نقدم اليوم احداث رواية وسطا العشق الفصل السابع من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
وسطا العشق الفصل السابع
الفصل السابع
خرجت برفقتها وجلست إلى جوارها بحذر وهي تنظر أرضا حتى يبدأ في حديثه ويخبرها ما يود إخباره لها.
تنحنح بخشونة قائلاً :- أنا جيت أعتزرلك على طريقتي في الكلام معاكي من شوية معلش كنت متضايق و جات فيكي ..
هتفت بضيق :- يا سلام يعني كل ما حد يزعلك تقوم تفش خلقك فيني !
هز رأسه بنفي قائلاً بابتسامة عذبة :- لا مش هعمل كدة تاني هحاول على قد ما أقدر متعصبش عليكي ها كدة خلاص .
مطت شفتيها بحنق قائلة :- لما نشوف يا زياد ....ثم أضافت بارتباك :- أاااا.....قصدي باشمهندس زياد ..
ضحك بخفوت قائلاً :- مالها زياد ما حلوة أهو ايه باشمهندس دي كمان ! سماء يا ريت تفهمي إننا مخطوبين و كلها شوية و هنتجوز فبلاش خالص الألقاب دي .
اتسعت عيناها بصدمة قائلة :- اااا....انت بتتحدت صُح ؟
أومأ بتأكيد قائلاً :- أيوة بتكلم بجد وهي حاجة فيها هزار هدخل أتفق مع رجالة و بعدين أقولهم معلش فرصة سعيدة !
تعالت دقات قلبها و أردفت بحذر :- يعني انت هتچوزني صُح صُح مش عشان تغيظ البت إياها ولا عشان شهامتك اللي خلتك تعمل إكدة عشان تحمينا من عمي ؟!
كان في موقف يحسد عليه فهي وضعته في زاوية مغلقة بأسألتها تلك فهو فعل ذلك منذ البداية من أجل كلا السببين و الآن لا يستطيع التراجع ليس فقط كي لا يظهر بأنه مستهتر و يضع أهله في موقف محرج ولكن أيضاً بعد أن رأى ذلك المحيط الذي بعينيها يشعر بأنه يريد الغرق والتعمق فيه طواعية وخاصة أنها فتاة على خلق فماذا يريد بعد ذلك ..
تنحنح بهدوء و أردف بصدق :- لا مش علشان دول يمكن في الأول اه بس حالياً لا مش دي الأسباب اللي هتخليني أكمل الجوازة إلا إذا إنتي كنتي رافضة فأنا مش هجبرك على حاجة ..
تطلعت للأرض بخجل شديد وهي لا تدري بما تخبره كيف ترفض و قلبها تعلق بحباله و قيده و من الصعب أن تنقطع فالوتين متين بينما هتف هو بحذر حينما وجدها طالت في الإجابة :- ها مقولتيش رأيك إنتي موافقة تكملي معايا ولا لا ؟
فركت يديها بتوتر وهي لا تعرف بما تجيبه فشعرت وكأن لسانها عاجز عن نطق الحروف فهتفت زينب بإبتسامة عريضة :- طبعاً موافقة يا باشمهندس زياد هي بس مكسوفة شوية ..
نظر لها بعدم اقتناع قائلاً :- أتمنى دة فعلا ..طيب أنا همشي بقى ..
أردفت بسرعة :- لا تمشي إيه بس إنت هتتغدى معانا يا باشمهندس و يا ريت تقبل عزومتي المتواضعة دي .
أردف بهدوء :- لا متشكر يا مدام زينب .
أردفت بإصرار :- لا أبدا انت هتتغدى معانا يا بشمهندس مفيش كلام انت هتكسفني ولا إيه ..
أردف بخنوع :- لا أبدا يا مدام زينب ماشي خلاص هقعد و أمري لله ...
هتفت بابتسامة :- طيب أنا هروح أشوف الأكل .
قالت ذلك ثم انصرفت للداخل بسرعة بينما همت سماء بالنهوض قائلة بتلعثم :- أااا...طيب أنا هروح أساعدها ..
أردف بهدوء :- لا خليكي شوية معايا ..قصدي يعني نتكلم وكدة واهو نتعرف على بعض أكتر ..
هزت رأسها بخفوت وجلست على طرف المقعد بينما هتف هو بفضول :- ممكن أسألك سؤال رخم شوية ؟
قطبت جبينها بتعجب قائلة :- سؤال ايه دة ؟!
أردف بحذر :- أاااا....يعني كنت عاوز أعرف ليه عمك وابنه كانوا بيقولولك يا بنت الخوجاية ليه ؟
تنهدت بعمق و أردفت بنبرة يشوبها الحزن :- أصل أنا أمي الله يرحمها أجنبية مش زينا يعني من لندن .
ضيق عينيه بدهشة قائلاً :- إزاي دة !
نظرت أمامها بشرود قائلة :- چدي كان مچلع أبوي الله يرحمه قوي وكان بيعمله أي حاچة رايدها كبر وطلب منيه يروح يكمل علامه برة وهناك قابل أمي وحبها وهي كمان حبته قوي و اتنازلت عن حقها في كل حاچة لأچل ما تبقى مع أبوي . چات اهنة وأتچوزت أبوي وبعديها بفترة أعلنت إسلامها و ربنا هداها قعدت مع أبوي في بلد تاني و عيشة مختلفة واصل عنيها بس رضيت عشان أبوي ..
خلفتنا وكبرونا سوا لحد ما أتوفت أمي في السرطان وبعديها أبوي حصلها بكام سنة و أهة قاعدين أنا و أخوي ملناش حد غير بعضنا دلوك والدنيا عمالة تلطش فينا و مخابرينش هتودينا لوين !
كان يستمع إليها وقلبه ينزف من الداخل لما عانته و تعانيه فهتف بحنو :- متخافيش إنتي مش لوحدك أنا جنبك و أوعدك أن مش هخلي حد يأذيكي انتي وأخوكي .
هزت رأسها بخفوت و امتنان له فكم وقعت كلماته على مسامعها فأحدث نسيما هادئاً رطب به أوجاعها بالداخل بينما هتف هو بمرح لكي يخرجها من حالتها تلك :- طيب يا ستي أنا كمان هحكيلك عني علشان متقوليش إني بخومك ..
ضحكت بخفوت فسرح فيها رغماً عنه و شعر بأنها تعزف على أوتار قلبه أجمل الألحان بينما أردف هو بشرود :- أنا كنت في كلية الهندسة في سنة رابعة بالتحديد يوم ما اتعرفت على نهلة .....
جعّدت وجهها بضيق ما إن سمعت اسم غريمتها وراقب هو جيداً ذلك ولكنه يجب أن يوضح لها مجريات الأمور فأضاف بتنهيدة عميقة :- كانت هادية وشقية في نفس الوقت شدتني ليها أعجبت بيها و حبيتها واتفقت معاها إني بعد ما اتخرج هروح اتقدملها بشكل رسمي و نتجوز ...
صمت قليلاً وهو يشعر بالدماء تغلي بداخله فهو دفن تلك الذكرى بعيداً ولا يريد أن يقترب منها مجدداً ولكنه يجب أن يواجه ويقف ليضع حدا لذلك الموضوع . ابتسم بسخرية قائلاً :- بس اكتشفت أن كل دة لعبة من سيادتها علشان بس رهان مع صحبتها أنها توقعني في شباكها وأنها نجحت في كدة فعلاً . سمعتها بنفسي بتقول كدة من غير ما تعرف بوجودي يومها حسيت أن الدنيا بقت سودة في وشي زعلت على نفسي لأني كسرتها بأيدي بسبب غبائي الزيادة عن اللزوم .
يومها أخويا عرف و ساندني لآخر لحظة وقالي " لو وقفت على الوجع ولا مشكلة قابلتك في حياتك مش هتكمل دوس على وجعك و أغلب مشاكلك وكمل الحياة تجارب ومين فينا ما بيتعلمش الغلط في إنك توقف مش في كونك طيب و بتثق في الناس بسرعة " ومن يومها وأنا قفلت قلبي مفتحتوش لأي حد وبقى الشغل هو كل حياتي وبس .
ثم نظر لها بمكر قائلاً :- بس شكلي كدة هتمرد و أفتح قلبي مرة تانية بس المرة دي متأكد للإنسانة اللي تستحق ..
توردت وجنتيها خجلاً و تراقصت دقات قلبها بفرح حينما هتف بتلك الكلمات بينما هتف هو بخبث :- و كمان شكلها كدة كمان فاتحالي قلبها وأنا مش هكسره ابدا ودة وعد مني ليكي .....
نهضت بتخبط و هتفت بتلعثم :- أااا......هشوف الخالة زينب ....
قالت ذلك ثم دلفت للداخل بسرعة فاصتدمت بالمقعد وتألمت بداخلها إلا أنها دلفت بسرعة وهي تشعر وكأنها تذوب كالزبد عندما يوضع على النار من فرط خجلها منه بينما ابتسم هو على تصرفاتها قائلاً بخفوت :- مجنونة ....
بعد وقت عاد عامر ودلف للداخل فلم يجد شقيقته فانتابه القلق فأسرع يطرق باب منزل السيدة زينب والتي فتحته ابنتها الكبرى التي ما إن رأته شهقت بصوت مسموع لرؤيتها إياه وما إن تداركت نفسها نظرت أرضاً بحرج بينما هتف هو بصوت أجش :- السلام عليكم أختي سماء إهنة ؟
هزت رأسها بموافقة قائلة بصوت متذبذب :- أااا.... أيوة موجودة هنا اتفضل ..
أردف بنفي :- لاه ناديلها وأنا هستناها إهنة ..
أومأت له ثم انصرفت للداخل حيث توجد سماء وأردفت بصوت متلعثم :- سسماء ....أاا..أخوكي برة عاوز يشوفك ..
ضربت على صدرها بفزع أدى إلى ارتجاف الأخرى قائلة :- يا مري عامر برة .؟! وشاف زياد ! يا مري هيقتلني يا مري ...
هتفت بتعجب :- يقتلك ليه ؟
خرجت ولم تعيرها إهتمام وشغلها الشاغل هو موقف أخيها من تواجدها برفقة زياد وعندما خرجت أصابتها الصدمة حينما وجدت شقيقها يجلس إلى جوار زياد و يتحدثان سويا فنهض عامر مسرعاً ثم وقف قبالتها وهو يتفحص يدها بخوف قائلاً :- إيه اللي صابك يا خيّتي مالها يدك ؟
أردفت بإبتسامة بسيطة :- لاه متقلقش دة القلم عورني وأنا مش واخدة بالي منيه .
أردف بعتاب :- وه مش تاخدي بالك يا سماء بردو
أردفت باطمئنان :- متخافش يا أخوي دي تعويرة بسيطة و الخالة زينب طهرتهالي و ربطتها زين .
تنهد براحة لعدم مساس شقيقته بأي سوء بينما أتت زينب من خلفها وهي تقول بإبتسامة عريضة :- الأكل جهز يلا على السفرة ..
نهضا الاثنين وسارا للداخل بينما هي وقفت مكانها والصدمة حليفتها فتوقعت ثورانه عليها ولكن أن يبتسم في وجهها كان آخر شيئ تتوقعه . انتفضت على صوت شقيقها الذي هتف فجأة :- سماء يلا واقفة عندك إكدة ليه ؟
استدارت و ابتسمت بتوتر ومن ثم جلست إلى جوار مريم ثم شرعت في تناول الطعام بهدوء وسط ثرثرة ياسمين الابنة الصغرى لزينب و مرحها الذي أضاف جوا مرحا وزال التوتر المشحون بينهم ..
بعدما فرغوا من الطعام استأذن زياد بالذهاب و تبعه عامر الذي أخذ بيد شقيقته متوجهين لشقتهم الخاصة بهم فهتف زياد بهدوء :- عامر لحظة كنت عاوز أتكلم معاك..
أومأ له بهدوء ثم دلفوا للداخل بينما هتف عامر وهو ينظر لشقيقته :- روحي اعملي حاچة نشربها يا سماء .
هزت رأسها بموافقة ثم دلفت للداخل بينما هتف هو بهدوء :- اتفضل أقعد يا زياد ..
جلس قبالته فهتف الآخر بحذر :- خير يا زياد في حاچة ؟!
حمحم بحرج قائلاً :- لا أبدا مفيش بس أنا يعني كنت عاوز أقدم معاد الفرح يعني يكون آخر الشهر دة .
أردف بتعجب :- وليه العچلة يا باشمهندس ما نخلي كل حاچة في معادها أحسن .
أردف بهدوء :- مجاتش من شهر يا عامر يا ريت تقبل طلبي أنا عاوز أتعامل معاها براحتي مش بقيود والقيود دي هتتكسر لما نكتب كتابنا و نتجوز .
حك مؤخرة رأسه بتفكير قائلاً :- ماشي يا زياد هكلم عمي و واد عمي و أخبرك بمعاد نتفقوا فيه قريب ..
هز رأسه بموافقة قائلاً :- طيب يا ريت نكتب كتابنا خلال الأسبوع دة والفرح يبقى آخر الشهر بإذن الله.
لم يكمل حديثه حينما انتفضا سويا على أثر صوت الأكواب التي تحطمت أرضاً فنظروا خلفهم و وجدوها تنظر لهم بصدمة كبيرة بعد أن سمعت ما قد قيل منذ لحظات .
تقدم أخيها منها وهتف بقلق وهو يزيحها برفق عن مرمى الزجاج المكسور :- سماء إنتي زينة حصلتلك حاچة ؟
هزت رأسها بتوتر قائلة بحروف متقطعة :- أاا...لا لا أنا.... أنا زينة ..
ثم جلست أرضاً لتلملم الزجاج المكسور فنهرها عامر قائلاً بحدة :- لاه يدك لتتعور وانتي منقصاش قومي وأنا اللي هلمه ..
أومأت له بخفوت فأخذ بيدها حتى جلست إلى جواره فهتف بتساؤل :- ها إيه رأيك في كلام زياد يا سماء موافقة عليه ولا لاه .؟
اعتصرت كفي يدها بقوة حتى كادت أن تدميهم بينما أخذ يترقب هو جوابها بفضول و لهفة .
دام الصمت للحظات قبل أن يعيد عامر عليها السؤال مرة أخرى فخرج صوته قائلة بخفوت :- اللي تشوفه يا عامر ..
ابتسم بخفوت قائلاً :- يبقى خلاص على خيرة الله خلاص يا زياد كلها يوم ولا اتنين وعمي ياچي وتاچوا انتوا و نتفق بإذن الله على كل حاچة ..
أومأ له بإبتسامة عذبة ثم استأذن بهدوء وغادر بينما دلفت للداخل و غلقت الباب واستندت عليه وهي تتنفس بسرعة و دقات قلبها في ازدياد وكأنه يطرق كالطبول وعلى وجهها ابتسامة عريضة .
★★★★★★★★★★★★★★★
بعد مرور أسبوع في فيلا عمر كان يقام إحتفال بمناسبة تعاقد شركتهم مع شركة SRT التابعة لوالد نهلة وكم كان هذا مثقلا على روحه ولكن يجب أن يصمد حتى لا يثير شكوك والده .
كانت تجلس برفقة الفتيات بخجل فهي لم تعتاد عليهن بعد حيث ظلت صامتة وأخذت تراقب أفعالهن و حديثهم بعيونها فقط .
هتفت رحمة بمرح وهي تجلس بحذر إلى جوار سماء قائلة :- بت يا سماء ما تفكيها كدة بدل قعدة المكتئبين دي .. ثم أضافت بعبث :- ولا عشان الواد زيزو مش هنا ..
اتسعت عيناها بصدمة و هتفت بتلعثم :- أااا......ممم أديني قاعدة أهة ..
ضحكت همس وهي تراقب وجه سماء المشتعل :- مش هتبطلي أبداً يا رحمة حرام عليكي البنت مش قدك ولا قد جنانك .
أردفت بتذمر :- الله ما أنا عاوزاها تتعود علينا دي عكس زياد خالص اللي بيكلم طوب الأرض وهي ما شاء الله ساكتة من أول القعدة ..
أتت شجن وجلست إلى جوارها قائلة بهدوء :- ما إنتي كدة خضتيها مش أسلوب دة ..ثم نظرت لسماء قائلة بحنو :- حبيبتي متتكسفيش إنتي وسط عيلتك التانية وكلنا بنحبك .
هتفت رحمة باستنكار :- يا أختي خلاثي كميلة .. إيه المحن دة يا بت متعوديهاش خلي البت تطلع ناشفة كدة .
نظرت لها بحنق قائلة :- لا انتي الواحد يسكت أحسن معاكي مفيش فايدة ..
ابتسمت لهن بخفوت و بدأت تنخرط معهم رويداً رويداً في الحديث ..
على الجانب الآخر كانت تجلس بحنق شديد إلى جواره وهي تنظر لهن بحزن قائلة برجاء :- علشان خاطري يا فارس خليني أروح أقعد معاهم ..
جز على أسنانه بغيظ شديد قائلاً :- قولت لا يعني لا اترزعي هنا واياكي تتحركي من جنبي لحد ما أم الحفلة دي تخلص أنا غلطان أصلاً إني جبتك من البيت ..
أردفت بتذمر :- يا سلام يا سي فارس عاوز تحبسني !
أردف بحدة :- أومال أجيبك هنا و اشتغلك خاطبة ..
نفخت أوداجها بغيظ قائلة :- وأنا مالي الله
أردف بغضب مكبوت :- هي كلمة مش هتتحركي إلا وأنا معاكي ..
قال ذلك ثم حاوط خصرها بتملك فشهقت بخجل قائلة :- فارس عيب حد يشوفنا ..
أردف بغيظ :- اسكتي بدل ما والله أقطف فروالة وما هيهمني حد ..
اتسعت عيناها بصدمة ونظرت أرضاً بخجل من تهديده الصريح والتزمت الصمت فهي تعلم جنونه جيداً بينما كان يغلي هو بداخله كالبركان وهو يتذكر ما حدث منذ لحظات
Flash back
كانت تبحث عن أطفالها الثلاثة و اطمئنت حينما وجدتهم بصحبة جدهم فاستدارت لتذهب للفتيات ولكن اعترض طريقها أحدهم يهتف بابتسامة عريضة :- احم حضرتك انتي معزومة على شرف مين هنا في الحفلة أكيد عمر بيه صح ؟
نظرت له باستنكار وهتفت بضيق :- أيوة صح بعد إذنك .
وما إن همت لتغادر اعترض طريقها قائلاً بهدوء ولهفة :- يا آنسة والله أنا مش قصدي أضايقك ولا بعاكسك لا سمح الله بس بصراحة أنا متابعك من أول الحفلة وشدتيني بسرعة رغم احترامك ولبسك المحترم قليل جداً ما بنلاقي بنات ملتزمة كدة فيا ريت رقم الوالد يعني أتقدملك وهكون أسعد واحد لو قبلتي طلبي وقولتي اه...
رفعت حاجبها بذهول من حديثه و سرعان ما انتفضت في مكانها حينما سمعت صوته الساخر خلفها يقول :- ما تديله رقم الوالد يا ......يا آنسة ..
نظرت له بتلعثم قائلة :- أاااا......فففارس والله... والله مش أنا...هو ...هو ....
جذبها من ذراعها بقوة قائلاً :- تعالي انتي على جنب دلوقتي على ما أشوف البيه الأول.
وقف قبالته وهتف بهدوء مريب :- كنت بتقول إيه يا أخ أنت.؟
أردف بهدوء :- واضح إنك أخو الآنسة كويس أنك وفرت عليا المشوار أنا عاوز عنوان بتكم علشان أجي أتقدم للآنسة ...
أومأ بهدوء خطر قائلاً :- امممم... الآنسة..
وعلى حين غرة عاجله بلكمة قوية أسقطته أرضاً بينما نهض الآخر قائلاً بضيق :- ليه بس كدة يا أفندم !
صرخ في وجهه :- انت عبيط يالا ولا بتستعبط جاي تطلب أيد مراتي مني ..
أردف بصدمة :- إيه ! هو الآنسة تبقى......
قاطعه قائلاً بصياح :- بردو هيقولي آنسة بقولك مراتي ...مراتي إيه ما بتفهمش ..
تراجع للخلف بخطوات بطيئة قائلاً :- أاا.... أنا آسف يا أفندم مكنتش أعرف كدة بعتزرلك يا آنسة..قصدي يا مدام بعد إذنكم.
غادر مسرعاً بينما قبض هو على ذراعها بغيظ وسحبها خلفه للداخل بينما تعالت هي دقات قلبها بصخب قائلة بخوف :- فففارس...
هتف بهمس قاتل :- ما اسمعش نفسك خالص .
رضخت لهمسه والخوف يأكلها بالداخل وما إن دلف بها وجد والدته بوجهه التي هتفت بقلق :- في إيه يا ولاد مالكم ؟
أردف بغيظ :- أبداً مفيش يا ماما باركي لحبيبة أصل جالها عريس شوفتي الهنا اللي أنا فيه !
ضحكت بخفوت وهتفت بمرح :- طيب يعني هي تعمل إيه مش ذنبها إن شكلها صغير وقمر . ثم أضافت بضحك مكتوم :- أومال هتعمل ايه لو عرفت أن دولت هانم طلبتها لابن أخوها ..
أردف بحدة :- لا والله حلو أوي الهبل دة لا أنا أقعد النهاردة أعد للعرسان بتوعها بقى ..
ثم وجه حديثه لحبيبة قائلاً بصرامة :- بت إنتي هتفضلي كدة جنبي لحد ما نمشي و ممنوع منعاً باتاً إنك تكلمي راجل يستحسن متتكلميش حد أصلا يلا قدامي .
قال ذلك ثم دفعها برفق أمامه ثم جلسا سويا إلى جوار بعضهم ثم قام بمحاوطتها بذراعه كي يلعن للجميع أنها ملكه هو فقط ولا أحد سواه .
End of flash back
زفر بضيق وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ولكنها توحي بغضبه الذي لو تجسد لأطاح بالحاضرين بينما زفرت هي بغيظ و حنق منه فهتفت بمحايلة :- طيب هروح أشوف الولاد مراد أكيد بيعيط دلوقتي .
أردف بإصرار:- ماما هتتصرف و عمتو أكيد يعني مش هيسبوه يعيط ولو غلبوا معاه هيحبوه لحد هنا .
جزت على أسنانها بغيظ و ودت لو تصرخ في وجهه ولكنها كانت ذلك بداخلها وظلت تراقب الوضع بصمت .
كانت تقف تهز قدميها بعصبية وهي تنتظر قدومه وما إن أتى هتفت بغضب مكتوم :- كل دة تأخير سيادتك .
هتف بهدوء :- سوري يا baby إتأخرت على ما جبت الحاجة .
أردفت بلهفة :- ها جيبت اللي قولتلك عليه ؟
أخرج من جيبه علبة من الحبوب قائلاً بإبتسامة خبيثة :- عيب عليكي يا روحي خدي أهو والباقي عليكي .
إلتقطت العلبة و أردفت بمكر :- كدة انت تعجبني أوي يا حس .
أردف بضحك :- طيب أنا هخلع بقى علشان محدش ياخد باله تشاو يا بيبي .
قال ذلك ثم رحل مسرعاً بينما توجهت هي بخبث أمام طاولة العصير وقامت بوضع ثلاث حبات قائلة بتشفي :- يلا خلينا نتفرج و أهو نتسلى بالعرض اللي هتقدمهولنا الفلاحة .
ثم أشارت للنادل و حدثته قليلاً ثم انصرف للداخل وهو معه صينية كرستالية عليها أكواب بلورية عليها عصير المانجو عدا كوبا واحدا به عصير الفراولة فتوجه ناحيتها ومد لها كوب المانجو بتعمد فهتفت بنفي :- لا شكراً مبحبش المانجة .
هتف بهدوء وخبث :- في فراولة يا أفندم اتفضلي .
قال ذلك ثم مد لها الكوب ثم استمر في توزيع الاكواب إلى أن انتهى وبعدها انصرف . ما إن همت لتضع الكوب على ثغرها و ترتشف منه كان مُلقى أرضاً في الحال و انتفضت بذعر واقفة وهي على صدمتها مما فعل .
خرجت برفقتها وجلست إلى جوارها بحذر وهي تنظر أرضا حتى يبدأ في حديثه ويخبرها ما يود إخباره لها.
تنحنح بخشونة قائلاً :- أنا جيت أعتزرلك على طريقتي في الكلام معاكي من شوية معلش كنت متضايق و جات فيكي ..
هتفت بضيق :- يا سلام يعني كل ما حد يزعلك تقوم تفش خلقك فيني !
هز رأسه بنفي قائلاً بابتسامة عذبة :- لا مش هعمل كدة تاني هحاول على قد ما أقدر متعصبش عليكي ها كدة خلاص .
مطت شفتيها بحنق قائلة :- لما نشوف يا زياد ....ثم أضافت بارتباك :- أاااا.....قصدي باشمهندس زياد ..
ضحك بخفوت قائلاً :- مالها زياد ما حلوة أهو ايه باشمهندس دي كمان ! سماء يا ريت تفهمي إننا مخطوبين و كلها شوية و هنتجوز فبلاش خالص الألقاب دي .
اتسعت عيناها بصدمة قائلة :- اااا....انت بتتحدت صُح ؟
أومأ بتأكيد قائلاً :- أيوة بتكلم بجد وهي حاجة فيها هزار هدخل أتفق مع رجالة و بعدين أقولهم معلش فرصة سعيدة !
تعالت دقات قلبها و أردفت بحذر :- يعني انت هتچوزني صُح صُح مش عشان تغيظ البت إياها ولا عشان شهامتك اللي خلتك تعمل إكدة عشان تحمينا من عمي ؟!
كان في موقف يحسد عليه فهي وضعته في زاوية مغلقة بأسألتها تلك فهو فعل ذلك منذ البداية من أجل كلا السببين و الآن لا يستطيع التراجع ليس فقط كي لا يظهر بأنه مستهتر و يضع أهله في موقف محرج ولكن أيضاً بعد أن رأى ذلك المحيط الذي بعينيها يشعر بأنه يريد الغرق والتعمق فيه طواعية وخاصة أنها فتاة على خلق فماذا يريد بعد ذلك ..
تنحنح بهدوء و أردف بصدق :- لا مش علشان دول يمكن في الأول اه بس حالياً لا مش دي الأسباب اللي هتخليني أكمل الجوازة إلا إذا إنتي كنتي رافضة فأنا مش هجبرك على حاجة ..
تطلعت للأرض بخجل شديد وهي لا تدري بما تخبره كيف ترفض و قلبها تعلق بحباله و قيده و من الصعب أن تنقطع فالوتين متين بينما هتف هو بحذر حينما وجدها طالت في الإجابة :- ها مقولتيش رأيك إنتي موافقة تكملي معايا ولا لا ؟
فركت يديها بتوتر وهي لا تعرف بما تجيبه فشعرت وكأن لسانها عاجز عن نطق الحروف فهتفت زينب بإبتسامة عريضة :- طبعاً موافقة يا باشمهندس زياد هي بس مكسوفة شوية ..
نظر لها بعدم اقتناع قائلاً :- أتمنى دة فعلا ..طيب أنا همشي بقى ..
أردفت بسرعة :- لا تمشي إيه بس إنت هتتغدى معانا يا باشمهندس و يا ريت تقبل عزومتي المتواضعة دي .
أردف بهدوء :- لا متشكر يا مدام زينب .
أردفت بإصرار :- لا أبدا انت هتتغدى معانا يا بشمهندس مفيش كلام انت هتكسفني ولا إيه ..
أردف بخنوع :- لا أبدا يا مدام زينب ماشي خلاص هقعد و أمري لله ...
هتفت بابتسامة :- طيب أنا هروح أشوف الأكل .
قالت ذلك ثم انصرفت للداخل بسرعة بينما همت سماء بالنهوض قائلة بتلعثم :- أااا...طيب أنا هروح أساعدها ..
أردف بهدوء :- لا خليكي شوية معايا ..قصدي يعني نتكلم وكدة واهو نتعرف على بعض أكتر ..
هزت رأسها بخفوت وجلست على طرف المقعد بينما هتف هو بفضول :- ممكن أسألك سؤال رخم شوية ؟
قطبت جبينها بتعجب قائلة :- سؤال ايه دة ؟!
أردف بحذر :- أاااا....يعني كنت عاوز أعرف ليه عمك وابنه كانوا بيقولولك يا بنت الخوجاية ليه ؟
تنهدت بعمق و أردفت بنبرة يشوبها الحزن :- أصل أنا أمي الله يرحمها أجنبية مش زينا يعني من لندن .
ضيق عينيه بدهشة قائلاً :- إزاي دة !
نظرت أمامها بشرود قائلة :- چدي كان مچلع أبوي الله يرحمه قوي وكان بيعمله أي حاچة رايدها كبر وطلب منيه يروح يكمل علامه برة وهناك قابل أمي وحبها وهي كمان حبته قوي و اتنازلت عن حقها في كل حاچة لأچل ما تبقى مع أبوي . چات اهنة وأتچوزت أبوي وبعديها بفترة أعلنت إسلامها و ربنا هداها قعدت مع أبوي في بلد تاني و عيشة مختلفة واصل عنيها بس رضيت عشان أبوي ..
خلفتنا وكبرونا سوا لحد ما أتوفت أمي في السرطان وبعديها أبوي حصلها بكام سنة و أهة قاعدين أنا و أخوي ملناش حد غير بعضنا دلوك والدنيا عمالة تلطش فينا و مخابرينش هتودينا لوين !
كان يستمع إليها وقلبه ينزف من الداخل لما عانته و تعانيه فهتف بحنو :- متخافيش إنتي مش لوحدك أنا جنبك و أوعدك أن مش هخلي حد يأذيكي انتي وأخوكي .
هزت رأسها بخفوت و امتنان له فكم وقعت كلماته على مسامعها فأحدث نسيما هادئاً رطب به أوجاعها بالداخل بينما هتف هو بمرح لكي يخرجها من حالتها تلك :- طيب يا ستي أنا كمان هحكيلك عني علشان متقوليش إني بخومك ..
ضحكت بخفوت فسرح فيها رغماً عنه و شعر بأنها تعزف على أوتار قلبه أجمل الألحان بينما أردف هو بشرود :- أنا كنت في كلية الهندسة في سنة رابعة بالتحديد يوم ما اتعرفت على نهلة .....
جعّدت وجهها بضيق ما إن سمعت اسم غريمتها وراقب هو جيداً ذلك ولكنه يجب أن يوضح لها مجريات الأمور فأضاف بتنهيدة عميقة :- كانت هادية وشقية في نفس الوقت شدتني ليها أعجبت بيها و حبيتها واتفقت معاها إني بعد ما اتخرج هروح اتقدملها بشكل رسمي و نتجوز ...
صمت قليلاً وهو يشعر بالدماء تغلي بداخله فهو دفن تلك الذكرى بعيداً ولا يريد أن يقترب منها مجدداً ولكنه يجب أن يواجه ويقف ليضع حدا لذلك الموضوع . ابتسم بسخرية قائلاً :- بس اكتشفت أن كل دة لعبة من سيادتها علشان بس رهان مع صحبتها أنها توقعني في شباكها وأنها نجحت في كدة فعلاً . سمعتها بنفسي بتقول كدة من غير ما تعرف بوجودي يومها حسيت أن الدنيا بقت سودة في وشي زعلت على نفسي لأني كسرتها بأيدي بسبب غبائي الزيادة عن اللزوم .
يومها أخويا عرف و ساندني لآخر لحظة وقالي " لو وقفت على الوجع ولا مشكلة قابلتك في حياتك مش هتكمل دوس على وجعك و أغلب مشاكلك وكمل الحياة تجارب ومين فينا ما بيتعلمش الغلط في إنك توقف مش في كونك طيب و بتثق في الناس بسرعة " ومن يومها وأنا قفلت قلبي مفتحتوش لأي حد وبقى الشغل هو كل حياتي وبس .
ثم نظر لها بمكر قائلاً :- بس شكلي كدة هتمرد و أفتح قلبي مرة تانية بس المرة دي متأكد للإنسانة اللي تستحق ..
توردت وجنتيها خجلاً و تراقصت دقات قلبها بفرح حينما هتف بتلك الكلمات بينما هتف هو بخبث :- و كمان شكلها كدة كمان فاتحالي قلبها وأنا مش هكسره ابدا ودة وعد مني ليكي .....
نهضت بتخبط و هتفت بتلعثم :- أااا......هشوف الخالة زينب ....
قالت ذلك ثم دلفت للداخل بسرعة فاصتدمت بالمقعد وتألمت بداخلها إلا أنها دلفت بسرعة وهي تشعر وكأنها تذوب كالزبد عندما يوضع على النار من فرط خجلها منه بينما ابتسم هو على تصرفاتها قائلاً بخفوت :- مجنونة ....
بعد وقت عاد عامر ودلف للداخل فلم يجد شقيقته فانتابه القلق فأسرع يطرق باب منزل السيدة زينب والتي فتحته ابنتها الكبرى التي ما إن رأته شهقت بصوت مسموع لرؤيتها إياه وما إن تداركت نفسها نظرت أرضاً بحرج بينما هتف هو بصوت أجش :- السلام عليكم أختي سماء إهنة ؟
هزت رأسها بموافقة قائلة بصوت متذبذب :- أااا.... أيوة موجودة هنا اتفضل ..
أردف بنفي :- لاه ناديلها وأنا هستناها إهنة ..
أومأت له ثم انصرفت للداخل حيث توجد سماء وأردفت بصوت متلعثم :- سسماء ....أاا..أخوكي برة عاوز يشوفك ..
ضربت على صدرها بفزع أدى إلى ارتجاف الأخرى قائلة :- يا مري عامر برة .؟! وشاف زياد ! يا مري هيقتلني يا مري ...
هتفت بتعجب :- يقتلك ليه ؟
خرجت ولم تعيرها إهتمام وشغلها الشاغل هو موقف أخيها من تواجدها برفقة زياد وعندما خرجت أصابتها الصدمة حينما وجدت شقيقها يجلس إلى جوار زياد و يتحدثان سويا فنهض عامر مسرعاً ثم وقف قبالتها وهو يتفحص يدها بخوف قائلاً :- إيه اللي صابك يا خيّتي مالها يدك ؟
أردفت بإبتسامة بسيطة :- لاه متقلقش دة القلم عورني وأنا مش واخدة بالي منيه .
أردف بعتاب :- وه مش تاخدي بالك يا سماء بردو
أردفت باطمئنان :- متخافش يا أخوي دي تعويرة بسيطة و الخالة زينب طهرتهالي و ربطتها زين .
تنهد براحة لعدم مساس شقيقته بأي سوء بينما أتت زينب من خلفها وهي تقول بإبتسامة عريضة :- الأكل جهز يلا على السفرة ..
نهضا الاثنين وسارا للداخل بينما هي وقفت مكانها والصدمة حليفتها فتوقعت ثورانه عليها ولكن أن يبتسم في وجهها كان آخر شيئ تتوقعه . انتفضت على صوت شقيقها الذي هتف فجأة :- سماء يلا واقفة عندك إكدة ليه ؟
استدارت و ابتسمت بتوتر ومن ثم جلست إلى جوار مريم ثم شرعت في تناول الطعام بهدوء وسط ثرثرة ياسمين الابنة الصغرى لزينب و مرحها الذي أضاف جوا مرحا وزال التوتر المشحون بينهم ..
بعدما فرغوا من الطعام استأذن زياد بالذهاب و تبعه عامر الذي أخذ بيد شقيقته متوجهين لشقتهم الخاصة بهم فهتف زياد بهدوء :- عامر لحظة كنت عاوز أتكلم معاك..
أومأ له بهدوء ثم دلفوا للداخل بينما هتف عامر وهو ينظر لشقيقته :- روحي اعملي حاچة نشربها يا سماء .
هزت رأسها بموافقة ثم دلفت للداخل بينما هتف هو بهدوء :- اتفضل أقعد يا زياد ..
جلس قبالته فهتف الآخر بحذر :- خير يا زياد في حاچة ؟!
حمحم بحرج قائلاً :- لا أبدا مفيش بس أنا يعني كنت عاوز أقدم معاد الفرح يعني يكون آخر الشهر دة .
أردف بتعجب :- وليه العچلة يا باشمهندس ما نخلي كل حاچة في معادها أحسن .
أردف بهدوء :- مجاتش من شهر يا عامر يا ريت تقبل طلبي أنا عاوز أتعامل معاها براحتي مش بقيود والقيود دي هتتكسر لما نكتب كتابنا و نتجوز .
حك مؤخرة رأسه بتفكير قائلاً :- ماشي يا زياد هكلم عمي و واد عمي و أخبرك بمعاد نتفقوا فيه قريب ..
هز رأسه بموافقة قائلاً :- طيب يا ريت نكتب كتابنا خلال الأسبوع دة والفرح يبقى آخر الشهر بإذن الله.
لم يكمل حديثه حينما انتفضا سويا على أثر صوت الأكواب التي تحطمت أرضاً فنظروا خلفهم و وجدوها تنظر لهم بصدمة كبيرة بعد أن سمعت ما قد قيل منذ لحظات .
تقدم أخيها منها وهتف بقلق وهو يزيحها برفق عن مرمى الزجاج المكسور :- سماء إنتي زينة حصلتلك حاچة ؟
هزت رأسها بتوتر قائلة بحروف متقطعة :- أاا...لا لا أنا.... أنا زينة ..
ثم جلست أرضاً لتلملم الزجاج المكسور فنهرها عامر قائلاً بحدة :- لاه يدك لتتعور وانتي منقصاش قومي وأنا اللي هلمه ..
أومأت له بخفوت فأخذ بيدها حتى جلست إلى جواره فهتف بتساؤل :- ها إيه رأيك في كلام زياد يا سماء موافقة عليه ولا لاه .؟
اعتصرت كفي يدها بقوة حتى كادت أن تدميهم بينما أخذ يترقب هو جوابها بفضول و لهفة .
دام الصمت للحظات قبل أن يعيد عامر عليها السؤال مرة أخرى فخرج صوته قائلة بخفوت :- اللي تشوفه يا عامر ..
ابتسم بخفوت قائلاً :- يبقى خلاص على خيرة الله خلاص يا زياد كلها يوم ولا اتنين وعمي ياچي وتاچوا انتوا و نتفق بإذن الله على كل حاچة ..
أومأ له بإبتسامة عذبة ثم استأذن بهدوء وغادر بينما دلفت للداخل و غلقت الباب واستندت عليه وهي تتنفس بسرعة و دقات قلبها في ازدياد وكأنه يطرق كالطبول وعلى وجهها ابتسامة عريضة .
★★★★★★★★★★★★★★★
بعد مرور أسبوع في فيلا عمر كان يقام إحتفال بمناسبة تعاقد شركتهم مع شركة SRT التابعة لوالد نهلة وكم كان هذا مثقلا على روحه ولكن يجب أن يصمد حتى لا يثير شكوك والده .
كانت تجلس برفقة الفتيات بخجل فهي لم تعتاد عليهن بعد حيث ظلت صامتة وأخذت تراقب أفعالهن و حديثهم بعيونها فقط .
هتفت رحمة بمرح وهي تجلس بحذر إلى جوار سماء قائلة :- بت يا سماء ما تفكيها كدة بدل قعدة المكتئبين دي .. ثم أضافت بعبث :- ولا عشان الواد زيزو مش هنا ..
اتسعت عيناها بصدمة و هتفت بتلعثم :- أااا......ممم أديني قاعدة أهة ..
ضحكت همس وهي تراقب وجه سماء المشتعل :- مش هتبطلي أبداً يا رحمة حرام عليكي البنت مش قدك ولا قد جنانك .
أردفت بتذمر :- الله ما أنا عاوزاها تتعود علينا دي عكس زياد خالص اللي بيكلم طوب الأرض وهي ما شاء الله ساكتة من أول القعدة ..
أتت شجن وجلست إلى جوارها قائلة بهدوء :- ما إنتي كدة خضتيها مش أسلوب دة ..ثم نظرت لسماء قائلة بحنو :- حبيبتي متتكسفيش إنتي وسط عيلتك التانية وكلنا بنحبك .
هتفت رحمة باستنكار :- يا أختي خلاثي كميلة .. إيه المحن دة يا بت متعوديهاش خلي البت تطلع ناشفة كدة .
نظرت لها بحنق قائلة :- لا انتي الواحد يسكت أحسن معاكي مفيش فايدة ..
ابتسمت لهن بخفوت و بدأت تنخرط معهم رويداً رويداً في الحديث ..
على الجانب الآخر كانت تجلس بحنق شديد إلى جواره وهي تنظر لهن بحزن قائلة برجاء :- علشان خاطري يا فارس خليني أروح أقعد معاهم ..
جز على أسنانه بغيظ شديد قائلاً :- قولت لا يعني لا اترزعي هنا واياكي تتحركي من جنبي لحد ما أم الحفلة دي تخلص أنا غلطان أصلاً إني جبتك من البيت ..
أردفت بتذمر :- يا سلام يا سي فارس عاوز تحبسني !
أردف بحدة :- أومال أجيبك هنا و اشتغلك خاطبة ..
نفخت أوداجها بغيظ قائلة :- وأنا مالي الله
أردف بغضب مكبوت :- هي كلمة مش هتتحركي إلا وأنا معاكي ..
قال ذلك ثم حاوط خصرها بتملك فشهقت بخجل قائلة :- فارس عيب حد يشوفنا ..
أردف بغيظ :- اسكتي بدل ما والله أقطف فروالة وما هيهمني حد ..
اتسعت عيناها بصدمة ونظرت أرضاً بخجل من تهديده الصريح والتزمت الصمت فهي تعلم جنونه جيداً بينما كان يغلي هو بداخله كالبركان وهو يتذكر ما حدث منذ لحظات
Flash back
كانت تبحث عن أطفالها الثلاثة و اطمئنت حينما وجدتهم بصحبة جدهم فاستدارت لتذهب للفتيات ولكن اعترض طريقها أحدهم يهتف بابتسامة عريضة :- احم حضرتك انتي معزومة على شرف مين هنا في الحفلة أكيد عمر بيه صح ؟
نظرت له باستنكار وهتفت بضيق :- أيوة صح بعد إذنك .
وما إن همت لتغادر اعترض طريقها قائلاً بهدوء ولهفة :- يا آنسة والله أنا مش قصدي أضايقك ولا بعاكسك لا سمح الله بس بصراحة أنا متابعك من أول الحفلة وشدتيني بسرعة رغم احترامك ولبسك المحترم قليل جداً ما بنلاقي بنات ملتزمة كدة فيا ريت رقم الوالد يعني أتقدملك وهكون أسعد واحد لو قبلتي طلبي وقولتي اه...
رفعت حاجبها بذهول من حديثه و سرعان ما انتفضت في مكانها حينما سمعت صوته الساخر خلفها يقول :- ما تديله رقم الوالد يا ......يا آنسة ..
نظرت له بتلعثم قائلة :- أاااا......فففارس والله... والله مش أنا...هو ...هو ....
جذبها من ذراعها بقوة قائلاً :- تعالي انتي على جنب دلوقتي على ما أشوف البيه الأول.
وقف قبالته وهتف بهدوء مريب :- كنت بتقول إيه يا أخ أنت.؟
أردف بهدوء :- واضح إنك أخو الآنسة كويس أنك وفرت عليا المشوار أنا عاوز عنوان بتكم علشان أجي أتقدم للآنسة ...
أومأ بهدوء خطر قائلاً :- امممم... الآنسة..
وعلى حين غرة عاجله بلكمة قوية أسقطته أرضاً بينما نهض الآخر قائلاً بضيق :- ليه بس كدة يا أفندم !
صرخ في وجهه :- انت عبيط يالا ولا بتستعبط جاي تطلب أيد مراتي مني ..
أردف بصدمة :- إيه ! هو الآنسة تبقى......
قاطعه قائلاً بصياح :- بردو هيقولي آنسة بقولك مراتي ...مراتي إيه ما بتفهمش ..
تراجع للخلف بخطوات بطيئة قائلاً :- أاا.... أنا آسف يا أفندم مكنتش أعرف كدة بعتزرلك يا آنسة..قصدي يا مدام بعد إذنكم.
غادر مسرعاً بينما قبض هو على ذراعها بغيظ وسحبها خلفه للداخل بينما تعالت هي دقات قلبها بصخب قائلة بخوف :- فففارس...
هتف بهمس قاتل :- ما اسمعش نفسك خالص .
رضخت لهمسه والخوف يأكلها بالداخل وما إن دلف بها وجد والدته بوجهه التي هتفت بقلق :- في إيه يا ولاد مالكم ؟
أردف بغيظ :- أبداً مفيش يا ماما باركي لحبيبة أصل جالها عريس شوفتي الهنا اللي أنا فيه !
ضحكت بخفوت وهتفت بمرح :- طيب يعني هي تعمل إيه مش ذنبها إن شكلها صغير وقمر . ثم أضافت بضحك مكتوم :- أومال هتعمل ايه لو عرفت أن دولت هانم طلبتها لابن أخوها ..
أردف بحدة :- لا والله حلو أوي الهبل دة لا أنا أقعد النهاردة أعد للعرسان بتوعها بقى ..
ثم وجه حديثه لحبيبة قائلاً بصرامة :- بت إنتي هتفضلي كدة جنبي لحد ما نمشي و ممنوع منعاً باتاً إنك تكلمي راجل يستحسن متتكلميش حد أصلا يلا قدامي .
قال ذلك ثم دفعها برفق أمامه ثم جلسا سويا إلى جوار بعضهم ثم قام بمحاوطتها بذراعه كي يلعن للجميع أنها ملكه هو فقط ولا أحد سواه .
End of flash back
زفر بضيق وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة ولكنها توحي بغضبه الذي لو تجسد لأطاح بالحاضرين بينما زفرت هي بغيظ و حنق منه فهتفت بمحايلة :- طيب هروح أشوف الولاد مراد أكيد بيعيط دلوقتي .
أردف بإصرار:- ماما هتتصرف و عمتو أكيد يعني مش هيسبوه يعيط ولو غلبوا معاه هيحبوه لحد هنا .
جزت على أسنانها بغيظ و ودت لو تصرخ في وجهه ولكنها كانت ذلك بداخلها وظلت تراقب الوضع بصمت .
كانت تقف تهز قدميها بعصبية وهي تنتظر قدومه وما إن أتى هتفت بغضب مكتوم :- كل دة تأخير سيادتك .
هتف بهدوء :- سوري يا baby إتأخرت على ما جبت الحاجة .
أردفت بلهفة :- ها جيبت اللي قولتلك عليه ؟
أخرج من جيبه علبة من الحبوب قائلاً بإبتسامة خبيثة :- عيب عليكي يا روحي خدي أهو والباقي عليكي .
إلتقطت العلبة و أردفت بمكر :- كدة انت تعجبني أوي يا حس .
أردف بضحك :- طيب أنا هخلع بقى علشان محدش ياخد باله تشاو يا بيبي .
قال ذلك ثم رحل مسرعاً بينما توجهت هي بخبث أمام طاولة العصير وقامت بوضع ثلاث حبات قائلة بتشفي :- يلا خلينا نتفرج و أهو نتسلى بالعرض اللي هتقدمهولنا الفلاحة .
ثم أشارت للنادل و حدثته قليلاً ثم انصرف للداخل وهو معه صينية كرستالية عليها أكواب بلورية عليها عصير المانجو عدا كوبا واحدا به عصير الفراولة فتوجه ناحيتها ومد لها كوب المانجو بتعمد فهتفت بنفي :- لا شكراً مبحبش المانجة .
هتف بهدوء وخبث :- في فراولة يا أفندم اتفضلي .
قال ذلك ثم مد لها الكوب ثم استمر في توزيع الاكواب إلى أن انتهى وبعدها انصرف . ما إن همت لتضع الكوب على ثغرها و ترتشف منه كان مُلقى أرضاً في الحال و انتفضت بذعر واقفة وهي على صدمتها مما فعل .
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية وسطا العشق الفصل السابع ، يمكنكم قراءة احداث رواية وسطا العشق الفصل الاخير أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 3 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .