نقدم اليوم احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الخامس من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل الخامس
لفصل الخامس
طالع إبنه بصدمة وذهول من هذا القرار الغريب الذي اتخذه للتو.
فتح فارس عيناه حتي يستشف تعبيرات والده فوجد الذهول واضحا علي وجهه
هتف مراد بذهول:- إنت فاهم وواعي للي بتقوله دة؟
هز رأسه بموافقة قائلا :- أيوا يا بابا أنا فاهم كويس جدآ.
سأله بهدوء:- ليه؟
إمتعضت ملامحه قائلا :- ليه إيه؟
أجابه بثبات :- ليه عاوز تتجوزها؟
تلعثم في الإجابة قائلا :- علشان. ..علشان. ...
قاطعه والده قائلا :- علشان ما تحسش بالذنب مش كدة؟
هز رأسه بخفوت فقال مراد بحدة:- بس إنت مش ملزم بالجوازة دي طالما باصص للموضوع من الزاوية دي.
هتف بتعجب:- أومال أبصلها من أنهي زاوية؟
أجابه بغيظ:- زاوية إنك بتحبها مثلا.
توتر قائلا :- يا بابا ما هو. ...أاااا. .....
قاطعه قائلا :- أنا عارف إنك مابتحبهاش. ..
هتف بدفاع :- بحبها يا بابا بس زي اختي.
هتف بإستنكار:- وينفع تتجوز أختك؟
هتف برجاء:- أرجوك يا بابا ريحني بص لمصلحتنا كلنا الكل هيستفاد من العرض دة.
أردف بعدم فهم:- إزاي دة؟
أجابه بثبات :- يعني أنا هستفاد لما يرتاح ضميري اللي بيأنبني إن حصلها كدة وكان في ايدي أمنع دة.
ثم أكمل بحذر :- وكمان علشانكم انتوا علشان سمعة العيلة وعلشان الفضيحة.
مسكه من تلابيب ملابسه قائلا بحدة:- إياك. ..إياك تكمل يا دكتور يا محترم هو كان بمزاجها أنا أعرف أخرس اي واحد يجيب سيرة بنت أختي علي لسانه من غير مساعدتك. إتفضل شوف رايح فين.
- استني يا فارس.
كان هذا صوت تسنيم التي دلفت علي حين غرة والتي كانت تمر فسمعت كلمات أخيها الأخيرة.
هتف بحرج:- عمتو. ..أااا. ..
قاطعته قائلة :- إنت عندك حق. ..
ثم نظرت لشقيقها قائلة بدموع :- وافق يا مراد أرجوك مش عاوزة بنتي تتكسر أكتر ما هي مكسورة. (بقلم زكية محمد )خليهم يتجوزوا ولو حتي شهور قليلة وبعدين يتطلقوا ونقول ما حصلش نصيب أرجوك يا مراد وافق.
أعتصر قبضته بشدة حتي برزت عروقه من طريقة تفكيرها تلك.
هتفت تلح عليه مجددا :- ها يا مراد موافق. ؟
هز رأسه بيأس قائلا :- موافق يا تسنيم موافق خلاص شوفوا هتعملوا إيه بس معتز ما اعتقدش إنه هيوافق.
هتفت مسرعة :- لا إحنا هنضغط عليه وكلمه إنت وإن شاء الله هيوافق.
هتف فارس براحة :- أنا هطلبها من عمي بكرة قصاد نانا ونخلي الفرح بعد شهرين يكون خلصنا إمتحانات وتدريب.
هتف بسخرية :- إنت مرتب لكل حاجة بقي. طيب بالنسبة ليها هي؟
تدخلت قائلة :- أنا هكلمها وهخليها توافق.
إبتسم بسخرية بداخله لو كانت الظروف غير تلك لطارت كالعصفور من الفرحة. إنه حزين عليها وبشدة وأراد ابنه أن يتزوجها بدافع الحب وليس بدافع الشفقة أو تكفير ذنب وما شابه.
أردف بهدوء:- ماشي ربنا يسهل.
بعد دقائق كانت تسنيم في غرفة ابنتها التي كانت تطالع الكتاب بشرود.
تقدمت منها وجلست الي جوارها قائلة بحذر:- حبيية انا عاوزة أفاتحك في موضوع.
سألتها بريبة :- خير يا ماما فى إيه؟
هتفت بتلعثم:- أصل. ...أصل فارس ابن خالك.
دق قلبها بعنف محدثا إهتزازا عنيفا في قفصها الصدري فقالت بتوتر:- مممماله؟
هتفت بترقب :- طالب ايدك للجواز. ..
نظرت لوالدتها بعدم إستيعاب ثم تحول الأمر لصدمة وكأنها تحولت إلي تمثال.
هزتها والدتها برفق قائلة :- حبيبة.
عادت لأرض الواقع قائلة ببلاهة:- ها
اردفت والدتها :- ها إيه بس؟ مقولتيش رأيك يعني؟
شردت حبيبة في سبب طلبه للزواج منها فالبتأكيد ليريح ضميره ولشعوره بالشفقة تجاهها. إبتسمت بداخلها بمرار وسخرية أالاغتصاب هو من جعله يتقدم للزواج منها؟ فلربما لو كانت الظروف غير الظروف لصاحت بصوتها العالي فرحة بالموافقة ولكن كيف وهي مفروضة عليه. أدمعت عيناها في الحال الي متي ستظل في ذلك العذاب؟ متي سينتهي كل ذلك؟
تعالت شهقاتها فضمتها والدتها هاتفة بدموع:-
حاسة بيكي يا قلب ماما إنتي كان نفسك تتجوزي بطريقة غير وفي ظروف غير بس نعمل إيه نصيبنا كدة يا بنتي.
هسيبك تفكري في مصلحتك قبل مصلحتنا يا ضنايا.
قالت ذلك ثم انفجرت باكية هي الآخري علي حال ابنتها وما آلت له الأمور.
ربتت علي ظهرها بحنان قائلة :- خلاص يا ماما هوافق متعيطيش بالله عليكي.
هتفت ببكاء:- آااه يا بنتي حسبي الله ونعم الوكيل منه لله اللي عمل فيكي كدة.
أردفت بصوت متحشرج :- خلاص يا ماما قفلي علي السيرة دى بالله عليكي.
إعتدلت وجففت دموعها ثم ربتت علي ظهر ابنتها قائلة :- حاضر يا حبيبتي هسيبك تنامي وبكرة نشوف هنعمل إيه؟ تصبحي علي خير.
أردفت بخفوت:- وانتي من أهل الخير يا ماما.
غادرت والدتها فتمددت علي الفراش وسحبت عليها الغطاء وأغلقت عيناها وبداخلها تتمني أن لا تستيقظ مجددا وأن يأخذ الله روحها لترتاح من كل ذلك.
بالأسفل هتف مراد بحذر:- بقولك إيه إتعامل مع امك.
نظر له قائلا بحذر :- وحضرتك؟
إبتسم بسخرية قائلا :- لا يا حبيبي أمك من أول ما تعرف هتقوم حرب أصلها كانت حجزالك بنت خالك يا عيني.
هتف بصدمة :- رحمة إزاي ! رحمة أبعد ما يكون عن دة دى زي رنا بالظبط والله ماما دي عليها حجات.
ضحك رغما عنه قائلا :- إبقوا إتصافوا مع بعض مليش دعوة.
هتف بتذمر:- يعني بتبيعني يا بابا أقف جنبي ربنا يباركلك.
هتف بعدم إكتراث :- إنسي يلا تصبح علي خير .
غادر مراد تاركا فارس يتخبط في حيرته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا في شقة شجن الجديدة ببولاق أدمعت عيناها بسبب قبضة شقيقها علي شعرها الذي هتف بغضب :-
بقالك إسبوع يا روح امك ماجبتيش أي معلومة مطلعك رحلة أنا.
حاولت الفكاك من قبضته قائلة :- مش لما اخليهم يدوني الأمان الأول علشان ميشكوش في حاجة.
هتف بتهديد :- اسمعي أما أقولك فاضل علي المهلة يدوب تلات أسابيع وقد أعذر من انذر.
هزت رأسها بخوف قائلة :- حاضر حاضر.
زجها بعنف قائلا :- ماشي يا حلوة لما نشوف آخرتها إيه؟
دلفت للداخل وقامت بارتداء عباءة سوداء وحجاب أزرق طويل وودعت والدتها ومن ثم غادرت الي وجهتها.
بعد بعض الوقت وصلت للفيلا وتوجهت للدلوف من الباب الخلفي المؤدي إلى المطبخ.
كان زياد يمارس رياضة الركض كعادته الصباحية وبينما كان يركض إصتدم بجسد صغير فإرتضمت بالأرض صارخة بألم بينما هو إختل توازنه وجثي فوقها.
أخذ يطالعها بدهشة من تلك الجميلة؟ مهلا مهلا إنها تمتلك نفس عيني شقيقته ووالدته وكذلك هو.
أخذ يتأملها بإبتسامة بلهاء، أما هي أخذت تزجه بكل ما أوتيت من قوة فهتفت بصراخ :-
إنت يا أخ أبعد عاوزة أقوم.
هتف ببلاهة :- لا أنا عاجبني الوضع كدة .
إحمر وجهها غضبا وخجلا فقالت بحدة :-
بقولك قوم إنت غبي ما بتفهمش يا قليل الأدب يا حقير يا سافل يا. .... ...
وضع يده على فمها قائلة :- بس بس إيه حنفية شتايم وأتفتحت. ...
في تلك الأثناء كان إياد في غرفة الملاكمة وسمع صوت صياح فخرج ليرى ما الأمر.
فصدم حينما وجد أخيه بتلك الوضعية فقال بغضب :- إنت بتعمل إيه يا حيوان؟
نهض بفزع قائلا بتلعثم:- أااا لا ممفيش.
نهضت هي الاخري بخجل وخذي شديد من تلك الوضعية فإستدارت لترحل ولكن صوته الغاضب أوقفها حينما هتف :- استني عندك.
إرتجفت قدماها من صوته الغاضب. تقدم منها ثم أخذ يحوم حولها بنظرات حادة ثم وقف قائلا بسخرية:- يا ريت تراعي لشغلك اللي إنتي هنا علشانه وتبطلي شغل التلات ورقات دة.
هتفت بخفوت :- ققصدك إيه؟
أردف بقسوة:- شغل البنات إياها اللي مابتصدق تلاقيلها واحد متريش وتشبط فيه. أنا أعرف النوعية دي كويس أوي علشان كدة يا شاطرة إقعدي علي جنب وكلي عيش.
نظرت له بشراسة وكادت أن ترد له الصاع صاعين، ولكن لو فعلت ذلك سيتم طردها ولن تتمكن ( بقلم زكية محمد )من إنجاز ما أتت من أجله وستعرض والدتها للخطر فكتمت غيظها بداخلها ثم تركته وذهبت مسرعة للداخل أما هو نظر لها بسخرية وكأنها أثبتت صدق كلامه.
تقدم زياد منه قائلا :- إيه اللي إنت عملته دة يا إياد ميصحش كدة أنا اللي خبطت فيها ووقعت.
نظر له بحدة قائلا:- نعم يا اخويا بقولك إيه اختفي من قدامي إنت التاني بدل ما أشوف شغلي معاك.
نظر له مطولا ثم غادر وتركه فزفر الأخير بضيق ثم صعد لغرفته ليبدل ملابسه.
لو كان الغضب نارا لحرق الأخضر واليابس حيث كان ذلك حالها فتمتمت بصوت خافت:-
والله تستاهل اللي هيحصلك يا إياد الكلب اما وريتك مبقاش أنا والاهبل التاني دة أوف. ...
تدخلت فاطمة قائلة حينما رأتها علي تلك الحالة :- مالك يا بنتي؟
هتفت بضيق :- مفيش يا خالتي. تعالي نشوف ورانا إيه ونعمله.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تبكي وتشهق بصمت حينما أخبرها فارس إنه سيتزوج بأخرى .
هتف بقلق :- مالك ساكتة ليه اتكلمي.
هتفت ببكاء :- أقول إيه ربنا يسعدك يا فارس.
هتف بغيظ :- هو دة أخرك.
صرخت فيه قائلة :- أومال عاوزني أقولك إيه؟ أقولك بلاش يا فارس؟ اتمسك بيا أنا.
هتف بغيظ:- وليه لا دة المفروض تقوليه.
أردفت ببكاء :- مش لما تتمسك بيا إنت الأول لا إنت روحت تتجوز ولا علي بالك مشاعري.
هتف بضيق :- ومين قالك إن مشاعرك متهمنيش؟ ! إنتي كلك علي بعضك حتة واحدة كدة تهميني.
هتفت بسخرية :- لا واضح اوي الصراحة.
مسك يدها برفق قائلا :- هنا صدقيني أنا هعمل كدة بس علشان مصلحة العيلة وأنا مقدرش أتخلي عن دة.
أردفت بدموع :- طيب وأنا؟
تنهد بعمق قائلا :- إنتي مهمة أوي عندي بردو.
سألته بحيرة :- أومال ليه عاوز تتجوزها؟
أردف بصدق :- صدقيني لو سبب يخصني كنت قلتلك. بس دة سبب ما يدنيش حق إني أتكلم فيه وأنا ماتعودتش افشي سر حد خيرى لأي حد مهما كان إيه؟
هتفت بتذمر:- يا سلام يعني أنا حد.
ضحك قائلا :- لا إنتي الحدود كلها. هنا ممكن تصبري عليا الوضع دة مش هيستمر فترة وينتهي.
سألته بحذر:- إنت قصدك إنك هتتجوزها مدة معينة وبعدين هتطلقها؟
أومأ برأسه مؤكدا :- الله ينور عليكي. وبعدين أفضالك يا جميل.
هتفت بإعتراض:- إنت بتضحك عليا سيادتك! ولازمتها إيه من الأول طالما هتطلقها؟
هتف بضيق :- قولتلك دة مش سبب خاص بيا. ممكن تثقي فيا شوية؟
هتفت بحذر:- هي. ..هي غلطت مع حد وانت يعني. ...
قاطعها قائلا بحدة :- ولا كلمة زيادة مش هسمحلك.
هتفت بغضب :- ومالك محموق عليها اوي كدة؟
هتف بتأكيد :- لانها بنت عمتي وسمعتها من سمعتي هتغلطي هتلاقيني وقفت في وشك ومش هعمل إعتبار لأي حاجة.
هتفت بخفوت :- أنا آسفة.
زفر بضيق ثم أردف بهدوء:- ممكن تسمعيني للآخر ؟
هزت رأسها بنعم فأكمل :- أنا هنفذ اللي قلتلك عليه وانتي كل اللي عليكي تعمليه تذاكري وتنجحي عاوز السنة الجاية أشوفك في تالتة كدة والامتياز في ايدك.
هتفت بحماس :- أوعدك هعمل كدة بس إفرض يا فارس يعني يعني. ...
إحمر وجهها خجلا ولم تستطع أن تكمل فهتف بتعجب :- يعني إيه كملي.
أردفت بحذر :- إفرض يعني خلفت منها هتعمل إيه ساعتها؟
ضحك قائلا :- لا يا ستي من الناحية دي متقلقيش. مش قلتلك مصلحة ماتخافيش خالص من الناحية دي. ها فكي خلاص بقي ووريني أخدتي إيه النهاردة.
فتحت كتبها ثم أخذت تثرثر معه وهو يشاركها ذلك بصدر رحب.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت رحمة قد إنتهت من محاضراتها هي وهمس فذهبن للكافتيريا لشراء بعض المشروبات ثم جلسن يثرثرن سويا حتي أتت صديقتهم وألقت عليهن التحية قائلة :-
السلام عليكم أزيكم يا بناويت.
هتفن سويا :- وعليكم السلام. الحمد لله اخبارك إنتي إيه؟
أردفت بمرح :- الحمد لله. عاملين إيه في المحاضرات؟
هتفت رحمة بضيق :- زي الزفت الحمد لله خلصت واحدة فاضل التانية امتي تخلص علشان نمشي.
ضحكت قائلة :- مش عاوزة أصدمك وأقولك إني مروحة دلوقتي.
هتفت بضيق :- اه يا أختي وكلاها والعة.
أشارت لها بكف يدها قائلة:- الله أكبر خمسة في عينك.
ضحكت همس قائلة :- حرام عليكي يا مريم ما تظليمهاش دي بتقر بس. ..
نظرت لها بضيق قائلة:- خفة يا بت.
نهضت مريم قائلة :- طيب أسيبكم أنا قلت آجي أسلم عليكم قبل ما أروح سلام يا بنات.
هتفن سويا :- سلام.
علي مقربة منهن كان يجلس شابان يراقبناهما عن كثب هتف الأول :- شايف الوتكتين دول؟
تنهد الثاني بعمق قائلا :- شايف يا اخويا شايف يا بخت كليتهم بيهم.
هتف الأول : - طيب بقولك إيه ما تقوم نقلب رزقنا.
أومأ له بخبث قائلا :- وماله؟
نهضا من مكانهما وتوجها إليهن فسحبا مقعدين وجلسوا علي نفس الطاولة.
نظرت لهم همس بخوف بينما رفعت رحمة حاجبيها بإستنكار قائلة :- ودة إيه إن شاء الله؟
هتف أحدهم بسماجة:- إيه يا قمر ما تفكي كدة إحنا حابين نتعرف.
هتفت بسخرية :- نت إيه يا اخويا؟ بقولك إيه خد اللي معاك دة واتكلوا من هنا.
هتف الآخر :- ليه بس كدة يا مزة ما تطريها.
هتفت بصوت عال:- لو ما مشتوش حالا هبلغ أمن الجامعة.
توتر الشابان من تهديدها الصريح كما إن صوتها الحاد جذب الانتباه فغادروا المكان بسرعة حتي لا ينالهم العقاب.
أخذت همس تضحك بعد رحيلهم قائلة :- يخرب عقلك يا بنتي فظيعة إنتي .
هتفت بضيق :- سدوا نفسي الله يسد نفسهم.
ربتت علي زراعها قائلة :- معلش تعيشي وتاخدي غيرها.
نهضت من مكانها قائلة :- طيب يلا بينا علي المحاضرة.
وافقتها همس حينما نهضت هي الاخري قائلة :- أوك يلا بينا.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد فترة عاد فارس للمنزل ووجد انه الوقت المناسب لإخبارها بالأمر.
دلف للداخل وجدها بمفردها فزفر براحة فتوجه إليها وجلس إلى جواره بعد أن القي عليها التحية.
هتف بهدوء:- قاعدة لوحدك ليه يا ست الكل؟
أجابته بحنان :- أبدا يا حبيبي زى ما إنت عارف اللي في المدرسة واللى في الشغل وجدتك في اوضتها فوق. ..
مشط المكان بعيناه قائلا :- أومال فين عمتو وحبيبة ؟
أردفت بهدوء وحزن :- قاعدين فوق زي ما إنت عارف ربنا يكون في عونها .
زفر بضيق عند تذكره للأمر فنظر لوالدته قائلا :- ماما أنا عاوزك في موضوع كدة؟
إنتبهت حواسها اليه قائلة بحنان :- خير يا حبيبي.
أردف بتلعثم:- احم يعني عاوز أقولك إني. ...إني عاوز اتجوز. .
هتفت بفرح :- بجد؟ ألف مبروك يا حبيبي. حاطط عينك علي مين؟ استني استني أنا هخمن رحمة بنت خالك صح؟
هتف بغيظ :- رحمة إيه يا أمي دي أختي زي رنا بالظبط.
هتفت بإمتعاض :- اومال مين يا اخويا حكم أنا عارفاك بتاع بنات.
ضحك بخفوت قائلا :- مقبولة منك يا أمي. المهم اللي عاوز اتجوزها يا ستي هي حبيبة بنت عمتي.
هتفت بصدمة :- نعم؟ مين ؟
أجابها بهدوء:- اهدي يا أمي بس. مالك مصدومة ليه هي حبيبة وحشة يعني ؟
هتفت برفض :- لا طبعا مش وحشة مش وحشة أبدا.
سألها بترقب :- أومال معترضة علي إيه؟ اوعي تقولي علشان. ....
قاطعته قائلة بنفي :- لا طبعا أنا عمري ما هفكر بالطريقة دي.
سألها بحيرة :- أومال علشان إيه؟
ثم هتف بدهشة :- أوعي تقولي علشان أكبر مني.
هزت رأسها بموافقة بسيطة فأكمل :- دول حياالله 8 شهور يا ماما ما يستاهلوش نقعد ندقق عليهم. طيب بذمتك لو جبتيها قصادي مش تقولي إني أبوها ههههه كفاية قصرها دة.
هتفت بحيرة :- والله يا ابني ما عارفة أقولك ايه؟
ضحك قائلا :- قولي اه مش هتخسري حاجة.
هتفت بهدوء:- هي بصراحة ما تتعيبش كفاية أخلاقها. خلاص ربنا يسهل ويقدم اللي فيه الخير.
هتف براحة :- بجد يا ماما موافقة؟
أومأت بموافقة وهي تقول :- أهم حاجة سعادتك يا حبيبي وأنا مش هقف في وشك.
إلتقط كف يدها وقبله بحنو قائلا :- ربنا يباركلي فيكي يا أمي.
هتفت بحذر :- بس عندي سؤال كدة هو إنت يعني ليه هتتجوزها أقصد إنت هتتجوزها علشان اللي حصل ولا علشان إنت عاوز كدة؟
أردف بثبات:- الاثنين يا أمي الاتنين. ..
أومأت بخفوت قائلة :- خلاص يا حبيبى ربنا يقدم اللي فيه الخير.
أردف بمرح :- حيث كدة بقي اجهزي لبليل علشان هنتقدم لها أنا وبابا.
ضيقت عيناها قائلة :- يعني انتوا متفقين علي كل حاجة وأنا يدوب تحصيل حاصل؟
ضحك قائلا :- أبدا يا أمي هو إحنا لينا بركة إلا إنتي.
هتفت بضيق :- كل بعقلي حلاوة يا أخوية كل.
ضمها بحنو وقبلها علي رأسها قائلا :- خلاص بقي يا لمورة يلا بقي استعدي عاوزك احلي من العروسة نفسها.
***********
في نفس الوقت بالأعلى صرخ معتز بغضب :- لا مش موافق بنتي مش رخيصة علشان حد يتجوزها من باب الشفقة.
زفرت بنفاذ صبر قائلة :- يا معتز إنت باصص للموضوع ليه من الزاوية دي.
أردف بسخرية:- أومال عاوزاني ابص من أنهي زاوية. فارس بتاع البنات قوام حب بنتك لدرجة انه عاوز يتجوزها؟ !
ذمت شفتيها بضيق قائلة :- بس راجل ومسؤول ويتسند عليه وانت مطمن. وافق يا معتز دي حبيية نفسها موافقة.
أردف بدهشة:- موافقة! أوعي تكوني غصبتيها.
أردفت مسرعة :- لا مغصبتهاش حتي ممكن تروح تسألها دلوقتي. ها يا معتز وافق بالله عليك.
أردف بحيرة من أمره :- سيبيني أفكر لحد بالليل يا تسنيم.
هزت رأسها بموافقة قائلة :- ماشي يا معتز براحتك بس فكر في مصلحة بنتك قبل كل حاجة. فارس الوحيد اللي هيخليها تخرج من حالتها دي.
قالت ذلك ثم تركته يتخبط مفكرا في حديثها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
انتهت من أعمال المطبخ ثم جلست تستريح قليلا.
نظرت إلى فاطمة واردفت بتوتر:- أنا خلصت الشغل هنا يا خالتي . في حاجة تانية محتاجة توضيب.؟
أجابتها بهدوء:- لا يا بنتي مفيش غير هدوم البهوات الصغيرين اللي مش نضيفة تتجمع. هبقي أروح أجيبها.
نظرت لها بحذر قائلة :- عنك إنتي يا خالتي هروح أجيبهم أنا.
ثم تابعت بعتاب مصطنع :- ومتخافيش يا خالتي أنا لا يمكن أمد إيدى أبدا على حاجة مش بتاعتي.
أردفت قائلة بنفي:- أنا مقصدش يا بنتي خلاص روحي جيبيهم . كدة كدة هما موجودين في شغلهم دلوقتي. هتلاقي أوضهم الدور التاني علي إيدك اليمين.
هزت رأسها بطاعة قائلة :- حاضر يا خالتي هوا.
قالت ذلك ثم صعدت للأعلى بحذر. وصلت للطابق واتجهت ناحية اليمين كما أرشدتها فاطمة ثم فتحت أول غرفة بخوف شديد ثم دلفت للداخل وأخذت تدور حولها فرأت غرفة باللون القاتم ذو أثاث حديث سرير في المنتصف واريكة في إحدي جوانب الغرفة وملحقة بحمام داخلي هتفت بإمتعاض :-
إيه اللون الهباب دة؟ أسود ورمادي! حد يلون أوضته اللون دة يا تري بتاعة مين دي؟
ولم تكمل كلامها إذ وجدت الإجابة حينما رأت صورته موضوعة علي الكمود فهتفت بغل :-
بقي بتاعتك إنت يا حضرة الظابط.
ثم توجهت للصورة ومسكتها بغل قائلة بغيظ وكأنه أمامها وتريد التشفي فيه من آخر مشاحنة:- اه يا حمار بديل يا عرة الظبابيط بقي بتغلط فيا اه لو قدامي كنت قطعتك بسناني. الود ودي أرميكي علي الحيطة أدشدشك ستين حتة بس حكم القوي.
قالت ذلك ثم وضعتها مكانها بغل ثم أخذت تبحث في الأدراج عن أي شئ مثلما أخبرها أخيها ولحسن الحظ وجدت ضالتها.
أخرجت الملف بإبتسامة نصر وقد أعماها إنتقامها عن إدراكها لما تفعله هل هو خاطئ أم صواب؟
أخرجت الهاتف الحديث ثم أخذت تصور ما بالملف بسرعة وبعد أن إنتهت وضعته مكانه ثم أخذت الملابس وتركت الغرفة بسرعة وتوجهت لباقي الغرف وتناولت منها الثياب المتسخة التي بحاجة للغسيل ونزلت بهم للأسفل وهي تتنفس بسرعة من فرط التوتر والخوف.
رمت ذلك الخوف بعيدا حينما رأت فاطمة فرسمت علي وجهها ملامح الهدوء والجمود كي لا تشك بشئ وذهبت لتنظيف تلك الملابس.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
حل الليل سريعا في فيلا المنشاوي كان أحمد ورنا متعجبون من تلك الحركة الغريبة.
هتفت رنا :- واد يا أحمد.
ضربها بخفة علي رأسها قائلا :- واد شايفاني عيل زيك.
هتفت بضحك :- خلاص هقولك يا أبيه حلو كدة.
هتف بإمتعاض :- ليه عندي ربعين سنة! بقولك إيه فضك من السيرة دي وقوليلي شامة اللي أنا شامه؟
هتفت بتأكيد وهي تستنشق تلك الرائحة بقوة :- ايوة يا أبو حميد شامة. في حاجة مش طبيعية بتحصل من ورانا.
أردف بخفوت :- فعلا تعالي نروح نشوف في إيه؟
تسحبا ناحية المطبخ فوجدوا لمار وتسنيم يقمن بإعداد الكيك والعصائر.
توسعت عينهم بإنبهار فهتفت بخفوت:-
شايف اللي أنا شايفاه؟
هز رأسه بموافقة قائلا :- ايوة كيك وعصاير هو النهاردة العيد؟
هزت كتفيها ببلاهة وهي تقول بصوت خافت:- الله أعلم بس الظاهر كدة في حاجة هتحصل. مش مهم أهم حاجة عاوزين نصيبنا في الوليمة دي يا معلم.
هز رأسه بموافقة قائلا :-بالظبط إحنا هنخليهم يمشوا وندخل نسرقلنا طبقين تلاتة كدة ونطلع ناكلهم برة في الجنينة إيه رأيك؟
رفعت كفها قائلة :- ديل يا برنس.
صفق كفه بكفها بخفوت دليلا علي الإتفاق قائلا :- اشطا تعالي نداري في حتة كدة.
أومات له بخفوت ثم توجها سويا لتنفيذ خطتهم.
في المطبخ هتفت لمار بثقة :- أنا مبسوطة اوي الواد فارس عرف ينقي بيبة حبيبة قلبي.
إبتسمت بخفوت قائلة :- ربنا يخليكي وهو بردو راجل جدع يعتمد عليه وقابل إنه يتجوزها وهي مش. ....
قاطعتها لمار قائلة بعتاب :- والله ما إنتي مكملة. حبيبة ست البنات واللي حصل عمره ما هيقلل منها. بطلي هبل بقي وروحي شوفيلنا عروستنا علي ما اروح استعجل فارس.
نظرت لها بإمتنان فكلماتها تداوي من جروح قلبها وتشكر الله إنه أعطاها زوجة أخ مثلها.
تركن المكان فهتفت رنا :- سمعت اللي أنا سمعته؟
أومأ بموافقة قائلا :- ايوة بس عروسة إيه؟ ومال أختي بأخوكي؟
هتفت بضجر:- أنا عارفة يا اخويا المهم يلا بينا ننفذ المخطط لأحسن حد يجي.
توجها للداخل بحذر ثم أمسك كلا منهم بطبق ملئ بقطع الجاتوه وكوبان من عصير المانجو الطازج وخرجا من الباب الخلفي وكأنهم لصوص.
**********
بالأعلى دلفت تسنيم غرفة حبيبة فوجدتها كما هي تنظر أمامها بشرود فهتفت بهدوء:-
انتي لسة ما لبستيش
أجابتها بصوت مهزوز موشك علي الإنهيار :-
ماما بلاش بالله عليكي هو مش مجبر يعمل كدة.
جلست الي جوارها قائلة بهدوء:- يا حبيبتي محدش جبره علي حاجة هو اللي جه قال لخالك من غير ما حد يتكلم واتفقنا لو ماارتحتيش بعد فترة تعلنوا الإنفصال. يلا قومي اغسلي وشك واجهزي ما تتعبيش قلبي اكتر يا بنتي.
أومأت بهدوء ثم نهضت لتستعد كما طلبت منها والدتها وبداخلها صراع ما بين الحزن وبصيص من الفرح. تنهدت باستسلام فلتتوكل علي مولاها وتدع الأمور تسير كما أراد الله لها.
*********
بعد وقت كان الجميع مجتمع بالأسفل فتنحنح مراد ثم نظر الي معتز قائلا :- أنا يشرفني أطلب أيد بنتك حبيبة لابني فارس أنا مش هلاقي أحسن منها لابني.
نظر له مطولا ولم يجب فطالعه الجميع بتوتر فتنهد بحزن دفين قائلا :-
أنا معنديش مانع بس نشوف رأي حبيبة الأول.
كانت الأنظار موجهة ناحيتها تنتظر تحدثها فشعرت بتلك النظرات التي تخترقها. أخذت تفكر بضياع وبلا هوادة ولكن ما إن تذكرت دموع ورجاء والدتها فهتفت بخفوت:-
اللي تشوفه يا بابا.
هتف مراد بإبتسامة :- يبقي علي خيرة الله نقرأ الفاتحة.
رفعوا أيديهم وقرأوا الفاتحة وكلا منهم في وادي بأفكاره الخاصة.
رياح هوجاء تعصف بداخلها بشدة تأبي أن تريحها أو تدلها علي طريق للنجاة.
تنهد فارس بإرتياح فكلماتها تلك تعني إنها موافقة وهذا ما يريده أن تسير الأمور كما أراد حتي ينتهي من تأنيب هذا الضمير و( بقلم زكية محمد )لكنه حينما ينظر لها ويري الحزن مرسوم علي قسمات وجهها يشعر بالضيق لقد اعتاد علي ابتسامتها التي تزيدها إشراقا ولكن أين هي الآن لقد ذهبت في مهب الريح. عزم أن يعيدها لها مرة أخري وعليه أن يتحدث معها حتي يضع النقاط في أماكنها الصحيحة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد وقت إستأذن فارس الجميع بالتحدث مع حبيبة علي إنفراد.
خرجوا إلي الحديقة الخلفية وجلست قبالته و هي تفرك يديها بتوتر شديد حتي صارت بلون الدماء.
لم يختلف حاله كثيرا إذ شعر بالتوتر وكأنه يعرفها لأول مرة بل تلك اللاواتي يتعرف عليهن لأول مرة لم يتوتر بهذا الشكل، ربما هذا الميثاق شكل ذلك السور بينهم.
تحمحم ليلفت إنتباهها قائلا :- عاملة إيه؟ أحسن النهاردة؟
هزت رأسها قائلة بخفوت :- اه الحمد لله.
تنهد براحة قائلا :- الحمد لله. احم اتكلمي معايا عادي متخليش حتة الخطوبة دي تبني بينا سور.
ثم أضاف بمرح :- أنا عاوز البت حبيبة الشقية حالا.
إبتسمت إبتسامة باهتة تعكس عمق جرحها الذي لم يلتأم بعد.
هتف بهدوء:- حبيبة مستعدة تتكلمي دلوقتي يعني في موضوع الحادثة علشان بابا يعرف يتصرف.
أدمعت عيناها في الحال قائلة بصوت مهزوز:-
أرجوك مش عاوزة أتكلم في الموضوع دة.
أردف بحنان :- يا حبيبتي لازم تتكلمي كدة حقك هيضيع.
إنتبهت لكلمة حبيبتي التي قالها بعفوية ولا يقصد شئ من خلفها وكم تمنت أن يناديها ذلك اللقب ولكن بكل جوارحه أن يشعر بها وتشبع بها روحها المتعطشة للمزيد من حبه فهي تتمني أن يحبها نصف حبها لا لا ربع او أقل مثلما تحبه. فاقت من أحلامها الوردية علي واقع مرير وعليها تقبله إلا أن يأذن الله لها.
لوح بيده أمامها قائلا :- بيبة روحتي فين؟
هتفت بخفوت :- لا أبدا معاك أهو.
إبتسم لها قائلا :- طيب مردتيش يعني.
هتفت بضيق :- قلتلك مش عاوزة أتكلم علي الأقل دلوقتي.
هز رأسه موافقا وهو يقول :- ماشي براحتك. مش عاوزك تقلقي هفضل جنبك للنهاية.
هزت رأسها بموافقة وفجأة وجدت نفسها تقول :- طيب وهنا هتعمل معاها إيه؟ إنت بتحبها وهي كمان أكيد هتزعل.
إبتسم علي طريقة تفكيرها تلك فوسط حربها تسأل عن راحة غيرها فأردف بهدوء:-
متقلقيش أنا اتكلمت معاها وهي متفهمة الوضع.
ثم هتف مسرعا حينما نظرت له بصدمة من أن يكون أخبرها الحادثة التي تعرضت لها وكأنه قرأ أفكارها:- متخافيش انا مش ندل للدرجة دي علشان أفشي سر غيري.
إبتسمت بتهكم فيبدو بل بالتأكيد أن طريقها مسدود للوصول إليه فهتفت قائلة بدموع :-إنت مش مجبر تكمل كدة معايا أنا بعفيك عن أي إرتباط يقف في وش سعادتك. انتو بتحبوا بعض وأنا هكون عقبة في طريقك.
هتف بضيق :- ممكن تبطلي عياط وتسمعيني أنا مش مجبر علي حاجة ومش عاوز اسمع الهبل دة تاني.
هتفت بمرار:- بس دي الحقيقة.
هتف بثبات :- ما تشليش هم كل حاجة هتمشي تمام إن شاء الله بس متيأسيش كدة.
ثم أضاف بمرح وهو يعدل من ياقة قميصه :-
وبعدين أنا عريس لقطة وقمور والبنات هتموت عليا بس أنا اتنازلت وإتواضعت وهتجوزك.
إمتعضت ملامحها قائلة :- يا سلام طيب روح للبنات دي يا اخويا مستني إيه؟
هتف بدهشة :- أخوكى! في واحدة تقول لخطيبها أخوية.
هتفت بسخرية:- أومال اقولك إيه؟
هتف بمرح :- قوليلي يا بيبى.
أردفت بضيق :- إن شاء الله.
ضحك قائلا :- بصراحة أنا كل ما بشوف خدودك بيحمروا كدة بيغروني أوي.
تراجعت للخلف قائلة بصدمة :- إنت إنت بتقول إيه؟
أردف بصدق :- علشان كدة بحب أعصبك وأكسفك علشان أشوفهم مش عارف ليه بكون عاوز أبوسهم.
شهقت بذعر من وقاحته وتحوله المخيف بالنسبة لها فقالت بخجل :-
إنت بتقول إيه يا قليل الأدب.
ضحك قائلا بخبث:- يا ستي بوسة أخوية بريئة دماغك ما تروحش لبعيد.
ثم نظر لها مجددا قائلا بحرارة:- طيب أنا بقول تصبحي علي خير بدل ما تحصل حاجة كدة ولا كدة.
رحل مسرعا ودلف الي غرفته وهو يبتسم بإتساع فقد راقه خجلها كثيرا الذي لم يجده من بين اللواتي عرفهن فتنهد بعمق قائلا :-
شكلنا هنشوف معاكي أيام عنب يا بيبة.
أما هي كانت كالتمثال لا تتحرك ثابتة جامدة وعقلها يعيد آخر كلماته التي كادت أن تودي بها من فرط الخجل. ( بقلم زكية محمد)وسرعان ما فسرت الأمر إنه يقول تلك الكلمات لكي يوقع الفتيات في مصيدة حبه ولما لا وهو يتسم بالعبث.
زفرت بضيق والغيرة تنهش أعماقها إن حدث غيرها بمثل تلك الكلمات التي أنارت جزءًا بسيطا لا يذكر من عتمتها الداخلية مشعلة بصيص من الأمل.
تنهدت بحزن ثم نهضت بدورها الي الأعلي لتحظي بقسط من الراحة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور عدة أيام وصلت عربة الشرطة تحت إحدي البنايات ثم نزلت القوات بحذر.
هتف طارق بمرح :- يلا يا باشا مش هحرمك من اللحظة الحلوة دي انطلق يا بطل ورينا همتك .
نظر له بحنق قائلا :- والله يا طارق شكلك كدة عاوز تضرب وأنا مش هتأخر. بس نخلص اللي إحنا جايين علشانه دة.
صعدت القوات قاصدة تلك الشقة التي تقوم بأعمال مشبوهة. في ثواني كان الباب مطروح أرضا ثم دلفت عناصر الشرطة للداخل تقوم بالقبض علي من فيها.
عم الهرج في المكان من صيحات النساء وهن يمسكن بالجرم المشهود .
كان يدلف غرفة خلف الاخري ليلقي بالقبض علي هؤلاء وما إن فتح إحدي الأبواب حتي احتلت الصدمة ملامحه وعجز لسانه عن الحديث. ..................
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
البارت خلص يا قمرات ويارب يعجبكم هستني توقعاتكم للبارت اللي جاي.
دمتم سالمين.
طالع إبنه بصدمة وذهول من هذا القرار الغريب الذي اتخذه للتو.
فتح فارس عيناه حتي يستشف تعبيرات والده فوجد الذهول واضحا علي وجهه
هتف مراد بذهول:- إنت فاهم وواعي للي بتقوله دة؟
هز رأسه بموافقة قائلا :- أيوا يا بابا أنا فاهم كويس جدآ.
سأله بهدوء:- ليه؟
إمتعضت ملامحه قائلا :- ليه إيه؟
أجابه بثبات :- ليه عاوز تتجوزها؟
تلعثم في الإجابة قائلا :- علشان. ..علشان. ...
قاطعه والده قائلا :- علشان ما تحسش بالذنب مش كدة؟
هز رأسه بخفوت فقال مراد بحدة:- بس إنت مش ملزم بالجوازة دي طالما باصص للموضوع من الزاوية دي.
هتف بتعجب:- أومال أبصلها من أنهي زاوية؟
أجابه بغيظ:- زاوية إنك بتحبها مثلا.
توتر قائلا :- يا بابا ما هو. ...أاااا. .....
قاطعه قائلا :- أنا عارف إنك مابتحبهاش. ..
هتف بدفاع :- بحبها يا بابا بس زي اختي.
هتف بإستنكار:- وينفع تتجوز أختك؟
هتف برجاء:- أرجوك يا بابا ريحني بص لمصلحتنا كلنا الكل هيستفاد من العرض دة.
أردف بعدم فهم:- إزاي دة؟
أجابه بثبات :- يعني أنا هستفاد لما يرتاح ضميري اللي بيأنبني إن حصلها كدة وكان في ايدي أمنع دة.
ثم أكمل بحذر :- وكمان علشانكم انتوا علشان سمعة العيلة وعلشان الفضيحة.
مسكه من تلابيب ملابسه قائلا بحدة:- إياك. ..إياك تكمل يا دكتور يا محترم هو كان بمزاجها أنا أعرف أخرس اي واحد يجيب سيرة بنت أختي علي لسانه من غير مساعدتك. إتفضل شوف رايح فين.
- استني يا فارس.
كان هذا صوت تسنيم التي دلفت علي حين غرة والتي كانت تمر فسمعت كلمات أخيها الأخيرة.
هتف بحرج:- عمتو. ..أااا. ..
قاطعته قائلة :- إنت عندك حق. ..
ثم نظرت لشقيقها قائلة بدموع :- وافق يا مراد أرجوك مش عاوزة بنتي تتكسر أكتر ما هي مكسورة. (بقلم زكية محمد )خليهم يتجوزوا ولو حتي شهور قليلة وبعدين يتطلقوا ونقول ما حصلش نصيب أرجوك يا مراد وافق.
أعتصر قبضته بشدة حتي برزت عروقه من طريقة تفكيرها تلك.
هتفت تلح عليه مجددا :- ها يا مراد موافق. ؟
هز رأسه بيأس قائلا :- موافق يا تسنيم موافق خلاص شوفوا هتعملوا إيه بس معتز ما اعتقدش إنه هيوافق.
هتفت مسرعة :- لا إحنا هنضغط عليه وكلمه إنت وإن شاء الله هيوافق.
هتف فارس براحة :- أنا هطلبها من عمي بكرة قصاد نانا ونخلي الفرح بعد شهرين يكون خلصنا إمتحانات وتدريب.
هتف بسخرية :- إنت مرتب لكل حاجة بقي. طيب بالنسبة ليها هي؟
تدخلت قائلة :- أنا هكلمها وهخليها توافق.
إبتسم بسخرية بداخله لو كانت الظروف غير تلك لطارت كالعصفور من الفرحة. إنه حزين عليها وبشدة وأراد ابنه أن يتزوجها بدافع الحب وليس بدافع الشفقة أو تكفير ذنب وما شابه.
أردف بهدوء:- ماشي ربنا يسهل.
بعد دقائق كانت تسنيم في غرفة ابنتها التي كانت تطالع الكتاب بشرود.
تقدمت منها وجلست الي جوارها قائلة بحذر:- حبيية انا عاوزة أفاتحك في موضوع.
سألتها بريبة :- خير يا ماما فى إيه؟
هتفت بتلعثم:- أصل. ...أصل فارس ابن خالك.
دق قلبها بعنف محدثا إهتزازا عنيفا في قفصها الصدري فقالت بتوتر:- مممماله؟
هتفت بترقب :- طالب ايدك للجواز. ..
نظرت لوالدتها بعدم إستيعاب ثم تحول الأمر لصدمة وكأنها تحولت إلي تمثال.
هزتها والدتها برفق قائلة :- حبيبة.
عادت لأرض الواقع قائلة ببلاهة:- ها
اردفت والدتها :- ها إيه بس؟ مقولتيش رأيك يعني؟
شردت حبيبة في سبب طلبه للزواج منها فالبتأكيد ليريح ضميره ولشعوره بالشفقة تجاهها. إبتسمت بداخلها بمرار وسخرية أالاغتصاب هو من جعله يتقدم للزواج منها؟ فلربما لو كانت الظروف غير الظروف لصاحت بصوتها العالي فرحة بالموافقة ولكن كيف وهي مفروضة عليه. أدمعت عيناها في الحال الي متي ستظل في ذلك العذاب؟ متي سينتهي كل ذلك؟
تعالت شهقاتها فضمتها والدتها هاتفة بدموع:-
حاسة بيكي يا قلب ماما إنتي كان نفسك تتجوزي بطريقة غير وفي ظروف غير بس نعمل إيه نصيبنا كدة يا بنتي.
هسيبك تفكري في مصلحتك قبل مصلحتنا يا ضنايا.
قالت ذلك ثم انفجرت باكية هي الآخري علي حال ابنتها وما آلت له الأمور.
ربتت علي ظهرها بحنان قائلة :- خلاص يا ماما هوافق متعيطيش بالله عليكي.
هتفت ببكاء:- آااه يا بنتي حسبي الله ونعم الوكيل منه لله اللي عمل فيكي كدة.
أردفت بصوت متحشرج :- خلاص يا ماما قفلي علي السيرة دى بالله عليكي.
إعتدلت وجففت دموعها ثم ربتت علي ظهر ابنتها قائلة :- حاضر يا حبيبتي هسيبك تنامي وبكرة نشوف هنعمل إيه؟ تصبحي علي خير.
أردفت بخفوت:- وانتي من أهل الخير يا ماما.
غادرت والدتها فتمددت علي الفراش وسحبت عليها الغطاء وأغلقت عيناها وبداخلها تتمني أن لا تستيقظ مجددا وأن يأخذ الله روحها لترتاح من كل ذلك.
بالأسفل هتف مراد بحذر:- بقولك إيه إتعامل مع امك.
نظر له قائلا بحذر :- وحضرتك؟
إبتسم بسخرية قائلا :- لا يا حبيبي أمك من أول ما تعرف هتقوم حرب أصلها كانت حجزالك بنت خالك يا عيني.
هتف بصدمة :- رحمة إزاي ! رحمة أبعد ما يكون عن دة دى زي رنا بالظبط والله ماما دي عليها حجات.
ضحك رغما عنه قائلا :- إبقوا إتصافوا مع بعض مليش دعوة.
هتف بتذمر:- يعني بتبيعني يا بابا أقف جنبي ربنا يباركلك.
هتف بعدم إكتراث :- إنسي يلا تصبح علي خير .
غادر مراد تاركا فارس يتخبط في حيرته.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا في شقة شجن الجديدة ببولاق أدمعت عيناها بسبب قبضة شقيقها علي شعرها الذي هتف بغضب :-
بقالك إسبوع يا روح امك ماجبتيش أي معلومة مطلعك رحلة أنا.
حاولت الفكاك من قبضته قائلة :- مش لما اخليهم يدوني الأمان الأول علشان ميشكوش في حاجة.
هتف بتهديد :- اسمعي أما أقولك فاضل علي المهلة يدوب تلات أسابيع وقد أعذر من انذر.
هزت رأسها بخوف قائلة :- حاضر حاضر.
زجها بعنف قائلا :- ماشي يا حلوة لما نشوف آخرتها إيه؟
دلفت للداخل وقامت بارتداء عباءة سوداء وحجاب أزرق طويل وودعت والدتها ومن ثم غادرت الي وجهتها.
بعد بعض الوقت وصلت للفيلا وتوجهت للدلوف من الباب الخلفي المؤدي إلى المطبخ.
كان زياد يمارس رياضة الركض كعادته الصباحية وبينما كان يركض إصتدم بجسد صغير فإرتضمت بالأرض صارخة بألم بينما هو إختل توازنه وجثي فوقها.
أخذ يطالعها بدهشة من تلك الجميلة؟ مهلا مهلا إنها تمتلك نفس عيني شقيقته ووالدته وكذلك هو.
أخذ يتأملها بإبتسامة بلهاء، أما هي أخذت تزجه بكل ما أوتيت من قوة فهتفت بصراخ :-
إنت يا أخ أبعد عاوزة أقوم.
هتف ببلاهة :- لا أنا عاجبني الوضع كدة .
إحمر وجهها غضبا وخجلا فقالت بحدة :-
بقولك قوم إنت غبي ما بتفهمش يا قليل الأدب يا حقير يا سافل يا. .... ...
وضع يده على فمها قائلة :- بس بس إيه حنفية شتايم وأتفتحت. ...
في تلك الأثناء كان إياد في غرفة الملاكمة وسمع صوت صياح فخرج ليرى ما الأمر.
فصدم حينما وجد أخيه بتلك الوضعية فقال بغضب :- إنت بتعمل إيه يا حيوان؟
نهض بفزع قائلا بتلعثم:- أااا لا ممفيش.
نهضت هي الاخري بخجل وخذي شديد من تلك الوضعية فإستدارت لترحل ولكن صوته الغاضب أوقفها حينما هتف :- استني عندك.
إرتجفت قدماها من صوته الغاضب. تقدم منها ثم أخذ يحوم حولها بنظرات حادة ثم وقف قائلا بسخرية:- يا ريت تراعي لشغلك اللي إنتي هنا علشانه وتبطلي شغل التلات ورقات دة.
هتفت بخفوت :- ققصدك إيه؟
أردف بقسوة:- شغل البنات إياها اللي مابتصدق تلاقيلها واحد متريش وتشبط فيه. أنا أعرف النوعية دي كويس أوي علشان كدة يا شاطرة إقعدي علي جنب وكلي عيش.
نظرت له بشراسة وكادت أن ترد له الصاع صاعين، ولكن لو فعلت ذلك سيتم طردها ولن تتمكن ( بقلم زكية محمد )من إنجاز ما أتت من أجله وستعرض والدتها للخطر فكتمت غيظها بداخلها ثم تركته وذهبت مسرعة للداخل أما هو نظر لها بسخرية وكأنها أثبتت صدق كلامه.
تقدم زياد منه قائلا :- إيه اللي إنت عملته دة يا إياد ميصحش كدة أنا اللي خبطت فيها ووقعت.
نظر له بحدة قائلا:- نعم يا اخويا بقولك إيه اختفي من قدامي إنت التاني بدل ما أشوف شغلي معاك.
نظر له مطولا ثم غادر وتركه فزفر الأخير بضيق ثم صعد لغرفته ليبدل ملابسه.
لو كان الغضب نارا لحرق الأخضر واليابس حيث كان ذلك حالها فتمتمت بصوت خافت:-
والله تستاهل اللي هيحصلك يا إياد الكلب اما وريتك مبقاش أنا والاهبل التاني دة أوف. ...
تدخلت فاطمة قائلة حينما رأتها علي تلك الحالة :- مالك يا بنتي؟
هتفت بضيق :- مفيش يا خالتي. تعالي نشوف ورانا إيه ونعمله.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت تبكي وتشهق بصمت حينما أخبرها فارس إنه سيتزوج بأخرى .
هتف بقلق :- مالك ساكتة ليه اتكلمي.
هتفت ببكاء :- أقول إيه ربنا يسعدك يا فارس.
هتف بغيظ :- هو دة أخرك.
صرخت فيه قائلة :- أومال عاوزني أقولك إيه؟ أقولك بلاش يا فارس؟ اتمسك بيا أنا.
هتف بغيظ:- وليه لا دة المفروض تقوليه.
أردفت ببكاء :- مش لما تتمسك بيا إنت الأول لا إنت روحت تتجوز ولا علي بالك مشاعري.
هتف بضيق :- ومين قالك إن مشاعرك متهمنيش؟ ! إنتي كلك علي بعضك حتة واحدة كدة تهميني.
هتفت بسخرية :- لا واضح اوي الصراحة.
مسك يدها برفق قائلا :- هنا صدقيني أنا هعمل كدة بس علشان مصلحة العيلة وأنا مقدرش أتخلي عن دة.
أردفت بدموع :- طيب وأنا؟
تنهد بعمق قائلا :- إنتي مهمة أوي عندي بردو.
سألته بحيرة :- أومال ليه عاوز تتجوزها؟
أردف بصدق :- صدقيني لو سبب يخصني كنت قلتلك. بس دة سبب ما يدنيش حق إني أتكلم فيه وأنا ماتعودتش افشي سر حد خيرى لأي حد مهما كان إيه؟
هتفت بتذمر:- يا سلام يعني أنا حد.
ضحك قائلا :- لا إنتي الحدود كلها. هنا ممكن تصبري عليا الوضع دة مش هيستمر فترة وينتهي.
سألته بحذر:- إنت قصدك إنك هتتجوزها مدة معينة وبعدين هتطلقها؟
أومأ برأسه مؤكدا :- الله ينور عليكي. وبعدين أفضالك يا جميل.
هتفت بإعتراض:- إنت بتضحك عليا سيادتك! ولازمتها إيه من الأول طالما هتطلقها؟
هتف بضيق :- قولتلك دة مش سبب خاص بيا. ممكن تثقي فيا شوية؟
هتفت بحذر:- هي. ..هي غلطت مع حد وانت يعني. ...
قاطعها قائلا بحدة :- ولا كلمة زيادة مش هسمحلك.
هتفت بغضب :- ومالك محموق عليها اوي كدة؟
هتف بتأكيد :- لانها بنت عمتي وسمعتها من سمعتي هتغلطي هتلاقيني وقفت في وشك ومش هعمل إعتبار لأي حاجة.
هتفت بخفوت :- أنا آسفة.
زفر بضيق ثم أردف بهدوء:- ممكن تسمعيني للآخر ؟
هزت رأسها بنعم فأكمل :- أنا هنفذ اللي قلتلك عليه وانتي كل اللي عليكي تعمليه تذاكري وتنجحي عاوز السنة الجاية أشوفك في تالتة كدة والامتياز في ايدك.
هتفت بحماس :- أوعدك هعمل كدة بس إفرض يا فارس يعني يعني. ...
إحمر وجهها خجلا ولم تستطع أن تكمل فهتف بتعجب :- يعني إيه كملي.
أردفت بحذر :- إفرض يعني خلفت منها هتعمل إيه ساعتها؟
ضحك قائلا :- لا يا ستي من الناحية دي متقلقيش. مش قلتلك مصلحة ماتخافيش خالص من الناحية دي. ها فكي خلاص بقي ووريني أخدتي إيه النهاردة.
فتحت كتبها ثم أخذت تثرثر معه وهو يشاركها ذلك بصدر رحب.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت رحمة قد إنتهت من محاضراتها هي وهمس فذهبن للكافتيريا لشراء بعض المشروبات ثم جلسن يثرثرن سويا حتي أتت صديقتهم وألقت عليهن التحية قائلة :-
السلام عليكم أزيكم يا بناويت.
هتفن سويا :- وعليكم السلام. الحمد لله اخبارك إنتي إيه؟
أردفت بمرح :- الحمد لله. عاملين إيه في المحاضرات؟
هتفت رحمة بضيق :- زي الزفت الحمد لله خلصت واحدة فاضل التانية امتي تخلص علشان نمشي.
ضحكت قائلة :- مش عاوزة أصدمك وأقولك إني مروحة دلوقتي.
هتفت بضيق :- اه يا أختي وكلاها والعة.
أشارت لها بكف يدها قائلة:- الله أكبر خمسة في عينك.
ضحكت همس قائلة :- حرام عليكي يا مريم ما تظليمهاش دي بتقر بس. ..
نظرت لها بضيق قائلة:- خفة يا بت.
نهضت مريم قائلة :- طيب أسيبكم أنا قلت آجي أسلم عليكم قبل ما أروح سلام يا بنات.
هتفن سويا :- سلام.
علي مقربة منهن كان يجلس شابان يراقبناهما عن كثب هتف الأول :- شايف الوتكتين دول؟
تنهد الثاني بعمق قائلا :- شايف يا اخويا شايف يا بخت كليتهم بيهم.
هتف الأول : - طيب بقولك إيه ما تقوم نقلب رزقنا.
أومأ له بخبث قائلا :- وماله؟
نهضا من مكانهما وتوجها إليهن فسحبا مقعدين وجلسوا علي نفس الطاولة.
نظرت لهم همس بخوف بينما رفعت رحمة حاجبيها بإستنكار قائلة :- ودة إيه إن شاء الله؟
هتف أحدهم بسماجة:- إيه يا قمر ما تفكي كدة إحنا حابين نتعرف.
هتفت بسخرية :- نت إيه يا اخويا؟ بقولك إيه خد اللي معاك دة واتكلوا من هنا.
هتف الآخر :- ليه بس كدة يا مزة ما تطريها.
هتفت بصوت عال:- لو ما مشتوش حالا هبلغ أمن الجامعة.
توتر الشابان من تهديدها الصريح كما إن صوتها الحاد جذب الانتباه فغادروا المكان بسرعة حتي لا ينالهم العقاب.
أخذت همس تضحك بعد رحيلهم قائلة :- يخرب عقلك يا بنتي فظيعة إنتي .
هتفت بضيق :- سدوا نفسي الله يسد نفسهم.
ربتت علي زراعها قائلة :- معلش تعيشي وتاخدي غيرها.
نهضت من مكانها قائلة :- طيب يلا بينا علي المحاضرة.
وافقتها همس حينما نهضت هي الاخري قائلة :- أوك يلا بينا.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد فترة عاد فارس للمنزل ووجد انه الوقت المناسب لإخبارها بالأمر.
دلف للداخل وجدها بمفردها فزفر براحة فتوجه إليها وجلس إلى جواره بعد أن القي عليها التحية.
هتف بهدوء:- قاعدة لوحدك ليه يا ست الكل؟
أجابته بحنان :- أبدا يا حبيبي زى ما إنت عارف اللي في المدرسة واللى في الشغل وجدتك في اوضتها فوق. ..
مشط المكان بعيناه قائلا :- أومال فين عمتو وحبيبة ؟
أردفت بهدوء وحزن :- قاعدين فوق زي ما إنت عارف ربنا يكون في عونها .
زفر بضيق عند تذكره للأمر فنظر لوالدته قائلا :- ماما أنا عاوزك في موضوع كدة؟
إنتبهت حواسها اليه قائلة بحنان :- خير يا حبيبي.
أردف بتلعثم:- احم يعني عاوز أقولك إني. ...إني عاوز اتجوز. .
هتفت بفرح :- بجد؟ ألف مبروك يا حبيبي. حاطط عينك علي مين؟ استني استني أنا هخمن رحمة بنت خالك صح؟
هتف بغيظ :- رحمة إيه يا أمي دي أختي زي رنا بالظبط.
هتفت بإمتعاض :- اومال مين يا اخويا حكم أنا عارفاك بتاع بنات.
ضحك بخفوت قائلا :- مقبولة منك يا أمي. المهم اللي عاوز اتجوزها يا ستي هي حبيبة بنت عمتي.
هتفت بصدمة :- نعم؟ مين ؟
أجابها بهدوء:- اهدي يا أمي بس. مالك مصدومة ليه هي حبيبة وحشة يعني ؟
هتفت برفض :- لا طبعا مش وحشة مش وحشة أبدا.
سألها بترقب :- أومال معترضة علي إيه؟ اوعي تقولي علشان. ....
قاطعته قائلة بنفي :- لا طبعا أنا عمري ما هفكر بالطريقة دي.
سألها بحيرة :- أومال علشان إيه؟
ثم هتف بدهشة :- أوعي تقولي علشان أكبر مني.
هزت رأسها بموافقة بسيطة فأكمل :- دول حياالله 8 شهور يا ماما ما يستاهلوش نقعد ندقق عليهم. طيب بذمتك لو جبتيها قصادي مش تقولي إني أبوها ههههه كفاية قصرها دة.
هتفت بحيرة :- والله يا ابني ما عارفة أقولك ايه؟
ضحك قائلا :- قولي اه مش هتخسري حاجة.
هتفت بهدوء:- هي بصراحة ما تتعيبش كفاية أخلاقها. خلاص ربنا يسهل ويقدم اللي فيه الخير.
هتف براحة :- بجد يا ماما موافقة؟
أومأت بموافقة وهي تقول :- أهم حاجة سعادتك يا حبيبي وأنا مش هقف في وشك.
إلتقط كف يدها وقبله بحنو قائلا :- ربنا يباركلي فيكي يا أمي.
هتفت بحذر :- بس عندي سؤال كدة هو إنت يعني ليه هتتجوزها أقصد إنت هتتجوزها علشان اللي حصل ولا علشان إنت عاوز كدة؟
أردف بثبات:- الاثنين يا أمي الاتنين. ..
أومأت بخفوت قائلة :- خلاص يا حبيبى ربنا يقدم اللي فيه الخير.
أردف بمرح :- حيث كدة بقي اجهزي لبليل علشان هنتقدم لها أنا وبابا.
ضيقت عيناها قائلة :- يعني انتوا متفقين علي كل حاجة وأنا يدوب تحصيل حاصل؟
ضحك قائلا :- أبدا يا أمي هو إحنا لينا بركة إلا إنتي.
هتفت بضيق :- كل بعقلي حلاوة يا أخوية كل.
ضمها بحنو وقبلها علي رأسها قائلا :- خلاص بقي يا لمورة يلا بقي استعدي عاوزك احلي من العروسة نفسها.
***********
في نفس الوقت بالأعلى صرخ معتز بغضب :- لا مش موافق بنتي مش رخيصة علشان حد يتجوزها من باب الشفقة.
زفرت بنفاذ صبر قائلة :- يا معتز إنت باصص للموضوع ليه من الزاوية دي.
أردف بسخرية:- أومال عاوزاني ابص من أنهي زاوية. فارس بتاع البنات قوام حب بنتك لدرجة انه عاوز يتجوزها؟ !
ذمت شفتيها بضيق قائلة :- بس راجل ومسؤول ويتسند عليه وانت مطمن. وافق يا معتز دي حبيية نفسها موافقة.
أردف بدهشة:- موافقة! أوعي تكوني غصبتيها.
أردفت مسرعة :- لا مغصبتهاش حتي ممكن تروح تسألها دلوقتي. ها يا معتز وافق بالله عليك.
أردف بحيرة من أمره :- سيبيني أفكر لحد بالليل يا تسنيم.
هزت رأسها بموافقة قائلة :- ماشي يا معتز براحتك بس فكر في مصلحة بنتك قبل كل حاجة. فارس الوحيد اللي هيخليها تخرج من حالتها دي.
قالت ذلك ثم تركته يتخبط مفكرا في حديثها.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
انتهت من أعمال المطبخ ثم جلست تستريح قليلا.
نظرت إلى فاطمة واردفت بتوتر:- أنا خلصت الشغل هنا يا خالتي . في حاجة تانية محتاجة توضيب.؟
أجابتها بهدوء:- لا يا بنتي مفيش غير هدوم البهوات الصغيرين اللي مش نضيفة تتجمع. هبقي أروح أجيبها.
نظرت لها بحذر قائلة :- عنك إنتي يا خالتي هروح أجيبهم أنا.
ثم تابعت بعتاب مصطنع :- ومتخافيش يا خالتي أنا لا يمكن أمد إيدى أبدا على حاجة مش بتاعتي.
أردفت قائلة بنفي:- أنا مقصدش يا بنتي خلاص روحي جيبيهم . كدة كدة هما موجودين في شغلهم دلوقتي. هتلاقي أوضهم الدور التاني علي إيدك اليمين.
هزت رأسها بطاعة قائلة :- حاضر يا خالتي هوا.
قالت ذلك ثم صعدت للأعلى بحذر. وصلت للطابق واتجهت ناحية اليمين كما أرشدتها فاطمة ثم فتحت أول غرفة بخوف شديد ثم دلفت للداخل وأخذت تدور حولها فرأت غرفة باللون القاتم ذو أثاث حديث سرير في المنتصف واريكة في إحدي جوانب الغرفة وملحقة بحمام داخلي هتفت بإمتعاض :-
إيه اللون الهباب دة؟ أسود ورمادي! حد يلون أوضته اللون دة يا تري بتاعة مين دي؟
ولم تكمل كلامها إذ وجدت الإجابة حينما رأت صورته موضوعة علي الكمود فهتفت بغل :-
بقي بتاعتك إنت يا حضرة الظابط.
ثم توجهت للصورة ومسكتها بغل قائلة بغيظ وكأنه أمامها وتريد التشفي فيه من آخر مشاحنة:- اه يا حمار بديل يا عرة الظبابيط بقي بتغلط فيا اه لو قدامي كنت قطعتك بسناني. الود ودي أرميكي علي الحيطة أدشدشك ستين حتة بس حكم القوي.
قالت ذلك ثم وضعتها مكانها بغل ثم أخذت تبحث في الأدراج عن أي شئ مثلما أخبرها أخيها ولحسن الحظ وجدت ضالتها.
أخرجت الملف بإبتسامة نصر وقد أعماها إنتقامها عن إدراكها لما تفعله هل هو خاطئ أم صواب؟
أخرجت الهاتف الحديث ثم أخذت تصور ما بالملف بسرعة وبعد أن إنتهت وضعته مكانه ثم أخذت الملابس وتركت الغرفة بسرعة وتوجهت لباقي الغرف وتناولت منها الثياب المتسخة التي بحاجة للغسيل ونزلت بهم للأسفل وهي تتنفس بسرعة من فرط التوتر والخوف.
رمت ذلك الخوف بعيدا حينما رأت فاطمة فرسمت علي وجهها ملامح الهدوء والجمود كي لا تشك بشئ وذهبت لتنظيف تلك الملابس.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
حل الليل سريعا في فيلا المنشاوي كان أحمد ورنا متعجبون من تلك الحركة الغريبة.
هتفت رنا :- واد يا أحمد.
ضربها بخفة علي رأسها قائلا :- واد شايفاني عيل زيك.
هتفت بضحك :- خلاص هقولك يا أبيه حلو كدة.
هتف بإمتعاض :- ليه عندي ربعين سنة! بقولك إيه فضك من السيرة دي وقوليلي شامة اللي أنا شامه؟
هتفت بتأكيد وهي تستنشق تلك الرائحة بقوة :- ايوة يا أبو حميد شامة. في حاجة مش طبيعية بتحصل من ورانا.
أردف بخفوت :- فعلا تعالي نروح نشوف في إيه؟
تسحبا ناحية المطبخ فوجدوا لمار وتسنيم يقمن بإعداد الكيك والعصائر.
توسعت عينهم بإنبهار فهتفت بخفوت:-
شايف اللي أنا شايفاه؟
هز رأسه بموافقة قائلا :- ايوة كيك وعصاير هو النهاردة العيد؟
هزت كتفيها ببلاهة وهي تقول بصوت خافت:- الله أعلم بس الظاهر كدة في حاجة هتحصل. مش مهم أهم حاجة عاوزين نصيبنا في الوليمة دي يا معلم.
هز رأسه بموافقة قائلا :-بالظبط إحنا هنخليهم يمشوا وندخل نسرقلنا طبقين تلاتة كدة ونطلع ناكلهم برة في الجنينة إيه رأيك؟
رفعت كفها قائلة :- ديل يا برنس.
صفق كفه بكفها بخفوت دليلا علي الإتفاق قائلا :- اشطا تعالي نداري في حتة كدة.
أومات له بخفوت ثم توجها سويا لتنفيذ خطتهم.
في المطبخ هتفت لمار بثقة :- أنا مبسوطة اوي الواد فارس عرف ينقي بيبة حبيبة قلبي.
إبتسمت بخفوت قائلة :- ربنا يخليكي وهو بردو راجل جدع يعتمد عليه وقابل إنه يتجوزها وهي مش. ....
قاطعتها لمار قائلة بعتاب :- والله ما إنتي مكملة. حبيبة ست البنات واللي حصل عمره ما هيقلل منها. بطلي هبل بقي وروحي شوفيلنا عروستنا علي ما اروح استعجل فارس.
نظرت لها بإمتنان فكلماتها تداوي من جروح قلبها وتشكر الله إنه أعطاها زوجة أخ مثلها.
تركن المكان فهتفت رنا :- سمعت اللي أنا سمعته؟
أومأ بموافقة قائلا :- ايوة بس عروسة إيه؟ ومال أختي بأخوكي؟
هتفت بضجر:- أنا عارفة يا اخويا المهم يلا بينا ننفذ المخطط لأحسن حد يجي.
توجها للداخل بحذر ثم أمسك كلا منهم بطبق ملئ بقطع الجاتوه وكوبان من عصير المانجو الطازج وخرجا من الباب الخلفي وكأنهم لصوص.
**********
بالأعلى دلفت تسنيم غرفة حبيبة فوجدتها كما هي تنظر أمامها بشرود فهتفت بهدوء:-
انتي لسة ما لبستيش
أجابتها بصوت مهزوز موشك علي الإنهيار :-
ماما بلاش بالله عليكي هو مش مجبر يعمل كدة.
جلست الي جوارها قائلة بهدوء:- يا حبيبتي محدش جبره علي حاجة هو اللي جه قال لخالك من غير ما حد يتكلم واتفقنا لو ماارتحتيش بعد فترة تعلنوا الإنفصال. يلا قومي اغسلي وشك واجهزي ما تتعبيش قلبي اكتر يا بنتي.
أومأت بهدوء ثم نهضت لتستعد كما طلبت منها والدتها وبداخلها صراع ما بين الحزن وبصيص من الفرح. تنهدت باستسلام فلتتوكل علي مولاها وتدع الأمور تسير كما أراد الله لها.
*********
بعد وقت كان الجميع مجتمع بالأسفل فتنحنح مراد ثم نظر الي معتز قائلا :- أنا يشرفني أطلب أيد بنتك حبيبة لابني فارس أنا مش هلاقي أحسن منها لابني.
نظر له مطولا ولم يجب فطالعه الجميع بتوتر فتنهد بحزن دفين قائلا :-
أنا معنديش مانع بس نشوف رأي حبيبة الأول.
كانت الأنظار موجهة ناحيتها تنتظر تحدثها فشعرت بتلك النظرات التي تخترقها. أخذت تفكر بضياع وبلا هوادة ولكن ما إن تذكرت دموع ورجاء والدتها فهتفت بخفوت:-
اللي تشوفه يا بابا.
هتف مراد بإبتسامة :- يبقي علي خيرة الله نقرأ الفاتحة.
رفعوا أيديهم وقرأوا الفاتحة وكلا منهم في وادي بأفكاره الخاصة.
رياح هوجاء تعصف بداخلها بشدة تأبي أن تريحها أو تدلها علي طريق للنجاة.
تنهد فارس بإرتياح فكلماتها تلك تعني إنها موافقة وهذا ما يريده أن تسير الأمور كما أراد حتي ينتهي من تأنيب هذا الضمير و( بقلم زكية محمد )لكنه حينما ينظر لها ويري الحزن مرسوم علي قسمات وجهها يشعر بالضيق لقد اعتاد علي ابتسامتها التي تزيدها إشراقا ولكن أين هي الآن لقد ذهبت في مهب الريح. عزم أن يعيدها لها مرة أخري وعليه أن يتحدث معها حتي يضع النقاط في أماكنها الصحيحة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد وقت إستأذن فارس الجميع بالتحدث مع حبيبة علي إنفراد.
خرجوا إلي الحديقة الخلفية وجلست قبالته و هي تفرك يديها بتوتر شديد حتي صارت بلون الدماء.
لم يختلف حاله كثيرا إذ شعر بالتوتر وكأنه يعرفها لأول مرة بل تلك اللاواتي يتعرف عليهن لأول مرة لم يتوتر بهذا الشكل، ربما هذا الميثاق شكل ذلك السور بينهم.
تحمحم ليلفت إنتباهها قائلا :- عاملة إيه؟ أحسن النهاردة؟
هزت رأسها قائلة بخفوت :- اه الحمد لله.
تنهد براحة قائلا :- الحمد لله. احم اتكلمي معايا عادي متخليش حتة الخطوبة دي تبني بينا سور.
ثم أضاف بمرح :- أنا عاوز البت حبيبة الشقية حالا.
إبتسمت إبتسامة باهتة تعكس عمق جرحها الذي لم يلتأم بعد.
هتف بهدوء:- حبيبة مستعدة تتكلمي دلوقتي يعني في موضوع الحادثة علشان بابا يعرف يتصرف.
أدمعت عيناها في الحال قائلة بصوت مهزوز:-
أرجوك مش عاوزة أتكلم في الموضوع دة.
أردف بحنان :- يا حبيبتي لازم تتكلمي كدة حقك هيضيع.
إنتبهت لكلمة حبيبتي التي قالها بعفوية ولا يقصد شئ من خلفها وكم تمنت أن يناديها ذلك اللقب ولكن بكل جوارحه أن يشعر بها وتشبع بها روحها المتعطشة للمزيد من حبه فهي تتمني أن يحبها نصف حبها لا لا ربع او أقل مثلما تحبه. فاقت من أحلامها الوردية علي واقع مرير وعليها تقبله إلا أن يأذن الله لها.
لوح بيده أمامها قائلا :- بيبة روحتي فين؟
هتفت بخفوت :- لا أبدا معاك أهو.
إبتسم لها قائلا :- طيب مردتيش يعني.
هتفت بضيق :- قلتلك مش عاوزة أتكلم علي الأقل دلوقتي.
هز رأسه موافقا وهو يقول :- ماشي براحتك. مش عاوزك تقلقي هفضل جنبك للنهاية.
هزت رأسها بموافقة وفجأة وجدت نفسها تقول :- طيب وهنا هتعمل معاها إيه؟ إنت بتحبها وهي كمان أكيد هتزعل.
إبتسم علي طريقة تفكيرها تلك فوسط حربها تسأل عن راحة غيرها فأردف بهدوء:-
متقلقيش أنا اتكلمت معاها وهي متفهمة الوضع.
ثم هتف مسرعا حينما نظرت له بصدمة من أن يكون أخبرها الحادثة التي تعرضت لها وكأنه قرأ أفكارها:- متخافيش انا مش ندل للدرجة دي علشان أفشي سر غيري.
إبتسمت بتهكم فيبدو بل بالتأكيد أن طريقها مسدود للوصول إليه فهتفت قائلة بدموع :-إنت مش مجبر تكمل كدة معايا أنا بعفيك عن أي إرتباط يقف في وش سعادتك. انتو بتحبوا بعض وأنا هكون عقبة في طريقك.
هتف بضيق :- ممكن تبطلي عياط وتسمعيني أنا مش مجبر علي حاجة ومش عاوز اسمع الهبل دة تاني.
هتفت بمرار:- بس دي الحقيقة.
هتف بثبات :- ما تشليش هم كل حاجة هتمشي تمام إن شاء الله بس متيأسيش كدة.
ثم أضاف بمرح وهو يعدل من ياقة قميصه :-
وبعدين أنا عريس لقطة وقمور والبنات هتموت عليا بس أنا اتنازلت وإتواضعت وهتجوزك.
إمتعضت ملامحها قائلة :- يا سلام طيب روح للبنات دي يا اخويا مستني إيه؟
هتف بدهشة :- أخوكى! في واحدة تقول لخطيبها أخوية.
هتفت بسخرية:- أومال اقولك إيه؟
هتف بمرح :- قوليلي يا بيبى.
أردفت بضيق :- إن شاء الله.
ضحك قائلا :- بصراحة أنا كل ما بشوف خدودك بيحمروا كدة بيغروني أوي.
تراجعت للخلف قائلة بصدمة :- إنت إنت بتقول إيه؟
أردف بصدق :- علشان كدة بحب أعصبك وأكسفك علشان أشوفهم مش عارف ليه بكون عاوز أبوسهم.
شهقت بذعر من وقاحته وتحوله المخيف بالنسبة لها فقالت بخجل :-
إنت بتقول إيه يا قليل الأدب.
ضحك قائلا بخبث:- يا ستي بوسة أخوية بريئة دماغك ما تروحش لبعيد.
ثم نظر لها مجددا قائلا بحرارة:- طيب أنا بقول تصبحي علي خير بدل ما تحصل حاجة كدة ولا كدة.
رحل مسرعا ودلف الي غرفته وهو يبتسم بإتساع فقد راقه خجلها كثيرا الذي لم يجده من بين اللواتي عرفهن فتنهد بعمق قائلا :-
شكلنا هنشوف معاكي أيام عنب يا بيبة.
أما هي كانت كالتمثال لا تتحرك ثابتة جامدة وعقلها يعيد آخر كلماته التي كادت أن تودي بها من فرط الخجل. ( بقلم زكية محمد)وسرعان ما فسرت الأمر إنه يقول تلك الكلمات لكي يوقع الفتيات في مصيدة حبه ولما لا وهو يتسم بالعبث.
زفرت بضيق والغيرة تنهش أعماقها إن حدث غيرها بمثل تلك الكلمات التي أنارت جزءًا بسيطا لا يذكر من عتمتها الداخلية مشعلة بصيص من الأمل.
تنهدت بحزن ثم نهضت بدورها الي الأعلي لتحظي بقسط من الراحة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور عدة أيام وصلت عربة الشرطة تحت إحدي البنايات ثم نزلت القوات بحذر.
هتف طارق بمرح :- يلا يا باشا مش هحرمك من اللحظة الحلوة دي انطلق يا بطل ورينا همتك .
نظر له بحنق قائلا :- والله يا طارق شكلك كدة عاوز تضرب وأنا مش هتأخر. بس نخلص اللي إحنا جايين علشانه دة.
صعدت القوات قاصدة تلك الشقة التي تقوم بأعمال مشبوهة. في ثواني كان الباب مطروح أرضا ثم دلفت عناصر الشرطة للداخل تقوم بالقبض علي من فيها.
عم الهرج في المكان من صيحات النساء وهن يمسكن بالجرم المشهود .
كان يدلف غرفة خلف الاخري ليلقي بالقبض علي هؤلاء وما إن فتح إحدي الأبواب حتي احتلت الصدمة ملامحه وعجز لسانه عن الحديث. ..................
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
البارت خلص يا قمرات ويارب يعجبكم هستني توقعاتكم للبارت اللي جاي.
دمتم سالمين.
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الخامس ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل السادس أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .