نقدم اليوم احداث رواية عشق لم يسطو بعد الفصل 13 من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
في إحدي قاعات الزفاف الضخمة دلف فارس وسليم وكلا منهم بصحبة عروسه اللتان أقل ما يقال عنهن نجمتين ظهرتا في سماء مظلمة فأنارتهما.
توجهوا للمنصة الخاصة بهم وجلسوا في أماكنهم يتلقون التهانئ والمباركات من الحضور وكلا منهم في واد مختلف يسبح في أفكاره الخاصة.
إبتسم سليم بإصطناع ثم مال علي أذنها هامسا بسخرية:- اضحكي يا عروسة ليفتكروكي مغصوبة ولا حاجة.
نظرت له بقهر ودموع كادت أن تهطل لولا تماسكها فهو لم يكتفي بجروحها حتي يزيد منها ويضع عليها ملحا لتزداد ألما. متي يصدق إنها ليست مذنبة بشئ وان ما حدث دون إرادتها.
نظرت لوالدتها فرسمت إبتسامة بسيطة حينما لمحت الفرحة في عينيها هي ووالدها .
شجعت نفسها لا بد وأن تكون قوية وأن لا تنهار حتي إنتهاء الزفاف علي الأقل.
علي الجانب الآخر كانت تنظر أمامها بشرود تشعر وكأنها تحلم وستستيقظ قريبا منه.
لقد تم كل شئ سألت نفسها ها هي قد نالت ما أرادته لما ليست سعيدة والهموم مثقلة علي صدرها مانعا إياها من التنفس براحة.
إبتسمت بمرارة فهو دون ذلك الحادث ما ارتبط بها من الأساس فهو فعل ذلك من باب رجولته وشهامته من أجل عائلته.
تذكرت حديث صديقتها بأن تعمل علي الإقتراب منه والإهتمام به حتي تفوز به.
وهنا تسائلت أهي مستعدة لهدر كرامتها مرة أخري من أجل ذلك الحب اللعين؟ أم تنتظر مدتهما المحددة حتي ينفصلا ويذهب كلا منهم في طريق؟
أفكار تعصف بها دون رحمة فتسقط بها في دوامة من الصعب الخروج منها.
أما هو كان الغيظ منها متمكن منه بشدة. يلعن غبائها ذاك الذي أوصلهم لتلك الطريق المسدودة.
وما ذاد الأمر خطورة إنه يشعر بالإنجذاب نحوها بشكل يقلقه. ففي تلك المدة التي كان يعاقبها فيها كان يعاقب نفسه أيضا يود الإقتراب منها ولكن كبريائه يمنعه من آخر مشاحنة بينهم.
والأغرب إنه يشعر بالفرح الشديد بذلك الزفاف الذي ظنه في بادئ الأمر إنه مجرد مهمة وسينتهي منها.
نظر لها يطالعها بحالمية فهي تبدو اليوم مختلفة بدون نظارتها التي تخفي نصف وجهها وذلك الفستان الذي يجعلها كأميرات ديزني .
وابتسم بخبث حينما رأي تورد وجنتيها الذي يظهر عندما تخجل أو تغضب أو تتوتر .
وأتته أفكار وقحة كحاله وهو يمني نفسه (بقلم زكية محمد) بقطف المحصول خاصته اليوم .
ولكن ما إن تذكر ذلك الشيء الذي يؤرق مضجعه يصاب بالحزن والغضب الشديد من نفسه، ويلوم نفسه ويعاتبها علي ما إقترفت.
كان مراد يطالعها بأسي وهو يشفق عليها وعلي ما وصلت إليه، لكن لينتظر حتي يري نتيجة ما تفعله فلربما تنجح وتجعل ذلك الأبله يحبها حتي ولو نصف مقدار عشقها له.
قاطع شروده صوت لمار الفرح قائلة:- ابننا كبر يا مراد وبيتجوز.
ضمها بزراعيه بحنان قائلا بإبتسامة:-
اه يا حبيبتي عقبال ما نشوف ولاده ان شاء الله.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
علي الجانب الآخر كانت تنفخ أوداجها بغيظ فهي لم ترد القدوم لولا إصرار رحمة علي ذلك.
ضحكت رحمة قائلة :- يا بنتي خلاص شوية وهتولعي في القاعة.
هتفت بغيظ:- بقولك إيه اسكتي خالص أنا اصلا مكنتش عاوزة أجي لولا سعادتك وكمان سايبة امي لوحدها.
أردفت بضحك:- يا حبيبتي مامتك الممرضة معاها متقلقيش. الحق عليا جايباكي تفكي عن نفسك شوية.
ذمت شفتيها بضيق قائلة:- مش عاوزة عاوزة أروح مبحبش الدوشة.
هتفت بإمتعاض :- نعم؟ تروحي! لا بقولك إيه اهدي كدة وخلي الفرح يعدي الله يباركلك. بصي روحي لغي فكرة حلوة أهو الأكل كتير.
ضغطت علي يدها بقوة وهي تتنفس بعصبية شديدة ثم نهضت تاركة المكان.
هتفت رحمة قبل أن تغادر :- رايحة فين يا بنتي بهزر معاكي ؟
هتفت بغيظ:- رايحة ألغ هسمع كلامك.
ضحكت عليها قائلة :- ماشي وإحتمال أحصلك.
ملئت طبقها بقطع الكيك واخذت كوبا من العصير وطرأ في بالها فكرة فتسللت خارجا دون أن يشعر بها أحد.
خرجت من القاعة وجلست علي إحدي المقاعد في حديقة الفندق الواسعة ثم خلعت حذائها بتذمر قائلة:- قال البس كعب علشان أبقي شيك إن شاء الله ما عني بقيت زفت.
ثم نظرت للطبق أمامها قائلة :- تعال بقي يا حبيب والديك دا أنا مش بشوفك غير في المواسم.
قالت ذلك ثم راحت تلتهم الكيك بشراهة.
سعلت فجأة حينما إستمعت لصوت رجولي خلفها قائلا :- ممكن أشاركك القاعدة اللطيفة دي؟
نظرت له واضعة يدها علي صدرها قائلة بحدة:- إيه يا جدع إنت مش تحمحم ولا تعمل صوت.
إبتسم بخبث ثم جلس الي جوارها قائلا :- شكلك ما بتحبيش الدوشة زيي وطلعتي هنا.
هتفت بمبالاة وهي تتناول الكيك:- أيوة ما بحبهاش بحب الهدوء.
إقترب قليلا دون أن تلحظ تلك الحمقاء قائلا :- وانتي بقي قريبة مين فيهم جوة.
هتفت بسخرية :- لا دة ولا دة مش قريبة حد فيهم بس تقدر تقول كدة معرفة .
هتف بإبتسامة خبيثة:- زيي يعني. بس اول مرة أشوفك معاهم الصراحة. هو إنتي كنتي بتدرسي برة؟
هتفت بنفي :- لا مكنتش بدرس في حتة أنا كنت في اسكندرية وجيت.
أردف بتفهم :- اه. أعرفك بنفسي وائل الحسيني ابن أكبر رجل أعمال في المنطقة خريج هندسة و.....
قاطعته قائلة بتأفف :- خلاص افصل شوية إنت هتحكيلي قصة حياتك.
إقترب منها أكثر محاوطا إياها بزراعيه فهتفت بذعر:- إنت. ...إنت بتعمل إيه يا جدع؟ أبعد
هتف بمكر :- بقولك إيه يا قطة ما تطريها؟
صرخت بحدة:- أبعد عني يا حيوان.
هتف برغبة وهو يحاول السيطرة عليها:-
متخافيش يا قمر هنقضي وقت لذيذ مع بعض
ولا من شاف ولا من دري.
أغمضت عينيها بخوف وتعالت أنفاسها ولكنها لا بد أن تتصرف فأستكانت فجأة هاتفة بهدوء:- طيب ممكن تبعد شوية علشان نتفق؟
إبتعد بمكر هاتفا :- وماله يا مزة نتفق ها تحبي نروح فين؟
تظاهرت بالتفكير بينما يدها تعبث في ملابسها وأخرجت شيئا لم تنساه يوما ان تأخذه معها أينما خرجت.
هتف بإبتسامة :- ها فكرتي؟
هتفت بتحفظ:- اه فكرت.
سألها بلهفة :- ها وقررتي إيه؟
- قررت أقتلك يا روح أمك.
هتفت بذلك وهي تشهر المادية التي بحوذتها في وجهه ومن ثم وضعتها على رقبته وأخذت
تضغط عليها ببعض القوة.
نهضت ووقفت قبالته وهو مازال علي وضعه والصدمة علي محياه.
هتفت بشراسة وحدة:- جري إيه يا روح طنط؟ إنت فاكر إن كل الطير يتاكل لحمه ولا إيه؟ يا عرة الرجالة يا اللي متشواش في سوق الرجالة نكلة .
أردف برعب:- شيلي اللي في ايدك دة أحسنلك يابنت انتي.
هتفت بتحدي:- مش قبل ما أعلم عليك يا حيلتها علشان لما تشوف بنات تاني تودي وشك الناحية التانية.
وقبل ان تسقط بيدها الممسكة بالمادية علي وجهه كانت يدها معلقة في الهواء فنظرت لذلك الشخص وجدته إياد فشهقت بصدمة.
مسك كف يدها وسحب منه ذلك السلاح ونظر بغضب للماثل أمامه.
أردف وائل بكذب:- حوش البنت دي عني يا إياد دي بنت شمال و......
لم يكمل كلامه حتي قاطعته هي هاتفة بصراخ:- يا كداب يا ضلالي. ..
- بس اسكتي.
صاح بها بغضب لكي تصمت ثم نظر للآخر قائلا :- مش عيب عليك تكدب علي ظابط؟
أردف بتوتر:- أنا مبكدبش يا إياد البنت دي رخيصة و. ...آاااااه
بتر حديثه إثر اللكمة القوية التي أطاحت به أرضا ثم هتف بغضب:- إياك إياك تكمل ومتجيش ناحيتها تاني.
أردف بتهكم:- مش تقول إنها تخصك طيب مش تعزم يا صاحبي. .
لكمة أخري جعلته ينزف فمسكه من تلابيب ملابسه هادرا بغضب:- أقسم بالله يا وائل لو اللي حصل إتكرر تاني مش هعمل حساب لحد.
قال ذلك ثم سحبها من يدها بقوة خلفه فصرخت بتذمر قائلة :- جزمتي. ...جزمتي استني.
نظر لما تشير إليه فوجد حذائها ملقي بجوار المقعد وهي تقف حافية القدمين فجز علي أسنانه بعنف وترك يدها فذهبت وإرتدتها سريعا ثم سارت خلفه بهدوء فقام بجرها مجددا من يدها حتي وصلا عند مدخل الفندق فهتفت بضيق :- سيب ايدي يا إنت.
أغلق عينيه بغضب شديد ثم توقف فجأة صارخا فيها بعنف:- مش عاوز اسمع نفسك فاهمة؟
ثم أضاف بغيظ:- مسكالي مطوة عملالي فيها بروك ليسنر.
هتفت ببلاهة:- لا سيث رولنز أحلي.
صرخ فيها :- شوف بقول إيه وهي بتقول إيه؟ اه ما أنا نسيت إنك تربية حواري وتربية ناصر وحمدي هستني منك إيه؟
تجمدت مكانها للحظات ثم أردفت بوجع:-
لما تكون لوحدك مش لاقي حد جنبك شايل مسؤليتك ومسؤولية أمك اللي لو تعبت في أي وقت(بقلم زكية محمد) مضطر تنزل وتجيب دكتور من ايوتها حتة كان لازم أمسك مطوة أدافع بيها عن نفسي في مجتمع مليان كلاب كل اللي همه شهوته وبس، كان لازم أبان في تصرفاتي ولد علشان محدش يتعرضلي ويأذيني فتربية الحواري وتربية ناصر هي اللي علمتني إزاي أحافظ علي نفسي فأنا ممنونة اوي ليها ويزيدني شرف إني تربية حواري يا حضرة الظابط بعد اذنك ..
قالت ذلك ثم تخطته ودلفت للداخل أما هو نظر لها بندم مما تفوه به منذ متي وهو قاس القلب هكذا. شدد قبضته علي خصلات شعره الغزير ثم دلف خلفها. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد وقت إنتهت مراسم الإحتفال بالزفاف وغادر كلا من العروسين إلي منازلهم.
في الجناح المخصص لسليم دلف للداخل دون أن يعيرها إنتباه فيكفي ما هو فيه.
دلفت خلفه وهي تنظر أرضا بدموع سمحت لها بالهطول وهي تشعر بالضياع وتنتظر مصيرها معه والي أين ستنتهي بهم الطريق؟
إنتفضت بعنف حينما أغلق الباب بقوة ونظر لها هاتفا بحنق:- هتفضلي واقفة عندك كدة كتير؟
رفعت وجهها تطالعه بدموعها التي كاد أن يتأثر بها لكنه نظر أمامه بجمود قائلا :- روحي شوفيلك حتة إتلقحي فيها معلش مش هقدر أقوم بوظيفة الزوج المثالي أصل ما بخدش بقايا غيري.
أغلقت عينيها بعنف تبتلع إهانته ثم نظرت له قائلة ببكاء:- خليك فاكر كلامك كويس علشان يوم ما تظهر برائتي هتندم أوي يا سليم.
ضحك بسخرية قائلا :- إن شاء الله. ..
قال ذلك ثم دلف للمرحاض غاب لبضع دقائق وخرج مرتديا ملابس بيتية إستعدادا للنوم.
أما هي كانت لا تعلم ما عليها فعله فتوجهت للخذينة وأخذت منها بيجامة بيتية مريحة وأخذت إسدال الصلاة خاصتها ودلفت واغتسلت ثم ارتدت ثيابها وخرجت ثم وقفت علي المصلاة تصلي بخشوع وتتضرع إلي ربها أن ينجيها مما هي فيه.
وبعد فترة كانت قد إنتهت تحت نظراته المندهشة . أخذت تتطلع في المكان حولها بحيرة فهتف بسخرية :-
إيه مش عارفة هتقعدي فين؟ متهيألي تبطلي الشو اللي إنتي عملاه دة لانه مش لايق عليكي.
إقتربت منه وصرخت فيه بحدة قائلة :- بس كفاية حرام عليك إنت إيه ما بتحسش هفضل أقولك لحد امتي إني مظلومة؟ هفضل أقولك لحد أمتي إني مليش ذنب؟ لحد أمتي هتحاسبني علي ذنب معملتهوش. ليه بتعمل فيا كدة حرام عليك ليه؟
هتف بفحيح :- صوتك دا ميعلاش.
هتفت بجنون:- لا هيعلي وهيعلي لحد ما تبطل آااااه. ....
تأوهت بألم حينما قبض علي رسغها بقوة قائلا بفحيح أخافها:- لما أقول كلمة تتسمع. اياكي ثم اياكي تعلي صوتك عليا فاهمة؟
هتفت بخوف من هيئته :- فاهمة فاهمة.
هتف بغضب:- عاوزة تعرفي ليه؟
قال ذلك ثم توجه لهاتفه وعبث به قليلا حتي وصل لتلك الصور اللعينة ثم وضع الهاتف نصب عينيها قائلا بغضب:- إنتي ده ولا مش إنتي ها؟ انطقي ولا بتبلي عليكي لا سمح الله.
جحظت عينيها من الصدمة لما تري فخارت قواها وركعت على ركبتيها قائلة بضياع:-
لا لا مش. ...مش أنا. ....أنا إزاي؟ لا. .
تابع بغضب متجاهلا إنهيارها :- عاوزاني أعمل إيه وانا شايفك في حضن واحد تاني والبيه هيمان فيكي قد إيه اتبسط معاكي. أنا يتقالي لبستها يا دغف أنا؟ والله لولا عمي والعيلة كنت قتلتك فمضطر أصبر علي الوضع دة لحد ما امسكه وأقتله قدام عنيكي.
ثم تابع بقسوة غير عابئ بجرحها النازف :- وشوفي بقي في شوية قواعد كدة أحب أبلغهم ليكي علشان يوم ما تعارضي واحدة منهم صدقيني هتندمي أوي.
هتفت بضعف :- أكتر من كدة معتقدش.
هتف بحدة:- اخرسي واسمعي. طبعا علاقتنا هتبقى طبيعية قدام الكل علشان محدش يشك في حاجة. هتروحي وتيجي بسواق وحرس معاكي في أي مكان زي ضلك. ياريت تكوني سمعتي كويس علشان متندميش بعدها.
قال ذلك ثم ألقي جسده علي الفراش يكتم غضبه الذي لو كان نارا لأحرق الجميع وأولهم هي.
أما هي منظر تلك الصور لا يبرح مخيلتها لا تصدق ما حدث لها علي يد ذلك الحقير الذي لا تعرفه فحتي الصور كان حريصا علي أن لا يظهر فيها ولكنها باتت متأكدة إنه أخذ شئ ليس من حقه.
وضعت يديها علي فمها تكتم تلك الشهقات حتي لا يسمعها فيصب غضبه عليها.
زحفت للخلف حتي وصلت للأريكة الموضوعة في إحدي أركان الغرفة واستندت عليها وواصلت وصلة عذابها الذي وضعت فيه دون إرادتها. .....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في نفس الوقت دلفت حبيبة برفقة فارس إلي جناحه المخصص.
كان التوتر والصمت هو سيد الموقف.
تنحنح وقطع ذلك الصمت قائلا وهو يضع يده علي كتفه فشهقت مبتعدة فأرجع ذلك للحادث الشنيع الذي تعرضت له فهتف بهدوء:-
احم أنا آسف متخافيش إدخلي غيري هدومك.
نظرت له بصدمة فأكمل بهدوء:- مش معقول هتنامي بفستانك يعني.
هتفت بخفوت:- حاضر.
قالت ذلك ثم توجهت بخطي مرتبكة للغاية فأختل توازنها حتي كادت ان تسقط لولا زراعيه القوية التي أسرعت لإلتقاطها فضمها إليه بقوة خشية أن تصتدم بالأرض.
أما هي لفت زراعيها حول عنقه كردة فعل طبيعية للتثبث به.
ما إن إستوعبت قربه الشديد ذلك شعرت بأن قلبها يدق كالطبول تنذر بليلة حرب دامية فتوهجت وجنتيها خجلا.
أما هو تصلب جسده وشعر بماس كهربي قام بصعقه وأخذ قلبه يرتجف بعنف غير طبيعي.
نظر لعينيها الرائعتين كعادتهما ثم راح يتأملها
عن قرب يدرس قسمات وجهها وحينما رأي وجنتيها مصطبغة بلون الدماء المحبب له، رفع يده يتلمسهم فهي الآن تحل له.
شهقت بخجل لفعلته تلك اما هو كان كالمغيب أمام سحر عينيها فهبط يقبل وجنتيها ذلك المحصول خاصته وسط صدمتها الشديدة فشعرت بإنسحاب الأكسجين من المكان فكادت أن تتحدث إلا إنه لم يسمح بذلك حيث أخرسها بطريقته الخاصة.
جحظت عينيها ذهولا واصبحت قدميها كالهلام فكادت أن تنزلق من بين يديه إلا إنه شدد بقبضتيه حول خصرها وهو هائم فيما يفعله.
رغبة قوية دفعته لإمتلاكها ولكن ضرب جرس الإنذار بعقله يوقظه إن تمادي سيحدث مالم يحمد عقباه.
إبتعد عنها بصعوبة ثم نظر لها وجدها كالخرقة البالية ترتعش وتنظر أرضا وقد ذادت تلك الحمرة فنظر أمامه مستغفرا ربه داعيا الله أن تمر الأيام بسلام، إنها مختلفة نادرة عنهن عرف الكثير إلا إنه لم يري مثلها فيكفي برائتها تلك التي ستودي به، رأف بحالها ولعن نفسه علي تسرعه ولكنه يجد نفسه ينجذب إليها كما يجذب المغناطيس المعدن.
إبتعد قليلا قائلا بهدوء عكس النيران المتأججة بداخله :- بيبة أنا. ....أنا آسف لو خوفتك بس مش آسف علشان عملت كدة.
قال ذلك ثم دلف للمرحاض لعل باستطاعته إخماد تلك النيران.
فتحت عينيها بعدما تأكدت من عدم وجوده أمامها ووضعت أصابعها المرتعشة علي شفتيها لا تصدق ما حدث منذ قليل إبتسمت بخجل ثم راحت تنظر لغرفته(بقلم زكية محمد) بحب شديد وتتذكر حينما كانت صغيرة كانت تدلف إلي هنا وتلعب معه وإمتنعت عن المجئ منذما نضجت وها هي بعد تلك السنوات تدلف مجددا وهي عروس.
شجعت نفسها وعزمت علي أن تفعل ما في وسعها لكي تفوز به فالطريق أمامها طويل.
توجهت نحو الخزانة وسحبت منها ملابس للنوم ثم جلست علي الأريكة تنتظر خروجه.
بعد دقائق خرج مرتديا منطال قطني رمادي وتيشرت أسود أبرز عضلات جسده.
نظر لها بإبتسامة قائلا بمرح:- إيه يا بيبة هتفضلي طول الليل كدة؟
نهضت وهي تعتصر الملابس بقبضتها قائلة بتوتر ونظرات زائغة:- أاااا. ...لا. ..هقوم أهو. .
قالت ذلك ثم هرولت للداخل تختبئ منه إتكأت علي الباب واضعة يدها علي قلبها قائلة بأنفاس متسارعة:- لا كدة قلبي هيقف مش هعرف أكمل كدة.
بالخارج أدي فرضه و توجه للفراش وقفز ممدا جسده واضعا كلتا يديه خلف رأسه وهو ينظر للسقف بحالمية قائلا :- إيه يا فارس؟ إيه اللي جد ما هي قدامك ليها سنين مالك كدة لخبطتك في لحظة فوق كدة إنت الجان فارس اللي كل البنات بتقع في حبك مش العكس.
خرجت بخطوات هادئة كحالها متوترة تنظر أرضا، انتبه هو لخروجها وابتسم بحب وهو يجدها كطفلة خجولة تلعب في أطراف كنزتها وكأنها تشعر بالخجل من شئ إقترفته وستعاقب عليه.
وقف مسرعا مقتربا منها قائلا بتهكم وهو يطالعها بنظرات حادة كالصقر:- إيه يا شيخة حبيبة هتنامي بالحجاب! أوعي تقولي إن دة العادي بتاعك.
ذادت قبضتها علي أطراف كنزتها فأكمل بوقاحة:- يكون في علمك محصول الفراولة استوي أهو وأنا مش مسؤل عن اللي هيحصل.
نظرت له بصدمة ثم وضعت كلتا يديها علي وجنتيها قائلة بخجل شديد :- أهو أهو خلاص بقي. ...
ضحك بمكر قائلا :- وحاجة تانية شيلي الحجاب من علي شعرك يلا.
هزت رأسها بسرعة وسحبت وشاحها دون وعي منها فشغلها الشاغل هو ألا ينفذ تهديده.
نظر لها يطالعها بذهول فقد غطي شعرها الناعم الأسود اللون ظهرها بالكامل وتسرسلت بعض الخصلات علي وجهها.
إقترب منها وأبعد تلك الخصلات عن وجهها ثم هتف بصوت أجش :- حبيبة إخفي من قدامي.
قطبت حاجبيها بتعجب فسألته :- أروح فين؟
أردف بحدة وصدره يعلو ويهبط بسرعة:- في أي نيلة. ...
نظرت له بدهشة وخيم الحزن علي وجهها فهو لا يريد ان يراها، ولكنها لا تعلم إنه كم يعاني وهو يراها أمامه ويمنع نفسه عنها حتي لا يخيفها.
أعتصر عينيه بقوة في محاولة منه لطرد صورتها من مخيلته، أما هي إلتمع الدمع بعينيها وتوجهت للباب لتغادر.
كان صوت صرير الباب الإنذار الذي أعاد فارس للواقع فتوجه نحوها مسرعا ممسكا يدها قائلا بدهشة:- إنتي رايحة فين؟
أجابته بضيق دون تفكير:- رايحة أوضتي مش إنت قلت روحي في أي نيلة.
هز رأسه بنفاذ صبر ثم جز علي أسنانه بعنف قائلا :- راسك دة فيها عقل ولا بطاطس ؟
هتفت بسرعة:- لا عقل والله.
عض علي شفتيه بغيظ متمتما بالإستغفار ثم أردف :- روحي نامي يا حبيبة ربنا يهديكي.
قال ذلك ثم عاود إغلاق الباب بعنف إنتفضت علي إثره.
حاول ضبط أعصابه وعليه التريث قليلا فهو جعلها تظن إنه لا يريد رؤيتها وهي تجهل إنه يريدها وبشدة ونطق بتلك الكلمات من فرط تأجج مشاعره.
فكر في شئ يجعلها تتصرف بطبيعية معه ويعمل علي إزالة تلك الحواجز.
هتف بحنين:- بيبة إيه رأيك أضفرلك شعرك زي زمان فاكرة.
لمعت عيناها فرحا قائلة :- بجد؟
هز رأسه بموافقة قائلا :- ايوة يلا بقي هاتي الفرشة وتعالي.
ركضت بسرعة نحو طاولة الزينة ثم جلبت فرشاة الشعر وتوجهت له، ولكنها وقفت بصدمة تستوعب مكان جلوسها حيث كانت تفعل في الماضي وعلي إثر ذلك عادت بذاكرتها للخلف حيث كانت طفلة العاشرة من عمرها Flash Back
دلفت من باب الفيلا عائدة من المدرسة وهي تبكي متوجهة لفارس الذي كان يلعب مع حمزة وسليم فركض نحوها قائلا بقلق :- مالك يا بيبة ومال شعرك منكوش كدة ليه؟
مسحت دموعها وأنفها بطرف قميصها المدرسي قائلة بشهقات مرتفعة :- مي. ...مي شدت شعري في bus المدرسة وقالتلي متعمليش التسريحة دي تاني.
هتف بغضب :- وانتي عملتي إيه لما قالتلك كدة؟
أردفت ببراءة :- قلتلها طيب مش هعملها.
ود لو يضربها ويعنفها علي ضعفها واستسلامها ذلك فهتف بحدة:- إزاي تسمعي كلامها يا غبية؟ كدة هتضربك أكتر واكتر.
أحتضنته بخوف قائلة :- لا لا مش تخليها تضربني يا فارس.
ربت علي ظهرها برفق قائلا بتوعد رجل بالغ وليس طفل :- متخافيش أنا هخليها لما تشوفك تبص الناحية التانية ومش هخليها تضربك .
هتفت بسعادة:- صح يا فارس؟ هيييه.
ثم وقفت علي أطراف أصابعها وقبلته في وجنته قائلة :-أنا بحبك أوي يا فارس.
هتف بإبتسامة :- طيب يلا روحي هاتي الفرشاة علشان أسرحلك شعرك. .
صفقت يديها بسعادة ثم ركضت بسرعة وجلبتها وعادت وأعطتها له قائلة :-
اعملي ديل حصان علشان مي بوظته.
هز رأسه برفض قائلا :- لا هعملك ضفيرة ومتعمليش غيرها مفهوم.
سألته ببراءة:- إنت بتحب الضفيرة؟
أومأ بنعم فهتفت بإبتسامة:- خلاص هعمل علطول ضفيرة. يلا سرحلي شعري يلا.
جلس أرضا علي العشب فقفزت تجلس علي قدميه بسعادة فمسك خصلاتها وأخذ يصففها لها بمهارة ثم صنع لها جديلة رقيقة تناسبها (بقلم زكية محمد )وما إن انتهي أخذت تتطلع لها بإعجاب وسعادة قائلة :- الله حلوة أوي يا فارس شكرآ. قالت ذلك ثم قبلته مجددا في وجنته و
نهضت واقفة ثم أردفت :- بكرة اعملي واحدة تانية علشان أوريها لإيمان.
ضحك قائلا :- ماشي يا بيبة يلا روحي غيري هدومك علشان تتغدي.
هتفت بموافقة :- ماشي. ثم أضافت بتذمر :- بس بعدين تلعب معايا أنا مش سليم وحمزة، ماشي؟
أومأ بموافقة بينما ركضت للداخل وهي ممسكة بجديلتها بسعادة متوجهة لوالدتها.
End of flash back
عادت للواقع علي هزة فارس الخفيفة قائلا :- إيه روحتي فين؟
أردفت بتلعثم:- ها مروحتش.
فرغت فاهها ذهولا حينما جلس أرضا وإتكأ بظهره علي حافة الفراش ثم جلس القرفصاء وهتف بخبث وهو يربت علي ساقيه :-
يلا يا بيبة علشان أسرحلك شعرك.
هزت رأسها برفض قائلة :- لا لا خلاص مش عاوزة أاا. ....
لم تكمل جملتها إذ سحبها من يدها نحوه فإصتدمت بصدره فطالعها بخبث قائلا :- ها هتسرحي شعرك ولا نقطف المحصول.
تراجعت للخلف ثم جلست أرضا قائلة بتلعثم:- أهو كدة كويس.
إبتسم لها قائلا :- ماشي يا بيبة.
قال ذلك ثم مسك خصلاتها الطويلة التي لم تتغير كثيرا سوي إنها إزدادت طولا.
إقشعر بدنها عند ملامسته لشعرها بينما هو أخذ يتأمل خصلاتها التي تنسدل بين أصابعه فقربها منه مستنشقا إياها وهو مغمض عينيه.
كادت ان تموت خجلا من أفعاله تلك فحاولت جذب شعرها من قبضته حيث نجحت في جعله يعود لوعيه فهتف بصوت متحشرج:-احم اثبتي بقي علشان تتطلع الضفيرة مظبوطة.
حاولت ضبط أنفاسها المضطربة وكذلك هو وبعد وقت تمني أن لا يمر انتهي من تصفيف شعرها وصنع لها جديلة فمسكتها هاتفة بفرح :-ميرسي يا فارس حلوة أوي.
هتف بسخرية :- ميرسي يا فارس حلوة أوي! دا أخرك؟ الله يرحم أيام ما كنتي. ......ها فاكرة كنتي بتعملي إيه؟
نهضت بسرعة مبتعدة عنه قائلة بتلعثم:- لا لا مش مش فاكرة.
أردف بعبث :- بس كدة أفكرك يا روحي.
صاحت بحدة وخجل:- فارس بطل. ..
ضحك قائلا :- عندك حق لأحسن شوية كدة وهنجيب خمس عيال. ..
شهقت بصدمة من وقاحته المستمرة وكادت أن تبكي فهو يتعمد أن يخجلها بإستمرار.
هتف بهدوء :- يلا علشان تنامي.
هتفت بتوتر وهي توزع نظراتها بينه وبين الفراش :- أنا. ...أنا هنام فين؟
أجابها بهدوء:- علي السرير.
إزدردت ريقها بتوتر قائلة:- وو. ..وانت؟
أردف بخبث :- علي نفس السرير.
هتفت بفزع:- ها؟
ضحك قائلا :- ها إيه؟
أردفت بتهرب :- أنا. ..أنا هصلي. ...
هز رأسه قائلا :- ماشي صلي.
دلفت للحمام وغابت فيه طويلا وخرجت وهي ترتدي إسدال الصلاة ثم فرشت المصلاة وشرعت في صلاتها بخشوع.
مضي وقتا طويلا وهي تصلي بينما هو تأفف بضيق فهو يعلم تمام العلم إنها تقصد أن تطيل الصلاة بغرض التهرب منه.
بعد فترة أخري كانت قد إنتهت من الصلاة فجلست تسبح وتستغفر صلاتها دبر كل صلاة إتباعا للسنة النبوية.
هتف بغيظ وخفوت:- لا كدة كتير وربنا دا لو بتصلي لعمرها كله مش هتاخد الوقت دا.
أخيرا إنتهت وخلعت إسدال الصلاة ثم وضعته برفقة سجادة الصلاة في الخزينة.
هتف بسخرية:- حرما يا شيخة حبيبة ربنا يجعله في ميزان حسناتك يارب.
إبتسمت بخفوت وتوتر ثم سارت نحو الأريكة فهتف بغيظ:- إنتي بتعملي إيه؟
هتفت بتلعثم وحذر:- ههههنام.
صاح بحدة :- قدامك ثلاث ثواني لو منمتيش هنا جنبي. ..........
صمت قليلا ثم أردف بوقاحة:- هقطف الفراولة.
إتسعت عينيها حينما إستمعت لتهديده وسرعان ما توجهت للفراش وقفزت فوقه ثم سحبت الغطاء وأخفت جسدها تحته.
إبتسم علي أفعالها الطفولية تلك ثم توجه للفراش وتمدد الي جوارها ثم أغلق المصباح وهو يبتسم بخبث إذ سرعان ما سمع صوتها المرتجف يقول:- فففارس النور شغله.
أردف بكذب:- أنا مطفتهوش أصلا شكل اللمبة إتحرقت.
هتفت بتوسل :- طيب شغل نور الأباجورة.
هتف بغيظ :- يا بنتي دي عملت قفلة في الاوضة كلها. إلحقي سامعة الصوت دة.
صرخت برعب ثم إلتصقت به قائلة بذعر:- مشيه مشيه يا فارس.
أردف بضحك مكتوم وهو يشدد من إحتضانه لها :- حاضر أهو هيمشي يلا غمضي عنيكي ونامي. ...
دفنت رأسها بصدره مغلقة عينيها بشدة. أما هو إبتسم بخبث لتحقيقه مبتغاه قائلا بداخله :- بركاتك يا شيخ عفريت ربنا يخليك للغلابة اللي زينا.
قال ذلك ثم طبع قبلة علي شعرها وأغلق عينيه إستعدادا للنوم.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان ينظر لها عبر مرآة السيارة في طريقهم للعودة بندم علي ما تفوه به أما هي كانت تنظر ناحية النافذة بحزن وشرود.
دلف للداخل وصف السيارة وترجل الجميع منها ثم دلفوا للداخل وصعدوا لغرفهم.
توجهت للملحق الذي تمكث فيه هي ووالدتها.
قبل أن تدلف قامت يد بسحبها بسرعة في ركن منزوي عن الأنظار وكادت أن تصرخ لولا يده التي كممت فاهها.
أخذت تقاومه بعنف إلا إنها لم تستطع الفرار فظنت إنها النهاية فأستسلمت لمصيرها.
وقف بها عند إحدي الركنيات ثم قال بصوت هادئ من خلفها:- هشيل إيدي اياكي تصوتي.
هزت رأسها بموافقة وما إن تركها نظرت له بإستنكار قائلة :- إنت! انت مجنون ولا أهبل؟
أردف بغيظ وتحامل:- وبعدين في لسانك اللي عاوز قطعه دة؟
هتفت بتهكم:- أومال عاوزني أقولك إيه بعد اللي عملته اضربلك تعظيم سلام يا حضرة الظابط!
أردف بحدة:- افصلي شوية إيه بالعة راديو؟
أردف بغيظ:- نعم عاوز إيه؟
حك مؤخرة رأسه قائلا ببعض الحرج:- احم أنا يعني كنت عاوز أقولك إني مقصدش الكلام اللي قولتهولك في الفندق.
هتفت بسخرية:- بس كدة؟ سحبني وراك بالطريقة المنيلة دي ودة أخرك في الإعتذار.
هتف بتعجب:- إعتذار! بس أنا ما بعتزرش أنا جاي بس اوضحلك سوء التفاهم لإن مش من مبادئي أقول كدة ليكي. .
شهقت بتهكم قائلة:- نعم؟ نعم؟طيب أنا مش قابلة كلامك دة من الأساس سلام يا حضرة الظابط.
قالت ذلك ثم غادرت من أمامه ودلفت للداخل فصرخت بغيظ قائلة :- الحمار مش هاين عليه يعتزر ياسلام علي بروده هوف حاجة تطهق نفسي أمسك زمارة رقبته أطلعها في ايدي.
أما بالخارج أخذ يتطلع في إثرها قائلا بسخرية :- هبلة البت دي ولا إيه؟ قال أعتذرلها قال دا أنا لو أطول أخنقها مش هتأخر.
إلا إن هناك شيئا يجهل ماهيته هتف بداخله:- ولما إنت عاوز تخنقها همك زعلها أوي كدة وجاي توضح ومش عارف إيه؟
هز رأسه بعنف يطرد تلك الأفكار قائلا بعنف:- تتفلق تروح في داهية .
قال ذلك ثم غادر وهو يسرع من خطواته متجها لغرفته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تجلس الي جواره يشاهدان التلفاز سويا.
هتفت بتساؤل:- هنعمل إيه دلوقتي بعد ما بعتناله الصور؟
أجابها بهدوء:- هنستني الأوامر بالخطوة اللي بعديها المهم أخبار شغلك إيه؟
هتفت بضحك:- فل الفل يا بيبي بس في مشكلة صغيرة كدة هخلص منها الأول وبعدين أنفذ القاضية.
إقترب منها بخبث قائلا:- حلاوتك يا بت أهو دة الكلام.
مالت عليه بدلال قائلة :- أومال إنت مستقل بيا يا عمري ولا إيه ؟
هتف بإعتراض وخبث وهو يحملها ويسير بها للداخل قائلا :- فشر يا قلبي مين يقدر يقول كدة.
___________
في مكان مظلم علي كرسي ضخم يجلس عليه جسد لا يتبين ماهيته بفعل الظلام الذي يعم المكان عدا شمعة تنير جزءا بسيطا ودخان السيجارة يملئ المكان أيضا. (بقلم زكية محمد )
يجلس هذا الجسد وقد رفع وجهه ناحية الضوء فظهرت أعين حمراء تشع لهبا وحقدا وتنذر بشر وتهديد ووعيد سيطيح بالجميع.
تعالت الضحكات الخبيثة في جميع أركان الغرفة وكأنها تقول لقد حان وقت اللعب واللهو والحصول علي مزيد من الخراب.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
البارت خلص يارب يعجبكم
في إحدي قاعات الزفاف الضخمة دلف فارس وسليم وكلا منهم بصحبة عروسه اللتان أقل ما يقال عنهن نجمتين ظهرتا في سماء مظلمة فأنارتهما.
توجهوا للمنصة الخاصة بهم وجلسوا في أماكنهم يتلقون التهانئ والمباركات من الحضور وكلا منهم في واد مختلف يسبح في أفكاره الخاصة.
إبتسم سليم بإصطناع ثم مال علي أذنها هامسا بسخرية:- اضحكي يا عروسة ليفتكروكي مغصوبة ولا حاجة.
نظرت له بقهر ودموع كادت أن تهطل لولا تماسكها فهو لم يكتفي بجروحها حتي يزيد منها ويضع عليها ملحا لتزداد ألما. متي يصدق إنها ليست مذنبة بشئ وان ما حدث دون إرادتها.
نظرت لوالدتها فرسمت إبتسامة بسيطة حينما لمحت الفرحة في عينيها هي ووالدها .
شجعت نفسها لا بد وأن تكون قوية وأن لا تنهار حتي إنتهاء الزفاف علي الأقل.
علي الجانب الآخر كانت تنظر أمامها بشرود تشعر وكأنها تحلم وستستيقظ قريبا منه.
لقد تم كل شئ سألت نفسها ها هي قد نالت ما أرادته لما ليست سعيدة والهموم مثقلة علي صدرها مانعا إياها من التنفس براحة.
إبتسمت بمرارة فهو دون ذلك الحادث ما ارتبط بها من الأساس فهو فعل ذلك من باب رجولته وشهامته من أجل عائلته.
تذكرت حديث صديقتها بأن تعمل علي الإقتراب منه والإهتمام به حتي تفوز به.
وهنا تسائلت أهي مستعدة لهدر كرامتها مرة أخري من أجل ذلك الحب اللعين؟ أم تنتظر مدتهما المحددة حتي ينفصلا ويذهب كلا منهم في طريق؟
أفكار تعصف بها دون رحمة فتسقط بها في دوامة من الصعب الخروج منها.
أما هو كان الغيظ منها متمكن منه بشدة. يلعن غبائها ذاك الذي أوصلهم لتلك الطريق المسدودة.
وما ذاد الأمر خطورة إنه يشعر بالإنجذاب نحوها بشكل يقلقه. ففي تلك المدة التي كان يعاقبها فيها كان يعاقب نفسه أيضا يود الإقتراب منها ولكن كبريائه يمنعه من آخر مشاحنة بينهم.
والأغرب إنه يشعر بالفرح الشديد بذلك الزفاف الذي ظنه في بادئ الأمر إنه مجرد مهمة وسينتهي منها.
نظر لها يطالعها بحالمية فهي تبدو اليوم مختلفة بدون نظارتها التي تخفي نصف وجهها وذلك الفستان الذي يجعلها كأميرات ديزني .
وابتسم بخبث حينما رأي تورد وجنتيها الذي يظهر عندما تخجل أو تغضب أو تتوتر .
وأتته أفكار وقحة كحاله وهو يمني نفسه (بقلم زكية محمد) بقطف المحصول خاصته اليوم .
ولكن ما إن تذكر ذلك الشيء الذي يؤرق مضجعه يصاب بالحزن والغضب الشديد من نفسه، ويلوم نفسه ويعاتبها علي ما إقترفت.
كان مراد يطالعها بأسي وهو يشفق عليها وعلي ما وصلت إليه، لكن لينتظر حتي يري نتيجة ما تفعله فلربما تنجح وتجعل ذلك الأبله يحبها حتي ولو نصف مقدار عشقها له.
قاطع شروده صوت لمار الفرح قائلة:- ابننا كبر يا مراد وبيتجوز.
ضمها بزراعيه بحنان قائلا بإبتسامة:-
اه يا حبيبتي عقبال ما نشوف ولاده ان شاء الله.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
علي الجانب الآخر كانت تنفخ أوداجها بغيظ فهي لم ترد القدوم لولا إصرار رحمة علي ذلك.
ضحكت رحمة قائلة :- يا بنتي خلاص شوية وهتولعي في القاعة.
هتفت بغيظ:- بقولك إيه اسكتي خالص أنا اصلا مكنتش عاوزة أجي لولا سعادتك وكمان سايبة امي لوحدها.
أردفت بضحك:- يا حبيبتي مامتك الممرضة معاها متقلقيش. الحق عليا جايباكي تفكي عن نفسك شوية.
ذمت شفتيها بضيق قائلة:- مش عاوزة عاوزة أروح مبحبش الدوشة.
هتفت بإمتعاض :- نعم؟ تروحي! لا بقولك إيه اهدي كدة وخلي الفرح يعدي الله يباركلك. بصي روحي لغي فكرة حلوة أهو الأكل كتير.
ضغطت علي يدها بقوة وهي تتنفس بعصبية شديدة ثم نهضت تاركة المكان.
هتفت رحمة قبل أن تغادر :- رايحة فين يا بنتي بهزر معاكي ؟
هتفت بغيظ:- رايحة ألغ هسمع كلامك.
ضحكت عليها قائلة :- ماشي وإحتمال أحصلك.
ملئت طبقها بقطع الكيك واخذت كوبا من العصير وطرأ في بالها فكرة فتسللت خارجا دون أن يشعر بها أحد.
خرجت من القاعة وجلست علي إحدي المقاعد في حديقة الفندق الواسعة ثم خلعت حذائها بتذمر قائلة:- قال البس كعب علشان أبقي شيك إن شاء الله ما عني بقيت زفت.
ثم نظرت للطبق أمامها قائلة :- تعال بقي يا حبيب والديك دا أنا مش بشوفك غير في المواسم.
قالت ذلك ثم راحت تلتهم الكيك بشراهة.
سعلت فجأة حينما إستمعت لصوت رجولي خلفها قائلا :- ممكن أشاركك القاعدة اللطيفة دي؟
نظرت له واضعة يدها علي صدرها قائلة بحدة:- إيه يا جدع إنت مش تحمحم ولا تعمل صوت.
إبتسم بخبث ثم جلس الي جوارها قائلا :- شكلك ما بتحبيش الدوشة زيي وطلعتي هنا.
هتفت بمبالاة وهي تتناول الكيك:- أيوة ما بحبهاش بحب الهدوء.
إقترب قليلا دون أن تلحظ تلك الحمقاء قائلا :- وانتي بقي قريبة مين فيهم جوة.
هتفت بسخرية :- لا دة ولا دة مش قريبة حد فيهم بس تقدر تقول كدة معرفة .
هتف بإبتسامة خبيثة:- زيي يعني. بس اول مرة أشوفك معاهم الصراحة. هو إنتي كنتي بتدرسي برة؟
هتفت بنفي :- لا مكنتش بدرس في حتة أنا كنت في اسكندرية وجيت.
أردف بتفهم :- اه. أعرفك بنفسي وائل الحسيني ابن أكبر رجل أعمال في المنطقة خريج هندسة و.....
قاطعته قائلة بتأفف :- خلاص افصل شوية إنت هتحكيلي قصة حياتك.
إقترب منها أكثر محاوطا إياها بزراعيه فهتفت بذعر:- إنت. ...إنت بتعمل إيه يا جدع؟ أبعد
هتف بمكر :- بقولك إيه يا قطة ما تطريها؟
صرخت بحدة:- أبعد عني يا حيوان.
هتف برغبة وهو يحاول السيطرة عليها:-
متخافيش يا قمر هنقضي وقت لذيذ مع بعض
ولا من شاف ولا من دري.
أغمضت عينيها بخوف وتعالت أنفاسها ولكنها لا بد أن تتصرف فأستكانت فجأة هاتفة بهدوء:- طيب ممكن تبعد شوية علشان نتفق؟
إبتعد بمكر هاتفا :- وماله يا مزة نتفق ها تحبي نروح فين؟
تظاهرت بالتفكير بينما يدها تعبث في ملابسها وأخرجت شيئا لم تنساه يوما ان تأخذه معها أينما خرجت.
هتف بإبتسامة :- ها فكرتي؟
هتفت بتحفظ:- اه فكرت.
سألها بلهفة :- ها وقررتي إيه؟
- قررت أقتلك يا روح أمك.
هتفت بذلك وهي تشهر المادية التي بحوذتها في وجهه ومن ثم وضعتها على رقبته وأخذت
تضغط عليها ببعض القوة.
نهضت ووقفت قبالته وهو مازال علي وضعه والصدمة علي محياه.
هتفت بشراسة وحدة:- جري إيه يا روح طنط؟ إنت فاكر إن كل الطير يتاكل لحمه ولا إيه؟ يا عرة الرجالة يا اللي متشواش في سوق الرجالة نكلة .
أردف برعب:- شيلي اللي في ايدك دة أحسنلك يابنت انتي.
هتفت بتحدي:- مش قبل ما أعلم عليك يا حيلتها علشان لما تشوف بنات تاني تودي وشك الناحية التانية.
وقبل ان تسقط بيدها الممسكة بالمادية علي وجهه كانت يدها معلقة في الهواء فنظرت لذلك الشخص وجدته إياد فشهقت بصدمة.
مسك كف يدها وسحب منه ذلك السلاح ونظر بغضب للماثل أمامه.
أردف وائل بكذب:- حوش البنت دي عني يا إياد دي بنت شمال و......
لم يكمل كلامه حتي قاطعته هي هاتفة بصراخ:- يا كداب يا ضلالي. ..
- بس اسكتي.
صاح بها بغضب لكي تصمت ثم نظر للآخر قائلا :- مش عيب عليك تكدب علي ظابط؟
أردف بتوتر:- أنا مبكدبش يا إياد البنت دي رخيصة و. ...آاااااه
بتر حديثه إثر اللكمة القوية التي أطاحت به أرضا ثم هتف بغضب:- إياك إياك تكمل ومتجيش ناحيتها تاني.
أردف بتهكم:- مش تقول إنها تخصك طيب مش تعزم يا صاحبي. .
لكمة أخري جعلته ينزف فمسكه من تلابيب ملابسه هادرا بغضب:- أقسم بالله يا وائل لو اللي حصل إتكرر تاني مش هعمل حساب لحد.
قال ذلك ثم سحبها من يدها بقوة خلفه فصرخت بتذمر قائلة :- جزمتي. ...جزمتي استني.
نظر لما تشير إليه فوجد حذائها ملقي بجوار المقعد وهي تقف حافية القدمين فجز علي أسنانه بعنف وترك يدها فذهبت وإرتدتها سريعا ثم سارت خلفه بهدوء فقام بجرها مجددا من يدها حتي وصلا عند مدخل الفندق فهتفت بضيق :- سيب ايدي يا إنت.
أغلق عينيه بغضب شديد ثم توقف فجأة صارخا فيها بعنف:- مش عاوز اسمع نفسك فاهمة؟
ثم أضاف بغيظ:- مسكالي مطوة عملالي فيها بروك ليسنر.
هتفت ببلاهة:- لا سيث رولنز أحلي.
صرخ فيها :- شوف بقول إيه وهي بتقول إيه؟ اه ما أنا نسيت إنك تربية حواري وتربية ناصر وحمدي هستني منك إيه؟
تجمدت مكانها للحظات ثم أردفت بوجع:-
لما تكون لوحدك مش لاقي حد جنبك شايل مسؤليتك ومسؤولية أمك اللي لو تعبت في أي وقت(بقلم زكية محمد) مضطر تنزل وتجيب دكتور من ايوتها حتة كان لازم أمسك مطوة أدافع بيها عن نفسي في مجتمع مليان كلاب كل اللي همه شهوته وبس، كان لازم أبان في تصرفاتي ولد علشان محدش يتعرضلي ويأذيني فتربية الحواري وتربية ناصر هي اللي علمتني إزاي أحافظ علي نفسي فأنا ممنونة اوي ليها ويزيدني شرف إني تربية حواري يا حضرة الظابط بعد اذنك ..
قالت ذلك ثم تخطته ودلفت للداخل أما هو نظر لها بندم مما تفوه به منذ متي وهو قاس القلب هكذا. شدد قبضته علي خصلات شعره الغزير ثم دلف خلفها. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
بعد وقت إنتهت مراسم الإحتفال بالزفاف وغادر كلا من العروسين إلي منازلهم.
في الجناح المخصص لسليم دلف للداخل دون أن يعيرها إنتباه فيكفي ما هو فيه.
دلفت خلفه وهي تنظر أرضا بدموع سمحت لها بالهطول وهي تشعر بالضياع وتنتظر مصيرها معه والي أين ستنتهي بهم الطريق؟
إنتفضت بعنف حينما أغلق الباب بقوة ونظر لها هاتفا بحنق:- هتفضلي واقفة عندك كدة كتير؟
رفعت وجهها تطالعه بدموعها التي كاد أن يتأثر بها لكنه نظر أمامه بجمود قائلا :- روحي شوفيلك حتة إتلقحي فيها معلش مش هقدر أقوم بوظيفة الزوج المثالي أصل ما بخدش بقايا غيري.
أغلقت عينيها بعنف تبتلع إهانته ثم نظرت له قائلة ببكاء:- خليك فاكر كلامك كويس علشان يوم ما تظهر برائتي هتندم أوي يا سليم.
ضحك بسخرية قائلا :- إن شاء الله. ..
قال ذلك ثم دلف للمرحاض غاب لبضع دقائق وخرج مرتديا ملابس بيتية إستعدادا للنوم.
أما هي كانت لا تعلم ما عليها فعله فتوجهت للخذينة وأخذت منها بيجامة بيتية مريحة وأخذت إسدال الصلاة خاصتها ودلفت واغتسلت ثم ارتدت ثيابها وخرجت ثم وقفت علي المصلاة تصلي بخشوع وتتضرع إلي ربها أن ينجيها مما هي فيه.
وبعد فترة كانت قد إنتهت تحت نظراته المندهشة . أخذت تتطلع في المكان حولها بحيرة فهتف بسخرية :-
إيه مش عارفة هتقعدي فين؟ متهيألي تبطلي الشو اللي إنتي عملاه دة لانه مش لايق عليكي.
إقتربت منه وصرخت فيه بحدة قائلة :- بس كفاية حرام عليك إنت إيه ما بتحسش هفضل أقولك لحد امتي إني مظلومة؟ هفضل أقولك لحد أمتي إني مليش ذنب؟ لحد أمتي هتحاسبني علي ذنب معملتهوش. ليه بتعمل فيا كدة حرام عليك ليه؟
هتف بفحيح :- صوتك دا ميعلاش.
هتفت بجنون:- لا هيعلي وهيعلي لحد ما تبطل آااااه. ....
تأوهت بألم حينما قبض علي رسغها بقوة قائلا بفحيح أخافها:- لما أقول كلمة تتسمع. اياكي ثم اياكي تعلي صوتك عليا فاهمة؟
هتفت بخوف من هيئته :- فاهمة فاهمة.
هتف بغضب:- عاوزة تعرفي ليه؟
قال ذلك ثم توجه لهاتفه وعبث به قليلا حتي وصل لتلك الصور اللعينة ثم وضع الهاتف نصب عينيها قائلا بغضب:- إنتي ده ولا مش إنتي ها؟ انطقي ولا بتبلي عليكي لا سمح الله.
جحظت عينيها من الصدمة لما تري فخارت قواها وركعت على ركبتيها قائلة بضياع:-
لا لا مش. ...مش أنا. ....أنا إزاي؟ لا. .
تابع بغضب متجاهلا إنهيارها :- عاوزاني أعمل إيه وانا شايفك في حضن واحد تاني والبيه هيمان فيكي قد إيه اتبسط معاكي. أنا يتقالي لبستها يا دغف أنا؟ والله لولا عمي والعيلة كنت قتلتك فمضطر أصبر علي الوضع دة لحد ما امسكه وأقتله قدام عنيكي.
ثم تابع بقسوة غير عابئ بجرحها النازف :- وشوفي بقي في شوية قواعد كدة أحب أبلغهم ليكي علشان يوم ما تعارضي واحدة منهم صدقيني هتندمي أوي.
هتفت بضعف :- أكتر من كدة معتقدش.
هتف بحدة:- اخرسي واسمعي. طبعا علاقتنا هتبقى طبيعية قدام الكل علشان محدش يشك في حاجة. هتروحي وتيجي بسواق وحرس معاكي في أي مكان زي ضلك. ياريت تكوني سمعتي كويس علشان متندميش بعدها.
قال ذلك ثم ألقي جسده علي الفراش يكتم غضبه الذي لو كان نارا لأحرق الجميع وأولهم هي.
أما هي منظر تلك الصور لا يبرح مخيلتها لا تصدق ما حدث لها علي يد ذلك الحقير الذي لا تعرفه فحتي الصور كان حريصا علي أن لا يظهر فيها ولكنها باتت متأكدة إنه أخذ شئ ليس من حقه.
وضعت يديها علي فمها تكتم تلك الشهقات حتي لا يسمعها فيصب غضبه عليها.
زحفت للخلف حتي وصلت للأريكة الموضوعة في إحدي أركان الغرفة واستندت عليها وواصلت وصلة عذابها الذي وضعت فيه دون إرادتها. .....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في نفس الوقت دلفت حبيبة برفقة فارس إلي جناحه المخصص.
كان التوتر والصمت هو سيد الموقف.
تنحنح وقطع ذلك الصمت قائلا وهو يضع يده علي كتفه فشهقت مبتعدة فأرجع ذلك للحادث الشنيع الذي تعرضت له فهتف بهدوء:-
احم أنا آسف متخافيش إدخلي غيري هدومك.
نظرت له بصدمة فأكمل بهدوء:- مش معقول هتنامي بفستانك يعني.
هتفت بخفوت:- حاضر.
قالت ذلك ثم توجهت بخطي مرتبكة للغاية فأختل توازنها حتي كادت ان تسقط لولا زراعيه القوية التي أسرعت لإلتقاطها فضمها إليه بقوة خشية أن تصتدم بالأرض.
أما هي لفت زراعيها حول عنقه كردة فعل طبيعية للتثبث به.
ما إن إستوعبت قربه الشديد ذلك شعرت بأن قلبها يدق كالطبول تنذر بليلة حرب دامية فتوهجت وجنتيها خجلا.
أما هو تصلب جسده وشعر بماس كهربي قام بصعقه وأخذ قلبه يرتجف بعنف غير طبيعي.
نظر لعينيها الرائعتين كعادتهما ثم راح يتأملها
عن قرب يدرس قسمات وجهها وحينما رأي وجنتيها مصطبغة بلون الدماء المحبب له، رفع يده يتلمسهم فهي الآن تحل له.
شهقت بخجل لفعلته تلك اما هو كان كالمغيب أمام سحر عينيها فهبط يقبل وجنتيها ذلك المحصول خاصته وسط صدمتها الشديدة فشعرت بإنسحاب الأكسجين من المكان فكادت أن تتحدث إلا إنه لم يسمح بذلك حيث أخرسها بطريقته الخاصة.
جحظت عينيها ذهولا واصبحت قدميها كالهلام فكادت أن تنزلق من بين يديه إلا إنه شدد بقبضتيه حول خصرها وهو هائم فيما يفعله.
رغبة قوية دفعته لإمتلاكها ولكن ضرب جرس الإنذار بعقله يوقظه إن تمادي سيحدث مالم يحمد عقباه.
إبتعد عنها بصعوبة ثم نظر لها وجدها كالخرقة البالية ترتعش وتنظر أرضا وقد ذادت تلك الحمرة فنظر أمامه مستغفرا ربه داعيا الله أن تمر الأيام بسلام، إنها مختلفة نادرة عنهن عرف الكثير إلا إنه لم يري مثلها فيكفي برائتها تلك التي ستودي به، رأف بحالها ولعن نفسه علي تسرعه ولكنه يجد نفسه ينجذب إليها كما يجذب المغناطيس المعدن.
إبتعد قليلا قائلا بهدوء عكس النيران المتأججة بداخله :- بيبة أنا. ....أنا آسف لو خوفتك بس مش آسف علشان عملت كدة.
قال ذلك ثم دلف للمرحاض لعل باستطاعته إخماد تلك النيران.
فتحت عينيها بعدما تأكدت من عدم وجوده أمامها ووضعت أصابعها المرتعشة علي شفتيها لا تصدق ما حدث منذ قليل إبتسمت بخجل ثم راحت تنظر لغرفته(بقلم زكية محمد) بحب شديد وتتذكر حينما كانت صغيرة كانت تدلف إلي هنا وتلعب معه وإمتنعت عن المجئ منذما نضجت وها هي بعد تلك السنوات تدلف مجددا وهي عروس.
شجعت نفسها وعزمت علي أن تفعل ما في وسعها لكي تفوز به فالطريق أمامها طويل.
توجهت نحو الخزانة وسحبت منها ملابس للنوم ثم جلست علي الأريكة تنتظر خروجه.
بعد دقائق خرج مرتديا منطال قطني رمادي وتيشرت أسود أبرز عضلات جسده.
نظر لها بإبتسامة قائلا بمرح:- إيه يا بيبة هتفضلي طول الليل كدة؟
نهضت وهي تعتصر الملابس بقبضتها قائلة بتوتر ونظرات زائغة:- أاااا. ...لا. ..هقوم أهو. .
قالت ذلك ثم هرولت للداخل تختبئ منه إتكأت علي الباب واضعة يدها علي قلبها قائلة بأنفاس متسارعة:- لا كدة قلبي هيقف مش هعرف أكمل كدة.
بالخارج أدي فرضه و توجه للفراش وقفز ممدا جسده واضعا كلتا يديه خلف رأسه وهو ينظر للسقف بحالمية قائلا :- إيه يا فارس؟ إيه اللي جد ما هي قدامك ليها سنين مالك كدة لخبطتك في لحظة فوق كدة إنت الجان فارس اللي كل البنات بتقع في حبك مش العكس.
خرجت بخطوات هادئة كحالها متوترة تنظر أرضا، انتبه هو لخروجها وابتسم بحب وهو يجدها كطفلة خجولة تلعب في أطراف كنزتها وكأنها تشعر بالخجل من شئ إقترفته وستعاقب عليه.
وقف مسرعا مقتربا منها قائلا بتهكم وهو يطالعها بنظرات حادة كالصقر:- إيه يا شيخة حبيبة هتنامي بالحجاب! أوعي تقولي إن دة العادي بتاعك.
ذادت قبضتها علي أطراف كنزتها فأكمل بوقاحة:- يكون في علمك محصول الفراولة استوي أهو وأنا مش مسؤل عن اللي هيحصل.
نظرت له بصدمة ثم وضعت كلتا يديها علي وجنتيها قائلة بخجل شديد :- أهو أهو خلاص بقي. ...
ضحك بمكر قائلا :- وحاجة تانية شيلي الحجاب من علي شعرك يلا.
هزت رأسها بسرعة وسحبت وشاحها دون وعي منها فشغلها الشاغل هو ألا ينفذ تهديده.
نظر لها يطالعها بذهول فقد غطي شعرها الناعم الأسود اللون ظهرها بالكامل وتسرسلت بعض الخصلات علي وجهها.
إقترب منها وأبعد تلك الخصلات عن وجهها ثم هتف بصوت أجش :- حبيبة إخفي من قدامي.
قطبت حاجبيها بتعجب فسألته :- أروح فين؟
أردف بحدة وصدره يعلو ويهبط بسرعة:- في أي نيلة. ...
نظرت له بدهشة وخيم الحزن علي وجهها فهو لا يريد ان يراها، ولكنها لا تعلم إنه كم يعاني وهو يراها أمامه ويمنع نفسه عنها حتي لا يخيفها.
أعتصر عينيه بقوة في محاولة منه لطرد صورتها من مخيلته، أما هي إلتمع الدمع بعينيها وتوجهت للباب لتغادر.
كان صوت صرير الباب الإنذار الذي أعاد فارس للواقع فتوجه نحوها مسرعا ممسكا يدها قائلا بدهشة:- إنتي رايحة فين؟
أجابته بضيق دون تفكير:- رايحة أوضتي مش إنت قلت روحي في أي نيلة.
هز رأسه بنفاذ صبر ثم جز علي أسنانه بعنف قائلا :- راسك دة فيها عقل ولا بطاطس ؟
هتفت بسرعة:- لا عقل والله.
عض علي شفتيه بغيظ متمتما بالإستغفار ثم أردف :- روحي نامي يا حبيبة ربنا يهديكي.
قال ذلك ثم عاود إغلاق الباب بعنف إنتفضت علي إثره.
حاول ضبط أعصابه وعليه التريث قليلا فهو جعلها تظن إنه لا يريد رؤيتها وهي تجهل إنه يريدها وبشدة ونطق بتلك الكلمات من فرط تأجج مشاعره.
فكر في شئ يجعلها تتصرف بطبيعية معه ويعمل علي إزالة تلك الحواجز.
هتف بحنين:- بيبة إيه رأيك أضفرلك شعرك زي زمان فاكرة.
لمعت عيناها فرحا قائلة :- بجد؟
هز رأسه بموافقة قائلا :- ايوة يلا بقي هاتي الفرشة وتعالي.
ركضت بسرعة نحو طاولة الزينة ثم جلبت فرشاة الشعر وتوجهت له، ولكنها وقفت بصدمة تستوعب مكان جلوسها حيث كانت تفعل في الماضي وعلي إثر ذلك عادت بذاكرتها للخلف حيث كانت طفلة العاشرة من عمرها Flash Back
دلفت من باب الفيلا عائدة من المدرسة وهي تبكي متوجهة لفارس الذي كان يلعب مع حمزة وسليم فركض نحوها قائلا بقلق :- مالك يا بيبة ومال شعرك منكوش كدة ليه؟
مسحت دموعها وأنفها بطرف قميصها المدرسي قائلة بشهقات مرتفعة :- مي. ...مي شدت شعري في bus المدرسة وقالتلي متعمليش التسريحة دي تاني.
هتف بغضب :- وانتي عملتي إيه لما قالتلك كدة؟
أردفت ببراءة :- قلتلها طيب مش هعملها.
ود لو يضربها ويعنفها علي ضعفها واستسلامها ذلك فهتف بحدة:- إزاي تسمعي كلامها يا غبية؟ كدة هتضربك أكتر واكتر.
أحتضنته بخوف قائلة :- لا لا مش تخليها تضربني يا فارس.
ربت علي ظهرها برفق قائلا بتوعد رجل بالغ وليس طفل :- متخافيش أنا هخليها لما تشوفك تبص الناحية التانية ومش هخليها تضربك .
هتفت بسعادة:- صح يا فارس؟ هيييه.
ثم وقفت علي أطراف أصابعها وقبلته في وجنته قائلة :-أنا بحبك أوي يا فارس.
هتف بإبتسامة :- طيب يلا روحي هاتي الفرشاة علشان أسرحلك شعرك. .
صفقت يديها بسعادة ثم ركضت بسرعة وجلبتها وعادت وأعطتها له قائلة :-
اعملي ديل حصان علشان مي بوظته.
هز رأسه برفض قائلا :- لا هعملك ضفيرة ومتعمليش غيرها مفهوم.
سألته ببراءة:- إنت بتحب الضفيرة؟
أومأ بنعم فهتفت بإبتسامة:- خلاص هعمل علطول ضفيرة. يلا سرحلي شعري يلا.
جلس أرضا علي العشب فقفزت تجلس علي قدميه بسعادة فمسك خصلاتها وأخذ يصففها لها بمهارة ثم صنع لها جديلة رقيقة تناسبها (بقلم زكية محمد )وما إن انتهي أخذت تتطلع لها بإعجاب وسعادة قائلة :- الله حلوة أوي يا فارس شكرآ. قالت ذلك ثم قبلته مجددا في وجنته و
نهضت واقفة ثم أردفت :- بكرة اعملي واحدة تانية علشان أوريها لإيمان.
ضحك قائلا :- ماشي يا بيبة يلا روحي غيري هدومك علشان تتغدي.
هتفت بموافقة :- ماشي. ثم أضافت بتذمر :- بس بعدين تلعب معايا أنا مش سليم وحمزة، ماشي؟
أومأ بموافقة بينما ركضت للداخل وهي ممسكة بجديلتها بسعادة متوجهة لوالدتها.
End of flash back
عادت للواقع علي هزة فارس الخفيفة قائلا :- إيه روحتي فين؟
أردفت بتلعثم:- ها مروحتش.
فرغت فاهها ذهولا حينما جلس أرضا وإتكأ بظهره علي حافة الفراش ثم جلس القرفصاء وهتف بخبث وهو يربت علي ساقيه :-
يلا يا بيبة علشان أسرحلك شعرك.
هزت رأسها برفض قائلة :- لا لا خلاص مش عاوزة أاا. ....
لم تكمل جملتها إذ سحبها من يدها نحوه فإصتدمت بصدره فطالعها بخبث قائلا :- ها هتسرحي شعرك ولا نقطف المحصول.
تراجعت للخلف ثم جلست أرضا قائلة بتلعثم:- أهو كدة كويس.
إبتسم لها قائلا :- ماشي يا بيبة.
قال ذلك ثم مسك خصلاتها الطويلة التي لم تتغير كثيرا سوي إنها إزدادت طولا.
إقشعر بدنها عند ملامسته لشعرها بينما هو أخذ يتأمل خصلاتها التي تنسدل بين أصابعه فقربها منه مستنشقا إياها وهو مغمض عينيه.
كادت ان تموت خجلا من أفعاله تلك فحاولت جذب شعرها من قبضته حيث نجحت في جعله يعود لوعيه فهتف بصوت متحشرج:-احم اثبتي بقي علشان تتطلع الضفيرة مظبوطة.
حاولت ضبط أنفاسها المضطربة وكذلك هو وبعد وقت تمني أن لا يمر انتهي من تصفيف شعرها وصنع لها جديلة فمسكتها هاتفة بفرح :-ميرسي يا فارس حلوة أوي.
هتف بسخرية :- ميرسي يا فارس حلوة أوي! دا أخرك؟ الله يرحم أيام ما كنتي. ......ها فاكرة كنتي بتعملي إيه؟
نهضت بسرعة مبتعدة عنه قائلة بتلعثم:- لا لا مش مش فاكرة.
أردف بعبث :- بس كدة أفكرك يا روحي.
صاحت بحدة وخجل:- فارس بطل. ..
ضحك قائلا :- عندك حق لأحسن شوية كدة وهنجيب خمس عيال. ..
شهقت بصدمة من وقاحته المستمرة وكادت أن تبكي فهو يتعمد أن يخجلها بإستمرار.
هتف بهدوء :- يلا علشان تنامي.
هتفت بتوتر وهي توزع نظراتها بينه وبين الفراش :- أنا. ...أنا هنام فين؟
أجابها بهدوء:- علي السرير.
إزدردت ريقها بتوتر قائلة:- وو. ..وانت؟
أردف بخبث :- علي نفس السرير.
هتفت بفزع:- ها؟
ضحك قائلا :- ها إيه؟
أردفت بتهرب :- أنا. ..أنا هصلي. ...
هز رأسه قائلا :- ماشي صلي.
دلفت للحمام وغابت فيه طويلا وخرجت وهي ترتدي إسدال الصلاة ثم فرشت المصلاة وشرعت في صلاتها بخشوع.
مضي وقتا طويلا وهي تصلي بينما هو تأفف بضيق فهو يعلم تمام العلم إنها تقصد أن تطيل الصلاة بغرض التهرب منه.
بعد فترة أخري كانت قد إنتهت من الصلاة فجلست تسبح وتستغفر صلاتها دبر كل صلاة إتباعا للسنة النبوية.
هتف بغيظ وخفوت:- لا كدة كتير وربنا دا لو بتصلي لعمرها كله مش هتاخد الوقت دا.
أخيرا إنتهت وخلعت إسدال الصلاة ثم وضعته برفقة سجادة الصلاة في الخزينة.
هتف بسخرية:- حرما يا شيخة حبيبة ربنا يجعله في ميزان حسناتك يارب.
إبتسمت بخفوت وتوتر ثم سارت نحو الأريكة فهتف بغيظ:- إنتي بتعملي إيه؟
هتفت بتلعثم وحذر:- ههههنام.
صاح بحدة :- قدامك ثلاث ثواني لو منمتيش هنا جنبي. ..........
صمت قليلا ثم أردف بوقاحة:- هقطف الفراولة.
إتسعت عينيها حينما إستمعت لتهديده وسرعان ما توجهت للفراش وقفزت فوقه ثم سحبت الغطاء وأخفت جسدها تحته.
إبتسم علي أفعالها الطفولية تلك ثم توجه للفراش وتمدد الي جوارها ثم أغلق المصباح وهو يبتسم بخبث إذ سرعان ما سمع صوتها المرتجف يقول:- فففارس النور شغله.
أردف بكذب:- أنا مطفتهوش أصلا شكل اللمبة إتحرقت.
هتفت بتوسل :- طيب شغل نور الأباجورة.
هتف بغيظ :- يا بنتي دي عملت قفلة في الاوضة كلها. إلحقي سامعة الصوت دة.
صرخت برعب ثم إلتصقت به قائلة بذعر:- مشيه مشيه يا فارس.
أردف بضحك مكتوم وهو يشدد من إحتضانه لها :- حاضر أهو هيمشي يلا غمضي عنيكي ونامي. ...
دفنت رأسها بصدره مغلقة عينيها بشدة. أما هو إبتسم بخبث لتحقيقه مبتغاه قائلا بداخله :- بركاتك يا شيخ عفريت ربنا يخليك للغلابة اللي زينا.
قال ذلك ثم طبع قبلة علي شعرها وأغلق عينيه إستعدادا للنوم.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان ينظر لها عبر مرآة السيارة في طريقهم للعودة بندم علي ما تفوه به أما هي كانت تنظر ناحية النافذة بحزن وشرود.
دلف للداخل وصف السيارة وترجل الجميع منها ثم دلفوا للداخل وصعدوا لغرفهم.
توجهت للملحق الذي تمكث فيه هي ووالدتها.
قبل أن تدلف قامت يد بسحبها بسرعة في ركن منزوي عن الأنظار وكادت أن تصرخ لولا يده التي كممت فاهها.
أخذت تقاومه بعنف إلا إنها لم تستطع الفرار فظنت إنها النهاية فأستسلمت لمصيرها.
وقف بها عند إحدي الركنيات ثم قال بصوت هادئ من خلفها:- هشيل إيدي اياكي تصوتي.
هزت رأسها بموافقة وما إن تركها نظرت له بإستنكار قائلة :- إنت! انت مجنون ولا أهبل؟
أردف بغيظ وتحامل:- وبعدين في لسانك اللي عاوز قطعه دة؟
هتفت بتهكم:- أومال عاوزني أقولك إيه بعد اللي عملته اضربلك تعظيم سلام يا حضرة الظابط!
أردف بحدة:- افصلي شوية إيه بالعة راديو؟
أردف بغيظ:- نعم عاوز إيه؟
حك مؤخرة رأسه قائلا ببعض الحرج:- احم أنا يعني كنت عاوز أقولك إني مقصدش الكلام اللي قولتهولك في الفندق.
هتفت بسخرية:- بس كدة؟ سحبني وراك بالطريقة المنيلة دي ودة أخرك في الإعتذار.
هتف بتعجب:- إعتذار! بس أنا ما بعتزرش أنا جاي بس اوضحلك سوء التفاهم لإن مش من مبادئي أقول كدة ليكي. .
شهقت بتهكم قائلة:- نعم؟ نعم؟طيب أنا مش قابلة كلامك دة من الأساس سلام يا حضرة الظابط.
قالت ذلك ثم غادرت من أمامه ودلفت للداخل فصرخت بغيظ قائلة :- الحمار مش هاين عليه يعتزر ياسلام علي بروده هوف حاجة تطهق نفسي أمسك زمارة رقبته أطلعها في ايدي.
أما بالخارج أخذ يتطلع في إثرها قائلا بسخرية :- هبلة البت دي ولا إيه؟ قال أعتذرلها قال دا أنا لو أطول أخنقها مش هتأخر.
إلا إن هناك شيئا يجهل ماهيته هتف بداخله:- ولما إنت عاوز تخنقها همك زعلها أوي كدة وجاي توضح ومش عارف إيه؟
هز رأسه بعنف يطرد تلك الأفكار قائلا بعنف:- تتفلق تروح في داهية .
قال ذلك ثم غادر وهو يسرع من خطواته متجها لغرفته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تجلس الي جواره يشاهدان التلفاز سويا.
هتفت بتساؤل:- هنعمل إيه دلوقتي بعد ما بعتناله الصور؟
أجابها بهدوء:- هنستني الأوامر بالخطوة اللي بعديها المهم أخبار شغلك إيه؟
هتفت بضحك:- فل الفل يا بيبي بس في مشكلة صغيرة كدة هخلص منها الأول وبعدين أنفذ القاضية.
إقترب منها بخبث قائلا:- حلاوتك يا بت أهو دة الكلام.
مالت عليه بدلال قائلة :- أومال إنت مستقل بيا يا عمري ولا إيه ؟
هتف بإعتراض وخبث وهو يحملها ويسير بها للداخل قائلا :- فشر يا قلبي مين يقدر يقول كدة.
___________
في مكان مظلم علي كرسي ضخم يجلس عليه جسد لا يتبين ماهيته بفعل الظلام الذي يعم المكان عدا شمعة تنير جزءا بسيطا ودخان السيجارة يملئ المكان أيضا. (بقلم زكية محمد )
يجلس هذا الجسد وقد رفع وجهه ناحية الضوء فظهرت أعين حمراء تشع لهبا وحقدا وتنذر بشر وتهديد ووعيد سيطيح بالجميع.
تعالت الضحكات الخبيثة في جميع أركان الغرفة وكأنها تقول لقد حان وقت اللعب واللهو والحصول علي مزيد من الخراب.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
البارت خلص يارب يعجبكم
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الثالث عشر ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الرابع عشر أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .