...يلا بينا يا شاكر بره عچبال ما أختك تغير خلچاتها .
فخرجا وأغلقت تالين الباب ثم تنهدت مردفة ...الحمد لله ربنا ستر ، ربنا يخليك ليا بابا ،مش عرفة من غيرك كنت عملت إيه مع شاكر ورؤوف دول وتحكماتهم اللي تخنق دي .
ثم شردت في زين وابتسمت ...يا ترى أنت عامل إيه دلوقتي يا زين .
بس أنا لازم بأي طريقة مدلقش أوي كده وأبين إني بحبه
وهجننه لغاية مينسى هو اسمه إيه ، مش قمر بس .
ثم بدلت ملابسها وارتدت منامتها الحريرية ونظرت لنفسها في المرآة وضحكت عند تذكرها كلمة جعفر فرددت ...بالذمة الجمال ده يتقال عليه جعفر .
استنى عليا بس يا زين ، هوريك النجوم في عز الظهر .
......
شاكر بغيظ ...أنت مدلعها أوي يا بابا على فكرة ، وده غلط
المثل بيقول اكسر للبنت ضلع يطلعها أربع وعشرين .
فضرب عبد المتجلى بيده على المائدة غصبا قائلا ...ده مثل غلط ،البنت زي الچزاز يا ولدي ، لو اتكسرت عمرها مهترچع تاني .
وعشان أكده أنا هحترمها وهدلعها وهي غالية عندي چوي .
لكن انتم رچالة سندي وعزوتي وعرفين كل حاچة عني،لكن هي مهتعرفش حاچة واصل غير أني راجل أعمال وبس .
وأنا بوصيكم بيها يا ولدي ، لو حوصلي حاچة .
رؤوف ...بعد الشر عليك يا بابا ومتخفش عليها دي في عيونا الاتنين ومتزعلش من شاكر هو بس خايف عليها.
شاكر....يا بابا اسمعني بس عايز أقولك حاجة ، أنا زعلي ده عشان حاجة.
تالين تصور هي اللي أشرفت على علاج ابن اللذينة ده زين .
وسعفان بيقول كانت قلقانة عليه معرفش ليه .
هي تعرفه منين عشان تقلق عليه كده ؟
تغير لون عبد المتجلى وبرزت عروقه غضبا قائلا بشدة ...أنت اتچننت ولا إيه يا شاكر ؟
كيف تچول على أختك إكده ؟
تعرف ولا متعرفش .
إحنا بتوع مسخرة وچلة چيمة ولا إيه ؟
وإن كان على اللي زي الچطط بسبع أرواح ده ،مسيره يچع تحت يدي.
بس أنت شوف رچالة صوح مش الخايبين اللي هتبعتهم دول .
وهي دكتورة وأكيد ده واجبها أنها تراعي العيانين اللي عندها مش مسخرة زي مبتچول .
شاكر بنزق ...طيب تقول إيه أنه اختفى بعد محاولة سعفان قتله ، وهي كانت موجودة .
ومرحش المستشفى اللي خدته ليها الإسعاف ، فأنا حاسس أنها هى ورا الموضوع ده ؟
فوقف عبد المتجلى والشرار يخرج من عينيه وبصوت جاف ...چصدك إيه يا ولد .
لاااا مصدچش إكده واصل ، ثم لاح له ابنته تأتي فهمس
خلاص چفلوا على الموضوع ده دلوك ، اهىأهي چاية .
تالين بروحها المرحة ...أنا جيت نورت البيت .
عبد المتجلى ...طبعا حبيبة أبوها تنور أي مكان .
تعالي أچعدي چاري يا تولا .
فجلست تالين بجوار والدها .
عبد المتجلى ...كيف الشغل مرتاحة فيه .
تالين ...الحمد لله يا بابا ،ماشي الحال .
عبد المتجلى ...والعيادة زينة وفيها ناس كتير هتيچي عليها .
فارتبكت تالين للحظة ثم تماسكت ...آه آه بنتك يا حاج ، وكلة الجو ويجيني ناس كتير من كل حتة .
عبد المتجلى ...طالعة شاطرة زي أبوها ربنا معاكِ يا بنت چلبي .
رؤوف...مش عارف إزاي بنت رقيقة زيك ، تتخصص جراحة وتشرح الناس ، ليه متخصصتيش نسا ولا أطفال .
تالين ...أنا فعلا بحب قسم الجراحة جدا .
بلاقي نفسي فيه اوىأوي أكتر من أي حاجة تانية وده كان رغبتي اول مدخلت الكلية ومفكرتش في أي حاجة تانية .
شاكر بمكر ...وعلى كده ،كل شوية تشوفي ناس متصابة .
اللي وقع واتكسر واللي داس بعربية واللي اضرب بالنار .
قال صح هي الرصاصة اللي بتخش جوه الجسم بتطلع إزاي ؟
ويا ترى قابلتي النوع ده إمتى ؟
توترت تالين وأجابته ...لا موضوع الرصاص ده لسه صعب عليه ، فسيبت الحالات دي لدكتور فريد .
ثم قامت من جلستها قائلة ...الحمد لله ، أستاذنك يا بابا ، أدخل أرتاح شوية .
ثم طبعت قبلة على وجنتيه وغادرت.
وبخ عبد المتجلى شاكر بقوله ...مكنش فاضل غير تقولها شوفتي زين ، عشان تعرف اللي إحنا عنعمله يا طور أنت .
شاكر ...ما أنت شايف يا بابا ، كلامها كأنها بتخبي حاجة .
عبد المتجلى ...أنا مش شايف غير إن عندك وساوس زيادة .
فخف على البنت ثم قام قائلا ...يلا تصبحوا على خير .
فقال شاكر لـ رؤوف ...عجبك تصرفات أبوك دي مع تالين .
رؤوف...أهدى بس يا شاكر .
إحنا مش متأكدين من حاجة وكلامها كان عادي .
وزي مقال بابا ، أنها متعرفش حاجة وكلامك الزيادة ده ممكن يخليها تشك، فاستنى شوية نشوف الأمور ولو فيه حاجة هتظهر .
.........
يونس بنزق لـ عماد ...ابعتلي الولية اللي اسمها نچية دي .
عماد ...أمرك يا ريس يونس .
فذهب إليها فوجدها متكئة تأكل وتدندن وكأنها لم تفعل شيئا من ظلم وقهر وقتل، حيث صدق قول الله تعالى فيها
{خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰٓ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَٰوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
عماد محركا رأسه بتهكم...والله كأنك چعدة في دوار العمدة يا ست نچية .
نچية ...أنا أچعد كيف ما حب بفلوسي ، متچعد تاكل معايا لچمة يا ولا .
عماد ...كتر خيرك ، بس إچهزي بفلوسك عشان يونس عايزك .
نچية ...ماشي ،هروحله ، أشوف عايز إيه ، يمكن يكون شاف مطرح أعيش فيه عشان أهنه عظمي هيوجعني من الرطوبة .
عماد ...معلش نسينا نچهزلك چناح نچوم .
ثم هدر ...چومي يا ولية فزي،چامت چيامتك ولية حيزبونة صوح .
نچية ...مالك يا ولا ، مكنت كويس وعتچول ست نچية وهترحب بيه ،إيه اللي حوصل؟.
عماد ... كنت بس لچيتك ست شبط وعايشة ولا همك حاچة وأنا راچل أهو چدامك وشايل الهم يبچا أنتِ معندكيش دم ... فزي يلا چدامي.
نچية ...چايمة أهو ، بس متزوچش. .
ولجت نچية على يونس فاستقبلها ببرود قائلا...أهلا بـ مرت العمدة .
نچية ..مرحب .
يونس ...بصي أنا مهطيچكيش لله في لله إكده .
وعشان أكده شوفتلك شوچة في طنطا عند چماعة معرفة .
هتچعدي فيها شوية وبعد أكده هتسافري معهم اسكندرية تندسي في أي مكان هناك بعيد عن العين.
بس الشغلانة دي محتاچة فلوس كتير چوي .
معاكِ ولا نخلص منك أهنه أرخص .
نچية .....معايا كتير غير الدهبات .
يونس ...طيب فرچيني إكده عشان أتوكد .
فرفعت نچية أكمامها حيث كانت يديها الإثنين محليين بكثير من الأساور الذهبية القيمة .
وعلى صدرها أيضا سلاسل ذهبية غير ما ترتديه من خواتم .
اتسعت عيني يونس محدثا نفسه ...إيه ده كله محل صاغة متنقل .
هي كانت هترضع دهب ولا إيه ؟
آه يانى لو مكنش يعيبوا عليا وأنا الريس .
كان زماني دبحتها بيدي وخدت الخير ده كله ليا آني .
بس ميصوحش وحدة ست تتحامى فينا ونغدر بيها .
نچية بإغراء له بالذهب ...وليك لوحدك أنت اللي تچول عليه يا ريس يونس ، بس أهمل اهنه بسلام في مكان محدش يعرفه ولا يچدر يوصل ليه وهدان ولا الحكومة .
امتعض يونس بذكر وهدان وقال ...بمناسبة وهدان، مهترفيش مكان مخفي حداكم في الدوار ، نصيد فيه ابن الهرمة ده ونخلص مناته .
فلمعت عيني نچية بالشر ...يااااه ياريت ،تبجدا عملت فيا چميل تاني مش هنساه طول عمري.
والمكان هچولك وهتستفاد منه كومان .
أوضة العمودية في الدور التحتاني ، فيها ورا المكتب إكده باب بلون الحيطة عشان ميبانش .
ورا الباب ده سلاح كتير چوي .
كنت هتاچر فيه من ورا العمدة ،هو أصلا ميعرفش المكان ده خالص .
كنت هتصرف فيه أنا والبت المحروچة نعيمة وعزوز في الدرا من غير محد يحس بينا.
يونس ...ده أنتِ طلعتي داهية كبيرة يا ست أنتِ .
خلاص اللي موچود فيه هاخده ليا وده هيكون رد الچميل منيك لما أچتل وهدان غريمي وغريمك .
نچية ...حلال عليك ، بس تچبلي خبره .
يونس ...الليلة فرح أخته والناس هايصة ، هدخل كيف مچولتي واستناه .
لأني لو ضربته بين الناس وحاولت أهرب ممكن يچيني عيار طايش من أي حد هيزعل عليه أو الغفر حداه
أكده أضمن ولا مين شاف ولا مين دري .
....................
فتح زين عينيه صباحا فلم يجد تالين بجانبه كما وعدته أن تأتي له مبكرا .
ثم كأنه استوحش المكان من غيرها ، فأخذ ينظر هنا وهنالك وينظر إلى عقارب الساعة التي تتحرك ببطء شديد .
زين ...هي اتأخرت ليه إكده ؟
ثم أجاب على نفسه ... وأنت مالك متتأخر فيه إيه يعني؟
هتهمك في إيه ؟ وكل حاچة چمبك مش ناچصك حاچة ؟...بس ناچصني هىَ ، ضحكتها وبراءتها ، حتى غلاستها وحشتنى .
ليتفاجأ زين بما قاله فيردد... إيه وحشتك !!
كيف ده ؟ أنت وچعت فيها ولا أيه ؟طيب وقمر ؟
فاغمض عينيه متألما ثم همس ...مش عارف أنا حاسس أني متلغبط كتير چوي وبين نارين ومش عارف أعمل إيه ؟
بس كل اللي بفكر فيه دلوقتي ،أتي عايز أشوفها ،وحاسس أني محتچلها أوي .
ثم سمع صوت أقدام فابتسم وترقب أن تطل عليه بجمالها المعهود وابتسامتها المشرقة .
فولجت إليه ولكن بروح غير الروح والعروس يسيطر على ملامحها .
فكتم ضحكاته قائلا ...إيه نمتى عروسة حلوة جميلة ما أحلاها بنوتة وقومتي الصبح لقيتي نفسك چعفر .
تالين بغيظ ....وأنت يهمك إيه فى ده ؟
المهم أني اقدر أعالجك زي أي مريض عندي وبعدين تقف على رجلك وتشوف حالك وأنا أكمل مسيرتي .
ضيق زين عينيه مستفهما بقوله ...مالك يا تالين ، هو فيه حد زعلك ؟
تالين بغلظة مصطنعة...أظن أنك أخدت عليا أكتر من اللازم ، فلو سمحت من هنا ورايح انام أسمى دكتورة تالين .
ابتلع زين ريقه بمرارة وبغصة مريرة تابع ...تمام يا دكتورة وأنا آسف أني اتخطيت حدودى معاكي بس كنت فاكر يعني...
تالين ...لا متفتكرش يا أستاذ زين ودلوقتي أشوف شغلي.
واقتربت منه لتستبدل الضمادات على الجرح بأخرى وتطمئن عليه .
صمت زين وثبت نظره إلى عينيها بشدة ولكنها لم تعره اهتمام واقتربت أكثر منه حتى تلاحمت انفاسهما ليهمس ...هتصدچيني لو چولتلك إنك وحشتيني .
اضطربت تالين وابتعدت عنه ووقفت الكلمات في جوفها وتكلمت عيناها التي تأبى أن تصدقه حتى لا تقع بين براثن حبه ثم تغدر بها الأيام .
حاولت إخراج كلماتها بصعوبة فرددت أخيرا ....الحمد لله الجرح أحسن بكتير ، يعني بظرف يوم أو يومين تقدر تخرج وتمارس حياتك الطبيعية .
زين ...صوح أنا هخرچ بچسمي ، لكن چلبي مش هيقدر .
لإنه اتعلق خلاص بيكِ .
ابتسمت تالين ولكنها آثرت أن تتحفظ على مشاعرها حتى تتأكد أنها ملأت قلبه وتخطى قمر .
..........
ها وقد حان ليلة زفاف حمدي وهيام ، تلك الليلة
التي لطالما انتظرها حمدي طويلا ، لكي ينعم بمعذبة قلبه .
من الصباح الباكر ذهبت هيام لصالون التجميل تصحبها زهرة ووردة لمساعدتها .
أما حمدي فقد انشغل مع وهدان في تحضيرات العرس وتزيين حديقة البيت الواسعة من أجل الحفل .
سيطر على وهدان نوعٌ من التوتر والقلق رغم أن الظاهر عليه هو الفرحة من أجل زواج توأمه هيام فتفانى بالتدقيق على كل صغيرة وكبيرة في التحضيرات من فرش وورود وزينة وأحضر لها كبار من المنشدين بالأغاني الفلكورية الصعيدية .
ولكن كان عنده توجس ما أن يغتاله يونس في غرة رغم
كل تحصيناته من أمن حول البيت الذين يقفون على قلب رجل واحد يتأهبون لأي حركة غدر من يونس ورجاله .
مشددين الحراسة على كل الطرق المؤدية للبيت الكبير ( دوار العمدة القديم ) سالم الصوامعى .
مصطفى ...كله تمام يا وهدان بيه .
مش عايزك تچلچ من أي حاچة واصل ، عيونا في كل مكان وودانا كمان هنسمع دبة النملة ومحدش يچدر يچرب
من سيادتك واصل طول محنا موچدين حواليك .
وهدان ...تمام ، عيونكم خلوها مفتحة ،مش عايز أي چشاية تتهز في الليلة دي، عايزين نفرح وتعدي على خير .
ولو لمحتم يونس أو أي حد من رچالته ،متعملوش هيصة وتخوفوا الناس والفرح يحصل فيه چلچ .
لا _ انتم تخدوهم من سكات في أوضة العمودية زمان بتاعة أبوي ، لغاية ميخلص الفرح وأتصرف أنا فيهم .
مصطفى ...أمرك يا وهدان بيه .
وربنا يتمم بخير، بس بالله عليك متنساش موضوعي
أنا كومان ، عشان تبچا الفرحة فرحتين .
ابتسم وهدان قائلا ...چصدك عيشة، حاضر من عينيه التنين .
يخلص بس الفرح وهفاتح امىأمي في الموضوع .
واللي فيه الخير يكتبه ربنا .
.......
وعلى الطرف الآخر في الجبل .
يونس بحدة وروح تشبعت بالغدر منذ الصغر ....النهاردة
يا وهدان ، أنا يا چاتل يا مچتول .
مش عتعدي الليلة غير لما آخد بتار السنين اللىدي عدت ده منيك .
طول عمرك حظك في السما وأنا درجة تانية يا أخي .
فچه الأوان أنا أكون البريمو
وأنت كفاياك إكده ، خدت بالزيادة .
ثم تناول بندقيته وقبلها بفمه قائلا بصوت يشبه فحيح الأفعى ....أنتِ يا حلوة اللي هتچيبي أچل وهدان اليوم يلا بينا .
ليترك بعدها يونس الجبل متخفيا وملثم الوجه حتى لا يتعرف عليه أحد متوجها نحو وهدان سالم الصوامعى .
فماذا سيحدث ؟؟
هل سيتخلص يونس من وهدات؟
هل ستفلت الحية نچية بأفعالها أم ستكون عبرة للجميع
انتظرونا بالبارت الجاي باذن الله ولا تنسوا تتفاعلوا مع البارت
"اللهم يا من خلقتنا بني الإنسان وكرمتنا اللهم يا من سنَّ الدين وعظَّمه اللهم يا رافع النجوم ويا مسخر الطيور سبحانك يا محيي العظام وهي رميم.. اللهم يا من قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ) ها أنا يا الله أدعوك لدفع الظلم عني يا من لا يرد يدًا مدت إليه."
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 11 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة 12 أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .