نقدم اليوم احداث رواية نار وهدان الحلقة 32 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة من خلال موقعنا .
نار وهدان الفصل الثاني والثلاثون
الحلقة الثانية والثلاثون
#نار_وهدان
........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فجأة نجد نفسنا نطير وكأن لنا جناحين وهذين الجناحين ليسا سوى الحب ولكن من لم ينتبه لنفسه فكما طار فجأة يقع فجأة وحينها ستكسر رقبته، فطر وارتق عاليا حسب ثقتك بالجناحين وإن لم تكن واثقا فلا تتجرأ بالتحليق بعيدا.
ولج وهدان إلى قمر في غرفتها فوجدها على حالتها تلك منذ الأمس تحاوط قدميها بذراعيها ومنكسة الرأس تبكي دون توقف والطعام بجانبها لم تلمس منه شيئا .
رق قلبه لها للحظات ولكنه حاول التماسك فردد قائلا ...لسّاكِ هتبكي يا قمر وليه مكلتيش حاچة ؟
فرفعت قمر رأسها قائلة بإنكسار ...ومين ليه نفس ياكل بعد اللي عملته فيا وفي چوزي اللي عحبه ؟
فضحك وهدان بسخرية قائلا ...عتحبيه !
طيب مفكرتيش هو عيحبك كومان كيف معتحبيه ولا عيضحك عليكِ عشان ياخد من وراكِ فلوس يصرف بيها على حبيبة قلبه البت التلميذة اللي هتدرس معاه في الكلية .
رمقته قمر بنظرة غاضبة غير مصدقة قائلة بحدة... ودي تمثيلية چديدة عشان تخليني أكرهه صوح .
أنت كداب يا وهدان ، أنا واثقة زين من چوزى وخابرة إنه عيحبني كيف محبه ويمكن أكتر كومان .
وهدان ...أنا خابر إنك مش هتصدچي غير لما تسمعي منه بنفسك .
قمر بإنفعال ...لا حتى لو چال مش هصدچ عشان أكيد أنت اللي چبرته يچول إكده .
وهدان...اللي چبره مش أنا ، اللي چبره الفلوس اللي أول
ما شافها نسي كل حاچة وأولهم أنتِ ومفتكرش غير نفسه والبت اللي عيحبها .
قمر بنفي...لأ لأ أسامة عيحبني وميعملش إكده .
وهدان ...المية تكدب الغطاس ، تعالي بنفسك اسمعيه .
ارتجفت قمر خوفا من صحة كلام وهدان وقامت من فراشها بثقل وشعرت بالدوار حتى كادت أن تسقط فأسرع لها وهدان ليسندها قليلا حتى استطاعت الوقوف بمفردها ومشت خطواتها بثقل نحو قبو الفيلا، ودموعها على وجنتيها ، لتتسع عينيها عندما رأت أسامة يضحك بملء فمه ويغني وكأن شيئا لم يكن .
همس له زين بدون أن تسمع قمر...أهي دي مراتك يا أسامة ، فهمت هتقولها ايه ؟
أسامة ...آه ، بس دي حلوة أوي .
ضم زين شفتيه بغيظ ...آه بس اللي عتحبها أحلى .
أسامة ...خلاص بدال التانية أحلى ، ندي دي استمارة ستة ثم ضحك بصوت عالٍ جعل قلب قمر ينتفض
فصرخت... أسااااااااامة أنت إيه اللي بتعمله ده ؟ عمال تضحك وتغني ولا كأن حاجة حوصلت وأنا اللي عينيا منشفتش من الدموع ولا بطني داقت الزاد من أمبارح من كتر خوفي وقلقي عليك .
أسامة ..بتعيطي عليا أنا يا حلوة ليه ؟
قمر بحدة...أنت بتحدتت كده ليه ؟
وكيف مش خابر ببكي ليه ؟
أنت مالك يا أسامة ؟
أسامة...مليش أنا زي الفل وعشرة أهو ، وخلاص قبضت الفلوس وهروح أچوز اللي بحبها وأنتِ خلاص وقتك معايا إنتهى يا حلوة .
وصح نسيت أقولك ...أنتِ طااالق ، طاالق ، طااالق بالتلاتة .
صرخت قمر ...لااااااااا مش معچول ، أكون اتخدعت فيك للدرچاتي ، مش معچول تطلع كداب وخاين .
وأنا اللي استمأنتك على چلبي ونفسي ، فتبعني في لحظة
يا أسامة .
ثم أجهشت بالبكاء مرددة...خسارة فيك كل لحظة عدت وأنا بحبك .
آااااااه يا حرچ چلبي ،منك لله ، منك لله .
وهدان بنظرة انتصار ماكرة...ها صدچتي يا قمر؟ .
فنظرت له قمر بإنكسار مرددة ...صدچت يا خوي.
لتصرخ مرة أخرى ...آااااااااااه يا چلبي .
ثم أغشي عليها من الصدمة ، فصرخ زين ...قمر قمر .
أسرع لها وهدان مرددا ...آه يا بت أبوي ،مكنتش أعرف أنك عتحبيه چوي أكده ، بس خلاص كان لازم يحصل إكده ،وشوية وهتنسي .
ثم حملها بين يديه وصعد بها إلى غرفتها وصعد وراءه زين .
زين ...ملها حوصلها إيه بس ؟
وهدان ...يعني مش خابر يا طور ؟
أكيد انصدمت ومچدرتش تستحمل ووچعت من طولها، هات بسرعة إزازة الريحة دي نطس شوية في منخيرها هتصحى .
فأسرع زين وأحضرها له لينثر وهدان على أنفها وتفتح قمر عينيها ببطىء لتعود لصراخهل مرة أخرى وتقوم من فراشها بسرعة متجهة إلى الشرفة قاصدة إلقاء نفسها .
اتسعت عيني وهدان وزين خوفا وفزعا...ولحقا بها في آخر لحظة ودفعوها للداخل مرة أخرى .
قمر...سيبوني ، أنا عايزة أموت .
وهدان ...أنتِ اتچننتي يا قمر ،هتموتي نفسك عشان ابن البواب ده .
فضحكت قمر بهيسترية واقتربت من وهدان وداعبت وجهه بيديها مردفة...وأنت اسمك إيه بچا يا مسمسم أنت!؟.
ففح وهدان فمه ببلاهة مندهشا ثم أردف...أسمي إيه ؟؟
ومسمسم ؟
لا أنتِ شكلك اتچننتى رسمي !!
زين ...مالك بس يا قمر ؟
فالتفت له قمر لتصفعه على وجهه بقوة مردفة...أسكت يا ولد متعليش صوتك عليه تاني ، أنا أمك .
زين بإندهاش ...إيه ؟ أمي ؟ كيف؟ .
أخذت قمر تركض في الغرفة يمينا ويساراثم جلست على الأرض تبكي .
فنظر لها وهدان بقهر قائلا بغصة مريرة...البت شكلها عچلها طار يا زين .
روح هتلي دكتور بسرعة ، چبل متعمل في نفسها حاچة
زين متوترا ...حاضر، طيب والزفت الچطران اللي تحت ده هنعمل فيه إيه ؟؟
وهدان ...خده معاك على سكتك ونزله چدام بيته ومسكه الشنطة اللي فيها الفلوس .
وخبط على بابهم وامشي چبل ميفتحوا .
وبعدين اچري هات الدكتور وتعال وأنا أهو چاعد چمبها لغاية متيچي .
زين ...حاضر ، حاضر هچرى أهو بسرعة .
أسرع زين لفعل ماطلبه وهدان ، في البداية ذهب للقبو واصطحب أسامة الذي مازال عقله في عالم آخر لكنه أراد معرفة سبب مسك زين له وسحبه معه...إيه يا عم مسكني من دراعي ليه كده ؟.
زين ...هوديك عند أمك يا حبيبي .
أسامة...لا أنا مش عايز أروح لأمي ، أنا عايز أروح عند البت اللي قولت عليها هحبها ومعايا الفلوس أهي عشان أچوزها .
زين...يخربيتك ، ده أنت مصدچت ، أچوله إيه ده ؟
آه بص يا عم أسامة ، أنت هتروح لأمك الأول وبعدين تخدها وتروح تطلب البنت اللي عتحبها، عشان أبوها أكيد هيسألك فين أهلك ؟
فضحك أسامة مردفا...آه أيون صح كده، يلا بينا نروح عند أمي .
فاصطحبه وهدان لمنزله ورن جرس الباب ثم تركه مسرعا إلى السيارة متوجها للطبيب،وكانت لحظتها أم أسامة متقلقة لغياب ابنها وكأن قلبها أنبأها بكربته كانت ترجوا الله ...يارب يكون أسامة اللي بيرن الجرس ده ، عشان وحشني أوي ، من ساعة ما اشتغل بدل أبوه ومبقتش أشوفه كتير وبيبات كمان في الشغل .
ثم أسرعت للباب وفتحته لتجده أمامها ، فيتهلل وجهها فرحا...أسامة ابني حبيبي ، وحشتني أوي أوي .
ثم أخذته بين أحضانها ، لينعم بدفء صدرها ولكنه ابتعد عنها مردفا...أنتِ أمي ؟
تجهم وجه والدته قائلة...أنت نسيت أمك ولا إيه يا ضنايا ، أنت مش عارفني.
ولا أكيد بتهزر مانا عرفاك صاحب نكتة .
خش يا ولد وبطلع دلع ، آه أمك اللي بتغلِّبها .
وإعمل حسابك من النهاردة خلاص مفيش شغل تاني،أبوك خف وبقا زي الفل ، وهيروح هو الشغل وأنت بقا تشوف مذاكرتك .
أسامة...لا مذاكرة إيه ؟ أنا عايز أتجوز .
ويلا إلبسي عشان نروح نخطب اللي بنت اللي بحبها .
ثم أمسك حقيبة المال وأفرغها على المنضدة قائلا ...وأهي فلوس كتير أوي عشان أجوز .
ضربت والدة أسامة على صدرها بإحدى كفيها قائلة بصدمة...إيه الفلوس دي كلها يا ولا ، أنت سرقت صاحب الشغل ولا إيه ؟
وبتحب مين وبتتنيل إيه بس وأنت لسه مخلصتش كلية ؟
يا خيبة أملي فيك يا أسامة .
تعال يا حاج شوف ابنك واللي بيعمله .
فجاء مهران على صوت زوجته وتفاجأ بالمال على المنضدة قائلا ...إيه الفلوس دي جت منين؟؟
والدة أسامة... ده ابنك داخل بيها وبيقول هجوز بيها .
رمقه والده بنظرة حارقة قائلا...أنت جبت الفلوس دي منين يا أسامة ؟
حرك أسامة كتفيه ببرود قائلا...وأنت مالك ؟
المهم هروح أجوز اللي بحبها .
فرفع والداه كفه ليصفعه على وجهه مردفا....أنت بتقولي
يا كلب وأنت مالك ومش محترم أبوك اللي رباك .
ولكن صرخت والدته قائلة ...لا يا حاج مش كده ، الموضوع ميتحلش بالضرب .
لازم بالسياسة ،نتكلم ونفهم هو ماله ؟
أسامة دي مش أخلاقه أبداً ، أنا حاسه الواد فيه حاجة مش طبيعية .
بكى أسامة كالأطفال قائلا ...أنتوا ناس وحشين وبتزعقولي ، أنا هاخد الفلوس وأمشي .
فنظر مهران إلى زوجته نظرة صدمة هاتفا...الواد بيتكلم زي العيال ، الواد حصله إيه ؟؟
فبكت والداته...مش بقولك الواد مش طبيعي خالص .
إيه اللي حصلك بس يا ضنايا ؟
متتصل يا حاج بالباشا اللي بتشتغل عنده وتشوف حصل إيه ؟
وإيه حكاية الفلوس دي ؟
اقتنع مهران بكلام زوجته فاتصل بوهدان ولكن الأخير ثار وهدر بقوله ...أنا مش فيچلك أنت وولدك ؟
معرفش حاچة عنه وياريت مشوفش وشه تاني عندى ولا أنت كمان ثم اغلق الخط بوجهه،ليُصدم مهران من انفعال وهدان عليه ودمعت عيناه مرددا ...حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم حدث زوجته ...إلبسي يا حاجة ، خلينا نروح للدكتور نشوف الولد ماله .
أسامة ...أنا مش عايز دكتور أنا عايز العروسة .
فبكى مهران ...لا حول ولا قوة إلا بالله، منه لله اللى عمل فيك كده يا ابني .
إلبسي قوام يا حاجة ، ثم ردد.. يارب استرها معانا ، ده إحنا غلابة، يارب خليه واشفيه .
..............
أحضر زين الطبيب سريعا إلى الفيلا وولج به إلى غرفة قمر فكان وهدان قد قيدها في الفراش لعدم قدرته على السيطرة عليها ومحاولاتها الكثيرة في غياب زين بالإنتحار، وعندما منعها وهدان قامت بتكسير كل ما يقابلها في الغرفة من المرآة وكوب الماء والأنتيكات .
ليضطر لتقييدها رغما عنه ودموعه تنسكب كالشلال على الحال الذي آلت إليه قمر .
ولج الطبيب إليها فاندهش من تقييد وهدان لها فسأله قائلا...إيه ليه كده ، حصل إيه ؟ ممكن تفهموني ؟
وهدان ....مخابرش ، هي كانت زي الفل بس چوزها منه لله طلچها فچأة إكده اِنهارت ووچعت ولما فوچناها ، لچيناها عتصرخ وهتبرطم بكلام مش فاهمينه، وعايزة ترمي نفسها من البلكونة ولما مسكتها چعدت تكسر كل حاچة زي ما أنت واعي إكده يا دكتور .
أبوس يدك أديها أي حاچة تهديها شوية وترچع كيف ما كانت قمر العاچلة مش المچنونة دي.
الطبيب...للأسف الكلام اللي بتقوله حضرتك ده ، معناه أنها اتعرضت لإنهيار عصبي وهو اللي خلاها تقوم بالأفعال دي، وخطر جدا إنها تغيب عن عنيكم لحظة وحدة لإنها ممكن تلجأ في أيّ وقت للإنتحار تاني.
وهدان ...والحل يا دكتور ، هتفضل على إكده كتير ؟؟
الطبيب ...والله المرض النفسي ملهوش وقت معين نقول فيه المريض هيخف بعده .
دي حاجة بتكون من المريض نفسه واستجابته للعلاج ومساعدتكم ليها عشان تتخطى الأزمة دي بسلام وترجع لحالتها الطبيعية .
وهدان...بس أنا مش هعرف أچعد ليها طول الوچت ، أنا ليا أشغالي.
الطبيب...يبقا لازم تتنقل المستشفى حالا ،هناك هتلاقي الرعاية المطلوبة والإهتمام والعلاج تحت إيدين أطباء مؤهلين للنوع ده من الحالات ، وممرضين ممارسين ، عارفين شغلهم كويس .
وهدان ...تمام ، خلاص يا دكتور حالا ننقللها المستشفى .
الطبيب...أنا هتصل دلوقتي بمستشفى الدكتور عزام للأمراض النفسية .
وهدان بصدمة...أختي عتدخل مستشفى المچانين ، لاااا
أنا كنت هفكر مستشفى عادية .
الطبيب...يا أستاذ وهدان ، مسمهاش مستشفى المجانين ، هي زي أي مستشفى بس متخصصة لناس ظروفهم الصعبة أثرت على نفسيتهم زي حالة أخت حضرتك ومحتاجين شوية رعاية وبيطلعوا كويسين بعدها وبيكونوا زي أي فرد عادي من أفراد المجتمع .
ودكتور عزام ممتاز وابنه كمان دكتور حسام نسخة مصغرة منه وهكلمه بنفسي يتولى حالة أختك بنفسه وإن شاء الله يكون على إيده الشفا .
وهدان بنفاذ صبر وبغصة مريرة ...تمام ، زي ما أنت شايف
يا دكتور .
الطبيب ...دلوقتي بس هديها حقنة مهدئة ، عشان تنام شوية .
وكمان عشان لما ينقلوها المستشفى متقومش.
وإن شاء الله خير أدعولها بس .
فتمتم وهدان ...كيف أچول يارب بس وأنا هعمل اللي بعمله ؟؟
وبالفعل اتصل الطبيب بدكتور عزام الذي رحب به
فطلب منه أن بعث ليه سيارة لنقل مريضة عزيزة عليه ثم أملى عليه العنوان بالتفصيل ثم تابع حديثه .
الطبيب ....مش هوصيك عليها وياريت كمان دكتور حسام يشرف على الحالة دي بنفسه، دي مريضة مهمة جدا وأخت السيد وهدان محروس رجل الأعمال المعروف .
دكتور عزام ...طبعا الباشا وهدان ليه كل إحترام بس صدقني إحنا بنعامل كل المرضى بتوعنا بنفس الأسلوب لإن ده شرف المهنة .
الطبيب ...عارف يا دكتور عزام وده سبب اختياري لحضرتك بالذات لأنك دكتور محترم وانجبت لينا مثال الرحمة دكتور حسام .
دكتور عزام ...أعزكم الله ،ودلوقتي أنا هبعت العربية للعنوان وهبعت كمان حسام عشان يطمن بنفسه على درجة الحالة وإيه القسم المناسب ليها .
.....
وبعد مرور بعض الوقت جاءت سيارة الإسعاف الخاصة بمشفى دكتور عزام وبها دكتور حسام الذي ترجل منها وولج للفيلا حيث غرفة قمر .
حسام بإبتسامة مشرقة...السلام عليكم .
زين ...وعليكو ثم حدث نفسه .
إيه الدكتور الحليوة ده ، ده دكتور ولا ممثل .
واحنا خلصنا من أسامة عشان يطلعلنا حسام ده كمان .
كيف هسيبه يچعد مع قمر لحالهم ؟؟
وهدان ...اتفضل يا دكتور .
وكانت هيام في تلك اللحظة نائمة من أثر المهدىء .
نظر لها حسام سريعا ولكنه وجد نفسه يغض بصره سريعامحدثا نفسه ...سبحان الله الملاك النايم ده تعبان معقول ؟إزاى الجمال والرقة دول يتعبوا كده، ثم وجه كلامه لوهدان ... حضرتك أخوها ؟
وهدان...أيوه يا دكتور.
حسام ...أنا عرفت من دكتور عزام شوية معلومات عن المريضة بس محتاج أعرف شوية تفاصيل أكثر
عن سبب الطلاق وهما متجوزين بقالهم قد إيه ؟
ويا ترى في بينهم أطفال .
فانفعل زين ....هو تحقيق ولا إيه ؟
هو حضرتك دكتور ولا وكيل نيابة .
امتعض حسام قائلا ...يا فندم دي معلومات هتفيدنا كتير جدا في تشخيص الحالة وعلاجها .
رمق وهدان زين بنظرة غاضبة ثم وجه حديثه إلى حسام...لا مش بچالهم كتير وهي حامل دلوك للأسف .
حسام بغصة مريرة ...حامل !!
ده هيكون صعب جدا فى علاجها ، لأن خطر عليها أغلب الأدوية بتاعتنا وكمان مينفعش نعمل جلسات كهربا، وكده للأسف العلاج هيطول جدا ، لأننا هنعتمد على أدوية تأثيرها بسيط عشان الحمل .
زين بلهجة غاضبة...احنا مش عايزين الحمل ده ؟
ملهوش لزوم ، عشان هيفكرها بچوزها واحنا عايزينها تنساه .
نظر له حسام بريبة ثم سأله ...ممكن أعرف حضرتك تقربلها إيه ؟ أخوها برده ؟
زين ...لا أنا ابن عمها وخطبها وهنچوز بعد متخف إن شاء الله .
فهدر وهدان في وجه زين مردفا...مش وچته الحديت ده
يا زين ، احنا عايزينها تخف الأول ، لو سمحت أسكت دلوك خالص وسيب الدكتور يشوف شغله .
حسام ...أولا نزول الحمل ممكن يكون ليه أثر نفسي عليها يخلي حالتها تنتكس أكتر .
وأنا لا يمكن أشارك في حاجة زي دي .
وهدان ...خلاص خليه ، المهم دلوك تخف يا دكتور .
حسام ....إن شاء الله، ممكن أعرف سبب الطلاق ؟؟
وهدان ...طلع ندل وكان مچوزها عشان الفلوس ، وبيحب غيرها ولما خد اللي هو عايزه طلچها .
حسام ...لا حول ولا قوة الا بالله ، لسه فيه ناس كده معندهاش ضمير .
بس شكلها كانت بتحبه قوي ومستحملتش إنه يطلقها بالسهولة دي .
انفعل زين ...يادي حديتك الماسخ ده يا أخي، أنت مالك ؟ المهم هتعرف تعالجالها ولا نشوف غيرك .
شعر حسام بريبة في الأمر ، فكيف كانت تحب زوجها وتطلق ويحصل لها ما حدث ، وهذا الشخص يدعي أنها خطيبته ، فمتى حدثت تلك الخطبة ؟؟ شك أنه يحبها ويريدها لنفسه أما هي فلا .
لذا تجاهل حسام حديثه ، لأنه حديث غيرة لا أكثر .
وهدان بصرامة...زين لو سمحت اطلع برا دلوك،وخلي الدكتور يشوف شغله .
غضب زين وتلون وجهه وهم أن يتفوه بحديث لا يفقهه ولكن عيني وهدان التي تنذر بالشر ، جعلته يصمت ويخرج .
وهدان ...أنا آسف يا دكتور ،تقدر حضرتك تشوف شغلك .
فأمر حسام فريق التمريض الذي معه بحملها على السرير المتنقل ثم إلى سيارة الإسعاف لنقلها المشفى .
.........
بعد ما خرجت قمر جلس وهدان حزينا على ما أصابها وعلى فراقه لها وهي من شاركته حياته البائسة من الصغر وتذكر عفويتها وروحها المرحة فردد وهدان بلوعة...هتوحشيني
يا بت أبوي ، ويارب تسامحيني أنا عملت إكده عشانك ، احنا كنا عايزين نطلع لفوچ أوي ومش ننزل تحت تاني .
فولجت له وردة لتجده منكس الرأس حزينا ويضع يديه فوق رأسه .
فحدثته بسخرية قائلة ...عايز تفهمني إنك زعلان عليها ؟؟
رفع وهدان رأسه والدموع في عينيه قائلا ...أيوه طبعا مش أختي .
وردة...بذمتك مش مكسوف من نفسك ، أنت عامل زي المثل اللي بيچولوا عليه «يچتل الچتيل ويمشي في چنازته».
وهدان ...أسكتي أنتِ مش فاهمة حاچة واصل.
وردة...ومش عايزة أفهم ، انا مبچتش شايفة غير مسخ چدامي ، إنسان بقلب أسود ، مش خابرة هانت عليك أختك إزاي ؟؟
وياريتك ندمت بعد اللي حوصلها ، إلا لسه زي ما أنت .
خسارة يا وهدان خسارة .
ثم أجهشت بالبكاء وفرت من أمامه إلى غرفتها وأغلقت عليها بإحكام ، فقد قررت عدم السماح له بلمسها مرة أخرى، فقد فقدت أملها فيه بعد ما حدث مع قمر .
........
أما أسامة فقد ذهبوا به أيضا إلى طبيب أمراض نفسية .
مهران ...إلحقنا يا دكتور ، ابني كان زي الفل وفجأة بقا كده ؟ مش عارف إزاي يا دكتور .
الطبيب ...إزاي لازم يكون فيه سبب ، هو اتعرض لصدمة ولا حاجة ؟
مهران ...أبداً يا دكتور ، مفيش حاجة .
الطبيب ...يبقا أكيد بيتعاطى حاجة ، خلته يلهوث كده،ولازم يحلل عشان نعرف إيه هو النوع بالظبط عشان نقدر نعالجه.
أنا هاخد منه دلوقتي عينة وهبعتها المعمل ، وتقدروا تنتظروا برا لغاية متظهر النتيجة وتدخلوا تاني .
ثم سحب منه الطبيب العينة وأمر الممرضة بالإسراع للمعمل والتوصية بتحليلها سريعا لمعرفة النتيجة،وانتظروا هم بالخارج لساعتين كاملتين كان فيهما أسامة يضحك تارة ويبكي تارة أخرى كالأطفال وقلبي والديه منفطرين عليه حتى جاءت الممرضة بنتيجة التحليل وولجوا به إلى الطبيب .
الطبيب ...للأسف ابنكم شكله كان بيتعاطى حبوب هلوسة وهي اللي سببتله الحالة اللي هو فيها دي .
والدة أسامة...يا مصيبتي ، ازاي ده ؟ أسامة عمره ما كان بتاع الحجات دي يادكتور ،ده بيصلي ويصوم وبيعرف ربنا .
الطبيب ...أكيد أصحاب السوء ، عليهم سبب كبير في إفساد الناس الكويسة اللي زيه .
بس متخفوش ، النسبة اللي فى دمه مش كبيرة وده معناه أنه لسه موصلش لدرجة الإدمان .
معناه أنه بسهولة هيقدر الدم مع الوقت يتخلص منها ويرجع طبيعى تاني.
مهران ...بجد يا دكتور ،ألف حمد وشكر ليك يارب .
الطبيب ...بس شرط يكون تحت الملاحظة خلال الأيام الجاية عشان ميخدش تاني من وراكم الحبوب دي وتصبح إدمان وساعتها من الصعب علاجه .
مهران ...لا إحنا هنحبسه في البيت ومش هيخرج غير لما يخف خالص يا دكتور .
قومي بينا يا أم أسامة وقولي يارب .
والدة أسامة...يارب يكرمنا فيه ده هو الحيلة على البنات .
...........
حاول وهدان الولوج إلى وردة ولكنه لم يستطع فقد أوصدت الباب بالمفتاح .
فطرق وهدان الباب عدة مرات قائلا بغضب ...إفتحي الباب
يا وردة ، أنا مش ناچص وفيه اللي مكفيني.
وردة ...مش فاتحة يا وهدان ومن النهاردة تشوفلك أوضة تانية تنام فيها .
انفعل وهدان مرددا...إكده يا وردة ، حرام عليكِ أنا في نار ،فمتزدويش النار عليه .
وردة...أنت اللي چبته لنفسك .
ربنا يهديك .
وهدان ...طيب ، أنا كنت بفكر ....؟؟؟؟
يا ترى وهدان كان بيفكر في إيه ؟؟
ويا ترى أسامة هيخف ؟؟
إيه مصير جنين قمر هل هيشوف النور ؟؟
كل ده وأكثر حتعرفوه في حلاقاتنا الأخيرة متنسوش تقولولي رايكم وتوقعاتكم، أسيبكم مع الدعاء ده وعلى أمل لقانا في تعليقات البارت
"اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك اللهم اهدنا وسدد خطانا"
#نار_وهدان
........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فجأة نجد نفسنا نطير وكأن لنا جناحين وهذين الجناحين ليسا سوى الحب ولكن من لم ينتبه لنفسه فكما طار فجأة يقع فجأة وحينها ستكسر رقبته، فطر وارتق عاليا حسب ثقتك بالجناحين وإن لم تكن واثقا فلا تتجرأ بالتحليق بعيدا.
ولج وهدان إلى قمر في غرفتها فوجدها على حالتها تلك منذ الأمس تحاوط قدميها بذراعيها ومنكسة الرأس تبكي دون توقف والطعام بجانبها لم تلمس منه شيئا .
رق قلبه لها للحظات ولكنه حاول التماسك فردد قائلا ...لسّاكِ هتبكي يا قمر وليه مكلتيش حاچة ؟
فرفعت قمر رأسها قائلة بإنكسار ...ومين ليه نفس ياكل بعد اللي عملته فيا وفي چوزي اللي عحبه ؟
فضحك وهدان بسخرية قائلا ...عتحبيه !
طيب مفكرتيش هو عيحبك كومان كيف معتحبيه ولا عيضحك عليكِ عشان ياخد من وراكِ فلوس يصرف بيها على حبيبة قلبه البت التلميذة اللي هتدرس معاه في الكلية .
رمقته قمر بنظرة غاضبة غير مصدقة قائلة بحدة... ودي تمثيلية چديدة عشان تخليني أكرهه صوح .
أنت كداب يا وهدان ، أنا واثقة زين من چوزى وخابرة إنه عيحبني كيف محبه ويمكن أكتر كومان .
وهدان ...أنا خابر إنك مش هتصدچي غير لما تسمعي منه بنفسك .
قمر بإنفعال ...لا حتى لو چال مش هصدچ عشان أكيد أنت اللي چبرته يچول إكده .
وهدان...اللي چبره مش أنا ، اللي چبره الفلوس اللي أول
ما شافها نسي كل حاچة وأولهم أنتِ ومفتكرش غير نفسه والبت اللي عيحبها .
قمر بنفي...لأ لأ أسامة عيحبني وميعملش إكده .
وهدان ...المية تكدب الغطاس ، تعالي بنفسك اسمعيه .
ارتجفت قمر خوفا من صحة كلام وهدان وقامت من فراشها بثقل وشعرت بالدوار حتى كادت أن تسقط فأسرع لها وهدان ليسندها قليلا حتى استطاعت الوقوف بمفردها ومشت خطواتها بثقل نحو قبو الفيلا، ودموعها على وجنتيها ، لتتسع عينيها عندما رأت أسامة يضحك بملء فمه ويغني وكأن شيئا لم يكن .
همس له زين بدون أن تسمع قمر...أهي دي مراتك يا أسامة ، فهمت هتقولها ايه ؟
أسامة ...آه ، بس دي حلوة أوي .
ضم زين شفتيه بغيظ ...آه بس اللي عتحبها أحلى .
أسامة ...خلاص بدال التانية أحلى ، ندي دي استمارة ستة ثم ضحك بصوت عالٍ جعل قلب قمر ينتفض
فصرخت... أسااااااااامة أنت إيه اللي بتعمله ده ؟ عمال تضحك وتغني ولا كأن حاجة حوصلت وأنا اللي عينيا منشفتش من الدموع ولا بطني داقت الزاد من أمبارح من كتر خوفي وقلقي عليك .
أسامة ..بتعيطي عليا أنا يا حلوة ليه ؟
قمر بحدة...أنت بتحدتت كده ليه ؟
وكيف مش خابر ببكي ليه ؟
أنت مالك يا أسامة ؟
أسامة...مليش أنا زي الفل وعشرة أهو ، وخلاص قبضت الفلوس وهروح أچوز اللي بحبها وأنتِ خلاص وقتك معايا إنتهى يا حلوة .
وصح نسيت أقولك ...أنتِ طااالق ، طاالق ، طااالق بالتلاتة .
صرخت قمر ...لااااااااا مش معچول ، أكون اتخدعت فيك للدرچاتي ، مش معچول تطلع كداب وخاين .
وأنا اللي استمأنتك على چلبي ونفسي ، فتبعني في لحظة
يا أسامة .
ثم أجهشت بالبكاء مرددة...خسارة فيك كل لحظة عدت وأنا بحبك .
آااااااه يا حرچ چلبي ،منك لله ، منك لله .
وهدان بنظرة انتصار ماكرة...ها صدچتي يا قمر؟ .
فنظرت له قمر بإنكسار مرددة ...صدچت يا خوي.
لتصرخ مرة أخرى ...آااااااااااه يا چلبي .
ثم أغشي عليها من الصدمة ، فصرخ زين ...قمر قمر .
أسرع لها وهدان مرددا ...آه يا بت أبوي ،مكنتش أعرف أنك عتحبيه چوي أكده ، بس خلاص كان لازم يحصل إكده ،وشوية وهتنسي .
ثم حملها بين يديه وصعد بها إلى غرفتها وصعد وراءه زين .
زين ...ملها حوصلها إيه بس ؟
وهدان ...يعني مش خابر يا طور ؟
أكيد انصدمت ومچدرتش تستحمل ووچعت من طولها، هات بسرعة إزازة الريحة دي نطس شوية في منخيرها هتصحى .
فأسرع زين وأحضرها له لينثر وهدان على أنفها وتفتح قمر عينيها ببطىء لتعود لصراخهل مرة أخرى وتقوم من فراشها بسرعة متجهة إلى الشرفة قاصدة إلقاء نفسها .
اتسعت عيني وهدان وزين خوفا وفزعا...ولحقا بها في آخر لحظة ودفعوها للداخل مرة أخرى .
قمر...سيبوني ، أنا عايزة أموت .
وهدان ...أنتِ اتچننتي يا قمر ،هتموتي نفسك عشان ابن البواب ده .
فضحكت قمر بهيسترية واقتربت من وهدان وداعبت وجهه بيديها مردفة...وأنت اسمك إيه بچا يا مسمسم أنت!؟.
ففح وهدان فمه ببلاهة مندهشا ثم أردف...أسمي إيه ؟؟
ومسمسم ؟
لا أنتِ شكلك اتچننتى رسمي !!
زين ...مالك بس يا قمر ؟
فالتفت له قمر لتصفعه على وجهه بقوة مردفة...أسكت يا ولد متعليش صوتك عليه تاني ، أنا أمك .
زين بإندهاش ...إيه ؟ أمي ؟ كيف؟ .
أخذت قمر تركض في الغرفة يمينا ويساراثم جلست على الأرض تبكي .
فنظر لها وهدان بقهر قائلا بغصة مريرة...البت شكلها عچلها طار يا زين .
روح هتلي دكتور بسرعة ، چبل متعمل في نفسها حاچة
زين متوترا ...حاضر، طيب والزفت الچطران اللي تحت ده هنعمل فيه إيه ؟؟
وهدان ...خده معاك على سكتك ونزله چدام بيته ومسكه الشنطة اللي فيها الفلوس .
وخبط على بابهم وامشي چبل ميفتحوا .
وبعدين اچري هات الدكتور وتعال وأنا أهو چاعد چمبها لغاية متيچي .
زين ...حاضر ، حاضر هچرى أهو بسرعة .
أسرع زين لفعل ماطلبه وهدان ، في البداية ذهب للقبو واصطحب أسامة الذي مازال عقله في عالم آخر لكنه أراد معرفة سبب مسك زين له وسحبه معه...إيه يا عم مسكني من دراعي ليه كده ؟.
زين ...هوديك عند أمك يا حبيبي .
أسامة...لا أنا مش عايز أروح لأمي ، أنا عايز أروح عند البت اللي قولت عليها هحبها ومعايا الفلوس أهي عشان أچوزها .
زين...يخربيتك ، ده أنت مصدچت ، أچوله إيه ده ؟
آه بص يا عم أسامة ، أنت هتروح لأمك الأول وبعدين تخدها وتروح تطلب البنت اللي عتحبها، عشان أبوها أكيد هيسألك فين أهلك ؟
فضحك أسامة مردفا...آه أيون صح كده، يلا بينا نروح عند أمي .
فاصطحبه وهدان لمنزله ورن جرس الباب ثم تركه مسرعا إلى السيارة متوجها للطبيب،وكانت لحظتها أم أسامة متقلقة لغياب ابنها وكأن قلبها أنبأها بكربته كانت ترجوا الله ...يارب يكون أسامة اللي بيرن الجرس ده ، عشان وحشني أوي ، من ساعة ما اشتغل بدل أبوه ومبقتش أشوفه كتير وبيبات كمان في الشغل .
ثم أسرعت للباب وفتحته لتجده أمامها ، فيتهلل وجهها فرحا...أسامة ابني حبيبي ، وحشتني أوي أوي .
ثم أخذته بين أحضانها ، لينعم بدفء صدرها ولكنه ابتعد عنها مردفا...أنتِ أمي ؟
تجهم وجه والدته قائلة...أنت نسيت أمك ولا إيه يا ضنايا ، أنت مش عارفني.
ولا أكيد بتهزر مانا عرفاك صاحب نكتة .
خش يا ولد وبطلع دلع ، آه أمك اللي بتغلِّبها .
وإعمل حسابك من النهاردة خلاص مفيش شغل تاني،أبوك خف وبقا زي الفل ، وهيروح هو الشغل وأنت بقا تشوف مذاكرتك .
أسامة...لا مذاكرة إيه ؟ أنا عايز أتجوز .
ويلا إلبسي عشان نروح نخطب اللي بنت اللي بحبها .
ثم أمسك حقيبة المال وأفرغها على المنضدة قائلا ...وأهي فلوس كتير أوي عشان أجوز .
ضربت والدة أسامة على صدرها بإحدى كفيها قائلة بصدمة...إيه الفلوس دي كلها يا ولا ، أنت سرقت صاحب الشغل ولا إيه ؟
وبتحب مين وبتتنيل إيه بس وأنت لسه مخلصتش كلية ؟
يا خيبة أملي فيك يا أسامة .
تعال يا حاج شوف ابنك واللي بيعمله .
فجاء مهران على صوت زوجته وتفاجأ بالمال على المنضدة قائلا ...إيه الفلوس دي جت منين؟؟
والدة أسامة... ده ابنك داخل بيها وبيقول هجوز بيها .
رمقه والده بنظرة حارقة قائلا...أنت جبت الفلوس دي منين يا أسامة ؟
حرك أسامة كتفيه ببرود قائلا...وأنت مالك ؟
المهم هروح أجوز اللي بحبها .
فرفع والداه كفه ليصفعه على وجهه مردفا....أنت بتقولي
يا كلب وأنت مالك ومش محترم أبوك اللي رباك .
ولكن صرخت والدته قائلة ...لا يا حاج مش كده ، الموضوع ميتحلش بالضرب .
لازم بالسياسة ،نتكلم ونفهم هو ماله ؟
أسامة دي مش أخلاقه أبداً ، أنا حاسه الواد فيه حاجة مش طبيعية .
بكى أسامة كالأطفال قائلا ...أنتوا ناس وحشين وبتزعقولي ، أنا هاخد الفلوس وأمشي .
فنظر مهران إلى زوجته نظرة صدمة هاتفا...الواد بيتكلم زي العيال ، الواد حصله إيه ؟؟
فبكت والداته...مش بقولك الواد مش طبيعي خالص .
إيه اللي حصلك بس يا ضنايا ؟
متتصل يا حاج بالباشا اللي بتشتغل عنده وتشوف حصل إيه ؟
وإيه حكاية الفلوس دي ؟
اقتنع مهران بكلام زوجته فاتصل بوهدان ولكن الأخير ثار وهدر بقوله ...أنا مش فيچلك أنت وولدك ؟
معرفش حاچة عنه وياريت مشوفش وشه تاني عندى ولا أنت كمان ثم اغلق الخط بوجهه،ليُصدم مهران من انفعال وهدان عليه ودمعت عيناه مرددا ...حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم حدث زوجته ...إلبسي يا حاجة ، خلينا نروح للدكتور نشوف الولد ماله .
أسامة ...أنا مش عايز دكتور أنا عايز العروسة .
فبكى مهران ...لا حول ولا قوة إلا بالله، منه لله اللى عمل فيك كده يا ابني .
إلبسي قوام يا حاجة ، ثم ردد.. يارب استرها معانا ، ده إحنا غلابة، يارب خليه واشفيه .
..............
أحضر زين الطبيب سريعا إلى الفيلا وولج به إلى غرفة قمر فكان وهدان قد قيدها في الفراش لعدم قدرته على السيطرة عليها ومحاولاتها الكثيرة في غياب زين بالإنتحار، وعندما منعها وهدان قامت بتكسير كل ما يقابلها في الغرفة من المرآة وكوب الماء والأنتيكات .
ليضطر لتقييدها رغما عنه ودموعه تنسكب كالشلال على الحال الذي آلت إليه قمر .
ولج الطبيب إليها فاندهش من تقييد وهدان لها فسأله قائلا...إيه ليه كده ، حصل إيه ؟ ممكن تفهموني ؟
وهدان ....مخابرش ، هي كانت زي الفل بس چوزها منه لله طلچها فچأة إكده اِنهارت ووچعت ولما فوچناها ، لچيناها عتصرخ وهتبرطم بكلام مش فاهمينه، وعايزة ترمي نفسها من البلكونة ولما مسكتها چعدت تكسر كل حاچة زي ما أنت واعي إكده يا دكتور .
أبوس يدك أديها أي حاچة تهديها شوية وترچع كيف ما كانت قمر العاچلة مش المچنونة دي.
الطبيب...للأسف الكلام اللي بتقوله حضرتك ده ، معناه أنها اتعرضت لإنهيار عصبي وهو اللي خلاها تقوم بالأفعال دي، وخطر جدا إنها تغيب عن عنيكم لحظة وحدة لإنها ممكن تلجأ في أيّ وقت للإنتحار تاني.
وهدان ...والحل يا دكتور ، هتفضل على إكده كتير ؟؟
الطبيب ...والله المرض النفسي ملهوش وقت معين نقول فيه المريض هيخف بعده .
دي حاجة بتكون من المريض نفسه واستجابته للعلاج ومساعدتكم ليها عشان تتخطى الأزمة دي بسلام وترجع لحالتها الطبيعية .
وهدان...بس أنا مش هعرف أچعد ليها طول الوچت ، أنا ليا أشغالي.
الطبيب...يبقا لازم تتنقل المستشفى حالا ،هناك هتلاقي الرعاية المطلوبة والإهتمام والعلاج تحت إيدين أطباء مؤهلين للنوع ده من الحالات ، وممرضين ممارسين ، عارفين شغلهم كويس .
وهدان ...تمام ، خلاص يا دكتور حالا ننقللها المستشفى .
الطبيب...أنا هتصل دلوقتي بمستشفى الدكتور عزام للأمراض النفسية .
وهدان بصدمة...أختي عتدخل مستشفى المچانين ، لاااا
أنا كنت هفكر مستشفى عادية .
الطبيب...يا أستاذ وهدان ، مسمهاش مستشفى المجانين ، هي زي أي مستشفى بس متخصصة لناس ظروفهم الصعبة أثرت على نفسيتهم زي حالة أخت حضرتك ومحتاجين شوية رعاية وبيطلعوا كويسين بعدها وبيكونوا زي أي فرد عادي من أفراد المجتمع .
ودكتور عزام ممتاز وابنه كمان دكتور حسام نسخة مصغرة منه وهكلمه بنفسي يتولى حالة أختك بنفسه وإن شاء الله يكون على إيده الشفا .
وهدان بنفاذ صبر وبغصة مريرة ...تمام ، زي ما أنت شايف
يا دكتور .
الطبيب ...دلوقتي بس هديها حقنة مهدئة ، عشان تنام شوية .
وكمان عشان لما ينقلوها المستشفى متقومش.
وإن شاء الله خير أدعولها بس .
فتمتم وهدان ...كيف أچول يارب بس وأنا هعمل اللي بعمله ؟؟
وبالفعل اتصل الطبيب بدكتور عزام الذي رحب به
فطلب منه أن بعث ليه سيارة لنقل مريضة عزيزة عليه ثم أملى عليه العنوان بالتفصيل ثم تابع حديثه .
الطبيب ....مش هوصيك عليها وياريت كمان دكتور حسام يشرف على الحالة دي بنفسه، دي مريضة مهمة جدا وأخت السيد وهدان محروس رجل الأعمال المعروف .
دكتور عزام ...طبعا الباشا وهدان ليه كل إحترام بس صدقني إحنا بنعامل كل المرضى بتوعنا بنفس الأسلوب لإن ده شرف المهنة .
الطبيب ...عارف يا دكتور عزام وده سبب اختياري لحضرتك بالذات لأنك دكتور محترم وانجبت لينا مثال الرحمة دكتور حسام .
دكتور عزام ...أعزكم الله ،ودلوقتي أنا هبعت العربية للعنوان وهبعت كمان حسام عشان يطمن بنفسه على درجة الحالة وإيه القسم المناسب ليها .
.....
وبعد مرور بعض الوقت جاءت سيارة الإسعاف الخاصة بمشفى دكتور عزام وبها دكتور حسام الذي ترجل منها وولج للفيلا حيث غرفة قمر .
حسام بإبتسامة مشرقة...السلام عليكم .
زين ...وعليكو ثم حدث نفسه .
إيه الدكتور الحليوة ده ، ده دكتور ولا ممثل .
واحنا خلصنا من أسامة عشان يطلعلنا حسام ده كمان .
كيف هسيبه يچعد مع قمر لحالهم ؟؟
وهدان ...اتفضل يا دكتور .
وكانت هيام في تلك اللحظة نائمة من أثر المهدىء .
نظر لها حسام سريعا ولكنه وجد نفسه يغض بصره سريعامحدثا نفسه ...سبحان الله الملاك النايم ده تعبان معقول ؟إزاى الجمال والرقة دول يتعبوا كده، ثم وجه كلامه لوهدان ... حضرتك أخوها ؟
وهدان...أيوه يا دكتور.
حسام ...أنا عرفت من دكتور عزام شوية معلومات عن المريضة بس محتاج أعرف شوية تفاصيل أكثر
عن سبب الطلاق وهما متجوزين بقالهم قد إيه ؟
ويا ترى في بينهم أطفال .
فانفعل زين ....هو تحقيق ولا إيه ؟
هو حضرتك دكتور ولا وكيل نيابة .
امتعض حسام قائلا ...يا فندم دي معلومات هتفيدنا كتير جدا في تشخيص الحالة وعلاجها .
رمق وهدان زين بنظرة غاضبة ثم وجه حديثه إلى حسام...لا مش بچالهم كتير وهي حامل دلوك للأسف .
حسام بغصة مريرة ...حامل !!
ده هيكون صعب جدا فى علاجها ، لأن خطر عليها أغلب الأدوية بتاعتنا وكمان مينفعش نعمل جلسات كهربا، وكده للأسف العلاج هيطول جدا ، لأننا هنعتمد على أدوية تأثيرها بسيط عشان الحمل .
زين بلهجة غاضبة...احنا مش عايزين الحمل ده ؟
ملهوش لزوم ، عشان هيفكرها بچوزها واحنا عايزينها تنساه .
نظر له حسام بريبة ثم سأله ...ممكن أعرف حضرتك تقربلها إيه ؟ أخوها برده ؟
زين ...لا أنا ابن عمها وخطبها وهنچوز بعد متخف إن شاء الله .
فهدر وهدان في وجه زين مردفا...مش وچته الحديت ده
يا زين ، احنا عايزينها تخف الأول ، لو سمحت أسكت دلوك خالص وسيب الدكتور يشوف شغله .
حسام ...أولا نزول الحمل ممكن يكون ليه أثر نفسي عليها يخلي حالتها تنتكس أكتر .
وأنا لا يمكن أشارك في حاجة زي دي .
وهدان ...خلاص خليه ، المهم دلوك تخف يا دكتور .
حسام ....إن شاء الله، ممكن أعرف سبب الطلاق ؟؟
وهدان ...طلع ندل وكان مچوزها عشان الفلوس ، وبيحب غيرها ولما خد اللي هو عايزه طلچها .
حسام ...لا حول ولا قوة الا بالله ، لسه فيه ناس كده معندهاش ضمير .
بس شكلها كانت بتحبه قوي ومستحملتش إنه يطلقها بالسهولة دي .
انفعل زين ...يادي حديتك الماسخ ده يا أخي، أنت مالك ؟ المهم هتعرف تعالجالها ولا نشوف غيرك .
شعر حسام بريبة في الأمر ، فكيف كانت تحب زوجها وتطلق ويحصل لها ما حدث ، وهذا الشخص يدعي أنها خطيبته ، فمتى حدثت تلك الخطبة ؟؟ شك أنه يحبها ويريدها لنفسه أما هي فلا .
لذا تجاهل حسام حديثه ، لأنه حديث غيرة لا أكثر .
وهدان بصرامة...زين لو سمحت اطلع برا دلوك،وخلي الدكتور يشوف شغله .
غضب زين وتلون وجهه وهم أن يتفوه بحديث لا يفقهه ولكن عيني وهدان التي تنذر بالشر ، جعلته يصمت ويخرج .
وهدان ...أنا آسف يا دكتور ،تقدر حضرتك تشوف شغلك .
فأمر حسام فريق التمريض الذي معه بحملها على السرير المتنقل ثم إلى سيارة الإسعاف لنقلها المشفى .
.........
بعد ما خرجت قمر جلس وهدان حزينا على ما أصابها وعلى فراقه لها وهي من شاركته حياته البائسة من الصغر وتذكر عفويتها وروحها المرحة فردد وهدان بلوعة...هتوحشيني
يا بت أبوي ، ويارب تسامحيني أنا عملت إكده عشانك ، احنا كنا عايزين نطلع لفوچ أوي ومش ننزل تحت تاني .
فولجت له وردة لتجده منكس الرأس حزينا ويضع يديه فوق رأسه .
فحدثته بسخرية قائلة ...عايز تفهمني إنك زعلان عليها ؟؟
رفع وهدان رأسه والدموع في عينيه قائلا ...أيوه طبعا مش أختي .
وردة...بذمتك مش مكسوف من نفسك ، أنت عامل زي المثل اللي بيچولوا عليه «يچتل الچتيل ويمشي في چنازته».
وهدان ...أسكتي أنتِ مش فاهمة حاچة واصل.
وردة...ومش عايزة أفهم ، انا مبچتش شايفة غير مسخ چدامي ، إنسان بقلب أسود ، مش خابرة هانت عليك أختك إزاي ؟؟
وياريتك ندمت بعد اللي حوصلها ، إلا لسه زي ما أنت .
خسارة يا وهدان خسارة .
ثم أجهشت بالبكاء وفرت من أمامه إلى غرفتها وأغلقت عليها بإحكام ، فقد قررت عدم السماح له بلمسها مرة أخرى، فقد فقدت أملها فيه بعد ما حدث مع قمر .
........
أما أسامة فقد ذهبوا به أيضا إلى طبيب أمراض نفسية .
مهران ...إلحقنا يا دكتور ، ابني كان زي الفل وفجأة بقا كده ؟ مش عارف إزاي يا دكتور .
الطبيب ...إزاي لازم يكون فيه سبب ، هو اتعرض لصدمة ولا حاجة ؟
مهران ...أبداً يا دكتور ، مفيش حاجة .
الطبيب ...يبقا أكيد بيتعاطى حاجة ، خلته يلهوث كده،ولازم يحلل عشان نعرف إيه هو النوع بالظبط عشان نقدر نعالجه.
أنا هاخد منه دلوقتي عينة وهبعتها المعمل ، وتقدروا تنتظروا برا لغاية متظهر النتيجة وتدخلوا تاني .
ثم سحب منه الطبيب العينة وأمر الممرضة بالإسراع للمعمل والتوصية بتحليلها سريعا لمعرفة النتيجة،وانتظروا هم بالخارج لساعتين كاملتين كان فيهما أسامة يضحك تارة ويبكي تارة أخرى كالأطفال وقلبي والديه منفطرين عليه حتى جاءت الممرضة بنتيجة التحليل وولجوا به إلى الطبيب .
الطبيب ...للأسف ابنكم شكله كان بيتعاطى حبوب هلوسة وهي اللي سببتله الحالة اللي هو فيها دي .
والدة أسامة...يا مصيبتي ، ازاي ده ؟ أسامة عمره ما كان بتاع الحجات دي يادكتور ،ده بيصلي ويصوم وبيعرف ربنا .
الطبيب ...أكيد أصحاب السوء ، عليهم سبب كبير في إفساد الناس الكويسة اللي زيه .
بس متخفوش ، النسبة اللي فى دمه مش كبيرة وده معناه أنه لسه موصلش لدرجة الإدمان .
معناه أنه بسهولة هيقدر الدم مع الوقت يتخلص منها ويرجع طبيعى تاني.
مهران ...بجد يا دكتور ،ألف حمد وشكر ليك يارب .
الطبيب ...بس شرط يكون تحت الملاحظة خلال الأيام الجاية عشان ميخدش تاني من وراكم الحبوب دي وتصبح إدمان وساعتها من الصعب علاجه .
مهران ...لا إحنا هنحبسه في البيت ومش هيخرج غير لما يخف خالص يا دكتور .
قومي بينا يا أم أسامة وقولي يارب .
والدة أسامة...يارب يكرمنا فيه ده هو الحيلة على البنات .
...........
حاول وهدان الولوج إلى وردة ولكنه لم يستطع فقد أوصدت الباب بالمفتاح .
فطرق وهدان الباب عدة مرات قائلا بغضب ...إفتحي الباب
يا وردة ، أنا مش ناچص وفيه اللي مكفيني.
وردة ...مش فاتحة يا وهدان ومن النهاردة تشوفلك أوضة تانية تنام فيها .
انفعل وهدان مرددا...إكده يا وردة ، حرام عليكِ أنا في نار ،فمتزدويش النار عليه .
وردة...أنت اللي چبته لنفسك .
ربنا يهديك .
وهدان ...طيب ، أنا كنت بفكر ....؟؟؟؟
يا ترى وهدان كان بيفكر في إيه ؟؟
ويا ترى أسامة هيخف ؟؟
إيه مصير جنين قمر هل هيشوف النور ؟؟
كل ده وأكثر حتعرفوه في حلاقاتنا الأخيرة متنسوش تقولولي رايكم وتوقعاتكم، أسيبكم مع الدعاء ده وعلى أمل لقانا في تعليقات البارت
"اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك اللهم اهدنا وسدد خطانا"
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية نار وهدان الحلقة الثانية والثلاثون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية نار وهدان الحلقة الثالثة والثلاثون أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .