نقدم اليوم احداث رواية عشق لم يسطو بعد الفصل 26 من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل السادس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
شعرت وكأنما تم سحبها من ذلك البئر العميق الذي كادت أن تغرق فيه فهتفت بفرح ولهفة :-
حبيبة بنتي، إزيك يا ضنايا ؟ كدة برضو يا حبيبة تعملي فينا كدة؟ إنتي فين؟ إتكلمي عاوزة اسمع صوتك.
هتفت بدموع:- وحشتيني يا ماما أوي.
هتفت بلوم وعتاب:- لو كنت وحشتك فعلا مكنتيش عملتي اللي عملتيه دة .
هتفت ببكاء:- انا آسفة يا ماما غصب عني مقدرتش أتحمل خيانته ليا اكتر من كدة.
هتفت بدموع:- ومقولتيش ليا ولا لباباكي ليه؟ مش هنقدر ناخد حقك ولا هنقدر نحميكي يعني؟
هتفت بندم:- سامحيني يا ماما انا آسفة.
هتفت بدموع :- طيب إنتي فين يا حبيبتي قولي ومتوجعيش قلبي أكتر من كدة.
هتفت بدموع :- ماما أنا كويسة صدقيني بس أنا مش عاوزة أرجع مش عاوزة أشوفه.
هتفت ببكاء:- بس هو بحاجتك يا حبيبة فارس مش كويس خالص.
سقط قلبها أرضا وأعلن تمرده وعصيانه عليها فهتفت بخوف :- ليه ماله يا ماما؟ فارس جراله إيه؟
هتفت بدموع :- فارس في المستشفي من يوم ما مشيتي يا حبيبة وكمان هو مظلوم وانتي مشيتي من غير ما تعرفي الحقيقة.
شعرت بدوار شديد أصابها وهتفت بخفوت:-
تقصدي إيه بكلامك دة يا ماما؟
أخذت نفسا طويلا ثم بدأت تقص لها ما حدث منذ أن غادرت وهي تسمع لحديثها بصدمة وذهول ودموع متساقطة.
بعد أن إنتهت هتفت والدتها بوجع:- ارجعي يا حبيبة هو مبيبطلش يسأل عنك أبدا تعالي خليكي جنبه وساعديه يقف علي رجله تاني.
هتفت ببكاء :- حاضر يا ماما حاضر طيب هو أخباره إيه دلوقتي؟
هتفت بأسي :- مش كويس خالص يا بيبة إرجعي وخليكي جنبه.
هتفت بحذر وخوف :- بس. ...بس بابا أااا. .....
تفهمت ما تريد قوله فهتفت :- متقلقيش هو كمان هيموت ويلاقيكي ارجعيلنا إرجعي لبيتك يا حبيبتي.
هزت رأسها قائلة ببكاء:- حاضر يا ماما هرجع بس متقوليش لحد ما أرجع . مع السلامة.
هتفت بحنان :- مع السلامة يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك.
أنهت معها المكالمة ثم وضعت الهاتف مكانه وأنفجرت في بكاء مرير (بقلم زكية محمد )علي حالته التي وصفتها لها والدتها عنه وعن سوء فهمها للموضوع فلو تأخرت قليلا لفهمت كل شئ وما إضطرت للهرب.
دلفن زينب وهدي علي صوت بكائها وجلسن إلي جوارها فهتفت زينب بقلق وهي تمسد علي ظهرها بحنان :- بسم الله الرحمن الرحيم. مالك يا بنتي ما كنتي كويسة من شوية حصل إيه؟
هتفت بصوت متحشرج من البكاء :- ظلمته يا طنط هو مخانيش زي ما كنت فاكرة وطلع ملعوب منها لله اللي كانت السبب.
هتفت بهدوء:- طيب بس خلاص إهدي علشان اللي في بطنك دة.
هتفت ببكاء:- أنا عاوزة أروحله يا طنط.
هتفت بإستنكار :- دلوقتي! ومحمد اصلا مش قاعد. الصبح ليه عنين.
هتفت بإصرار وهي تهز رأسها بنفي:- لا يا طنط أرجوكي انا عاوزة أمشي.
هتفت بحدة اخافتها :- قولتك مينفعش مين هيوصلك في الليل دة متنسيش إنك في منطقة شعبية وإحنا دلوقتي ممعناش راجل.
إيه مبتتعلميش؟
تراجعت للخلف بخوف منها ولهيئتها التي تراها لأول مرة بينما تدخلت هدي قائلة بهدوء:- خلاص يا أما خوفتي البت. انا هتصرف.
هتفت بضيق :- يشهد ربنا إني خايفة عليها زي بنتي واللي مش هرضاه ليكي عمره ما هرضاه ليها. بس دماغها اللي مش فيها دي يا ريت تتعلم من اللي بيحصلها .
قالت ذلك ثم غادرت الغرفة سريعا بينما تنهدت هدي بعمق وجلست إلي جوارها قائلة بهدوء:- خلاص يا بيبة فكيها أمي متقصدش هي بس خايفة عليكي.
هتفت بخفوت :- لا انا خلاص مش زعلانة بس هي اللي زعلت مني دلوقتي.
هتفت بمرح :- طيب إيه رأيك نروح نصالحها؟
هتفت بسرعة :- ماشي يلا بينا.
هتفت بمرح :- بس بقولك إيه لو شبشبها جه فيكي أنا مش مسؤولة.
هتفت بصدمة:- هي هتضربني خلاص مش هروح.
ضحكت بصوت عال قائلة :- إنتي بجد محصلتيش يلا يا حبيبتي يلا متخافيش مش هتضربك.
هزت رأسها بتردد ثم غادرت الغرفة معها متجهين لغرفتها. طرقن الباب ثم دلفن فوجدوها تجلس علي الأريكة بهدوء وهي شاردة.
أشارت هدي لها بالتقدم والتحدث فتقدمت منها بخطي بطيئة إلي أن وقفت أمامها وهتفت بخفوت:- أنا آسفة يا طنط متزعليش مني هسمع كلامك.
نظرت لها بهدوء ثم ربتت علي موضع الجلوس بجانبها قائلة :- تعالي إقعدي.
أذعنت لطلبها وجلست بهدوء فهتفت الأخري بهدوء:- شوفي يا بنتي نصيحة من ست غلبانة ليكي. انا لاحظت من وقت ما جيتي إنك كتاب مفتوح يعني سهل أي حد يعرف عنك كل حاجة زي ما سهل إنه يوقعك في مشاكل ملهاش حصر. حاولي تبيني قوتك وبالذات مع الغريب ومتأمنيش سرك لأي حد والسلام زي ما عملتي معايا انا اه مستغلتكيش بس غيري هيعمل كدة. وتاني حاجة اتصرفي بعقل شوية عن كدة يعني بصراحة مش تصرفات واحدة عاقلة من أول ما تواجهها مشكلة تنسحب وتهرب منها بدل ما تقف في وشها.
تقلصت ملامحها بضيق من وصفها إياها علي الرغم من إنها محقة تمام الحق فيما تقول بينما أكملت زينب قائلة :-
وأهم حاجة بقي خليكي تقيلة كدة ومتخسريش كرامتك قصاد حبك متعمليش أي حاجة تخليكي تخسريها.
هزت رأسها بحزن قائلة:- حاضر يا طنط.
ربتت علي كتفها قائلة بحنو :- يحضرلك الخير يا حبيبتي. ربنا يعلم دخلتي في قلوبنا وحبناكي قد إيه من وقت ما جيتي.
هتفت بإبتسامة:- وأنا كمان يا طنط بحبكم أوي وهبقي أجي ازوركم كتير.
هتفت بهدوء:- ربنا يسهل يا بنتي. يلا بقي قومي ريحي علشان مشوار بكرة.
أومأت لها بهدوء ثم نهضت وهتفت :- تصبحي علي خير.
هتفت بإبتسامة :- وأنتي من أهل الخير يا حبيبتي.
هتفت هدي بمرح :- ايوة. ..أيوة خدي الحب كله لوحدك يا ست بيبة وانا قلقاسة أهي أهي.
هتفت زينب بغيظ:- هتمشي ولا أقلعلك الشبشب.
فرت من أمامها وهي تقول :- تصبحي علي خير يا زينبو.
ضحكت حبيبة بخفوت ثم لحقت بها بينما إبتسمت هي عليهن وتمددت علي الفراش إستعدادا للنوم .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
صبيحة اليوم التالي كان يقف أمام الطبيب يستعلم عن حالته فأخبره بإن المريض إستيقظ إثر الغيبوبة التي كان يمكث بها. وبإمكانه التحقيق معه .
أومأ له بخفوت ثم دلف للداخل وغلق الباب بعنف ثم توجه واقفا أمامه بغضب مكتوم ثم أخذ يتطلع إليه بتهكم قائلا :-
حمدا لله على السلامة. أخيرا فوقت!
نظر له بتوتر وخوف ، فجلب الأخير مقعد ووضعه بالقرب من فراشه ثم جلس عليه واضعا ساق فوق أختها ثم نظر له هاتفا بهدوء مميت :- ها إتكلم سامعك.
هتف بتلعثم :- أااا أتكلم اقول إيه؟
صاح بعنف :- إنت هتستعبط يا روح أمك. مين اللي عمل فيك كدة؟
هتف بتوتر:- شششجن يا باشا.
هتف بثبات:- ليه؟ إيه الدافع من إنها تعمل كدة؟
تلجلج في الحديث قائلا بكذب:- أااا ....طمعت في الفلوس وكانت عاوزة تاخدها لوحدها.
حك مؤخرة رأسه بهدوء ثم فجأة وضع أصابعه علي جرح بطنه يضغط عليه بقوة فصرخ الأخير بألم فهتف هو بتشفي:-
إتعدل معايا بدل ما اعدلك. أنطق أتكلم وقول الحقيقة. (بقلم زكية محمد )
هتف بوجع :- حاضر حاضر بس شيل إيدك يا باشا.
ضغط أكثر قائلا بقسوة:- والله إنت في إيدك تنقذ نفسك .....ها سامعك.
هتف بألم :- أخوها. ....أخوها يا باشا السبب هو اللي خطط لكل دة.
هتف بغضب :- عمل إيه؟
هتف بخفوت ووجع:- هو. .قالنا نخطف شجن وأمها واجيبها الشقة عندي وتكلم البنت تقولها تيجي وبعدين تتصل. ...تتصل بيك تقولك روح لاختك علشان تكسرك وتبعدوا عنها وتترمي في الشارع.
طالعه بصدمة وذهول قائلا :- يا شوية حيوانات. وعملتوا إيه تاني؟
هتف بإعياء:- هددناها بأمها يا إما تنفذ يا إما نموتها.
ضغط بقوة أكبر حتي نزف جرحه قائلا بغضب:- واللي كانوا في الشقة اللي راحتلها اختي الاقيهم فين؟
هتف بسرعة وهو يصرخ ألما :- في *******
هتف بغضب :- عملت ايه خلتها تحاول تقتلك ؟عملت إيه؟
هتف بوجع :- كككنت .....كنت عاوز اعمل فيها إيه ما كان هيتعمل في أختك أااه. ..
لكمه بعنف قائلا :-يا قذر يا زبالة.
هتف بخوف :- هي اللي قالت اعمل فيها كدة مرات أبوها.
كان كالمرجل يغلي بداخله وهو يسمع لتلك الحقائق التي ذادته غضبا فهتف بوعيد :-
إنت عارف لو مكنتش محتاج لأقوالك اللي هتبرأها كنت دفنتك حي يا حقير يا زبالة.
قال ذلك ثم دفشه بقوة حتي كاد أن يقع أرضا ولكنه تماسك وأخذ يعض علي شفتيه من الألم، بينما إعتصر عينيه بغضب ثم صاح بصوت عال :- مصطفى.
دلف مصطفى وهو ضابط آخر يعمل معه فهتف بهدوء مغاير:- مصطفى خليك فوق رأس الحيوان دة انا مش هآمن لحد هنا غيرك وهيبقي أمانة في رقبتك لحد ما أرجع.
هتف بهدوء:- أطمن متقلقش.
أومأ له بهدوء ثم رحل مسرعا وقفذ في سيارته مسرعا إلي وجهته وهو بات متأكدا من شكوكه بإنها لم تفعل ذلك بمحض إرادتها وإنما استخدموا والدتها كالعادة لتهديدها بها.
فقد ذهب للمشفي التي تتلقي فيها آيه العلاج وسأل الطبيب عن مدي تقدم حالتها فأخبره إن هناك تحسن تدريجي وانه عندما عاد ليخبرها بهذا الخبر لم يجدها هي ووالدتها وتعجب من رحيلها المفاجيء واخبره أيضا بوجود رجلين اتيا وقالوا إنهم من أقاربها كل هذا جعله يشك ويبحث خلف ملابسات الموضوع.
وها قد توصل لبرائتها وكم ألمه قلبه وهي تعاني بمفردها كل ذلك دون أن تتلقي مساعدة من أحد. وأن ما فعلته كان فقط بالرغم عنها فأي شقيق ستنتقم له وهو تقريبا يقوم بتعذيبها وحادثة السجن التي مرت بها خير دليل على ذلك.
وصل لقسم الشرطة وترجل من السيارة بسرعة ثم دلف بخطي مسرعة وصولا الي مكتبه ثم طلب من الشاويش أن يأتي له بها من غرفة الحبس المتواجدة بها مع باقي النسوة وتسائل ماذا كانت تفعل فترة حبسها مع الظلام.
بعد فترة وجيزة طرق الشاويش الباب ودلف وهي معه . أومأ له بالإنصراف فرحل مغلقا الباب خلفه.
تنهد بعمق ورفع بصره بحذر ناحيتها. كانت هيئتها مشعسة وملابسها متسخة كحالها ووجهها شاحب والإعياء ظاهرا عليها.
تنحنح وهتف بهدوء:- إقعدي يا شجن.
إمتثلت لأمره فهو انقذها فهي بالكاد تستطيع ان تقف .جلست بهدوء وهي غير قادرة على رفع بصرها ناحيته وكيف تفعل ذلك وهي كادت ان تودي بحياته وحياة شقيقته. إلتمعت الدموع في عينيها سريعا لطالما كرهت أن تظهر ضعفها للآخرين ولكنها لم تعد قادرة على الصمود أكثر من ذلك.
هتف بهدوء:- إزيك عاملة إيه؟
إتسعت عينيها ذهولا وفرغت فاهها بصدمة فلو أحد غيره لقتلها في الحال. إبتسم بهدوء علي حالتها فقال :- روحتي فين أنا بكلمك.
هتفت بخفوت :- أااا معاك أهو.
هتف بهدوء:- طيب مبتتكلميش ليه؟ ها مستعدة للتحقيق انا عاوز أخد أقوالك ومش عاوزك تسيبي ثغرة كل حاجة هتقوليها مهمة.
رفعت عيناها الممتلئة بالدموع قائلة بخفوت:- وهتصدقني؟
أومأ بهدوء قائلا :- أيوة هصدقك يلا نبتدي.
أومأت له بهدوء ثم استدعي احد زملائه ولم يكن سوي طارق وفتح المحضر وبدأ يسألها وهي تجيب حتي انتهي التحقيق فهتفت ببكاء وخوف :-
والله غصب عني صدقني. أرجوك خرجني من هنا مش عاوزة أروح الحبس تاني.
شعر بغصة قوية في قلبه عندما فهم سبب كرهها للحبس ولكل ما هو ظلام فهتف بهدوء:- متقلقيش النهاردة هتروحي بإذن الله. دلوقتي هبعت أجيب للمتهمة زينب اللي هي مرات ابوكي وهناخد أقوالها. متقلقيش دة آخر يوم هيكون ليكي هنا ثقي فيا.
هزت رأسها بإبتسامة ممتنة قائلة :- شكرآ لحضرتك يا حضرة الظابط دة جميل عمري ما هنساه.
تعجب هو من لهجتها الرسمية في الحديث ولكنه أجل معرفة سبب ذلك لوقت لاحق فهو الآن يسابق الزمن في سبيل إثبات برائتها.
بعد دقائق كانت قد عادت لمكانها وأتي بزوجة أبيها التي ود لو يخنقها وكانت تنكر كل الإدانات المنسوبة إليها في حين أن المدعو زلطة أعترف بكل شئ(بقلم زكية محمد ) ثم أخذ أقوالها وتوجه للمشفي لأخذ أقواله هو الآخر مجددا و بشكل قانوني .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وصلت سيارة الأجرة أمام المشفي وتوقفت فهتفت زينب بحنو:- حمدا لله على سلامتك يلا انزلي روحي شوفي جوزك.
هتفت بإبتسامة :- حاضر يا طنط. طيب تعالو انزلوا معايا.
هتفت زينب بهدوء:- مرة تانية إن شاء الله لما يشرف ولي العهد.
إحتضنتها بحب قائلة:- شكرا يا طنط إنتي بجد طيبة أوي ومش هنسي أبدا اللي عملتوه علشاني.
ثم إحتضنت هدي قائلة :- هتوحشيني هبقي اكلمك لما يكون معايا تليفون.
هتفت بحزن:- هتوحشينا والله يا بيبة متقطعيش بينا.
هتفت بود:- لا ان شاء الله هبقي اجي ازوركم وكمان هنتكلم ومش هنبطل رغي أبدا. يلا أشوف وشكم بخير.
بعد أن ودعتهم توجهت للمشفي بخطي مرتجفة من لقائه ولقائهم. إرتجف قلبها خوفا خشية أن يعاقبها والدها ويقوم بضربها مجددا فهتفت بخزي :- تستاهلي حد قالك اهربي.
ذهبت للإستعلام واستعلمت عن مكان تواجده وما إن أخبرتها إتجهت للأعلي مستخدمة المصعد ومشاعر جمة تختلطها.
وصلت للطابق المتواجد به ثم أخذت تتطلع لأرقام الغرف حتي ابصرتها عيناها فوقفت أمامها ودقات قلبها تعلو بصخب ودموعها نزلت رغما عنها وتساءلت كيف هو الآن؟
انتفضت علي إثر صوت الممرضة خلفها يقول:- أيوة حضرتك عاوزة مين؟
إستدارت لها فهتفت بإبتسامة :- الدكتورة حبيبة إيه الغيبة الطويلة دي؟
هتفت بإبتسامة باهتة :- أبدا كنت تعبانة شوية. انا كنت عاوزة أشوف الدكتور فارس.
هتفت بهدوء:- انا آسفة حضرتك مش هينفع لازم تاخدي إذن من الدكتور المشرف علي حالته.
هتفت بتفهم:- طيب ألاقيه فين؟ والدكتور مين؟
هتفت بهدوء:- الدكتور رؤوف هتلاقي في آخر الدور.
أومأت بهدوء ثم توجهت لمكتبه وطرقت الباب فسمح لها بالدلوف فدلفت بهدوء وما إن رآها هتف بدهشة :- حبيبة! إزيك يا بنتي تعالي إتفضلي.
تقدمت منه وجلست قبالته قائلة :- الحمد لله يا انكل. عاوزة أشوف فارس.
هز رأسه بتفهم قائلا :- ماشي تمام قومي معايا أهلك زمانهم علي وصول لهنا دول هيفرحوا أوي لما يشوفوكي.
إبتسمت بخفوت بينما داخلها إهتز خوفا من المواجهة. توجها سويا لغرفته وقام هو بفتحها بالمفتاح الخاص بالغرفة ثم دلف بينما إلتصقت قدميها عند حافة الباب.
نظر لها وحثها علي الدلوف قائلا بمرح:- وقفتي ليه يا حبيبة تعالي متخافيش مش هتلاقي هالك Hulk دة فارس زي ما هو متحولش.
أصابها الحرج فهي غير قادرة علي رؤيته غير معافي فتخشي أن تنهار إن رأته. حسمت أمرها ودلفت ورفعت عيناها نحو الفراش بحذر وما إن رأته ممددا عليه نائما شهقت بصوت عال وتجمعت عبراتها سريعا وبدأت في السقوط واحدة تلو الأخرى.
تأملت هيئته المزرية بحزن شديد طغي عليها لقد نحف سريعا في تلك المدة القصيرة وجهه أصبح شاحبا وتلك الهالات السوداء التي أحاطت عينيه المغلقة.
هتف الطبيب بهدوء:- اهدي يا حبيبة هو نايم دلوقتي من أثر العلاج اللي بياخده لازم نبقي جنبه لحد ما يرجع الدكتور فارس تاني. انا هستني برة لحد ما يجوا الجماعة.
قال ذلك ثم إنصرف بهدوء وظل بالخارج تحسبا لإستيقاظه وصدور أي رد فعل منه.
بينما هي توجهت هي ناحيته وجلست علي طرف الفراش قبالته ثم وضعت كف يدها المرتعش علي وجهه الشاحب قائلة بدموع وشوق :- فارس ....حبيبي أصحي فتح عنيك وطمني.
فوق بقي انا مش متعودة عليك كدة قوم .
مالت عليه وقبلته بعمق في وجنته ثم وضعت رأسها علي صدره وأغلقت عينيها وأخذت نفس طويل تستنشق رائحته التي أشتاقتها حد الجنون ثم أحتضنته بزراعيها قائلة ببكاء :- فارس اصحي انا جيت أهو مش إنت بتسأل عليا أديني جيت أهو. عارف في مفاجأة حلوة هقولك عليها بس فوق الأول .
رمش بجفنيه ما إن إستنشق أنفه رائحتها وفتح عينيه بوهن فشعر بثقل علي صدره فنظر إليه وجدها هي فإتسعت عينيه ذهولا أهي حقا أم انه يتخيلها؟
رفع كف يده بإعياء ثم وضعه برفق علي رأسها قائلا بوهن:- بيبة.
إتسعت عينيها بصدمة عندما سمعت اسمها ينطق من بين شفتيه. رفعت وجهها الباكي بحذر وما إن رأته يبتسم لها بخفوت إحتضنته
بقوة هاتفة بسعادة:- فارس إنت فوقت.
لف زراعيه حول خصرها مشددا عليه هاتفا بحرارة :- وحشتيني.
رفعت وجهها ،الذي كانت تدفنه في ثنايا عنقه،وهتفت بإبتسامة واسعة :- وانت كمان وحشتني أوي.
هتف بعتاب:- ومجتيش ليه طول المدة اللي فاتت دي؟ أنا كنت بسأل عنك ومحدش كان بيرد عليا.
هتفت بتلعثم:- كككنت. ..كنت تعبانة شوية.
هتف بحب وهو يسير بأصابعه علي وجنتها المتوهجة:- سلامتك يا قلبي من كل تعب.
ثم أكمل بخبث :- بيبة .
همهمت بهدوء وهي مأخوذة بسحر اللحظة:-
إمممممم. ...
هتف بمكر :- عاوز فراولة.
نظرت له بصدمة فهو في أسوأ حالاته لا يكف عن وقاحته حاولت أن تبتعد عنه إلا إنه أحكم قبضته علي خصرها فهتفت بخجل محبب لديه :- أااا. ..فارس. ..عيب انكل رؤوف برة.
هتف بخفوت وعدم إكتراث :- مليش دعوة بحد أنا هقطف المحصول يعني هقطفه.
وبلحظة كان يقطفه بتمهل وحب وإشتياق شديد، وبعد فترة إبتعد عنها مرغما ونظر لوجهها الذي أصطبغ باللون الأحمر المحبب لديه فلم يستطع التماسك فجذبها مجددا وأكمل قطفه للمحصول خاصته.
كان مراد قد أتي لزيارة ابنه برفقة لمار وتسنيم ومعتز. ووجدوا رؤوف بالخارج فتقدم مراد ملقيا عليه التحية ثم هتف بهدوء:- قاعد برة ليه يا رؤوف هو فارس حصله حاجة؟
هز رأسه بنفي قائلا بإبتسامة:- لا متقلقش لما تدخلوا هتعرفوا.
تعجبوا من كلماته ثم دلفوا ليروا ما بالداخل بفضول . وبمجرد أن دلفوا فرغوا أفواههم بصدمة مما رأوا من ظلوا يبحثون عنها طيلة هذه المدة ماثلة أمامهم، واصابهم الحرج مما يفعلانه.
حمحم مراد عاليا لكي يفيق ذلك السكير من سكرته فهما مغيبان عن الواقع. توقف فجأة ونظر أمامه فوجدهم عائلته فبعثر خصلات شعره بحرج ونظر أرضا.
بينما بقيت هي متجمدة كالتمثال فهي في موقف تحسد عليه وكم ودت لو تنشق الأرض وتبتلعها من شدة خجلها فهي غير قادرة علي أن تستدير لمواجهتهم بينما نظرت لفارس بغضب وغيظ شديدين فهو المتسبب في هذه الورطة.
تقدمت تسنيم بسرعة واحتضنتها بقوة قائلة بفرح :- حبيبة بنتي حبيبتي. ..
بادلتها العناق قائلة بخجل وحب:- وحشتيني يا ماما. أنا آسفة متزعليش مني.
نظرت إلي وجهها قائلة :- الحمد لله أنك رجعتي أنا مش مصدقة نفسي . ولو إني زعلانة منك بس أهم حاجة سلامتك
تقدمت لمار واحتضنتها هي الأخري وفعلت المثل مع خالها الذي رحب بها بشدة.
كان يقف والغضب مرسوم علي قسمات وجهه وهو يطالعها بغيظ شديد. وقفت هي علي بعد خطوات منه ودقات قلبها في تزايد مستمر.
تقدم هو منها بخطوات سريعة بينما هي وضعت يديها علي وجهها متخذة وضع الحماية حتي لا يضربها.
علي الرغم من إنه ألمه خوفها منه لكنه هتف بغضب وهو يشير لفارس:- مش دة اللي هربتي منه؟و مش دة اللي نفسه كنتي هيمانة معاه من شوية؟ ها ما تردي.
أخذ جسدها يهتز دلالة علي بكائها المكتوم بينما أخذ فارس يطالعهم بصدمة وقد فهم الآن سبب عدم مجيئها له ولكن بقي السبب مجهول بالنسبة له.
إقترب مراد منها وحاوطها برفق قائلا بهدوء:- معتز إهدي وأنا هفهمها غلطها بهدوء .
صرخ بعنف :- تفهمها إيه؟ هو دي فيها مخ زي البني آدمين علشان تفهم. الهانم مش مستوعبة المشكلة. عادي جدا بالنسبة لها تهرب وقت ما تحب وتيجي وقت ما تحب والباقي طظ مش كدة؟
هتفت ببكاء :- أنا آسفة يا بابا اتسرعت ومش هعمل كدة تاني.
هتف بتهكم:- أفلح إن صدق. وانتي امتي مكنتيش متسرعة ومتهورة ها؟ امتي هتعقلي وتتصرفي زي البني آدمين؟
هتف مراد بهدوء وهو يمسد علي ظهرها بحنو:- خلاص يا معتز الله. بدل ما تقول الحمد لله إنها رجعت عمال تقطم فيها!
هتف بإنزعاج:- ما أنا لازم أعرفها غلطها علشان لو اتكرر مش هيحصل كويس.
هتف بمرح وهو يدفع حبيبة برفق تجاهه :-
ماشي يا سيدي خد بنتك في حضنك بقي اللي خايفة منك دي.
إحتضنها بغيظ قائلا :- تعالي تعالي يا بنت الكلب يا اللي هتجلطيني قريب.
إحتضنت والدها قائلة بدموع :- بعد الشر عنك يا بابا. أنا آسفة خلاص سامحني.
هتف فارس بخفوت :- ممكن أفهم إيه اللي بيحصل دة؟ وإزاي تخبوا عني حاجة زي كدة؟
هتف مراد بهدوء:- محبناش نقلقك إنت في إيه ولا في إيه؟
هتف بغيظ وهو يطالعها:- ماشي. ...ماشي يا أم عقل بطاطس هشوف شغلي معاكي بعدين.
إرتجفت علي إثر تهديده الواضح فتمسكت بوالدها أكثر فهتف معتز بغيظ عندما شعر برجفتها :- طيب ابقي قربلها يا ابن مراد وشوف هعمل فيك إيه؟
أردف مراد بضحك :- ورجعت ريمة لعادتها القديمة. خلاص نبقي نشوف الموضوع دة بعدين.
ضحك الجميع عليهم وتبادلوا الحديث معا في جو أسري أليف وبعد فترة إنتهى موعد زيارته فهتف فارس بخفوت :- احم حبيبة استني شوية.
إمتثلت لطلبه وهي ترتعد خشية معاقبته لها بينما إنصرف الجميع بتفهم وانتظروها بالخارج.
هتف بغيظ:- قربي تعالي هنا.
هتفت بتلعثم:- أااااا. .....لا كويس كدة.
هتف بحدة خفيفة :- بقولك تعالي بدل ما اقوملك.
زمت شفتيها بتذمر وتقدمت بحذر منه فوقفت علي بعد خطوات منه فإعتدل قليلا وقام بجذبها بعنف فسقطت فوقه فهتفت بخوف :- حاسب ابني.
نظر لها بدهشة هاتفا بتعجب:- ابنك!
أومأت بإبتسامة قائلة :- أصل. .أصل انا حامل في إسبوعين .
هتف بغيظ :- وسيادتك كنتي ناوية تقولي إمتي يا أم عقل بطاطس.
هتفت ببكاء وحدة:- أنا مش عقل بطاطس متقوليش كدة تاني يعني عاوزني أشوفك مع واحدة تانية واسكت وأقولك برافو انا مشيت بسببك إنت. ...إنت اللي خلتني أحس إنك مبتحبنيش علشان كدة مشيت انا اتوجعت أوي لما شفتك معاها.
ثم أضافت بغيظ للثأر منه :- ما إنت كمان عقل بطاطس لما سمحت لعيلة تضحك عليك.
صاح بغضب :- بس اسكتي.
هتفت بعند:- لا مش هسكت إشمعني انا عاملين تقطموا في فروتي من وقت ما جيت وانت طبعا محدش لام عليك.
هتف بغيظ:- هبل إيه اللي بتقوليه دة؟ يعني معاليكي شايفة أنك مغلطيش لما مشيتي وسيبتيهم يدوروا عليكي ها؟ عذر أقبح من ذنب.
هتفت بغضب وهي تحاول الإبتعاد عنه :-
طيب إبعد بقي خليني أقوم.
هتف بتلاعب :- تقومي تروحي فين دا إنتي هتتحبسي معايا إنفرادي النهاردة.
هتفت برفض :- لا لا انا همشي إنت وحش وزعقتلي أنا زعلانة منك.
أردف بخبث :- زعلانة! تؤ تؤ لا دي عيبة في حقي أنا لازم أصالحك حالا.
قال ذلك ثم اخرسها بطريقته حينما قاف بقطف المحصول الخاص به، أما هي كانت تضربه علي صدره كي يتركها ولكنه أبي ذلك.
بعد وقت إبتعد عنها قائلا بخبث :- ها لسة زعلانة ولا أصالحك تاني.
هتفت بتذمر :- يا قليل الأدب إبعد.
هتف بحب وهو يسير بيده علي بطنها التي إرتجفت من فعلته :- خلي بالك من ابني لحد ما أرجعلكم.
هتفت بإبتسامة وهي تومأ له :- حاضر وانت كمان خلي بالك من نفسك وخف بسرعة.
قاطعهم طرقات مراد الذي هتف بحنق :- ما تخلص يا عم روميو عاوزين نمشي علشان تتابع علاجك.
هتف بغيظ:- حاضر يا والدي حاضر.
نهضت بحذر وهتفت بهدوء:- سلام يا فارس هبقي اجي أشوفك بكرة بإذن الله.
غمز لها بعبث قائلا :- طيب ما تجيبي حتة فراولة قبل ما تمشي تصبيرة لبكرة.
هتفت بغيظ :- سلام يا فارس ربنا يهديك.
قالت ذلك ثم فتحت الباب ثم فجأة إستدارت له وأتتها تلك الفكرة الحمقاء فتوجهت ناحيته وقبلته في وجنته (بقلم زكية محمد )وبسرعة إبتعدت قائلة بسرعة وهي تفتح الباب لتغادر :- بحبك.
قالتها ثم أغلقت الباب ثم زفرت بعمق وهي تعض علي شفتيها خجلا فهتف معتز بغيظ:- يلا يا اختي يلا.
إعتدلت واقفة بعد أن كانت تستند بجسدها علي الباب بحرج ثم تبعتهم بهدوء ووجها مشرق بسعادة .
بينما هتف هو بعد ذهابها بحب وهو يتحسس مكان قبلتها:- وأنا بعشقك يا مجنونة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ليلا توقف بسيارته بداخل الفيلا ثم نظر لها هاتفا بهدوء:- حمدا لله على سلامتك ومبروك البراءة.
هزت رأسها ببسمة باهتة وهتفت :- ممكن تروح تجيب ماما من جوة علشان نمشي.
هتف بتعجب:- تمشوا فين؟
هتفت بهدوء:- نمشي نروح أي حتة لحد الصبح وبعدين نرجع إسكندرية ومعلش تقلنا عليكم وتعبناكم معانا.
هتف بغيظ:- تمشي تروحي فين؟ شجن إتقي شري وانزلي قدامي.
هتفت بخفوت:- يا حضرة الظابط مينفعش كدة.
هتف بضيق :- إيه حضرة الظابط اللي طالعالي فيها من الصبح دي؟
هتفت بهدوء:- انا مغلطتش مش إنت ظابط ولا متهيألي؟
عض علي شفتيه بغيظ ثم نزل من السيارة وتوجه للجانب الآخر ثم فتح الباب وجزبها عنوة قائلا بغضب مكتوم :- طالما مش هتيجي بالذوق يبقي بالعافية.
قال ذلك ثم توجه للداخل بخطي مسرعة بينما أخذت هي تحاول الفكاك منه.
دلف للداخل بها حيث كان يجتمع البقية برفقة آية اللذين ما إن رأوهم نظروا لهم بصدمة وذهول. ........
شعرت وكأنما تم سحبها من ذلك البئر العميق الذي كادت أن تغرق فيه فهتفت بفرح ولهفة :-
حبيبة بنتي، إزيك يا ضنايا ؟ كدة برضو يا حبيبة تعملي فينا كدة؟ إنتي فين؟ إتكلمي عاوزة اسمع صوتك.
هتفت بدموع:- وحشتيني يا ماما أوي.
هتفت بلوم وعتاب:- لو كنت وحشتك فعلا مكنتيش عملتي اللي عملتيه دة .
هتفت ببكاء:- انا آسفة يا ماما غصب عني مقدرتش أتحمل خيانته ليا اكتر من كدة.
هتفت بدموع:- ومقولتيش ليا ولا لباباكي ليه؟ مش هنقدر ناخد حقك ولا هنقدر نحميكي يعني؟
هتفت بندم:- سامحيني يا ماما انا آسفة.
هتفت بدموع :- طيب إنتي فين يا حبيبتي قولي ومتوجعيش قلبي أكتر من كدة.
هتفت بدموع :- ماما أنا كويسة صدقيني بس أنا مش عاوزة أرجع مش عاوزة أشوفه.
هتفت ببكاء:- بس هو بحاجتك يا حبيبة فارس مش كويس خالص.
سقط قلبها أرضا وأعلن تمرده وعصيانه عليها فهتفت بخوف :- ليه ماله يا ماما؟ فارس جراله إيه؟
هتفت بدموع :- فارس في المستشفي من يوم ما مشيتي يا حبيبة وكمان هو مظلوم وانتي مشيتي من غير ما تعرفي الحقيقة.
شعرت بدوار شديد أصابها وهتفت بخفوت:-
تقصدي إيه بكلامك دة يا ماما؟
أخذت نفسا طويلا ثم بدأت تقص لها ما حدث منذ أن غادرت وهي تسمع لحديثها بصدمة وذهول ودموع متساقطة.
بعد أن إنتهت هتفت والدتها بوجع:- ارجعي يا حبيبة هو مبيبطلش يسأل عنك أبدا تعالي خليكي جنبه وساعديه يقف علي رجله تاني.
هتفت ببكاء :- حاضر يا ماما حاضر طيب هو أخباره إيه دلوقتي؟
هتفت بأسي :- مش كويس خالص يا بيبة إرجعي وخليكي جنبه.
هتفت بحذر وخوف :- بس. ...بس بابا أااا. .....
تفهمت ما تريد قوله فهتفت :- متقلقيش هو كمان هيموت ويلاقيكي ارجعيلنا إرجعي لبيتك يا حبيبتي.
هزت رأسها قائلة ببكاء:- حاضر يا ماما هرجع بس متقوليش لحد ما أرجع . مع السلامة.
هتفت بحنان :- مع السلامة يا حبيبتي وخلي بالك من نفسك.
أنهت معها المكالمة ثم وضعت الهاتف مكانه وأنفجرت في بكاء مرير (بقلم زكية محمد )علي حالته التي وصفتها لها والدتها عنه وعن سوء فهمها للموضوع فلو تأخرت قليلا لفهمت كل شئ وما إضطرت للهرب.
دلفن زينب وهدي علي صوت بكائها وجلسن إلي جوارها فهتفت زينب بقلق وهي تمسد علي ظهرها بحنان :- بسم الله الرحمن الرحيم. مالك يا بنتي ما كنتي كويسة من شوية حصل إيه؟
هتفت بصوت متحشرج من البكاء :- ظلمته يا طنط هو مخانيش زي ما كنت فاكرة وطلع ملعوب منها لله اللي كانت السبب.
هتفت بهدوء:- طيب بس خلاص إهدي علشان اللي في بطنك دة.
هتفت ببكاء:- أنا عاوزة أروحله يا طنط.
هتفت بإستنكار :- دلوقتي! ومحمد اصلا مش قاعد. الصبح ليه عنين.
هتفت بإصرار وهي تهز رأسها بنفي:- لا يا طنط أرجوكي انا عاوزة أمشي.
هتفت بحدة اخافتها :- قولتك مينفعش مين هيوصلك في الليل دة متنسيش إنك في منطقة شعبية وإحنا دلوقتي ممعناش راجل.
إيه مبتتعلميش؟
تراجعت للخلف بخوف منها ولهيئتها التي تراها لأول مرة بينما تدخلت هدي قائلة بهدوء:- خلاص يا أما خوفتي البت. انا هتصرف.
هتفت بضيق :- يشهد ربنا إني خايفة عليها زي بنتي واللي مش هرضاه ليكي عمره ما هرضاه ليها. بس دماغها اللي مش فيها دي يا ريت تتعلم من اللي بيحصلها .
قالت ذلك ثم غادرت الغرفة سريعا بينما تنهدت هدي بعمق وجلست إلي جوارها قائلة بهدوء:- خلاص يا بيبة فكيها أمي متقصدش هي بس خايفة عليكي.
هتفت بخفوت :- لا انا خلاص مش زعلانة بس هي اللي زعلت مني دلوقتي.
هتفت بمرح :- طيب إيه رأيك نروح نصالحها؟
هتفت بسرعة :- ماشي يلا بينا.
هتفت بمرح :- بس بقولك إيه لو شبشبها جه فيكي أنا مش مسؤولة.
هتفت بصدمة:- هي هتضربني خلاص مش هروح.
ضحكت بصوت عال قائلة :- إنتي بجد محصلتيش يلا يا حبيبتي يلا متخافيش مش هتضربك.
هزت رأسها بتردد ثم غادرت الغرفة معها متجهين لغرفتها. طرقن الباب ثم دلفن فوجدوها تجلس علي الأريكة بهدوء وهي شاردة.
أشارت هدي لها بالتقدم والتحدث فتقدمت منها بخطي بطيئة إلي أن وقفت أمامها وهتفت بخفوت:- أنا آسفة يا طنط متزعليش مني هسمع كلامك.
نظرت لها بهدوء ثم ربتت علي موضع الجلوس بجانبها قائلة :- تعالي إقعدي.
أذعنت لطلبها وجلست بهدوء فهتفت الأخري بهدوء:- شوفي يا بنتي نصيحة من ست غلبانة ليكي. انا لاحظت من وقت ما جيتي إنك كتاب مفتوح يعني سهل أي حد يعرف عنك كل حاجة زي ما سهل إنه يوقعك في مشاكل ملهاش حصر. حاولي تبيني قوتك وبالذات مع الغريب ومتأمنيش سرك لأي حد والسلام زي ما عملتي معايا انا اه مستغلتكيش بس غيري هيعمل كدة. وتاني حاجة اتصرفي بعقل شوية عن كدة يعني بصراحة مش تصرفات واحدة عاقلة من أول ما تواجهها مشكلة تنسحب وتهرب منها بدل ما تقف في وشها.
تقلصت ملامحها بضيق من وصفها إياها علي الرغم من إنها محقة تمام الحق فيما تقول بينما أكملت زينب قائلة :-
وأهم حاجة بقي خليكي تقيلة كدة ومتخسريش كرامتك قصاد حبك متعمليش أي حاجة تخليكي تخسريها.
هزت رأسها بحزن قائلة:- حاضر يا طنط.
ربتت علي كتفها قائلة بحنو :- يحضرلك الخير يا حبيبتي. ربنا يعلم دخلتي في قلوبنا وحبناكي قد إيه من وقت ما جيتي.
هتفت بإبتسامة:- وأنا كمان يا طنط بحبكم أوي وهبقي أجي ازوركم كتير.
هتفت بهدوء:- ربنا يسهل يا بنتي. يلا بقي قومي ريحي علشان مشوار بكرة.
أومأت لها بهدوء ثم نهضت وهتفت :- تصبحي علي خير.
هتفت بإبتسامة :- وأنتي من أهل الخير يا حبيبتي.
هتفت هدي بمرح :- ايوة. ..أيوة خدي الحب كله لوحدك يا ست بيبة وانا قلقاسة أهي أهي.
هتفت زينب بغيظ:- هتمشي ولا أقلعلك الشبشب.
فرت من أمامها وهي تقول :- تصبحي علي خير يا زينبو.
ضحكت حبيبة بخفوت ثم لحقت بها بينما إبتسمت هي عليهن وتمددت علي الفراش إستعدادا للنوم .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
صبيحة اليوم التالي كان يقف أمام الطبيب يستعلم عن حالته فأخبره بإن المريض إستيقظ إثر الغيبوبة التي كان يمكث بها. وبإمكانه التحقيق معه .
أومأ له بخفوت ثم دلف للداخل وغلق الباب بعنف ثم توجه واقفا أمامه بغضب مكتوم ثم أخذ يتطلع إليه بتهكم قائلا :-
حمدا لله على السلامة. أخيرا فوقت!
نظر له بتوتر وخوف ، فجلب الأخير مقعد ووضعه بالقرب من فراشه ثم جلس عليه واضعا ساق فوق أختها ثم نظر له هاتفا بهدوء مميت :- ها إتكلم سامعك.
هتف بتلعثم :- أااا أتكلم اقول إيه؟
صاح بعنف :- إنت هتستعبط يا روح أمك. مين اللي عمل فيك كدة؟
هتف بتوتر:- شششجن يا باشا.
هتف بثبات:- ليه؟ إيه الدافع من إنها تعمل كدة؟
تلجلج في الحديث قائلا بكذب:- أااا ....طمعت في الفلوس وكانت عاوزة تاخدها لوحدها.
حك مؤخرة رأسه بهدوء ثم فجأة وضع أصابعه علي جرح بطنه يضغط عليه بقوة فصرخ الأخير بألم فهتف هو بتشفي:-
إتعدل معايا بدل ما اعدلك. أنطق أتكلم وقول الحقيقة. (بقلم زكية محمد )
هتف بوجع :- حاضر حاضر بس شيل إيدك يا باشا.
ضغط أكثر قائلا بقسوة:- والله إنت في إيدك تنقذ نفسك .....ها سامعك.
هتف بألم :- أخوها. ....أخوها يا باشا السبب هو اللي خطط لكل دة.
هتف بغضب :- عمل إيه؟
هتف بخفوت ووجع:- هو. .قالنا نخطف شجن وأمها واجيبها الشقة عندي وتكلم البنت تقولها تيجي وبعدين تتصل. ...تتصل بيك تقولك روح لاختك علشان تكسرك وتبعدوا عنها وتترمي في الشارع.
طالعه بصدمة وذهول قائلا :- يا شوية حيوانات. وعملتوا إيه تاني؟
هتف بإعياء:- هددناها بأمها يا إما تنفذ يا إما نموتها.
ضغط بقوة أكبر حتي نزف جرحه قائلا بغضب:- واللي كانوا في الشقة اللي راحتلها اختي الاقيهم فين؟
هتف بسرعة وهو يصرخ ألما :- في *******
هتف بغضب :- عملت ايه خلتها تحاول تقتلك ؟عملت إيه؟
هتف بوجع :- كككنت .....كنت عاوز اعمل فيها إيه ما كان هيتعمل في أختك أااه. ..
لكمه بعنف قائلا :-يا قذر يا زبالة.
هتف بخوف :- هي اللي قالت اعمل فيها كدة مرات أبوها.
كان كالمرجل يغلي بداخله وهو يسمع لتلك الحقائق التي ذادته غضبا فهتف بوعيد :-
إنت عارف لو مكنتش محتاج لأقوالك اللي هتبرأها كنت دفنتك حي يا حقير يا زبالة.
قال ذلك ثم دفشه بقوة حتي كاد أن يقع أرضا ولكنه تماسك وأخذ يعض علي شفتيه من الألم، بينما إعتصر عينيه بغضب ثم صاح بصوت عال :- مصطفى.
دلف مصطفى وهو ضابط آخر يعمل معه فهتف بهدوء مغاير:- مصطفى خليك فوق رأس الحيوان دة انا مش هآمن لحد هنا غيرك وهيبقي أمانة في رقبتك لحد ما أرجع.
هتف بهدوء:- أطمن متقلقش.
أومأ له بهدوء ثم رحل مسرعا وقفذ في سيارته مسرعا إلي وجهته وهو بات متأكدا من شكوكه بإنها لم تفعل ذلك بمحض إرادتها وإنما استخدموا والدتها كالعادة لتهديدها بها.
فقد ذهب للمشفي التي تتلقي فيها آيه العلاج وسأل الطبيب عن مدي تقدم حالتها فأخبره إن هناك تحسن تدريجي وانه عندما عاد ليخبرها بهذا الخبر لم يجدها هي ووالدتها وتعجب من رحيلها المفاجيء واخبره أيضا بوجود رجلين اتيا وقالوا إنهم من أقاربها كل هذا جعله يشك ويبحث خلف ملابسات الموضوع.
وها قد توصل لبرائتها وكم ألمه قلبه وهي تعاني بمفردها كل ذلك دون أن تتلقي مساعدة من أحد. وأن ما فعلته كان فقط بالرغم عنها فأي شقيق ستنتقم له وهو تقريبا يقوم بتعذيبها وحادثة السجن التي مرت بها خير دليل على ذلك.
وصل لقسم الشرطة وترجل من السيارة بسرعة ثم دلف بخطي مسرعة وصولا الي مكتبه ثم طلب من الشاويش أن يأتي له بها من غرفة الحبس المتواجدة بها مع باقي النسوة وتسائل ماذا كانت تفعل فترة حبسها مع الظلام.
بعد فترة وجيزة طرق الشاويش الباب ودلف وهي معه . أومأ له بالإنصراف فرحل مغلقا الباب خلفه.
تنهد بعمق ورفع بصره بحذر ناحيتها. كانت هيئتها مشعسة وملابسها متسخة كحالها ووجهها شاحب والإعياء ظاهرا عليها.
تنحنح وهتف بهدوء:- إقعدي يا شجن.
إمتثلت لأمره فهو انقذها فهي بالكاد تستطيع ان تقف .جلست بهدوء وهي غير قادرة على رفع بصرها ناحيته وكيف تفعل ذلك وهي كادت ان تودي بحياته وحياة شقيقته. إلتمعت الدموع في عينيها سريعا لطالما كرهت أن تظهر ضعفها للآخرين ولكنها لم تعد قادرة على الصمود أكثر من ذلك.
هتف بهدوء:- إزيك عاملة إيه؟
إتسعت عينيها ذهولا وفرغت فاهها بصدمة فلو أحد غيره لقتلها في الحال. إبتسم بهدوء علي حالتها فقال :- روحتي فين أنا بكلمك.
هتفت بخفوت :- أااا معاك أهو.
هتف بهدوء:- طيب مبتتكلميش ليه؟ ها مستعدة للتحقيق انا عاوز أخد أقوالك ومش عاوزك تسيبي ثغرة كل حاجة هتقوليها مهمة.
رفعت عيناها الممتلئة بالدموع قائلة بخفوت:- وهتصدقني؟
أومأ بهدوء قائلا :- أيوة هصدقك يلا نبتدي.
أومأت له بهدوء ثم استدعي احد زملائه ولم يكن سوي طارق وفتح المحضر وبدأ يسألها وهي تجيب حتي انتهي التحقيق فهتفت ببكاء وخوف :-
والله غصب عني صدقني. أرجوك خرجني من هنا مش عاوزة أروح الحبس تاني.
شعر بغصة قوية في قلبه عندما فهم سبب كرهها للحبس ولكل ما هو ظلام فهتف بهدوء:- متقلقيش النهاردة هتروحي بإذن الله. دلوقتي هبعت أجيب للمتهمة زينب اللي هي مرات ابوكي وهناخد أقوالها. متقلقيش دة آخر يوم هيكون ليكي هنا ثقي فيا.
هزت رأسها بإبتسامة ممتنة قائلة :- شكرآ لحضرتك يا حضرة الظابط دة جميل عمري ما هنساه.
تعجب هو من لهجتها الرسمية في الحديث ولكنه أجل معرفة سبب ذلك لوقت لاحق فهو الآن يسابق الزمن في سبيل إثبات برائتها.
بعد دقائق كانت قد عادت لمكانها وأتي بزوجة أبيها التي ود لو يخنقها وكانت تنكر كل الإدانات المنسوبة إليها في حين أن المدعو زلطة أعترف بكل شئ(بقلم زكية محمد ) ثم أخذ أقوالها وتوجه للمشفي لأخذ أقواله هو الآخر مجددا و بشكل قانوني .
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
وصلت سيارة الأجرة أمام المشفي وتوقفت فهتفت زينب بحنو:- حمدا لله على سلامتك يلا انزلي روحي شوفي جوزك.
هتفت بإبتسامة :- حاضر يا طنط. طيب تعالو انزلوا معايا.
هتفت زينب بهدوء:- مرة تانية إن شاء الله لما يشرف ولي العهد.
إحتضنتها بحب قائلة:- شكرا يا طنط إنتي بجد طيبة أوي ومش هنسي أبدا اللي عملتوه علشاني.
ثم إحتضنت هدي قائلة :- هتوحشيني هبقي اكلمك لما يكون معايا تليفون.
هتفت بحزن:- هتوحشينا والله يا بيبة متقطعيش بينا.
هتفت بود:- لا ان شاء الله هبقي اجي ازوركم وكمان هنتكلم ومش هنبطل رغي أبدا. يلا أشوف وشكم بخير.
بعد أن ودعتهم توجهت للمشفي بخطي مرتجفة من لقائه ولقائهم. إرتجف قلبها خوفا خشية أن يعاقبها والدها ويقوم بضربها مجددا فهتفت بخزي :- تستاهلي حد قالك اهربي.
ذهبت للإستعلام واستعلمت عن مكان تواجده وما إن أخبرتها إتجهت للأعلي مستخدمة المصعد ومشاعر جمة تختلطها.
وصلت للطابق المتواجد به ثم أخذت تتطلع لأرقام الغرف حتي ابصرتها عيناها فوقفت أمامها ودقات قلبها تعلو بصخب ودموعها نزلت رغما عنها وتساءلت كيف هو الآن؟
انتفضت علي إثر صوت الممرضة خلفها يقول:- أيوة حضرتك عاوزة مين؟
إستدارت لها فهتفت بإبتسامة :- الدكتورة حبيبة إيه الغيبة الطويلة دي؟
هتفت بإبتسامة باهتة :- أبدا كنت تعبانة شوية. انا كنت عاوزة أشوف الدكتور فارس.
هتفت بهدوء:- انا آسفة حضرتك مش هينفع لازم تاخدي إذن من الدكتور المشرف علي حالته.
هتفت بتفهم:- طيب ألاقيه فين؟ والدكتور مين؟
هتفت بهدوء:- الدكتور رؤوف هتلاقي في آخر الدور.
أومأت بهدوء ثم توجهت لمكتبه وطرقت الباب فسمح لها بالدلوف فدلفت بهدوء وما إن رآها هتف بدهشة :- حبيبة! إزيك يا بنتي تعالي إتفضلي.
تقدمت منه وجلست قبالته قائلة :- الحمد لله يا انكل. عاوزة أشوف فارس.
هز رأسه بتفهم قائلا :- ماشي تمام قومي معايا أهلك زمانهم علي وصول لهنا دول هيفرحوا أوي لما يشوفوكي.
إبتسمت بخفوت بينما داخلها إهتز خوفا من المواجهة. توجها سويا لغرفته وقام هو بفتحها بالمفتاح الخاص بالغرفة ثم دلف بينما إلتصقت قدميها عند حافة الباب.
نظر لها وحثها علي الدلوف قائلا بمرح:- وقفتي ليه يا حبيبة تعالي متخافيش مش هتلاقي هالك Hulk دة فارس زي ما هو متحولش.
أصابها الحرج فهي غير قادرة علي رؤيته غير معافي فتخشي أن تنهار إن رأته. حسمت أمرها ودلفت ورفعت عيناها نحو الفراش بحذر وما إن رأته ممددا عليه نائما شهقت بصوت عال وتجمعت عبراتها سريعا وبدأت في السقوط واحدة تلو الأخرى.
تأملت هيئته المزرية بحزن شديد طغي عليها لقد نحف سريعا في تلك المدة القصيرة وجهه أصبح شاحبا وتلك الهالات السوداء التي أحاطت عينيه المغلقة.
هتف الطبيب بهدوء:- اهدي يا حبيبة هو نايم دلوقتي من أثر العلاج اللي بياخده لازم نبقي جنبه لحد ما يرجع الدكتور فارس تاني. انا هستني برة لحد ما يجوا الجماعة.
قال ذلك ثم إنصرف بهدوء وظل بالخارج تحسبا لإستيقاظه وصدور أي رد فعل منه.
بينما هي توجهت هي ناحيته وجلست علي طرف الفراش قبالته ثم وضعت كف يدها المرتعش علي وجهه الشاحب قائلة بدموع وشوق :- فارس ....حبيبي أصحي فتح عنيك وطمني.
فوق بقي انا مش متعودة عليك كدة قوم .
مالت عليه وقبلته بعمق في وجنته ثم وضعت رأسها علي صدره وأغلقت عينيها وأخذت نفس طويل تستنشق رائحته التي أشتاقتها حد الجنون ثم أحتضنته بزراعيها قائلة ببكاء :- فارس اصحي انا جيت أهو مش إنت بتسأل عليا أديني جيت أهو. عارف في مفاجأة حلوة هقولك عليها بس فوق الأول .
رمش بجفنيه ما إن إستنشق أنفه رائحتها وفتح عينيه بوهن فشعر بثقل علي صدره فنظر إليه وجدها هي فإتسعت عينيه ذهولا أهي حقا أم انه يتخيلها؟
رفع كف يده بإعياء ثم وضعه برفق علي رأسها قائلا بوهن:- بيبة.
إتسعت عينيها بصدمة عندما سمعت اسمها ينطق من بين شفتيه. رفعت وجهها الباكي بحذر وما إن رأته يبتسم لها بخفوت إحتضنته
بقوة هاتفة بسعادة:- فارس إنت فوقت.
لف زراعيه حول خصرها مشددا عليه هاتفا بحرارة :- وحشتيني.
رفعت وجهها ،الذي كانت تدفنه في ثنايا عنقه،وهتفت بإبتسامة واسعة :- وانت كمان وحشتني أوي.
هتف بعتاب:- ومجتيش ليه طول المدة اللي فاتت دي؟ أنا كنت بسأل عنك ومحدش كان بيرد عليا.
هتفت بتلعثم:- كككنت. ..كنت تعبانة شوية.
هتف بحب وهو يسير بأصابعه علي وجنتها المتوهجة:- سلامتك يا قلبي من كل تعب.
ثم أكمل بخبث :- بيبة .
همهمت بهدوء وهي مأخوذة بسحر اللحظة:-
إمممممم. ...
هتف بمكر :- عاوز فراولة.
نظرت له بصدمة فهو في أسوأ حالاته لا يكف عن وقاحته حاولت أن تبتعد عنه إلا إنه أحكم قبضته علي خصرها فهتفت بخجل محبب لديه :- أااا. ..فارس. ..عيب انكل رؤوف برة.
هتف بخفوت وعدم إكتراث :- مليش دعوة بحد أنا هقطف المحصول يعني هقطفه.
وبلحظة كان يقطفه بتمهل وحب وإشتياق شديد، وبعد فترة إبتعد عنها مرغما ونظر لوجهها الذي أصطبغ باللون الأحمر المحبب لديه فلم يستطع التماسك فجذبها مجددا وأكمل قطفه للمحصول خاصته.
كان مراد قد أتي لزيارة ابنه برفقة لمار وتسنيم ومعتز. ووجدوا رؤوف بالخارج فتقدم مراد ملقيا عليه التحية ثم هتف بهدوء:- قاعد برة ليه يا رؤوف هو فارس حصله حاجة؟
هز رأسه بنفي قائلا بإبتسامة:- لا متقلقش لما تدخلوا هتعرفوا.
تعجبوا من كلماته ثم دلفوا ليروا ما بالداخل بفضول . وبمجرد أن دلفوا فرغوا أفواههم بصدمة مما رأوا من ظلوا يبحثون عنها طيلة هذه المدة ماثلة أمامهم، واصابهم الحرج مما يفعلانه.
حمحم مراد عاليا لكي يفيق ذلك السكير من سكرته فهما مغيبان عن الواقع. توقف فجأة ونظر أمامه فوجدهم عائلته فبعثر خصلات شعره بحرج ونظر أرضا.
بينما بقيت هي متجمدة كالتمثال فهي في موقف تحسد عليه وكم ودت لو تنشق الأرض وتبتلعها من شدة خجلها فهي غير قادرة علي أن تستدير لمواجهتهم بينما نظرت لفارس بغضب وغيظ شديدين فهو المتسبب في هذه الورطة.
تقدمت تسنيم بسرعة واحتضنتها بقوة قائلة بفرح :- حبيبة بنتي حبيبتي. ..
بادلتها العناق قائلة بخجل وحب:- وحشتيني يا ماما. أنا آسفة متزعليش مني.
نظرت إلي وجهها قائلة :- الحمد لله أنك رجعتي أنا مش مصدقة نفسي . ولو إني زعلانة منك بس أهم حاجة سلامتك
تقدمت لمار واحتضنتها هي الأخري وفعلت المثل مع خالها الذي رحب بها بشدة.
كان يقف والغضب مرسوم علي قسمات وجهه وهو يطالعها بغيظ شديد. وقفت هي علي بعد خطوات منه ودقات قلبها في تزايد مستمر.
تقدم هو منها بخطوات سريعة بينما هي وضعت يديها علي وجهها متخذة وضع الحماية حتي لا يضربها.
علي الرغم من إنه ألمه خوفها منه لكنه هتف بغضب وهو يشير لفارس:- مش دة اللي هربتي منه؟و مش دة اللي نفسه كنتي هيمانة معاه من شوية؟ ها ما تردي.
أخذ جسدها يهتز دلالة علي بكائها المكتوم بينما أخذ فارس يطالعهم بصدمة وقد فهم الآن سبب عدم مجيئها له ولكن بقي السبب مجهول بالنسبة له.
إقترب مراد منها وحاوطها برفق قائلا بهدوء:- معتز إهدي وأنا هفهمها غلطها بهدوء .
صرخ بعنف :- تفهمها إيه؟ هو دي فيها مخ زي البني آدمين علشان تفهم. الهانم مش مستوعبة المشكلة. عادي جدا بالنسبة لها تهرب وقت ما تحب وتيجي وقت ما تحب والباقي طظ مش كدة؟
هتفت ببكاء :- أنا آسفة يا بابا اتسرعت ومش هعمل كدة تاني.
هتف بتهكم:- أفلح إن صدق. وانتي امتي مكنتيش متسرعة ومتهورة ها؟ امتي هتعقلي وتتصرفي زي البني آدمين؟
هتف مراد بهدوء وهو يمسد علي ظهرها بحنو:- خلاص يا معتز الله. بدل ما تقول الحمد لله إنها رجعت عمال تقطم فيها!
هتف بإنزعاج:- ما أنا لازم أعرفها غلطها علشان لو اتكرر مش هيحصل كويس.
هتف بمرح وهو يدفع حبيبة برفق تجاهه :-
ماشي يا سيدي خد بنتك في حضنك بقي اللي خايفة منك دي.
إحتضنها بغيظ قائلا :- تعالي تعالي يا بنت الكلب يا اللي هتجلطيني قريب.
إحتضنت والدها قائلة بدموع :- بعد الشر عنك يا بابا. أنا آسفة خلاص سامحني.
هتف فارس بخفوت :- ممكن أفهم إيه اللي بيحصل دة؟ وإزاي تخبوا عني حاجة زي كدة؟
هتف مراد بهدوء:- محبناش نقلقك إنت في إيه ولا في إيه؟
هتف بغيظ وهو يطالعها:- ماشي. ...ماشي يا أم عقل بطاطس هشوف شغلي معاكي بعدين.
إرتجفت علي إثر تهديده الواضح فتمسكت بوالدها أكثر فهتف معتز بغيظ عندما شعر برجفتها :- طيب ابقي قربلها يا ابن مراد وشوف هعمل فيك إيه؟
أردف مراد بضحك :- ورجعت ريمة لعادتها القديمة. خلاص نبقي نشوف الموضوع دة بعدين.
ضحك الجميع عليهم وتبادلوا الحديث معا في جو أسري أليف وبعد فترة إنتهى موعد زيارته فهتف فارس بخفوت :- احم حبيبة استني شوية.
إمتثلت لطلبه وهي ترتعد خشية معاقبته لها بينما إنصرف الجميع بتفهم وانتظروها بالخارج.
هتف بغيظ:- قربي تعالي هنا.
هتفت بتلعثم:- أااااا. .....لا كويس كدة.
هتف بحدة خفيفة :- بقولك تعالي بدل ما اقوملك.
زمت شفتيها بتذمر وتقدمت بحذر منه فوقفت علي بعد خطوات منه فإعتدل قليلا وقام بجذبها بعنف فسقطت فوقه فهتفت بخوف :- حاسب ابني.
نظر لها بدهشة هاتفا بتعجب:- ابنك!
أومأت بإبتسامة قائلة :- أصل. .أصل انا حامل في إسبوعين .
هتف بغيظ :- وسيادتك كنتي ناوية تقولي إمتي يا أم عقل بطاطس.
هتفت ببكاء وحدة:- أنا مش عقل بطاطس متقوليش كدة تاني يعني عاوزني أشوفك مع واحدة تانية واسكت وأقولك برافو انا مشيت بسببك إنت. ...إنت اللي خلتني أحس إنك مبتحبنيش علشان كدة مشيت انا اتوجعت أوي لما شفتك معاها.
ثم أضافت بغيظ للثأر منه :- ما إنت كمان عقل بطاطس لما سمحت لعيلة تضحك عليك.
صاح بغضب :- بس اسكتي.
هتفت بعند:- لا مش هسكت إشمعني انا عاملين تقطموا في فروتي من وقت ما جيت وانت طبعا محدش لام عليك.
هتف بغيظ:- هبل إيه اللي بتقوليه دة؟ يعني معاليكي شايفة أنك مغلطيش لما مشيتي وسيبتيهم يدوروا عليكي ها؟ عذر أقبح من ذنب.
هتفت بغضب وهي تحاول الإبتعاد عنه :-
طيب إبعد بقي خليني أقوم.
هتف بتلاعب :- تقومي تروحي فين دا إنتي هتتحبسي معايا إنفرادي النهاردة.
هتفت برفض :- لا لا انا همشي إنت وحش وزعقتلي أنا زعلانة منك.
أردف بخبث :- زعلانة! تؤ تؤ لا دي عيبة في حقي أنا لازم أصالحك حالا.
قال ذلك ثم اخرسها بطريقته حينما قاف بقطف المحصول الخاص به، أما هي كانت تضربه علي صدره كي يتركها ولكنه أبي ذلك.
بعد وقت إبتعد عنها قائلا بخبث :- ها لسة زعلانة ولا أصالحك تاني.
هتفت بتذمر :- يا قليل الأدب إبعد.
هتف بحب وهو يسير بيده علي بطنها التي إرتجفت من فعلته :- خلي بالك من ابني لحد ما أرجعلكم.
هتفت بإبتسامة وهي تومأ له :- حاضر وانت كمان خلي بالك من نفسك وخف بسرعة.
قاطعهم طرقات مراد الذي هتف بحنق :- ما تخلص يا عم روميو عاوزين نمشي علشان تتابع علاجك.
هتف بغيظ:- حاضر يا والدي حاضر.
نهضت بحذر وهتفت بهدوء:- سلام يا فارس هبقي اجي أشوفك بكرة بإذن الله.
غمز لها بعبث قائلا :- طيب ما تجيبي حتة فراولة قبل ما تمشي تصبيرة لبكرة.
هتفت بغيظ :- سلام يا فارس ربنا يهديك.
قالت ذلك ثم فتحت الباب ثم فجأة إستدارت له وأتتها تلك الفكرة الحمقاء فتوجهت ناحيته وقبلته في وجنته (بقلم زكية محمد )وبسرعة إبتعدت قائلة بسرعة وهي تفتح الباب لتغادر :- بحبك.
قالتها ثم أغلقت الباب ثم زفرت بعمق وهي تعض علي شفتيها خجلا فهتف معتز بغيظ:- يلا يا اختي يلا.
إعتدلت واقفة بعد أن كانت تستند بجسدها علي الباب بحرج ثم تبعتهم بهدوء ووجها مشرق بسعادة .
بينما هتف هو بعد ذهابها بحب وهو يتحسس مكان قبلتها:- وأنا بعشقك يا مجنونة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ليلا توقف بسيارته بداخل الفيلا ثم نظر لها هاتفا بهدوء:- حمدا لله على سلامتك ومبروك البراءة.
هزت رأسها ببسمة باهتة وهتفت :- ممكن تروح تجيب ماما من جوة علشان نمشي.
هتف بتعجب:- تمشوا فين؟
هتفت بهدوء:- نمشي نروح أي حتة لحد الصبح وبعدين نرجع إسكندرية ومعلش تقلنا عليكم وتعبناكم معانا.
هتف بغيظ:- تمشي تروحي فين؟ شجن إتقي شري وانزلي قدامي.
هتفت بخفوت:- يا حضرة الظابط مينفعش كدة.
هتف بضيق :- إيه حضرة الظابط اللي طالعالي فيها من الصبح دي؟
هتفت بهدوء:- انا مغلطتش مش إنت ظابط ولا متهيألي؟
عض علي شفتيه بغيظ ثم نزل من السيارة وتوجه للجانب الآخر ثم فتح الباب وجزبها عنوة قائلا بغضب مكتوم :- طالما مش هتيجي بالذوق يبقي بالعافية.
قال ذلك ثم توجه للداخل بخطي مسرعة بينما أخذت هي تحاول الفكاك منه.
دلف للداخل بها حيث كان يجتمع البقية برفقة آية اللذين ما إن رأوهم نظروا لهم بصدمة وذهول. ........
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل السادس والعشرون ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل السابع والعشرون أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .