نقدم اليوم احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الاول من روايات منال ابراهيم . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اسيرة العادات والتقاليد كاملة بقلم منال ابراهيم من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية حمقاء ملكت ماكرا pdf كاملة من خلال موقعنا .
حمقاء ملكت ماكرا الفصل الاول
الفصل الأول
كانت صرخاته ترج أركان المكان داخل إحدى المستشفيات الكبيرة
: أنا السبب في اللى جرالها
أنا اللى موتها؟! أنا اللى بعتهالهم يموتوهااااا
آلاااااااااء ردى عليا أرجووووووكى
ماتسبنيييييش زى ما مى سابتنى ورااااحت!!!
أحد الأطباء: أهدى يااستاذ رائد
مش معقول اللى انت عامله في نفسك ده؟!!
ارجوووك حاول تتماسك
هى دلوقتي فى أوضة العمليات ادعى لها
وإن شاء الدكاترة هيقدروا يطلعوا الرصاص من جسمها وتعدى مرحله الخطر على خير
لم تحسن كلمات الطبيب من حالتة وهيئته المرتجفة بل زادت شهقاته الباكية
واخذ يحدق فى ملابسة المتصبغة بدمائها
ففاضت عينية بالدموع وهو يتحسس بيديه أثر الدماء على ثيابه
وهو يهمس بصوت يغلبه الأنين وهو ينظر لدمائها: سامحيني يا حبيبتى
الدنيا ماادتناش الفرصة انى أقولك إنى بحبك ...أنا عارف إنى ظلمتك ووجعتك
يمكن أنا مااستاهلش وجودك في حياتى
طيب اتمسكى بالحياة ارجووكى حتى لو مش عايزانى جنبك
هسيبك وهبعد عنك بس أوعى تمووووتى
أوعدك لو روحتى منى هتكون جنازتنا واحدة صدقينى
أصبح الماره يحدقون في ذلك الشاب الذى فقد عقله وافترش الأرض محدثا نفسه باكيا كالأطفال
واصبحوا يضربون كفا بكف ويهمسون بحسره: لا حول ولا قوه الا بالله
ظل على حالته تلك حتى وجد باب غرفه العمليات يفتح هرول إليه بأقصى سرعته
صاح وهو يلهث وأنفاسه غير منتظمة : أرجووووك طمنى ألاء جرالها إيه؟!
الطبيب: ما أقدرش أخدعك الحاله حرجه جدا ودلوقتي هتطلع على العناية المركزة
رائد وهو يرتعد بشكل واضح: ياااارب نجيها يااارب
الطبيب: اتفضل معايا حضرتك أديك حبايه مهدأة حالتك كده تقلق
رائد معترضا: لا مش عايز أهدى أنا عايز أطمن عليها بس
الطبيب: إحنا عملنا اللى علينا قول ياااارب
وخلى عندك يقين في كرمه
أخذ رائد يناجى ربه برجااااء ونحييييب
خرجت دعواته الصادقه من بين شفتيه المبللة بدموعه التى لا تتوقف آملا أن يتقبلها الله منه
ويكتب لتلك الفتاة المسكينة النجاة والشفاء
.......
في غرفه العنايه المركزه
تمدد جسدها بلا حراك غائبة عن الوعى
لكنها فى عالمها الثاني كانت ترى شريط ذكرياتها البائس
نعم كانت ترى كل تلك الأحداث كأنها مشاهد
من فيلم مأسوى كئيب.......
فلاش باك
فى بيت بسيط متهالك فى احد الأحياء الفقيرة تتمددت آلاء على فراشها تغط في نوم عميق كأنه السبيل الوحيد أمامها للهروب من قلقها و خوفها
قطع نومها صوت رضوى اختها ذات العشرون عام
رضوى بصوت غاضب : يلا يا آلاء هتتأخرى على الشغل الجديد زهقتينى .اووف
انتى مش بتقولى أنه بيحب الالتزام بالمواعيد قومى هتتأخرى كده!!!
فتحت آلاء عيونها بتثاقل شديد وتكلمت بصوت يغلبه النعاس : هى الساعه بقت كاام
دلوقتى؟!
رضوى : الساعه سبعه يلااا
انتفضت آلاء من فراشها بفزع: يانهاار اسود...ازاى تسبينى نايمة لحد دلوقتي
مبسوطه كده لو اتأخرت مش هيقبلونى وأشرف هيموتنى انتى عارفه إنه تعب اوى عما قدر يجيب لى الشغل ده
رضوى : ماانا عماله أصحى فيكى من بدرى ولا أنتى هنا!! على العموم مش متأخر أوى يعنى لسه قدامك وقت.ان شاء الله تلحقى
آلاء: عايزه اوصل بدرى مااعرفش المواصلات ممكن تاخد وقت قد ايه؟!!
جرت آلاء مسرعه إلى المرحاض توضأت وخرجت لتصلى ثم توجهت إلى خزانه الملابس (الدولاب) المتواضع مهروله
واخرجت منه زيها الرسمى الجديد الذى خصصته لترتديه في أول أيام عملها
وقفت رضوى تنظر لاختها بإعجاب شديد
فطالما كانت تبكى خفيه أنها لم تخلق جميله كأختها ومع ذلك فقد كانت شديده الحب لها فهى من تعوضها عن حنان الام بعد وفاه والدتها منذ سنوات
رضوى باعجاب وبخفه دمها المعهوده: قمر يانااس يابنتى تصدقى بالله لو كان قيس الله يرحمه شافك وربنا ماكان عبر ليلى دى ههههه
ضحكت آلاء من اطراء اختها عليها: الله يجبر خاطرك يارضوى ياحبيبتى
كان جمالها من نوع مميز فكأنها معشوقه
من معشوقات كبار شعراء العرب القدامى التى تغنوا بها فى قصائدهم بعيونها الواسعه شديده السواد ورموشها الكثيفه وبشعرها شديد السواد والطول وبياض وجهها المشرب بلون وردى جميل يتحول للاحمر اذا ما شعرت بحرج او توتر
كانت آلاء دائما ترى انها جمالها هو الربح الوحيد الذي خرجت به من الدنيا وفيما عدا ذلك فليس لها من دنياها نصيب إلا الألم والقلق المستمر من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها
والخوف من المجهول الذى يحاوطها ولا تستطيع الفرار منه مهما حاولت!!
آلاء وهى ترتدى حجابها: ايه يارضوى مفيش عندك محاضرات النهارده ولا ايه؟
رضوى: لا كان سيكشن واحد واتلغى
رضوى طالبه فى الفرقه الثالثه من كليه التجاره تمتاز بعيونها البنيه الواسعه وشعرها البنى القاتم لم تمتلك جمال اختها ولكن كان لها قدر مناسب من الجمال وخفه الدم وحب الفكاهه
رضوى بحنان: كلى بسرعه السندوتش ده ماتروحيش من غير فطار
التقتطه آلاء من يديها وتبسمت لها بإمتنان: تسلمى يارضوى ياحبيبتى
تناولته بسرعه وتوجهت لحجره والدها ( الحاج مختار) الملازم لفراشه
اثر عمليه جراحيه أجراها فى القلب نصحه الأطباء بعدها بالراحه التامه و اضطر لترك عمله فى احد مصانع المنتجات الغذائية وتحملت آلاء بعدها أعباء تلك الأسرة المعدمة
آلاء: ازيك يابابا النهارده؟!
مختار بصوت ضعيف: الحمد لله يابنتى نحمد ربنا على فضله..
آلااء وهى تقبل يد والدها والدموع تملأ عينيها: ادعى لى يابابا ربنا يسترها معايا ..انا هستلم الشغل الجديد النهارده
مختار برجااااء: ربنا يكرمك يابنتى ويوقف لك ولاد الحلال
آلاء: مع السلامه يا بابا
خرجت مسرعه تزفها دعوات والدها الحنون
قاصده عملها الجديد تقدم رجلا وتؤخر اخرى وهى تشعر بأن خطب ما بانتظارها في ذلك المكان الذي يتملكها خوف شديد منه ولكنها مرغمه عليه فليس بيدها خيار آخر
وصلت أخيراً لمقر عملها الجديد فى مكتب محاماه كبير يقوده محامى شاب طموح جدا
يدعى رائد الفقى والذى أصبح حديث المحاكم فى زمن قياسى جدا
ومجرد ذكره أمام كبار المحاميين أصبح يقلقهم و يضيع النوم من مضاجعهم خوفا من مفاجآته المدوية فى قاعات المحاكم التى تقهر اى خصم و تجعلهم ينسحبون من أمامه فورا أو يستسلموا لخساره القضيه بلا شك حتى أطلقوا عليه لقب الثعلب لشده مكره وذكائه في مرفعاته وبحثه للقضايا..
ولكن ذلك الأمر حمله ثمنا باهظا وكمًا هائلا من العدوات هنا وهناك ربما إنه لم يدرك عقابتها بعد ....
حمدت ربها انها وصلت قبل الميعاد بدقائق ولم تتأخر
تقدمت نحو مكتب السكرتيره بتوتر
وتسآلت: من فضلك أنا آلاء مختار المفروض
جايه استلم شغلى هنا النهارده..
السكرتيره (فاطمه): أهلا بيكى ياأستاذه آلاء انا اسمى فاطمه.. اتفضلى اكتبى بياناتك فى الورقه دى بدقه الله يكرمك
قلصت ملامحها وأردفت
عشان أستاذ رائد بيموت في التفاصيل الدقيقة
التقطت الورقه من يدها وتناولت القلم وبدأت تكتب ونبضات قلبها تعلو بشده توترها أصبح واضحا
فاطمه ضاحكة: مالك يا أستاذة آلاء وشك أحمر أوى ليه كده ده انتى لسه مادخلتيش
لأستاذ رائد أمال هتخرجى من عنده إزاى
زادت كلماتها من خوف آلاء وتوترها ورهبتها من ملاقاه هذا المجهول الذى ترتعد لذكره قبل لقائه
همست لفاطمه: هو أستاذ رائد عصبى أوى للدرجه دى؟!
فاطمه: يالهوووى ...بصى مش عايزه احرق لك المفاجأة بكره تعرفيه على حقيقته
واتسعت عيون فاطمه وهى تقول بنبره محذره: بقت عشره
فاته جاى
لاحظت آلاء الهدوء الذى غزى أرجاء المكان فجأة وبدأ الكل يجلس في مقعده استعداد لوصوله المهاب
وماهى الا ثوان معدودة وهمست لها فاطمه وووصل ..
من شدة توترها خفضت بصرها ولم تجرؤ على رفع عينها إليه
سمعته يلقى عليهم التحيه بصوت رجولى خشن ينم عن ثقة وثبات: السلام عليكم
صباح الخير ياجماعه
ثم توجه لغرفه مكتبه واغلق الباب خلفه
فاطمه: خلصتى كتابه البيانات؟!
آلاء: أيوه....وتابعت بقلق هو انا هدخل له دلوقتي؟!
فاطمه: لا بعد نص ساعه يكون شرب النسكافيه بتاعه ...بس انتى حظك حلو على فكرة
آلاء متسآله: إزاى؟!
فاطمة: الأستاذ لسه راجع من إجازته
غمزت بعينها مبتسمه واستطردت قائله كان بيقضيها في دبى مع خطيبته ..يعنى هيبقى مزاجه حلو ومش متعصب إن شاء الله
شعرت آلاء ببعض الراحه إثر سماعها تلك الكلمات التي طمأنت قلبها بعض الشيء
مكثت تلك الدقائق محاولة تهدأة روعها حتى لا تثير شكوكه حولها منذ البداية
وبعد حوالى نصف ساعة
نادتها فاطمة: اتفضلى يا أستاذة آلاء أستاذ رائد في انتظارك
كانت جملتها تلك كفيله بإعادتها لحال التوتر والقلق مرة أخرى
تقدمت بخطوات مضطربه نحو ذلك المجهول المحتم لها
طرقت الباب بخفة سمعت صوتا من الداخل: أدخل
دخلت وعينها في الأسفل
آلاء بتوتر ملحوظ: السلام عليكم
سمعت رد السلام
قاومت توترها ورفعت بصرها إليه
وفى تصورها انها ستجد رجلا أربعينيا يرتدى نظارات طبية وملابس رسمية
وذهلت لما وجدته شابا لايتعدى ثلاث وثلاثون عاما
بشعر بنى قاتم ولحيه خفيفة وعينيان لم تستطع تحديد لونها مابين العسلى والأخضر يرتدى تيشرتا أبيضا وبنطالا من الجينز وحذائا رياضيا باللون الأبيض
كان واقفا أمام مكتبه صغيره
التفت لها بهدوء: اتفضلى اقعدى يااستاذة آلاء
ثم التفت مره أخرى وأخرج ملفا من أحد الأرفف وعاد به ثم جلس على مقعده
وحدق بها للحظه لاحظ توترها وحمرة خديها ونظرتها المرتبكه للأسفل
رائد : تحبى تشربى إيه؟!
رفعت آلاء رأسها والتفتت إليه ورسمت إبتسامة صغيره على شفتيها وأجابت بصوت خفيض: ولا حاجه .متشكرة لحضرتك
ضيق رائد عينيه وهو ينظر بتمعن لتلك الأوراق التى بين يديه
رائد: اممممم آلاء مختار عمرك خمسة وعشرين سنة دفعة ٢٠١٤
كنتى بتشتغلى فى مكتب إبراهيم النجار مش كده؟!!
حركت آلاء رأسها بالايجاب وهمست : أيوه
ساد الصمت ثوان قبل ان يستطرد قائلا: ها وياترى سيبتى الشغل هناك ليه؟!
ابتلعت آلاء ريقها بصعوبه واتسعت عيونها فلم تحسب لذلك السؤال حسابا
لاحظ رائد ضيقها من سؤاله فتابع : معلش لو كان السؤال ضايقك بس فى شغلنا ده أدق التفاصيل بتفرق وأصغر معلومة بتلفت نظرى وانا مش من النوع اللى بيثق في حد بسهولة اعذرينى
زادت كلماته من توترها و التفتت لتلك العينان الحادتان التى تفصح عن شخصية ماكرة يصعب خداعها
شردت آلاء فى عينيه : شكلك مش سهل يااسمك ايه انت زى اللى بيقولوا عليهم يودينا البحر ويرجعنا عطشانين!!!!
استجمعت آلاء قوتها : احمم أنا من فترة وأنا نفسى آجى اشتغل مع حضرتك ..ولما الأستاذ توفيق قالى ان حضرتك محتاج محامى فى مكتبك طلبت منه يتوسط لى عند حضرتك انى آجى اشتغل هنا
رائد: أه هو فعلاً بلغنى وشكر لى فيكى
وبناءا عليه طلبت أقابلك واديكى فرصه
تكونى معانا فتره لحد ما أطمن بنفسى ل...
قطع حديثه صوت طرق الباب
رائد: ادخل...
فتح الباب شاب آخر ودخل مبتسما وتوجه مباشره ناحيه رائد ليعانقه وهو يصيح: حمد الله على السلامه ياأبو أجمل ابتسامة
ابتسم له رائد وعانقه
رائد: متشكر ياحسام ولو انى متأكد إنك كنت
مرتاح منى اليومين دول
حسام ضاحكا: اوعى تفهمنى صح.
اخبار دبى إيه؟!
رائد : الحمد لله كانت اجازه لطيفه
التفت حسام ببصره لآلاء التى كانت تتابعهما بنظراتها صامته
وبدأت تشعر بالحرج والتوترالشديد من نظرات حسام المتفحصه لها وتصبغ وجهها باللون الأحمر
بينما كان رائد يقرأ بيانات آلاء بتمعن شديد
حسام ومازلت نظراته مصوبه تجاهها: مش تعرفنا على الأستاذة
رائد : دى الاستاذه آلاء مختار زمليتنا الجديدة في المكتب...وده الاستاذ حسام
زميلى من ايام الدراسه وبيشتغل معانا هنا في المكتب
آلاء: أهلا اتشرفت بحضرتك
حسام مبتسما: الشرف لي يا آلاء اسمحى لى اناديكى من غير ألقاب كلنا هنا زملا
ابتسمت آلاء ابتسامه مصطنعه : شرف لى اكون زميلة لحضرتك
كست الفرحه ملامح حسام وارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيه ومالبثت أن تلاشت تلك البسمة عندما اصطدمت نظراته بخاتم الزواج( الدبله) في اصبعها
رائد بجديه: ممكن صورة من البطاقة يا أستاذة آلاء
فتحت آلاء حقيبتها وأخرجت منها صورة لبطاقتها وأعطته إياها
رائد بوجه خالى من التعبيرات: اتفضلى يااستاذة آلاء دلوقتي للاستاذه فاطمه السكرتيرة وهى هتوصلك للأستاذه ضحى
وهى هتفهمك كل حاجه عن شغلنا هنا في المكتب
قامت آلاء على الفور من مقعدها وهمست: اوك عن أذنك
وتوجهت للخروج مسرعه ثم
تنفست الصعداء فور خروجها من مكتبه وحمدت ربها لدخول حسام الذى أعتق رقبتها من أسئلة رائد لها التى كادت تفقدها سيطرتها على أعصابها
حسام وهو يضيق عينيه : خساره طلعت مخطووبه
رائد : مش مخطوبه وبس ثم رفع صوره بطاقتها امام عينيه واستطرد متجوزه كمان ريح روحك
حسام وهو يقرأ بيانات بطاقتها: امممم متزوجه من أشرف البربرى
اممممم يابختك ياعم أشرف
رائد: سيبك بقى من المراهقه بتاعتك دى ووفرها لمراتك وخلينا في شغلنا...اخبار قضية سعد المرسى إيه؟!
حسام: يااخى مالك داخل حامى كده ليه؟!!
قولى انت اخبار إجازتك إيه؟
رائد بضييق: ماقولتك كانت اجازه لطيفه!!
حسام بدهشة: يعنى تروح اسبوع دبى ومع خطيبتك وتختصر ده كله فى كلمه واحده ( لطيييفه) قالها وهو يقلده بطريقه كوميديه
رائد: ده اللى انت فالح فيه الهزار وتضيع الوقت... نفسى اعرف إيه اللى مصبرنى عليك؟!!
صاح حسام فيه بتهكم : كمااااان انت اللى بتقول كده...واكمل ضاحكا مش عارف ليه حاسس اننا هنخسر بعض قريب
رائد بوجه خال من التعبير: من بقك لباب السما
حسام: بقى كده ياصاحبى ياخساره العيش والملح
بالحق عشان انا صاحب جدع روحت لوالدتك البيت وانت في دبى قلت يمكن تكون عايزه حاجه وأنت مش موجود بس مالقتهاش في البيت
رائد وهو يطالع بعض الأوراق: ما هي كانت معانا
ظهرت الدهشه على ملامح حسام وسأله بحيره: معاكوا فين؟! اوعى يكون اللى فى بالى صح؟!
رائد ومازال يتصفح الأوراق: ايوه صح...
ماهانش عليا اتفسح من غيرها
حسام: الله يكون في عونك يا(يارا)
واحد رايح يتفسح مع خطيبته بمناسبه الخطوبه واخد الحاجه معاه ليه؟!!
رائد: ده اللى عندى والدتى ومااقدرش اسيبها لوحدها واللى مش عاجبه مع السلامه
حسام: صل على النبى ياعم رائد احنا ماصدقنا انك خطبت تانى
زفر رائد بعصبية: هنقضى اليوم كله رغى ومش هنشوف شغلنا ولا ايه؟!!!
روح ياحسام هاتلى ملف سعد المرسى على الله تكون جهزت الحاجات اللي طلبتها منك
حسام : خلااص رايح ياسااااتر عليك الواحد مايعرفش يدردش معاك شويه!!
خرج حسام من المكتب
تذكر رائد حواره مع آلاء ....
ضيق عينيه وهو يفكر: ياترى شكلها ارتبك ليه لما سألتها عن شغلها القديم !!!
.........
خرجت آلاء من مكتبه وتحركت صوب مكتب
فاطمه وطلب منها توصيلها لمكتب الاستاذة ضحى
قامت فاطمه بتوصيلها على الفور لمكتب ضحى وهى محامية شابه تبلغ ٢٣ عاما طموحة جدا رغم ظروف حياتها المحبطه حولها
تتمتع ببشره برونزيه صافيه وعينين عسليتان وشعر كستنائى قصير
فاطمه: أستاذه ضحى !! دى الاستاذة آلاء جديدة معانا النهارده أول يوم ليها
والأستاذ رائد طالب منك تعرفيها نظام الشغل عندنا
مدت ضحى يدها مصافحه آلاء بابتسامة عريضة : أهلا وسهلا ياآلاء
اخيرااااا جت معايا محاميه بنت الحمدلله
ده أنا كنت يتيمه في المكتب هنا
نورتينا ياآلاء
ابتسمت لها آلاء : تسلمى يا ضحى كلك ذوق
فاطمه: انا كده مهمتى انتهت..عن اذنكم
آلاء: اتفضلى... متشكرة يا أستاذة فاطمة
فاطمه: على إيه ياحبيبتى...بالتوفيق
بدأت الفتاتان بالتعارف
آلاء بصوت قلق : طمنيني ياضحى إيه نظام الشغل هنا
ضحى مبتسمه: شايفه دى ؟!!!ورفعت يدها بمسطره كانت أمامها
آلاء: اه طبعا شيفاها
ضحى: هو ده نظام الشغل هنا على المسطرة
ابتلعت آلاء ريقها بصعوبه: الله يطمنك
ضحى: معلش نظام أستاذ رائد شديد شويه يعنى بصراحه مش شويه هو شويااات
بس لولا كده ماكنش حقق النجاح ده وهو في السن الصغير ده دمااااغه داااهيه سودا ياآلاء بصراحه انا بعتبره مثلى الأعلى في الشغل
رغم إنه قفل ورخم وقليل الذوق وممل
كفايه كده استغفر الله العظيم مابحبش اغلط في حد
آلاء ضاحكه: لا بصراحه انتى ماغلطيش فيه
دا انتى شلفطى الراجل خالص ههههه
ضحى: ماعلينا بصى ياستى ملفات القضايا بتتعرض على أستاذ رائد الأول وكل اسبوع بيعمل اجتماع ويوزع علينا القضايا وبنقعد نتناقش في الإجراءات والقوانين والذى منه وبعدين فى نهاية الاجتماع بيبلغ كل واحد بالخطوات اللى هيمشى عليها ويتابع هو أول بأول
طبعا ده للقضايا السهله أما قضايا العيار التقيل دى مانعرفش عنها حاجه هو اللى بيمسكها من بابها
آلاء بخيبه أمل: يعنى القضايا الكبيره تعتبر سريه بقى
ضحى: اها .مفيش غيره هو ..وأحيانا بيعتمد على حسام صاحبه فيها لانه بيثق فيه غير كده لا
آلاء في نفسها: شكل مهمتى مش هتكون سهله معاك يارائد ..منك لله يا أشرف باعتنى الاعب تعلب المحاكم وفاكرنى هقدر عليه؟!!!!!!!
..................
عادت ضحى من عملها ضائقه الصدر كالعاده
فعودتها للمنزل بمثابة صخرة تجثو فوق صدرها
ولجت حجرتها بجمود ولم تعبأ بزوج أمها الجالس أمام التلفاز يتابع مباراة كره القدم وهو يصرخ بجنوون ويسب بأبشع الألفاظ
ألقت حقيبتها على سريرها بضيق وهى تصيح: يااارب توب علينا بقى!!
ثم خلعت حجابها بعصبية وبدأت في فتح أزار ملابسها لتجد كرم( ابن زوج امها) يفتح الباب بقوة ويندفع كالثور داخل حجرتها
صرخت فيه ضحى وهى تتناول حجابها وتطرحه على شعرها : مش هتبطل طبعك القذر ده!!!
إيه اللى دخلك هنا !!!!
كرم ببرود وبنظرات مقززة: جاى اسألك على شاحن للتليفون
صرخت فيه بقوه: انا مش عارفة إنت جنسك إيه كل ماأصلح أوكره الباب تبوظها ركبت الترباس كسرته ...انت واحد مؤرف وزباله وقذر .....
لم تكمل كلمتها حتى أفاقت على صفعة قوية على خدها كادت أن يختل توازنها على إثرها وتسقط على الأرض
كرم بوقاحة : أصلك عديمه الربايه انتى مفكره نفسك مين عشان آجى أبص عليكى جتك القرف
ودفعها بقوه من كتفها فسقطت على الفراش صارخه وخرج من الحجرة ببروود وكأن شيئاً لم يكن
خرجت نجوى ( والدتها) من المطبخ وهى تستشيط غصبا وصرخت فيها : كنت مرتاحة منك وكان البيت هادى وانتى بره هو كل يوم على كده!!!!
ضحى محاوله الدفاع عن نفسها: ياماما هو الل.....
نجوى صارخه: اخرسى خاااالص و
اتكسفى على دمك دا انتى ضيفه هنا ياعديمة الاحساس زى أبوكى
مش كفايه إنه متحملك في بيته أقول ايه بس بجحه وقليله الذوق..
انهت أمها عتابها القاسى لابنتها ثم تركتها تبكى بحرقه ودخلت مطبخها مره أخرى وهى تتمتم بالسباب واللعن لها
ضحى بحزن : إمتى بقى هرتاح من القرف ده
بدلت ملابسها ثم توجهت لفراشها لتنام بعد ان فقدت شهيتها للطعام
ضحى فى نفسها: هنام دلوقتي عشان أقدر أسهر بالليل عشان لو الزفت ده فكر يدخل أوضتى بالليل أكون صحياله...
..............
على الهاتف
يارا بدلال: إيه ياحبيبى هو انا يعنى لو مااتصلتش عليك ولا تفتكرنى؟!!
رائد: معلش يا يارا انشغلت في الشغل
انتى عافة انى بحب اتابع كل حاجه بنفسى
فلازم أراجع كل اللى تم طول الاسبوع اللى فات
يارا: انت بتتعب نفسك زيادة عن اللزوم يا رائد امال المحاميين اللى بيشتغلوا عندك دول بيعملوا إيه؟!
رائد بضييق: معلش يا يارا ده نظام شغلى وأنا أدرى بيه...ياريت ماتشغليش بالك بنظام شغلى..
زفرت يارا بعصبيه: براحتك يا رائد اللى تشوفه...
مع السلامة
رائد: مع السلامه يا يارا
أغلقت يارا المكالمة وصرخت في غضب بااارد ..تلاجة
(يارا الحسينى) فتاه جميله مدلله عمرها٢٦ عاما تعمل فى مجال الديكور
نيرمين: مالك يابنتى فى إيه؟! ده منظر واحده مخطوبه بقالها اسبوعين ولسه راجعه من فسحه فى دبى!!
يارا بغيظ: هيشلنى يانيرمين .هو لولا انا زنيت عليه فى موضوع رحلة دبى كان عبرنى!!
لا و كمااان جايبلى الست الوالده معاه شوفتى المصيبه اللي أنا فيها!!!!!
لا وانا كنت مستغربة شيرى إنها فسخت خطوبتها منه..وربنا انا عذرتها دلوقتي!!
نيرمين بسخريه: مش ده رائد اللى كنتى هتموتى عليه
دلوقتى بقى وحش!!!!
يارا: أنا ماقولتش وحش أنا لسه بحبه على فكره
بس عايزه أحس انه مهتم بيا يانيرمين..
نيرمين: بصى الرجالة دول مفيش اسهل من اللعب معاهم دول زى العيال الصغيرة سهل ينضحك عليهم
يارا: ماافتكرش يانيرمين رائد حد ذكى اوى ولماح ومش بالساهل ينضحك عليه
نيرمين بثقه: امشى بس ورايا وأنا هخلى رائد ده زى الخاتم في صباعك
تنهدت يارا وهى غير مقتنعة بكلام صديقتها
: أما نشوف أخرها معاك يا رائد
قولى يانابغة زمانك خطتك إيه؟!
نيرمين: بصى يا ستى......
فى منزل الحاج مختار
رجعت آلاء من عملها فوجدت أشرف خطيبها فى انتظارها
(أشرف البربرى) محامى شاب شخصيته أنانيه لابعد حد ولا يشغل باله الا مصلحته كان زميل لآلاء فى مكتب إبراهيم النجار أعجبه جمالها فأوهمها بالحب وخطبها وعقد عليها بحجه انه يحتاج عقد الزواج للتقديم على سكن من مساكن الشباب
أشرف : أهلا ياآلاء....طمنينى عملتى إيه؟!
آلاء بضيق: هكون عملت ايه يعنى؟؟ النهارده لسه أول يوم ليا !!
أشرف: ماأنا عارف إنه أول يوم ليكى عايز أطمن ايه الاخبار هناك ؟
آلاء: بص ياأشرف من الأخر الموضوع شكله صعب
اللى اسمه رائد اللى سماه تعلب ماكدبش
بياخد باله من كل حاجه والقضايا التقيلة محدش فى المكتب بيعرف عنها حاجه
يعنى من الآخر كده اللى انت طالبه ده مستحيل أقدر أوصله
أشرف بعصبيه: يعنى ايه؟! افهم من كلامك انك ناويه تخلعى إيدك من الموضوع ده!!!
لا دا انتى تفوقى بدل ماتروحى في حديد ياحلوه
انتى ناسيه وصل الأمانه اللى مضيتى عليه عشان عمليه أبوكى فوقى كده وصحصحى لمصلحتك
آلاء بحزن والدموع ترقرق من عينيها: انت بتعرضنى للخطر ياأشرف
انت مش خايف عليا؟!! ..دا انا خطيبتك وكاتبين كتابنا كمان والمفروض تخاف عليا أكتر من كده!!
أشرف وهو يدعى البراءه: طبعا ياحبيبتى بخاف عليكى أكتر من نفسى كمان وعشان كده خايف عليكى تتسجنى عايزك تخلصى الموضوع ده وهنطلع منه بمصلحة حلوة عشان نقدر نتجوز فى أقرب وقت وكمان نخلص من موضوع وصل الأمانة ده
رسم التأثر على ملامحه وأردف بخبث:
ياريت كان معايا فلوس أرجعها للأستاذ إبراهيم لكن انتى عارفه البير وغطاه
قرأ الحيرة والخوف باديان على وجهها فأردف ماتخافيش انا عارف إنك هتقدرى تعملى المطلوب وهتخلصى الموضوع ده على خير...انا مضطر أمشى دلوقتى واروح لأستاذ إبراهيم المكتب واطمنه ان كل شىء ماشى تمام
خرج من البيت وتركها غارقة في شرودها
ولم تجبه بكلمة واحدة
وقلبها يرتجف مما هى مقبله عليه....
ماهى المهمة المكلفة بها آلاء في مكتب رائد الفقى؟
وهل ستنجح فيها أم سيكتشف الثعلب تلك المؤامره؟
هل ستنجح يارا فى ايقاع رائد في شباك الحب؟!
ترى مامصير ضحى فى بيت زوج أمها وما المفاجآت التى تخبأها لها الايام؟!
تابعوووونى
حمقاء ملكت ماكرا
كانت صرخاته ترج أركان المكان داخل إحدى المستشفيات الكبيرة
: أنا السبب في اللى جرالها
أنا اللى موتها؟! أنا اللى بعتهالهم يموتوهااااا
آلاااااااااء ردى عليا أرجووووووكى
ماتسبنيييييش زى ما مى سابتنى ورااااحت!!!
أحد الأطباء: أهدى يااستاذ رائد
مش معقول اللى انت عامله في نفسك ده؟!!
ارجوووك حاول تتماسك
هى دلوقتي فى أوضة العمليات ادعى لها
وإن شاء الدكاترة هيقدروا يطلعوا الرصاص من جسمها وتعدى مرحله الخطر على خير
لم تحسن كلمات الطبيب من حالتة وهيئته المرتجفة بل زادت شهقاته الباكية
واخذ يحدق فى ملابسة المتصبغة بدمائها
ففاضت عينية بالدموع وهو يتحسس بيديه أثر الدماء على ثيابه
وهو يهمس بصوت يغلبه الأنين وهو ينظر لدمائها: سامحيني يا حبيبتى
الدنيا ماادتناش الفرصة انى أقولك إنى بحبك ...أنا عارف إنى ظلمتك ووجعتك
يمكن أنا مااستاهلش وجودك في حياتى
طيب اتمسكى بالحياة ارجووكى حتى لو مش عايزانى جنبك
هسيبك وهبعد عنك بس أوعى تمووووتى
أوعدك لو روحتى منى هتكون جنازتنا واحدة صدقينى
أصبح الماره يحدقون في ذلك الشاب الذى فقد عقله وافترش الأرض محدثا نفسه باكيا كالأطفال
واصبحوا يضربون كفا بكف ويهمسون بحسره: لا حول ولا قوه الا بالله
ظل على حالته تلك حتى وجد باب غرفه العمليات يفتح هرول إليه بأقصى سرعته
صاح وهو يلهث وأنفاسه غير منتظمة : أرجووووك طمنى ألاء جرالها إيه؟!
الطبيب: ما أقدرش أخدعك الحاله حرجه جدا ودلوقتي هتطلع على العناية المركزة
رائد وهو يرتعد بشكل واضح: ياااارب نجيها يااارب
الطبيب: اتفضل معايا حضرتك أديك حبايه مهدأة حالتك كده تقلق
رائد معترضا: لا مش عايز أهدى أنا عايز أطمن عليها بس
الطبيب: إحنا عملنا اللى علينا قول ياااارب
وخلى عندك يقين في كرمه
أخذ رائد يناجى ربه برجااااء ونحييييب
خرجت دعواته الصادقه من بين شفتيه المبللة بدموعه التى لا تتوقف آملا أن يتقبلها الله منه
ويكتب لتلك الفتاة المسكينة النجاة والشفاء
.......
في غرفه العنايه المركزه
تمدد جسدها بلا حراك غائبة عن الوعى
لكنها فى عالمها الثاني كانت ترى شريط ذكرياتها البائس
نعم كانت ترى كل تلك الأحداث كأنها مشاهد
من فيلم مأسوى كئيب.......
فلاش باك
فى بيت بسيط متهالك فى احد الأحياء الفقيرة تتمددت آلاء على فراشها تغط في نوم عميق كأنه السبيل الوحيد أمامها للهروب من قلقها و خوفها
قطع نومها صوت رضوى اختها ذات العشرون عام
رضوى بصوت غاضب : يلا يا آلاء هتتأخرى على الشغل الجديد زهقتينى .اووف
انتى مش بتقولى أنه بيحب الالتزام بالمواعيد قومى هتتأخرى كده!!!
فتحت آلاء عيونها بتثاقل شديد وتكلمت بصوت يغلبه النعاس : هى الساعه بقت كاام
دلوقتى؟!
رضوى : الساعه سبعه يلااا
انتفضت آلاء من فراشها بفزع: يانهاار اسود...ازاى تسبينى نايمة لحد دلوقتي
مبسوطه كده لو اتأخرت مش هيقبلونى وأشرف هيموتنى انتى عارفه إنه تعب اوى عما قدر يجيب لى الشغل ده
رضوى : ماانا عماله أصحى فيكى من بدرى ولا أنتى هنا!! على العموم مش متأخر أوى يعنى لسه قدامك وقت.ان شاء الله تلحقى
آلاء: عايزه اوصل بدرى مااعرفش المواصلات ممكن تاخد وقت قد ايه؟!!
جرت آلاء مسرعه إلى المرحاض توضأت وخرجت لتصلى ثم توجهت إلى خزانه الملابس (الدولاب) المتواضع مهروله
واخرجت منه زيها الرسمى الجديد الذى خصصته لترتديه في أول أيام عملها
وقفت رضوى تنظر لاختها بإعجاب شديد
فطالما كانت تبكى خفيه أنها لم تخلق جميله كأختها ومع ذلك فقد كانت شديده الحب لها فهى من تعوضها عن حنان الام بعد وفاه والدتها منذ سنوات
رضوى باعجاب وبخفه دمها المعهوده: قمر يانااس يابنتى تصدقى بالله لو كان قيس الله يرحمه شافك وربنا ماكان عبر ليلى دى ههههه
ضحكت آلاء من اطراء اختها عليها: الله يجبر خاطرك يارضوى ياحبيبتى
كان جمالها من نوع مميز فكأنها معشوقه
من معشوقات كبار شعراء العرب القدامى التى تغنوا بها فى قصائدهم بعيونها الواسعه شديده السواد ورموشها الكثيفه وبشعرها شديد السواد والطول وبياض وجهها المشرب بلون وردى جميل يتحول للاحمر اذا ما شعرت بحرج او توتر
كانت آلاء دائما ترى انها جمالها هو الربح الوحيد الذي خرجت به من الدنيا وفيما عدا ذلك فليس لها من دنياها نصيب إلا الألم والقلق المستمر من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها
والخوف من المجهول الذى يحاوطها ولا تستطيع الفرار منه مهما حاولت!!
آلاء وهى ترتدى حجابها: ايه يارضوى مفيش عندك محاضرات النهارده ولا ايه؟
رضوى: لا كان سيكشن واحد واتلغى
رضوى طالبه فى الفرقه الثالثه من كليه التجاره تمتاز بعيونها البنيه الواسعه وشعرها البنى القاتم لم تمتلك جمال اختها ولكن كان لها قدر مناسب من الجمال وخفه الدم وحب الفكاهه
رضوى بحنان: كلى بسرعه السندوتش ده ماتروحيش من غير فطار
التقتطه آلاء من يديها وتبسمت لها بإمتنان: تسلمى يارضوى ياحبيبتى
تناولته بسرعه وتوجهت لحجره والدها ( الحاج مختار) الملازم لفراشه
اثر عمليه جراحيه أجراها فى القلب نصحه الأطباء بعدها بالراحه التامه و اضطر لترك عمله فى احد مصانع المنتجات الغذائية وتحملت آلاء بعدها أعباء تلك الأسرة المعدمة
آلاء: ازيك يابابا النهارده؟!
مختار بصوت ضعيف: الحمد لله يابنتى نحمد ربنا على فضله..
آلااء وهى تقبل يد والدها والدموع تملأ عينيها: ادعى لى يابابا ربنا يسترها معايا ..انا هستلم الشغل الجديد النهارده
مختار برجااااء: ربنا يكرمك يابنتى ويوقف لك ولاد الحلال
آلاء: مع السلامه يا بابا
خرجت مسرعه تزفها دعوات والدها الحنون
قاصده عملها الجديد تقدم رجلا وتؤخر اخرى وهى تشعر بأن خطب ما بانتظارها في ذلك المكان الذي يتملكها خوف شديد منه ولكنها مرغمه عليه فليس بيدها خيار آخر
وصلت أخيراً لمقر عملها الجديد فى مكتب محاماه كبير يقوده محامى شاب طموح جدا
يدعى رائد الفقى والذى أصبح حديث المحاكم فى زمن قياسى جدا
ومجرد ذكره أمام كبار المحاميين أصبح يقلقهم و يضيع النوم من مضاجعهم خوفا من مفاجآته المدوية فى قاعات المحاكم التى تقهر اى خصم و تجعلهم ينسحبون من أمامه فورا أو يستسلموا لخساره القضيه بلا شك حتى أطلقوا عليه لقب الثعلب لشده مكره وذكائه في مرفعاته وبحثه للقضايا..
ولكن ذلك الأمر حمله ثمنا باهظا وكمًا هائلا من العدوات هنا وهناك ربما إنه لم يدرك عقابتها بعد ....
حمدت ربها انها وصلت قبل الميعاد بدقائق ولم تتأخر
تقدمت نحو مكتب السكرتيره بتوتر
وتسآلت: من فضلك أنا آلاء مختار المفروض
جايه استلم شغلى هنا النهارده..
السكرتيره (فاطمه): أهلا بيكى ياأستاذه آلاء انا اسمى فاطمه.. اتفضلى اكتبى بياناتك فى الورقه دى بدقه الله يكرمك
قلصت ملامحها وأردفت
عشان أستاذ رائد بيموت في التفاصيل الدقيقة
التقطت الورقه من يدها وتناولت القلم وبدأت تكتب ونبضات قلبها تعلو بشده توترها أصبح واضحا
فاطمه ضاحكة: مالك يا أستاذة آلاء وشك أحمر أوى ليه كده ده انتى لسه مادخلتيش
لأستاذ رائد أمال هتخرجى من عنده إزاى
زادت كلماتها من خوف آلاء وتوترها ورهبتها من ملاقاه هذا المجهول الذى ترتعد لذكره قبل لقائه
همست لفاطمه: هو أستاذ رائد عصبى أوى للدرجه دى؟!
فاطمه: يالهوووى ...بصى مش عايزه احرق لك المفاجأة بكره تعرفيه على حقيقته
واتسعت عيون فاطمه وهى تقول بنبره محذره: بقت عشره
فاته جاى
لاحظت آلاء الهدوء الذى غزى أرجاء المكان فجأة وبدأ الكل يجلس في مقعده استعداد لوصوله المهاب
وماهى الا ثوان معدودة وهمست لها فاطمه وووصل ..
من شدة توترها خفضت بصرها ولم تجرؤ على رفع عينها إليه
سمعته يلقى عليهم التحيه بصوت رجولى خشن ينم عن ثقة وثبات: السلام عليكم
صباح الخير ياجماعه
ثم توجه لغرفه مكتبه واغلق الباب خلفه
فاطمه: خلصتى كتابه البيانات؟!
آلاء: أيوه....وتابعت بقلق هو انا هدخل له دلوقتي؟!
فاطمه: لا بعد نص ساعه يكون شرب النسكافيه بتاعه ...بس انتى حظك حلو على فكرة
آلاء متسآله: إزاى؟!
فاطمة: الأستاذ لسه راجع من إجازته
غمزت بعينها مبتسمه واستطردت قائله كان بيقضيها في دبى مع خطيبته ..يعنى هيبقى مزاجه حلو ومش متعصب إن شاء الله
شعرت آلاء ببعض الراحه إثر سماعها تلك الكلمات التي طمأنت قلبها بعض الشيء
مكثت تلك الدقائق محاولة تهدأة روعها حتى لا تثير شكوكه حولها منذ البداية
وبعد حوالى نصف ساعة
نادتها فاطمة: اتفضلى يا أستاذة آلاء أستاذ رائد في انتظارك
كانت جملتها تلك كفيله بإعادتها لحال التوتر والقلق مرة أخرى
تقدمت بخطوات مضطربه نحو ذلك المجهول المحتم لها
طرقت الباب بخفة سمعت صوتا من الداخل: أدخل
دخلت وعينها في الأسفل
آلاء بتوتر ملحوظ: السلام عليكم
سمعت رد السلام
قاومت توترها ورفعت بصرها إليه
وفى تصورها انها ستجد رجلا أربعينيا يرتدى نظارات طبية وملابس رسمية
وذهلت لما وجدته شابا لايتعدى ثلاث وثلاثون عاما
بشعر بنى قاتم ولحيه خفيفة وعينيان لم تستطع تحديد لونها مابين العسلى والأخضر يرتدى تيشرتا أبيضا وبنطالا من الجينز وحذائا رياضيا باللون الأبيض
كان واقفا أمام مكتبه صغيره
التفت لها بهدوء: اتفضلى اقعدى يااستاذة آلاء
ثم التفت مره أخرى وأخرج ملفا من أحد الأرفف وعاد به ثم جلس على مقعده
وحدق بها للحظه لاحظ توترها وحمرة خديها ونظرتها المرتبكه للأسفل
رائد : تحبى تشربى إيه؟!
رفعت آلاء رأسها والتفتت إليه ورسمت إبتسامة صغيره على شفتيها وأجابت بصوت خفيض: ولا حاجه .متشكرة لحضرتك
ضيق رائد عينيه وهو ينظر بتمعن لتلك الأوراق التى بين يديه
رائد: اممممم آلاء مختار عمرك خمسة وعشرين سنة دفعة ٢٠١٤
كنتى بتشتغلى فى مكتب إبراهيم النجار مش كده؟!!
حركت آلاء رأسها بالايجاب وهمست : أيوه
ساد الصمت ثوان قبل ان يستطرد قائلا: ها وياترى سيبتى الشغل هناك ليه؟!
ابتلعت آلاء ريقها بصعوبه واتسعت عيونها فلم تحسب لذلك السؤال حسابا
لاحظ رائد ضيقها من سؤاله فتابع : معلش لو كان السؤال ضايقك بس فى شغلنا ده أدق التفاصيل بتفرق وأصغر معلومة بتلفت نظرى وانا مش من النوع اللى بيثق في حد بسهولة اعذرينى
زادت كلماته من توترها و التفتت لتلك العينان الحادتان التى تفصح عن شخصية ماكرة يصعب خداعها
شردت آلاء فى عينيه : شكلك مش سهل يااسمك ايه انت زى اللى بيقولوا عليهم يودينا البحر ويرجعنا عطشانين!!!!
استجمعت آلاء قوتها : احمم أنا من فترة وأنا نفسى آجى اشتغل مع حضرتك ..ولما الأستاذ توفيق قالى ان حضرتك محتاج محامى فى مكتبك طلبت منه يتوسط لى عند حضرتك انى آجى اشتغل هنا
رائد: أه هو فعلاً بلغنى وشكر لى فيكى
وبناءا عليه طلبت أقابلك واديكى فرصه
تكونى معانا فتره لحد ما أطمن بنفسى ل...
قطع حديثه صوت طرق الباب
رائد: ادخل...
فتح الباب شاب آخر ودخل مبتسما وتوجه مباشره ناحيه رائد ليعانقه وهو يصيح: حمد الله على السلامه ياأبو أجمل ابتسامة
ابتسم له رائد وعانقه
رائد: متشكر ياحسام ولو انى متأكد إنك كنت
مرتاح منى اليومين دول
حسام ضاحكا: اوعى تفهمنى صح.
اخبار دبى إيه؟!
رائد : الحمد لله كانت اجازه لطيفه
التفت حسام ببصره لآلاء التى كانت تتابعهما بنظراتها صامته
وبدأت تشعر بالحرج والتوترالشديد من نظرات حسام المتفحصه لها وتصبغ وجهها باللون الأحمر
بينما كان رائد يقرأ بيانات آلاء بتمعن شديد
حسام ومازلت نظراته مصوبه تجاهها: مش تعرفنا على الأستاذة
رائد : دى الاستاذه آلاء مختار زمليتنا الجديدة في المكتب...وده الاستاذ حسام
زميلى من ايام الدراسه وبيشتغل معانا هنا في المكتب
آلاء: أهلا اتشرفت بحضرتك
حسام مبتسما: الشرف لي يا آلاء اسمحى لى اناديكى من غير ألقاب كلنا هنا زملا
ابتسمت آلاء ابتسامه مصطنعه : شرف لى اكون زميلة لحضرتك
كست الفرحه ملامح حسام وارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيه ومالبثت أن تلاشت تلك البسمة عندما اصطدمت نظراته بخاتم الزواج( الدبله) في اصبعها
رائد بجديه: ممكن صورة من البطاقة يا أستاذة آلاء
فتحت آلاء حقيبتها وأخرجت منها صورة لبطاقتها وأعطته إياها
رائد بوجه خالى من التعبيرات: اتفضلى يااستاذة آلاء دلوقتي للاستاذه فاطمه السكرتيرة وهى هتوصلك للأستاذه ضحى
وهى هتفهمك كل حاجه عن شغلنا هنا في المكتب
قامت آلاء على الفور من مقعدها وهمست: اوك عن أذنك
وتوجهت للخروج مسرعه ثم
تنفست الصعداء فور خروجها من مكتبه وحمدت ربها لدخول حسام الذى أعتق رقبتها من أسئلة رائد لها التى كادت تفقدها سيطرتها على أعصابها
حسام وهو يضيق عينيه : خساره طلعت مخطووبه
رائد : مش مخطوبه وبس ثم رفع صوره بطاقتها امام عينيه واستطرد متجوزه كمان ريح روحك
حسام وهو يقرأ بيانات بطاقتها: امممم متزوجه من أشرف البربرى
اممممم يابختك ياعم أشرف
رائد: سيبك بقى من المراهقه بتاعتك دى ووفرها لمراتك وخلينا في شغلنا...اخبار قضية سعد المرسى إيه؟!
حسام: يااخى مالك داخل حامى كده ليه؟!!
قولى انت اخبار إجازتك إيه؟
رائد بضييق: ماقولتك كانت اجازه لطيفه!!
حسام بدهشة: يعنى تروح اسبوع دبى ومع خطيبتك وتختصر ده كله فى كلمه واحده ( لطيييفه) قالها وهو يقلده بطريقه كوميديه
رائد: ده اللى انت فالح فيه الهزار وتضيع الوقت... نفسى اعرف إيه اللى مصبرنى عليك؟!!
صاح حسام فيه بتهكم : كمااااان انت اللى بتقول كده...واكمل ضاحكا مش عارف ليه حاسس اننا هنخسر بعض قريب
رائد بوجه خال من التعبير: من بقك لباب السما
حسام: بقى كده ياصاحبى ياخساره العيش والملح
بالحق عشان انا صاحب جدع روحت لوالدتك البيت وانت في دبى قلت يمكن تكون عايزه حاجه وأنت مش موجود بس مالقتهاش في البيت
رائد وهو يطالع بعض الأوراق: ما هي كانت معانا
ظهرت الدهشه على ملامح حسام وسأله بحيره: معاكوا فين؟! اوعى يكون اللى فى بالى صح؟!
رائد ومازال يتصفح الأوراق: ايوه صح...
ماهانش عليا اتفسح من غيرها
حسام: الله يكون في عونك يا(يارا)
واحد رايح يتفسح مع خطيبته بمناسبه الخطوبه واخد الحاجه معاه ليه؟!!
رائد: ده اللى عندى والدتى ومااقدرش اسيبها لوحدها واللى مش عاجبه مع السلامه
حسام: صل على النبى ياعم رائد احنا ماصدقنا انك خطبت تانى
زفر رائد بعصبية: هنقضى اليوم كله رغى ومش هنشوف شغلنا ولا ايه؟!!!
روح ياحسام هاتلى ملف سعد المرسى على الله تكون جهزت الحاجات اللي طلبتها منك
حسام : خلااص رايح ياسااااتر عليك الواحد مايعرفش يدردش معاك شويه!!
خرج حسام من المكتب
تذكر رائد حواره مع آلاء ....
ضيق عينيه وهو يفكر: ياترى شكلها ارتبك ليه لما سألتها عن شغلها القديم !!!
.........
خرجت آلاء من مكتبه وتحركت صوب مكتب
فاطمه وطلب منها توصيلها لمكتب الاستاذة ضحى
قامت فاطمه بتوصيلها على الفور لمكتب ضحى وهى محامية شابه تبلغ ٢٣ عاما طموحة جدا رغم ظروف حياتها المحبطه حولها
تتمتع ببشره برونزيه صافيه وعينين عسليتان وشعر كستنائى قصير
فاطمه: أستاذه ضحى !! دى الاستاذة آلاء جديدة معانا النهارده أول يوم ليها
والأستاذ رائد طالب منك تعرفيها نظام الشغل عندنا
مدت ضحى يدها مصافحه آلاء بابتسامة عريضة : أهلا وسهلا ياآلاء
اخيرااااا جت معايا محاميه بنت الحمدلله
ده أنا كنت يتيمه في المكتب هنا
نورتينا ياآلاء
ابتسمت لها آلاء : تسلمى يا ضحى كلك ذوق
فاطمه: انا كده مهمتى انتهت..عن اذنكم
آلاء: اتفضلى... متشكرة يا أستاذة فاطمة
فاطمه: على إيه ياحبيبتى...بالتوفيق
بدأت الفتاتان بالتعارف
آلاء بصوت قلق : طمنيني ياضحى إيه نظام الشغل هنا
ضحى مبتسمه: شايفه دى ؟!!!ورفعت يدها بمسطره كانت أمامها
آلاء: اه طبعا شيفاها
ضحى: هو ده نظام الشغل هنا على المسطرة
ابتلعت آلاء ريقها بصعوبه: الله يطمنك
ضحى: معلش نظام أستاذ رائد شديد شويه يعنى بصراحه مش شويه هو شويااات
بس لولا كده ماكنش حقق النجاح ده وهو في السن الصغير ده دمااااغه داااهيه سودا ياآلاء بصراحه انا بعتبره مثلى الأعلى في الشغل
رغم إنه قفل ورخم وقليل الذوق وممل
كفايه كده استغفر الله العظيم مابحبش اغلط في حد
آلاء ضاحكه: لا بصراحه انتى ماغلطيش فيه
دا انتى شلفطى الراجل خالص ههههه
ضحى: ماعلينا بصى ياستى ملفات القضايا بتتعرض على أستاذ رائد الأول وكل اسبوع بيعمل اجتماع ويوزع علينا القضايا وبنقعد نتناقش في الإجراءات والقوانين والذى منه وبعدين فى نهاية الاجتماع بيبلغ كل واحد بالخطوات اللى هيمشى عليها ويتابع هو أول بأول
طبعا ده للقضايا السهله أما قضايا العيار التقيل دى مانعرفش عنها حاجه هو اللى بيمسكها من بابها
آلاء بخيبه أمل: يعنى القضايا الكبيره تعتبر سريه بقى
ضحى: اها .مفيش غيره هو ..وأحيانا بيعتمد على حسام صاحبه فيها لانه بيثق فيه غير كده لا
آلاء في نفسها: شكل مهمتى مش هتكون سهله معاك يارائد ..منك لله يا أشرف باعتنى الاعب تعلب المحاكم وفاكرنى هقدر عليه؟!!!!!!!
..................
عادت ضحى من عملها ضائقه الصدر كالعاده
فعودتها للمنزل بمثابة صخرة تجثو فوق صدرها
ولجت حجرتها بجمود ولم تعبأ بزوج أمها الجالس أمام التلفاز يتابع مباراة كره القدم وهو يصرخ بجنوون ويسب بأبشع الألفاظ
ألقت حقيبتها على سريرها بضيق وهى تصيح: يااارب توب علينا بقى!!
ثم خلعت حجابها بعصبية وبدأت في فتح أزار ملابسها لتجد كرم( ابن زوج امها) يفتح الباب بقوة ويندفع كالثور داخل حجرتها
صرخت فيه ضحى وهى تتناول حجابها وتطرحه على شعرها : مش هتبطل طبعك القذر ده!!!
إيه اللى دخلك هنا !!!!
كرم ببرود وبنظرات مقززة: جاى اسألك على شاحن للتليفون
صرخت فيه بقوه: انا مش عارفة إنت جنسك إيه كل ماأصلح أوكره الباب تبوظها ركبت الترباس كسرته ...انت واحد مؤرف وزباله وقذر .....
لم تكمل كلمتها حتى أفاقت على صفعة قوية على خدها كادت أن يختل توازنها على إثرها وتسقط على الأرض
كرم بوقاحة : أصلك عديمه الربايه انتى مفكره نفسك مين عشان آجى أبص عليكى جتك القرف
ودفعها بقوه من كتفها فسقطت على الفراش صارخه وخرج من الحجرة ببروود وكأن شيئاً لم يكن
خرجت نجوى ( والدتها) من المطبخ وهى تستشيط غصبا وصرخت فيها : كنت مرتاحة منك وكان البيت هادى وانتى بره هو كل يوم على كده!!!!
ضحى محاوله الدفاع عن نفسها: ياماما هو الل.....
نجوى صارخه: اخرسى خاااالص و
اتكسفى على دمك دا انتى ضيفه هنا ياعديمة الاحساس زى أبوكى
مش كفايه إنه متحملك في بيته أقول ايه بس بجحه وقليله الذوق..
انهت أمها عتابها القاسى لابنتها ثم تركتها تبكى بحرقه ودخلت مطبخها مره أخرى وهى تتمتم بالسباب واللعن لها
ضحى بحزن : إمتى بقى هرتاح من القرف ده
بدلت ملابسها ثم توجهت لفراشها لتنام بعد ان فقدت شهيتها للطعام
ضحى فى نفسها: هنام دلوقتي عشان أقدر أسهر بالليل عشان لو الزفت ده فكر يدخل أوضتى بالليل أكون صحياله...
..............
على الهاتف
يارا بدلال: إيه ياحبيبى هو انا يعنى لو مااتصلتش عليك ولا تفتكرنى؟!!
رائد: معلش يا يارا انشغلت في الشغل
انتى عافة انى بحب اتابع كل حاجه بنفسى
فلازم أراجع كل اللى تم طول الاسبوع اللى فات
يارا: انت بتتعب نفسك زيادة عن اللزوم يا رائد امال المحاميين اللى بيشتغلوا عندك دول بيعملوا إيه؟!
رائد بضييق: معلش يا يارا ده نظام شغلى وأنا أدرى بيه...ياريت ماتشغليش بالك بنظام شغلى..
زفرت يارا بعصبيه: براحتك يا رائد اللى تشوفه...
مع السلامة
رائد: مع السلامه يا يارا
أغلقت يارا المكالمة وصرخت في غضب بااارد ..تلاجة
(يارا الحسينى) فتاه جميله مدلله عمرها٢٦ عاما تعمل فى مجال الديكور
نيرمين: مالك يابنتى فى إيه؟! ده منظر واحده مخطوبه بقالها اسبوعين ولسه راجعه من فسحه فى دبى!!
يارا بغيظ: هيشلنى يانيرمين .هو لولا انا زنيت عليه فى موضوع رحلة دبى كان عبرنى!!
لا و كمااان جايبلى الست الوالده معاه شوفتى المصيبه اللي أنا فيها!!!!!
لا وانا كنت مستغربة شيرى إنها فسخت خطوبتها منه..وربنا انا عذرتها دلوقتي!!
نيرمين بسخريه: مش ده رائد اللى كنتى هتموتى عليه
دلوقتى بقى وحش!!!!
يارا: أنا ماقولتش وحش أنا لسه بحبه على فكره
بس عايزه أحس انه مهتم بيا يانيرمين..
نيرمين: بصى الرجالة دول مفيش اسهل من اللعب معاهم دول زى العيال الصغيرة سهل ينضحك عليهم
يارا: ماافتكرش يانيرمين رائد حد ذكى اوى ولماح ومش بالساهل ينضحك عليه
نيرمين بثقه: امشى بس ورايا وأنا هخلى رائد ده زى الخاتم في صباعك
تنهدت يارا وهى غير مقتنعة بكلام صديقتها
: أما نشوف أخرها معاك يا رائد
قولى يانابغة زمانك خطتك إيه؟!
نيرمين: بصى يا ستى......
فى منزل الحاج مختار
رجعت آلاء من عملها فوجدت أشرف خطيبها فى انتظارها
(أشرف البربرى) محامى شاب شخصيته أنانيه لابعد حد ولا يشغل باله الا مصلحته كان زميل لآلاء فى مكتب إبراهيم النجار أعجبه جمالها فأوهمها بالحب وخطبها وعقد عليها بحجه انه يحتاج عقد الزواج للتقديم على سكن من مساكن الشباب
أشرف : أهلا ياآلاء....طمنينى عملتى إيه؟!
آلاء بضيق: هكون عملت ايه يعنى؟؟ النهارده لسه أول يوم ليا !!
أشرف: ماأنا عارف إنه أول يوم ليكى عايز أطمن ايه الاخبار هناك ؟
آلاء: بص ياأشرف من الأخر الموضوع شكله صعب
اللى اسمه رائد اللى سماه تعلب ماكدبش
بياخد باله من كل حاجه والقضايا التقيلة محدش فى المكتب بيعرف عنها حاجه
يعنى من الآخر كده اللى انت طالبه ده مستحيل أقدر أوصله
أشرف بعصبيه: يعنى ايه؟! افهم من كلامك انك ناويه تخلعى إيدك من الموضوع ده!!!
لا دا انتى تفوقى بدل ماتروحى في حديد ياحلوه
انتى ناسيه وصل الأمانه اللى مضيتى عليه عشان عمليه أبوكى فوقى كده وصحصحى لمصلحتك
آلاء بحزن والدموع ترقرق من عينيها: انت بتعرضنى للخطر ياأشرف
انت مش خايف عليا؟!! ..دا انا خطيبتك وكاتبين كتابنا كمان والمفروض تخاف عليا أكتر من كده!!
أشرف وهو يدعى البراءه: طبعا ياحبيبتى بخاف عليكى أكتر من نفسى كمان وعشان كده خايف عليكى تتسجنى عايزك تخلصى الموضوع ده وهنطلع منه بمصلحة حلوة عشان نقدر نتجوز فى أقرب وقت وكمان نخلص من موضوع وصل الأمانة ده
رسم التأثر على ملامحه وأردف بخبث:
ياريت كان معايا فلوس أرجعها للأستاذ إبراهيم لكن انتى عارفه البير وغطاه
قرأ الحيرة والخوف باديان على وجهها فأردف ماتخافيش انا عارف إنك هتقدرى تعملى المطلوب وهتخلصى الموضوع ده على خير...انا مضطر أمشى دلوقتى واروح لأستاذ إبراهيم المكتب واطمنه ان كل شىء ماشى تمام
خرج من البيت وتركها غارقة في شرودها
ولم تجبه بكلمة واحدة
وقلبها يرتجف مما هى مقبله عليه....
ماهى المهمة المكلفة بها آلاء في مكتب رائد الفقى؟
وهل ستنجح فيها أم سيكتشف الثعلب تلك المؤامره؟
هل ستنجح يارا فى ايقاع رائد في شباك الحب؟!
ترى مامصير ضحى فى بيت زوج أمها وما المفاجآت التى تخبأها لها الايام؟!
تابعوووونى
حمقاء ملكت ماكرا
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الاول ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية حمقاء ملكت ماكرا الفصل الثانى أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية رواية نسل الفراعنة ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على المدونة .