نقدم اليوم احداث رواية جنة وهدان الحلقة 2 من روايات أم فاطمة . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة من خلال موقعنا .
جنة وهدان الفصل الثاني
الحلقة الثانية
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الإنتقام قد يكون سكينة للروح ولكن هذه السكينة قد لا تدوم سوى فترة والبعض يفقد لذتها وقتها والبعض الآخر يدمنها فيظلم المنتقم بها نفسه أولا ومن حوله ثانيا فاحذروا أن تتركوا أنفسكم لنار لن تنطفء سوى بخسارة فادحة
وكيل النيابة...تشرفنا يا عمدة، بس عايز أعرف مين اللي أطلق النار على بنتك زهرة ؟
تنهد سالم بمرارة وهم أن ينطق بغل "نچية" ولكن باغته وهدان بقوله .......؟؟؟
والله يا حضرة وكيل النيابة الموضوع جه غلط إكده ، كان الفچري الغفير زعزوع عينضف سلاحه وفجأة من غير ميچصد طلعت طلچة من مسدسه راحت راشچة في ظهر أختي زهرة للأسف .
بس أنا مش هسكتله على الغلطة دي واصل ، ولو العياذ بالله چرلها حاچة ، أنا هاخد روحه .
انفعل وكيل النيابة قائلا...لا أعذرني حضرتك ، مينفعش الكلام ده والقانون هو ليه كلمته ،هي مش غابة .
احتقن وجه وهدان فقال ...كيف يعني ، عايزني مخدش بتار أختي ، ويكش فاكر الحكومة هتمنعني إياك .
فزفر أيمن بضيق قائلا ...اللهم طولك يا روح ، أنا لغاية دلوقتي عامل حساب أنك شخصية مهمة وبتساهم كتير
في مشروعات البلد، لكن للأسف تفكيرك ضيق جدا زي
أي شاب اتطبع بتقاليد الصعيد المنفرة دي .
غضب وهدان حتى أطبق على يديه بقوة وخشي عليه سالم من الاصطدام مع وكيل النيابة ، فلا أحد يستطيع الوقوف أمام القانون فبادر بقوله ...معلش يا حضرة وكيل النيابة إن شاء الله خير وبتي هتطلع زينة وبخير وهي بنفسها هتتنازل عن حقها ، في اللي حوصل .
إلتزم وهدان في ذلك الوقت ، لعلمه بسبب إلصاق التهمة بزعزوع ولم يشتكي بنجية( فلما يا ترى )
أيمن ...لا يا حضرة العمدة ، الموضوع ده مينفعش فيه تنازل على الأقل حاليا ، ولازم العدالة تاخد مجراها ودلوقتي هصدر قرار بالقبض على زعزوع .
ابتسم وهدان ابتسامة ساخرة من زاوية فمه مهمهما ...يلا بالشفا يا زعزوع ، أهي بردة چرصة ودن إكده صغيرة ، ولسه الچرصة الكبيرة اللي هتكون للچبر إن شاء الله، مش أنت بردك اللي خدت أمي زمان ورمتها بيدك في دوار عبد الجواد .
بس كتر خيره الراچل آواها وحماها من كلاب السكك وكان راچل صوح أحسن من شرابة الخردة أبوي، والله كلكم حسابكم عسير معايا .
فُتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب فأسرع إليه وهدان وعطية وسالم وعلى وجوههم التساؤل .
سالم...ها يا دكتور ، كيف بتي زهرة دلوك ؟؟
عطية ...بالله عليك متخبيش علينا حاجة ؟
هي كويسة ؟
وهدان ...متكلم يا دكتور ساكت ليه ؟
ابتسم الطبيب ثم تحدث برفق...براحة يا جماعة شوية ، بس متقلقوش ، الحمد لله أنها وصلت في الوقت المناسب والرصاصة مكنتش اتحركت من مكانها ، فطلعناها بسهولة ونقلنا ليها دم يعوض اللي فقدته وهي دلوقتي بتفوق من البنج ودقايق وهتخرج للعناية .
ابتسم سالم وحمد الله...ألف حمد وشكر ليك يارب .
أما عطية فحاول أن يندفع لغرفة العمليات ليتأكد بنفسه من كلام الطبيب وشوقا لرؤيتها ولكن أمسك وهدان بيده قائلا ...مينفعش إكده يا عطية ، معلش أصبر هبابة وكيف مچال الحكيم هتخرج دلوك .
الطبيب ...أيوه هتخرج على الرعاية بس هناك الزيارة مش كلوا مع بعض ، كل واحد هيدخل لوحده لمدة دقيقتين بس من غير كلام .
عشان متُجهدش في الكلام ، والجرح يتعبها .
سالم ...ماشي كلامك يا دكتور ، المهم بس نطل عليها ونستريح.
ثم استأذن الطبيب من بينهم وذهب لمباشرة عمله، فانتظر وهدان وسالم وعطية خروج زهرة بفارغ الصبر .
بعد مضيِّ بعضِ الوقت خرجت زهرة فأسرع إليها عطية والدموع في عينيه وأمسك بيدها ورفعها إلى فمه وقبلها برفق قال بخفوت...ألف حمد الله على السلامة يا ضي عينيه، كده تخضيني عليكِ يا زهرة ؟؟
ابتلعت زهرة ريقها ببعض الألم وحاولت إخراج كلماتها بصعوبة هامسة...الله يسلمك ، أناااااا مش خابرة كيف ده حوصل ومين عمل إكده ؟
فتقدم وهدان منها قائلا ...هيكون مين غير أمك يا زهرة، ثم تنهد بمرارة قائلا ...بس الحچ هي كانت چصادني أنا يا بت أبوي، وحمدلله على سلامتك .
دمعت عيني زهرة ورددت...أمي .
حتى أنا مسلمتش منها ، ربنا يهديها ، ومعلش هي چلبها معبي شوية يا خوي ، سامحها عشان خوطري .
فحرك وهدان رأسه بأسى قائلا ...أسامحها !!
على العموم مش وچته الحديت ده عاد .
المهم تچومي بالسلامة .
نظرت زهرة بطرف عينيها إلى والدها الذي يجاهد نفسه
في إخفاء دموعه ويقف صامتا فشعرت بما يشعر به فهمست ...إيه يا بوي ؟
معيزش تسلم عليه ولا إيه ؟
فانفجر سالم باكيا ورمى رأسه على صدرها قائلا بنحيب ...مش عارف أچولك ايه يا بتي ، سامحيني أنا السبب اللي سكت عن أمك العمر ده كلاته لغاية مبچت زي الغول عايزة تنهش فينا كلاتنا عشان هي تعيش وبس .
بكت زهرة بمرارة قائلة بنحيب ...الله يسامحنا كلاتنا يا بوي .
الطبيب مينفعش كده يا جماعة ، كده هتتعبوها جدا،اتفضلوا يلا امشوا دلوقتي عشان المريضة ترتاح .
وتقدروا في أوقات الزيارة المحددة تيجوا تتطمنوا عليها
وهدان ...مبراحه علينا يا دكتور .
هنمشي بس مش بالزق إكده .
الطبيب ...ياريت حضرتك تتكلم بأسلوب أفضل شوية وأنا اللي بقوله ده لمصلحة المريضة .
ربت عطية على كتف وهدان قائلا ...خلاص يا وهدان .
ثم نظر لـ زهرة ...هتوحشيني وإن شاء الله هاچي تاني أطمن عليكِ.
ثم قبلها بين عينيها واتبعه سالم قائلا ...ألف سلامة عليكِ
يا بتي ، چ.دّر ولطف .
ثم اقترب وهدان لتهمس له زهرة ...أنا فرحانة چوي إن بچا عندي أخ أتحامى فيه .
فابتسم وهدان وقبلها هو الآخر قائلا ...وأنتِ عندي غالية چوي وهتلاچيني وچت محتاچيني في ضهرك ديما .
انصرف ثلاثتهم من المشفى باتجاه بيت العمدة .
ولكن وهدان أخذه الحنين إلى وردة ، فأراد أن يملأ عينيه بها قبل أن يعود لبيت سالم لينفذ ما نوى عليه .
............
طرق وهدان باب وردة عند أخوها عادل، ففتحت له ابنته شمس مبتسمة ومرحبة ...أهلا بچوز عمتي ، اتفضل اتفضل .
ابتسم وهدان لتلك الصغيرة التي تشبه عمتها كثيرا،ثم دلف للداخل محمحما...يا ستير يارب، لينتبه أهل المنزل أن هناك ضيف .
سمعت وردة صوته فدق قلبها وأسرعت إليه رغم غضبها من أفعاله التي تخشى أن تؤدي به إلى الهاوية .
وقفت وردة أمامه وعينيها تلمع من أثر الأشتياق ، ابتسم وهدان لرؤيتها وود أن يخفيها بين طيات صدره ولكن الحرج منعه فاكتفى بقوله ... وحشتيني يا وردتي ، چوي چوي .
وردة وقد اختضب وجهها بالحمرة ...وأنت كمان يا وهدان .
أچعد احكيلي عملت إيه في بيت العمدة ؟
فقص لها وهدان ما حدث فاغرورقت عينيها بالدموع قائلة ...لا حول ولا قوة إلا بالله ، صعبت عليه چوي زهرة مرت العمدة ، ملهاش أي ذنب في اللي حوصل .
وأنت خلاص ملهوش عازة تروح دوار العمدة تاني ، أديك عرّفت الناس أنك ابن العمدة ، فخلينا في حالنا يا ابن الناس وننسى اللي حوصل ونبتدي من چديد في طاعة الله واحتسب أچرك عند ربنا ياوهدان .
وقف وهدان غاضبا وقائلا بحدة...كيف يعني أسيب حچي، أنا مش ضعيف ولازم آخد حچي من عنيهم التنين .
وقفت وردة وربتت على كتفه بحنو ...اسمعني بس يا وهدان أنا خايفة عليك من نچية چوي ، المرة دي چت في بتها ، متعرفش المرة الچاية هتيچي في مين ؟
ثم حاوطت يدها بعنقه في محاولة منها لترقيق قلبه هامسة...وهدان أنا مهيهمنيش أنت ابن العمدة ولا ابن مين ؟
ومستعدة أعيش معاك في أوضة واحدة بعيد عن المال الحرام ده كله ، المهم نعيش على طاعة ربنا .
صدچني أنا عحبك رغم زعلي من اللي هتعمله .
رق قلب وهدان لتلك الحورية الطاهرة ، فهي النسمة الوحيدة في حياته الكئيبة ولكن مازالت رغبة الإنتقام مسيطرة عليه .
فنزع يدها برفق وقبلها قائلا ...متخفيش عليه يا چلب وهدان ، وچريب أوي هعمل كل اللي أنتِ ريداه لكن دلوك لأ لسه چدامي مشوار طويل .
وهسيبك دلوك عشان أشوف هعمل إيه ؟؟
فودعته وردة بخيفة وتوجس مرددة ....يارب استودعك إياه فاحفظه ورده إليك ردا جميلا .
....................
اتصل شاكر بـزين .
شاكر...عامل إيه يا بلدينا وأخبار اتفچنا إيه ؟
هنستلم في المكان إياه بكرة الساعة وحدة بعد نص الليل .
فضحك زين بسخرية ...هو سلچ بيض ولا إيه يا عمنا .
شاكر بغيظ...يعني إيه ؟
هو مش كان اتفاق رجالة مع وهدان بيه ولا إيه ؟
زين بغطرسة...بس أنا زين مش وهدان .
وأنا قولت تمن السلاح ميقلش عن خمسة مليون ، عچبكم كان بها ، مش عچبكم ، يبچا مفيش نصيب وهبيعه لصاحب نصيبه .
فهتف شاكر بحدة...يبقا أنت اللىطي حكمت على نفسك لا مؤاخذة ومش ولاد عبد المجلى اللي يضحك عليهم .
فضحك زين مستهزئا قائلا ...أعلى ما في خيلكم اركبوه سلام .
أغلق زين الخط قائلا ...فكرني عودي طري ، لا ده أنا زين ابن منصور ، وأنا خابر دلوك هيتصلوا وهيدفعوا المطلوب ورچليهم فوق رچبتهم .
أما شاكر فتطاير الشر من عينيه قائلا إلى والده وأخيه ...كده خلاص حكم على نفسه بالموت .
رؤوف ...فعلا ده لازم يحصل ،وهيكون عبرة لأي حد يخلف اتفاقه معانا .
ويعرفوا مين ولاد عبد المتجلى بصحيح .
عبد المتجلى ...أيوه وكومان مش هيكون ليه دية ، ده مچطوع من شجرة ، ووهدان هيسكت غصبا عنيه عشان اسمه ومنظره فى السوق .
شاكر ...يبقا على البركة ، هبعت وراه الجماعة بكرا ، ومش هيسبوه إلا جثة .
فضحك رؤوف قائلا ...مستني آخد عزاه ، ده كان غالي علينا قوي .
........................
قرر حسام الذهاب لفيلا وهدان لعله يجد أي معلومات تفيده في حالة قمر .
فأقترب من حارس الفيلا.
حسام ...السلام عليكم .
جمعة ...وعليكم السلام يا بيه .
ثم دقق به النظر جمعة قائلا ...شكلك مش غريب عليه يا بيه وحاسس أني شوفتك قبل كده .
حسام ...أنا دكتور حسام المسؤول عن حالة قمر أخت وهدان بيه .
تهلل وجه جمعة ...ست قمر ، وهي عاملة إيه دلوقتي
يا دكتور ؟طمني بالله عليك .
دي كانت نوارة البيت والبسمة مش بتفارقها ومش عارف حصلها إزاي ده مرة واحدة ، شكلها اتحسدت أكيد ولا حد عملها عمل .
ابتسم حسام لحديثه ثم قال ...بخير بس محتاج منك شوية معلومات يمكن تساعدني أنها تخف بسرعة .
عبث جمعة في خصلات شعره بعدم فهم قائلا ...إزاي يعني
يا بيه قصدي يا دكتور ؟؟
ابتسم حسام قائلا ...متخفش أنا مش هقول أي حوار بينا دلوقتي لأيّ حد ، فرد على الأسئلة اللي هقولهالك دلوقتي بصراحة، عشان أنا محتاج أوصل إزاي وصلت قمر للحالة دي بعد ما أنت بتقول أنّها كانت كويسة جدا ومرحة .
جمعة ...منا بقول لحضرتك شكلها اتحسدت أكيد .
ابتسم حسام ...يا عم ، ألا اسم الكريم إيه ؟.
وضع جمعة يده على صدره قائلا ...محسوبك جمعة
يا دكتور .
حسام ....بص يا عم جمعة ، الحسد آه مذكور فى القرآن مقولناش حاجة بس هو مش شماعة هنعلق عليها كل حاجة تحصلنا ولازم ناخد بالأسباب .
قمر اتعرضت لصدمة عصبية جامدة لما جوزها طلقها .
فتح جمعة فمه ببلاهة وحرك رأسه بإستنكار قائلا ...إيه الكلام اللي بتقوله ده يادكتور ؟
مجوزة إيه بس ؟
لا ست قمر مش متجوزة ولا حاجة .
شعر حسام بالصدمة عند سماعه ما قاله جمعة فجال على خاطره أنها وقعت في الحرام واكتشف ذلك وهدان فعاقبها عقابا شديدا وأدى ذلك إلى دخولها في أزمتها العصبية .
حسام ...معقول ده ؟
بس أنا لازم برده أعرف مين المجرم اللي عمل فيها كده،ومنه لله اللي بيضحك على بنات الناس ،ميعرفش أن مسير الدنيا هتدور ويتعمل فيه ، كما تدين تدان .
تدارك حسام نفسه بعض الشيء ثم سأله مرة أخرى ...يمكن أنا فهمت غلط ، طيب متعرفش واحد اسمه أسامة .
أسرع جمعة بالإجابة ...أسامة بن الحارس مهران اللي كان يشتغل هنا من فترة هو وأبوه .
ضيق حسام عينيه وقد اتضحت له الرؤية بعض الشيء ، إذا فقد أحبت العامل لديهم .
حسام ...ليه بس كدا يا بنت الناس ؟؟
ثم اتبع ..
تعرف طيب عنوان أسامة ؟
حدث نفسه جمعة ...أنا كده اتأكدت أن كان بين قمر والواد ده حاجة ، بدليل أنه كان بيقول اسمها عادي كده مع أبوه وعنيه زايغة عليها في كل حتة ربنا يستر على بناتنا.
جمعة ....هو حضرتك عايزه ليه ؟
هو عمل حاجة الولد ده ؟
اللي اسمعه عنه إنه ابن ناس وطالب كلية هندسة بس يعني ظروفهم على قدهم شوية .
حسام ...يعني أنا محتاج أتكلم معاه شوية ، وزي مقولتلك الكلام ده هيكون سر بيني وبينك .
وياريت وهدان بيه مبعرفش أصلا أني جيت ولا سألت .
جمعة ...متقلقش يا دكتور ، أنا كلي مفهومية وافهمها وهي طايرة برده .
على العموم هو عنوانه **.
حسام ...كتر خيرك يا عم جمعة ومتنسناش من دعواتك الحلوة.
جمعة ربنا يعلي مراتببك يا دكتور ويطمنا على ست قمر قريب بإذن الله .
ثم تركه حسام متوجها إلى بيت أسامة ليتلقى صدمة أخرى .
.....
طرق حسام شقة أسامة بتوجس وببعض التوتر ولا يعلم عندما يقابله بما سيبدأ معه الحديث ؟؟
فتح له باب الشقة والده مهران ، الذي حفر على جانبي وجهه شقين من أثر الدموع وذو نظرة عينين منكسرتين بعض الشيء .
مهران بخفوت ...أيوه يا ابني تأمر بأي حاجة ؟؟
تنحنح حسام بخجل قائلا ...دي شقة الباشمهندس أسامة ؟
وقع اسم أسامة على قلب أبيه كالمطرقة على رأسه فاهتز جسده بألم على فراق تلك النبتة الطيبة التي لم يحالفها الحظ في أن تطرح ثمارها بعد.
فأمسك مهران برأسه وترنح جسده ، فأمسكه حسام قائلا بحرج ...مالك يا حاج انت كويس ؟
مهران بغصة مريرة ...أيوه دي شقة المرحوم أسامة يا ابني ، خير أنت كنت زميله في الكلية .
هو تعيش أنت يا ابني، ثم أجهش بالبكاء .
صدم حسام ولم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة ولم يعرف
ما يقول أمام هذا الأب المكلوم على فلذة كبده .
فأراد أن يؤجل حواره وأسئلته التي تدور في مخيلته لوقت آخر، بعد أن شك بنسبة كبيرة في وهدان أنه السبب وراء إنهاء حياته وإصابة قمر بتلك الصدمة العصبية .
فردد ....لا حول ولا قوة إلا بالله .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته .
على العموم يا حاج اعتبرني أنا ابنك .
أعرفك بنفسي أنا دكتور حسام ، وإن شاء الله هجيلك وقت تاني أطمن عليك .
مهران بألم ...إن شاء الله يخليك يا ابني ، ويحميك لشبابك .
ثم استأذن على وعد باللقاء مرة أخرى قريبا .
.............
تم القبض من قبل الحكومة على شاب من نجع الصوامعة لتعديه بالضرب المبرح على رجل آخر في السوق بسبب مشادة كلامية بينهما على إثر اختلاف في سعر السلعة .
فقام بضربه بالعصا حتى أصابه بعاهة مستديمة .
وتم عرضه على النيابة ثم ترحيله إلى السجن .
دفعه العسكرى إلى الزنزانة قائلا بغلظة.....شرف يا أخويا جمب زمايلك ، داهية تخدك أنت واللي جابك .
انفعل لؤي قائلا ...طيب متزوچش إكده براحة .
العسكرى...چبر يلمك .
ثم صاح في المساجين ...يلا رحبوا بيه ، عشان فاكر نفسه فتوة البلد .
فقام عدد من النزلاء بضربه حتى صرخ الرجل بين أيديهم .
فقام يونس من جلسته قائلا ...كفاية كده ترحيب
يا رچالة ،يچعد بچا يشرب الشاي ونتحدتت معاه .
وقف يونس أمامه ضاحكا بسخرية مردفا...معلش يا أخينا تعيش وتاخد غيرها ، هي بس كده اصطباحة من الزهچ .
تعالى أچعد يلا وچولى أنت منين وأسمك إيه ؟
تألم لؤي كثيرا ولكنه حاول التماسك حتى لا يظهر ضعفه أمام السجناء .
ثم جلس بجانب يونس وحاول اخراج كلماته ببعض من التهكم قائلا ...اصطباحة تچيلة شوية لكن مچبولة منكم ، بس انتم ختوني على خوانة لكن أنا چدع چوي چوي ودخلت إهنه عشان مهسبش حچي واصل وعخده بيدي .
ضحك يونس بسخرية قائلا...لا شكلك چدع صوح .
ومتخدش في بالك هما كانوا هيهذروا معاك .
بس چولى أنت منين ؟
لؤى متألما ...من نچع الصوامعة .
فتهلل وجه يونس ...عاش يا ابن عمي ، إلا چولي إيه أخبار النچع دلوك وحال الناس مع عمدتهم الچديد عطية .
لؤي ...صراحة العمدة عطية راچل تمام وزين إكده أحسن
من سالم الصوامعي كتير .
بس والله بعد اللي حوصل خايف الواد اللي طلع ابن العمدة على كبر ده ، يسحب البساط من تحت رچليه وياخدها بداله ، وهو شكله أكده شبه أبوه ويمكن أشد، واعر چوي چوي .
انتبه يونس لحديثه وظهر على وجهه الإندهاش مرددا ...كيف ده ؟
وإيه حكاية ابنه ده اللي ظهر على كبر ٱكده ؟
وكان فين من زمان يعني ؟
وهو صدچ كيف ، مش يمكن نصاب وعامل إكده عشان يلهف چرشين وياخد مكان العمدة .
لؤى ....لا مش نصاب .
وتصدج بالله هو صورة وطبق الأصل من سالم صوح .
وكومان إيه ليه أخت تووم كومان .
من مرته التانية اللي اتچوزها على نچية زمان .
بس هى ضحكت عليه وچالت أنها خلفت بت بس وهربت بيها وأتاري كانت چايبة واد كومان .
وفجأة لچيناها جاية بعيالها التنين وهدان وهيام .
فزع يونس ووقف وتخشب جسده عند سماع اسم وهدان وهيام .
يونس ببعض التلعثم ...عتچول اسمهم إيه ؟؟
لؤى ...أنت مهتسمعش ولا إيه ؟
مچولتلك وهدان وهيام .
وهدان ده چبل منعرف إنه ابن العمدة ، كانت الناس عتحبه لأنه متريش حبتين وهيوزع اللحمة عليهم وهيعمل خير كتير وهيشغل المچاطيع كومان .
يونس ...معچول يكون هو وهدان بتاعنا .
ثم عاد بذاكرته لما حدث في الجبل من اختطاف هيام وما أصابها على يديه ثم اكتشاف أمرها أنها اخته التوأم .
ولكنه حينها لم يعلم شيئا عن أبويه الحقيقين .
فكيف اتضح له أنه ابن العمدة .
ردد يونس بحقد وغل ...طول عمرك محظوظ يا ابن اللئيمة .
تطلع ابن العمدة مرة واحدة ، آه يا نارى منك .
آه بس لو أشوفك چصادي عطلع عليك الچديد والچديم.
مهو مش معچول تعيش أنت في النعيم ده كلاته وأنا أعيش إهنه في السچن بين أربع حيطان .
لا معدتش چادر خلاص أستحمل أكتر من إكده
ولزمن ولابد انفذ اللي في دماغي ؟
وساعتها يا وهدان مش هسيبك تتهنى بكل ده لوحدك .
وكومان البت هيام دي وحشتني چوب .
ومش عهملها تاني ، وهخدها من حباب عنيه .
چيلك يا وهدان !!!
فكيف سيخرج يونس من السجن ؟؟
وما سيفعله مع وهدان وهيام بعد أن تأججت رغبة الإنتقام من جديد في مخيلته ؟؟
وما سيفعل وهدان مع نجية ونعيمة ؟؟
" رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ."
...................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الإنتقام قد يكون سكينة للروح ولكن هذه السكينة قد لا تدوم سوى فترة والبعض يفقد لذتها وقتها والبعض الآخر يدمنها فيظلم المنتقم بها نفسه أولا ومن حوله ثانيا فاحذروا أن تتركوا أنفسكم لنار لن تنطفء سوى بخسارة فادحة
وكيل النيابة...تشرفنا يا عمدة، بس عايز أعرف مين اللي أطلق النار على بنتك زهرة ؟
تنهد سالم بمرارة وهم أن ينطق بغل "نچية" ولكن باغته وهدان بقوله .......؟؟؟
والله يا حضرة وكيل النيابة الموضوع جه غلط إكده ، كان الفچري الغفير زعزوع عينضف سلاحه وفجأة من غير ميچصد طلعت طلچة من مسدسه راحت راشچة في ظهر أختي زهرة للأسف .
بس أنا مش هسكتله على الغلطة دي واصل ، ولو العياذ بالله چرلها حاچة ، أنا هاخد روحه .
انفعل وكيل النيابة قائلا...لا أعذرني حضرتك ، مينفعش الكلام ده والقانون هو ليه كلمته ،هي مش غابة .
احتقن وجه وهدان فقال ...كيف يعني ، عايزني مخدش بتار أختي ، ويكش فاكر الحكومة هتمنعني إياك .
فزفر أيمن بضيق قائلا ...اللهم طولك يا روح ، أنا لغاية دلوقتي عامل حساب أنك شخصية مهمة وبتساهم كتير
في مشروعات البلد، لكن للأسف تفكيرك ضيق جدا زي
أي شاب اتطبع بتقاليد الصعيد المنفرة دي .
غضب وهدان حتى أطبق على يديه بقوة وخشي عليه سالم من الاصطدام مع وكيل النيابة ، فلا أحد يستطيع الوقوف أمام القانون فبادر بقوله ...معلش يا حضرة وكيل النيابة إن شاء الله خير وبتي هتطلع زينة وبخير وهي بنفسها هتتنازل عن حقها ، في اللي حوصل .
إلتزم وهدان في ذلك الوقت ، لعلمه بسبب إلصاق التهمة بزعزوع ولم يشتكي بنجية( فلما يا ترى )
أيمن ...لا يا حضرة العمدة ، الموضوع ده مينفعش فيه تنازل على الأقل حاليا ، ولازم العدالة تاخد مجراها ودلوقتي هصدر قرار بالقبض على زعزوع .
ابتسم وهدان ابتسامة ساخرة من زاوية فمه مهمهما ...يلا بالشفا يا زعزوع ، أهي بردة چرصة ودن إكده صغيرة ، ولسه الچرصة الكبيرة اللي هتكون للچبر إن شاء الله، مش أنت بردك اللي خدت أمي زمان ورمتها بيدك في دوار عبد الجواد .
بس كتر خيره الراچل آواها وحماها من كلاب السكك وكان راچل صوح أحسن من شرابة الخردة أبوي، والله كلكم حسابكم عسير معايا .
فُتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب فأسرع إليه وهدان وعطية وسالم وعلى وجوههم التساؤل .
سالم...ها يا دكتور ، كيف بتي زهرة دلوك ؟؟
عطية ...بالله عليك متخبيش علينا حاجة ؟
هي كويسة ؟
وهدان ...متكلم يا دكتور ساكت ليه ؟
ابتسم الطبيب ثم تحدث برفق...براحة يا جماعة شوية ، بس متقلقوش ، الحمد لله أنها وصلت في الوقت المناسب والرصاصة مكنتش اتحركت من مكانها ، فطلعناها بسهولة ونقلنا ليها دم يعوض اللي فقدته وهي دلوقتي بتفوق من البنج ودقايق وهتخرج للعناية .
ابتسم سالم وحمد الله...ألف حمد وشكر ليك يارب .
أما عطية فحاول أن يندفع لغرفة العمليات ليتأكد بنفسه من كلام الطبيب وشوقا لرؤيتها ولكن أمسك وهدان بيده قائلا ...مينفعش إكده يا عطية ، معلش أصبر هبابة وكيف مچال الحكيم هتخرج دلوك .
الطبيب ...أيوه هتخرج على الرعاية بس هناك الزيارة مش كلوا مع بعض ، كل واحد هيدخل لوحده لمدة دقيقتين بس من غير كلام .
عشان متُجهدش في الكلام ، والجرح يتعبها .
سالم ...ماشي كلامك يا دكتور ، المهم بس نطل عليها ونستريح.
ثم استأذن الطبيب من بينهم وذهب لمباشرة عمله، فانتظر وهدان وسالم وعطية خروج زهرة بفارغ الصبر .
بعد مضيِّ بعضِ الوقت خرجت زهرة فأسرع إليها عطية والدموع في عينيه وأمسك بيدها ورفعها إلى فمه وقبلها برفق قال بخفوت...ألف حمد الله على السلامة يا ضي عينيه، كده تخضيني عليكِ يا زهرة ؟؟
ابتلعت زهرة ريقها ببعض الألم وحاولت إخراج كلماتها بصعوبة هامسة...الله يسلمك ، أناااااا مش خابرة كيف ده حوصل ومين عمل إكده ؟
فتقدم وهدان منها قائلا ...هيكون مين غير أمك يا زهرة، ثم تنهد بمرارة قائلا ...بس الحچ هي كانت چصادني أنا يا بت أبوي، وحمدلله على سلامتك .
دمعت عيني زهرة ورددت...أمي .
حتى أنا مسلمتش منها ، ربنا يهديها ، ومعلش هي چلبها معبي شوية يا خوي ، سامحها عشان خوطري .
فحرك وهدان رأسه بأسى قائلا ...أسامحها !!
على العموم مش وچته الحديت ده عاد .
المهم تچومي بالسلامة .
نظرت زهرة بطرف عينيها إلى والدها الذي يجاهد نفسه
في إخفاء دموعه ويقف صامتا فشعرت بما يشعر به فهمست ...إيه يا بوي ؟
معيزش تسلم عليه ولا إيه ؟
فانفجر سالم باكيا ورمى رأسه على صدرها قائلا بنحيب ...مش عارف أچولك ايه يا بتي ، سامحيني أنا السبب اللي سكت عن أمك العمر ده كلاته لغاية مبچت زي الغول عايزة تنهش فينا كلاتنا عشان هي تعيش وبس .
بكت زهرة بمرارة قائلة بنحيب ...الله يسامحنا كلاتنا يا بوي .
الطبيب مينفعش كده يا جماعة ، كده هتتعبوها جدا،اتفضلوا يلا امشوا دلوقتي عشان المريضة ترتاح .
وتقدروا في أوقات الزيارة المحددة تيجوا تتطمنوا عليها
وهدان ...مبراحه علينا يا دكتور .
هنمشي بس مش بالزق إكده .
الطبيب ...ياريت حضرتك تتكلم بأسلوب أفضل شوية وأنا اللي بقوله ده لمصلحة المريضة .
ربت عطية على كتف وهدان قائلا ...خلاص يا وهدان .
ثم نظر لـ زهرة ...هتوحشيني وإن شاء الله هاچي تاني أطمن عليكِ.
ثم قبلها بين عينيها واتبعه سالم قائلا ...ألف سلامة عليكِ
يا بتي ، چ.دّر ولطف .
ثم اقترب وهدان لتهمس له زهرة ...أنا فرحانة چوي إن بچا عندي أخ أتحامى فيه .
فابتسم وهدان وقبلها هو الآخر قائلا ...وأنتِ عندي غالية چوي وهتلاچيني وچت محتاچيني في ضهرك ديما .
انصرف ثلاثتهم من المشفى باتجاه بيت العمدة .
ولكن وهدان أخذه الحنين إلى وردة ، فأراد أن يملأ عينيه بها قبل أن يعود لبيت سالم لينفذ ما نوى عليه .
............
طرق وهدان باب وردة عند أخوها عادل، ففتحت له ابنته شمس مبتسمة ومرحبة ...أهلا بچوز عمتي ، اتفضل اتفضل .
ابتسم وهدان لتلك الصغيرة التي تشبه عمتها كثيرا،ثم دلف للداخل محمحما...يا ستير يارب، لينتبه أهل المنزل أن هناك ضيف .
سمعت وردة صوته فدق قلبها وأسرعت إليه رغم غضبها من أفعاله التي تخشى أن تؤدي به إلى الهاوية .
وقفت وردة أمامه وعينيها تلمع من أثر الأشتياق ، ابتسم وهدان لرؤيتها وود أن يخفيها بين طيات صدره ولكن الحرج منعه فاكتفى بقوله ... وحشتيني يا وردتي ، چوي چوي .
وردة وقد اختضب وجهها بالحمرة ...وأنت كمان يا وهدان .
أچعد احكيلي عملت إيه في بيت العمدة ؟
فقص لها وهدان ما حدث فاغرورقت عينيها بالدموع قائلة ...لا حول ولا قوة إلا بالله ، صعبت عليه چوي زهرة مرت العمدة ، ملهاش أي ذنب في اللي حوصل .
وأنت خلاص ملهوش عازة تروح دوار العمدة تاني ، أديك عرّفت الناس أنك ابن العمدة ، فخلينا في حالنا يا ابن الناس وننسى اللي حوصل ونبتدي من چديد في طاعة الله واحتسب أچرك عند ربنا ياوهدان .
وقف وهدان غاضبا وقائلا بحدة...كيف يعني أسيب حچي، أنا مش ضعيف ولازم آخد حچي من عنيهم التنين .
وقفت وردة وربتت على كتفه بحنو ...اسمعني بس يا وهدان أنا خايفة عليك من نچية چوي ، المرة دي چت في بتها ، متعرفش المرة الچاية هتيچي في مين ؟
ثم حاوطت يدها بعنقه في محاولة منها لترقيق قلبه هامسة...وهدان أنا مهيهمنيش أنت ابن العمدة ولا ابن مين ؟
ومستعدة أعيش معاك في أوضة واحدة بعيد عن المال الحرام ده كله ، المهم نعيش على طاعة ربنا .
صدچني أنا عحبك رغم زعلي من اللي هتعمله .
رق قلب وهدان لتلك الحورية الطاهرة ، فهي النسمة الوحيدة في حياته الكئيبة ولكن مازالت رغبة الإنتقام مسيطرة عليه .
فنزع يدها برفق وقبلها قائلا ...متخفيش عليه يا چلب وهدان ، وچريب أوي هعمل كل اللي أنتِ ريداه لكن دلوك لأ لسه چدامي مشوار طويل .
وهسيبك دلوك عشان أشوف هعمل إيه ؟؟
فودعته وردة بخيفة وتوجس مرددة ....يارب استودعك إياه فاحفظه ورده إليك ردا جميلا .
....................
اتصل شاكر بـزين .
شاكر...عامل إيه يا بلدينا وأخبار اتفچنا إيه ؟
هنستلم في المكان إياه بكرة الساعة وحدة بعد نص الليل .
فضحك زين بسخرية ...هو سلچ بيض ولا إيه يا عمنا .
شاكر بغيظ...يعني إيه ؟
هو مش كان اتفاق رجالة مع وهدان بيه ولا إيه ؟
زين بغطرسة...بس أنا زين مش وهدان .
وأنا قولت تمن السلاح ميقلش عن خمسة مليون ، عچبكم كان بها ، مش عچبكم ، يبچا مفيش نصيب وهبيعه لصاحب نصيبه .
فهتف شاكر بحدة...يبقا أنت اللىطي حكمت على نفسك لا مؤاخذة ومش ولاد عبد المجلى اللي يضحك عليهم .
فضحك زين مستهزئا قائلا ...أعلى ما في خيلكم اركبوه سلام .
أغلق زين الخط قائلا ...فكرني عودي طري ، لا ده أنا زين ابن منصور ، وأنا خابر دلوك هيتصلوا وهيدفعوا المطلوب ورچليهم فوق رچبتهم .
أما شاكر فتطاير الشر من عينيه قائلا إلى والده وأخيه ...كده خلاص حكم على نفسه بالموت .
رؤوف ...فعلا ده لازم يحصل ،وهيكون عبرة لأي حد يخلف اتفاقه معانا .
ويعرفوا مين ولاد عبد المتجلى بصحيح .
عبد المتجلى ...أيوه وكومان مش هيكون ليه دية ، ده مچطوع من شجرة ، ووهدان هيسكت غصبا عنيه عشان اسمه ومنظره فى السوق .
شاكر ...يبقا على البركة ، هبعت وراه الجماعة بكرا ، ومش هيسبوه إلا جثة .
فضحك رؤوف قائلا ...مستني آخد عزاه ، ده كان غالي علينا قوي .
........................
قرر حسام الذهاب لفيلا وهدان لعله يجد أي معلومات تفيده في حالة قمر .
فأقترب من حارس الفيلا.
حسام ...السلام عليكم .
جمعة ...وعليكم السلام يا بيه .
ثم دقق به النظر جمعة قائلا ...شكلك مش غريب عليه يا بيه وحاسس أني شوفتك قبل كده .
حسام ...أنا دكتور حسام المسؤول عن حالة قمر أخت وهدان بيه .
تهلل وجه جمعة ...ست قمر ، وهي عاملة إيه دلوقتي
يا دكتور ؟طمني بالله عليك .
دي كانت نوارة البيت والبسمة مش بتفارقها ومش عارف حصلها إزاي ده مرة واحدة ، شكلها اتحسدت أكيد ولا حد عملها عمل .
ابتسم حسام لحديثه ثم قال ...بخير بس محتاج منك شوية معلومات يمكن تساعدني أنها تخف بسرعة .
عبث جمعة في خصلات شعره بعدم فهم قائلا ...إزاي يعني
يا بيه قصدي يا دكتور ؟؟
ابتسم حسام قائلا ...متخفش أنا مش هقول أي حوار بينا دلوقتي لأيّ حد ، فرد على الأسئلة اللي هقولهالك دلوقتي بصراحة، عشان أنا محتاج أوصل إزاي وصلت قمر للحالة دي بعد ما أنت بتقول أنّها كانت كويسة جدا ومرحة .
جمعة ...منا بقول لحضرتك شكلها اتحسدت أكيد .
ابتسم حسام ...يا عم ، ألا اسم الكريم إيه ؟.
وضع جمعة يده على صدره قائلا ...محسوبك جمعة
يا دكتور .
حسام ....بص يا عم جمعة ، الحسد آه مذكور فى القرآن مقولناش حاجة بس هو مش شماعة هنعلق عليها كل حاجة تحصلنا ولازم ناخد بالأسباب .
قمر اتعرضت لصدمة عصبية جامدة لما جوزها طلقها .
فتح جمعة فمه ببلاهة وحرك رأسه بإستنكار قائلا ...إيه الكلام اللي بتقوله ده يادكتور ؟
مجوزة إيه بس ؟
لا ست قمر مش متجوزة ولا حاجة .
شعر حسام بالصدمة عند سماعه ما قاله جمعة فجال على خاطره أنها وقعت في الحرام واكتشف ذلك وهدان فعاقبها عقابا شديدا وأدى ذلك إلى دخولها في أزمتها العصبية .
حسام ...معقول ده ؟
بس أنا لازم برده أعرف مين المجرم اللي عمل فيها كده،ومنه لله اللي بيضحك على بنات الناس ،ميعرفش أن مسير الدنيا هتدور ويتعمل فيه ، كما تدين تدان .
تدارك حسام نفسه بعض الشيء ثم سأله مرة أخرى ...يمكن أنا فهمت غلط ، طيب متعرفش واحد اسمه أسامة .
أسرع جمعة بالإجابة ...أسامة بن الحارس مهران اللي كان يشتغل هنا من فترة هو وأبوه .
ضيق حسام عينيه وقد اتضحت له الرؤية بعض الشيء ، إذا فقد أحبت العامل لديهم .
حسام ...ليه بس كدا يا بنت الناس ؟؟
ثم اتبع ..
تعرف طيب عنوان أسامة ؟
حدث نفسه جمعة ...أنا كده اتأكدت أن كان بين قمر والواد ده حاجة ، بدليل أنه كان بيقول اسمها عادي كده مع أبوه وعنيه زايغة عليها في كل حتة ربنا يستر على بناتنا.
جمعة ....هو حضرتك عايزه ليه ؟
هو عمل حاجة الولد ده ؟
اللي اسمعه عنه إنه ابن ناس وطالب كلية هندسة بس يعني ظروفهم على قدهم شوية .
حسام ...يعني أنا محتاج أتكلم معاه شوية ، وزي مقولتلك الكلام ده هيكون سر بيني وبينك .
وياريت وهدان بيه مبعرفش أصلا أني جيت ولا سألت .
جمعة ...متقلقش يا دكتور ، أنا كلي مفهومية وافهمها وهي طايرة برده .
على العموم هو عنوانه **.
حسام ...كتر خيرك يا عم جمعة ومتنسناش من دعواتك الحلوة.
جمعة ربنا يعلي مراتببك يا دكتور ويطمنا على ست قمر قريب بإذن الله .
ثم تركه حسام متوجها إلى بيت أسامة ليتلقى صدمة أخرى .
.....
طرق حسام شقة أسامة بتوجس وببعض التوتر ولا يعلم عندما يقابله بما سيبدأ معه الحديث ؟؟
فتح له باب الشقة والده مهران ، الذي حفر على جانبي وجهه شقين من أثر الدموع وذو نظرة عينين منكسرتين بعض الشيء .
مهران بخفوت ...أيوه يا ابني تأمر بأي حاجة ؟؟
تنحنح حسام بخجل قائلا ...دي شقة الباشمهندس أسامة ؟
وقع اسم أسامة على قلب أبيه كالمطرقة على رأسه فاهتز جسده بألم على فراق تلك النبتة الطيبة التي لم يحالفها الحظ في أن تطرح ثمارها بعد.
فأمسك مهران برأسه وترنح جسده ، فأمسكه حسام قائلا بحرج ...مالك يا حاج انت كويس ؟
مهران بغصة مريرة ...أيوه دي شقة المرحوم أسامة يا ابني ، خير أنت كنت زميله في الكلية .
هو تعيش أنت يا ابني، ثم أجهش بالبكاء .
صدم حسام ولم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة ولم يعرف
ما يقول أمام هذا الأب المكلوم على فلذة كبده .
فأراد أن يؤجل حواره وأسئلته التي تدور في مخيلته لوقت آخر، بعد أن شك بنسبة كبيرة في وهدان أنه السبب وراء إنهاء حياته وإصابة قمر بتلك الصدمة العصبية .
فردد ....لا حول ولا قوة إلا بالله .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته .
على العموم يا حاج اعتبرني أنا ابنك .
أعرفك بنفسي أنا دكتور حسام ، وإن شاء الله هجيلك وقت تاني أطمن عليك .
مهران بألم ...إن شاء الله يخليك يا ابني ، ويحميك لشبابك .
ثم استأذن على وعد باللقاء مرة أخرى قريبا .
.............
تم القبض من قبل الحكومة على شاب من نجع الصوامعة لتعديه بالضرب المبرح على رجل آخر في السوق بسبب مشادة كلامية بينهما على إثر اختلاف في سعر السلعة .
فقام بضربه بالعصا حتى أصابه بعاهة مستديمة .
وتم عرضه على النيابة ثم ترحيله إلى السجن .
دفعه العسكرى إلى الزنزانة قائلا بغلظة.....شرف يا أخويا جمب زمايلك ، داهية تخدك أنت واللي جابك .
انفعل لؤي قائلا ...طيب متزوچش إكده براحة .
العسكرى...چبر يلمك .
ثم صاح في المساجين ...يلا رحبوا بيه ، عشان فاكر نفسه فتوة البلد .
فقام عدد من النزلاء بضربه حتى صرخ الرجل بين أيديهم .
فقام يونس من جلسته قائلا ...كفاية كده ترحيب
يا رچالة ،يچعد بچا يشرب الشاي ونتحدتت معاه .
وقف يونس أمامه ضاحكا بسخرية مردفا...معلش يا أخينا تعيش وتاخد غيرها ، هي بس كده اصطباحة من الزهچ .
تعالى أچعد يلا وچولى أنت منين وأسمك إيه ؟
تألم لؤي كثيرا ولكنه حاول التماسك حتى لا يظهر ضعفه أمام السجناء .
ثم جلس بجانب يونس وحاول اخراج كلماته ببعض من التهكم قائلا ...اصطباحة تچيلة شوية لكن مچبولة منكم ، بس انتم ختوني على خوانة لكن أنا چدع چوي چوي ودخلت إهنه عشان مهسبش حچي واصل وعخده بيدي .
ضحك يونس بسخرية قائلا...لا شكلك چدع صوح .
ومتخدش في بالك هما كانوا هيهذروا معاك .
بس چولى أنت منين ؟
لؤى متألما ...من نچع الصوامعة .
فتهلل وجه يونس ...عاش يا ابن عمي ، إلا چولي إيه أخبار النچع دلوك وحال الناس مع عمدتهم الچديد عطية .
لؤي ...صراحة العمدة عطية راچل تمام وزين إكده أحسن
من سالم الصوامعي كتير .
بس والله بعد اللي حوصل خايف الواد اللي طلع ابن العمدة على كبر ده ، يسحب البساط من تحت رچليه وياخدها بداله ، وهو شكله أكده شبه أبوه ويمكن أشد، واعر چوي چوي .
انتبه يونس لحديثه وظهر على وجهه الإندهاش مرددا ...كيف ده ؟
وإيه حكاية ابنه ده اللي ظهر على كبر ٱكده ؟
وكان فين من زمان يعني ؟
وهو صدچ كيف ، مش يمكن نصاب وعامل إكده عشان يلهف چرشين وياخد مكان العمدة .
لؤى ....لا مش نصاب .
وتصدج بالله هو صورة وطبق الأصل من سالم صوح .
وكومان إيه ليه أخت تووم كومان .
من مرته التانية اللي اتچوزها على نچية زمان .
بس هى ضحكت عليه وچالت أنها خلفت بت بس وهربت بيها وأتاري كانت چايبة واد كومان .
وفجأة لچيناها جاية بعيالها التنين وهدان وهيام .
فزع يونس ووقف وتخشب جسده عند سماع اسم وهدان وهيام .
يونس ببعض التلعثم ...عتچول اسمهم إيه ؟؟
لؤى ...أنت مهتسمعش ولا إيه ؟
مچولتلك وهدان وهيام .
وهدان ده چبل منعرف إنه ابن العمدة ، كانت الناس عتحبه لأنه متريش حبتين وهيوزع اللحمة عليهم وهيعمل خير كتير وهيشغل المچاطيع كومان .
يونس ...معچول يكون هو وهدان بتاعنا .
ثم عاد بذاكرته لما حدث في الجبل من اختطاف هيام وما أصابها على يديه ثم اكتشاف أمرها أنها اخته التوأم .
ولكنه حينها لم يعلم شيئا عن أبويه الحقيقين .
فكيف اتضح له أنه ابن العمدة .
ردد يونس بحقد وغل ...طول عمرك محظوظ يا ابن اللئيمة .
تطلع ابن العمدة مرة واحدة ، آه يا نارى منك .
آه بس لو أشوفك چصادي عطلع عليك الچديد والچديم.
مهو مش معچول تعيش أنت في النعيم ده كلاته وأنا أعيش إهنه في السچن بين أربع حيطان .
لا معدتش چادر خلاص أستحمل أكتر من إكده
ولزمن ولابد انفذ اللي في دماغي ؟
وساعتها يا وهدان مش هسيبك تتهنى بكل ده لوحدك .
وكومان البت هيام دي وحشتني چوب .
ومش عهملها تاني ، وهخدها من حباب عنيه .
چيلك يا وهدان !!!
فكيف سيخرج يونس من السجن ؟؟
وما سيفعله مع وهدان وهيام بعد أن تأججت رغبة الإنتقام من جديد في مخيلته ؟؟
وما سيفعل وهدان مع نجية ونعيمة ؟؟
" رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ."
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية جنة وهدان الحلقة الثانية ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية جنة وهدان الحلقة الثالثة أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ روايه نار وهدان ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .