نقدم اليوم احداث رواية عشق لم يسطو بعد الفصل العاشر من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل العاشر
الفصل العاشر
هتف سليم بتعجب من مطلبه قائلا :-
أجيلك القسم ليه دلوقتي! ليه؟
هتف بهدوء:- عاوز أتكلم معاك بخصوص موضوع بنت عمك.
نهض من مكانه قائلا بلهفة:- إنت وصلت لحاجة ؟
- لما تيجي هتعرف كل حاجة.
هتف مسرعا وهو يلملم أشياؤه :- طيب طيب ثواني وهكون عندك.
قال ذلك ثم خرج مسرعا وهو يبلغ السكرتير الخاص به :- محمد ألغي مواعيدي النهاردة مع أي حد لحد الساعة 12 .
أومأ بعملية قائلا :- حاضر يا أفندم.
توجه بسرعة للمصعد وما هي إلا ثوان حتي خرج من المبني وقفز في سيارته وانطلق بسرعة البرق نحو مقر عمل إياد متلهفا لمعرفة ما يريد إخباره به.
وصل في وقت قياسي أمام قسم الشرطة وصف سيارته ثم ترجل منها وبثواني أخري كان قد وصل أمام مكتب عمله ففتح الباب علي حين غرة ودلف كالأعصار.
نهض من مكانه بصدمة مطالعا إياه قائلا :- إيه دة؟ إنت متأكد إنك كنت في الشركة مش في الشارع اللي جنب القسم؟
مسح علي وجهه بغضب مكتوم قائلا :-قول اللي عندك يا إياد.
هتف بهدوء :- طيب اقعد الأول هنتكلم وانت واقف بالشكل دة.
جلس علي إحدي المقاعد واضعا ساق فوق أختها قائلا بضجر:- أديني قعدت ها إتكلم.
هتف بهدوء:-أنا متابع القضية مع طارق وقررت المتهمين من غير ما يعرف لو يعرفوا حاجة عن بنت عمك بس للأسف مطلعتش بمعلومة مفيدة غير الست اللي مدورة الشقة دي هربت قبل ما نطب إحنا عليهم وكمان في حاجة كدة هي مش مهمة لقضيتنا بس يستحسن إنك تكون عارف.
ضيق عينيه قائلا :- حاجة إيه دي؟
قص إياد عليه ما أخبرته إياه شقيقته وكذلك ما فعله مع الشابين في الصباح.
ما أن انتهي هتف الأخير بغضب عارم :-
الحيوانات إزاي يتجرأوا قولي هما مين؟
هتف بهدوء:-قولتلك أنا أتعاملت معاهم وتقريبا كرهوا البنات متقلقش. المهم دلوقتي لازم تتكلم معاها بهدوء علشان لو في إضافة في الموضوع تقدر تفيدنا.
أغلق عيناه قائلا بوجع :- وهي بعد اللي حصل هتعترف بسهولة.
هتف إياد بهدوء:- بص يا سليم دي بنت عمك ومتربية معاك (بقلم زكية محمد)وعايش معاها طول عمرك هل هي فعلا ممكن تكون عملت كدة بمزاجها؟ إسأل نفسك كدة وسيبها ترد عليك.
أردف بوجع:-لا همس اللي إتربت قدام عيني عمرها ما تعمل كدة.
هتف بهدوء:- خلاص خلي ثقتك في محلها.
أردف بحيرة وغضب أعمي:- واللي شوفته؟ فكرة ان حد غيري لمسها بتجنني بكون عاوز أحرق كل اللي قدامي. دي بتاعتي أنا وملكي أنا.
صدم إياد من حديث سليم فهو لم يكن في حسبانه أن يكون عاشقا لها لهذا الحد. أما هو أخذ صدره يعلو ويهبط بعنف وهو يسب نفسه بداخله علي إعترافه ذاك فهو يعشقها دون أن يعرف أحد وها قد صرح به للتو حتي ولو لم يكن بشكل مباشر.
إبتسم إياد بخفوت من من زاوية فمه وهو لا يصدق أن كتلة الجليد التي أمامه تذوب عشقا، محي إبتسامته واصطنع عدم الفهم قائلا بخبث :- قلت ايه آخر حاجة؟
هتف ببرود :- ما قلتش.
هتف بخفوت :- كداب في أصل وشك.
ثم أردف بصوت مسموع :- طيب مقلتش هتعمل إيه دلوقتي؟
هتف بهدوء:- هتكلم معاها ولو إني مش طايق اسمع صوتها. .
طالعه بإستنكار ولكنه وضع يده علي كتفه هاتفا بمكر :- معلش تعال علي نفسك شوية علشان سمعة العيلة.
هتف بحدة:- ما أنا هعمل كدة علشان سمعة العيلة أومال علشان سواد عيونها.
هتف بتلاعب:- لا قصدك خضار عيونها.
نظر له بغضب وقد خيم الظلام علي عينيه قائلا بفحيح:- إنت قولت إيه؟
هتف بحسن نية :- إنت غلطت بتقول سواد عيونها بس هي عنيها خضرا و. ...
لم يكمل جملته بسبب تلك اللكمة التي أطاحت به أرضا فنهض قائلا بضيق :- إيه يا عم الهزار البايخ دة.
هتف بغضب :- هزار! بتتغزل في عنيها وتقولي هزار. ملكش دعوة بيها خضرا حمرا جن أزرق ما ألمحكش بتبص عليها.
هتف بحدة:- ايه يا عم هو أنا عيل؟ ! دي البت رحمة كانت بتتكلم عنها في مرة بالصدفة إن عيونها شبه طنط ورد فأكيد مش محتاجة فكاكة اعرف لونها إيه. إنما متجيش تتهمني إتهام زي دة أنا أفهم في الأصول كويس.
ثم هتف بخبث :- ثم مالك محموق أوي كدة دة مش راكب خالص مع البوقين اللي قلتهم من شوية في حقها.
زفر بضيق قائلا بتهرب :- بقولك إيه أنا مش فاضيلك أنا ماشي. ...
قال ذلك ثم رحل بسرعة يتفادي حديثه الذي سيقوده لمنعطف لا يريده الآن .خرج من القسم ثم صعد سيارته وانطلق بها نحو مقر عمله .
بينما أخذ إياد يضحك عاليا وهو يقول:- بتحبها يا ابن مصطفى بتحبها هههه ولسة خلينا نتفرج عليك.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا كانت عائلة عمر وسليم في فيلا المنشاوي للإطمئنان علي فارس وحبيبة حيث جلسن النسوة معا والرجال معا وكان الشباب برفقة فارس أما الفتيات كن برفقة حبيبة.
هتف حمزة وهو يتصفح موقع الإنستجرام الخاص بفارس :- يخربيتك كل دي بنات ولا الكلام ههههه عاوز أوريهم للحج مراد.
نظر زياد في شاشة الهاتف قائلا :- لا قادر ياض مش دكتور ومنزل صوره وعامل فيها أمور.
أردف بغيظ:- والله ما نقصاكم هي اسكت منك ليه.
هتف زياد بتساؤل:- هي خطيبتك لما بتشوف الهوايل دي رد فعلها بيكون إيه يا دنجوان عصرك ؟ دة ولا روبرت باتنسون.
هتف بغيظ :- قر يا أخوية قر هو اللي أنا فيه من شوية جاتكم نيلة .
بعيدا عنهم بقليل هتف سليم بضجر:-وبعدين في لعب العيال دة. ؟
هز رأسه بعدم إكتراث قائلا :- سيبك منهم وقولي عملت إيه؟
هتف بجمود:- معملتش.
طالعه بدهشة قائلا :- نعم؟ إزاي دة؟ مش إحنا اتفقنا علي. ....
قاطعه قائلا :- ملقيتش فرصة مناسبة.
أردف بخبث:- مفيش أنسب من كدة.
نظر له بعدم فهم فأكمل بمكر :- يعني تستأذن منها تكلمها دلوقتي بعيد عن جو البيت وشوفها هتقولك إيه. بس بقولك إيه أوعي تتهور كدة ولا كدة.
هتف بغيظ:- شايف انك خدت عليا اوي الصراحة.
هتف بضحك :- أومال إيه؟ مش حضرة الظابط إياد. المهم بقي اعمل اللي قولتلك عليه وأنا همشي دلوقتي علشان ورايا شغل مهم. سلام.
قال ذلك ثم نهض راحلا أما هو أخرج هاتفه وأرسل لها رسالة يطلب فيها أن تخرج لمقابلته عند المسبح لانه يريدها في أمر هام.
**********
كانت بينهم جسدا بلا روح يثرثرن ويضحكن فكانت تبتسم بخفوت وتتحدث بشرود.
إهتز هاتفها بين يديها بنغمة تنذر بوصول رسالة وما إن فتحتها وقرأت محتواها أصابتها رجفة وخوفا.
ماذا يريد منها؟ فكرت في عدم الذهاب ولكنها خشت عواقبه فإنسحبت من بينهن بهدوء ونزلت لرؤيته. .
هتفت رنا بمرح :- هي همس راحت فين؟ أكيد راحت تقابل خطيبها تيجي نتفرج عليهم.
هتفت حبيبة بضجر:- تتفرجي إيه بس؟ عيب يا ماما ملناش دعوة.
غمزت لها بخبث قائلة :- وانتي بقي مش هتعملي زيها وتروحي تشوف خطيبك وتقعدي جنبه لأحسن يكون عاوز حاجة كدة ولا كدة. شوفي أنا بخدمك إزاي؟
ضحكت رحمة قائلة :- هههههه فظيعة إنتي يا رنا كلامك مش راكب خالص علي سنك.
هتفت بضحك :- أومال دا أنا أعجبك اوي وبعدين الحق عليا عاوزة أظبطها مع أخويا.
هتفت حبيبة بغيظ:- رنا حبيبتي شكرآ خالص لنصايحك ممكن تسكتي بقي.
هتف بتذمر:- الله يرحم دلوقتي اسكت فين أيام ما كنتي تتحايلي عليا علشان أجبلك صورته ولا علشان. .......امممممم
لم تكمل كلامها بسبب يد حبيبة التي وضعتها علي فمها ووجها إحمر خجلا مما تتفوه به تلك المعتوهة فهتفت بصراخ :- الله يحرقك ويحرق اللي يقولك علي حاجة.
ضحكت رحمة عاليا عليهم قائلة :- بصراحة انا لو مكانك أدشدشها.
إبتعدت رنا عن مرمي حبيبة قائلة بتذمر:-
يا سلام والله ما تقدر دا أنا مسكاها من ايدها اللي بتوجعها ها يا بيبة هتضربيني؟
عضت علي شفتيها بغضب ثم قذفتها بالوسادة صارخة :- اطلعي برة.
ركضت رنا وهي تضحك بعد أن تفادت الوسادة قائلة :- ومجاتش مجاتش.
قالت ذلك ثم ركضت للأسفل .
هتفت رحمة بضحك :- عسل رنا دي والله.
أردفت بغيظ :- عسل اوي يا أختي ماشي هتشوف.
هتفت رحمة :- قلبك أبيض قوليلي بقي حصلت إزاي الحادثة وعملتوها فين؟
نظرت أمامها بشرود وراحت تخبرها ما حدث دون أن تذكر التفاصيل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ذهبت همس للمكان وأخذت تنظر حولها فلم تجده فأتاها صوته من خلفها قائلا بهدوء :- أنا هنا.
إنتفضت ونظرت خلفها وجدته يقف بطالته الطاغية كعادتها التي تسلبها أنفاسها دون إرادتها.
تقدم خطوتين حتي أصبح قبالتها وهتف بهدوء:- تعالي إقعدي.
إمتثلت لأوامره وجلست علي إحدي المقاعد أمام المسبح وجلس هو قبالتها.
ساد الصمت بينهم حتي قطعه هو قائلا بجمود:- أحكي.
هتفت بعدم فهم :- أحكي! أحكي إيه؟
نظر لها نظرات أخافتها قائلا :- اللي حصل في اليوم إياه.
هتفت بسخرية:- إيه هتصدقني يعني لو حكيتلك أظن ملوش لزوم.
هتف بحدة :- انا اللي أحدد اللي ليه لزوم واللي ملوش، سامعة ويلا اتكلمي ..
هتفت بدموع:- حرام عليك والله تعبت إنت بتعاملني كدة ليه علي غلط معملتهوش على غلط مليش يد فيه كفاية. ..كفاية. .
أردف بوجع وغضب :- كفاية إيه هو اللي عملتيه دة سهل.
صرخت بغضب:- بردوا بتقولي عملته. أنا اصلا غلطانة إني جيت هنا وسمعت كلامك.
قالت ذلك ثم دفعته بيدها بعنف ثم تركت المكان بسرعة ودموعها حليفتها.
أما هو ركل الطاولة أمامه بعنف ثم تبعتها المقاعد حتي ينفث عن غضبه.
وإمتلكه الغيظ فهو لم يتمكن من سماعها بسبب عصبيته المفرطة.
أما هي دلفت للمرحاض تتواري عن أنظار الجميع وأنخرطت في موجة بكاء عنيف لما تتعذب علي ذنب لم تقترفه؟
عادت بذاكرتها لذلك اليوم المشؤوم حيث كانت تجلس تنتظر قدوم رحمة حتي أتت فتاة تركض اليها وملامح الذعر مرسومة بحرفية على وجهها ووقفت قبالتها قائلة :-
إلحقي يا همس رحمة واقعة في الحمام وقاطعة النفس .
وقفت والقلق ينهش أعماقها قائلة :- إيه؟ طيب تعالي وريني هي فين.
سارت معها بخبث وقبل أن تذهب للمكان المنشود أتي شخصا من خلفهم ثم كمم فاهها واضعا مادة مخدرة علي أنفها ففقدت الوعي في الحال.
وهذا كل ما تتذكره وتعيه قبل أن تستيقظ وتجد نفسها بذلك الوضع المخذي التي كانت عليه حينما دلف هو ورآها عليه.
تكاد تجن من له مصلحة من الإضرار بها هكذا وجعلها تعاني بهذا الشكل. (بقلم زكية محمد)
وما يؤلمها أكثر هو وتصديقه للأمر دون أن يسمعها وكاد أن يفعل ذلك ولكن حديثه الذي يقطع أعماقها لم تتحمله لذلك غادرت المكان وتركته. ....
ودت لو تطلق صرخة عالية مكبوتة في أعماقها وليحدث ما يحدث. ولكنها لا تقدر علي فعل ذلك فهي تخاف ليس منه وإنما إن علم والديها ماذا سيكون تصرفهم تجاهها.
وضعت رأسها بين ساقيها وأخذت تنتحب بصمت علي حالها فهذا كل ما تقدر علي فعله. .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
نهض حمزة قائلا :- إيه يا فارس مفيش حتة جاتوهاية ولا حاجة كدة حلاوة رجوعك بالسلامة مش هتبطل بخل بقي.
أردف بغيظ :- مش لما تتعشي الأول ابقي حلي.
هتف بمرح :- طيب قولي فين المطبخ اروح اكلي تصبيرة علي ما العشا يجهز.
هتف بسخرية :- دا علي أساس إنك مش عارفه؟ ولا عاوز تعمل فيها مؤدب؟
ضحك قائلا قبل أن يتوجه للداخل :- حاجة زي كدة.
كانت رحمة تجلب المياه لحبيبة لتتناول دوائها قبل الأكل. أخذت المياه وخرجت فقابلت حمزة الذي ما إن رآها إبتسم بإتساع فقابلتها بوجه عابس.
هتف بوجه مشرق :- إزيك يا رحوم عاش من شافك.
إمتعضت ملامحها قائلة :- رحوم! إنت هتصاحبني يالا.
هتف بدهشة :- يالا!بقي في بنت زيك تقول يالا؟
هتفت بضجر:- بقولك إيه أنا مش فضيالك أوعي من وشي.
هتف بتلاعب :- وإن ما بعدتش ؟
أجابته بتهديد:- هصرخ وألم الكل عليك هنا وحظك إنهم كلهم بالصلاة على النبي كدة موجودين يعني فضيحتك هتبقي بجلاجل.
هتف بعدم إكتراث:- أعلي ما في خيلك أركبيه أنا ما بتهددش ولو عملتي كدة هقولهم إنك قولتيلي تعالي نتجوز عرفي ولما رفضت هددتيني إنك هتعمليلي فضيحة.
نظرت له بصدمة قائلة :- إنت مجنون! لا حول ولا قوة الا بالله. روحلك لدكتور يعالجك يا حرام.
طالعها بهيام قائلا :- ما العلاج في إيدك بس إنتي حني يا جميل.
هتفت بحدة تداري خجلها خلفه:- بقولك إيه بطل تقول الكلام دة تاني.
هتف بتلاعب:- ليه بتتكسف يا جعفر.
صاحت بغضب:- جعفر في عينك وعديني بقولك.
إقترب منها قليلا سادا الطريق عليها هاتفا :- لا خليكي شوية.
هتفت بذهول:- ما تحترم نفسك إيه خلينا شوية دي بصفتك إيه يا أستاذ؟
أجابها بحب :- والله لو تديني الفرصة هقولك صفتي إيه.
هتفت بغيظ:- هو أنت فاكر إن الكلام اللي بتقوله للبنات علشان توقعهم هيمشي عليا لا يا بابا إنت بتحلم ولآخر مرة بقولك أبعد علشان ما اتصرفش تصرف مش هيعجبك.
هتف بضيق :- خلاص بنت باردة ملكيش في الرومانسية ماشي يا جعفر امشي.
إغتاظت من إطلاقه اللقب عليها فقامت بملئ الكوب الذي بيدها من الدورق الذي بيدها وبسرعة(بقلم زكية محمد ) قامت بسكبه علي وجهه وملابسه ثم ركضت مسرعة حتي وصلت لغرفة حبيبة فدلفت وهي تلهث فسألتها همس التي أتت لتوها بعد أن غسلت وجهها :-
مالك بتجري كدة ليه؟
جلست تلتقط أنفاسها بعد أن ناولت حبيبة الماء.
هتفت همس بتعجب:- هو إنتي جيبتي المياه من المجر؟
هتفت بأنفاس متقطعة وهي تبادلها السخرية:- لا من السويد يا خفة. كله من أخوكي الزفت.
هتفت بضجر:- في إيه تاني؟ مش هتبطلوا لعب العيال دة بقي.
هتفت بتذمر:- أنا معملتهوش حاجة هو اللي غلطان بس أنا غرقتهولك بالمياه.
ضحكت حبيبة قائلة:- ياااه شكلك معبية منه اوي.
أردفت بغيظ:- اوي يا اختي دا أنا لو أقتله مش هتأخر.
شهقت همس قائلة بضيق:- رحمة حرام عليكي حمزة طيب وغلبان بس البعيدة ما بتحسش.
أردفت بتعجب :- قصدك إيه؟
أجابتها بدون إكتراث :- لا ما تاخديش في بالك .
ضحكت حبيبة بخفوت عليها فيبدو أن شقيقها يحب سليطة اللسان تلك ، ولكنها لا تبالي. ..
وصل عندهم وهو يشعر بخيبة الأمل فكلما إقترب منها تصده وتظنه يتلاعب بها.
نظر له الموجودون بدهشة من هيئته فهتف فارس بسخرية:-
متضايق ليه ملقتش حاجة تاكلها ولا قالولك عيب يا ولد استني العشا وبعدين تعال هنا إيه اللي مغرقك بالمياه كدة؟
لم يرد عليها أي من هذه الأسئلة وإنما كان في عالم آخر محفوف بآلامه هو فقط.
وكزه زياد قائلا :- حمزة إنت يا ابني.
عاد لأرض الواقع علي إثر وكزته فصرخ بحدة:- مفيش حاجة وأوعي كدة.
قال ذلك ثم أزاحه بعنف من أمامه وجلس علي إحدي المقاعد وأخذ يهز قدميه بعصبية شديدة.
تبادل البقية نظرات الصدمة بينهم من تحوله الذي يرونه لأول مرة.
تحدث زياد بخفوت :- ماله دة؟
مط شفتيه بعدم معرفة قائلا :- ما اعرفش علي العموم سيبه يهدي دلوقتي.
إهتز هاتفه بجيبه فأخرجه وما إن رأي المتصل إرتبك للحظات فنهض بمساعدة عصاه الطبي قائلا بإرتباك:- هشوف التليفون وآجي.
أومأ زياد له وهو يتعجب من حالته هو الآخر فنظر لحمزة وجده علي حالته فهتف بخفوت :- عالم مانخوليا صحيح وأنا مالي. ..
إبتعد فارس عن مرمي الجميع ورد علي المكالمة وما إن وضع الهاتف علي أذنه سمع صوتها الهادئ يقول بعتاب :-
كدة يا فارس ما تردش علي تليفوناتي ومجتش ليه لحد دلوقتي.
أردف بهدوء :- ما تزعليش مني يا هنا وكمان مش هقدر آجي.
هتفت بصدمة :- إيه؟ طيب. ..طيب ليه؟
هتف بهدوء:- ممكن تهدي وتسمعيني. أنا مش هقدر آجي علشان عملت حادثة.
شهقت بخوف قائلة:- حادثة! طيب إنت كويس دلوقتي حصلك إيه؟ وعملتها إزاي؟ أنطق رد عليا.
ضحك بخفوت قائلا :- هو إنتي مدياني فرصة اتكلم. متخافيش يا هنون جات سليمة الحمد لله هو بس كسر بسيط.
أردفت بخوف:- كسر. طيب هو واجعك أنا أنا هجيلك دلوقتي.
أردف بصدمة :- تيجي فين؟ قصدي يعني. ...
قاطعته قائلة بوجع ودموع:- ولا علشان هتقول لأهلك مين دي وانت طبعا معندكش استعداد للمواجهة.
هتف بحدة:- كلام إيه اللي بتقوليه دة يعني إنتي عندك استعداد تيجي بالوقت المتأخر دة وتروحي لوحدك؟
أردفت بسخرية:- فارس أنا فاهمة كويس بلاش تلف وتدور إحنا علاقتنا هتفضل في الضلمة أما خطيبتك في النور وأنا مش مهم. طيب علقتني بيك ليه حرام عليك.
زفر بضيق قائلا :- هنا هنا ممكن تبطلي نواح أنا مخدعتكيش في حاجة وقلتلك مسألة وقت مش أكتر وكل حاجة هترجع لأصلها.
هتفت بوجع :- بس أنا مش قادرة أتحمل وجودك جنبها وكمان كلها وكام شهر وهتبقي مراتك كل دة مش سهل عليا.
أردف بهدوء:- عارف ومقدر دة منك بس مش إحنا اتفقنا قبل كدة.
هتفت بدموع :- ايوة اتفقنا بس أنا خايفة.
سألها بتعجب:- خايفة من إيه؟
أجابته بألم :- خايفة لتحبها وتنساني.
أصابته كلماتها في الصميم وكانت بمثابة صفعة له لتوضح أمامه مجريات الأمور أحقا يحبها أم يفعل ذلك من باب المسؤلية؟ فهو يشعر تجاهها بمشاعر غريبة في الأيام الأخيرة تجذبه نحوها بشكل غير طبيعي، وماذا عن تلك الخائفة من أن يحب ابنة عمته؟
لما يشعر بالضيق والاختناق هكذا؟ شعر بقمة الخذي والانحطاط من نفسه فتلك أحبته بصدق وتلك المسؤلية تحتم عليه أن لا يتركها؟ ماذا عليه أن يفعل في تلك المعضلة. ؟
عاد للواقع علي صوتها الباكي قائلا :- حبيتها صح ؟
جز علي أسنانه بغضب وهتف بإستمالة :- لا محبتهاش أنا بحبك إنتي.
ويالته ما نطقها إذ إلتف علي إثر سقوط شئ ما لتتسع عينيه عندما رأي جسد حبيبة يفترش الأرض.
سقط الهاتف من يده وتحرك نحوها بسرعة علي قدر إستطاعته ثم جثي علي قدمه الغير مصابة بصعوبة وأخذ يربت علي وجنتيها قائلا بخوف:- حبيبة. ...حبيبة فوقي. .
إلا إنها لا تستجيب فشعر بالعجز لا يستطيع أن يحملها بقدمه المكسورة.
زحف حتي وصل لهاتفه الذي سقط منه ولم ينتبه بتلك التي كانت دموعها تجري علي وجنتيها حينما سمعته يهتف باسم الاخري فأنهت المكالمة بقلب مدمي من الجراح.
أما هو قام بالإتصال علي والده قائلا بخوف :- بابا تعال بسرعة أنا عند ملحق الضيوف بسرعة.
نهض الأخير بقلق يركض للخارج وما إن وصل وجد ابنه يجلس أرضا وابنة أخته الي جواره.
هتف فارس الذي يتآكله القلق :- بابا إلحق حبيبة مش راضية تفوق تعال شيلها.
توجه مراد وساعده علي النهوض قائلا بقلق :- حصل إيه؟
هتف بخوف :- مش عارف أنا كنت بتكلم في التليفون وفجأة حسيت بحاجة بتوقع ورايا ببص لقيتها هي.
حملها ونهض قائلا :- خلاص متقلقش هاخدها جوة أشوفها.
توجه بها للداخل وتبعه هو وما إن رآها البقية
صرخت تسنيم بذعر:- مالها بنتي يا مراد؟
أردف بهدوء:- متقلقيش شوية إغماء بسيطة من اللي حصل النهاردة. أنا هطلعها أوضتها.
هتف معتز بخوف :- وأنا هطلب الدكتور .
وما هي إلا لحظات حتي اتي الطبيب وقام بفحصها ثم هتف بعملية :- أظن قلتلكم قبل ما تمشي بلاش تعرضوها للضغط العصبي.
هتف معتز بقلق :- ليه مالها يا دكتور؟
تنهد بأسف قائلا :- للأسف تعرضت لصدمة عصبية شديدة وأديتها حقنة مهدئة ولو لا قدر الله ما تحسنتش هاخدها عندي المستشفي.
شهقت تسنيم بخوف قائلة :- يعني إيه؟
إقترب منها مراد قائلا :- ما تخافيش يا تسنيم. والحل إيه يا دكتور؟
أردف بعملية :- هستني تحت لحد ما تفوق علشان بعد كدة أعرف أشخص حالتها وأعرف إن كويسة ولا لازمها المستشفى.
هز معتز رأسه بتفهم قائلا :- خلاص اتفضل إنت تحت يا دكتور معايا.
ثم وجه حديثه لتسنيم قائلا :- وانتي خليكي معاها هنا علي ما تفوق.
قال ذلك ثم هبط للأسفل بصحبة الطبيب ومراد بينما مكست لمار وتسنيم وباقي النسوة الي جوارها.
كان يقف بعصبية شديدة وما إن رأي والده وعمه برفقة الطبيب هتف بلهفة :-
طمنوني هي كويسة دلوقتى؟
هتف مراد بهدوء:- الدكتور قال إنها اتعرضت لصدمة عصبية تاني.
شحب وجهه خشية أن تكون قد سمعت حديثه في الهاتف مع هنا.
نظر له والده بشك قائلا :- هو إنت تعرف إيه اللي حصلها؟
هز رأسه بنفي قائلا بإرتباك :- لا لا ما أعرفش.
هتف بعدم تصديق :- ماشي تفوق وهي تقولنا بنفسها.
نظر معتز للبقية قائلا :- معلش يا جماعة كان نفسي تقضوا وقت لطيف عندنا بس زي ما انتوا شايفين.
هتف عمر بضيق :- ما تقولش كدة دي بنتنا بردو.
أردف سليم مؤكدا:- ومش هنمشي إلا لما نطمن عليها.
جلس فارس بضياع وهو يعلم إنه السبب فلا بد وإنها سمعته. قبض علي العصا الطبي بسرعة فهو تسبب في ألمها مرة أخري.
( بقلم زكية محمد )ابتسم بشرود وهو يتذكر شجارها معه وقت الحادث وشكلها حينما تغضب أو تخجل توترها وخجلها الذائد الذي بات يتوق لرؤياه دائما حينما يلقي عليها كلمات الغزل خاصته.
نظر سليم الصغير له بدهشة وسرعان ما مال ناحية أذنه وهتف بخفوت :- مالك إنت كمان هي الصدمة كبيرة لدرجة مخلياك تبتسم كدة.
انتبه له قائلا :- ها بتقول إيه؟
هتف بسخرية:- بقولك أقفل بقك لأحسن يحسبوك فرحان فيها.
عاد إلي طبيعته محمحما بخفوت ثم نظر أمامه.
بالأعلى رمشت بعينيها قبل أن تفتحها تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال فانتبهوا لها واسرعت والدتها ناحيتها قائلة :- براحة يا حبيبتي علي مهلك. حاسة بإيه دلوقتي؟
ودت لو تلقي بنفسها داخل أحضانها وتصرخ وتخبرها بأنها تشعر بآلاف الطعنات في قلبها
ولكنها هتفت بهدوء:- كويسة يا ماما متقلقيش.
سألتها مجددا:- طيب إيه اللي حصلك وخلاكي تقعي؟
أغلقت عينيها بوجع ثم نظرت لوالدتها بإبتسامة باهتة قائلة :- مفيش دخت شوية.
أردفت لمار بقلق :-هروح أجيب الدكتور يفحصك علشان نطمن أكتر.
قالت ذلك ثم هبطت للأسفل.
كانت تنظر أمامها بشرود وقلب مدمي مما سمعت منه من إعتراف وباتت متأكدة إنها تركض في طريق مسدود وعليها العودة منه حتي لا تتألم أكثر من ذلك.
إنتبهت لدلوف الطبيب بصحبة والدها وخالها وزوجته.
إقترب منها والدها وأردف بحنان :-
عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟
إبتسمت بخفوت قائلة:- الحمد لله يا بابا كويسة.
هتف بهدوء:- بردو نطمن مش هنخسر حاجة.
قام الطبيب بفحصها وطمئنهم عليها وكتب لها بعض الأدوية وبعد فترة غادر كما غادر البقية بعدما إطمئنوا عليها.
كان فارس يتوق لرؤيتها والاطمئنان عليها فأخبره والده إنها بخير وتحتاج للراحة فبإمكانه رؤيتها غدا.
زفر بضيق وذهب لغرفته وهو يتمني أن يمر الليل سريعا كلمح البصر حتي يطمئن عليها.
أما مراد كان يري ان هناك أمرا وراء فقدها للوعي وعزم علي معرفته من كليهما ولكن ليس الآن.
بعد فترة نهضت بتعب وتحاملت علي نفسها وتوجهت للمرحاض واغتسلت وأرتدت ملابس بيتية مريحة للنوم ثم خرجت وتوجهت تجلس علي المقعد المقابل للمنضدة التي تذاكر عليها .بدأت شهقاتها تعلو شيئا فشئ والتي بذلت عناءا في كبتها أمامهم.
سالت دموعها بغزارة وكم شعرت بالشفقة علي حالها وإذلال كرامتها الي ذلك الحد تحت مسمي الحب.
إبتسمت بمرار فكم من محاولة أجرتها لنسيانه وإخراجها من حساباتها ولكنها بائت بالفشل جميعا فعشقه أصبح ككرات الدم الحمراء والبيضاء التي تسير في عروقها فبات إنهاء حبه كإنهاء حياتها وانتهي الأمر.
أخرجت ذلك الدفتر الذي يشهد علي حبها وعذابها في طريقها الشائك التي تسلكه للوصول إليه، عبراتها التي سقطت فوق كل كلمة تخطها فيه والتي تعبر عن عشقها المكنون له فياليت حبه لها يسطو كما يفعل حبه الذي إستحوذ عليها بالكامل.
مسكت القلم ثم بدأت تخط بعض الكلمات تصف مدي وجعها وهي تقص تفاصيل ذلك اليوم الذي يعد أسوأ أيامها وياليته ما أتي وياليتها ما عاشته. .........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
قبيل ذلك بقليل في فيلا عمر كانت شجن تنظف في المطبخ مع فاطمة فهتفت الأخيرة بتعجب:- متأخذنيش في السؤال يا بنتي هو إنتي إيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي يعني الوقت إتأخر.
هتفت بتوتر وكذب :- أااا أصل. ....أصل خالتي جات تقعد مع امي وانتي صعبتي عليا يعني تعملي كل الشغل دة لوحدك.
ثم هتفت بمرح كي لا تشك بها :-وبعدين يعني إنتي مش طايقاني للدرجة دي يا خالتي عاوزة تخلصي مني.
هتفت بنفي:- ابدا يا بنتي بس كل الحكاية إني خايفة عليكي. علي العموم تنوريني النهاردة بدل ما بنام لوحدي.
هتفت بإرتباك :- ايوة ايوة يا خالتي إن شاء الله بس نخلص شغل البيت الأول.
صمتت قليلا ثم هتفت بتوتر وهي تتناول المنظفات قائلة:- أنا هروح انضف في الدور التاني.
قالت ذلك ثم تخطتها وصعدت للأعلى بخطي مرتبكة مما هي مقدمة علي فعله.
وصلت أمام باب غرفته وقد تعرق جبينها من فرط التوتر والخوف وقدماها أصبحت كالهلام خوفا. (بقلم زكية محمد )شجعت نفسها بكلمات قائلة :- يلا يا شجن ادخلي ودوري علي المسدس وخديه واهربي.
قالت ذلك ثم فتحت الباب ودلفت ووقفت بمنتصف الغرفة حائرة من أين تبدأ.
أستقر بصرها على الكمود فاسرعت ناحيته وبحثت من هنا وهناك ولكن دون جدوى ثم توجهت لأدراج طاولة الزينة الخاصة به ولكنها أيضا لم تجده فأمتلكها اليأس فهتفت بتشجيع :- يلا يا شجن خلصي علشان أمك.
توجهت تبحث في خزينة ملابسه وأخذت تبحث بجنون غافلة عن ذلك الذي يقف عند الباب والذي بلحظة قام بإلقاء المسدس الخاص بعمله ناحيتها حتي وصل لأقدامها وهتف بجمود :-
أهو اللي بتدوري عليه متتعبيش نفسك. .......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت خلص أشوفكم علي خير إن شاء الله
هستني توقعاتكم للفصل اللي جاي
هتف سليم بتعجب من مطلبه قائلا :-
أجيلك القسم ليه دلوقتي! ليه؟
هتف بهدوء:- عاوز أتكلم معاك بخصوص موضوع بنت عمك.
نهض من مكانه قائلا بلهفة:- إنت وصلت لحاجة ؟
- لما تيجي هتعرف كل حاجة.
هتف مسرعا وهو يلملم أشياؤه :- طيب طيب ثواني وهكون عندك.
قال ذلك ثم خرج مسرعا وهو يبلغ السكرتير الخاص به :- محمد ألغي مواعيدي النهاردة مع أي حد لحد الساعة 12 .
أومأ بعملية قائلا :- حاضر يا أفندم.
توجه بسرعة للمصعد وما هي إلا ثوان حتي خرج من المبني وقفز في سيارته وانطلق بسرعة البرق نحو مقر عمل إياد متلهفا لمعرفة ما يريد إخباره به.
وصل في وقت قياسي أمام قسم الشرطة وصف سيارته ثم ترجل منها وبثواني أخري كان قد وصل أمام مكتب عمله ففتح الباب علي حين غرة ودلف كالأعصار.
نهض من مكانه بصدمة مطالعا إياه قائلا :- إيه دة؟ إنت متأكد إنك كنت في الشركة مش في الشارع اللي جنب القسم؟
مسح علي وجهه بغضب مكتوم قائلا :-قول اللي عندك يا إياد.
هتف بهدوء :- طيب اقعد الأول هنتكلم وانت واقف بالشكل دة.
جلس علي إحدي المقاعد واضعا ساق فوق أختها قائلا بضجر:- أديني قعدت ها إتكلم.
هتف بهدوء:-أنا متابع القضية مع طارق وقررت المتهمين من غير ما يعرف لو يعرفوا حاجة عن بنت عمك بس للأسف مطلعتش بمعلومة مفيدة غير الست اللي مدورة الشقة دي هربت قبل ما نطب إحنا عليهم وكمان في حاجة كدة هي مش مهمة لقضيتنا بس يستحسن إنك تكون عارف.
ضيق عينيه قائلا :- حاجة إيه دي؟
قص إياد عليه ما أخبرته إياه شقيقته وكذلك ما فعله مع الشابين في الصباح.
ما أن انتهي هتف الأخير بغضب عارم :-
الحيوانات إزاي يتجرأوا قولي هما مين؟
هتف بهدوء:-قولتلك أنا أتعاملت معاهم وتقريبا كرهوا البنات متقلقش. المهم دلوقتي لازم تتكلم معاها بهدوء علشان لو في إضافة في الموضوع تقدر تفيدنا.
أغلق عيناه قائلا بوجع :- وهي بعد اللي حصل هتعترف بسهولة.
هتف إياد بهدوء:- بص يا سليم دي بنت عمك ومتربية معاك (بقلم زكية محمد)وعايش معاها طول عمرك هل هي فعلا ممكن تكون عملت كدة بمزاجها؟ إسأل نفسك كدة وسيبها ترد عليك.
أردف بوجع:-لا همس اللي إتربت قدام عيني عمرها ما تعمل كدة.
هتف بهدوء:- خلاص خلي ثقتك في محلها.
أردف بحيرة وغضب أعمي:- واللي شوفته؟ فكرة ان حد غيري لمسها بتجنني بكون عاوز أحرق كل اللي قدامي. دي بتاعتي أنا وملكي أنا.
صدم إياد من حديث سليم فهو لم يكن في حسبانه أن يكون عاشقا لها لهذا الحد. أما هو أخذ صدره يعلو ويهبط بعنف وهو يسب نفسه بداخله علي إعترافه ذاك فهو يعشقها دون أن يعرف أحد وها قد صرح به للتو حتي ولو لم يكن بشكل مباشر.
إبتسم إياد بخفوت من من زاوية فمه وهو لا يصدق أن كتلة الجليد التي أمامه تذوب عشقا، محي إبتسامته واصطنع عدم الفهم قائلا بخبث :- قلت ايه آخر حاجة؟
هتف ببرود :- ما قلتش.
هتف بخفوت :- كداب في أصل وشك.
ثم أردف بصوت مسموع :- طيب مقلتش هتعمل إيه دلوقتي؟
هتف بهدوء:- هتكلم معاها ولو إني مش طايق اسمع صوتها. .
طالعه بإستنكار ولكنه وضع يده علي كتفه هاتفا بمكر :- معلش تعال علي نفسك شوية علشان سمعة العيلة.
هتف بحدة:- ما أنا هعمل كدة علشان سمعة العيلة أومال علشان سواد عيونها.
هتف بتلاعب:- لا قصدك خضار عيونها.
نظر له بغضب وقد خيم الظلام علي عينيه قائلا بفحيح:- إنت قولت إيه؟
هتف بحسن نية :- إنت غلطت بتقول سواد عيونها بس هي عنيها خضرا و. ...
لم يكمل جملته بسبب تلك اللكمة التي أطاحت به أرضا فنهض قائلا بضيق :- إيه يا عم الهزار البايخ دة.
هتف بغضب :- هزار! بتتغزل في عنيها وتقولي هزار. ملكش دعوة بيها خضرا حمرا جن أزرق ما ألمحكش بتبص عليها.
هتف بحدة:- ايه يا عم هو أنا عيل؟ ! دي البت رحمة كانت بتتكلم عنها في مرة بالصدفة إن عيونها شبه طنط ورد فأكيد مش محتاجة فكاكة اعرف لونها إيه. إنما متجيش تتهمني إتهام زي دة أنا أفهم في الأصول كويس.
ثم هتف بخبث :- ثم مالك محموق أوي كدة دة مش راكب خالص مع البوقين اللي قلتهم من شوية في حقها.
زفر بضيق قائلا بتهرب :- بقولك إيه أنا مش فاضيلك أنا ماشي. ...
قال ذلك ثم رحل بسرعة يتفادي حديثه الذي سيقوده لمنعطف لا يريده الآن .خرج من القسم ثم صعد سيارته وانطلق بها نحو مقر عمله .
بينما أخذ إياد يضحك عاليا وهو يقول:- بتحبها يا ابن مصطفى بتحبها هههه ولسة خلينا نتفرج عليك.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ليلا كانت عائلة عمر وسليم في فيلا المنشاوي للإطمئنان علي فارس وحبيبة حيث جلسن النسوة معا والرجال معا وكان الشباب برفقة فارس أما الفتيات كن برفقة حبيبة.
هتف حمزة وهو يتصفح موقع الإنستجرام الخاص بفارس :- يخربيتك كل دي بنات ولا الكلام ههههه عاوز أوريهم للحج مراد.
نظر زياد في شاشة الهاتف قائلا :- لا قادر ياض مش دكتور ومنزل صوره وعامل فيها أمور.
أردف بغيظ:- والله ما نقصاكم هي اسكت منك ليه.
هتف زياد بتساؤل:- هي خطيبتك لما بتشوف الهوايل دي رد فعلها بيكون إيه يا دنجوان عصرك ؟ دة ولا روبرت باتنسون.
هتف بغيظ :- قر يا أخوية قر هو اللي أنا فيه من شوية جاتكم نيلة .
بعيدا عنهم بقليل هتف سليم بضجر:-وبعدين في لعب العيال دة. ؟
هز رأسه بعدم إكتراث قائلا :- سيبك منهم وقولي عملت إيه؟
هتف بجمود:- معملتش.
طالعه بدهشة قائلا :- نعم؟ إزاي دة؟ مش إحنا اتفقنا علي. ....
قاطعه قائلا :- ملقيتش فرصة مناسبة.
أردف بخبث:- مفيش أنسب من كدة.
نظر له بعدم فهم فأكمل بمكر :- يعني تستأذن منها تكلمها دلوقتي بعيد عن جو البيت وشوفها هتقولك إيه. بس بقولك إيه أوعي تتهور كدة ولا كدة.
هتف بغيظ:- شايف انك خدت عليا اوي الصراحة.
هتف بضحك :- أومال إيه؟ مش حضرة الظابط إياد. المهم بقي اعمل اللي قولتلك عليه وأنا همشي دلوقتي علشان ورايا شغل مهم. سلام.
قال ذلك ثم نهض راحلا أما هو أخرج هاتفه وأرسل لها رسالة يطلب فيها أن تخرج لمقابلته عند المسبح لانه يريدها في أمر هام.
**********
كانت بينهم جسدا بلا روح يثرثرن ويضحكن فكانت تبتسم بخفوت وتتحدث بشرود.
إهتز هاتفها بين يديها بنغمة تنذر بوصول رسالة وما إن فتحتها وقرأت محتواها أصابتها رجفة وخوفا.
ماذا يريد منها؟ فكرت في عدم الذهاب ولكنها خشت عواقبه فإنسحبت من بينهن بهدوء ونزلت لرؤيته. .
هتفت رنا بمرح :- هي همس راحت فين؟ أكيد راحت تقابل خطيبها تيجي نتفرج عليهم.
هتفت حبيبة بضجر:- تتفرجي إيه بس؟ عيب يا ماما ملناش دعوة.
غمزت لها بخبث قائلة :- وانتي بقي مش هتعملي زيها وتروحي تشوف خطيبك وتقعدي جنبه لأحسن يكون عاوز حاجة كدة ولا كدة. شوفي أنا بخدمك إزاي؟
ضحكت رحمة قائلة :- هههههه فظيعة إنتي يا رنا كلامك مش راكب خالص علي سنك.
هتفت بضحك :- أومال دا أنا أعجبك اوي وبعدين الحق عليا عاوزة أظبطها مع أخويا.
هتفت حبيبة بغيظ:- رنا حبيبتي شكرآ خالص لنصايحك ممكن تسكتي بقي.
هتف بتذمر:- الله يرحم دلوقتي اسكت فين أيام ما كنتي تتحايلي عليا علشان أجبلك صورته ولا علشان. .......امممممم
لم تكمل كلامها بسبب يد حبيبة التي وضعتها علي فمها ووجها إحمر خجلا مما تتفوه به تلك المعتوهة فهتفت بصراخ :- الله يحرقك ويحرق اللي يقولك علي حاجة.
ضحكت رحمة عاليا عليهم قائلة :- بصراحة انا لو مكانك أدشدشها.
إبتعدت رنا عن مرمي حبيبة قائلة بتذمر:-
يا سلام والله ما تقدر دا أنا مسكاها من ايدها اللي بتوجعها ها يا بيبة هتضربيني؟
عضت علي شفتيها بغضب ثم قذفتها بالوسادة صارخة :- اطلعي برة.
ركضت رنا وهي تضحك بعد أن تفادت الوسادة قائلة :- ومجاتش مجاتش.
قالت ذلك ثم ركضت للأسفل .
هتفت رحمة بضحك :- عسل رنا دي والله.
أردفت بغيظ :- عسل اوي يا أختي ماشي هتشوف.
هتفت رحمة :- قلبك أبيض قوليلي بقي حصلت إزاي الحادثة وعملتوها فين؟
نظرت أمامها بشرود وراحت تخبرها ما حدث دون أن تذكر التفاصيل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ذهبت همس للمكان وأخذت تنظر حولها فلم تجده فأتاها صوته من خلفها قائلا بهدوء :- أنا هنا.
إنتفضت ونظرت خلفها وجدته يقف بطالته الطاغية كعادتها التي تسلبها أنفاسها دون إرادتها.
تقدم خطوتين حتي أصبح قبالتها وهتف بهدوء:- تعالي إقعدي.
إمتثلت لأوامره وجلست علي إحدي المقاعد أمام المسبح وجلس هو قبالتها.
ساد الصمت بينهم حتي قطعه هو قائلا بجمود:- أحكي.
هتفت بعدم فهم :- أحكي! أحكي إيه؟
نظر لها نظرات أخافتها قائلا :- اللي حصل في اليوم إياه.
هتفت بسخرية:- إيه هتصدقني يعني لو حكيتلك أظن ملوش لزوم.
هتف بحدة :- انا اللي أحدد اللي ليه لزوم واللي ملوش، سامعة ويلا اتكلمي ..
هتفت بدموع:- حرام عليك والله تعبت إنت بتعاملني كدة ليه علي غلط معملتهوش على غلط مليش يد فيه كفاية. ..كفاية. .
أردف بوجع وغضب :- كفاية إيه هو اللي عملتيه دة سهل.
صرخت بغضب:- بردوا بتقولي عملته. أنا اصلا غلطانة إني جيت هنا وسمعت كلامك.
قالت ذلك ثم دفعته بيدها بعنف ثم تركت المكان بسرعة ودموعها حليفتها.
أما هو ركل الطاولة أمامه بعنف ثم تبعتها المقاعد حتي ينفث عن غضبه.
وإمتلكه الغيظ فهو لم يتمكن من سماعها بسبب عصبيته المفرطة.
أما هي دلفت للمرحاض تتواري عن أنظار الجميع وأنخرطت في موجة بكاء عنيف لما تتعذب علي ذنب لم تقترفه؟
عادت بذاكرتها لذلك اليوم المشؤوم حيث كانت تجلس تنتظر قدوم رحمة حتي أتت فتاة تركض اليها وملامح الذعر مرسومة بحرفية على وجهها ووقفت قبالتها قائلة :-
إلحقي يا همس رحمة واقعة في الحمام وقاطعة النفس .
وقفت والقلق ينهش أعماقها قائلة :- إيه؟ طيب تعالي وريني هي فين.
سارت معها بخبث وقبل أن تذهب للمكان المنشود أتي شخصا من خلفهم ثم كمم فاهها واضعا مادة مخدرة علي أنفها ففقدت الوعي في الحال.
وهذا كل ما تتذكره وتعيه قبل أن تستيقظ وتجد نفسها بذلك الوضع المخذي التي كانت عليه حينما دلف هو ورآها عليه.
تكاد تجن من له مصلحة من الإضرار بها هكذا وجعلها تعاني بهذا الشكل. (بقلم زكية محمد)
وما يؤلمها أكثر هو وتصديقه للأمر دون أن يسمعها وكاد أن يفعل ذلك ولكن حديثه الذي يقطع أعماقها لم تتحمله لذلك غادرت المكان وتركته. ....
ودت لو تطلق صرخة عالية مكبوتة في أعماقها وليحدث ما يحدث. ولكنها لا تقدر علي فعل ذلك فهي تخاف ليس منه وإنما إن علم والديها ماذا سيكون تصرفهم تجاهها.
وضعت رأسها بين ساقيها وأخذت تنتحب بصمت علي حالها فهذا كل ما تقدر علي فعله. .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
نهض حمزة قائلا :- إيه يا فارس مفيش حتة جاتوهاية ولا حاجة كدة حلاوة رجوعك بالسلامة مش هتبطل بخل بقي.
أردف بغيظ :- مش لما تتعشي الأول ابقي حلي.
هتف بمرح :- طيب قولي فين المطبخ اروح اكلي تصبيرة علي ما العشا يجهز.
هتف بسخرية :- دا علي أساس إنك مش عارفه؟ ولا عاوز تعمل فيها مؤدب؟
ضحك قائلا قبل أن يتوجه للداخل :- حاجة زي كدة.
كانت رحمة تجلب المياه لحبيبة لتتناول دوائها قبل الأكل. أخذت المياه وخرجت فقابلت حمزة الذي ما إن رآها إبتسم بإتساع فقابلتها بوجه عابس.
هتف بوجه مشرق :- إزيك يا رحوم عاش من شافك.
إمتعضت ملامحها قائلة :- رحوم! إنت هتصاحبني يالا.
هتف بدهشة :- يالا!بقي في بنت زيك تقول يالا؟
هتفت بضجر:- بقولك إيه أنا مش فضيالك أوعي من وشي.
هتف بتلاعب :- وإن ما بعدتش ؟
أجابته بتهديد:- هصرخ وألم الكل عليك هنا وحظك إنهم كلهم بالصلاة على النبي كدة موجودين يعني فضيحتك هتبقي بجلاجل.
هتف بعدم إكتراث:- أعلي ما في خيلك أركبيه أنا ما بتهددش ولو عملتي كدة هقولهم إنك قولتيلي تعالي نتجوز عرفي ولما رفضت هددتيني إنك هتعمليلي فضيحة.
نظرت له بصدمة قائلة :- إنت مجنون! لا حول ولا قوة الا بالله. روحلك لدكتور يعالجك يا حرام.
طالعها بهيام قائلا :- ما العلاج في إيدك بس إنتي حني يا جميل.
هتفت بحدة تداري خجلها خلفه:- بقولك إيه بطل تقول الكلام دة تاني.
هتف بتلاعب:- ليه بتتكسف يا جعفر.
صاحت بغضب:- جعفر في عينك وعديني بقولك.
إقترب منها قليلا سادا الطريق عليها هاتفا :- لا خليكي شوية.
هتفت بذهول:- ما تحترم نفسك إيه خلينا شوية دي بصفتك إيه يا أستاذ؟
أجابها بحب :- والله لو تديني الفرصة هقولك صفتي إيه.
هتفت بغيظ:- هو أنت فاكر إن الكلام اللي بتقوله للبنات علشان توقعهم هيمشي عليا لا يا بابا إنت بتحلم ولآخر مرة بقولك أبعد علشان ما اتصرفش تصرف مش هيعجبك.
هتف بضيق :- خلاص بنت باردة ملكيش في الرومانسية ماشي يا جعفر امشي.
إغتاظت من إطلاقه اللقب عليها فقامت بملئ الكوب الذي بيدها من الدورق الذي بيدها وبسرعة(بقلم زكية محمد ) قامت بسكبه علي وجهه وملابسه ثم ركضت مسرعة حتي وصلت لغرفة حبيبة فدلفت وهي تلهث فسألتها همس التي أتت لتوها بعد أن غسلت وجهها :-
مالك بتجري كدة ليه؟
جلست تلتقط أنفاسها بعد أن ناولت حبيبة الماء.
هتفت همس بتعجب:- هو إنتي جيبتي المياه من المجر؟
هتفت بأنفاس متقطعة وهي تبادلها السخرية:- لا من السويد يا خفة. كله من أخوكي الزفت.
هتفت بضجر:- في إيه تاني؟ مش هتبطلوا لعب العيال دة بقي.
هتفت بتذمر:- أنا معملتهوش حاجة هو اللي غلطان بس أنا غرقتهولك بالمياه.
ضحكت حبيبة قائلة:- ياااه شكلك معبية منه اوي.
أردفت بغيظ:- اوي يا اختي دا أنا لو أقتله مش هتأخر.
شهقت همس قائلة بضيق:- رحمة حرام عليكي حمزة طيب وغلبان بس البعيدة ما بتحسش.
أردفت بتعجب :- قصدك إيه؟
أجابتها بدون إكتراث :- لا ما تاخديش في بالك .
ضحكت حبيبة بخفوت عليها فيبدو أن شقيقها يحب سليطة اللسان تلك ، ولكنها لا تبالي. ..
وصل عندهم وهو يشعر بخيبة الأمل فكلما إقترب منها تصده وتظنه يتلاعب بها.
نظر له الموجودون بدهشة من هيئته فهتف فارس بسخرية:-
متضايق ليه ملقتش حاجة تاكلها ولا قالولك عيب يا ولد استني العشا وبعدين تعال هنا إيه اللي مغرقك بالمياه كدة؟
لم يرد عليها أي من هذه الأسئلة وإنما كان في عالم آخر محفوف بآلامه هو فقط.
وكزه زياد قائلا :- حمزة إنت يا ابني.
عاد لأرض الواقع علي إثر وكزته فصرخ بحدة:- مفيش حاجة وأوعي كدة.
قال ذلك ثم أزاحه بعنف من أمامه وجلس علي إحدي المقاعد وأخذ يهز قدميه بعصبية شديدة.
تبادل البقية نظرات الصدمة بينهم من تحوله الذي يرونه لأول مرة.
تحدث زياد بخفوت :- ماله دة؟
مط شفتيه بعدم معرفة قائلا :- ما اعرفش علي العموم سيبه يهدي دلوقتي.
إهتز هاتفه بجيبه فأخرجه وما إن رأي المتصل إرتبك للحظات فنهض بمساعدة عصاه الطبي قائلا بإرتباك:- هشوف التليفون وآجي.
أومأ زياد له وهو يتعجب من حالته هو الآخر فنظر لحمزة وجده علي حالته فهتف بخفوت :- عالم مانخوليا صحيح وأنا مالي. ..
إبتعد فارس عن مرمي الجميع ورد علي المكالمة وما إن وضع الهاتف علي أذنه سمع صوتها الهادئ يقول بعتاب :-
كدة يا فارس ما تردش علي تليفوناتي ومجتش ليه لحد دلوقتي.
أردف بهدوء :- ما تزعليش مني يا هنا وكمان مش هقدر آجي.
هتفت بصدمة :- إيه؟ طيب. ..طيب ليه؟
هتف بهدوء:- ممكن تهدي وتسمعيني. أنا مش هقدر آجي علشان عملت حادثة.
شهقت بخوف قائلة:- حادثة! طيب إنت كويس دلوقتي حصلك إيه؟ وعملتها إزاي؟ أنطق رد عليا.
ضحك بخفوت قائلا :- هو إنتي مدياني فرصة اتكلم. متخافيش يا هنون جات سليمة الحمد لله هو بس كسر بسيط.
أردفت بخوف:- كسر. طيب هو واجعك أنا أنا هجيلك دلوقتي.
أردف بصدمة :- تيجي فين؟ قصدي يعني. ...
قاطعته قائلة بوجع ودموع:- ولا علشان هتقول لأهلك مين دي وانت طبعا معندكش استعداد للمواجهة.
هتف بحدة:- كلام إيه اللي بتقوليه دة يعني إنتي عندك استعداد تيجي بالوقت المتأخر دة وتروحي لوحدك؟
أردفت بسخرية:- فارس أنا فاهمة كويس بلاش تلف وتدور إحنا علاقتنا هتفضل في الضلمة أما خطيبتك في النور وأنا مش مهم. طيب علقتني بيك ليه حرام عليك.
زفر بضيق قائلا :- هنا هنا ممكن تبطلي نواح أنا مخدعتكيش في حاجة وقلتلك مسألة وقت مش أكتر وكل حاجة هترجع لأصلها.
هتفت بوجع :- بس أنا مش قادرة أتحمل وجودك جنبها وكمان كلها وكام شهر وهتبقي مراتك كل دة مش سهل عليا.
أردف بهدوء:- عارف ومقدر دة منك بس مش إحنا اتفقنا قبل كدة.
هتفت بدموع :- ايوة اتفقنا بس أنا خايفة.
سألها بتعجب:- خايفة من إيه؟
أجابته بألم :- خايفة لتحبها وتنساني.
أصابته كلماتها في الصميم وكانت بمثابة صفعة له لتوضح أمامه مجريات الأمور أحقا يحبها أم يفعل ذلك من باب المسؤلية؟ فهو يشعر تجاهها بمشاعر غريبة في الأيام الأخيرة تجذبه نحوها بشكل غير طبيعي، وماذا عن تلك الخائفة من أن يحب ابنة عمته؟
لما يشعر بالضيق والاختناق هكذا؟ شعر بقمة الخذي والانحطاط من نفسه فتلك أحبته بصدق وتلك المسؤلية تحتم عليه أن لا يتركها؟ ماذا عليه أن يفعل في تلك المعضلة. ؟
عاد للواقع علي صوتها الباكي قائلا :- حبيتها صح ؟
جز علي أسنانه بغضب وهتف بإستمالة :- لا محبتهاش أنا بحبك إنتي.
ويالته ما نطقها إذ إلتف علي إثر سقوط شئ ما لتتسع عينيه عندما رأي جسد حبيبة يفترش الأرض.
سقط الهاتف من يده وتحرك نحوها بسرعة علي قدر إستطاعته ثم جثي علي قدمه الغير مصابة بصعوبة وأخذ يربت علي وجنتيها قائلا بخوف:- حبيبة. ...حبيبة فوقي. .
إلا إنها لا تستجيب فشعر بالعجز لا يستطيع أن يحملها بقدمه المكسورة.
زحف حتي وصل لهاتفه الذي سقط منه ولم ينتبه بتلك التي كانت دموعها تجري علي وجنتيها حينما سمعته يهتف باسم الاخري فأنهت المكالمة بقلب مدمي من الجراح.
أما هو قام بالإتصال علي والده قائلا بخوف :- بابا تعال بسرعة أنا عند ملحق الضيوف بسرعة.
نهض الأخير بقلق يركض للخارج وما إن وصل وجد ابنه يجلس أرضا وابنة أخته الي جواره.
هتف فارس الذي يتآكله القلق :- بابا إلحق حبيبة مش راضية تفوق تعال شيلها.
توجه مراد وساعده علي النهوض قائلا بقلق :- حصل إيه؟
هتف بخوف :- مش عارف أنا كنت بتكلم في التليفون وفجأة حسيت بحاجة بتوقع ورايا ببص لقيتها هي.
حملها ونهض قائلا :- خلاص متقلقش هاخدها جوة أشوفها.
توجه بها للداخل وتبعه هو وما إن رآها البقية
صرخت تسنيم بذعر:- مالها بنتي يا مراد؟
أردف بهدوء:- متقلقيش شوية إغماء بسيطة من اللي حصل النهاردة. أنا هطلعها أوضتها.
هتف معتز بخوف :- وأنا هطلب الدكتور .
وما هي إلا لحظات حتي اتي الطبيب وقام بفحصها ثم هتف بعملية :- أظن قلتلكم قبل ما تمشي بلاش تعرضوها للضغط العصبي.
هتف معتز بقلق :- ليه مالها يا دكتور؟
تنهد بأسف قائلا :- للأسف تعرضت لصدمة عصبية شديدة وأديتها حقنة مهدئة ولو لا قدر الله ما تحسنتش هاخدها عندي المستشفي.
شهقت تسنيم بخوف قائلة :- يعني إيه؟
إقترب منها مراد قائلا :- ما تخافيش يا تسنيم. والحل إيه يا دكتور؟
أردف بعملية :- هستني تحت لحد ما تفوق علشان بعد كدة أعرف أشخص حالتها وأعرف إن كويسة ولا لازمها المستشفى.
هز معتز رأسه بتفهم قائلا :- خلاص اتفضل إنت تحت يا دكتور معايا.
ثم وجه حديثه لتسنيم قائلا :- وانتي خليكي معاها هنا علي ما تفوق.
قال ذلك ثم هبط للأسفل بصحبة الطبيب ومراد بينما مكست لمار وتسنيم وباقي النسوة الي جوارها.
كان يقف بعصبية شديدة وما إن رأي والده وعمه برفقة الطبيب هتف بلهفة :-
طمنوني هي كويسة دلوقتى؟
هتف مراد بهدوء:- الدكتور قال إنها اتعرضت لصدمة عصبية تاني.
شحب وجهه خشية أن تكون قد سمعت حديثه في الهاتف مع هنا.
نظر له والده بشك قائلا :- هو إنت تعرف إيه اللي حصلها؟
هز رأسه بنفي قائلا بإرتباك :- لا لا ما أعرفش.
هتف بعدم تصديق :- ماشي تفوق وهي تقولنا بنفسها.
نظر معتز للبقية قائلا :- معلش يا جماعة كان نفسي تقضوا وقت لطيف عندنا بس زي ما انتوا شايفين.
هتف عمر بضيق :- ما تقولش كدة دي بنتنا بردو.
أردف سليم مؤكدا:- ومش هنمشي إلا لما نطمن عليها.
جلس فارس بضياع وهو يعلم إنه السبب فلا بد وإنها سمعته. قبض علي العصا الطبي بسرعة فهو تسبب في ألمها مرة أخري.
( بقلم زكية محمد )ابتسم بشرود وهو يتذكر شجارها معه وقت الحادث وشكلها حينما تغضب أو تخجل توترها وخجلها الذائد الذي بات يتوق لرؤياه دائما حينما يلقي عليها كلمات الغزل خاصته.
نظر سليم الصغير له بدهشة وسرعان ما مال ناحية أذنه وهتف بخفوت :- مالك إنت كمان هي الصدمة كبيرة لدرجة مخلياك تبتسم كدة.
انتبه له قائلا :- ها بتقول إيه؟
هتف بسخرية:- بقولك أقفل بقك لأحسن يحسبوك فرحان فيها.
عاد إلي طبيعته محمحما بخفوت ثم نظر أمامه.
بالأعلى رمشت بعينيها قبل أن تفتحها تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال فانتبهوا لها واسرعت والدتها ناحيتها قائلة :- براحة يا حبيبتي علي مهلك. حاسة بإيه دلوقتي؟
ودت لو تلقي بنفسها داخل أحضانها وتصرخ وتخبرها بأنها تشعر بآلاف الطعنات في قلبها
ولكنها هتفت بهدوء:- كويسة يا ماما متقلقيش.
سألتها مجددا:- طيب إيه اللي حصلك وخلاكي تقعي؟
أغلقت عينيها بوجع ثم نظرت لوالدتها بإبتسامة باهتة قائلة :- مفيش دخت شوية.
أردفت لمار بقلق :-هروح أجيب الدكتور يفحصك علشان نطمن أكتر.
قالت ذلك ثم هبطت للأسفل.
كانت تنظر أمامها بشرود وقلب مدمي مما سمعت منه من إعتراف وباتت متأكدة إنها تركض في طريق مسدود وعليها العودة منه حتي لا تتألم أكثر من ذلك.
إنتبهت لدلوف الطبيب بصحبة والدها وخالها وزوجته.
إقترب منها والدها وأردف بحنان :-
عاملة إيه يا حبيبتي دلوقتي؟
إبتسمت بخفوت قائلة:- الحمد لله يا بابا كويسة.
هتف بهدوء:- بردو نطمن مش هنخسر حاجة.
قام الطبيب بفحصها وطمئنهم عليها وكتب لها بعض الأدوية وبعد فترة غادر كما غادر البقية بعدما إطمئنوا عليها.
كان فارس يتوق لرؤيتها والاطمئنان عليها فأخبره والده إنها بخير وتحتاج للراحة فبإمكانه رؤيتها غدا.
زفر بضيق وذهب لغرفته وهو يتمني أن يمر الليل سريعا كلمح البصر حتي يطمئن عليها.
أما مراد كان يري ان هناك أمرا وراء فقدها للوعي وعزم علي معرفته من كليهما ولكن ليس الآن.
بعد فترة نهضت بتعب وتحاملت علي نفسها وتوجهت للمرحاض واغتسلت وأرتدت ملابس بيتية مريحة للنوم ثم خرجت وتوجهت تجلس علي المقعد المقابل للمنضدة التي تذاكر عليها .بدأت شهقاتها تعلو شيئا فشئ والتي بذلت عناءا في كبتها أمامهم.
سالت دموعها بغزارة وكم شعرت بالشفقة علي حالها وإذلال كرامتها الي ذلك الحد تحت مسمي الحب.
إبتسمت بمرار فكم من محاولة أجرتها لنسيانه وإخراجها من حساباتها ولكنها بائت بالفشل جميعا فعشقه أصبح ككرات الدم الحمراء والبيضاء التي تسير في عروقها فبات إنهاء حبه كإنهاء حياتها وانتهي الأمر.
أخرجت ذلك الدفتر الذي يشهد علي حبها وعذابها في طريقها الشائك التي تسلكه للوصول إليه، عبراتها التي سقطت فوق كل كلمة تخطها فيه والتي تعبر عن عشقها المكنون له فياليت حبه لها يسطو كما يفعل حبه الذي إستحوذ عليها بالكامل.
مسكت القلم ثم بدأت تخط بعض الكلمات تصف مدي وجعها وهي تقص تفاصيل ذلك اليوم الذي يعد أسوأ أيامها وياليته ما أتي وياليتها ما عاشته. .........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
قبيل ذلك بقليل في فيلا عمر كانت شجن تنظف في المطبخ مع فاطمة فهتفت الأخيرة بتعجب:- متأخذنيش في السؤال يا بنتي هو إنتي إيه اللي مقعدك هنا لحد دلوقتي يعني الوقت إتأخر.
هتفت بتوتر وكذب :- أااا أصل. ....أصل خالتي جات تقعد مع امي وانتي صعبتي عليا يعني تعملي كل الشغل دة لوحدك.
ثم هتفت بمرح كي لا تشك بها :-وبعدين يعني إنتي مش طايقاني للدرجة دي يا خالتي عاوزة تخلصي مني.
هتفت بنفي:- ابدا يا بنتي بس كل الحكاية إني خايفة عليكي. علي العموم تنوريني النهاردة بدل ما بنام لوحدي.
هتفت بإرتباك :- ايوة ايوة يا خالتي إن شاء الله بس نخلص شغل البيت الأول.
صمتت قليلا ثم هتفت بتوتر وهي تتناول المنظفات قائلة:- أنا هروح انضف في الدور التاني.
قالت ذلك ثم تخطتها وصعدت للأعلى بخطي مرتبكة مما هي مقدمة علي فعله.
وصلت أمام باب غرفته وقد تعرق جبينها من فرط التوتر والخوف وقدماها أصبحت كالهلام خوفا. (بقلم زكية محمد )شجعت نفسها بكلمات قائلة :- يلا يا شجن ادخلي ودوري علي المسدس وخديه واهربي.
قالت ذلك ثم فتحت الباب ودلفت ووقفت بمنتصف الغرفة حائرة من أين تبدأ.
أستقر بصرها على الكمود فاسرعت ناحيته وبحثت من هنا وهناك ولكن دون جدوى ثم توجهت لأدراج طاولة الزينة الخاصة به ولكنها أيضا لم تجده فأمتلكها اليأس فهتفت بتشجيع :- يلا يا شجن خلصي علشان أمك.
توجهت تبحث في خزينة ملابسه وأخذت تبحث بجنون غافلة عن ذلك الذي يقف عند الباب والذي بلحظة قام بإلقاء المسدس الخاص بعمله ناحيتها حتي وصل لأقدامها وهتف بجمود :-
أهو اللي بتدوري عليه متتعبيش نفسك. .......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
البارت خلص أشوفكم علي خير إن شاء الله
هستني توقعاتكم للفصل اللي جاي
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل العاشر ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الحادي عشر أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .