نقدم اليوم احداث رواية اصبحت اسيرته البارت الرابع من روايات سماح نجيب . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية اصبحت اسيرته كاملة بقلم سماح نجيب من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية اصبحت اسيرته pdf كاملة من خلال موقعنا .
أصبحت اسيرته الفصل الرابع
* أصبحت أسيرته *
٤– « كفيه يقطران دماً »
علم أنها لم تكن توافق على ما أبداه من شروط فهو يعلم أيضاً بشأن خطبتها لرجل أخر ولكن لن يجعل أمر صفحه عن شقيقها بتلك السهولة التى تظنها
فتصنع الجهل قائلاً:
–وإيه سبب رفضك يا تالين ممكن أعرف، إيه مش عاجبك مثلاً ،شكلى مش حلو ،فقير ومش هعرف أصرف عليكى ،أنتى شايفة المستوى اللى أنا عايش فيه واللى هتبقى فيه لو وافقتى تتجوزينى يعنى أنتى الكسبانة ،اولاً مش هبلغ عن اخوكى ولا اتهمه ،ثانياً هتتجوزينى وفى غيرك كتير يتمنوا بس الفرصة دى
أمرضها غروره ، فاتسعت طاقتى أنفها كثور هائج قائلة:
–هو إحنا فى إيه ولا فى إيه حضرتك ،هو أنا جاية علشان حضرتك تتمنظر عليا بوسامتك وبفلوسك مفكرتش أن ممكن تكون ظروفى متسمحش أقبل بشرطك ده ولا عايز الدنيا تمشى على مزاجك أنت وبس ثم أنا مالى ما تخلى مراتك دى هى اللى تخلفلك الولد ده ايه الشرط العجيب ده
قطب جواد حاجبيه قائلا بتفكير:
– مراتى مين أنتى قصدك على مين
زفرت تالين بحنق وعقدت ساعديها قائلة بنفاذ صبر:
– مراتك مدام ديما اللى كانت هنا من شوية وبتقولك يا بيبى
حانت من إلتفاتة سريعة لمحياها الغاضب قائلاً بصوت رزين:
–ومين قالك أساساً إن ديما تبقى مراتى
رفعت شفتها العليا قائلة بإمتعاض وسخرية:
– أومال هتكون مين مرات الجيران مثلاً
حدق بها بنظرة ساخرة قائلاً:
– أنتى ظريفة أوى على فكرة قولتلك أن ديما مش مراتى ايه مش فاهمة
خشيت تصديق تلك الخاطرة ،التى تبادرت لذهنها منذ تلك الوهلة الأولى التى أعلن بها أن ديما ليست زوجته، فهل هو يشبه أفراد المجتمع المخملى الذى ينحرف بعضهم عن التقويم السليم منتهجين نهج الغرب، وأن ديما ربما تكون خليلته وتعيش معه بمنزل واحد بدون ميثاق شرعى
فندت عنها رجفة خفيفة بصوتها قائلة بذهول:
–استغفر الله العظيم بتقول عليها مش مراتك وهى بتدلع كده وماشية كده قدامك عادى انت عايش معاها فى الحرام مش كده تبقى عشيقتك
أتسعت حدقتيه ورمش بعينيه عدة مرات قائلاً بغرابة:
– عايش معاها فى الحرام ! ، إيه شغل الافلام الهابطة ده ودماغك الغريبة دى أنتى مفكرانى إيه
لوت تالين فمها قائلة بنزق:
–طب هى بسلامتها تبقى مين علشان نزداد شرف بمعرفتها هى كمان
رد جواد قائلاً ببرود:
– تبقى قريبتى تقدرى تقولى بنت عمى فهمتى
تقطيبة خفيفة بين حاجبيها أنبأته أن ربما لا تصدق ما أخبرها به ولكنه ليس مجبراً على تقديم تبرير لكل شئ يخصه الآن عندما حاول فتح فمه للحديث وجدها تسبقه القول قائلة :
–مامت الولد فين
تحول بصره عنها قائلاً بخفوت :
–الله يرحمها ماتت وهى بتولده يعنى هى ملحقتش حتى تشوفه
لعابها الذى أزدرته لم يزدها سوى حنق على ما يحدث، فحاولت أخباره بأسباب إمتناعها عن قبول ذلك الشرط فحمحمت قائلة بصوت مرتجف:
–أنا مخطوبة وخلاص فاضل كام شهر وهتجوز فأظن كده عرفت أن شرطك مرفوض ومش بإمكانى أن أنفذه
حدق بها بتسلية قائلاً:
–عارف أنك مخطوبة مش إسمه مروان برضه
زوت ما بين حاجبيها قائلة بدهشة :
– وأنت عرفت منين إسمه
صمت قليلاً ،يدلك مؤخرة عنقه ،يراقب تعبير وجهها الممتقع منذ إملاءه شروطه عليها فهتف ببرود قائلاً:
– أنا تقريبا عرفت كل حاجة عنك من يوم ما تولدتى لحد دلوقتى يا تالين
كمن يشعر بالانتشاء كلما زاد حنقها ، فحاولت مجاراة سخريته المبطنة التى تجلت بوضوح فى حديثه ،
فحدقت به من رأسه لأخمص قدميه تزجره بنظراتها المستاءة قائلة:
– والله أنت كنت عامل عنى تحريات بقى وعرفت عنى كل حاجة ومعرفتش ان أنا من النوع اللى مبيحبش حد يمشى كلامه عليه عرفتها دى ولا معرفتهاش
زاد الموقف تأزماً بعلو صوتها ، فقابل حديثها بالشىء الذى يتقنه جيداً ،ألا وهو السخرية ،فاستند على حافة المكتب يميل برأسه قليلاً للأمام قائلاً:
– عرفت ده دلوقتى فإيه رأيك بقى أنتى قصاد حرية أخوكى وده أخر كلام عندى ومعنديش غيره
أشتعلت عيناها بنيران الغضب قائلة بتبرم:
– ده اسمه استغلال وابتزاز أنت واحد مستغل وميهمكش غير نفسك ومصلحتك بس وميهمكش حاجة تانية
إبتسم قائلاً بسخرية:
– سميه زى ما تسميه وأنا قولتلك ده اخر كلام عندى خلاص
ردت تالين قائلة بصوت حاولت أن يخرج هادئاً:
– وأنا آسفة مش موافقة انا مخطوبة ومبسوطة مع خطيبى شوفلك حد غيرى ينفذ شرطك
ترك مكانه وأستقام بوقفته يحدق بساعة معصمه قائلاً:
– خلاص انتى حرة ومترجعيش تندمى بعدين على اللى هعمله أنا أديتك الحل أنتى مش موافقة خلاص براحتك
حدقت به بشك وريبة قائلة:
– انت هتعمل ايه تقصد إيه بكلامك ده مش فاهمة
وضع احدى يديه على مقدمه سحاب كنزته قائلاً:
– خليها مفاجأة يا تالين بس مظنش أنها هتعجبك بس أنا هديكى فرصة لأخر الاسبوع ده علشان تفكرى وبعدين تقولى قرارك الأخير و مع السلامة علشان أنا حالياً مش فاضى ورايا مواعيد كتير
رفع يده يشير تجاه الباب ، فكم رغبت هى فى سبه ولعنه بسبب فظاظته ،أخذت حقيبتها وخرجت مهرولة من غرفة المكتب حتى وصلت للخارج ،داهمت الدموع مقلتيها، فلم تفلح بكبتها فإستدارات برأسها تنظر حولها كأنها فقدت الطريق ولكنها رفعت إحدى ساعديها تشير لسيارة أجرة لتعود لمنزلها تحمل شرطاً وتهديداً خفى .
لاتعرف كم أستغرقت وقتاً ،حتى أدارت المفتاح بالباب ،فولجت للداخل وأغلقت الباب خلفها ،فوجدت شقيقها ينتظرها يهرول بخطواته إليها ،ترى على وجهه تلهفه لمعرفة إلى ما ألت إليه الأمور
فسألها بسام قائلاً:
– عملتى ايه يا تالين عنده ردى عليا
تأففت تالين قائلة:
– عمله أسود ومنيل ياريت ما كنت قابلته ولا شوفته
قطب بسام حاجبيه بغرابة قائلا:
– ليه فى إيه اللى حصل المرة دى هو قالك حاجة
عندما تذكرت ما أخبرها به ،شعرت بأن قدميها غير قادرة على حملها فتهاوى جسدها على مقعد خلفها تسقط حقيبتها بجانب قدمها فزفرت بخفوت قائلة:
– عايزنى أتجوزه يا بسام وأخلفله ولد بدل اللى مات هو ده شرطه الوحيد علشان ما يبلغش عنك أو يحبسك
ظنت أنه لم يسمع ما تفوهت به ،ولكن وجدته يهتف بصوت فزع قائلاً:
– تالين أنتى بتقولى ايه أنتى بتتكلمى جد إزاى يطلب منك كده وأنتى قولتيله إيه
تركت مكانها وهى تسحب حجاب رأسها كأنها تشعر بالاختناق فخرج صوتها متحشرجاً من تلك الغصة التى علقت بحلقها فردت قائلة:
–قولتله مش موافقة بس هو مش مقتنع برفضى ده وقالى قدامى لاخر الاسبوع أفكر والا هيتصرف معاك تصرف هيندمنى بيه فأنا حالياً مش قادرة أفكر وعايزة أنام دماغى هتنفجر
قبل أن يجيبها شقيقها على ما قالت ، سارت بخطوات متثاقلة حتى وصلت إلى غرفتها ،أغلقت الباب خلفها وأرتمت على السرير تدفن وجهها بوسادتها رغبة منها فى أن تنال قسط من الراحة ،فربما عندما تفيق تجد حلاً لذلك المأزق الذى وضعها به جواد من مقابلتها الثانية معه
_________
باليوم التالى مساءاً
ولج جواد للمنزل بسيارته ، فصفها بالمرآب فأثناء مروره بالحديقة وجد والداته تعتنى بزهورها الخاصة ، فأقترب منها باسماً يقبلها على وجنتها قائلا:
–مساء الخير يا أمى
إبتسمت له كريمة تمد يدها له بإحدى الورود قائلة بحنان:
–مساء الورد يا حبيبى ،دى وردتك اللى بتحبها أهى
أخذ من يدها الوردة يبتسم لها فتحسس وريقاتها الناعمة فأنزلق إصبعه على ساقها ،فأنغرست إحدى أشواكها به فتأوه بصوت منخفض لم تلاحظه والداته التى عادت لتنسيق الورود خاصتها ،فهى تفعل ذلك عادة قبل نومها ،كأن تلك الورود والزهور ،جواهر نفيسة تطمأن عليها قبل أن تخلد لنومها
رفع إصبعه يرى الدماء المنبثقة منه فهتف بصوت هامس:
–تالين
أتى على ذكرها ،فهى تشبه تلك الوردة جميلة المرآى ،حادة وشرسة الطباع ، فمضى يوم على تلك المهلة المحددة ولم يتبقى سوى أيام قليلة لمعرفة قرارها بشأن تلك الزيجة
إستدارت إليه والداته قائلة بتساؤل:
–جواد مين البنت اللى جاتلك مرتين هنا وقالتلى عليها ديما
همس بقرارة نفسه قائلاً:
–دى هتبقى مرات إبنك
فعاد وجلى صوته قائلاً بصوت رزين:
– دى واحدة كانت جاية بخصوص موضوع كده متشغليش بالك يا أمى يلا بينا علشان نتعشى وهى فين ديما أوعى تكون خرجت يا أمى من غير ما أعرف
أومأت كريمة برأسها رفضاً باسمة المحيا كعادتها وهى تقول:
–لاء مخرجتش كانت بتلعب رياضة فى الجيم بتاعك جوا
جذب يد والدته يقبلها قبل أن يجعلها تتأبط ذراعه قائلاً:
–طب يلا ندخل زمانها بوظتلى كل حاجة لو قعدت ساكتة شوية يجرالها حاجة
أفلتت ضحكة عالية من كريمة ،تربت على ذراع ولدها بمواساة فهى تعلم ما يعانيه من دلال ديما الزائد عن الحدود المتعارف عليها، ربما بالنسبة له كرجل لا يهوى أن تخالف قرار أصدره بشأن إنفلات سلوكها الذى يصل به أحياناً إلى التفكير جدياً بشأن أن ينزل بها أشد انواع العقاب
فردت قائلة بهدوء :
–ربنا يهديها ديما طول عمرها دماغها كده فى حتة تانية
زفر جواد بقلة حيلة قائلا:
–دى هتشلنى يا أمى وهتموتنى ناقص عمر من عمايلها مبقاش ليا خلق لعمايلها دى
توقفت كريمة عن السير، فربتت على وجنة جواد قائلة بحب:
– بعد الشر عليك معلش يا حبيبى دى أمانة عندنا ثم انها لحمنا ودمنا منقدرش نسيبها لوحدها
أومأ جواد برأسه قائلاً بتفهم:
–عارف يا أمى وجميل عمى حسن فى رقبتى وهو ده اللى مسكتنى عليها مع أن أوقات كتير ببقى نفسى أكسر رقبتها وأرتاح منها
عادا للسير ثانية فنظرت إليه والدته قائلة:
–أنت مش ناوى تتجوز تانى يا جواد هتفضل كده طول عمرك رافض الجواز بعد موت شمس الله يرحمها
بعد سماع إسم زوجته الأولى ، تذكر تلك المرأة التى كان يحسده الجميع على إمتلاكها ، إمرأة جمعت جمال النساء بحُسنها ، أغرمت به منذ أن رأته صدفة بيوم صيفى أثناء قضاء عطلة لها بإحدى الدول الأوربية ، كان شاباً لم يتجاوز السادسة والعشرون من عمره ، رآها عدة مرات خلال تلك الفترة حتى ظن أنها تتبعه بكل مكان يذهب إليه ،حتى حانت اللحظة التى تقدمت منه تبدى إعجابها به ، تخبره أنها أغرمت به من النظرة الأولى تبدى رغبتها فى أن يتزوجها ،فلم يكن منه سوى الابتسام ظناً منه أنها تمازحه ، حتى توالت اللقاءات بينهم وتزوجوا بعد مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر منذ لقاءهم الأول
وصل لشاطئ بحر الذكريات بعد سباحته به لدقيقة أو دقيقتين فصمت لبرهة ، قبل أن يرد بحسم:
–هتجوز يا أمى متقلقيش اه وعلى فكرة أنا مسافر باريس بكرة عندى شغل ضرورى فعايزك تاخدى بالك من صحتك ومن الآنسة ديما على ما ارجع بس يارب مرجعش الاقيها عملالى ١٠٠ مصيبة
تمنت أن يكون جاداً بما قاله ،فهو منذ وفاة زوجته الأولى، لم يفكر بشأن الزواج مرة أخرى مكتفياً بإبنه ،حتى وقع ذلك الحادث الذي أنقضى بوفاة صغيره ، رفعت كفيها الناعمتين تحيط وجهه تنظر إليه قائلة بحنان:
–تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى بس مش عوايدك تسافر باريس أغلب سفرك لألمانيا
خشى أن تفطن والدته لتغيير وجهة سفره تلك المرة ، فلا أحد يعلم السبب الحقيقى لسفره لباريس سوى محاميه فقط ولايريد لأحد أخر أن يعرف بذلك الشأن
فتبسم بوجه والدته وهو يقول:
–علشان المرة دى فى باريس هعمل صفقة كويسة أوى يا أمى صفقة حياة أو موت
غمغم بشقه الاخير من جملته بخفوت لم يصل لمسامع والداته فهو لايريد إثارة قلقها أو خوفها فلو علمت بشأن ما يفكر به ستتبع كل السبل لمنعه، ولكنه لا يريد التراجع فنبع صبره قد نضب ولم يعد لديه طاقة للاحتمال أكثر من ذلك فإرتسم الغضب بعينيه وإستحال بياض عينيه للون الدامى، فظلت براكين الحزن والأسى والغضب تهدر بقلبه وسيعمل هو على إخمادها بيديه
__________
فى فرنسا وبالأخص تلك المدينة التى يطلق عليها مدينة الحب وعاصمة الموضة والعطور " باريس"
وبأحد النوادى الليلية ،عالم أخر من العربدة والسُكر والانحلال الخلقى ، جلس ذلك الشاب المدعو رامز يحتسى جرعات كثيرة من تلك الخمور التى يضعها أمامه النادل ،وهو يضحك ببلاهة ولكن تلك اليد التى حطت على كتفه جعلته يستدير برأسه ليرى من هذا
فإزدرد لعابه بتوتر شديد وخوف سكن بكل خلية من خلايا جسده قائلاً بشحوب وغمغمة:
–ههههو عرف مكانى إزاى
لم ينتظر ثانية أخرى ،فوثب عن مقعده وهرول راكضاً للخارج تحسس جيبه فلم يجد مفتاح السيارة فتذكر أنه كان موضوعاً أمامه على البار بجوار هاتفه أيضاً ،فلعن حظه وغباءه على فعلته تلك ،كلما نظر خلفه وجده يسير بخطوات واسعة يتبعه ،فأين يذهب هو الآن ،ولكن لحسن حظه أن البناية التى يقطن بها قريبة، وصل إليها فلم ينتظر المصعد الكهربائي فصعد الدرج يهرول مسرعاً حتى وصل للشقة ،أدار المفتاح بالباب ،فإبتسم بخفة ،فهو ينتظر أن يلج للداخل وسيهاتف الشرطة بأن هناك من يتبعه ويريد به السوء
ولج للداخل وقبل أن يغلق الباب وجد يد تمتد تحول بينه وبين إغلاقه فإرتد بخطواته للخلف يزدرد لعابه حتى شعر بجفاف بحلقه ،عندما حاول أن يصرخ وجد عدة رصاصات من سلاح نارى كاتم للصوت، تخترق جسده تخرسه عن التفوه بأى كلمة ،فسقط صريعاً مدرجاً بدماءه بعد لفظه أنفاسه الأخيرة
فى اليوم التالى بالقاهرة....
حدق بسام بذهول بالصحيفة التى يحملها بيده ،ليعاود الطرق على باب غرفة شقيقته ،كأن العالم اوشك على الفناء ، سمع صوت تالين من الداخل ،فأدار مقبض الباب يلج الغرفة مسرعاً، وأغلق الباب خلفه يصدر صريراً قوياً
إستدارت تالين برأسها لشقيقها تعقد حاجبيها من رؤية ذلك الخوف الذى عتم وجه بسام ،فخشيت أن يكون أصابه مكروه آخر ،فتركت مكانها تقترب منه قائلة بفزع:
–فى إيه يا إبنى داخل عليا كده وشكلك مخضوض زى ما يكون فى مصيبة حصلت تانى
مد بسام يده لها بالصحيفة ،فأخذتها منه ،تحدق به بغرابة مستطردة:
–فى إيه الجرنال خوفك أوى كده
أزدرد بسام لعابه قائلاً برجفة خوف:
–أقرى الخبر اللى منشور عندك فى الصفحة ده
حولت تالين بصرها عن شقيقها لترى ما هو ذلك الخبر الذى أثار الرعب بقلبه هكذا ،فتنقلت عينيها بين تلك الكلمات التى كُتبت " بالبنط العريض" وكل كلمة منها تثير الخوف والرعب
فلطمت تالين وجنتها قائلة بذهول:
–يا لهوى يا بسام إزاى ده حصل وأمتى
وضع بسام يده على فمه يكتم تلك الشهقة التى ستترافق مع عبراته من أثر ذلك الخبر السيئ الذى علماه للتو ،فعادت تالين تحدق بالجريدة تقرأ تفاصيل ذلك الخبر بدقة أكثر قائلة:
–مقتل رامز الزينى نجل رجل الأعمال طلعت الزينى بظروف غامضة بباريس، والقاتل مجهول ،فقد تم العثور على الجثمان بالشقة التى يقطنها بأحد البنايات مصاب بعدة طلقات نارية أودت بحياته على الفور ، ومن المفترض وصول الجثمان بالغد لاجراء مراسم الدفن بمصر بمقابر العائلة ، ولكن السؤال الذى حير المحققين من هو قاتل ذلك الشاب ؟ أو لما تم قتله بتلك الآونة وهو لم يدم على بقاءه بباريس سوى أيام قلائل
سقطت الصحيفة من يديها تلك المرة ، وتهاوى جسدها على مقعد خلفها ، وتلك الأفكار السوداء بدأت تعصف بعقلها ، هل من الممكن أن يكون قاتل ذلك الشاب هو جواد نفسه ، فهو مصر على أن يثأر لموت صغيره ، وهى تتذكر جيدها ذلك التهديد والوعيد بأن يعاقب كل من كان له يد فى ذلك الحادث الذى ألم به سابقاً
جلس بسام على حافة فراش شقيقته فخرجت كلماته مبعثرة كتماسكه الذى أنهار منذ علمه بشأن بحث جواد عنهم فهتف بتالين قائلاً:
–تالين تفتكرى أن اللى قتل رامز هو اللى اسمه جواد ده وممكن يقتلنى أنا كمان
بعد سماع حديث شقيقها ،رفعت رأسها تحملق به قائلة:
– ياما حذرتك من صحوبيتك ليه دا كان أكبر منك بكام سنة بس أنت اللى مكنتش بتسمع كلامى يا بسام وأدى أخرتها أهى واقعين فى مصايب بسببه الله يرحمه ويسامحه ثم إيه يا بنى اللى بتقوله ده جواد هيقتلك ليه ثم يعنى منعرفش مين اللى قتل رامز الله أعلم
فاشلة هى بالكذب ،فتلك الخاطرة تبادرت لذهنها منذ وقوع عينيها على تفاصيل الخبر ،ولكنها تحاول أن تطمئنه ،ولكن إرتجاف صوتها يظهر ما تضمره بداخلها ،فتركت مكانها تقترب منه تربت على كتفه فحاولت رسم إبتسامة خفيفة قائلة:
– يلا يا حبيبى روح أوضتك نام ومتخافش محدش هيقدر يقرب منك وبلاش خوفك الزيادة ده
نهض بسام من مكانه يحدج شقيقته بنظرة خائفة قبل أن يخرج من الغرفة ،فأرتمت تالين على فراشها تفكر متى سينتهى هذا الكابوس الذي تحيا به هى وشقيقها ؟ ، ولكنها تذكرت أن تلك المهلة التى أعطاها لها جواد ستنتهى فى القريب العاجل
____________
صدحت مكبرات الصوت بتلاوة آيات القرآن الكريم من أحد كبار القراء ،إصطف مجموعة من الرجال ،يصافحهم كل من أتى لتقديم خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد ،جلس طلعت الزينى بداخل تلك القاعة التى يقام بها مراسم العزاء فلم تكن قدماه تطاوعه على الوقوف منذ سماعه بشأن ما حدث لولده ،فهو منذ سماع ذلك النبأ وهو صامتاً ،فتلك الصدمة خلفت بنفسه إنكساراً وحسرة
وصل جواد بسيارته يصفها بجوار تلك السيارات التى ملأت المكان فترجل منها فأغلق أزرار سترته السوداء يتقدم بخطوات ثابتة ، فصافح الرجال يقدم تعازيه ومواساته، وأكمل طريقه حتى وصل للمقعد المجاور لمقعد طلعت
مد جواد يده يربت على ساق طلعت قائلاً:
–البقاء لله يا طلعت بيه شد حيلك
إلتفت إليه طلعت ،فتقابلت نظراتهم سوياً بصمت دام لبرهة وجيزة حتى بادر طلعت بالقول :
–ونعم بالله يا ابن النصراوى وليك عين تيجى تعزى كمان
مال جواد بجزعه قليلاً للأمام قائلاً ببرود:
–وأنا إيه اللى كاسر عينى يا طلعت بيه أنا جاى أعمل الواجب وأواسيك أصلا أنا حسيت باللى أنت حاسس بيه دلوقتى لما إبنى برضه راح قدام عينى ،شوفت بقى بتبقى حسرة ووجع قلب إزاى
ترك طلعت مقعده كمن لدغه عقرب يصيح بصوته قائلاً:
–أنت جاى فرحان فيا أنا عارف أن أنت أكيد ليك إيد فى قتل إبنى مش كده علشان تنتقم منه
إنتبه الجالسين على صياح طلعت، ومن ذلك القول الذى ألقاه بوجه جواد ،إلا أن جواد لم يكترث لصياحه ولقوله فهتف به قائلاً:
–ميصحش كده يا طلعت بيه أقعد أعصابك مينفعش اللى بتعمله ده
أشار طلعت بيديه لأحد رجاله ،فتقدم منه على الفور فأشار إليه قائلاً بغضب:
–خد البنى أدم ده من هنا حالاً يلا
عندما تقدم الرجل من جواد يريد وضع يده على ذراعه ليخرجه كما أمره سيده ، نفضها جواد بحدة وأستقام بوقفته قائلا:
–أنا ماشى يا طلعت بيه أنا بس حبيت أعمل الواجب شد حيلك والله يرحمه
لم يزد جواد كلمة أخرى وخرج من القاعة ، فتهاوى جسد طلعت على مقعده ومازال يحدق بأثر جواد ، ومن داخله يريد أن يمزقه أشلاء فغمغم لنفسه قائلاً:
–أصبر عليا يا أبن النصراوى أنا وأنت والزمن طويل إما خليتك تحصل إبنك وإبنى مبقاش أنا طلعت الزينى
قال وعيده وقبض على أحد كفيه بقوة يطيح بمحتوى المنضدة الصغيرة الموضوعة أمامه ليثير أنتباه الجالسين على تلك الجلبة ،فهب واقفاً يصيح بصوته الرخيم قائلاً:
– أنا مش عايز عزا من حد يلا كلكم أتفضلوا
أنفض الجمع بعد ما تفوه به طلعت ،فخرج كل من كان بالقاعة وكل منهم ينسج خيالاً وأقاويلاً حول ماحدث ،يكاد فضولهم يقتلهم لمعرفة سبب تلك المشادة الكلامية بين طلعت وجواد ،فهم لم يسمعوا يوماً بأنه يوجد خلاف بينهم ،فكل منهم يعمل بمجال لا يمت للأخر بصلة فكيف إجتمعا سوياً وحدث كل هذا ؟
____________
بالجامعة !!!
حاولت سمر بشتى الطرق أن تستقصى أى شئ تعلم به سبب ضيق صديقتها بتلك الآونة الأخيرة ، ولكن دائما ما تحاول تالين التهرب من إخبارها ، فهى تعلم أن سمر كاتمة أسرارها وصديقتها الصدوقة ،ولكن ما تحمله تلك الأيام من أفكار وهموم جعلتها غير راغبة فى أن تشارك إياها مع أحد
تأففت سمر قائلة:
–فى إيه يا بنتى بقى ما تقولى تعبتى أهلى معاكى
مسحت تالين وجهها براحتيها تزفر بخفوت قائلة:
–مفيش يا سمر قولتلك كل الموضوع أن الامتحانات خلاص الشهر الجاى وأنتى عارفة بخاف فمتشغليش بالك هبقى كويسة ما تروحى هاتيلنا حاجة ناكلها من الكافيتريا علشان جوعت ومش قادرة أقوم
تركت سمر مكانها قائلة :
–ماشى يا أختى هروح أجبلك تاكلى مش هتأخر
بعد ذهاب سمر ، لمحت تالين سيارة تقف بالقرب منها، نظرت إليها بعدم إكتراث بادئ الأمر ،ولكن أتسعت عيناها بعد رؤية من ترجل منها والذى لم يكن سوى جواد ،فأقترب منها ،ووضع نظارته الشمسية بمنتصف رأسه وعيناه مسلطتان على تلك التى إمتقع وجهها منذ رؤيته
فأفتر ثغره عن إبتسامة خفيفة وهو يقول بمكر:
–إزيك يا تالين أخبارك إيه
نضبت الدماء من وجهها، وأنزلقت نظراتها من وجهه إلى يديه ، ولا تعرف لما فعلت ذلك ، ولكن كأنها ترى كفيه يقطران دماً....
يتبع...!!!!
٤– « كفيه يقطران دماً »
علم أنها لم تكن توافق على ما أبداه من شروط فهو يعلم أيضاً بشأن خطبتها لرجل أخر ولكن لن يجعل أمر صفحه عن شقيقها بتلك السهولة التى تظنها
فتصنع الجهل قائلاً:
–وإيه سبب رفضك يا تالين ممكن أعرف، إيه مش عاجبك مثلاً ،شكلى مش حلو ،فقير ومش هعرف أصرف عليكى ،أنتى شايفة المستوى اللى أنا عايش فيه واللى هتبقى فيه لو وافقتى تتجوزينى يعنى أنتى الكسبانة ،اولاً مش هبلغ عن اخوكى ولا اتهمه ،ثانياً هتتجوزينى وفى غيرك كتير يتمنوا بس الفرصة دى
أمرضها غروره ، فاتسعت طاقتى أنفها كثور هائج قائلة:
–هو إحنا فى إيه ولا فى إيه حضرتك ،هو أنا جاية علشان حضرتك تتمنظر عليا بوسامتك وبفلوسك مفكرتش أن ممكن تكون ظروفى متسمحش أقبل بشرطك ده ولا عايز الدنيا تمشى على مزاجك أنت وبس ثم أنا مالى ما تخلى مراتك دى هى اللى تخلفلك الولد ده ايه الشرط العجيب ده
قطب جواد حاجبيه قائلا بتفكير:
– مراتى مين أنتى قصدك على مين
زفرت تالين بحنق وعقدت ساعديها قائلة بنفاذ صبر:
– مراتك مدام ديما اللى كانت هنا من شوية وبتقولك يا بيبى
حانت من إلتفاتة سريعة لمحياها الغاضب قائلاً بصوت رزين:
–ومين قالك أساساً إن ديما تبقى مراتى
رفعت شفتها العليا قائلة بإمتعاض وسخرية:
– أومال هتكون مين مرات الجيران مثلاً
حدق بها بنظرة ساخرة قائلاً:
– أنتى ظريفة أوى على فكرة قولتلك أن ديما مش مراتى ايه مش فاهمة
خشيت تصديق تلك الخاطرة ،التى تبادرت لذهنها منذ تلك الوهلة الأولى التى أعلن بها أن ديما ليست زوجته، فهل هو يشبه أفراد المجتمع المخملى الذى ينحرف بعضهم عن التقويم السليم منتهجين نهج الغرب، وأن ديما ربما تكون خليلته وتعيش معه بمنزل واحد بدون ميثاق شرعى
فندت عنها رجفة خفيفة بصوتها قائلة بذهول:
–استغفر الله العظيم بتقول عليها مش مراتك وهى بتدلع كده وماشية كده قدامك عادى انت عايش معاها فى الحرام مش كده تبقى عشيقتك
أتسعت حدقتيه ورمش بعينيه عدة مرات قائلاً بغرابة:
– عايش معاها فى الحرام ! ، إيه شغل الافلام الهابطة ده ودماغك الغريبة دى أنتى مفكرانى إيه
لوت تالين فمها قائلة بنزق:
–طب هى بسلامتها تبقى مين علشان نزداد شرف بمعرفتها هى كمان
رد جواد قائلاً ببرود:
– تبقى قريبتى تقدرى تقولى بنت عمى فهمتى
تقطيبة خفيفة بين حاجبيها أنبأته أن ربما لا تصدق ما أخبرها به ولكنه ليس مجبراً على تقديم تبرير لكل شئ يخصه الآن عندما حاول فتح فمه للحديث وجدها تسبقه القول قائلة :
–مامت الولد فين
تحول بصره عنها قائلاً بخفوت :
–الله يرحمها ماتت وهى بتولده يعنى هى ملحقتش حتى تشوفه
لعابها الذى أزدرته لم يزدها سوى حنق على ما يحدث، فحاولت أخباره بأسباب إمتناعها عن قبول ذلك الشرط فحمحمت قائلة بصوت مرتجف:
–أنا مخطوبة وخلاص فاضل كام شهر وهتجوز فأظن كده عرفت أن شرطك مرفوض ومش بإمكانى أن أنفذه
حدق بها بتسلية قائلاً:
–عارف أنك مخطوبة مش إسمه مروان برضه
زوت ما بين حاجبيها قائلة بدهشة :
– وأنت عرفت منين إسمه
صمت قليلاً ،يدلك مؤخرة عنقه ،يراقب تعبير وجهها الممتقع منذ إملاءه شروطه عليها فهتف ببرود قائلاً:
– أنا تقريبا عرفت كل حاجة عنك من يوم ما تولدتى لحد دلوقتى يا تالين
كمن يشعر بالانتشاء كلما زاد حنقها ، فحاولت مجاراة سخريته المبطنة التى تجلت بوضوح فى حديثه ،
فحدقت به من رأسه لأخمص قدميه تزجره بنظراتها المستاءة قائلة:
– والله أنت كنت عامل عنى تحريات بقى وعرفت عنى كل حاجة ومعرفتش ان أنا من النوع اللى مبيحبش حد يمشى كلامه عليه عرفتها دى ولا معرفتهاش
زاد الموقف تأزماً بعلو صوتها ، فقابل حديثها بالشىء الذى يتقنه جيداً ،ألا وهو السخرية ،فاستند على حافة المكتب يميل برأسه قليلاً للأمام قائلاً:
– عرفت ده دلوقتى فإيه رأيك بقى أنتى قصاد حرية أخوكى وده أخر كلام عندى ومعنديش غيره
أشتعلت عيناها بنيران الغضب قائلة بتبرم:
– ده اسمه استغلال وابتزاز أنت واحد مستغل وميهمكش غير نفسك ومصلحتك بس وميهمكش حاجة تانية
إبتسم قائلاً بسخرية:
– سميه زى ما تسميه وأنا قولتلك ده اخر كلام عندى خلاص
ردت تالين قائلة بصوت حاولت أن يخرج هادئاً:
– وأنا آسفة مش موافقة انا مخطوبة ومبسوطة مع خطيبى شوفلك حد غيرى ينفذ شرطك
ترك مكانه وأستقام بوقفته يحدق بساعة معصمه قائلاً:
– خلاص انتى حرة ومترجعيش تندمى بعدين على اللى هعمله أنا أديتك الحل أنتى مش موافقة خلاص براحتك
حدقت به بشك وريبة قائلة:
– انت هتعمل ايه تقصد إيه بكلامك ده مش فاهمة
وضع احدى يديه على مقدمه سحاب كنزته قائلاً:
– خليها مفاجأة يا تالين بس مظنش أنها هتعجبك بس أنا هديكى فرصة لأخر الاسبوع ده علشان تفكرى وبعدين تقولى قرارك الأخير و مع السلامة علشان أنا حالياً مش فاضى ورايا مواعيد كتير
رفع يده يشير تجاه الباب ، فكم رغبت هى فى سبه ولعنه بسبب فظاظته ،أخذت حقيبتها وخرجت مهرولة من غرفة المكتب حتى وصلت للخارج ،داهمت الدموع مقلتيها، فلم تفلح بكبتها فإستدارات برأسها تنظر حولها كأنها فقدت الطريق ولكنها رفعت إحدى ساعديها تشير لسيارة أجرة لتعود لمنزلها تحمل شرطاً وتهديداً خفى .
لاتعرف كم أستغرقت وقتاً ،حتى أدارت المفتاح بالباب ،فولجت للداخل وأغلقت الباب خلفها ،فوجدت شقيقها ينتظرها يهرول بخطواته إليها ،ترى على وجهه تلهفه لمعرفة إلى ما ألت إليه الأمور
فسألها بسام قائلاً:
– عملتى ايه يا تالين عنده ردى عليا
تأففت تالين قائلة:
– عمله أسود ومنيل ياريت ما كنت قابلته ولا شوفته
قطب بسام حاجبيه بغرابة قائلا:
– ليه فى إيه اللى حصل المرة دى هو قالك حاجة
عندما تذكرت ما أخبرها به ،شعرت بأن قدميها غير قادرة على حملها فتهاوى جسدها على مقعد خلفها تسقط حقيبتها بجانب قدمها فزفرت بخفوت قائلة:
– عايزنى أتجوزه يا بسام وأخلفله ولد بدل اللى مات هو ده شرطه الوحيد علشان ما يبلغش عنك أو يحبسك
ظنت أنه لم يسمع ما تفوهت به ،ولكن وجدته يهتف بصوت فزع قائلاً:
– تالين أنتى بتقولى ايه أنتى بتتكلمى جد إزاى يطلب منك كده وأنتى قولتيله إيه
تركت مكانها وهى تسحب حجاب رأسها كأنها تشعر بالاختناق فخرج صوتها متحشرجاً من تلك الغصة التى علقت بحلقها فردت قائلة:
–قولتله مش موافقة بس هو مش مقتنع برفضى ده وقالى قدامى لاخر الاسبوع أفكر والا هيتصرف معاك تصرف هيندمنى بيه فأنا حالياً مش قادرة أفكر وعايزة أنام دماغى هتنفجر
قبل أن يجيبها شقيقها على ما قالت ، سارت بخطوات متثاقلة حتى وصلت إلى غرفتها ،أغلقت الباب خلفها وأرتمت على السرير تدفن وجهها بوسادتها رغبة منها فى أن تنال قسط من الراحة ،فربما عندما تفيق تجد حلاً لذلك المأزق الذى وضعها به جواد من مقابلتها الثانية معه
_________
باليوم التالى مساءاً
ولج جواد للمنزل بسيارته ، فصفها بالمرآب فأثناء مروره بالحديقة وجد والداته تعتنى بزهورها الخاصة ، فأقترب منها باسماً يقبلها على وجنتها قائلا:
–مساء الخير يا أمى
إبتسمت له كريمة تمد يدها له بإحدى الورود قائلة بحنان:
–مساء الورد يا حبيبى ،دى وردتك اللى بتحبها أهى
أخذ من يدها الوردة يبتسم لها فتحسس وريقاتها الناعمة فأنزلق إصبعه على ساقها ،فأنغرست إحدى أشواكها به فتأوه بصوت منخفض لم تلاحظه والداته التى عادت لتنسيق الورود خاصتها ،فهى تفعل ذلك عادة قبل نومها ،كأن تلك الورود والزهور ،جواهر نفيسة تطمأن عليها قبل أن تخلد لنومها
رفع إصبعه يرى الدماء المنبثقة منه فهتف بصوت هامس:
–تالين
أتى على ذكرها ،فهى تشبه تلك الوردة جميلة المرآى ،حادة وشرسة الطباع ، فمضى يوم على تلك المهلة المحددة ولم يتبقى سوى أيام قليلة لمعرفة قرارها بشأن تلك الزيجة
إستدارت إليه والداته قائلة بتساؤل:
–جواد مين البنت اللى جاتلك مرتين هنا وقالتلى عليها ديما
همس بقرارة نفسه قائلاً:
–دى هتبقى مرات إبنك
فعاد وجلى صوته قائلاً بصوت رزين:
– دى واحدة كانت جاية بخصوص موضوع كده متشغليش بالك يا أمى يلا بينا علشان نتعشى وهى فين ديما أوعى تكون خرجت يا أمى من غير ما أعرف
أومأت كريمة برأسها رفضاً باسمة المحيا كعادتها وهى تقول:
–لاء مخرجتش كانت بتلعب رياضة فى الجيم بتاعك جوا
جذب يد والدته يقبلها قبل أن يجعلها تتأبط ذراعه قائلاً:
–طب يلا ندخل زمانها بوظتلى كل حاجة لو قعدت ساكتة شوية يجرالها حاجة
أفلتت ضحكة عالية من كريمة ،تربت على ذراع ولدها بمواساة فهى تعلم ما يعانيه من دلال ديما الزائد عن الحدود المتعارف عليها، ربما بالنسبة له كرجل لا يهوى أن تخالف قرار أصدره بشأن إنفلات سلوكها الذى يصل به أحياناً إلى التفكير جدياً بشأن أن ينزل بها أشد انواع العقاب
فردت قائلة بهدوء :
–ربنا يهديها ديما طول عمرها دماغها كده فى حتة تانية
زفر جواد بقلة حيلة قائلا:
–دى هتشلنى يا أمى وهتموتنى ناقص عمر من عمايلها مبقاش ليا خلق لعمايلها دى
توقفت كريمة عن السير، فربتت على وجنة جواد قائلة بحب:
– بعد الشر عليك معلش يا حبيبى دى أمانة عندنا ثم انها لحمنا ودمنا منقدرش نسيبها لوحدها
أومأ جواد برأسه قائلاً بتفهم:
–عارف يا أمى وجميل عمى حسن فى رقبتى وهو ده اللى مسكتنى عليها مع أن أوقات كتير ببقى نفسى أكسر رقبتها وأرتاح منها
عادا للسير ثانية فنظرت إليه والدته قائلة:
–أنت مش ناوى تتجوز تانى يا جواد هتفضل كده طول عمرك رافض الجواز بعد موت شمس الله يرحمها
بعد سماع إسم زوجته الأولى ، تذكر تلك المرأة التى كان يحسده الجميع على إمتلاكها ، إمرأة جمعت جمال النساء بحُسنها ، أغرمت به منذ أن رأته صدفة بيوم صيفى أثناء قضاء عطلة لها بإحدى الدول الأوربية ، كان شاباً لم يتجاوز السادسة والعشرون من عمره ، رآها عدة مرات خلال تلك الفترة حتى ظن أنها تتبعه بكل مكان يذهب إليه ،حتى حانت اللحظة التى تقدمت منه تبدى إعجابها به ، تخبره أنها أغرمت به من النظرة الأولى تبدى رغبتها فى أن يتزوجها ،فلم يكن منه سوى الابتسام ظناً منه أنها تمازحه ، حتى توالت اللقاءات بينهم وتزوجوا بعد مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر منذ لقاءهم الأول
وصل لشاطئ بحر الذكريات بعد سباحته به لدقيقة أو دقيقتين فصمت لبرهة ، قبل أن يرد بحسم:
–هتجوز يا أمى متقلقيش اه وعلى فكرة أنا مسافر باريس بكرة عندى شغل ضرورى فعايزك تاخدى بالك من صحتك ومن الآنسة ديما على ما ارجع بس يارب مرجعش الاقيها عملالى ١٠٠ مصيبة
تمنت أن يكون جاداً بما قاله ،فهو منذ وفاة زوجته الأولى، لم يفكر بشأن الزواج مرة أخرى مكتفياً بإبنه ،حتى وقع ذلك الحادث الذي أنقضى بوفاة صغيره ، رفعت كفيها الناعمتين تحيط وجهه تنظر إليه قائلة بحنان:
–تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى بس مش عوايدك تسافر باريس أغلب سفرك لألمانيا
خشى أن تفطن والدته لتغيير وجهة سفره تلك المرة ، فلا أحد يعلم السبب الحقيقى لسفره لباريس سوى محاميه فقط ولايريد لأحد أخر أن يعرف بذلك الشأن
فتبسم بوجه والدته وهو يقول:
–علشان المرة دى فى باريس هعمل صفقة كويسة أوى يا أمى صفقة حياة أو موت
غمغم بشقه الاخير من جملته بخفوت لم يصل لمسامع والداته فهو لايريد إثارة قلقها أو خوفها فلو علمت بشأن ما يفكر به ستتبع كل السبل لمنعه، ولكنه لا يريد التراجع فنبع صبره قد نضب ولم يعد لديه طاقة للاحتمال أكثر من ذلك فإرتسم الغضب بعينيه وإستحال بياض عينيه للون الدامى، فظلت براكين الحزن والأسى والغضب تهدر بقلبه وسيعمل هو على إخمادها بيديه
__________
فى فرنسا وبالأخص تلك المدينة التى يطلق عليها مدينة الحب وعاصمة الموضة والعطور " باريس"
وبأحد النوادى الليلية ،عالم أخر من العربدة والسُكر والانحلال الخلقى ، جلس ذلك الشاب المدعو رامز يحتسى جرعات كثيرة من تلك الخمور التى يضعها أمامه النادل ،وهو يضحك ببلاهة ولكن تلك اليد التى حطت على كتفه جعلته يستدير برأسه ليرى من هذا
فإزدرد لعابه بتوتر شديد وخوف سكن بكل خلية من خلايا جسده قائلاً بشحوب وغمغمة:
–ههههو عرف مكانى إزاى
لم ينتظر ثانية أخرى ،فوثب عن مقعده وهرول راكضاً للخارج تحسس جيبه فلم يجد مفتاح السيارة فتذكر أنه كان موضوعاً أمامه على البار بجوار هاتفه أيضاً ،فلعن حظه وغباءه على فعلته تلك ،كلما نظر خلفه وجده يسير بخطوات واسعة يتبعه ،فأين يذهب هو الآن ،ولكن لحسن حظه أن البناية التى يقطن بها قريبة، وصل إليها فلم ينتظر المصعد الكهربائي فصعد الدرج يهرول مسرعاً حتى وصل للشقة ،أدار المفتاح بالباب ،فإبتسم بخفة ،فهو ينتظر أن يلج للداخل وسيهاتف الشرطة بأن هناك من يتبعه ويريد به السوء
ولج للداخل وقبل أن يغلق الباب وجد يد تمتد تحول بينه وبين إغلاقه فإرتد بخطواته للخلف يزدرد لعابه حتى شعر بجفاف بحلقه ،عندما حاول أن يصرخ وجد عدة رصاصات من سلاح نارى كاتم للصوت، تخترق جسده تخرسه عن التفوه بأى كلمة ،فسقط صريعاً مدرجاً بدماءه بعد لفظه أنفاسه الأخيرة
فى اليوم التالى بالقاهرة....
حدق بسام بذهول بالصحيفة التى يحملها بيده ،ليعاود الطرق على باب غرفة شقيقته ،كأن العالم اوشك على الفناء ، سمع صوت تالين من الداخل ،فأدار مقبض الباب يلج الغرفة مسرعاً، وأغلق الباب خلفه يصدر صريراً قوياً
إستدارت تالين برأسها لشقيقها تعقد حاجبيها من رؤية ذلك الخوف الذى عتم وجه بسام ،فخشيت أن يكون أصابه مكروه آخر ،فتركت مكانها تقترب منه قائلة بفزع:
–فى إيه يا إبنى داخل عليا كده وشكلك مخضوض زى ما يكون فى مصيبة حصلت تانى
مد بسام يده لها بالصحيفة ،فأخذتها منه ،تحدق به بغرابة مستطردة:
–فى إيه الجرنال خوفك أوى كده
أزدرد بسام لعابه قائلاً برجفة خوف:
–أقرى الخبر اللى منشور عندك فى الصفحة ده
حولت تالين بصرها عن شقيقها لترى ما هو ذلك الخبر الذى أثار الرعب بقلبه هكذا ،فتنقلت عينيها بين تلك الكلمات التى كُتبت " بالبنط العريض" وكل كلمة منها تثير الخوف والرعب
فلطمت تالين وجنتها قائلة بذهول:
–يا لهوى يا بسام إزاى ده حصل وأمتى
وضع بسام يده على فمه يكتم تلك الشهقة التى ستترافق مع عبراته من أثر ذلك الخبر السيئ الذى علماه للتو ،فعادت تالين تحدق بالجريدة تقرأ تفاصيل ذلك الخبر بدقة أكثر قائلة:
–مقتل رامز الزينى نجل رجل الأعمال طلعت الزينى بظروف غامضة بباريس، والقاتل مجهول ،فقد تم العثور على الجثمان بالشقة التى يقطنها بأحد البنايات مصاب بعدة طلقات نارية أودت بحياته على الفور ، ومن المفترض وصول الجثمان بالغد لاجراء مراسم الدفن بمصر بمقابر العائلة ، ولكن السؤال الذى حير المحققين من هو قاتل ذلك الشاب ؟ أو لما تم قتله بتلك الآونة وهو لم يدم على بقاءه بباريس سوى أيام قلائل
سقطت الصحيفة من يديها تلك المرة ، وتهاوى جسدها على مقعد خلفها ، وتلك الأفكار السوداء بدأت تعصف بعقلها ، هل من الممكن أن يكون قاتل ذلك الشاب هو جواد نفسه ، فهو مصر على أن يثأر لموت صغيره ، وهى تتذكر جيدها ذلك التهديد والوعيد بأن يعاقب كل من كان له يد فى ذلك الحادث الذى ألم به سابقاً
جلس بسام على حافة فراش شقيقته فخرجت كلماته مبعثرة كتماسكه الذى أنهار منذ علمه بشأن بحث جواد عنهم فهتف بتالين قائلاً:
–تالين تفتكرى أن اللى قتل رامز هو اللى اسمه جواد ده وممكن يقتلنى أنا كمان
بعد سماع حديث شقيقها ،رفعت رأسها تحملق به قائلة:
– ياما حذرتك من صحوبيتك ليه دا كان أكبر منك بكام سنة بس أنت اللى مكنتش بتسمع كلامى يا بسام وأدى أخرتها أهى واقعين فى مصايب بسببه الله يرحمه ويسامحه ثم إيه يا بنى اللى بتقوله ده جواد هيقتلك ليه ثم يعنى منعرفش مين اللى قتل رامز الله أعلم
فاشلة هى بالكذب ،فتلك الخاطرة تبادرت لذهنها منذ وقوع عينيها على تفاصيل الخبر ،ولكنها تحاول أن تطمئنه ،ولكن إرتجاف صوتها يظهر ما تضمره بداخلها ،فتركت مكانها تقترب منه تربت على كتفه فحاولت رسم إبتسامة خفيفة قائلة:
– يلا يا حبيبى روح أوضتك نام ومتخافش محدش هيقدر يقرب منك وبلاش خوفك الزيادة ده
نهض بسام من مكانه يحدج شقيقته بنظرة خائفة قبل أن يخرج من الغرفة ،فأرتمت تالين على فراشها تفكر متى سينتهى هذا الكابوس الذي تحيا به هى وشقيقها ؟ ، ولكنها تذكرت أن تلك المهلة التى أعطاها لها جواد ستنتهى فى القريب العاجل
____________
صدحت مكبرات الصوت بتلاوة آيات القرآن الكريم من أحد كبار القراء ،إصطف مجموعة من الرجال ،يصافحهم كل من أتى لتقديم خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد ،جلس طلعت الزينى بداخل تلك القاعة التى يقام بها مراسم العزاء فلم تكن قدماه تطاوعه على الوقوف منذ سماعه بشأن ما حدث لولده ،فهو منذ سماع ذلك النبأ وهو صامتاً ،فتلك الصدمة خلفت بنفسه إنكساراً وحسرة
وصل جواد بسيارته يصفها بجوار تلك السيارات التى ملأت المكان فترجل منها فأغلق أزرار سترته السوداء يتقدم بخطوات ثابتة ، فصافح الرجال يقدم تعازيه ومواساته، وأكمل طريقه حتى وصل للمقعد المجاور لمقعد طلعت
مد جواد يده يربت على ساق طلعت قائلاً:
–البقاء لله يا طلعت بيه شد حيلك
إلتفت إليه طلعت ،فتقابلت نظراتهم سوياً بصمت دام لبرهة وجيزة حتى بادر طلعت بالقول :
–ونعم بالله يا ابن النصراوى وليك عين تيجى تعزى كمان
مال جواد بجزعه قليلاً للأمام قائلاً ببرود:
–وأنا إيه اللى كاسر عينى يا طلعت بيه أنا جاى أعمل الواجب وأواسيك أصلا أنا حسيت باللى أنت حاسس بيه دلوقتى لما إبنى برضه راح قدام عينى ،شوفت بقى بتبقى حسرة ووجع قلب إزاى
ترك طلعت مقعده كمن لدغه عقرب يصيح بصوته قائلاً:
–أنت جاى فرحان فيا أنا عارف أن أنت أكيد ليك إيد فى قتل إبنى مش كده علشان تنتقم منه
إنتبه الجالسين على صياح طلعت، ومن ذلك القول الذى ألقاه بوجه جواد ،إلا أن جواد لم يكترث لصياحه ولقوله فهتف به قائلاً:
–ميصحش كده يا طلعت بيه أقعد أعصابك مينفعش اللى بتعمله ده
أشار طلعت بيديه لأحد رجاله ،فتقدم منه على الفور فأشار إليه قائلاً بغضب:
–خد البنى أدم ده من هنا حالاً يلا
عندما تقدم الرجل من جواد يريد وضع يده على ذراعه ليخرجه كما أمره سيده ، نفضها جواد بحدة وأستقام بوقفته قائلا:
–أنا ماشى يا طلعت بيه أنا بس حبيت أعمل الواجب شد حيلك والله يرحمه
لم يزد جواد كلمة أخرى وخرج من القاعة ، فتهاوى جسد طلعت على مقعده ومازال يحدق بأثر جواد ، ومن داخله يريد أن يمزقه أشلاء فغمغم لنفسه قائلاً:
–أصبر عليا يا أبن النصراوى أنا وأنت والزمن طويل إما خليتك تحصل إبنك وإبنى مبقاش أنا طلعت الزينى
قال وعيده وقبض على أحد كفيه بقوة يطيح بمحتوى المنضدة الصغيرة الموضوعة أمامه ليثير أنتباه الجالسين على تلك الجلبة ،فهب واقفاً يصيح بصوته الرخيم قائلاً:
– أنا مش عايز عزا من حد يلا كلكم أتفضلوا
أنفض الجمع بعد ما تفوه به طلعت ،فخرج كل من كان بالقاعة وكل منهم ينسج خيالاً وأقاويلاً حول ماحدث ،يكاد فضولهم يقتلهم لمعرفة سبب تلك المشادة الكلامية بين طلعت وجواد ،فهم لم يسمعوا يوماً بأنه يوجد خلاف بينهم ،فكل منهم يعمل بمجال لا يمت للأخر بصلة فكيف إجتمعا سوياً وحدث كل هذا ؟
____________
بالجامعة !!!
حاولت سمر بشتى الطرق أن تستقصى أى شئ تعلم به سبب ضيق صديقتها بتلك الآونة الأخيرة ، ولكن دائما ما تحاول تالين التهرب من إخبارها ، فهى تعلم أن سمر كاتمة أسرارها وصديقتها الصدوقة ،ولكن ما تحمله تلك الأيام من أفكار وهموم جعلتها غير راغبة فى أن تشارك إياها مع أحد
تأففت سمر قائلة:
–فى إيه يا بنتى بقى ما تقولى تعبتى أهلى معاكى
مسحت تالين وجهها براحتيها تزفر بخفوت قائلة:
–مفيش يا سمر قولتلك كل الموضوع أن الامتحانات خلاص الشهر الجاى وأنتى عارفة بخاف فمتشغليش بالك هبقى كويسة ما تروحى هاتيلنا حاجة ناكلها من الكافيتريا علشان جوعت ومش قادرة أقوم
تركت سمر مكانها قائلة :
–ماشى يا أختى هروح أجبلك تاكلى مش هتأخر
بعد ذهاب سمر ، لمحت تالين سيارة تقف بالقرب منها، نظرت إليها بعدم إكتراث بادئ الأمر ،ولكن أتسعت عيناها بعد رؤية من ترجل منها والذى لم يكن سوى جواد ،فأقترب منها ،ووضع نظارته الشمسية بمنتصف رأسه وعيناه مسلطتان على تلك التى إمتقع وجهها منذ رؤيته
فأفتر ثغره عن إبتسامة خفيفة وهو يقول بمكر:
–إزيك يا تالين أخبارك إيه
نضبت الدماء من وجهها، وأنزلقت نظراتها من وجهه إلى يديه ، ولا تعرف لما فعلت ذلك ، ولكن كأنها ترى كفيه يقطران دماً....
يتبع...!!!!
الاكثر قراءة هذا الشهر :
موعد البارت الجديد الساعة ( 4 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية أصبحت اسيرته البارت الرابع ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية اصبحت اسيرته البارت الخامس أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية أصبحت أسيرته ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .