نقدم اليوم احداث رواية عشق لم يسطو بعد الفصل 15 من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل الخامس عشر
الفصل الخامس عشر
طالعها بصدمة وذهول وهو لا يصدق ما قالته للتو. شعر بإنه سقط من هوة جبل عال وهوي أرضا بعنف.
نظر لها مرددا بصدمة :- بتقولي ايه حامل!
أردفت بدموع:- ايوا حامل وكمان تقدر تتأكد من كدة أنا ما بكدبش عليك. فارس حرام عليك اللي بتعمله فيا دة . دا أنا حتي هبقي أم ابنك وانت بتعاملني بمنتهي القسوة كأني السبب في اللي حصل.
وضع يده علي رأسه يضغط عليها بقوة ويفكر بتشوش إنه المسؤل عما حدث، فتح عينيه ونظر لها بهدوء قائلا :- طيب ممكن تهدي.
أردفت بدموع :- مش ههدي ملكش دعوة بيا أنا هتصرف بعد اذنك.
مسك يدها بقوة قبل أن ترحل قائلا :- إنتي رايحة فين؟ دا ابني أنا كمان يعني مسؤول عنه اكتر منك.
كورت وجهه بين يديها قائلة بحنان :- طيب إنت بتبعد ليه يا فارس أنا بحبك.
إبتعد عنها بهدوء فنظرت له بخذي فأردف بهدوء :- هنا يا ريت تقدري تقدري موقفي أنا حاليا مش مستعد نهائي علشان أواجههم.
هتفت بوجع:- لكن فاضي لمراتك الأولي مش كدة.
هتف بتعجب:- وايه اللي جاب سيرتها دلوقتي وبعدين بطلي شغل مراتي الأولي والتانية دة مبحبوش.
هتفت بألم :- مش دي الحقيقة ولا أنا غلطانة.
أصابها الدوار فجأة فترنحت فأسرع بإمساكها ثم جعلها تجلس علي الاريكة فهتف :-
مالك شكلك تعبانة؟
أردفت بغيظ:-يعني بقولك حامل كلك نظر يا دكتور.
تغاضي عن سخريتها ثم نهض وتوجه ناحية مكتبه وجلب حقيبته الطبية ثم قام بفحصها وعمل الإجراءات اللازمة من قياس السكر والضغط والوزن.
بعد أن انتهي هتف بهدوء:- ضغطك عالي شوية.
هتفت بحزن:- ما إنت اللي معليه.
زفر بضيق قائلا :-اوكي اوكي آسف ممكن بقي تمددي علشان اكشف علي الجنين واشوف حالته.
هتفت بإتهام:- تطمن علي البيبي ولا تتأكد إن في بيبي.
هتف بنفاذ صبر:- يا الله منك. خلاص أنا محقوقلك اتفضلي شوفي إنتي رايحة فين.
هتفت بذهول:-عادي كدة جاية أقولك حامل في ابنك وانت بتتخلي عني كدة.
صاح بغضب :- انا متخليتش عن حد. جواز ومتجوزك ومعيشك أحسن عيشة وجاية تقوليلي إني بتخلي عنك.
أردفت بوجع :-ايوة بتتخلي عني لما تسيبني لوحدي من غير ما تسأل فيا ولما تكون خايف تعلن للكل جوازنا وكأنها جريمة يبقي بتتخلي عني يا فارس.
سحب نفسا طويلا ثم زفره بقوة قائلا :- خلاص متعيطيش أنا. ..أنا هاجي أبات معاكي النهاردة.
هتفت بدموع فرح :- بجد؟
هتف بإبتسامة باهتة:- بجد.
قبلته في وجنته قائلة :- أنا بحبك اوي.
إبتسم بتكلف قائلا :- احم طيب يلا بقي قبل ما حد يجي يشوفك.
هتفت بحزن :-تاني؟
أردف بهدوء:- يا ريت شوية وقت ممكن؟
هزت رأسها بموافقة قائلة :- حاضر يا فارس وبعدين مش هتطمن علي البيبي.
اردف بغيظ:- لا هتأكد إنه في بيبي.
وكزته في زراعه قائلة بتذمر:- يا رخم.
ضحك بغلب قائلا :- اعملك إيه مش دة إتهامك ليا؟ ما علينا خلينا نطمن على البيبي.
قام بفحصها وإطمئن علي حالة الجنين فأعطاها بعض الفيتامينات وغادرت.
جلس علي مكتبه زافرا بضيق وشعور الإختناق يسيطر عليه لما أصبح وجودها يخنقه بهذا الشكل.
سب نفسه علي ما فعله دون شعور منه وما أوصله لهذا معها فربطته بميثاق غليظ لن يتخلص منه بسهولة .
وما إن لاح طيفها أمامه حتى إبتسم بهدوء فطيفها فقط قادر على أن يجعله سعيدا.
تلك الفتاة الكبيرة الطفلة في تصرفاتها والخجولة بدرجة كبيرة فتذكر والدته وحديثها حينما قالت " إنت وقح وقليل الأدب وهي خجولة لأبعد الحدود " .
ضحك بخفوت فهي محقة تمام الحق فيعاني كثيرا منها ولكنه سيصبر حتي يذيب خجلها ذاك.
شعر بالخذي من نفسه فهو يقف أمامها ويكذب عليها ويخونها مع أخري حتي وإن لم يكن بوعيه ولكن تبقي الخيانة خيانة مهما إختلفت الظروف.
إلي متي سيظل يكذب عليها بشأن ذلك ومتى ستنتهي ذلك الكابوس.(بقلم زكية محمد ) زفر بضيق من تلك المعضلة ونظر للأوراق التي أمامه لعلها تنسيه جزء مما هو فيه.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت رحمة برفقة زياد في مكتبه الخاص حيث كانت تجلس علي الاريكة وهي تدلك قدميها بعد أن قامت بخلع حذائها قائلة بتذمر:- ااااه ياني. زياد ينفع أرجع في كلامي أنا مش عاوزة أشتغل.
ضحك بخفوت قائلا :- لا يا حلوة مفيش تراجع ولا استسلام ويلا قومي علشان معانا إجتماع نص ساعة كدة.
هتفت بتذمر:- حرام عليك يا زياد أنا ريقي نشف خلاص من مراجعة الملفات والحسابات والنزول والطلوع ولسة عاوزني أحضر إجتماعات!
هتف بتشفي:- حد قالك متركبيش الأصنصير يلا قومي بلاش غلبة.
تمددت للخلف قائلة بتثاؤب:- بص روح احضر إنت وأنا هستناك هنا لحد ما تخلص.
راقبها بدهشة وهي تغلق عينيها إستعدادا للنوم فنهض من مكانه وإقترب منها قائلا بهدوء:- رحمة بت يا رحمة.
هتفت بضيق :- ايه عاوز إيه من زفتة. سيبني انام.
هتف بحدة :- قومي يا زفتة.
هبت من مكانها بفزع قائلة:- في إيه؟ بابا جه.
هتف بغيظ:- قومي الله يحرقك هتجيبيلي مصيبة. بابا لو جه وشافك كدة أنا اللي هكون في وش المدفع.
هتفت بضيق:- وليه ان شاء الله؟
أردف بغيظ:- علشان أنا اللي أصريت أخليكي تيجي تشتغلي هيقولي شوف مجايبك.
هتفت بتذمر:-بس أنا اشتغلت كتير والله والساعة 2 دلوقتي حرام كدة.
هتف بجدية:- الشغل مفهوش هزار تقعدي تشتغلي لحد ما نخلص خالص.
أخذت تبكي بإصطناع قائلة :- اااه يا أنا يا صحتي وشبابي اللي هيضيع علي ايد زياد.
هتف بعدم إكتراث:- طيب يلا يا أختي قومي قدامي.
نهضت دون أن ترتدي حذائها وخرجت خلفه وسط زهول الموظفين منها.
توجها لغرفة الاجتماعات فصدمت بوجود حمزة وسليم فتمتمت بضيق :-
هو انت.
ثم مالت علي أذن شقيقها وهمست:- مقلتش ليه إن أخينا دة هنا؟
نظر لها بتعجب قائلا :- أخينا! أخينا مين؟
هتفت بضيق :- ما تخدش في بالك يلا بينا بدل ما ناخدلنا كلمتين من أبوك.
هتف بسخرية:- أبوك؟ إسلوبك بقي بيئة أوي.
هتفت بعدم إكتراث :-عاجبني.
قالت ذلك ثم توجهت ناحيتهم وألقت التحية ثم جلست الي جوار والدها قائلة بمرح:- مسا مسا عليك يا ميرو.
نظر لها بحدة فقالت بسرعة:- آسفة يا حج نكمل شغلنا.
أخذ حمزة يتطلع في الأوراق متجاهلا إياها عن عمد فتعجبت هي من ذلك ولكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار وانتبهت معهم.
إنخرطوا في الإجتماع وأخذ زياد يناقش بعض النقاط الهامة عن كثب ويطرح الأفكار عليهم وكانوا يناقشونه وبعد أن انتهوا نظروا بدهشة إلي جوار عمر حيث ربعت يديها علي المنضدة أمامها ومالت برأسها ووضعتها علي كلتا يديها وراحت في سبات عميق.
هتف حمزة بضحك مكتوم وحتي يرفع الحرج الذي فيه والدها :- طيب إحنا هنستني في مكتب زياد علشان نمضي العقود.
أومأ بموافقة فنهض حمزة ومعه سليم الذي ما إن دلف المكتب إنخرط في موجة ضحك عالية عندما تذكر هيئتها.
ضحك سليم بخفة قائلا :- بس يا ابني لحد يجي ويسمعك.
هتف بضحك:- منظرها يفطس ضحك. وش شغل اوي الصراحة. وعمالة تقول أنا محدش بيعرف يشتغل زيي وأنا مش عارف إيه. هي فعلا محدش بيشتغل زيها علشان شغلتها النوم.
هتف بحدة:- خلاص اسكت ليضايقوا.
أردف وهو ما زال علي نوبة ضحكه :- مش قادر. ....ثم لفت نظره حذائها الموجود أرضا فأردف :- لا دي كمان هبلة ماشية حافية فكرة نفسها في بيتهم.
عند رحمة وكزها والدها بغيظ قائلا :- رحمة انتي يا ست هانم.
تمتمت بنوم:- شوية كمان شوية.
وكزها مجددا وهو يقول:- يا بت قومي متحرقيش دمي.
هتفت بنوم:- امشي وبطل رزالة بقي إيه مبتزهقش.
إتسعت عينيه دهشة فأسرع زياد قائلا :- معلش يا بابا دي تقصدني أنا مش حضرتك اتفضل إنت وانا هصحيها.
هتف بغيظ:- ماشي ولينا كلام بعد كدة.
غادر الغرفة بغضب بينما نظر لها زياد بغيظ ثم مسك كوب الماء وقام بإلقاءه علي وجهها فشهقت قائلة بذعر:- الحقوني بغرق. ....بغرق حد يلحقني. .
أردف بغيظ:- قومي يا فضحاني قومي نايمالي في الاجتماع.
هتف وهي تعدل من وضعية حجابها:- هو الاجتماع خلص؟
هتف بسخرية :- تخيلي! دة آخر يوم ليكي هنا استلقي وعدك من عمر باشا وأنا الصراحة مش هدافع عنك لأنك جبتي اخرك معايا.
هتفت بتوسل:- خلاص آخر مرة يا زياد مش هتتكرر فين بابا أقوله؟
أجابها بهدوء وهو ينظر لأسفل :- في مكتبي. .
ولاحظ إنها تقف حافية فكاد أن يتحدث ولكنها إنطلقت كالاعصار نحو مكتبه فسمح علي وجهه بغيظ من أفعالها فذهب خلفها.
فتحت الباب بدون إستئذان ولم تنتبه لوجود سليم وحمزة ،الذي ما إن دلفت نظر لقدميها ليتأكد من شكوكه فوجد ما توقع فضحك بخفوت وحاد ببصره بعيدا، إقتربت من والدها قائلة:- بابا خلاص آخر مرة مش هنام تاني والله.
أردف بغيظ:- رحمة اخفي من قدامي دلوقتي.
هتفت بتوسل:- لا يا بابا أنا هخلص شغل معاكم. بص أنا فقت إزاي؟
قالتها وهي تزيد من إتساع عينيها الرمادية في وجهه فهتف بإمتعاض:- إتزفتي إترزعي.
توجهت للجلوس علي الاريكة فصدمت من وجود الاثنين عليها فتوردت خجلا من فعلتها فتراجعت للخلف بخطوات وجلست علي الاريكة الاخري المقابلة.
نظرت له بطرف عينيها فوجدته يبادلها إبتسامة سخرية فجزت علي أسنانها بغيظ، ولكنها تعجبت عندما أشار لها بعينيه ناحية قدميها(بقلم زكية محمد ) فنظرت الي ما يرمي إليه فإتسعت عينيها بصدمة فقد نست ان ترتدي حذائها عندما كانت برفقة زياد فهي معتادة علي ذلك.
سحبت أطراف فستانها وأخفت قدميها عن أنظاره فبادلته نظرات حانقة.
دلف زياد وألقي بنظره عليها فزفر بغيظ وجلس الي جوارها وأخذ يتمم الأوراق مع حمزة وسليم وبعد وقت غادرا المكان.
إقتربت منه هامسة :- خبيني يا زياد بابا هيشلوحني.
نظر لها بإذدراء قائلا :- علشان الكلمة دي هسيبك ليه وش لوش .
تقدم منهم عمر وجلس قبالتها قائلا بهدوء:- عاوز أفهم آخر تصرفاتك دي إيه؟
هتفت بتوتر :- والله يا بابا غصب عني كنت شغالة من الصبح وجيت دلوقتي لقيت نفسي تعبت فنمت من غير ما أحس بنفسي.
مش هتتكرر تاني يا بابا علشان خاطري.
زفر بغيظ قائلا :- ماشي لما نشوف اخرتها معاكي إيه؟
قفزت مستقرة في أحضانه قائلة :- ربنا يبارك فيك يا بابا.
هتف بصوت مكتوم :- كدة هياخدني يا بنت الكلب.
شهقت بإستنكار قائلة :- عيب يا بأبي مش تقول علي نفسك كدة.
دفشها بعيدا ثم نهض قائلا :- ماشي يا مؤدبة. أنا رايح مكتبي بدل ما تجبيلي الجلطة.
غادر مسرعا وهو يزفر بغيظ من أفعالها التي لا تقل جنونا عن والدتها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعدما إنتابه اليأس في الوصول للفاعل قرر البدء من هناك حيث دلف إلي تلك العمارة السكنية ثم وقف أمام باب الشقة المقابل لتلك التي حدث بها الحادث منذ 3 أشهر.
فتح الباب رجل متقدم في العمر فنظر له بتعجب قائلا :- أيوة يا ابني خير.
هتف برسمية :- أنا المقدم إياد من مباحث. ....
وجاي أسألك شوية أسئلة بخصوص الشقة اللي قصادكم.
إمتعضت ملامحه قائلا :- ماشي إتفضل.
دلف معه للداخل وجلسا سويا في الصالة فهتف الرجل بطيبة:- تشرب إيه يا ابني؟
هتف مسرعا:- لا شكرا لحضرتك هما سؤالين وهمشي.
الشقة دي من قيمة تلات شهور جات المباحث وقبضت علي اللي فيها وحضرتك كنت مقدم البلاغ صح؟
هتف بضيق :- ايوا يا ابني لاني تعبت من القرف اللي كان بيحصل هنا وانا معايا بنتي ولوحدنا دول شبهوا العمارة الحمد لله ربنا خلصنا منهم.
هتف بهدوء:- حضرتك تعرف صاحبة الشقة اللي كانت قصادكم؟
هتف بإمتعاض :- ست استغفر الله العظيم يا ابني فاتحة الشقة علي البحري واللي طالع واللي داخل كنت بحذرها بس ولا هنا.
تسائل بهدوء:- طيب ممكن ناخد أقوال بنت حضرتك
هتف بنفي:- للأسف هي موجودة في المحل بتاعنا دلوقتي هو قاعد تحت مش بعيد.
هتف بتساؤل:- محل إيه دة؟
أجابه بهدوء:- محل دهب يا ابني بتقعد فيه بالنهار وانا بفتحه بالليل.
هتف بحذر:- طيب بتخلي من الدهب دة هنا في الشقة؟ ولا كله بيقعد في المحل.
أجابه بهدوء :- يعني ساعات وساعات.
سأله بأمل:- طيب لما بتخليه هنا مبتخافش عليه حد يسرقه؟
هتف بهدوء:- أنا عامل احتياطاتي كويس مفيم الباب بالكهربا وحاطط كاميرات كمان من غير ما حد يعرف.
شعر بجبل إنهار من علي قلبه فهتف بلهفة:- دة من زمان ولا من دلوقتي. ؟
هتف بتأكيد:- لا من سنة كدة.
تنهد بإرتياح قائلا :- طيب التسجيلات موجودة ولا لا؟
أردف بموافقة:- ايوا بحطها في المخزن.
هتف بفرح:- طيب ممكن بعد اذنك أفرغ التسجيلات دي مهمة جدا لشغلنا علشان نقدر نجيبها لانها هربت.
أردف بهدوء:-ماشي يا ابني طالما دة هيخدمك انا حططها في المخزن واليوم اللي بيعدي بسلام ما بتفرجش علي التسجيل بتاعه يدوب حاططها للأمان.
نهض معه ودلفا إلي إحدي الغرف وقام بجلب التسجيلات بالتاريخ المطلوب ثم شكره علي تعاونه ومن ثم رحل مسرعا لقسم الشرطة.
دلف مكتبه وقام بوضع الكارت في جهاز laptop الخاص به وقام بتشغيل الفيديو وأخذ يراقب ما يحدث بفضول شديد وبعد لحظات إتسعت عينيه ذهولا مما رأي وسمع. .
أوقف الفيديو ثم أخرج هاتفه واتصل على سليم الذي ما إن أجاب هتف علي الفور:- سليم بسرعة تكون عندي في القسم في حاجة بخصوص مراتك. ....
لم ينتظر الأخير بأن يكمل حديثه إذ هرول لسيارته بعد أن توقف لتوه عند الشركة فتبعه حمزة متسائلا بقلق :- سليم فيه إيه ورايح فين؟
أردف بسرعة :- بعدين يا حمزة بعدين.
هتف بتعجب:- طيب استني هاجي معاك.
أردف بنفي:- لا لا إنت اطلع وانا هروح لوحدي متقلقش موضوع بسيط.
قال ذلك ثم صعد لسيارته وانطلق بها مسرعا فصاح حمزة عاليا:- طيب ابقي طمني.
أشار له الأخير بيده بنعم قبل أن يغادر.
وصل للقسم في وقت قياسي ثم نزل مسرعا ودلف للداخل وبلحظات كان في مكتبه كالعاصفة فنهض إياد قائلا :- ما تبقاش سليم لو معملتش كدة.
هتف بحدة :- قول اللي وراك يا إياد أخلص.
ضحك بخفوت قائلا :- طيب اقعد الأول.
هدر فيه بعنف :- مش هتنيل وإخلص.
زم شفتيه بضيق قائلا :- يا ساتر عليك طيب يا سيدي أبسط لقيتلك دليل براءة مراتك.
صاح بلهفة:- بجد؟ فين؟ أنطق.
أردف بهدوء:- مش بالظبط إحنا يدوب دلوقتي لقينا طرف الخيط ودة من ورا الشرطة حفاظا علي سمعة مراتك و هخالف القانون لان الفديوهات دي المفروض توصل لطارق والقسم بتاعه علشان يتصرفوا.
أردف بتحذير:- إياك يا إياد إياك تعمل كدة.
أومأ بتأكيد قائلا :- عيب عليك الفيديوهات دي هتوصل لطارق بس هقص صور مراتك منها متقلقش لازم الموضوع يمشي قانوني.
هز رأسه قائلا بلهفة:- ماشي وريني يلا الدليل.
جلس علي المقعد وجلب له إياد جهاز الحاسوب الخاص به وقام بتشغيل مقطع الفيديو بالصوت والصورة حيث ظهر ذلك النجس وهو يحمل همس الغائبة عن الوعي وبجواره فتاة أخري ودار بينهم الحديث كالتالي. ....
هتف الشاب:- افتحي الباب بسرعة قبل ما حد ياخد باله.
هتفت وهي تخرج المفتاح:- حاضر حاضر بس انت اعمل المطلوب أهم حاجة الصور اللي هتكون معاها وبعدين اعمل اللي إنت عاوزه فيها.
نظر لتلك العافية بخبث هاتفا:- ماشي افتحي بس وخليني أنجز قبل ما تفوق من المخدر.
انتهي الحديث بينهم حيث دلفوا للداخل وتم إغلاق الباب ولم يظهر شيء مما حدث بالداخل ولكنه ربط الخطوط ببعضها فلم يعد بحاجة للتوضيح الآن.
نظر للشاشة أمامه بصدمة وذهول وسرعان ما غلت الدماء في عروقه فنهض وأخذ يسير بغضب وصدره يعلو ويهبط بعنف من فرط عصبيته الشديدة وفجأة قام بركل المقعد بقوة حتي تهشم ثم صاح بغضب وقلب مذبوح جريح:- ليه؟ ليه؟ ليه كدة؟ليه؟
إقترب إياد منه بحذر قائلا :- سليم اهدي واسمع. ..
هتف بضياع :- هي هي مظلومة يا إياد وأنا مصدقتهاش. وجعتها وجرحتها وهي مظلومة ليه؟ بيعملوا فينا كدة ليه؟
أردف بهدوء:- ان شاء الله كل حاجة هتتحل ليك عزرك بردو مع اني قلتلك ما تتسرعش. متقلقش هجيبلك الكلاب دول لحد عندك.
هز رأسه بتفهم ثم غادر المكان وهو يسير بضياع وحزن علي ما إقترفته في حقها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تسير في رواق المشفى وفجأة وجدت من يسحبها لإحدى الغرف ثم أغلق الباب محاصرا إياها بينه وبين ذلك الباب.
شحب وجهها وكادت أن تطلق صرخة إلا إنه كان الأسرع حينما أخرسها بطريقته، إتسعت عينيها علي آخرهما وما إن إستنشقت رائحته (بقلم زكية محمد )التي تحفظها عن ظهر قلب هدأت قليلا ولكنها إزدادت إرتجافا خجلا مما يفعله.
ضربته بخفة بقبضتيها حينما شعرت بأنفاسها تسحب منها.
زمجر بإعتراض وأضطر أن يبتعد عنها ووضع جبينه علي جبينها قائلا بحرارة :- وحشتيني.
زادت ضربات قلبها بعنف عندما همس بتلك الكلمة لها وذادت حمرة وجنتيها فهتف بخبث :- محصول الفراولة عاوز يتقطف تاني.
هتفت بخجل وهي تشيح بوجهها بعيدا :- لا، فارس ابعد إحنا في المستشفي.
أردف بعبث:- مشكلتك المستشفى يعني.
أردفت بتلعثم:- أاا فارس بطل.
هتف بخبث :- أبطل إيه؟
كاد قلبها أن يتوقف من فرط خجلها ولم تعرف ماذا تفعل فهتفت برجاء :- ففارس أنا أنا معايا كشف عاوزة امشي.
إحتضنها بقوة قائلا :- خليكي شوية.
هتفت بخفوت:- فارس عيب المستشفي.
ضغط علي شفتيه بغيظ قائلا :- لا متخافيش المستشفي مش واخدة بالها.
صمتت ولم تنبت بحرف بينما هو دفن وجهه في عنقها واستنشق عبيرها الذي يسكره واغمض عينيه براحة وهدوء وكأنه إنفصل عن العالم أجمع.
بعد وقت تحدث بهدوء:- بيبة.
أجابته بخفوت :- نعم.
أردف بهدوء:- إنتي بتبعدي ليه؟
هتفت بتلعثم:- أااانا مش مش ببعد.
أردف بحيرة :- أومال اللي بتعمليه دة إيه؟
هتفت بتوتر:- ببعمل إيه؟
إبتعد عنها قائلا بغضب مكتوم :- يعني مش عارفة بتعملي إيه؟ كل ما أقرب منك بتبعدي ولما أقرب بحس إنك قرفانة أو مجبورة إنك تستحملي دة.
فركت يديها بخجل شديد كيف تخبره إنها لا تخشى قربه أو تمقته ولكن خجلها يحول دون ذلك. أدمعت عينيها خجلا وحزنا بينما تابع هو:- ساكتة ليه ما تتكلمي.
أردفت بتلعثم:- أااا. .مممم...
إقترب منها وقبض علي زراعها بقوة صارخا فيها بغضب :- أيوة هو دة اللي باخده منك تقعدي تمأمأي وتعيطي زي العيال غير كدة متعرفيش دي بقت حاجة تطهق.
إنفجرت باكية إثر قبضته القوية علي زراعيها فهتفت بضعف:-سيب إيدي بتوجعني.
تركها بعنف قائلا بسخرية :- أهو سيبتك يا نغة روحي شوفي رايحة فين.
قال ذلك ثم توجه ليغادر فأسرعت راكضة نحوه وأحتضنته قائلة ببكاء:- أنا آسفة. ...آسفة متزعلش مني.
إعتصر عينيه بعنف لاعنا نفسه ما كان عليه أن يوصلها لتلك الحالة التي لا يطيق أبدا أن يراها بها.
زفر بثقل ثم قام بلف زراعيه حولها بقوة قائلا بتنهيدة:- خلاص يا بيبة أنا مش زعلان.
هزت رأسها بنفي قائلة :- لا إنت زعلان وأنا. ..أنا آسفة أنا مش. ..مش أنا بخاف. ..بتكسف.
تحدث بهدوء بعد أن فهم ما ترمي إليه رغم كلماتها المتقطعة :- خلاص يا حبيبتي كفاية عياط أنا مش زعلان.
رفعت وجهها ناحيته قائلة بلهفة:- بجد؟ يعني انت مش زعلان؟
نظر لها واستغفر ربه فهي تغريه ببرائتها تلك فتنهد بعمق قائلا بخبث :- والله علي حسب هتنفذي اللي هقولك عليه ولا لا؟
سألته بسرعة :- قول. ..قول بسرعة أعمل إيه؟
ضحك قائلا :- ماشي هقولك.
ثم مال قليلا هامسا بأذنها بشئ جعل وجنتيها تشتعلان خجلا.
إعتدل ناظرا لها بعيني الصقر قائلا :- ها يا بيبة موافقة ولا أفضل زعلان منك.
أخذت تتطلع له بخجل فهتفت بخفوت:- غمض عنيك الأول.
إمتثل لأمرها هاتفا بخبث :- ماشي يا بيبة أديني غمضت.
حبست أنفاسها واقتربت منه بحذر ثم قبلته سريعا علي وجنته وإبتعدت بنفس السرعة وكأنها إقترفت جرما.
فتح عينيه ونظر لها بإستنكار قائلا :- نعم؟متفقناش علي كدة.
هتفت بتلعثم:- أااا لا كدة كويس.
ضحك عاليا وهو يقول :- ماشي يا بيبة هعديها المرة دي.
إبتسمت براحة قائلة :- ماشي أنا هروح أكمل شغلي.
هز رأسه متفهما وما إن تذكر فهتف بتوتر :- بيبة.
إلتفت بحذر قائلة :- أيوة.
أردف بحذر:- أنا مش هرجع الفيلا النهاردة.
ضيقت عينيها بتساؤل قائلة:- ليه؟
أردف بكذب :- معايا عمليات متأخر وهنام الساعات الباقية هنا.
أردفت بعبوس وقد خالت عليها الكذبة:-
ماشي يا فارس ربنا معاك.
إبتسم في وجهها وبداخله يسب نفسه علي ذلك فهي لا تستحق ذلك أبدا.
هتفت بهدوء قبل أن تغادر :- طيب سلام دلوقتي أشوفك بعدين.
قالت ذلك ثم غادرت بينما تنهد هو بضيق من فعلته ومن ثم تبعها لمكتبه.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تجلس علي طرف الفراش وتتكأ بظهرها للخلف ودموعها تنزل بصمت علي ما هي فيه الآن. تختبئ من الجميع لكي تنفرد بنفسها وإن سألها أحد ترسم إبتسامة باهتة كي لا يشك بها أحد فكلما تسألها والدتها فهي تشعر بأن هناك خطب ما بشأنها فتضحك بمرح وتخبرها بأنه لا يوجد شئ للقلق حياله وتركض سريعا الي هنا لتبدأ في نوبة بكاء أعتادت عليها.
دلف للداخل ببطئ وما إن وقع نظره عليها شعر بالعديد من الطعنات تسدد له بقوة علي ما أوصلها إليه.
وقف بالمنتصف متصنما متابعا شرودها بحزن شديد.
إنتبهت لوجود شخص ما فوجهت بصرها ناحيته فوجدته هو فقامت بمسح دموعها بسرعة ثم نهضت من مكانها لتذهب للشرفة فهي منذ آخر مواجهة بينهم تتحاشي وجوده.
تحرك ناحيتها مسرعا ومسك يدها وكاد أن يتحدث ولكن الكلمات هربت من علي لسانه فمهما قال لن يفي بشئ.
نظرت له بأعينها الدامعة قائلة بخفوت:- إيه لسه فاضل إهانة تاني عاوز تقولها؟ لسة في وجع تاني؟ لسة في جرح تاني؟ لسة. ....
جذبها لأحضانه وعانقها بقوة وإلتمع الدمع بعينيه لأول مرة. ود لو يلكم نفسه ويأتي بخناجر تقطع فيه ليشعر بما شعرت به.
بكت هي بقوة كما لم تبكي من قبل وحاولت أن تبتعد عنه إلا إنه لم يسمح بذلك فهتفت ببكاء :- ابعد عني ابعد حرام عليك أنا تعبت وجبت اخري. إنت بدل ما تجيب حقي بتزود وجعي. عاوز إيه تاني عاوز إيه؟
تحدث أخيرا بنبرة نادمة متألمة:- هجبهولك هجبلك حقك بس اهدي وعد مني حتي ولو هكون آخر حاجة هعملها في حياتي. أنا آسف حقك عليا.
هدأت قليلا تستوعب معني كلماته، أما هو استمر يبث لها كلمات الإعتذار والندم.
إبتعدت عنه قائلة بسخرية مؤلمة :- إيه اللي حصل خلي سليم بيه بيعتزر مش معقول صدقتني كدة. إيه اللي جد يعني في الموضوع؟ !
نظر أرضا واجابها بخذي :- أصل. ...أصل عرفت الحقيقة.
نظرت له بصدمة وسرعان ما انقلب الأمر لضحك شديد منها تعجب هو علي إثره.
طالعته بذهول قائلة بوجع:-بجد؟ عرفت الحقيقة؟
ثم قامت بالتصفيق الساخر له ثم أردفت ببكاء :- برافو عليك وعرفت لوحدك ولا حد قالك؟ وطبعا جاي للهبلة تقولها أنا آسف فتقوم تسامحك مش كدة. لا يا سليم انسي. انا مش هنسي كلامك ليا ولا وجعك ولا جرحك ولا أي حاجة عملتها مش هنسي فاهم.
صمتت قليلا ثم صرخت بوجهه قائلة :- فاكر لما قلتلك إنه هيجي اليوم اللي هتندم فيه؟
(بقلم زكية محمد ) فاكر لما قلتلك مظلومة مسمعتنيش؟ لا إنت هنتني وقلت كلام زي السم فمش بعد دة كله تقولي آسف ومش بعد دة كله أقولك سامحتك. روح يا سليم وسيبني في حالي.
إقترب منها بحذر فصرخت فيه بحدة:- ما تقربش بقولك إبعد عني إبعد
رفع يديه بإستسلام قائلا :- حاضر بس اهدي الأول.
قال ذلك ثم تراجع للخلف بضع خطوات اما هي جلست أرضا وأخذت تبكي وتشهق بعنف.
إعصار تسونامى إجتاحه بداخله فهو غير قادر علي أخذ محبوبته بين أحضانه وطمئنتها فهي تنبذه ولا تريد قربه وفوق كل ذلك هو السبب في ما هي الآن عليه.
لم يستطع المكوث أكثر إذ خرج من الغرفة مسرعا ودلف لغرفة الرياضة الخاصة به وأخذ يركل ويكسر كل ما تقابله عينه وأخذ يصرخ بصوت عال ندما وخزيا مما فعل.
بعد مجهود عنيف بذله جلس أرضا ويده تنزف إثر تحطيمه لإحدى اللوحات الفنية فتناثر الزجاج في كل مكان.
نظر أمامه بنظرات مصممة قائلا بندم وإصرار :- هرجعك. ....هرجعك ليا.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في إحدي السجون وفي قسم الزيارات كان يجلس قبالة والدته وعينيه تشع كرها وحقدا.
هتفت والدته بغل:- اه عيني عليك يا ابني انت قاعد هنا بين الأربع حيطان واللي ما تتسمي متنغنغة في العز هي والمحروقة أمها نجت من السم بنت الأبلسة كله من تحت راس السنيورة يا مين يلايمني عليها.
أردف بغضب مكتوم :- بس أنا مش هسكت يا أما مش هسكت وهوريها بنت ال. ......دي هخليها تندم إنها جات علي الدنيا.
الزيارة اللي جاية تجبيلي معاكي الواد ظلطة عاوزه ضروري يا أما.
أومأت مسرعة :- حاضر يا حبيب أمك من عنيا بس أفش غلي فيهم.
هتف بوعيد :- متقلقيش يا أما دا أنا هشرب من دمها وأنا هنا في مكاني.
ربتت علي كتفه قائلة :- جدع يا ابن بطني هو دة الكلام.
هز رأسه وهو ينظر أمامه بشرود وعقله يعمل بخبث أما هي إبتسمت بإنتصار متمنية أن لا يكونوا علي وجه الأرض في القريب العاجل.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا كانت تجلس علي الأريكة في انتظاره كما أخبرها بإنه سيأتي.
شردت في ما سمعته في المشفي قبل أن تغادر حينما كانت تمر صدفة إلي جوار مكتب حبيبة زوجته الأولى وما جعلها تتوقف وتضطر إلي المكوث خلف الباب وسماع ما جعلها في حالة ذهول عندما علمت سبب زواج فارس بها ولكن هناك جزء خطير مخفي من تلك الحلقة علمته اليوم.
إحتارت كثيرا أتبلغه به أم تلتزم بالصمت؟
هزت رأسها بنفي بلا ولما تلتزم بالصمت فلو أخبرته سيصبح زوجها بمفردها هي وستحظي بإهتمامه وحدها هي وطفلها.
هزت رأسها بنعم وعزمت علي إخباره بذلك.
فاقت من شرودها علي صوت صرير الباب فعلمت إنه فارس فنهضت مسرعة لتستقبله فقامت بإحتضانه بقوة اما هو وقف بجمود وزفر بضيق ثم أجبر زراعيه أن يلتفوا حولها يبادلها العناق.
إبتعدت عنه قائلة بإبتسامة رقيقة:- روح غير هدومك علي ما أحضرلك العشا.
إبتسم بخفوت ثم توجه للداخل وقام بنزع سترته وبقي بالقميص ثم دلف للمرحاض ليغتسل.
بعد دقائق خرج وتوجه للخارج فوجدها أعدت له الطعام وبإنتظاره.
هتفت بتعجب:- إنت ليه ما غيرتش هدومك؟ !
هتف بجمود:- كويس كدة.
عبست ملامحها قائلة :- خلاص براحتك. طيب هتاكل معايا العشا ولا كويس كدة؟
أجابها بفتور :- لا هاكل.
هتفت بتهكم:- كتر خيرك.
تغاضي عن سخريتها وشرع في تناول الطعام وهو شارد بها سيحرم اليوم من أن تقبع بين زراعيه وسيحرم من جنتها التي يشعر بها عندما يكون جوارها.
إغتاظت منه وأخذت تتناول طعامها ببعض الغيظ والحقد عليها فهي تكرهها إلي أقصي حد وسرعان ما إبتسمت بخبث نعم ستخبره وليكن ما يكن.
بعد فترة إنتهيا من الطعام فجلس أمام التلفاز يشاهده بضجر.
أتت هي وتحمل له كوبا من القهوة فتناوله منها (بقلم زكية محمد )فهو حقا بحاجة إليه فيشعر بالصداع الشديد إثر الجهد الذي بذله اليوم في المشفي وأخذ يرتشف منه حتى أنهاه.
وعندما حان وقت النوم تمدد علي الاريكة فهتفت بصدمة :- إنت هتنام عندك؟
هتف بضجر:- اومال هنام فين يعني؟
هتفت بإنفعال:- تنام في اوضتنا مثلا ولا إنت عامل حساب للهانم.
نهض صارخا بعنف:- هنا لو سمحتي لمي الدور وروحي نامي.
هتفت بدموع :- إيه خايف لتجرح مشاعرها ومش خايف تجرح مشاعري أنا. حرام عليك ولما إنت بتحبها أوي كدا خلتني أحبك ليه من الأول؟
زفر بضيق قائلا :- هنا بلاش نحكي في حاجة هتودينا لطريق مسدود.
هتفت بصراخ :- أحب اقولك يا دكتور إن اللي إنت خايف عليها بتخدعك وبتكدب عليك.
جذبها من زراعها قائلا بغضب:- اخرسي ولا كلمة عليها.
هتفت بتحدي:- لا مش هخرس لازم تسمع دي بتخدعك وخلتك تتجوزها مش علشان موضوع الاغتصاب زي ما إنت فاكر لا علشان هي عاوزة تبعدنا عن بعض فعملت كدة علشان تضمن إنك مش هتبعد عنها إنما في الأصل مفيش موضوع إغتصاب أساسا.
هتف بغضب وصدمة:- انتي بتقولي إيه ومين قالك الكلام دة؟
هتفت بتشفي:- سمعتها في المستشفي النهاردة بتحكي لصحبتها وازاي تكمل مخططها علشان متكشفهاش. لو مش مصدقني تقدر تروح تواجهها.
نظر لها بذهول وضياع مما سمعه أيعقل أن يكون كلامها صحيح وهي كاذبة أم العكس صحيح؟
هز رأسه بعنف قائلا :- لا لا مش حقيقي مش حقيقي حبيبة ما تعملش كدا لا استحالة. ..
أخذ يردد هذه الكلمات ثم دلف مسرعا للداخل وجذب سترته ورحل بسرعة البرق وحديثها يتردد في أذنه يؤرجحه هنا وهناك دون هوادة. ............................ .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
البارت خلص واتمني يعجبكم
طالعها بصدمة وذهول وهو لا يصدق ما قالته للتو. شعر بإنه سقط من هوة جبل عال وهوي أرضا بعنف.
نظر لها مرددا بصدمة :- بتقولي ايه حامل!
أردفت بدموع:- ايوا حامل وكمان تقدر تتأكد من كدة أنا ما بكدبش عليك. فارس حرام عليك اللي بتعمله فيا دة . دا أنا حتي هبقي أم ابنك وانت بتعاملني بمنتهي القسوة كأني السبب في اللي حصل.
وضع يده علي رأسه يضغط عليها بقوة ويفكر بتشوش إنه المسؤل عما حدث، فتح عينيه ونظر لها بهدوء قائلا :- طيب ممكن تهدي.
أردفت بدموع :- مش ههدي ملكش دعوة بيا أنا هتصرف بعد اذنك.
مسك يدها بقوة قبل أن ترحل قائلا :- إنتي رايحة فين؟ دا ابني أنا كمان يعني مسؤول عنه اكتر منك.
كورت وجهه بين يديها قائلة بحنان :- طيب إنت بتبعد ليه يا فارس أنا بحبك.
إبتعد عنها بهدوء فنظرت له بخذي فأردف بهدوء :- هنا يا ريت تقدري تقدري موقفي أنا حاليا مش مستعد نهائي علشان أواجههم.
هتفت بوجع:- لكن فاضي لمراتك الأولي مش كدة.
هتف بتعجب:- وايه اللي جاب سيرتها دلوقتي وبعدين بطلي شغل مراتي الأولي والتانية دة مبحبوش.
هتفت بألم :- مش دي الحقيقة ولا أنا غلطانة.
أصابها الدوار فجأة فترنحت فأسرع بإمساكها ثم جعلها تجلس علي الاريكة فهتف :-
مالك شكلك تعبانة؟
أردفت بغيظ:-يعني بقولك حامل كلك نظر يا دكتور.
تغاضي عن سخريتها ثم نهض وتوجه ناحية مكتبه وجلب حقيبته الطبية ثم قام بفحصها وعمل الإجراءات اللازمة من قياس السكر والضغط والوزن.
بعد أن انتهي هتف بهدوء:- ضغطك عالي شوية.
هتفت بحزن:- ما إنت اللي معليه.
زفر بضيق قائلا :-اوكي اوكي آسف ممكن بقي تمددي علشان اكشف علي الجنين واشوف حالته.
هتفت بإتهام:- تطمن علي البيبي ولا تتأكد إن في بيبي.
هتف بنفاذ صبر:- يا الله منك. خلاص أنا محقوقلك اتفضلي شوفي إنتي رايحة فين.
هتفت بذهول:-عادي كدة جاية أقولك حامل في ابنك وانت بتتخلي عني كدة.
صاح بغضب :- انا متخليتش عن حد. جواز ومتجوزك ومعيشك أحسن عيشة وجاية تقوليلي إني بتخلي عنك.
أردفت بوجع :-ايوة بتتخلي عني لما تسيبني لوحدي من غير ما تسأل فيا ولما تكون خايف تعلن للكل جوازنا وكأنها جريمة يبقي بتتخلي عني يا فارس.
سحب نفسا طويلا ثم زفره بقوة قائلا :- خلاص متعيطيش أنا. ..أنا هاجي أبات معاكي النهاردة.
هتفت بدموع فرح :- بجد؟
هتف بإبتسامة باهتة:- بجد.
قبلته في وجنته قائلة :- أنا بحبك اوي.
إبتسم بتكلف قائلا :- احم طيب يلا بقي قبل ما حد يجي يشوفك.
هتفت بحزن :-تاني؟
أردف بهدوء:- يا ريت شوية وقت ممكن؟
هزت رأسها بموافقة قائلة :- حاضر يا فارس وبعدين مش هتطمن علي البيبي.
اردف بغيظ:- لا هتأكد إنه في بيبي.
وكزته في زراعه قائلة بتذمر:- يا رخم.
ضحك بغلب قائلا :- اعملك إيه مش دة إتهامك ليا؟ ما علينا خلينا نطمن على البيبي.
قام بفحصها وإطمئن علي حالة الجنين فأعطاها بعض الفيتامينات وغادرت.
جلس علي مكتبه زافرا بضيق وشعور الإختناق يسيطر عليه لما أصبح وجودها يخنقه بهذا الشكل.
سب نفسه علي ما فعله دون شعور منه وما أوصله لهذا معها فربطته بميثاق غليظ لن يتخلص منه بسهولة .
وما إن لاح طيفها أمامه حتى إبتسم بهدوء فطيفها فقط قادر على أن يجعله سعيدا.
تلك الفتاة الكبيرة الطفلة في تصرفاتها والخجولة بدرجة كبيرة فتذكر والدته وحديثها حينما قالت " إنت وقح وقليل الأدب وهي خجولة لأبعد الحدود " .
ضحك بخفوت فهي محقة تمام الحق فيعاني كثيرا منها ولكنه سيصبر حتي يذيب خجلها ذاك.
شعر بالخذي من نفسه فهو يقف أمامها ويكذب عليها ويخونها مع أخري حتي وإن لم يكن بوعيه ولكن تبقي الخيانة خيانة مهما إختلفت الظروف.
إلي متي سيظل يكذب عليها بشأن ذلك ومتى ستنتهي ذلك الكابوس.(بقلم زكية محمد ) زفر بضيق من تلك المعضلة ونظر للأوراق التي أمامه لعلها تنسيه جزء مما هو فيه.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت رحمة برفقة زياد في مكتبه الخاص حيث كانت تجلس علي الاريكة وهي تدلك قدميها بعد أن قامت بخلع حذائها قائلة بتذمر:- ااااه ياني. زياد ينفع أرجع في كلامي أنا مش عاوزة أشتغل.
ضحك بخفوت قائلا :- لا يا حلوة مفيش تراجع ولا استسلام ويلا قومي علشان معانا إجتماع نص ساعة كدة.
هتفت بتذمر:- حرام عليك يا زياد أنا ريقي نشف خلاص من مراجعة الملفات والحسابات والنزول والطلوع ولسة عاوزني أحضر إجتماعات!
هتف بتشفي:- حد قالك متركبيش الأصنصير يلا قومي بلاش غلبة.
تمددت للخلف قائلة بتثاؤب:- بص روح احضر إنت وأنا هستناك هنا لحد ما تخلص.
راقبها بدهشة وهي تغلق عينيها إستعدادا للنوم فنهض من مكانه وإقترب منها قائلا بهدوء:- رحمة بت يا رحمة.
هتفت بضيق :- ايه عاوز إيه من زفتة. سيبني انام.
هتف بحدة :- قومي يا زفتة.
هبت من مكانها بفزع قائلة:- في إيه؟ بابا جه.
هتف بغيظ:- قومي الله يحرقك هتجيبيلي مصيبة. بابا لو جه وشافك كدة أنا اللي هكون في وش المدفع.
هتفت بضيق:- وليه ان شاء الله؟
أردف بغيظ:- علشان أنا اللي أصريت أخليكي تيجي تشتغلي هيقولي شوف مجايبك.
هتفت بتذمر:-بس أنا اشتغلت كتير والله والساعة 2 دلوقتي حرام كدة.
هتف بجدية:- الشغل مفهوش هزار تقعدي تشتغلي لحد ما نخلص خالص.
أخذت تبكي بإصطناع قائلة :- اااه يا أنا يا صحتي وشبابي اللي هيضيع علي ايد زياد.
هتف بعدم إكتراث:- طيب يلا يا أختي قومي قدامي.
نهضت دون أن ترتدي حذائها وخرجت خلفه وسط زهول الموظفين منها.
توجها لغرفة الاجتماعات فصدمت بوجود حمزة وسليم فتمتمت بضيق :-
هو انت.
ثم مالت علي أذن شقيقها وهمست:- مقلتش ليه إن أخينا دة هنا؟
نظر لها بتعجب قائلا :- أخينا! أخينا مين؟
هتفت بضيق :- ما تخدش في بالك يلا بينا بدل ما ناخدلنا كلمتين من أبوك.
هتف بسخرية:- أبوك؟ إسلوبك بقي بيئة أوي.
هتفت بعدم إكتراث :-عاجبني.
قالت ذلك ثم توجهت ناحيتهم وألقت التحية ثم جلست الي جوار والدها قائلة بمرح:- مسا مسا عليك يا ميرو.
نظر لها بحدة فقالت بسرعة:- آسفة يا حج نكمل شغلنا.
أخذ حمزة يتطلع في الأوراق متجاهلا إياها عن عمد فتعجبت هي من ذلك ولكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار وانتبهت معهم.
إنخرطوا في الإجتماع وأخذ زياد يناقش بعض النقاط الهامة عن كثب ويطرح الأفكار عليهم وكانوا يناقشونه وبعد أن انتهوا نظروا بدهشة إلي جوار عمر حيث ربعت يديها علي المنضدة أمامها ومالت برأسها ووضعتها علي كلتا يديها وراحت في سبات عميق.
هتف حمزة بضحك مكتوم وحتي يرفع الحرج الذي فيه والدها :- طيب إحنا هنستني في مكتب زياد علشان نمضي العقود.
أومأ بموافقة فنهض حمزة ومعه سليم الذي ما إن دلف المكتب إنخرط في موجة ضحك عالية عندما تذكر هيئتها.
ضحك سليم بخفة قائلا :- بس يا ابني لحد يجي ويسمعك.
هتف بضحك:- منظرها يفطس ضحك. وش شغل اوي الصراحة. وعمالة تقول أنا محدش بيعرف يشتغل زيي وأنا مش عارف إيه. هي فعلا محدش بيشتغل زيها علشان شغلتها النوم.
هتف بحدة:- خلاص اسكت ليضايقوا.
أردف وهو ما زال علي نوبة ضحكه :- مش قادر. ....ثم لفت نظره حذائها الموجود أرضا فأردف :- لا دي كمان هبلة ماشية حافية فكرة نفسها في بيتهم.
عند رحمة وكزها والدها بغيظ قائلا :- رحمة انتي يا ست هانم.
تمتمت بنوم:- شوية كمان شوية.
وكزها مجددا وهو يقول:- يا بت قومي متحرقيش دمي.
هتفت بنوم:- امشي وبطل رزالة بقي إيه مبتزهقش.
إتسعت عينيه دهشة فأسرع زياد قائلا :- معلش يا بابا دي تقصدني أنا مش حضرتك اتفضل إنت وانا هصحيها.
هتف بغيظ:- ماشي ولينا كلام بعد كدة.
غادر الغرفة بغضب بينما نظر لها زياد بغيظ ثم مسك كوب الماء وقام بإلقاءه علي وجهها فشهقت قائلة بذعر:- الحقوني بغرق. ....بغرق حد يلحقني. .
أردف بغيظ:- قومي يا فضحاني قومي نايمالي في الاجتماع.
هتف وهي تعدل من وضعية حجابها:- هو الاجتماع خلص؟
هتف بسخرية :- تخيلي! دة آخر يوم ليكي هنا استلقي وعدك من عمر باشا وأنا الصراحة مش هدافع عنك لأنك جبتي اخرك معايا.
هتفت بتوسل:- خلاص آخر مرة يا زياد مش هتتكرر فين بابا أقوله؟
أجابها بهدوء وهو ينظر لأسفل :- في مكتبي. .
ولاحظ إنها تقف حافية فكاد أن يتحدث ولكنها إنطلقت كالاعصار نحو مكتبه فسمح علي وجهه بغيظ من أفعالها فذهب خلفها.
فتحت الباب بدون إستئذان ولم تنتبه لوجود سليم وحمزة ،الذي ما إن دلفت نظر لقدميها ليتأكد من شكوكه فوجد ما توقع فضحك بخفوت وحاد ببصره بعيدا، إقتربت من والدها قائلة:- بابا خلاص آخر مرة مش هنام تاني والله.
أردف بغيظ:- رحمة اخفي من قدامي دلوقتي.
هتفت بتوسل:- لا يا بابا أنا هخلص شغل معاكم. بص أنا فقت إزاي؟
قالتها وهي تزيد من إتساع عينيها الرمادية في وجهه فهتف بإمتعاض:- إتزفتي إترزعي.
توجهت للجلوس علي الاريكة فصدمت من وجود الاثنين عليها فتوردت خجلا من فعلتها فتراجعت للخلف بخطوات وجلست علي الاريكة الاخري المقابلة.
نظرت له بطرف عينيها فوجدته يبادلها إبتسامة سخرية فجزت علي أسنانها بغيظ، ولكنها تعجبت عندما أشار لها بعينيه ناحية قدميها(بقلم زكية محمد ) فنظرت الي ما يرمي إليه فإتسعت عينيها بصدمة فقد نست ان ترتدي حذائها عندما كانت برفقة زياد فهي معتادة علي ذلك.
سحبت أطراف فستانها وأخفت قدميها عن أنظاره فبادلته نظرات حانقة.
دلف زياد وألقي بنظره عليها فزفر بغيظ وجلس الي جوارها وأخذ يتمم الأوراق مع حمزة وسليم وبعد وقت غادرا المكان.
إقتربت منه هامسة :- خبيني يا زياد بابا هيشلوحني.
نظر لها بإذدراء قائلا :- علشان الكلمة دي هسيبك ليه وش لوش .
تقدم منهم عمر وجلس قبالتها قائلا بهدوء:- عاوز أفهم آخر تصرفاتك دي إيه؟
هتفت بتوتر :- والله يا بابا غصب عني كنت شغالة من الصبح وجيت دلوقتي لقيت نفسي تعبت فنمت من غير ما أحس بنفسي.
مش هتتكرر تاني يا بابا علشان خاطري.
زفر بغيظ قائلا :- ماشي لما نشوف اخرتها معاكي إيه؟
قفزت مستقرة في أحضانه قائلة :- ربنا يبارك فيك يا بابا.
هتف بصوت مكتوم :- كدة هياخدني يا بنت الكلب.
شهقت بإستنكار قائلة :- عيب يا بأبي مش تقول علي نفسك كدة.
دفشها بعيدا ثم نهض قائلا :- ماشي يا مؤدبة. أنا رايح مكتبي بدل ما تجبيلي الجلطة.
غادر مسرعا وهو يزفر بغيظ من أفعالها التي لا تقل جنونا عن والدتها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعدما إنتابه اليأس في الوصول للفاعل قرر البدء من هناك حيث دلف إلي تلك العمارة السكنية ثم وقف أمام باب الشقة المقابل لتلك التي حدث بها الحادث منذ 3 أشهر.
فتح الباب رجل متقدم في العمر فنظر له بتعجب قائلا :- أيوة يا ابني خير.
هتف برسمية :- أنا المقدم إياد من مباحث. ....
وجاي أسألك شوية أسئلة بخصوص الشقة اللي قصادكم.
إمتعضت ملامحه قائلا :- ماشي إتفضل.
دلف معه للداخل وجلسا سويا في الصالة فهتف الرجل بطيبة:- تشرب إيه يا ابني؟
هتف مسرعا:- لا شكرا لحضرتك هما سؤالين وهمشي.
الشقة دي من قيمة تلات شهور جات المباحث وقبضت علي اللي فيها وحضرتك كنت مقدم البلاغ صح؟
هتف بضيق :- ايوا يا ابني لاني تعبت من القرف اللي كان بيحصل هنا وانا معايا بنتي ولوحدنا دول شبهوا العمارة الحمد لله ربنا خلصنا منهم.
هتف بهدوء:- حضرتك تعرف صاحبة الشقة اللي كانت قصادكم؟
هتف بإمتعاض :- ست استغفر الله العظيم يا ابني فاتحة الشقة علي البحري واللي طالع واللي داخل كنت بحذرها بس ولا هنا.
تسائل بهدوء:- طيب ممكن ناخد أقوال بنت حضرتك
هتف بنفي:- للأسف هي موجودة في المحل بتاعنا دلوقتي هو قاعد تحت مش بعيد.
هتف بتساؤل:- محل إيه دة؟
أجابه بهدوء:- محل دهب يا ابني بتقعد فيه بالنهار وانا بفتحه بالليل.
هتف بحذر:- طيب بتخلي من الدهب دة هنا في الشقة؟ ولا كله بيقعد في المحل.
أجابه بهدوء :- يعني ساعات وساعات.
سأله بأمل:- طيب لما بتخليه هنا مبتخافش عليه حد يسرقه؟
هتف بهدوء:- أنا عامل احتياطاتي كويس مفيم الباب بالكهربا وحاطط كاميرات كمان من غير ما حد يعرف.
شعر بجبل إنهار من علي قلبه فهتف بلهفة:- دة من زمان ولا من دلوقتي. ؟
هتف بتأكيد:- لا من سنة كدة.
تنهد بإرتياح قائلا :- طيب التسجيلات موجودة ولا لا؟
أردف بموافقة:- ايوا بحطها في المخزن.
هتف بفرح:- طيب ممكن بعد اذنك أفرغ التسجيلات دي مهمة جدا لشغلنا علشان نقدر نجيبها لانها هربت.
أردف بهدوء:-ماشي يا ابني طالما دة هيخدمك انا حططها في المخزن واليوم اللي بيعدي بسلام ما بتفرجش علي التسجيل بتاعه يدوب حاططها للأمان.
نهض معه ودلفا إلي إحدي الغرف وقام بجلب التسجيلات بالتاريخ المطلوب ثم شكره علي تعاونه ومن ثم رحل مسرعا لقسم الشرطة.
دلف مكتبه وقام بوضع الكارت في جهاز laptop الخاص به وقام بتشغيل الفيديو وأخذ يراقب ما يحدث بفضول شديد وبعد لحظات إتسعت عينيه ذهولا مما رأي وسمع. .
أوقف الفيديو ثم أخرج هاتفه واتصل على سليم الذي ما إن أجاب هتف علي الفور:- سليم بسرعة تكون عندي في القسم في حاجة بخصوص مراتك. ....
لم ينتظر الأخير بأن يكمل حديثه إذ هرول لسيارته بعد أن توقف لتوه عند الشركة فتبعه حمزة متسائلا بقلق :- سليم فيه إيه ورايح فين؟
أردف بسرعة :- بعدين يا حمزة بعدين.
هتف بتعجب:- طيب استني هاجي معاك.
أردف بنفي:- لا لا إنت اطلع وانا هروح لوحدي متقلقش موضوع بسيط.
قال ذلك ثم صعد لسيارته وانطلق بها مسرعا فصاح حمزة عاليا:- طيب ابقي طمني.
أشار له الأخير بيده بنعم قبل أن يغادر.
وصل للقسم في وقت قياسي ثم نزل مسرعا ودلف للداخل وبلحظات كان في مكتبه كالعاصفة فنهض إياد قائلا :- ما تبقاش سليم لو معملتش كدة.
هتف بحدة :- قول اللي وراك يا إياد أخلص.
ضحك بخفوت قائلا :- طيب اقعد الأول.
هدر فيه بعنف :- مش هتنيل وإخلص.
زم شفتيه بضيق قائلا :- يا ساتر عليك طيب يا سيدي أبسط لقيتلك دليل براءة مراتك.
صاح بلهفة:- بجد؟ فين؟ أنطق.
أردف بهدوء:- مش بالظبط إحنا يدوب دلوقتي لقينا طرف الخيط ودة من ورا الشرطة حفاظا علي سمعة مراتك و هخالف القانون لان الفديوهات دي المفروض توصل لطارق والقسم بتاعه علشان يتصرفوا.
أردف بتحذير:- إياك يا إياد إياك تعمل كدة.
أومأ بتأكيد قائلا :- عيب عليك الفيديوهات دي هتوصل لطارق بس هقص صور مراتك منها متقلقش لازم الموضوع يمشي قانوني.
هز رأسه قائلا بلهفة:- ماشي وريني يلا الدليل.
جلس علي المقعد وجلب له إياد جهاز الحاسوب الخاص به وقام بتشغيل مقطع الفيديو بالصوت والصورة حيث ظهر ذلك النجس وهو يحمل همس الغائبة عن الوعي وبجواره فتاة أخري ودار بينهم الحديث كالتالي. ....
هتف الشاب:- افتحي الباب بسرعة قبل ما حد ياخد باله.
هتفت وهي تخرج المفتاح:- حاضر حاضر بس انت اعمل المطلوب أهم حاجة الصور اللي هتكون معاها وبعدين اعمل اللي إنت عاوزه فيها.
نظر لتلك العافية بخبث هاتفا:- ماشي افتحي بس وخليني أنجز قبل ما تفوق من المخدر.
انتهي الحديث بينهم حيث دلفوا للداخل وتم إغلاق الباب ولم يظهر شيء مما حدث بالداخل ولكنه ربط الخطوط ببعضها فلم يعد بحاجة للتوضيح الآن.
نظر للشاشة أمامه بصدمة وذهول وسرعان ما غلت الدماء في عروقه فنهض وأخذ يسير بغضب وصدره يعلو ويهبط بعنف من فرط عصبيته الشديدة وفجأة قام بركل المقعد بقوة حتي تهشم ثم صاح بغضب وقلب مذبوح جريح:- ليه؟ ليه؟ ليه كدة؟ليه؟
إقترب إياد منه بحذر قائلا :- سليم اهدي واسمع. ..
هتف بضياع :- هي هي مظلومة يا إياد وأنا مصدقتهاش. وجعتها وجرحتها وهي مظلومة ليه؟ بيعملوا فينا كدة ليه؟
أردف بهدوء:- ان شاء الله كل حاجة هتتحل ليك عزرك بردو مع اني قلتلك ما تتسرعش. متقلقش هجيبلك الكلاب دول لحد عندك.
هز رأسه بتفهم ثم غادر المكان وهو يسير بضياع وحزن علي ما إقترفته في حقها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تسير في رواق المشفى وفجأة وجدت من يسحبها لإحدى الغرف ثم أغلق الباب محاصرا إياها بينه وبين ذلك الباب.
شحب وجهها وكادت أن تطلق صرخة إلا إنه كان الأسرع حينما أخرسها بطريقته، إتسعت عينيها علي آخرهما وما إن إستنشقت رائحته (بقلم زكية محمد )التي تحفظها عن ظهر قلب هدأت قليلا ولكنها إزدادت إرتجافا خجلا مما يفعله.
ضربته بخفة بقبضتيها حينما شعرت بأنفاسها تسحب منها.
زمجر بإعتراض وأضطر أن يبتعد عنها ووضع جبينه علي جبينها قائلا بحرارة :- وحشتيني.
زادت ضربات قلبها بعنف عندما همس بتلك الكلمة لها وذادت حمرة وجنتيها فهتف بخبث :- محصول الفراولة عاوز يتقطف تاني.
هتفت بخجل وهي تشيح بوجهها بعيدا :- لا، فارس ابعد إحنا في المستشفي.
أردف بعبث:- مشكلتك المستشفى يعني.
أردفت بتلعثم:- أاا فارس بطل.
هتف بخبث :- أبطل إيه؟
كاد قلبها أن يتوقف من فرط خجلها ولم تعرف ماذا تفعل فهتفت برجاء :- ففارس أنا أنا معايا كشف عاوزة امشي.
إحتضنها بقوة قائلا :- خليكي شوية.
هتفت بخفوت:- فارس عيب المستشفي.
ضغط علي شفتيه بغيظ قائلا :- لا متخافيش المستشفي مش واخدة بالها.
صمتت ولم تنبت بحرف بينما هو دفن وجهه في عنقها واستنشق عبيرها الذي يسكره واغمض عينيه براحة وهدوء وكأنه إنفصل عن العالم أجمع.
بعد وقت تحدث بهدوء:- بيبة.
أجابته بخفوت :- نعم.
أردف بهدوء:- إنتي بتبعدي ليه؟
هتفت بتلعثم:- أااانا مش مش ببعد.
أردف بحيرة :- أومال اللي بتعمليه دة إيه؟
هتفت بتوتر:- ببعمل إيه؟
إبتعد عنها قائلا بغضب مكتوم :- يعني مش عارفة بتعملي إيه؟ كل ما أقرب منك بتبعدي ولما أقرب بحس إنك قرفانة أو مجبورة إنك تستحملي دة.
فركت يديها بخجل شديد كيف تخبره إنها لا تخشى قربه أو تمقته ولكن خجلها يحول دون ذلك. أدمعت عينيها خجلا وحزنا بينما تابع هو:- ساكتة ليه ما تتكلمي.
أردفت بتلعثم:- أااا. .مممم...
إقترب منها وقبض علي زراعها بقوة صارخا فيها بغضب :- أيوة هو دة اللي باخده منك تقعدي تمأمأي وتعيطي زي العيال غير كدة متعرفيش دي بقت حاجة تطهق.
إنفجرت باكية إثر قبضته القوية علي زراعيها فهتفت بضعف:-سيب إيدي بتوجعني.
تركها بعنف قائلا بسخرية :- أهو سيبتك يا نغة روحي شوفي رايحة فين.
قال ذلك ثم توجه ليغادر فأسرعت راكضة نحوه وأحتضنته قائلة ببكاء:- أنا آسفة. ...آسفة متزعلش مني.
إعتصر عينيه بعنف لاعنا نفسه ما كان عليه أن يوصلها لتلك الحالة التي لا يطيق أبدا أن يراها بها.
زفر بثقل ثم قام بلف زراعيه حولها بقوة قائلا بتنهيدة:- خلاص يا بيبة أنا مش زعلان.
هزت رأسها بنفي قائلة :- لا إنت زعلان وأنا. ..أنا آسفة أنا مش. ..مش أنا بخاف. ..بتكسف.
تحدث بهدوء بعد أن فهم ما ترمي إليه رغم كلماتها المتقطعة :- خلاص يا حبيبتي كفاية عياط أنا مش زعلان.
رفعت وجهها ناحيته قائلة بلهفة:- بجد؟ يعني انت مش زعلان؟
نظر لها واستغفر ربه فهي تغريه ببرائتها تلك فتنهد بعمق قائلا بخبث :- والله علي حسب هتنفذي اللي هقولك عليه ولا لا؟
سألته بسرعة :- قول. ..قول بسرعة أعمل إيه؟
ضحك قائلا :- ماشي هقولك.
ثم مال قليلا هامسا بأذنها بشئ جعل وجنتيها تشتعلان خجلا.
إعتدل ناظرا لها بعيني الصقر قائلا :- ها يا بيبة موافقة ولا أفضل زعلان منك.
أخذت تتطلع له بخجل فهتفت بخفوت:- غمض عنيك الأول.
إمتثل لأمرها هاتفا بخبث :- ماشي يا بيبة أديني غمضت.
حبست أنفاسها واقتربت منه بحذر ثم قبلته سريعا علي وجنته وإبتعدت بنفس السرعة وكأنها إقترفت جرما.
فتح عينيه ونظر لها بإستنكار قائلا :- نعم؟متفقناش علي كدة.
هتفت بتلعثم:- أااا لا كدة كويس.
ضحك عاليا وهو يقول :- ماشي يا بيبة هعديها المرة دي.
إبتسمت براحة قائلة :- ماشي أنا هروح أكمل شغلي.
هز رأسه متفهما وما إن تذكر فهتف بتوتر :- بيبة.
إلتفت بحذر قائلة :- أيوة.
أردف بحذر:- أنا مش هرجع الفيلا النهاردة.
ضيقت عينيها بتساؤل قائلة:- ليه؟
أردف بكذب :- معايا عمليات متأخر وهنام الساعات الباقية هنا.
أردفت بعبوس وقد خالت عليها الكذبة:-
ماشي يا فارس ربنا معاك.
إبتسم في وجهها وبداخله يسب نفسه علي ذلك فهي لا تستحق ذلك أبدا.
هتفت بهدوء قبل أن تغادر :- طيب سلام دلوقتي أشوفك بعدين.
قالت ذلك ثم غادرت بينما تنهد هو بضيق من فعلته ومن ثم تبعها لمكتبه.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تجلس علي طرف الفراش وتتكأ بظهرها للخلف ودموعها تنزل بصمت علي ما هي فيه الآن. تختبئ من الجميع لكي تنفرد بنفسها وإن سألها أحد ترسم إبتسامة باهتة كي لا يشك بها أحد فكلما تسألها والدتها فهي تشعر بأن هناك خطب ما بشأنها فتضحك بمرح وتخبرها بأنه لا يوجد شئ للقلق حياله وتركض سريعا الي هنا لتبدأ في نوبة بكاء أعتادت عليها.
دلف للداخل ببطئ وما إن وقع نظره عليها شعر بالعديد من الطعنات تسدد له بقوة علي ما أوصلها إليه.
وقف بالمنتصف متصنما متابعا شرودها بحزن شديد.
إنتبهت لوجود شخص ما فوجهت بصرها ناحيته فوجدته هو فقامت بمسح دموعها بسرعة ثم نهضت من مكانها لتذهب للشرفة فهي منذ آخر مواجهة بينهم تتحاشي وجوده.
تحرك ناحيتها مسرعا ومسك يدها وكاد أن يتحدث ولكن الكلمات هربت من علي لسانه فمهما قال لن يفي بشئ.
نظرت له بأعينها الدامعة قائلة بخفوت:- إيه لسه فاضل إهانة تاني عاوز تقولها؟ لسة في وجع تاني؟ لسة في جرح تاني؟ لسة. ....
جذبها لأحضانه وعانقها بقوة وإلتمع الدمع بعينيه لأول مرة. ود لو يلكم نفسه ويأتي بخناجر تقطع فيه ليشعر بما شعرت به.
بكت هي بقوة كما لم تبكي من قبل وحاولت أن تبتعد عنه إلا إنه لم يسمح بذلك فهتفت ببكاء :- ابعد عني ابعد حرام عليك أنا تعبت وجبت اخري. إنت بدل ما تجيب حقي بتزود وجعي. عاوز إيه تاني عاوز إيه؟
تحدث أخيرا بنبرة نادمة متألمة:- هجبهولك هجبلك حقك بس اهدي وعد مني حتي ولو هكون آخر حاجة هعملها في حياتي. أنا آسف حقك عليا.
هدأت قليلا تستوعب معني كلماته، أما هو استمر يبث لها كلمات الإعتذار والندم.
إبتعدت عنه قائلة بسخرية مؤلمة :- إيه اللي حصل خلي سليم بيه بيعتزر مش معقول صدقتني كدة. إيه اللي جد يعني في الموضوع؟ !
نظر أرضا واجابها بخذي :- أصل. ...أصل عرفت الحقيقة.
نظرت له بصدمة وسرعان ما انقلب الأمر لضحك شديد منها تعجب هو علي إثره.
طالعته بذهول قائلة بوجع:-بجد؟ عرفت الحقيقة؟
ثم قامت بالتصفيق الساخر له ثم أردفت ببكاء :- برافو عليك وعرفت لوحدك ولا حد قالك؟ وطبعا جاي للهبلة تقولها أنا آسف فتقوم تسامحك مش كدة. لا يا سليم انسي. انا مش هنسي كلامك ليا ولا وجعك ولا جرحك ولا أي حاجة عملتها مش هنسي فاهم.
صمتت قليلا ثم صرخت بوجهه قائلة :- فاكر لما قلتلك إنه هيجي اليوم اللي هتندم فيه؟
(بقلم زكية محمد ) فاكر لما قلتلك مظلومة مسمعتنيش؟ لا إنت هنتني وقلت كلام زي السم فمش بعد دة كله تقولي آسف ومش بعد دة كله أقولك سامحتك. روح يا سليم وسيبني في حالي.
إقترب منها بحذر فصرخت فيه بحدة:- ما تقربش بقولك إبعد عني إبعد
رفع يديه بإستسلام قائلا :- حاضر بس اهدي الأول.
قال ذلك ثم تراجع للخلف بضع خطوات اما هي جلست أرضا وأخذت تبكي وتشهق بعنف.
إعصار تسونامى إجتاحه بداخله فهو غير قادر علي أخذ محبوبته بين أحضانه وطمئنتها فهي تنبذه ولا تريد قربه وفوق كل ذلك هو السبب في ما هي الآن عليه.
لم يستطع المكوث أكثر إذ خرج من الغرفة مسرعا ودلف لغرفة الرياضة الخاصة به وأخذ يركل ويكسر كل ما تقابله عينه وأخذ يصرخ بصوت عال ندما وخزيا مما فعل.
بعد مجهود عنيف بذله جلس أرضا ويده تنزف إثر تحطيمه لإحدى اللوحات الفنية فتناثر الزجاج في كل مكان.
نظر أمامه بنظرات مصممة قائلا بندم وإصرار :- هرجعك. ....هرجعك ليا.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في إحدي السجون وفي قسم الزيارات كان يجلس قبالة والدته وعينيه تشع كرها وحقدا.
هتفت والدته بغل:- اه عيني عليك يا ابني انت قاعد هنا بين الأربع حيطان واللي ما تتسمي متنغنغة في العز هي والمحروقة أمها نجت من السم بنت الأبلسة كله من تحت راس السنيورة يا مين يلايمني عليها.
أردف بغضب مكتوم :- بس أنا مش هسكت يا أما مش هسكت وهوريها بنت ال. ......دي هخليها تندم إنها جات علي الدنيا.
الزيارة اللي جاية تجبيلي معاكي الواد ظلطة عاوزه ضروري يا أما.
أومأت مسرعة :- حاضر يا حبيب أمك من عنيا بس أفش غلي فيهم.
هتف بوعيد :- متقلقيش يا أما دا أنا هشرب من دمها وأنا هنا في مكاني.
ربتت علي كتفه قائلة :- جدع يا ابن بطني هو دة الكلام.
هز رأسه وهو ينظر أمامه بشرود وعقله يعمل بخبث أما هي إبتسمت بإنتصار متمنية أن لا يكونوا علي وجه الأرض في القريب العاجل.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا كانت تجلس علي الأريكة في انتظاره كما أخبرها بإنه سيأتي.
شردت في ما سمعته في المشفي قبل أن تغادر حينما كانت تمر صدفة إلي جوار مكتب حبيبة زوجته الأولى وما جعلها تتوقف وتضطر إلي المكوث خلف الباب وسماع ما جعلها في حالة ذهول عندما علمت سبب زواج فارس بها ولكن هناك جزء خطير مخفي من تلك الحلقة علمته اليوم.
إحتارت كثيرا أتبلغه به أم تلتزم بالصمت؟
هزت رأسها بنفي بلا ولما تلتزم بالصمت فلو أخبرته سيصبح زوجها بمفردها هي وستحظي بإهتمامه وحدها هي وطفلها.
هزت رأسها بنعم وعزمت علي إخباره بذلك.
فاقت من شرودها علي صوت صرير الباب فعلمت إنه فارس فنهضت مسرعة لتستقبله فقامت بإحتضانه بقوة اما هو وقف بجمود وزفر بضيق ثم أجبر زراعيه أن يلتفوا حولها يبادلها العناق.
إبتعدت عنه قائلة بإبتسامة رقيقة:- روح غير هدومك علي ما أحضرلك العشا.
إبتسم بخفوت ثم توجه للداخل وقام بنزع سترته وبقي بالقميص ثم دلف للمرحاض ليغتسل.
بعد دقائق خرج وتوجه للخارج فوجدها أعدت له الطعام وبإنتظاره.
هتفت بتعجب:- إنت ليه ما غيرتش هدومك؟ !
هتف بجمود:- كويس كدة.
عبست ملامحها قائلة :- خلاص براحتك. طيب هتاكل معايا العشا ولا كويس كدة؟
أجابها بفتور :- لا هاكل.
هتفت بتهكم:- كتر خيرك.
تغاضي عن سخريتها وشرع في تناول الطعام وهو شارد بها سيحرم اليوم من أن تقبع بين زراعيه وسيحرم من جنتها التي يشعر بها عندما يكون جوارها.
إغتاظت منه وأخذت تتناول طعامها ببعض الغيظ والحقد عليها فهي تكرهها إلي أقصي حد وسرعان ما إبتسمت بخبث نعم ستخبره وليكن ما يكن.
بعد فترة إنتهيا من الطعام فجلس أمام التلفاز يشاهده بضجر.
أتت هي وتحمل له كوبا من القهوة فتناوله منها (بقلم زكية محمد )فهو حقا بحاجة إليه فيشعر بالصداع الشديد إثر الجهد الذي بذله اليوم في المشفي وأخذ يرتشف منه حتى أنهاه.
وعندما حان وقت النوم تمدد علي الاريكة فهتفت بصدمة :- إنت هتنام عندك؟
هتف بضجر:- اومال هنام فين يعني؟
هتفت بإنفعال:- تنام في اوضتنا مثلا ولا إنت عامل حساب للهانم.
نهض صارخا بعنف:- هنا لو سمحتي لمي الدور وروحي نامي.
هتفت بدموع :- إيه خايف لتجرح مشاعرها ومش خايف تجرح مشاعري أنا. حرام عليك ولما إنت بتحبها أوي كدا خلتني أحبك ليه من الأول؟
زفر بضيق قائلا :- هنا بلاش نحكي في حاجة هتودينا لطريق مسدود.
هتفت بصراخ :- أحب اقولك يا دكتور إن اللي إنت خايف عليها بتخدعك وبتكدب عليك.
جذبها من زراعها قائلا بغضب:- اخرسي ولا كلمة عليها.
هتفت بتحدي:- لا مش هخرس لازم تسمع دي بتخدعك وخلتك تتجوزها مش علشان موضوع الاغتصاب زي ما إنت فاكر لا علشان هي عاوزة تبعدنا عن بعض فعملت كدة علشان تضمن إنك مش هتبعد عنها إنما في الأصل مفيش موضوع إغتصاب أساسا.
هتف بغضب وصدمة:- انتي بتقولي إيه ومين قالك الكلام دة؟
هتفت بتشفي:- سمعتها في المستشفي النهاردة بتحكي لصحبتها وازاي تكمل مخططها علشان متكشفهاش. لو مش مصدقني تقدر تروح تواجهها.
نظر لها بذهول وضياع مما سمعه أيعقل أن يكون كلامها صحيح وهي كاذبة أم العكس صحيح؟
هز رأسه بعنف قائلا :- لا لا مش حقيقي مش حقيقي حبيبة ما تعملش كدا لا استحالة. ..
أخذ يردد هذه الكلمات ثم دلف مسرعا للداخل وجذب سترته ورحل بسرعة البرق وحديثها يتردد في أذنه يؤرجحه هنا وهناك دون هوادة. ............................ .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
البارت خلص واتمني يعجبكم
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الخامس عشر ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل السادس عشر أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .