نقدم اليوم احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل التاسع من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل التاسع
الفصل التاسع
تنهد بعمق ثم نظر له قائلا بثبات :-
أبدا دول عيلين ضايقوا أختى وبنت عمى فبعلمهم الأدب .
هز رأسه بعدم إقتناع قائلا :-بس ؟
أجابه بهدوء :- فى حاجة كنت عاوز أتأكد من إنهم ليهم يد فيها ولا لا ...
هتف طارق بتعجب :- كلامك بقى كله الغاز يا صاحبي.
ضحك إياد بخفوت قائلا :- مش حكاية ألغاز يا طارق بس الموضوع ما يخصنيش أو بمعنى أصح مليش صلاحيات إنى أتدخل واحكى فيه لحد تانى أيا كان مكانته عندى لإنها حاجة مش خاصة بيا ....
هتف طارق بتفهم:- ماشى يا إياد واسف على تطفلى دة يا سيدي. ..
ضحك بخفوت قائلا :- لا مش تطفل منك ولا حاجة. ...
هتف بمرح :- بس إيه يا عم عدمت العيال العافية وموديهم الكلية تانى بمناظرهم دى؟
هتف بتشفى :- أحسن علشان يفهموا إن بنات الناس مش لعبة يتسلوا بيها شوية وبعدين يرموها.
ضحك عاليا وهو يقول :- بس متنساش اختك عملت الواجب. هههههه هذا الشبل من ذاك الأسد.
هتف بغيظ :- ما أنا كمان شديتلها ودانها عاملالى فيها الشحات مبروك الهانم. ...
ضحك طارق قائلا :- يا عم هى هتجيبه من برة من شابه أخاه فما ظلم.(بقلم زكية محمد ) مفيش فيكوا إلا الواد زياد دماغ كدة إيه آخر مسخرة والله وحشتنى القاعدة معاه. .
هتف بوجه ممتعض :- أهو متلقح تعالاله في فى الوقت اللى يعجبك.
هتف بمرح :- طيب يلا نتصرف في المصيبة اللى معانا دى يا أخويا ونرجع على القسم. ..
هتف إياد بجدية :- يلا علشان كمان نشوف الحكاية اللى مجننانى دى.
مط شفتيه بعدم معرفة قائلا :- هى فعلا حاجة غريبة إزاى بيعرفوا تحركاتنا في كل عملية بننوى نقبض عليهم فيها.
هز رأسه بإصرار قائلا :- دة اللى هعرفه وهعرف مين اللى بيشتغل لحسابهم ولو وقع تحت ايدى يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم.
قال ذلك ثم إنطلق بالسيارة مسرعا نحو مقر عمله.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان المشفى على قدم وساق فمنذ أن أتى فارس ابن مالك المشفى وابنة عمته حدثت حالة إستنفار بالمكان.
هرولت لمار ودموعها الغزيرة فقط من تتحدث وإلى جوارها تسنيم التى لم يقل حالها عنها شئ فى بهو المشفى وتوجهن لغرفة الاستعلام وما إن علمن بأى طابق يتواجدوا فيه أسرعوا يسابقن الزمن للوصول للإطمئنان على ابنائنهن.
بالأعلى كان مراد ومعتز يقفون بقلق بالغ على أبنائهم. .....
وما هى إلا ثوان حتى سمعوا خطوات مهرولة ناحيتهم وما إن وصلن. ..
صرخت لمار قائلة :- هما فين؟ وحصلهم إيه؟
هتفت تسنيم بدورها :- إتكلموا بالله عليكم هما كويسين مش كدة؟
هتف مراد بهدوء مغاير :- اطمنوا كويسين إن شاء الله متقلقوش ...
هتفت لمار بتوسل :- كويسين بجد؟
اومأ رأسه بتأكيد قائلا :- إن شاء الله كويسين محدش طلع من أوضة العمليات لحد دلوقتى ادعى وقولى يارب.
رفعت انظارها للأعلى قائلة برجاء :- يارب. .يارب نجيهم يارب. ...
توجه مراد ناحية معتز قائلا :- تعالى يا معتز إقعد وارتاح دة مش كويس علشانك .
هتف بنظرات زائغة :- لا لا أنا كويس كدة لما يطلعوا يطمنونا الأول.
وقف الأربعة يناجوا ربهم أن يخرجوا لهم سالمين. .
بعد بعض الوقت خرج الطبيب من الغرفة فاسرعوا عليه يلقوا عليهم سؤال تلو الآخر دون توقف. ..
هتفت تسنيم:- عاملين إيه يا دكتور؟
هتفت لمار خلفها :- بالله عليك طمنا عليهم. .
هتف الطبيب مقاطعا إياهم :- يا جماعة متقلقوش مفيش حاجة مستاهلة القلق دة كله.
هتف مراد بهدوء :- معلش طمنا وسيبنا إحنا للى يستاهل وما يستاهلش.
أردف الطبيب بعملية :- الأستاذ اللى جه في الحادثة دماغه إتخبطت وخد ست غرز ويدوب شوية ردود فى وشه وباقى جسمه وكسر خفيف فى رجله هيخف بسرعة بإذن الله .
و اللى معاه محصلهاش حاجة نهائى لإنها كانت في الكرسي اللى من ورا بس عندها صدمة عصبية شوية من اللى حصل وأديتها حقنة مهدئة. ..
هتف معتز بلهفة :- طيب نقدر نشوفهم يا دكتور؟
تحدث الطبيب بعملية :- اه عادى الولد فايق وصاحى جوة بس البنت نايمة في الأوضة اللى جنبه عن أذنكم. .
رحل الطبيب وتوجهوا للإطمئنان عليهم. ...
بغرفة فارس دلف مراد ولمار التى ما إن دلفت حتى ركضت نحو إبنها الذى كان يجلس نصف جلسة على الفراش وأحتضنته بقوة قائلة ببكاء :- ألف سلامة عليك يا حبيبى كنت هموت من الخوف عليك. ...
تحامل على نفسه وابتسم بخفوت :- الله يسلمك يا أمى بعد الشر عنك يا حبيبتى متخافيش أنا كويس أهو. .
أحتضنت وجهه بكفيها قائلة :- الحمد لله. .الحمد لله إنك كويس. ..بس بردو إنت واخد غرز كتير.
ضحك مراد قائلا :- جرى إيه يا لمار ابنك راجل بردو مش عيل. وأوعى بقى خلينى أشوف ابنى. ...
إبتعدت قليلا فجلس قبالته واحتضنه ثم ربت على كتفه قائلا :- حمدا لله على سلامتك يا ابنى. ..
هتف بإبتسامة :- الله يسلمك يا بابا. ..بابا حبيبة عاملة إيه دلوقت؟
أجابه بنبرة هادئة :- متقلقش هى كويسة خالص محصلهاش حاجة. ..
سأله بتعجب :- اومال هى فين طالما كويسة؟
أردف بهدوء وحذر :- هى بس نايمة بعد ما أدوها حقنة مهدئة الدكتور قال إنها اتعرضت لصدمة عصبية. .
أردف بقلق بالغ :- إزاى دة ؟ بابا أنا عاوز أشوفها . أرجوك. ....
أردف بهدوء وحزم :- قولتلك نايمة لما تصحى يبقى يحلها حلال هنروح نشوفها انا ووالدتك وإياك إياك يا فارس تقوم من مكانك إرتاح دلوقتى. ...
جز على أسنانه بغيظ وتمدد للخلف والقلق ينهشه عليها فبسبب غبائه وغبائها كادوا أن يفقدوا حياتهم. .......
بالغرفة المجاورة كانت تسنيم تجلس إلى جوار إبنتها وتحتضن يدها وتقبلها بدموع ومعتز الذى ينظر لها بقلق عليها. ..
هتف في محاولة لطمئنة تسنيم وهو بحاجة لها أكبر منها :-
متقلقيش هتكون كويسة إن شاء الله. ..
هتفت بدموع :- أنا خايفة عليها مش عاجبنى سكوتها دة خليها تصحى تطمنى عليها. .
أردف بهدوء :- أصحيها إزاى بس لما تنتهى مفعول الحقنة هتفوق لوحدها إن شاء الله.
هتفت برجاء بداخلها :- يارب تفوق بالسلامة وخليك معاها يارب. ....
تنهد معتز بعدم إرتياح فالقلق يعصف به على ابنته بعدما علم إنها إنهارت عصبيا فأخذ يعد الدقائق إنتظارا لإستيقاظها ليرى إلى أى حالة وصلت بها تلك الصدمة. ....
إنتبهوا لطرقات الباب فأذنوا بالدخول فدلف كلا من مراد ولمار. ....
هتف مراد وهو ينظر لها بحزن :- عاملة إيه؟
هتف معتز :- زى ما إنت شايف مستنينها تصحى وفارس انتوا سبتوه ليه؟
ربت على كتفه قائلا :- جينا نشوف حبيبة هو كويس. لمار روحيله لأحسن انا عارفه عنيد. .
أومأت بموافقة ورحلت فهتف معتز :- روحى يا تسنيم شوفى فارس علشان تيجى وأنا أروحله. .
أومأت برأسها بصمت ثم غادرت الغرفة ولحقت بلمار .
بينما بقى مراد ومعتز يطالعانها بإنتباه وإنتظار أن تفتح عيناها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت همس بغرفتها على فراشها تبكى كعادتها فمنذ ذلك الحادث وهى لا تعرف شيئا غيره فهى محاطة بنيران تأكلها وحدها وفضلت أن تأكلها وحدها على أن تمس تلك النيران عائلتها.(بقلم زكية محمد ) قاطع شرودها طرقات والدتها على الباب فمسحت دموعها على الفور حتى لا تشك بشئ . تقدمت منها والدتها وجلست قبالتها قائلة :-
إيه يا حبيبتى مالك؟ متقلقنيش عليكى كدة.
هتفت بضعف :- مفيش يا أمى حاجة متقلقيش.
قطبت حاجبيها بضيق قائلة :- مقلقش ازاى بقى؟ مش شايفة نفسك؟ بطلتى تروحى الكلية أكلك قل صحتك في النازل بتدبلى منى يوم عن يوم كل دة ومش عاوزانى أقلق؟
هتفت بتوتر :- يا ماما أبدا انا ما بروحش الكلية لحد ما الورم اللى فى وشى يخف. .
ومين قالك إنى مش باكل أنا بس صايمة الأيام دى بصوملى يومين لربنا علشان يساعدنى في الامتحانات اللى على الأبواب دى.
هتفت بتعجب :- طيب وخطوبتك من سليم دا كأنك مغصوبة!
هزت رأسها بنفى قائلة بسرعة :- لا يا ماما متهيألك أنا مبسوطة أوى.
هتفت بدهشة :- لولا إنى متأكدة إنك بتحبيه لكنت رفضت الجوازة دى من الأساس.
إتسعت عينيها بصدمة قائلة :- إنتي إنتي بتقولى إيه؟ إيه الكلام دة. ؟
ضحكت بسخرية قائلة :- اللى سمعتيه يا حبيبتى إيه شايفانى عامية مش شايفة حبك ليه هههههه فكرتينى بنفسى وسبحان الله نفس الاسم سليم.
ضحكت بخفوت قائلة :- اه يا ماما إنتي اتجوزتى سليم وانا هتجوز سليم. .
ضحكت قائلة بتمنى :- إن شاء الله يا حبيبتي وتلاقى السعادة كلها. .يلا بقى قومى علشان تنزلى معانا تحت تقعدى معانا مش عاجبنى قعادك لوحدك هنا.
هزت همس رأسها بموافقة كى لا تثير شكوكها أكثر قائلة :- حاضر يا ماما هغير وأجى وراكى.
نهضت قائلة بإبتسامة واسعة :- يحضرلك الخير يا حبيبتى يلا هستناكى لو إتأخرتى هنطب عليكى انا وندوش حماتك المصون.
ضحكت بخفوت قائلة :- ههههه حاضر مش هتأخر.
تركتها ورد ونزلت للأسفل بينما هى زفرت بيأس ونهضت بقلة حيلة داعية الله عز وجل أن يلهمها الصبر ويعينها على ما هى فيه.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كان عمر برفقة زياد يعملان سويا حتى تحدث
عمر قائلا :-
هتصل بمراد علشان نشوف هنعمل إيه مع الوفد الأجنبى اللى جاى بكرة دة.
هتف زياد بإحترام :- ماشى يا بابا وأنا هراجع الحسابات دى على ما تخلص.
إتصل عمر بمراد ووضع الهاتف على أذنه بإنتظار إجابته وما هى إلا ثوان وفتحت المكالمة فهتف عمر بجدية :-
إزيك يا مراد عامل إيه؟
تنهد مراد بتعب قائلا :- الحمد لله يا عمر. ..
تعجب من لهجته تلك فقال :- مالك إنت كويس؟
هتف بهدوء :- أنا في المستشفى. ..
هتف الأخير بقلق بالغ :- ليه فى إيه مالك؟ حصلك حاجة؟
أردف بنفى :- لا مش أنا دة فارس عمل حادثة بس متقلقش هو كويس. ...
وقف بصدمة هاتفا :- حادثة! وازاى متقوليش حاجة زى كدة؟ إنت فين أنا جايلك حالا. ..
أخبره بأنه فى المشفى التابع لهم فأغلق المكالمة على عجالة ونهض يرتدى سترته فسأله زياد بريبة وقلق :-
فى إيه يا بابا؟
تحدث مسرعا :- ابن عمتك عمل حادثة. ..
شهق بصدمة قائلا:- فارس؟ وأخباره إيه دلوقتي؟
هز رأسه بعدم معرفة قائلا :- مش عارف. ..مش عارف بس هو قالى إنه كويس يلا بينا دلوقتى. ..
خرج خلف والده اللذان كانا يسيران بخطوات أقرب للركض حتى خرجا من الشركة وصعدا للسيارة وانطلقا بها بسرعة نحو المشفى. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بدأت أهدابها تتحرك دلالة علي إستيقاظها وفتحت عيناها بضعف وأخذت ترمش عدة مرات حتي إعتادت علي ضوء الغرفة وتطلعت حولها فوجدت والديها يحدقان فيها وعلي وجوههم إبتسامة عذبة.
إنتفضت فجأة حينما تذكرت آخر شئ قبل أن تغلق عيناها وتستسلم لذلك الظلام ووجه فارس الغارق بالدماء فأطلقت صرخة عالية هاتفة بإسمه :- فاااااررررس .....
هرولت تسنيم ناحية إبنتها وأحتضنتها بخوف قائلة :- إهدي يا حبيبتي إهدي مفيش حاجة. ..
إلا إنها لم تتوقف عن الصراخ وعقلها الباطن يصور لها انه رحل وتركها بمفردها فأخذت تحاول أن تنسل من بين زراعي والدتها ببكاء:- فارس. ..دم. ...لا. ..فارس. ..
إقترب معتز منها وكبلها بزراعيه بقوة هاتفا بنبرة هادئة:- حبيبة إهدي يا حبيبتي فارس كويس . كويس والله متخافيش فتحي عنيكي وبصيلي.
إلا ان ما فعلوه ذهب أدراج الرياح فلم تهدئ ولم تتوقف عن الصراخ والبكاء كطفل صغير فقد والديه في الزحام وفقد الأمان بدونهم.
هتفت تسنيم ببكاء علي حالة ابنتها:- معتز بنتي هتضيع مني. ..
هتف بحدة :- بس إنتي كمان أنا هلاقيها منين ولا منين.
نهض مسرعا متوجها نحو الخارج قائلا :- أنا هشوف الدكتور ولا أعمل أي حاجة.
في نفس التوقيت بغرفة فارس كانت لمار تجلس جوار ولدها هي ومراد بعد أن إطمأنوا عليه وفجأة استمعوا لصراخ يأتي من الغرفة المجاورة فهتف فارس بخوف :- ماما دي دي حبيبة. ...حبيبة وبتصرخ باسمي.
نهض مراد قائلا بقلق :- اهدي وأنا هروح أشوف في إيه؟
أعترض قائلا وهو يحاول النهوض :- لا يا بابا أنا هاجي معاك.
هتف بحدة:- تيجي إزاي ورجلك المتجبسة دي إنت هتشلني.
قال ذلك ثم توجه للخارج فوجد معتز في وجهه فأردف بقلق :- حبيبة مالها؟
هتف بخوف :- بتصرخ وعمالة تقول فارس مش مصدقة إنه بقي كويس.
هتف بتفكير:- طيب روح هات الدكتور وأنا هدخلها.
أومأ له بموافقة ودلف هو لغرفتها و التي كان منظرها يغني عن ألف سؤال.
توجه ناحيتها بخوف وقلق من تفاقم الوضع.
أحكم قبضتيه علي زراعيها ببعض القوة قائلا :- حبيبة. ....حبيبة فتحي عنيكي وبصيلي. ..أنا خالو يا حبيبتي فتحي عنيكي. .( بقلم زكية محمد )اسمعيني فارس كويس وهجبهولك لحد عندك بس الأول تهدي وتبطلي عياط يلا يا بيبة متقلقناش عليكي.
بعد عدة محاولات منه فتحت عيناها التي إصطبغت بلون الدم قائلة برجاء وصوت متقطع :- ببجد. .بجد يا خالو. ..هو. .هو كويس؟ أحتضنها بحنان قائلا :- بجد يا روح خالو هو كويس صدقيني .
هتفت بدموع :- طيب هو فين؟ طالما هو كويس هو فين؟
ربت علي رأسها بحنو قائلا :- في الأوضة اللي جنبك بس رجله فيها كسر بسيط كدة.
شهقت بخوف قائلة : - كسر!
قاطعها قائلا :- متخافيش قولتلك كويس وهخليكي تشوفيه أنا عند وعدي.
ثم هتف بمرح :- ينفع بقي اللي بتعمليه دة؟ تخضي ماما بالشكل دة وترعبينا ينفع. .
نظرت لوالدتها التي تنظر لها بخوف ودموع فهتفت بضعف:- أنا آسفة يا ماما .
هتفت تسنيم بحب :- حبيبتي سلامتك قلقتيني عليكي.
ثم أكملت بعتاب:- كدة ما تسكتيش معايا ولا مع باباكي وتهدي علطول مع مراد.
نظرت لها بحرج فتدخل هو قائلا بمرح :-
يا بنتي أنا غير. ايش فهمك إنتي؟
ثم أكمل بخبث :- وبعدين أنا حماها وابن الغالي مش كدة يا حبيبة؟
قال جملته الأخيرة وهو يغمز لها بعبث جعل وجنتيها تشعان حرارة من إثر اللهب الذي إشتعل بهن.
هتفت تسنيم بإرتياح:- الحمد لله لو مكنتش جيت يا مراد وخلتها تهدي أنا كان ممكن أروح فيها.
هتفت حبيبة بسرعة:- بعد الشر عنك يا ماما متقوليش كدة تاني.
إحتضنتها بحب قائلة:- الحمدلله إنك بخير يا روحي.
دلف معتز برفقة الطبيب وما إن طالعها معتز هتف بدهشة وغباء:- إنتي ما بتصرخيش ليه؟
ضحك الجميع عليه فهتف مسرعا للطبيب :- معلش يا دكتور جبتك علي ملا وشك بس والله كانت بتصرخ.
تدخل مراد قائلا بضحك:- سبحان من مغير الأحوال هي هديت خلاص.
ثم أضاف بمكر:- وشوية كمان هتلاقيها بتتنطط في الأوضة هنا.
تقدم الطبيب وقام بفحصها ثم أردف بعنلية:- كويس جدا المؤشرات الحيوية بتشتغل بإنتظام
ثم توجه للحديث لمراد قائلا :- واضح إن الطريقة أو السبب اللي إنت استخدمته إنها تهدي مهم اوي في حياتها علشان كدة يا ريت تعزز من الطريقة دي ليها وكمان تبعدوها عن أي ضغوطات خلال الأيام دي.
أومأ مراد بإبتسامة قائلا :- ماشي يا دكتور تقدر تمشي النهاردة مع ابن خالها.
أومأ الطبيب مؤكدا :- ايوا طبعا بس تابعوا معاها هي علي وجه الخصوص عن إذنكم.
وما هم أن فتح الباب وجد فارس يقف أمامهم مستندا علي الزراع الطبي والي جواره والدته تساعده.
شهقت بصدمة وهي تطالعه وتأملت الرباط الطبي الملفوف حول رأسه وساقه الملتفة بالجبيرة وتلك الخدوش التي بوجهه فشعرت بالذنب الشديد وما لبثت أن إنفجرت باكية مرة أخري تحت نظراتهم المشدوهة.
إحتضنتها والدتها قائلة :- في إيه تاني بس؟
ما كنتي كويسة.
هتفت بخفوت وهي تخفي وجهها في صدر والدتها في محاولة منها أن تختفي من أمامه لشعورها بالخزي منه :-
أنا السبب. ....أنا السبب.
هتفت تسنيم :- لا مش إنتي السبب دة قدر ربنا.
إستشف الجميع ما قالته بخفوت من خلال والدتها فتقدم فارس من فراشها قائلا بمرح:-
هتبطلي عياط ولا أرجع مطرح ماجيت.
هزت رأسها بنفي وهي لا زالت تدفنها كالنعامة في صدر والدتها.
جلس بحذر علي طرف الفراش قائلا بمرح:-
للدرجة دي وشي بقي وحش بعد الحادثة مش عاوزة تبصي فيه؟
ثم نظر للجميع قائلا :- طيب يا جماعة ممكن خمس دقايق بس مع البنت الغلباوية دي.
هتف مراد بسماجة:- لا الجو حلو هنا.
هتف بغيظ:- يا بابا خليك حلو.
نهض معتز قائلا بتحذير :- هما خمس دقايق وهقعدلك برة الباب وهخليه مفتوح.
جز علي أسنانه بغيظ قائلا :- حاضر يا حمايا العزيز إنت تؤمر. يلا بقي هوونا يا جدعان.
شهقت لمار بصدمة قائلة :- شوفوا الواد.
تعالت ضحكات الجميع عليه بينما هتفت حبيبة بخفوت لوالدتها :- ماما متمشيش خليكي معايا. ..أنا مش عاوزة أكون معاه لوحدي.
أردفت بنفس الخفوت :- ما تخافيش شوفيه هيقول إيه الأول وأهو معتز هيقعدلكوا علي الباب يا ستي عاوزة إيه تاني يلا هسيبك أنا.
قالت ذلك ثم إبتعدت عن ابنتها وخرج الجميع وتبقي هم.
أخذت تضغط بيدها علي الفراش بقوة والتوتر حليفها إذ نظرت للأسفل فهي قادرة علي رفع عيناها في عينيه.
إبتسم هو بخفوت قائلا بهدوء:- بتهربي ليه؟ مش عاوزة تشوفيني ليه! ؟
أردفت بخفوت وهي تنظر لقبضة يدها التي تضغط علي شرشف السرير :-
علشان علشان أنا السبب. ..أنا اللي خليتك تعمل الحادثة .
إبتسم بخفوت قائلا :- لا يا ستي مش إنتي السبب غبائنا هو السبب واللي فوق دة كله إرادة ربنا. ممكن بقي متفكريش بالطريقة دي تاني ونقفل صفحة الموضوع دة. ؟
هتفت بدموع:- أنا آسفة. .......
قاطعها قائلا :- ممكن تبصيلي وتسمعيني؟
رفعت عيناها ناحيته علي إستحياء فقال بهدوء:- متتأسفيش لو حد هيتأسف يبقي أنا مش انتي وبصراحة كنا زي العيال هيحصل إيه لو واحد عدي للتاني بس يلا مش مشكلة أهم حاجة إنك بخير. (بقلم زكية محمد)
ثم هتف بخبث:- بس إيه مكنتش أعرف إني غالي أوي عندك كدة. .
أحمرت وجنتيها خجلا كان يقصده من البداية فأكمل بخبث :- ها مجاوبتيش يعني.
هتفت بخجل :- مش. ..مش إنت ابن خالي وعلشان كمان أنا السبب كمان في اللي حصلك.
تبدلت ملامحه للضيق لم كان ينتظر منها إجابة أخري.
هز رأسه ينفض تلك الأفكار عنه فهتف بهدوء ومكر محبب له :-
هو أنا قلتلك إن محصول الفراولة استوي النهاردة وكمان عاوز القطف والأكل.
قالها وهو يغمز لها بإحدى عينيه أما هي شهقت بخجل شديد قائلة :- أاااا. ....إنت إنت بتقول إيه؟ بطل بقي الله. ..
ضحك قائلا :- طيب اعملك إيه ولعلمك بقي الفراولة كل مالها ما بتحمر شوية كمان وهقوم أبوس. ...قصدي أكلها. ..
قاطعته صائحة بصراخ:- يا ماما. .
نظر لها بصدمة قائلا :- يخربيتك هو أنا عملت حاجة ولا جيت جنبك طيب كنتي استني أقطف الفراولة وبعدين صرخي براحتك.
نظرت له بدموع خجلة قائلة:- إنت. ..إنت قليل الأدب. ..
قاطعهم دلوف معتز والبقية فزمجر بغيظ هاتفا بداخله :- إيه الحظ المنيل دة طيب الفراولة مين هياكلها دلوقتي هوف ..
هتفت تسنيم :- مالك يا حبيبتي كنتي بتنادي ليه؟
أردفت بتلعثم :- أاااا أبدا يا ماما كنت كنت عاوزة أروح التواليت.
أردف معتز بغيظ:-الواد دة ضايقك؟
هزت رأسها مسرعة بنفي وهي تقول :- لا يا بابا أاااا مضايقنيش.
أردف فارس بضيق :- جري إيه يا عمي ما تخليك محضر خير وبعدين إيه واد دي.
ضحكت تسنيم قائلة:- خلاص يا معتز خف علي فارس شوية.
إقترب منها وقبلها من وجنتها بقوة قائلا بعبث :- ربنا يباركلي فيكي يا عمتو وعقبال ما أدوق الفراولة اللي نفسي فيها يا رب.
تطلع الجميع له بتعجب أما هي تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها في الحال وهي مصدومة من تحوله الغريب ذاك معها.
أردف مراد بمكر:- طيب مش لما تدفع حق الفراولة الأول.
إبتسم له قائلا :- قريب يا بابا إن شاء الله متقلقش.
أردف مراد وهو يأخذ بيده :- طيب يلا قدامي علي مكانك خلي الجماعة ياخدوا راحتهم.
أومأ له موافقا ثم توجه لغرفته وتمدد علي الفراش.
دلف عمر برفقة زياد وألقوا التحية عليهم وهتف عمر :- حمدا لله علي سلامتك يا حبيب خالو. عامل إيه دلوقتي؟
هتف بإبتسامة :- الله يسلمك يا خالو.
إقترب زياد وضرب فارس علي زراعه بخفة قائلا بمزاح :- حمدا لله علي سلامتك ولو إني شايفك زي القرد.
هتف بألم :- إيه يا ابني دراعي حد قالك إني جاي من دريم بارك أنا طالع من حادثة.
هتف بضحك :- تصدق مخدتش بالي. سلامتك يا ابن عمتي.
هتف بضيق :- امشي يا زياد إيه اللي جابك؟ بابا أنا هروح عند حبيبة تاني.
أردف بضحك :- أتنيل إقعد ولا هي زيطة والسلام هنجبهالك لحد عندك.
أردف بضيق :- ما هي تعبانة بردو شوية دي كانت معايا في الحادثة.
أردف عمر بدهشة :- كانت معاك مقولتش يا مراد يعني.
هتف بغيظ :- يعني إنت أديتني فرصة أتكلم.
هتف بحرج :- اه معلش من خوفي جيت علطول من غير ما استفسر منك على الباقي طيب تعال معايا نروح نطمن عليها.
غادرا الغرفة بهدوء ودلف بعدهم محمود وعادل برفقة حمزة اللذين ما إن رأوا فارس هتفوا جميعا في نفس واحد :-
ألف سلامة عليك يا صاحبي تعيش وتاخد غيرها.
أردف بغيظ :- أخد غيرها إمشي من هنا ياض منك ليه جاتكوا نيلة في معرفتكم.
هتف عادل بتعجب:- سبحان الله مش كنت واقف معانا يا ابني وأختفيت فجأة كدة يقوموا يقولوا عمل حادثة.
هتف محمود بهدوء :- الحمد لله إنها جات على قد كدة . سمعنا إن خطيبتك كانت معاك ألف سلامة.
هتف بإبتسامة خفيفة:- الله يسلمك.
أردف حمزة بمرح :- أنا من رأيي إنك تخلع أو تخلي الجماعة اللي في الأوضة اللي جنبك يخلعوا.
نظروا له بعدم فهم فأكمل ضاحكا :- اسمع مني بس. دول بنات الجامعة هيعملوا مظاهرة هنا لما يعرفوا إن فارس أحلامهم عمل حادثة.
أكمل زياد بضحك :- أيوة وأنا هقف علي الباب أعدهم الراس بخمسة جنية دا إحنا هنسترزق. كل اللي تحب تشوفك تدفع عشرة جنيه.
ضحك عادل قائلا :- لا من الناحية دي متقلقش هتبقى مليونير. .
نظر لهم بضيق هاتفا بسخرية :- هاهاها خفة ياض منك ليه. أخف بس ان ما نيمتكم في المستشفي بطريقتي مبقاش أنا.
هتف حمزة بضحك :- يا شيخ اتلهي علي عينك وانت مش قادر تحرك رمشك.
هتف بوعيد:- ماشي اضحك براحتك. ..
في الغرفة المجاورة خرجت حبيبة من المرحاض بعدما هندمت ملابسها إستعدادا للخروج فوجدت عمر بصحبة مراد الذي هتف :- حمدا لله على سلامتك يا بنتي.
أردفت بإبتسامة:- الله يسلمك يا أنكل.
هتفت تسنيم :- نقدر نمشي دلوقتي يا معتز أنا مخنوقة من جو المستشفيات.
أومأ مؤكدا:- اه يلا بينا.
تساءلت حبيبة :- طيب وفارس؟
أجابها مراد بحنان :- متقلقيش هيجي وراكم. ...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان في مكتب العقيد يلاقي توبيخا شديدا لم يتعرض له من قبل.
-إياد حصلك إيه بقي شوية عيال زي دول مدوخينك.
هتف بغضب مكتوم:- يا أفندم أديني بس شوية وقت.
هتف العقيد بحدة :- وقت إيه والشحنة إتهربت جوا البلد لو مش قد المسؤلية قول وأنا أشوف حد غيرك.
تنفس بغضب مكتوم ثم هتف بصوت هادئ يعكس تلك النيران التي بداخله :- لا يا أفندم أنا قد المسؤلية ومحدش هيمسكهم غيري. أنا بس عملت كدة تمويه علشان اللي بينقل تحركاتي ليهم ياخد الأمان ويتمادي وساعتها مش هرحمه.
هدئ قليلا ثم هتف بهدوء :- إياد يا ابني إنت من أكتر الظباط الكفؤ عندي وأقدر أحطك في أي مكان وأنا مطمن أنا بس مش عاوز غبار عليك ولا علي شغلك.
إبتسم له بعملية قائلا :- متشكر يا أفندم إن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك.
أومأ برأسه قائلا :- إن شاء الله. تقدر تتفضل دلوقتي.
وقف معتدلا ثم رد التحية العسكرية ومن ثم غادر وبمجرد خروجه إحتلت جهنم عيناه غضبا ثم شدد علي قبضته قائلا :- هانت. .هانت أوي.
قال ذلك ثم أخرج هاتفه وعبث به للحظات ثم وضعه علي أذنه وما إن رد الطرف الآخر هتف بهدوء مغاير :- عاوزك تيجي المكتب عندي دلوقتي.
تنهد بعمق ثم نظر له قائلا بثبات :-
أبدا دول عيلين ضايقوا أختى وبنت عمى فبعلمهم الأدب .
هز رأسه بعدم إقتناع قائلا :-بس ؟
أجابه بهدوء :- فى حاجة كنت عاوز أتأكد من إنهم ليهم يد فيها ولا لا ...
هتف طارق بتعجب :- كلامك بقى كله الغاز يا صاحبي.
ضحك إياد بخفوت قائلا :- مش حكاية ألغاز يا طارق بس الموضوع ما يخصنيش أو بمعنى أصح مليش صلاحيات إنى أتدخل واحكى فيه لحد تانى أيا كان مكانته عندى لإنها حاجة مش خاصة بيا ....
هتف طارق بتفهم:- ماشى يا إياد واسف على تطفلى دة يا سيدي. ..
ضحك بخفوت قائلا :- لا مش تطفل منك ولا حاجة. ...
هتف بمرح :- بس إيه يا عم عدمت العيال العافية وموديهم الكلية تانى بمناظرهم دى؟
هتف بتشفى :- أحسن علشان يفهموا إن بنات الناس مش لعبة يتسلوا بيها شوية وبعدين يرموها.
ضحك عاليا وهو يقول :- بس متنساش اختك عملت الواجب. هههههه هذا الشبل من ذاك الأسد.
هتف بغيظ :- ما أنا كمان شديتلها ودانها عاملالى فيها الشحات مبروك الهانم. ...
ضحك طارق قائلا :- يا عم هى هتجيبه من برة من شابه أخاه فما ظلم.(بقلم زكية محمد ) مفيش فيكوا إلا الواد زياد دماغ كدة إيه آخر مسخرة والله وحشتنى القاعدة معاه. .
هتف بوجه ممتعض :- أهو متلقح تعالاله في فى الوقت اللى يعجبك.
هتف بمرح :- طيب يلا نتصرف في المصيبة اللى معانا دى يا أخويا ونرجع على القسم. ..
هتف إياد بجدية :- يلا علشان كمان نشوف الحكاية اللى مجننانى دى.
مط شفتيه بعدم معرفة قائلا :- هى فعلا حاجة غريبة إزاى بيعرفوا تحركاتنا في كل عملية بننوى نقبض عليهم فيها.
هز رأسه بإصرار قائلا :- دة اللى هعرفه وهعرف مين اللى بيشتغل لحسابهم ولو وقع تحت ايدى يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم.
قال ذلك ثم إنطلق بالسيارة مسرعا نحو مقر عمله.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان المشفى على قدم وساق فمنذ أن أتى فارس ابن مالك المشفى وابنة عمته حدثت حالة إستنفار بالمكان.
هرولت لمار ودموعها الغزيرة فقط من تتحدث وإلى جوارها تسنيم التى لم يقل حالها عنها شئ فى بهو المشفى وتوجهن لغرفة الاستعلام وما إن علمن بأى طابق يتواجدوا فيه أسرعوا يسابقن الزمن للوصول للإطمئنان على ابنائنهن.
بالأعلى كان مراد ومعتز يقفون بقلق بالغ على أبنائهم. .....
وما هى إلا ثوان حتى سمعوا خطوات مهرولة ناحيتهم وما إن وصلن. ..
صرخت لمار قائلة :- هما فين؟ وحصلهم إيه؟
هتفت تسنيم بدورها :- إتكلموا بالله عليكم هما كويسين مش كدة؟
هتف مراد بهدوء مغاير :- اطمنوا كويسين إن شاء الله متقلقوش ...
هتفت لمار بتوسل :- كويسين بجد؟
اومأ رأسه بتأكيد قائلا :- إن شاء الله كويسين محدش طلع من أوضة العمليات لحد دلوقتى ادعى وقولى يارب.
رفعت انظارها للأعلى قائلة برجاء :- يارب. .يارب نجيهم يارب. ...
توجه مراد ناحية معتز قائلا :- تعالى يا معتز إقعد وارتاح دة مش كويس علشانك .
هتف بنظرات زائغة :- لا لا أنا كويس كدة لما يطلعوا يطمنونا الأول.
وقف الأربعة يناجوا ربهم أن يخرجوا لهم سالمين. .
بعد بعض الوقت خرج الطبيب من الغرفة فاسرعوا عليه يلقوا عليهم سؤال تلو الآخر دون توقف. ..
هتفت تسنيم:- عاملين إيه يا دكتور؟
هتفت لمار خلفها :- بالله عليك طمنا عليهم. .
هتف الطبيب مقاطعا إياهم :- يا جماعة متقلقوش مفيش حاجة مستاهلة القلق دة كله.
هتف مراد بهدوء :- معلش طمنا وسيبنا إحنا للى يستاهل وما يستاهلش.
أردف الطبيب بعملية :- الأستاذ اللى جه في الحادثة دماغه إتخبطت وخد ست غرز ويدوب شوية ردود فى وشه وباقى جسمه وكسر خفيف فى رجله هيخف بسرعة بإذن الله .
و اللى معاه محصلهاش حاجة نهائى لإنها كانت في الكرسي اللى من ورا بس عندها صدمة عصبية شوية من اللى حصل وأديتها حقنة مهدئة. ..
هتف معتز بلهفة :- طيب نقدر نشوفهم يا دكتور؟
تحدث الطبيب بعملية :- اه عادى الولد فايق وصاحى جوة بس البنت نايمة في الأوضة اللى جنبه عن أذنكم. .
رحل الطبيب وتوجهوا للإطمئنان عليهم. ...
بغرفة فارس دلف مراد ولمار التى ما إن دلفت حتى ركضت نحو إبنها الذى كان يجلس نصف جلسة على الفراش وأحتضنته بقوة قائلة ببكاء :- ألف سلامة عليك يا حبيبى كنت هموت من الخوف عليك. ...
تحامل على نفسه وابتسم بخفوت :- الله يسلمك يا أمى بعد الشر عنك يا حبيبتى متخافيش أنا كويس أهو. .
أحتضنت وجهه بكفيها قائلة :- الحمد لله. .الحمد لله إنك كويس. ..بس بردو إنت واخد غرز كتير.
ضحك مراد قائلا :- جرى إيه يا لمار ابنك راجل بردو مش عيل. وأوعى بقى خلينى أشوف ابنى. ...
إبتعدت قليلا فجلس قبالته واحتضنه ثم ربت على كتفه قائلا :- حمدا لله على سلامتك يا ابنى. ..
هتف بإبتسامة :- الله يسلمك يا بابا. ..بابا حبيبة عاملة إيه دلوقت؟
أجابه بنبرة هادئة :- متقلقش هى كويسة خالص محصلهاش حاجة. ..
سأله بتعجب :- اومال هى فين طالما كويسة؟
أردف بهدوء وحذر :- هى بس نايمة بعد ما أدوها حقنة مهدئة الدكتور قال إنها اتعرضت لصدمة عصبية. .
أردف بقلق بالغ :- إزاى دة ؟ بابا أنا عاوز أشوفها . أرجوك. ....
أردف بهدوء وحزم :- قولتلك نايمة لما تصحى يبقى يحلها حلال هنروح نشوفها انا ووالدتك وإياك إياك يا فارس تقوم من مكانك إرتاح دلوقتى. ...
جز على أسنانه بغيظ وتمدد للخلف والقلق ينهشه عليها فبسبب غبائه وغبائها كادوا أن يفقدوا حياتهم. .......
بالغرفة المجاورة كانت تسنيم تجلس إلى جوار إبنتها وتحتضن يدها وتقبلها بدموع ومعتز الذى ينظر لها بقلق عليها. ..
هتف في محاولة لطمئنة تسنيم وهو بحاجة لها أكبر منها :-
متقلقيش هتكون كويسة إن شاء الله. ..
هتفت بدموع :- أنا خايفة عليها مش عاجبنى سكوتها دة خليها تصحى تطمنى عليها. .
أردف بهدوء :- أصحيها إزاى بس لما تنتهى مفعول الحقنة هتفوق لوحدها إن شاء الله.
هتفت برجاء بداخلها :- يارب تفوق بالسلامة وخليك معاها يارب. ....
تنهد معتز بعدم إرتياح فالقلق يعصف به على ابنته بعدما علم إنها إنهارت عصبيا فأخذ يعد الدقائق إنتظارا لإستيقاظها ليرى إلى أى حالة وصلت بها تلك الصدمة. ....
إنتبهوا لطرقات الباب فأذنوا بالدخول فدلف كلا من مراد ولمار. ....
هتف مراد وهو ينظر لها بحزن :- عاملة إيه؟
هتف معتز :- زى ما إنت شايف مستنينها تصحى وفارس انتوا سبتوه ليه؟
ربت على كتفه قائلا :- جينا نشوف حبيبة هو كويس. لمار روحيله لأحسن انا عارفه عنيد. .
أومأت بموافقة ورحلت فهتف معتز :- روحى يا تسنيم شوفى فارس علشان تيجى وأنا أروحله. .
أومأت برأسها بصمت ثم غادرت الغرفة ولحقت بلمار .
بينما بقى مراد ومعتز يطالعانها بإنتباه وإنتظار أن تفتح عيناها.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت همس بغرفتها على فراشها تبكى كعادتها فمنذ ذلك الحادث وهى لا تعرف شيئا غيره فهى محاطة بنيران تأكلها وحدها وفضلت أن تأكلها وحدها على أن تمس تلك النيران عائلتها.(بقلم زكية محمد ) قاطع شرودها طرقات والدتها على الباب فمسحت دموعها على الفور حتى لا تشك بشئ . تقدمت منها والدتها وجلست قبالتها قائلة :-
إيه يا حبيبتى مالك؟ متقلقنيش عليكى كدة.
هتفت بضعف :- مفيش يا أمى حاجة متقلقيش.
قطبت حاجبيها بضيق قائلة :- مقلقش ازاى بقى؟ مش شايفة نفسك؟ بطلتى تروحى الكلية أكلك قل صحتك في النازل بتدبلى منى يوم عن يوم كل دة ومش عاوزانى أقلق؟
هتفت بتوتر :- يا ماما أبدا انا ما بروحش الكلية لحد ما الورم اللى فى وشى يخف. .
ومين قالك إنى مش باكل أنا بس صايمة الأيام دى بصوملى يومين لربنا علشان يساعدنى في الامتحانات اللى على الأبواب دى.
هتفت بتعجب :- طيب وخطوبتك من سليم دا كأنك مغصوبة!
هزت رأسها بنفى قائلة بسرعة :- لا يا ماما متهيألك أنا مبسوطة أوى.
هتفت بدهشة :- لولا إنى متأكدة إنك بتحبيه لكنت رفضت الجوازة دى من الأساس.
إتسعت عينيها بصدمة قائلة :- إنتي إنتي بتقولى إيه؟ إيه الكلام دة. ؟
ضحكت بسخرية قائلة :- اللى سمعتيه يا حبيبتى إيه شايفانى عامية مش شايفة حبك ليه هههههه فكرتينى بنفسى وسبحان الله نفس الاسم سليم.
ضحكت بخفوت قائلة :- اه يا ماما إنتي اتجوزتى سليم وانا هتجوز سليم. .
ضحكت قائلة بتمنى :- إن شاء الله يا حبيبتي وتلاقى السعادة كلها. .يلا بقى قومى علشان تنزلى معانا تحت تقعدى معانا مش عاجبنى قعادك لوحدك هنا.
هزت همس رأسها بموافقة كى لا تثير شكوكها أكثر قائلة :- حاضر يا ماما هغير وأجى وراكى.
نهضت قائلة بإبتسامة واسعة :- يحضرلك الخير يا حبيبتى يلا هستناكى لو إتأخرتى هنطب عليكى انا وندوش حماتك المصون.
ضحكت بخفوت قائلة :- ههههه حاضر مش هتأخر.
تركتها ورد ونزلت للأسفل بينما هى زفرت بيأس ونهضت بقلة حيلة داعية الله عز وجل أن يلهمها الصبر ويعينها على ما هى فيه.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كان عمر برفقة زياد يعملان سويا حتى تحدث
عمر قائلا :-
هتصل بمراد علشان نشوف هنعمل إيه مع الوفد الأجنبى اللى جاى بكرة دة.
هتف زياد بإحترام :- ماشى يا بابا وأنا هراجع الحسابات دى على ما تخلص.
إتصل عمر بمراد ووضع الهاتف على أذنه بإنتظار إجابته وما هى إلا ثوان وفتحت المكالمة فهتف عمر بجدية :-
إزيك يا مراد عامل إيه؟
تنهد مراد بتعب قائلا :- الحمد لله يا عمر. ..
تعجب من لهجته تلك فقال :- مالك إنت كويس؟
هتف بهدوء :- أنا في المستشفى. ..
هتف الأخير بقلق بالغ :- ليه فى إيه مالك؟ حصلك حاجة؟
أردف بنفى :- لا مش أنا دة فارس عمل حادثة بس متقلقش هو كويس. ...
وقف بصدمة هاتفا :- حادثة! وازاى متقوليش حاجة زى كدة؟ إنت فين أنا جايلك حالا. ..
أخبره بأنه فى المشفى التابع لهم فأغلق المكالمة على عجالة ونهض يرتدى سترته فسأله زياد بريبة وقلق :-
فى إيه يا بابا؟
تحدث مسرعا :- ابن عمتك عمل حادثة. ..
شهق بصدمة قائلا:- فارس؟ وأخباره إيه دلوقتي؟
هز رأسه بعدم معرفة قائلا :- مش عارف. ..مش عارف بس هو قالى إنه كويس يلا بينا دلوقتى. ..
خرج خلف والده اللذان كانا يسيران بخطوات أقرب للركض حتى خرجا من الشركة وصعدا للسيارة وانطلقا بها بسرعة نحو المشفى. .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بدأت أهدابها تتحرك دلالة علي إستيقاظها وفتحت عيناها بضعف وأخذت ترمش عدة مرات حتي إعتادت علي ضوء الغرفة وتطلعت حولها فوجدت والديها يحدقان فيها وعلي وجوههم إبتسامة عذبة.
إنتفضت فجأة حينما تذكرت آخر شئ قبل أن تغلق عيناها وتستسلم لذلك الظلام ووجه فارس الغارق بالدماء فأطلقت صرخة عالية هاتفة بإسمه :- فاااااررررس .....
هرولت تسنيم ناحية إبنتها وأحتضنتها بخوف قائلة :- إهدي يا حبيبتي إهدي مفيش حاجة. ..
إلا إنها لم تتوقف عن الصراخ وعقلها الباطن يصور لها انه رحل وتركها بمفردها فأخذت تحاول أن تنسل من بين زراعي والدتها ببكاء:- فارس. ..دم. ...لا. ..فارس. ..
إقترب معتز منها وكبلها بزراعيه بقوة هاتفا بنبرة هادئة:- حبيبة إهدي يا حبيبتي فارس كويس . كويس والله متخافيش فتحي عنيكي وبصيلي.
إلا ان ما فعلوه ذهب أدراج الرياح فلم تهدئ ولم تتوقف عن الصراخ والبكاء كطفل صغير فقد والديه في الزحام وفقد الأمان بدونهم.
هتفت تسنيم ببكاء علي حالة ابنتها:- معتز بنتي هتضيع مني. ..
هتف بحدة :- بس إنتي كمان أنا هلاقيها منين ولا منين.
نهض مسرعا متوجها نحو الخارج قائلا :- أنا هشوف الدكتور ولا أعمل أي حاجة.
في نفس التوقيت بغرفة فارس كانت لمار تجلس جوار ولدها هي ومراد بعد أن إطمأنوا عليه وفجأة استمعوا لصراخ يأتي من الغرفة المجاورة فهتف فارس بخوف :- ماما دي دي حبيبة. ...حبيبة وبتصرخ باسمي.
نهض مراد قائلا بقلق :- اهدي وأنا هروح أشوف في إيه؟
أعترض قائلا وهو يحاول النهوض :- لا يا بابا أنا هاجي معاك.
هتف بحدة:- تيجي إزاي ورجلك المتجبسة دي إنت هتشلني.
قال ذلك ثم توجه للخارج فوجد معتز في وجهه فأردف بقلق :- حبيبة مالها؟
هتف بخوف :- بتصرخ وعمالة تقول فارس مش مصدقة إنه بقي كويس.
هتف بتفكير:- طيب روح هات الدكتور وأنا هدخلها.
أومأ له بموافقة ودلف هو لغرفتها و التي كان منظرها يغني عن ألف سؤال.
توجه ناحيتها بخوف وقلق من تفاقم الوضع.
أحكم قبضتيه علي زراعيها ببعض القوة قائلا :- حبيبة. ....حبيبة فتحي عنيكي وبصيلي. ..أنا خالو يا حبيبتي فتحي عنيكي. .( بقلم زكية محمد )اسمعيني فارس كويس وهجبهولك لحد عندك بس الأول تهدي وتبطلي عياط يلا يا بيبة متقلقناش عليكي.
بعد عدة محاولات منه فتحت عيناها التي إصطبغت بلون الدم قائلة برجاء وصوت متقطع :- ببجد. .بجد يا خالو. ..هو. .هو كويس؟ أحتضنها بحنان قائلا :- بجد يا روح خالو هو كويس صدقيني .
هتفت بدموع :- طيب هو فين؟ طالما هو كويس هو فين؟
ربت علي رأسها بحنو قائلا :- في الأوضة اللي جنبك بس رجله فيها كسر بسيط كدة.
شهقت بخوف قائلة : - كسر!
قاطعها قائلا :- متخافيش قولتلك كويس وهخليكي تشوفيه أنا عند وعدي.
ثم هتف بمرح :- ينفع بقي اللي بتعمليه دة؟ تخضي ماما بالشكل دة وترعبينا ينفع. .
نظرت لوالدتها التي تنظر لها بخوف ودموع فهتفت بضعف:- أنا آسفة يا ماما .
هتفت تسنيم بحب :- حبيبتي سلامتك قلقتيني عليكي.
ثم أكملت بعتاب:- كدة ما تسكتيش معايا ولا مع باباكي وتهدي علطول مع مراد.
نظرت لها بحرج فتدخل هو قائلا بمرح :-
يا بنتي أنا غير. ايش فهمك إنتي؟
ثم أكمل بخبث :- وبعدين أنا حماها وابن الغالي مش كدة يا حبيبة؟
قال جملته الأخيرة وهو يغمز لها بعبث جعل وجنتيها تشعان حرارة من إثر اللهب الذي إشتعل بهن.
هتفت تسنيم بإرتياح:- الحمد لله لو مكنتش جيت يا مراد وخلتها تهدي أنا كان ممكن أروح فيها.
هتفت حبيبة بسرعة:- بعد الشر عنك يا ماما متقوليش كدة تاني.
إحتضنتها بحب قائلة:- الحمدلله إنك بخير يا روحي.
دلف معتز برفقة الطبيب وما إن طالعها معتز هتف بدهشة وغباء:- إنتي ما بتصرخيش ليه؟
ضحك الجميع عليه فهتف مسرعا للطبيب :- معلش يا دكتور جبتك علي ملا وشك بس والله كانت بتصرخ.
تدخل مراد قائلا بضحك:- سبحان من مغير الأحوال هي هديت خلاص.
ثم أضاف بمكر:- وشوية كمان هتلاقيها بتتنطط في الأوضة هنا.
تقدم الطبيب وقام بفحصها ثم أردف بعنلية:- كويس جدا المؤشرات الحيوية بتشتغل بإنتظام
ثم توجه للحديث لمراد قائلا :- واضح إن الطريقة أو السبب اللي إنت استخدمته إنها تهدي مهم اوي في حياتها علشان كدة يا ريت تعزز من الطريقة دي ليها وكمان تبعدوها عن أي ضغوطات خلال الأيام دي.
أومأ مراد بإبتسامة قائلا :- ماشي يا دكتور تقدر تمشي النهاردة مع ابن خالها.
أومأ الطبيب مؤكدا :- ايوا طبعا بس تابعوا معاها هي علي وجه الخصوص عن إذنكم.
وما هم أن فتح الباب وجد فارس يقف أمامهم مستندا علي الزراع الطبي والي جواره والدته تساعده.
شهقت بصدمة وهي تطالعه وتأملت الرباط الطبي الملفوف حول رأسه وساقه الملتفة بالجبيرة وتلك الخدوش التي بوجهه فشعرت بالذنب الشديد وما لبثت أن إنفجرت باكية مرة أخري تحت نظراتهم المشدوهة.
إحتضنتها والدتها قائلة :- في إيه تاني بس؟
ما كنتي كويسة.
هتفت بخفوت وهي تخفي وجهها في صدر والدتها في محاولة منها أن تختفي من أمامه لشعورها بالخزي منه :-
أنا السبب. ....أنا السبب.
هتفت تسنيم :- لا مش إنتي السبب دة قدر ربنا.
إستشف الجميع ما قالته بخفوت من خلال والدتها فتقدم فارس من فراشها قائلا بمرح:-
هتبطلي عياط ولا أرجع مطرح ماجيت.
هزت رأسها بنفي وهي لا زالت تدفنها كالنعامة في صدر والدتها.
جلس بحذر علي طرف الفراش قائلا بمرح:-
للدرجة دي وشي بقي وحش بعد الحادثة مش عاوزة تبصي فيه؟
ثم نظر للجميع قائلا :- طيب يا جماعة ممكن خمس دقايق بس مع البنت الغلباوية دي.
هتف مراد بسماجة:- لا الجو حلو هنا.
هتف بغيظ:- يا بابا خليك حلو.
نهض معتز قائلا بتحذير :- هما خمس دقايق وهقعدلك برة الباب وهخليه مفتوح.
جز علي أسنانه بغيظ قائلا :- حاضر يا حمايا العزيز إنت تؤمر. يلا بقي هوونا يا جدعان.
شهقت لمار بصدمة قائلة :- شوفوا الواد.
تعالت ضحكات الجميع عليه بينما هتفت حبيبة بخفوت لوالدتها :- ماما متمشيش خليكي معايا. ..أنا مش عاوزة أكون معاه لوحدي.
أردفت بنفس الخفوت :- ما تخافيش شوفيه هيقول إيه الأول وأهو معتز هيقعدلكوا علي الباب يا ستي عاوزة إيه تاني يلا هسيبك أنا.
قالت ذلك ثم إبتعدت عن ابنتها وخرج الجميع وتبقي هم.
أخذت تضغط بيدها علي الفراش بقوة والتوتر حليفها إذ نظرت للأسفل فهي قادرة علي رفع عيناها في عينيه.
إبتسم هو بخفوت قائلا بهدوء:- بتهربي ليه؟ مش عاوزة تشوفيني ليه! ؟
أردفت بخفوت وهي تنظر لقبضة يدها التي تضغط علي شرشف السرير :-
علشان علشان أنا السبب. ..أنا اللي خليتك تعمل الحادثة .
إبتسم بخفوت قائلا :- لا يا ستي مش إنتي السبب غبائنا هو السبب واللي فوق دة كله إرادة ربنا. ممكن بقي متفكريش بالطريقة دي تاني ونقفل صفحة الموضوع دة. ؟
هتفت بدموع:- أنا آسفة. .......
قاطعها قائلا :- ممكن تبصيلي وتسمعيني؟
رفعت عيناها ناحيته علي إستحياء فقال بهدوء:- متتأسفيش لو حد هيتأسف يبقي أنا مش انتي وبصراحة كنا زي العيال هيحصل إيه لو واحد عدي للتاني بس يلا مش مشكلة أهم حاجة إنك بخير. (بقلم زكية محمد)
ثم هتف بخبث:- بس إيه مكنتش أعرف إني غالي أوي عندك كدة. .
أحمرت وجنتيها خجلا كان يقصده من البداية فأكمل بخبث :- ها مجاوبتيش يعني.
هتفت بخجل :- مش. ..مش إنت ابن خالي وعلشان كمان أنا السبب كمان في اللي حصلك.
تبدلت ملامحه للضيق لم كان ينتظر منها إجابة أخري.
هز رأسه ينفض تلك الأفكار عنه فهتف بهدوء ومكر محبب له :-
هو أنا قلتلك إن محصول الفراولة استوي النهاردة وكمان عاوز القطف والأكل.
قالها وهو يغمز لها بإحدى عينيه أما هي شهقت بخجل شديد قائلة :- أاااا. ....إنت إنت بتقول إيه؟ بطل بقي الله. ..
ضحك قائلا :- طيب اعملك إيه ولعلمك بقي الفراولة كل مالها ما بتحمر شوية كمان وهقوم أبوس. ...قصدي أكلها. ..
قاطعته صائحة بصراخ:- يا ماما. .
نظر لها بصدمة قائلا :- يخربيتك هو أنا عملت حاجة ولا جيت جنبك طيب كنتي استني أقطف الفراولة وبعدين صرخي براحتك.
نظرت له بدموع خجلة قائلة:- إنت. ..إنت قليل الأدب. ..
قاطعهم دلوف معتز والبقية فزمجر بغيظ هاتفا بداخله :- إيه الحظ المنيل دة طيب الفراولة مين هياكلها دلوقتي هوف ..
هتفت تسنيم :- مالك يا حبيبتي كنتي بتنادي ليه؟
أردفت بتلعثم :- أاااا أبدا يا ماما كنت كنت عاوزة أروح التواليت.
أردف معتز بغيظ:-الواد دة ضايقك؟
هزت رأسها مسرعة بنفي وهي تقول :- لا يا بابا أاااا مضايقنيش.
أردف فارس بضيق :- جري إيه يا عمي ما تخليك محضر خير وبعدين إيه واد دي.
ضحكت تسنيم قائلة:- خلاص يا معتز خف علي فارس شوية.
إقترب منها وقبلها من وجنتها بقوة قائلا بعبث :- ربنا يباركلي فيكي يا عمتو وعقبال ما أدوق الفراولة اللي نفسي فيها يا رب.
تطلع الجميع له بتعجب أما هي تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها في الحال وهي مصدومة من تحوله الغريب ذاك معها.
أردف مراد بمكر:- طيب مش لما تدفع حق الفراولة الأول.
إبتسم له قائلا :- قريب يا بابا إن شاء الله متقلقش.
أردف مراد وهو يأخذ بيده :- طيب يلا قدامي علي مكانك خلي الجماعة ياخدوا راحتهم.
أومأ له موافقا ثم توجه لغرفته وتمدد علي الفراش.
دلف عمر برفقة زياد وألقوا التحية عليهم وهتف عمر :- حمدا لله علي سلامتك يا حبيب خالو. عامل إيه دلوقتي؟
هتف بإبتسامة :- الله يسلمك يا خالو.
إقترب زياد وضرب فارس علي زراعه بخفة قائلا بمزاح :- حمدا لله علي سلامتك ولو إني شايفك زي القرد.
هتف بألم :- إيه يا ابني دراعي حد قالك إني جاي من دريم بارك أنا طالع من حادثة.
هتف بضحك :- تصدق مخدتش بالي. سلامتك يا ابن عمتي.
هتف بضيق :- امشي يا زياد إيه اللي جابك؟ بابا أنا هروح عند حبيبة تاني.
أردف بضحك :- أتنيل إقعد ولا هي زيطة والسلام هنجبهالك لحد عندك.
أردف بضيق :- ما هي تعبانة بردو شوية دي كانت معايا في الحادثة.
أردف عمر بدهشة :- كانت معاك مقولتش يا مراد يعني.
هتف بغيظ :- يعني إنت أديتني فرصة أتكلم.
هتف بحرج :- اه معلش من خوفي جيت علطول من غير ما استفسر منك على الباقي طيب تعال معايا نروح نطمن عليها.
غادرا الغرفة بهدوء ودلف بعدهم محمود وعادل برفقة حمزة اللذين ما إن رأوا فارس هتفوا جميعا في نفس واحد :-
ألف سلامة عليك يا صاحبي تعيش وتاخد غيرها.
أردف بغيظ :- أخد غيرها إمشي من هنا ياض منك ليه جاتكوا نيلة في معرفتكم.
هتف عادل بتعجب:- سبحان الله مش كنت واقف معانا يا ابني وأختفيت فجأة كدة يقوموا يقولوا عمل حادثة.
هتف محمود بهدوء :- الحمد لله إنها جات على قد كدة . سمعنا إن خطيبتك كانت معاك ألف سلامة.
هتف بإبتسامة خفيفة:- الله يسلمك.
أردف حمزة بمرح :- أنا من رأيي إنك تخلع أو تخلي الجماعة اللي في الأوضة اللي جنبك يخلعوا.
نظروا له بعدم فهم فأكمل ضاحكا :- اسمع مني بس. دول بنات الجامعة هيعملوا مظاهرة هنا لما يعرفوا إن فارس أحلامهم عمل حادثة.
أكمل زياد بضحك :- أيوة وأنا هقف علي الباب أعدهم الراس بخمسة جنية دا إحنا هنسترزق. كل اللي تحب تشوفك تدفع عشرة جنيه.
ضحك عادل قائلا :- لا من الناحية دي متقلقش هتبقى مليونير. .
نظر لهم بضيق هاتفا بسخرية :- هاهاها خفة ياض منك ليه. أخف بس ان ما نيمتكم في المستشفي بطريقتي مبقاش أنا.
هتف حمزة بضحك :- يا شيخ اتلهي علي عينك وانت مش قادر تحرك رمشك.
هتف بوعيد:- ماشي اضحك براحتك. ..
في الغرفة المجاورة خرجت حبيبة من المرحاض بعدما هندمت ملابسها إستعدادا للخروج فوجدت عمر بصحبة مراد الذي هتف :- حمدا لله على سلامتك يا بنتي.
أردفت بإبتسامة:- الله يسلمك يا أنكل.
هتفت تسنيم :- نقدر نمشي دلوقتي يا معتز أنا مخنوقة من جو المستشفيات.
أومأ مؤكدا:- اه يلا بينا.
تساءلت حبيبة :- طيب وفارس؟
أجابها مراد بحنان :- متقلقيش هيجي وراكم. ...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان في مكتب العقيد يلاقي توبيخا شديدا لم يتعرض له من قبل.
-إياد حصلك إيه بقي شوية عيال زي دول مدوخينك.
هتف بغضب مكتوم:- يا أفندم أديني بس شوية وقت.
هتف العقيد بحدة :- وقت إيه والشحنة إتهربت جوا البلد لو مش قد المسؤلية قول وأنا أشوف حد غيرك.
تنفس بغضب مكتوم ثم هتف بصوت هادئ يعكس تلك النيران التي بداخله :- لا يا أفندم أنا قد المسؤلية ومحدش هيمسكهم غيري. أنا بس عملت كدة تمويه علشان اللي بينقل تحركاتي ليهم ياخد الأمان ويتمادي وساعتها مش هرحمه.
هدئ قليلا ثم هتف بهدوء :- إياد يا ابني إنت من أكتر الظباط الكفؤ عندي وأقدر أحطك في أي مكان وأنا مطمن أنا بس مش عاوز غبار عليك ولا علي شغلك.
إبتسم له بعملية قائلا :- متشكر يا أفندم إن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك.
أومأ برأسه قائلا :- إن شاء الله. تقدر تتفضل دلوقتي.
وقف معتدلا ثم رد التحية العسكرية ومن ثم غادر وبمجرد خروجه إحتلت جهنم عيناه غضبا ثم شدد علي قبضته قائلا :- هانت. .هانت أوي.
قال ذلك ثم أخرج هاتفه وعبث به للحظات ثم وضعه علي أذنه وما إن رد الطرف الآخر هتف بهدوء مغاير :- عاوزك تيجي المكتب عندي دلوقتي.
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل التاسع ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل العاشر أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .