نقدم اليوم احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الثالث من روايات زكية محمد . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، تعد الرواية واحدة من اجمل الروايات رومانسية والتى نالت اعجاب القراء على الموقع ، لـ قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم كاملة بقلم زكية محمد من خلال اللينك السابق ، أو تنزيل رواية ما بعد الجحيم pdf كاملة من خلال موقعنا .
ما بعد الجحيم 2 الفصل الثالث
الفصل الثالث
دلفت للصالة الرياضية بحماس وهي تقول :- زياد إنت فين؟
قالت ذلك ثم قفزت بداخل الحلبة ووجدت القفازات علي الأرض فإرتدتهما بفرح ثم أخذت تلكم هنا وهناك في الهواء وهي تقول وظهرها مواجه لباب الحمام فلم تشعر بخروجه فهتفت مجددا :-
روحت فين يا زياد يلا علشان نلعب مع بعض.
أما هو كان قد انتهى وعندما شعر بوجود أحد بالخارج فظنه زياد قد عاد بملابس نظيفة له فخرج وهو يلف جزعه بمنشفة فقط وعندما رآها صدم من وجودها للغاية.
شعرت بوجود أحد خلفها فظنته شقيقها فألتفت له قائلة بحماس :-
يلا يا زيزو علش. ...
توقفت الكلمات علي لسانها وجحظت عيناها صدمة عندما رأته يقف أمامها بتلك الهيئة فلم تستطع تحمل الصدمة فسقطت أرضا فاقدة للوعي.
أما هو أصابه الذهول ولم يعرف كيف يتصرف أيذهب ويرى ما بها أم يخرج للخارج؟ وبالفعل أتخذ الخيار الأخير إذ خرج من الغرفة بأكملها ووقف أمام الباب ينتظر مجئ زياد قائلا بإنتحاب :-
يارب استر في المصيبة اللي جوة دي. الله يخربيتك يا زياد ويخربيت شورتك المنيلة
وبعدين لو حد جه شافني بالمنظر دة دول مش بعيد يطلبولي بوليس الآداب.
نزل زياد من الأعلي مرتديا ملابس بيتية مريحة وبيده ملابس خروج لحمزة وتوجه للخروج من الباب الخلفي إلا انه تسمر مكانه حينما سمع والده يقول :-
أومال فين الولاد يا سجود؟
أجابته بهدوء:- في صالة الملاكمة إنت عارف المجنونة رحمة بتحبها قد إيه؟
ضحك بخفوت قائلا :- البنت يا عيني من كتر قعدتها معاهم بهتوا عليها كأنها ولد تالت.
أومأت بموافقة قائلة بضحك:- نفسي أشوفها مرة بنت كيوت رقيقة. ..
أما هو استمع لكلامهم بصدمة فهم يظنون إنه رحل مع عائلته. فاق من شروده وتوجه للصالة بسرعة وما إن وصل وجده يقف أمام الباب يفرك يديه بتوتر.
توجه له مسرعا وهو يقول :-
حمزة إنت إيه اللي موقفك كدة؟
أردف بتوتر :- روح شوف أختك جوة بسرعة.
هتف بعنف :- ليه عملت إيه يا حيوان؟
أجابه بضيق :- يعني هيكون عملت إيه؟ كنت فاكرها إنت فطلعت أشوفك ولما شافتني كدة وقعت من طولها جوة فأنا طلعت ومعرفش مالها.
أردف بغيظ وهو يشير له :- ودة منظر بزمتك ؟ إذا كان أنا أخوها وبتتكسف تشوفني بالفانلة الحمالات عاوزها تشوف المنظر دة وتقعد ساكتة .
ألقي في وجهه الملابس قائلا :- خد اتنيل روح استر نفسك علي ما أفوقها.
قال ذلك ثم دلف للداخل ووجد شقيقته ممدة علي أرضية الحلبة فركض نحوها بسرعة وحملها وخرج بها متوجها للداخل من الباب الخلفي لكي لا يقلق والديه ، بينما توجه حمزة بعد خروجهم للحمام ليرتدي تلك الملابس .
دلف الي غرفتها ثم مددها علي الفراش برفق ثم أحضر قنينة عطر من علي طاولة الزينة الخاصة بها ثم رش بعضا منه علي يده وقربها من أنفها وما هي إلا لحظات وبدأت ترمش حتي فتحت عينيها الرمادية التي ورثتها عن أمها وما إن تذكرت ما حدث منذ قليل صرخت بفزع فأحتضنها بحنان وأخذ يربت علي ظهرها بهدوء قائلا :-
بس يا حبيبتي شششش خلاص اهدي أنا معاكي أهو. .
هتفت بتقطع:- أااا. .مممم. ..هو. .هو أااا.
قاطعها قائلا :- أنا آسف يا حبيبتي بس هو كان فاكرك أنا.
هتفت بخجل :- بس دة قليل الأدب كان. ...
عاااااا
صاح بحدة :- في إيه خرمتيلي ودني؟
هتفت ببكاء :- هو شافني من غير الحجاب. .
أردف بهدوء:- انتي مش قصدك كدة روقي بقي.
ثم هتف بتحذير :-وتاني مرة يا رحمة صالة الرياضة متجيش جنبها إلا لما تتأكدي إن مفيش حد.
هتفت بتذمر:- إطمن أنا مش رايحة هناك تاني أصلا.
ضحك بخفة قائلا :- لا متقلقيش هبقي اعمل حسابي انا من هنا ورايح. .ها أحسن دلوقتي؟
هزت رأسها بموافقة وهي تقول :- اه الحمد لله أنا هنام بقي تصبح علي خير.
وضع يده علي وجنتيها شديدة الاحمرار قائلا :-مش معقول عم طلبة بيتكسف.
وكزته بصدره قائلة :- يا بارد امشي من هنا.
نهض قائلا بضحك :- لا دلوقتي إتطمنت إنك رجعتي لحالتك الطبيعية زي القرد.
قذفته بالوسادة قائلة:- مين دي اللي قرد ها ؟
تفادي الوسادة قائلا :- انتي يا قردة. ..
قال ذلك ثم غلق الباب خلفه متجها للأسفل تاركا إياها تستشيط غضبا منه. .
بالأسفل انتهي من إرتدائه الملابس وجلس امام المسبح ينتظره وما إن رآه هتف مسرعا :- أخبارها إيه يا زياد دلوقتي؟
أردف بهدوء :- تمام الحمد لله. مال وشك إنت كمان أصفر كدة ليه؟
هتف بضيق قائلا :- يا عم دى مفاصلي سابت خفت حد يشوفنا كدة ونتفهم غلط واعمل مشكلة مع عمي . كله من شورتك الهباب.
ضحك قائلا :- حد قالك وافق.
هتف بضيق :- يا عم روح هوريها وشي إزاي بعد كدة؟
هتف بمرح :- لا لا اوعي تقول إنك بتتكسف! بتتكسفي يا بيضة.
أردف بحدة:- زياد حل عن سمايا أرجوك.
توقف عن الضحك قائلا :- حاضر يا عم. ها إيه رأيك دلوقتي نلعب شطرنج؟
رفع يديه بإستسلام قائلا :- لا يا عم لا شطرنج ولا كورة حلو اوي علي كدة. يلا تصبح علي خير.
قال ذلك ثم تركه فصاح الأخير :-
واد يا حمزة انت يلا استني.
إلا انه لم يرد عليه فصعد الي سيارته وقادها بهدوء متوجها لمنزله.
أما زياد إنتفض علي إثر الصوت خلفه قائلا بدهشة :- هو حمزة كان قاعد هنا لحد دلوقتي. ؟
ثم هتف بحذر :- وأختك؟ أختك فين؟
أردف بتوتر:- فوق يا بابا نايمة.
هتف بحذر:- بس هي قالت إنها جايالك هنا.
أردف بكذب :- ما أنا لحقتها وطلعت تنام. .
تنهد بإرتياح قائلا :- طيب يلا كمان انت روح نام ورانا شغل كتير بكرة بإذن الله.
أومأ برأسه قائلا :- حاضر يا بابا تصبح علي خير. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ركضت بسرعة ثم أخذت منه الدفتر بدون سابق إنذار فطالعها بدهشة أما هي شددت قبضتيها علي الدفتر وكأنها تحميه فهتفت بحرج وتوتر :-
أنا آسفة بس أصل. ..أصل المحاضرة جوة. .إيمان. .
هتف بتعجب :- بس اهدي الأول وجمعي عاوزة تقولي إيه؟
أخذت تتنفس بصوت مسموع من فرط التوتر وحاولت جمع شتات نفسها فقالت :-
أااا. ..أصل المحاضرة هنا في الدفتر وعاوزة أصوره وابعته لإيمان.
إبتسم لها قائلا : - كل دة علشان تصورى المحاضرة أنا قلت إنه فيه أسرار عليا.
صدمت بكلامه فقالت بسرعة :- لا لا مفهوش حاجة.
هتف بتلاعب :- طيب اخدتيه بالطريقة دي ليه طالما مفهوش حاجة؟
شعرت بدلو ماء انسكب عليها في ليلة شتاء قارصة وخشت أن يكشفها فهتفت بتوتر بالغ وهي تضم الدفتر الي صدرها بقوة :- أااصل مستعجلة وهي عاوزاه دلوقتي بعد اذنك .
إستدارت لتغادر ولكنها توقفت مكانها بصدمة حينما هتف :- بس أنا شفت اللي جواه علي فكرة كل دة يطلع منك يا شقية.
( بقلمي زكية محمد )
إستدارت ونظرت له بأعين دامعة وهي تقول بعدم تصديق :- شوفت إيه؟
ضحك قائلا :- اللي إنتي مش عاوزاني أشوفه
ثم هتف بصدمة مصطنعة :- بقي بتكتبي كلام حب من ورايا من غير ما تقوليلي.
تساقطت دموعها خشية أن يكون علم بالأمر فعندما رآها هتف بدهشة ومرح :-
في إيه لكل الدموع دي؟ بهزر معاكي يا بنتي
ثم ضيق عينيه قائلا :- ولا فعلا فيه كلام حب وخايفة لأشوفه. .
نظرت له بصدمة تستوعب إنه لم يري شئ وإنما فقط يمزح معها فوجدت نفسها تصرخ بوجهه قائلة :-
يا رخم يا بارد هزارك بارد زيك.
هتف بضيق :- إيه يا بيبة لسانك اتعلم قلة الأدب أمتي قلتلك بهزر. وبعدين تعالي هنا إيه اللي في الدفتر مش عاوزاني أشوفه ومرعوبة كدة علشان بس افتكرتي إني شوفت اللي جواه.
هتفت بدموع :- ملكش دعوة وابعد أنا مخصماك.
مسك يدها قائلا بمرح :- يا خبر لا كله إلا الخصام تعالي بس استهدي بالله.
نزعت يدها منه بحدة قائلة بضيق :- مية مرة بقلك ما تمسكش إيدي.
زفر بغيظ قائلا :- ماشي يا ستي تعالي بقي اقعدي عاوزك في كلمتين.
إنصاعت لطلبه وجلست فجلس قبالتها فنظر لها عن قرب فنظر لعينيها الواسعتين ووجنتيها التي تغريانه في كل مرة بذلك الاحمرار حمحم بصوت مسموع ثم هتف بهدوء :-
بيبة ممكن تهدي.
قال ذلك ثم مد أطراف أصابعه ليمسح دموعها إلا إنها تراجعت للخلف بفزع فسحب يده قائلا بضيق :- إيه يا بنتي هو أنا هاكلك. ..طيب اتفضلي.
قالها ثم سحب منديلا ورقيا من أمامه فتناولته منه وكفكفت به دموعها فأردف بهدوء:- ممكن أفهم مالك مش علي بعضك ليه؟
هتفت بصوت خافت :- مممفيش أنا كويسة أهو.
هتف بسخرية : - اه ما هو واضح الصراحة. طيب مش إحنا صحاب بنقول لبعض كل حاجة؟ مين أول واحد بجري عليه لما تحصل حاجة أحكيله مش إنتي؟ ليه بقي مش راضية تفتحي قلبك ليا وتحكيلي. .في حد ضايقك أو حاجة مضيقاكي؟ أنا أخوكي وهفضل سندك لحد آخر نفس فيا.
أصابها إعترافه في الصميم وودت لو تصرخ بوجهه وتخبره إنه هو مصدر ضيقها ووجعها عشقها وجنونها ألمها وراحتها .
تمالكت نفسها ثم أخذت زفيرا طويلا وهتفت :- صدقني مفيش حاجة.
هتف بعدم تصديق :- امممم. ..
ثم مد يده ناحية الدفتر قائلا بعبث :- طيب ما توريني المحاضرة دي.
هتفت بسرعة :- لا لا. ...أقصد يعني أاااا مش مهمة.
ضحك عاليا وهو يقول :- طيب يا بيبة أنا هحترم خصوصيتك بس لما تكوني مستعدة تتكلمي هسمعك، ولو إني قلقان عليكي مش عارف ليه؟
إبتسمت بخفوت قائلة :- ماتخافش أنا كويسة.
ثم غيرت مجري الحديث علي الرغم من انه يؤلمها إلا إنها هتفت :- وانت عامل ايه الجديد بتاعك يعني؟
إبتسم قائلا :- مفيش جديد إنتي عارفة بس مش عارف ليه حاسس ناحيتها بإحساس غريب كدة.
ثم أضاف بمرح أوجعها :- شكل كدة أخوكي هيطب قريب.
سألته بحذر :- إنت. .إنت بتحبها ؟
حك مؤخرة رأسه بحيرة قائلا :- مش عارف بس هي كويسة غير البنات اللي عرفتهم قبل كدة هادية ومجنونة في نفس الوقت ههههه.
إبتسمت له بوجع قائلة :- ربنا يسعدك يا فارس.
بادلها الإبتسامة قائلا :- ويسعدك مع اللي يحبك ويقدرك. إنتي غالية أوي ما تسلميش قلبك غير للي يستحقه. وانا مستنيكي تيجي تقوليلي مين اللي جوة الدفتر.
هتفت بوجع :- إنت لسة مصمم؟
هتف بمرح :- أومال ومش هتنازل.
نهضت قائلة بهدوء:- تصبح علي خير اما أروح أصور المحاضرة لايمان.
ذهبت من أمامه مسرعة وما إن وصلت إلي غرفتها أوصدت الباب جيدا ثم رمت الدفتر بعنف علي مكتبها وإلتقطت الهاتف من علي الأرض وقامت بالاتصال بصديقتها التي سرعان ما أجابت قائلة :-
حبيبة فينك مكنتيش بتردي عليا ليه؟
هتفت بدموع ومرار :- مش. ..مش بيحبني يا إيمان ما بيحبنيش.
قالت ذلك ثم إنفجرت في موجة بكاء عنيف وهي تسترجع حديثه معها.
حاولت إيمان أن تفهم ما بها إلا إنها لم ترد عليها غير فقط بالبكاء فهي لا تجيد غيره.
بكت صديقتها هي الاخري على حالها فهي تقف مكتوفة الأيدي وتشعر بالعجز لانها لا تستطيع أن تنزع ذاك المرض من قلب صديقتها.( بقلمي زكية محمد ) أخذت تتابعها عبر الهاتف الي ان هدأت وتيرة أنفاسها فعلمت إنها غفت فأغلقت الهاتف وهي تدعو الله أن يخلص صديقتها من ذلك القيد الذي لو استمر سيقتلها. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا في فيلا الداغر كان سليم يضحك بشدة حينما أخبره بما حدث بالأمس وما تعرض له من حرج.
هتف بضيق :- تصدق أنا غلطان بقلك حاجة.
هتف بضحك :- خوفت البنت منك مستحملتش الصدمة طبت يا عيني.
هتف بتذمر:- يوووه إنت هتستلمني النهاردة ولا إيه؟ بس بصراحة أنا شمتان فيها من آخر موقف عملته.
أردف يوسف بفضول والذي كان قادما لتوه فسمع آخر جملته :- مين دي اللي شمتان فيها دي؟ وعملت إيه؟
هتف بسخرية :- ملكش فيه لما تكبر هبقي أقلك.
أردف بتذمر:- يا سلام يا اخويا أنا كبير ونص كلها شهرين وأتخرج وأجي أشتغل معاك في الشركة. كبير ولا مش كبير؟
أجابه بسخرية :- كبير يا اخويا كبير بس بردو مش هقولك.
تدخل سليم قائلا بخبث :- سيبك منه يا يوسف هبقي أقولك بعدين.
قبله من وجنته بقوة قائلا :- حبيبي يا شق.
مسح وجنته بإزدراء قائلا :- الله يقرفك إيه اللي انت هببته دة؟
صرخ حمزة في سليم قائلا :- الواد دة ما تقولهوش حاجة دي عيل فتان وما بيصدق.
نهض من مكانه قائلا بتشفي :- خليكم كده أنا ماشي ورايا شغل بلا لعب عيال.
قال ذلك ثم إرتدي نظارته الشمسية وغادر بخطوات واثقة كحاله.
أردف حمزة بغيظ :- أخوك دة أرزل بني آدم شفته في حياتي.
هز رأسه موافقا وهو يقول :- اه بصراحة في دي عندك حق.
ضربه علي صدره قائلا :- طيب يلا يا أخويا روح شوف جامعتك علي ما أحصل أخوك دة. ومتنساش تاخد همس في طريقك
هتف بمرح :- حاضر. والله البت دي برقبتكم هادية وكيوت وقمر كدة. ...
نهره بعنف قائلا :- بتقول إيه يا حيوان إنت؟
هتف بسرعة:- ما بقولش ما بقولش سلام يا كبير.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كان يجلس مع رفاقه شارد فوكزه عادل قائلا :- اللي واخد عقلك.
إنتبه له قائلا :- ها بتقول إيه؟
ضحك محمود قائلا :- لا دا إنت في البلالا خالص.
أردف بتعجب :- بلا إيه! مع علينا معاك كلمة عدلة قولها مش معاك نقطني بسكاتك.
هتف عادل بجدية :- مالك يا صاحبي مش في المود النهاردة؟ !
هز رأسه بنفي قائلا :- أبدا ما فيش حاجة.
رفع بصره ناظرا أمامه فابتسم لها وإستأذن من رفاقه وذهب لمقابلتها.
هتف محمود :- لا شكله المرة دي واقع واقع.
أومأ عادل بموافقة قائلا بتأكيد :- ايوة عندك حق مشفتش حاله اتقلب إزاي.
هتف بهدوء :- ربنا يهدي سره هو إحنا هنكرهله.
هتف بتأكيد :- لا طبعا مش هنكرهله. .....
وصل ووقف قبالتها وصافحها قائلا :- معاكي محاضرات كتير النهاردة؟
هزت رأسها بنفي قائلة :- لا مش كتير اتنين بس.
ضحك قائلا :- طيب كويس. إيه رأيك نطلع نروح سينما نادي أي مكان يا صغنن. ؟
هتفت بتذمر:- أنا مش صغيرة. .
بعثر خصلات شعرها قائلا :- ماشي يا كبيرة.
وكزته في زراعه قائلة :- يووه هو إنت ليه رخم النهاردة؟
هتف بحدة مصطنعة :- مين ده اللي رخم؟ طيب بما إني رخم. ....
نظرت له بحذر ثم ركضت مبتعدة عنه وهي تضحك عاليا أما هو هتف بمرح :- خدي يا بت تعالي هنا.
كانت تنظر له من بعيد بغيظ شديد فهو هنا يمرح مع تلك الفتاة بينما الاخري في منزلها تحترق وتعاني ويلات ذلك العشق الذي تكنه له. ( بقلمي زكية محمد )زفرت بضيق فهو ليس له ذنب بالأخير فالقلوب تحب من تشاء وقتما تشاء، ولكنها تشعر بالحزن علي صديقتها وما وصلت إليه فهي أصبحت مهووسة به بشكل مبالغ فيه فقد أحبته دون أن تعي بعض الحقائق وأولها إنه لا يحبها كما تفعل بل يعتبرها شقيقته لا أكثر. تنهدت بحزن قائلة :-
ربنا يشفيكي من الوجع ده يا بيبة.
*******
في نفس الوقت كانت هي ممدة علي الفراش ودموعها فقط من تتحدث. مكثت في غرفتها متعللة إنها تشعر بالصداع ولكن الحقيقة إن قواها خارت وليس لديها مقدرة علي تحمل المزيد تريد أن ترتب حياتها من جديد حياتها التي بنتها علي شفا جرف فإنهارت علي وهم كاذب وظنت إنه حقيقة ولكنه مجرد سراب فها هو قد قالها صريحة لها البارحة بأنه أخيها فماذا ستنتظر؟ يجب أن تستيقظ وتعي تلك الحقيقة وأن تسير إلي الامام ولا تنظر خلفها.
كلمات قالتها في قرارة نفسها تشجع بها حالها وهي تعلم تمام العلم إنها لن تنفذها فكم من محاولة أجرتها لنسيانه وباءت بالفشل.
نهضت من مضجعها وجلست نصف جلسة ثم إلتقطت الهاتف وقامت بالإتصال بإيمان التي أتاها الرد قائلة بلهفة:- بيبة حبيبتي عاملة إيه دلوقتي؟
أجابتها بصوت متحشرج :-الحمد لله كويسة. بصي أنا هسبقك علي المستشفي وأبقى اقابلك هناك.
سألتها بحذر:- طيب إنتي كويسة يعني؟
تنهدت بعمق قائلة :- اه كويسة يا إيمان متخافيش يلا سلام علشان ما اعطلكيش.
قالت ذلك ثم أنهت معها المكالمة ثم نهضت وتوجهت للحمام لتغتسل.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
يجلس علي الاريكة يدخن بشراهة ويتطلع أمامه بنظرات بها لهيب وغل وحقد فقد خسر صفقة تقدر بملايين بسبب ذلك الضابط اللعين الذي لن يكفي موته في سبيل تحقيق إنتقامه منه.
أتت والدته وجلست الي جواره وتحدثت برفق :- وبعدين معاك يا حمدي هتقعد كدة زي الولاية؟
هتف بغل :- مين قالك إني قاعد زي الولاية أنا مرقدله علي القاضية.
سألته بعدم فهم :- ودي هتعملها إزاي؟
زفر دخان السيجارة قائلا :- قومي ناديلي الزفتة المتلقحة جوة دي؟
قطبت حاجبيها قائلة بدهشة :- ودي هتعمل بيها إيه؟
هتف بضجر :- يا أما لما تيجي هتعرفي.
نهضت من مجلسها ثم توجهت للغرفة التي تمقت قاطنيها. مصمصت شفتيها بضيق ثم طرقت الباب. ..
كانت شجن تدلك قدمي والدتها كما أخبرها الطبيب. توقفت حينما سمعت طرق علي الباب فتوجهت وفتحته ففوجئت بزوجة أبيها فقالت :- خير يا مرات أبويا مش عوايدك جاية تطقري علينا كدة، إيه جاية تشوفي درتك.
نظرت لها بغيظ قائلة :- متحلميش كتير يا بنت آيه وغوري كلمي أخوكي عاوزك.
هتفت بتعجب :- عاوزني ليه؟ يا ما جاب الغراب لأمه.
هتفت بغيظ :- ما اعرفش لما تروحي هتعرفي وأهو بالمر يقطعلك لسانك دة.
قالت ذلك ثم طالعت آية طريحة الفراش بنظرات كره وتشفي ثم رحلت. إستدارت شجن وقالت لوالدتها بحنان :- هروح أشوفه عاوز إيه وآجي علطول يا جميل مش هتأخر عليكي.
قالت ذلك ثم خرجت وغلقت الباب خلفها بهدوء ثم توجهت للصالة فوجدتهم جالسين فهتفت بخفوت :- الشيطان والعفريتة متجمعين ليه كدة إستر يارب.
إنتبهوا لوجودها فهتف بهدوء:- إقعدي. .
جلست كما طلب منها ونظرت له بترقب بينما أخذ نفسا عميقا ثم نظر لها بتمعن قائلا :- عاوزك في مصلحة.
أردفت بتعجب:- مصلحة إيه دي؟
أجابها بهدوء:- عاوزك تروحي مكان كدة وتجيبيلي منه حاجة معينة.
سألته بترقب وقلق :- مكان إيه دة؟ وحاجة إيه ما توضح كلامك بدل ما إنت ماشي بالألغاز كدة.
طالعها بنظرات حانقة قائلا بغضب:- أقسم بالله لو مالمتيش لسانك هقوم أقطعه بت ما عدتش عليها تربية ولا ضرب ولا نيلة نافع معاكي.
هزت رأسها بضيق قائلة :- خلاص آسفين يا سيدي اتكلم.
هتف موضحا :- إنتي هتروحي علي فيلا في 6 أكتوبر في القاهرة بصفتك خدامة. ...
كشرت عن أنيابها حينما نهضت ووضعت يدها في خصرها قائلة :- نعم يا عمر مين دي اللي خدامة؟
نهرها بعنف قائلا :- اخرسي واترزعي خليني أكمل كلامي. .
هتفت بإعتراض :- لا يا أخويا قال خدامة قال.
صاح بغضب أخافها :- لما أقول تترزعي يبقى تترزعي وما اسمعش صوتك انتي سامعة بدل ما إنتي عارفة هعمل إيه؟
جلست ببعض الخوف من أن يضربها كعادته فأكمل حديثه :- هتروحي هناك بصفتك خدامة في العلن بس في الدرا هتشتغلي جاسوسة ليا تجيبيلي معلومات وكمان سلاح الظابط اللي عايش هناك.
هتفت بعدم تصديق وذهول:- إيه؟ ! عاوزني اعمل إيه؟ إنت بتهزر صح؟
هتف بضجر:- ما بتنيلش بهزر. عاوزك تجيبيلي دبة النملة اللي بتحصل هناك خصوصا الظابط اسمه إياد وهوريكي صورته ومعلومات عنه.(بقلمي زكية محمد ) قدامك شهر بالضبط تنفذي اللي قلتلك عليه وتيجي ولا من شاف ولا من دري.
هتفت بغضب:- يا سلام يا أخويا ما تروح إنت تعمل كدة عاوز تلبسني مصيبة لا ومع مين مع ظابط يا حلاوة. .
نهض من مكانه بغضب وجذبها من زراعها بعنف قائلا بغضب:- بت إنتي هتظبطي معايا ولا أعدلك هتروحي ورجلك فوق رقبتك، سامعة؟
أردفت بألم :- لا مش سامعة ومش هعمل اللي إنت بتقول عليه إستحالة أوسخ نفسي بعمايلك دي. ...
صفعها بقوة أوقعتها أرضا قائلا بغضب:- كلامي يتسمع يا روح أمك واتقي شري أحسنلك.
وضعت يدها علي وجنتها قائلة بتحدي :- لا بردو مش هروح إضربني زي ما إنت عاوز بردو مش هروح.
جز علي أسنانه بغيظ من تلك الفتاة العنيدة ولكنه سرعان ما إبتسم بخبث قائلا :- بقي مش هتروحي! ! امممم ماشي أنا هخليكي تقولي حقي برقبتي.
قال ذلك ثم توجه لغرفة والدتها فسرعان ما دب الذعر بداخلها فنهضت خلفه بسرعة وجدته دلف الغرفة ومعه مسدس قام بتصويبه علي آية قائلا بخبث :-
ودلوقتي يا حلوة ها إيه رأيك أطيرلك رأس أمك وتترحمي عليها؟
ركضت ناحيته بذعر ووقفت أمامه قائلة :- لا لا يا حمدي ما تعملش كدة بالله عليك لا لا
إبتسم بخبث قائلا :- ماشي يا حلوة لو مش عاوزة تترحمي علي الست الوالدة يبقي تنفذي المطلوب وامك هتقعد تحت عيني علشان لو حصل غدر كدة ولا كدة ساعتها أقريلها الفاتحة.
هزت رأسها بسرعة تقول :- ححاضر يا حمدي هعمل اللي إنت عاوزه بس إبعد عن أمي الله يخليك.
أنزل سلاحه قائلا :- ماشي يا حلوة كدة متفقين من بكرة الصبح هاخدك لهناك كل حاجة تحصل هناك تقوليهالي دورى عن ملفات شغله أي حاجة تخصه تجيبيلي أخبارها أول بأول مفهوم.
هزت رأسها بضعف قائلة :- ماشي بس بس. .
قاطعها قائلا :- بس إيه رجعتي في كلامك تاني؟
هتفت مسرعة:- لا لا بس يعني إفرض مش عاوزين شغالة هتعمل إيه؟
أجابها ببساطة :- لا يا حلوة دى شغلانتك إنتي شوية سهتنة بنات من هنا علي شوية دموع تماسيح من هنا علي قصة درامية وهتظبط معاكي متقلقيش، ها حاجة تانية؟
أجابته بغيظ :- لا
أردف ببسمة إنتصار :- حلو كدة يبقي إستبينا هسيبك دلوقتي تودعي أمك قبل ما تمشي. .
هتفت برجاء:- بلاش يا حمدي مين هياخد باله من أمي حرام عليك دي ملهاش غيري.
أجابها بهدوء:- في دي ما تشليش هم هجبلها ممرضة لحد ما الشهر يخلص شوفتي أخوكي حنين إزاي؟ إتشطري انتي بس واعملي اللي قلتلك عليه.
قال ذلك ثم غادر الغرفة مسرعا وتبعته والدته أما هي جلست الي جوار والدتها والتي تنظر لها بدموع وعدم فهم لما يجري.
ألقت بنفسها داخل زراعيها قائلة بدموع :- ماتخافيش يا أما انا لا يمكن أخلي حاجة تحصلك تاني ...
ولكن والدتها لم تريد أن تسمع لذلك بل كانت بحاجة لشرح لما يجري ، وكأنها تقرأ ما بداخلها فسرعان ما قصت عليها ذلك الإتفاق الذي أخبرها به حمدي ومساومتها بوالدتها حينما رفضت. ...
أخذت تهز رأسها بعنف وحاولت ان تتحدث ولكنها لم تستطع فهتفت شجن ببكاء :-
إهدي يا أما أرجوكي ماتخافيش عليا بس لازم أعمل كدة والا هيأذيكي وأنا مش هقدر أعيش من غيرك بالله عليكي يا أما ما تزودي الهم. إدعيلي بس ربنا يسهلها معايا أنا عارفة إنه غلط بس غصب عني والله غصب عني.
رفعت يدها السليمة بصعوبة ووضعتها علي رأسها وأخذت تمسد عليها بحنان داعية الله بأن يمر الأمر بسلام. ....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت همس تجلس الي جوار رحمة التي لم تكف عن الضحك قائلة :- يا كسفتك يا حمزة. لا بقولك إيه لازم تستري علي أخويا وتتجوزيه بعد ما أتكشف عليكي كدة.
ضربتها علي رأسها بالكتاب قائلة :-يا رخمة أتجوزه في عينه. قال أتجوزه قال دة قليل أدب وبارد ورخم وسيرته بتعصبني .
ضحكت قائلة :- خلاص خلاص ولما إنتي بتتعصبي كدة بتتكلمي عنه ليه ها؟
أجابتها بثقة :- أبدا أنا بقولك علي اللي حصل بس .
هتفت بمكر :- اممممم ماشي هعديها بمزاجي .
هتفت بضجر :- هموسة حبيبتي أرجوكي ما تقلبيش علي تناحة أخوكي.
ثم غيرت الموضوع قائلة :- مقولتيش إيه أخبار الجو؟
تنهدت بهيام :- زي الفل بس هيشلني امتي ينطق بقي دى الدنيا كلها عارفة وهو واقف محلك سر.
هتفت بسخرية :- خلي أخوكي يعلمه دا ماشاء الله عليه خبير أوي في الحجات دي.
هتفت بضحك :- شوفتي شوفتي انتي اللي بتجري شكلي وبتتكلمي عنه وتيجي تقولي سيرته بتعصبني.
هتفت بعدم إكتراث :- يلا بقي تعالي نمشي.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ليلا كان معتز ومراد جالسين حينما أتت تسنيم تتبعها لمار فهتفت بقلق :-
هما إتأخروا كدة ليه مش عوايدهم.
هتف مراد :- متقلقيش مش فارس معاها خلاص متشليش هما يمكن النبطشية بتاعتهم هتطول النهاردة.
جلست قائلة بخوف :- فارس تليفونه مقفول وهي ما بتدردش هتصل بيها تاني.
قالت ذلك ثم قامت بالإتصال بها مجددا بينما ظل البقية يراقبونها بعد أن أثارت كلماتها دافع القلق لديهم.
إنتظرت حتي انتهت المحاولة فهتفت بقلق :- ما بتردش بردو أنا أنا خايفة عليها أوي.
نهض معتز بقلق قائلا :- خلاص هروح أشوفها في المستشفي.
هتف مراد :- استني جاي معاك. ..
صمتوا فجأة حينما سمعوا رنين هاتف تسنيم التي ما إن نظرت لهوية المتصل هتفت بسعادة :- دي هي. ..
تنهد الجميع براحة بينما أجابتها بلهفة قائلة :- أيوا يا حبيبة مش بتردي علي التليفون ليه؟
ولكنها صمتت حينما لم يأتيها رد بل كل ما سمعته صوت بكاء وشهقات عالية فتسائلت بخوف :- حبيبة بنتي ردى عليا متقلقنيش بالله عليكي.
أتاها الرد أخيرا قائلة بصوت ضعيف متحشرج من البكاء :- إلحقيني يا طنط.
هوي قلبها أرضا من فرط الخوف فهتفت بصوت متقطع :- إاااااايمان فين حبيبة فين بنتي؟
جحظت أعين الجميع وتسلل الخوف قلوبهم بينما هتفت الاخري مطيحة بما تبقي من صمودها :- حححبيبة. ....حبيبة إتعرضت لحادثة إغتصاب. ..
دلفت للصالة الرياضية بحماس وهي تقول :- زياد إنت فين؟
قالت ذلك ثم قفزت بداخل الحلبة ووجدت القفازات علي الأرض فإرتدتهما بفرح ثم أخذت تلكم هنا وهناك في الهواء وهي تقول وظهرها مواجه لباب الحمام فلم تشعر بخروجه فهتفت مجددا :-
روحت فين يا زياد يلا علشان نلعب مع بعض.
أما هو كان قد انتهى وعندما شعر بوجود أحد بالخارج فظنه زياد قد عاد بملابس نظيفة له فخرج وهو يلف جزعه بمنشفة فقط وعندما رآها صدم من وجودها للغاية.
شعرت بوجود أحد خلفها فظنته شقيقها فألتفت له قائلة بحماس :-
يلا يا زيزو علش. ...
توقفت الكلمات علي لسانها وجحظت عيناها صدمة عندما رأته يقف أمامها بتلك الهيئة فلم تستطع تحمل الصدمة فسقطت أرضا فاقدة للوعي.
أما هو أصابه الذهول ولم يعرف كيف يتصرف أيذهب ويرى ما بها أم يخرج للخارج؟ وبالفعل أتخذ الخيار الأخير إذ خرج من الغرفة بأكملها ووقف أمام الباب ينتظر مجئ زياد قائلا بإنتحاب :-
يارب استر في المصيبة اللي جوة دي. الله يخربيتك يا زياد ويخربيت شورتك المنيلة
وبعدين لو حد جه شافني بالمنظر دة دول مش بعيد يطلبولي بوليس الآداب.
نزل زياد من الأعلي مرتديا ملابس بيتية مريحة وبيده ملابس خروج لحمزة وتوجه للخروج من الباب الخلفي إلا انه تسمر مكانه حينما سمع والده يقول :-
أومال فين الولاد يا سجود؟
أجابته بهدوء:- في صالة الملاكمة إنت عارف المجنونة رحمة بتحبها قد إيه؟
ضحك بخفوت قائلا :- البنت يا عيني من كتر قعدتها معاهم بهتوا عليها كأنها ولد تالت.
أومأت بموافقة قائلة بضحك:- نفسي أشوفها مرة بنت كيوت رقيقة. ..
أما هو استمع لكلامهم بصدمة فهم يظنون إنه رحل مع عائلته. فاق من شروده وتوجه للصالة بسرعة وما إن وصل وجده يقف أمام الباب يفرك يديه بتوتر.
توجه له مسرعا وهو يقول :-
حمزة إنت إيه اللي موقفك كدة؟
أردف بتوتر :- روح شوف أختك جوة بسرعة.
هتف بعنف :- ليه عملت إيه يا حيوان؟
أجابه بضيق :- يعني هيكون عملت إيه؟ كنت فاكرها إنت فطلعت أشوفك ولما شافتني كدة وقعت من طولها جوة فأنا طلعت ومعرفش مالها.
أردف بغيظ وهو يشير له :- ودة منظر بزمتك ؟ إذا كان أنا أخوها وبتتكسف تشوفني بالفانلة الحمالات عاوزها تشوف المنظر دة وتقعد ساكتة .
ألقي في وجهه الملابس قائلا :- خد اتنيل روح استر نفسك علي ما أفوقها.
قال ذلك ثم دلف للداخل ووجد شقيقته ممدة علي أرضية الحلبة فركض نحوها بسرعة وحملها وخرج بها متوجها للداخل من الباب الخلفي لكي لا يقلق والديه ، بينما توجه حمزة بعد خروجهم للحمام ليرتدي تلك الملابس .
دلف الي غرفتها ثم مددها علي الفراش برفق ثم أحضر قنينة عطر من علي طاولة الزينة الخاصة بها ثم رش بعضا منه علي يده وقربها من أنفها وما هي إلا لحظات وبدأت ترمش حتي فتحت عينيها الرمادية التي ورثتها عن أمها وما إن تذكرت ما حدث منذ قليل صرخت بفزع فأحتضنها بحنان وأخذ يربت علي ظهرها بهدوء قائلا :-
بس يا حبيبتي شششش خلاص اهدي أنا معاكي أهو. .
هتفت بتقطع:- أااا. .مممم. ..هو. .هو أااا.
قاطعها قائلا :- أنا آسف يا حبيبتي بس هو كان فاكرك أنا.
هتفت بخجل :- بس دة قليل الأدب كان. ...
عاااااا
صاح بحدة :- في إيه خرمتيلي ودني؟
هتفت ببكاء :- هو شافني من غير الحجاب. .
أردف بهدوء:- انتي مش قصدك كدة روقي بقي.
ثم هتف بتحذير :-وتاني مرة يا رحمة صالة الرياضة متجيش جنبها إلا لما تتأكدي إن مفيش حد.
هتفت بتذمر:- إطمن أنا مش رايحة هناك تاني أصلا.
ضحك بخفة قائلا :- لا متقلقيش هبقي اعمل حسابي انا من هنا ورايح. .ها أحسن دلوقتي؟
هزت رأسها بموافقة وهي تقول :- اه الحمد لله أنا هنام بقي تصبح علي خير.
وضع يده علي وجنتيها شديدة الاحمرار قائلا :-مش معقول عم طلبة بيتكسف.
وكزته بصدره قائلة :- يا بارد امشي من هنا.
نهض قائلا بضحك :- لا دلوقتي إتطمنت إنك رجعتي لحالتك الطبيعية زي القرد.
قذفته بالوسادة قائلة:- مين دي اللي قرد ها ؟
تفادي الوسادة قائلا :- انتي يا قردة. ..
قال ذلك ثم غلق الباب خلفه متجها للأسفل تاركا إياها تستشيط غضبا منه. .
بالأسفل انتهي من إرتدائه الملابس وجلس امام المسبح ينتظره وما إن رآه هتف مسرعا :- أخبارها إيه يا زياد دلوقتي؟
أردف بهدوء :- تمام الحمد لله. مال وشك إنت كمان أصفر كدة ليه؟
هتف بضيق قائلا :- يا عم دى مفاصلي سابت خفت حد يشوفنا كدة ونتفهم غلط واعمل مشكلة مع عمي . كله من شورتك الهباب.
ضحك قائلا :- حد قالك وافق.
هتف بضيق :- يا عم روح هوريها وشي إزاي بعد كدة؟
هتف بمرح :- لا لا اوعي تقول إنك بتتكسف! بتتكسفي يا بيضة.
أردف بحدة:- زياد حل عن سمايا أرجوك.
توقف عن الضحك قائلا :- حاضر يا عم. ها إيه رأيك دلوقتي نلعب شطرنج؟
رفع يديه بإستسلام قائلا :- لا يا عم لا شطرنج ولا كورة حلو اوي علي كدة. يلا تصبح علي خير.
قال ذلك ثم تركه فصاح الأخير :-
واد يا حمزة انت يلا استني.
إلا انه لم يرد عليه فصعد الي سيارته وقادها بهدوء متوجها لمنزله.
أما زياد إنتفض علي إثر الصوت خلفه قائلا بدهشة :- هو حمزة كان قاعد هنا لحد دلوقتي. ؟
ثم هتف بحذر :- وأختك؟ أختك فين؟
أردف بتوتر:- فوق يا بابا نايمة.
هتف بحذر:- بس هي قالت إنها جايالك هنا.
أردف بكذب :- ما أنا لحقتها وطلعت تنام. .
تنهد بإرتياح قائلا :- طيب يلا كمان انت روح نام ورانا شغل كتير بكرة بإذن الله.
أومأ برأسه قائلا :- حاضر يا بابا تصبح علي خير. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
ركضت بسرعة ثم أخذت منه الدفتر بدون سابق إنذار فطالعها بدهشة أما هي شددت قبضتيها علي الدفتر وكأنها تحميه فهتفت بحرج وتوتر :-
أنا آسفة بس أصل. ..أصل المحاضرة جوة. .إيمان. .
هتف بتعجب :- بس اهدي الأول وجمعي عاوزة تقولي إيه؟
أخذت تتنفس بصوت مسموع من فرط التوتر وحاولت جمع شتات نفسها فقالت :-
أااا. ..أصل المحاضرة هنا في الدفتر وعاوزة أصوره وابعته لإيمان.
إبتسم لها قائلا : - كل دة علشان تصورى المحاضرة أنا قلت إنه فيه أسرار عليا.
صدمت بكلامه فقالت بسرعة :- لا لا مفهوش حاجة.
هتف بتلاعب :- طيب اخدتيه بالطريقة دي ليه طالما مفهوش حاجة؟
شعرت بدلو ماء انسكب عليها في ليلة شتاء قارصة وخشت أن يكشفها فهتفت بتوتر بالغ وهي تضم الدفتر الي صدرها بقوة :- أااصل مستعجلة وهي عاوزاه دلوقتي بعد اذنك .
إستدارت لتغادر ولكنها توقفت مكانها بصدمة حينما هتف :- بس أنا شفت اللي جواه علي فكرة كل دة يطلع منك يا شقية.
( بقلمي زكية محمد )
إستدارت ونظرت له بأعين دامعة وهي تقول بعدم تصديق :- شوفت إيه؟
ضحك قائلا :- اللي إنتي مش عاوزاني أشوفه
ثم هتف بصدمة مصطنعة :- بقي بتكتبي كلام حب من ورايا من غير ما تقوليلي.
تساقطت دموعها خشية أن يكون علم بالأمر فعندما رآها هتف بدهشة ومرح :-
في إيه لكل الدموع دي؟ بهزر معاكي يا بنتي
ثم ضيق عينيه قائلا :- ولا فعلا فيه كلام حب وخايفة لأشوفه. .
نظرت له بصدمة تستوعب إنه لم يري شئ وإنما فقط يمزح معها فوجدت نفسها تصرخ بوجهه قائلة :-
يا رخم يا بارد هزارك بارد زيك.
هتف بضيق :- إيه يا بيبة لسانك اتعلم قلة الأدب أمتي قلتلك بهزر. وبعدين تعالي هنا إيه اللي في الدفتر مش عاوزاني أشوفه ومرعوبة كدة علشان بس افتكرتي إني شوفت اللي جواه.
هتفت بدموع :- ملكش دعوة وابعد أنا مخصماك.
مسك يدها قائلا بمرح :- يا خبر لا كله إلا الخصام تعالي بس استهدي بالله.
نزعت يدها منه بحدة قائلة بضيق :- مية مرة بقلك ما تمسكش إيدي.
زفر بغيظ قائلا :- ماشي يا ستي تعالي بقي اقعدي عاوزك في كلمتين.
إنصاعت لطلبه وجلست فجلس قبالتها فنظر لها عن قرب فنظر لعينيها الواسعتين ووجنتيها التي تغريانه في كل مرة بذلك الاحمرار حمحم بصوت مسموع ثم هتف بهدوء :-
بيبة ممكن تهدي.
قال ذلك ثم مد أطراف أصابعه ليمسح دموعها إلا إنها تراجعت للخلف بفزع فسحب يده قائلا بضيق :- إيه يا بنتي هو أنا هاكلك. ..طيب اتفضلي.
قالها ثم سحب منديلا ورقيا من أمامه فتناولته منه وكفكفت به دموعها فأردف بهدوء:- ممكن أفهم مالك مش علي بعضك ليه؟
هتفت بصوت خافت :- مممفيش أنا كويسة أهو.
هتف بسخرية : - اه ما هو واضح الصراحة. طيب مش إحنا صحاب بنقول لبعض كل حاجة؟ مين أول واحد بجري عليه لما تحصل حاجة أحكيله مش إنتي؟ ليه بقي مش راضية تفتحي قلبك ليا وتحكيلي. .في حد ضايقك أو حاجة مضيقاكي؟ أنا أخوكي وهفضل سندك لحد آخر نفس فيا.
أصابها إعترافه في الصميم وودت لو تصرخ بوجهه وتخبره إنه هو مصدر ضيقها ووجعها عشقها وجنونها ألمها وراحتها .
تمالكت نفسها ثم أخذت زفيرا طويلا وهتفت :- صدقني مفيش حاجة.
هتف بعدم تصديق :- امممم. ..
ثم مد يده ناحية الدفتر قائلا بعبث :- طيب ما توريني المحاضرة دي.
هتفت بسرعة :- لا لا. ...أقصد يعني أاااا مش مهمة.
ضحك عاليا وهو يقول :- طيب يا بيبة أنا هحترم خصوصيتك بس لما تكوني مستعدة تتكلمي هسمعك، ولو إني قلقان عليكي مش عارف ليه؟
إبتسمت بخفوت قائلة :- ماتخافش أنا كويسة.
ثم غيرت مجري الحديث علي الرغم من انه يؤلمها إلا إنها هتفت :- وانت عامل ايه الجديد بتاعك يعني؟
إبتسم قائلا :- مفيش جديد إنتي عارفة بس مش عارف ليه حاسس ناحيتها بإحساس غريب كدة.
ثم أضاف بمرح أوجعها :- شكل كدة أخوكي هيطب قريب.
سألته بحذر :- إنت. .إنت بتحبها ؟
حك مؤخرة رأسه بحيرة قائلا :- مش عارف بس هي كويسة غير البنات اللي عرفتهم قبل كدة هادية ومجنونة في نفس الوقت ههههه.
إبتسمت له بوجع قائلة :- ربنا يسعدك يا فارس.
بادلها الإبتسامة قائلا :- ويسعدك مع اللي يحبك ويقدرك. إنتي غالية أوي ما تسلميش قلبك غير للي يستحقه. وانا مستنيكي تيجي تقوليلي مين اللي جوة الدفتر.
هتفت بوجع :- إنت لسة مصمم؟
هتف بمرح :- أومال ومش هتنازل.
نهضت قائلة بهدوء:- تصبح علي خير اما أروح أصور المحاضرة لايمان.
ذهبت من أمامه مسرعة وما إن وصلت إلي غرفتها أوصدت الباب جيدا ثم رمت الدفتر بعنف علي مكتبها وإلتقطت الهاتف من علي الأرض وقامت بالاتصال بصديقتها التي سرعان ما أجابت قائلة :-
حبيبة فينك مكنتيش بتردي عليا ليه؟
هتفت بدموع ومرار :- مش. ..مش بيحبني يا إيمان ما بيحبنيش.
قالت ذلك ثم إنفجرت في موجة بكاء عنيف وهي تسترجع حديثه معها.
حاولت إيمان أن تفهم ما بها إلا إنها لم ترد عليها غير فقط بالبكاء فهي لا تجيد غيره.
بكت صديقتها هي الاخري على حالها فهي تقف مكتوفة الأيدي وتشعر بالعجز لانها لا تستطيع أن تنزع ذاك المرض من قلب صديقتها.( بقلمي زكية محمد ) أخذت تتابعها عبر الهاتف الي ان هدأت وتيرة أنفاسها فعلمت إنها غفت فأغلقت الهاتف وهي تدعو الله أن يخلص صديقتها من ذلك القيد الذي لو استمر سيقتلها. ..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
صباحا في فيلا الداغر كان سليم يضحك بشدة حينما أخبره بما حدث بالأمس وما تعرض له من حرج.
هتف بضيق :- تصدق أنا غلطان بقلك حاجة.
هتف بضحك :- خوفت البنت منك مستحملتش الصدمة طبت يا عيني.
هتف بتذمر:- يوووه إنت هتستلمني النهاردة ولا إيه؟ بس بصراحة أنا شمتان فيها من آخر موقف عملته.
أردف يوسف بفضول والذي كان قادما لتوه فسمع آخر جملته :- مين دي اللي شمتان فيها دي؟ وعملت إيه؟
هتف بسخرية :- ملكش فيه لما تكبر هبقي أقلك.
أردف بتذمر:- يا سلام يا اخويا أنا كبير ونص كلها شهرين وأتخرج وأجي أشتغل معاك في الشركة. كبير ولا مش كبير؟
أجابه بسخرية :- كبير يا اخويا كبير بس بردو مش هقولك.
تدخل سليم قائلا بخبث :- سيبك منه يا يوسف هبقي أقولك بعدين.
قبله من وجنته بقوة قائلا :- حبيبي يا شق.
مسح وجنته بإزدراء قائلا :- الله يقرفك إيه اللي انت هببته دة؟
صرخ حمزة في سليم قائلا :- الواد دة ما تقولهوش حاجة دي عيل فتان وما بيصدق.
نهض من مكانه قائلا بتشفي :- خليكم كده أنا ماشي ورايا شغل بلا لعب عيال.
قال ذلك ثم إرتدي نظارته الشمسية وغادر بخطوات واثقة كحاله.
أردف حمزة بغيظ :- أخوك دة أرزل بني آدم شفته في حياتي.
هز رأسه موافقا وهو يقول :- اه بصراحة في دي عندك حق.
ضربه علي صدره قائلا :- طيب يلا يا أخويا روح شوف جامعتك علي ما أحصل أخوك دة. ومتنساش تاخد همس في طريقك
هتف بمرح :- حاضر. والله البت دي برقبتكم هادية وكيوت وقمر كدة. ...
نهره بعنف قائلا :- بتقول إيه يا حيوان إنت؟
هتف بسرعة:- ما بقولش ما بقولش سلام يا كبير.
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كان يجلس مع رفاقه شارد فوكزه عادل قائلا :- اللي واخد عقلك.
إنتبه له قائلا :- ها بتقول إيه؟
ضحك محمود قائلا :- لا دا إنت في البلالا خالص.
أردف بتعجب :- بلا إيه! مع علينا معاك كلمة عدلة قولها مش معاك نقطني بسكاتك.
هتف عادل بجدية :- مالك يا صاحبي مش في المود النهاردة؟ !
هز رأسه بنفي قائلا :- أبدا ما فيش حاجة.
رفع بصره ناظرا أمامه فابتسم لها وإستأذن من رفاقه وذهب لمقابلتها.
هتف محمود :- لا شكله المرة دي واقع واقع.
أومأ عادل بموافقة قائلا بتأكيد :- ايوة عندك حق مشفتش حاله اتقلب إزاي.
هتف بهدوء :- ربنا يهدي سره هو إحنا هنكرهله.
هتف بتأكيد :- لا طبعا مش هنكرهله. .....
وصل ووقف قبالتها وصافحها قائلا :- معاكي محاضرات كتير النهاردة؟
هزت رأسها بنفي قائلة :- لا مش كتير اتنين بس.
ضحك قائلا :- طيب كويس. إيه رأيك نطلع نروح سينما نادي أي مكان يا صغنن. ؟
هتفت بتذمر:- أنا مش صغيرة. .
بعثر خصلات شعرها قائلا :- ماشي يا كبيرة.
وكزته في زراعه قائلة :- يووه هو إنت ليه رخم النهاردة؟
هتف بحدة مصطنعة :- مين ده اللي رخم؟ طيب بما إني رخم. ....
نظرت له بحذر ثم ركضت مبتعدة عنه وهي تضحك عاليا أما هو هتف بمرح :- خدي يا بت تعالي هنا.
كانت تنظر له من بعيد بغيظ شديد فهو هنا يمرح مع تلك الفتاة بينما الاخري في منزلها تحترق وتعاني ويلات ذلك العشق الذي تكنه له. ( بقلمي زكية محمد )زفرت بضيق فهو ليس له ذنب بالأخير فالقلوب تحب من تشاء وقتما تشاء، ولكنها تشعر بالحزن علي صديقتها وما وصلت إليه فهي أصبحت مهووسة به بشكل مبالغ فيه فقد أحبته دون أن تعي بعض الحقائق وأولها إنه لا يحبها كما تفعل بل يعتبرها شقيقته لا أكثر. تنهدت بحزن قائلة :-
ربنا يشفيكي من الوجع ده يا بيبة.
*******
في نفس الوقت كانت هي ممدة علي الفراش ودموعها فقط من تتحدث. مكثت في غرفتها متعللة إنها تشعر بالصداع ولكن الحقيقة إن قواها خارت وليس لديها مقدرة علي تحمل المزيد تريد أن ترتب حياتها من جديد حياتها التي بنتها علي شفا جرف فإنهارت علي وهم كاذب وظنت إنه حقيقة ولكنه مجرد سراب فها هو قد قالها صريحة لها البارحة بأنه أخيها فماذا ستنتظر؟ يجب أن تستيقظ وتعي تلك الحقيقة وأن تسير إلي الامام ولا تنظر خلفها.
كلمات قالتها في قرارة نفسها تشجع بها حالها وهي تعلم تمام العلم إنها لن تنفذها فكم من محاولة أجرتها لنسيانه وباءت بالفشل.
نهضت من مضجعها وجلست نصف جلسة ثم إلتقطت الهاتف وقامت بالإتصال بإيمان التي أتاها الرد قائلة بلهفة:- بيبة حبيبتي عاملة إيه دلوقتي؟
أجابتها بصوت متحشرج :-الحمد لله كويسة. بصي أنا هسبقك علي المستشفي وأبقى اقابلك هناك.
سألتها بحذر:- طيب إنتي كويسة يعني؟
تنهدت بعمق قائلة :- اه كويسة يا إيمان متخافيش يلا سلام علشان ما اعطلكيش.
قالت ذلك ثم أنهت معها المكالمة ثم نهضت وتوجهت للحمام لتغتسل.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
يجلس علي الاريكة يدخن بشراهة ويتطلع أمامه بنظرات بها لهيب وغل وحقد فقد خسر صفقة تقدر بملايين بسبب ذلك الضابط اللعين الذي لن يكفي موته في سبيل تحقيق إنتقامه منه.
أتت والدته وجلست الي جواره وتحدثت برفق :- وبعدين معاك يا حمدي هتقعد كدة زي الولاية؟
هتف بغل :- مين قالك إني قاعد زي الولاية أنا مرقدله علي القاضية.
سألته بعدم فهم :- ودي هتعملها إزاي؟
زفر دخان السيجارة قائلا :- قومي ناديلي الزفتة المتلقحة جوة دي؟
قطبت حاجبيها قائلة بدهشة :- ودي هتعمل بيها إيه؟
هتف بضجر :- يا أما لما تيجي هتعرفي.
نهضت من مجلسها ثم توجهت للغرفة التي تمقت قاطنيها. مصمصت شفتيها بضيق ثم طرقت الباب. ..
كانت شجن تدلك قدمي والدتها كما أخبرها الطبيب. توقفت حينما سمعت طرق علي الباب فتوجهت وفتحته ففوجئت بزوجة أبيها فقالت :- خير يا مرات أبويا مش عوايدك جاية تطقري علينا كدة، إيه جاية تشوفي درتك.
نظرت لها بغيظ قائلة :- متحلميش كتير يا بنت آيه وغوري كلمي أخوكي عاوزك.
هتفت بتعجب :- عاوزني ليه؟ يا ما جاب الغراب لأمه.
هتفت بغيظ :- ما اعرفش لما تروحي هتعرفي وأهو بالمر يقطعلك لسانك دة.
قالت ذلك ثم طالعت آية طريحة الفراش بنظرات كره وتشفي ثم رحلت. إستدارت شجن وقالت لوالدتها بحنان :- هروح أشوفه عاوز إيه وآجي علطول يا جميل مش هتأخر عليكي.
قالت ذلك ثم خرجت وغلقت الباب خلفها بهدوء ثم توجهت للصالة فوجدتهم جالسين فهتفت بخفوت :- الشيطان والعفريتة متجمعين ليه كدة إستر يارب.
إنتبهوا لوجودها فهتف بهدوء:- إقعدي. .
جلست كما طلب منها ونظرت له بترقب بينما أخذ نفسا عميقا ثم نظر لها بتمعن قائلا :- عاوزك في مصلحة.
أردفت بتعجب:- مصلحة إيه دي؟
أجابها بهدوء:- عاوزك تروحي مكان كدة وتجيبيلي منه حاجة معينة.
سألته بترقب وقلق :- مكان إيه دة؟ وحاجة إيه ما توضح كلامك بدل ما إنت ماشي بالألغاز كدة.
طالعها بنظرات حانقة قائلا بغضب:- أقسم بالله لو مالمتيش لسانك هقوم أقطعه بت ما عدتش عليها تربية ولا ضرب ولا نيلة نافع معاكي.
هزت رأسها بضيق قائلة :- خلاص آسفين يا سيدي اتكلم.
هتف موضحا :- إنتي هتروحي علي فيلا في 6 أكتوبر في القاهرة بصفتك خدامة. ...
كشرت عن أنيابها حينما نهضت ووضعت يدها في خصرها قائلة :- نعم يا عمر مين دي اللي خدامة؟
نهرها بعنف قائلا :- اخرسي واترزعي خليني أكمل كلامي. .
هتفت بإعتراض :- لا يا أخويا قال خدامة قال.
صاح بغضب أخافها :- لما أقول تترزعي يبقى تترزعي وما اسمعش صوتك انتي سامعة بدل ما إنتي عارفة هعمل إيه؟
جلست ببعض الخوف من أن يضربها كعادته فأكمل حديثه :- هتروحي هناك بصفتك خدامة في العلن بس في الدرا هتشتغلي جاسوسة ليا تجيبيلي معلومات وكمان سلاح الظابط اللي عايش هناك.
هتفت بعدم تصديق وذهول:- إيه؟ ! عاوزني اعمل إيه؟ إنت بتهزر صح؟
هتف بضجر:- ما بتنيلش بهزر. عاوزك تجيبيلي دبة النملة اللي بتحصل هناك خصوصا الظابط اسمه إياد وهوريكي صورته ومعلومات عنه.(بقلمي زكية محمد ) قدامك شهر بالضبط تنفذي اللي قلتلك عليه وتيجي ولا من شاف ولا من دري.
هتفت بغضب:- يا سلام يا أخويا ما تروح إنت تعمل كدة عاوز تلبسني مصيبة لا ومع مين مع ظابط يا حلاوة. .
نهض من مكانه بغضب وجذبها من زراعها بعنف قائلا بغضب:- بت إنتي هتظبطي معايا ولا أعدلك هتروحي ورجلك فوق رقبتك، سامعة؟
أردفت بألم :- لا مش سامعة ومش هعمل اللي إنت بتقول عليه إستحالة أوسخ نفسي بعمايلك دي. ...
صفعها بقوة أوقعتها أرضا قائلا بغضب:- كلامي يتسمع يا روح أمك واتقي شري أحسنلك.
وضعت يدها علي وجنتها قائلة بتحدي :- لا بردو مش هروح إضربني زي ما إنت عاوز بردو مش هروح.
جز علي أسنانه بغيظ من تلك الفتاة العنيدة ولكنه سرعان ما إبتسم بخبث قائلا :- بقي مش هتروحي! ! امممم ماشي أنا هخليكي تقولي حقي برقبتي.
قال ذلك ثم توجه لغرفة والدتها فسرعان ما دب الذعر بداخلها فنهضت خلفه بسرعة وجدته دلف الغرفة ومعه مسدس قام بتصويبه علي آية قائلا بخبث :-
ودلوقتي يا حلوة ها إيه رأيك أطيرلك رأس أمك وتترحمي عليها؟
ركضت ناحيته بذعر ووقفت أمامه قائلة :- لا لا يا حمدي ما تعملش كدة بالله عليك لا لا
إبتسم بخبث قائلا :- ماشي يا حلوة لو مش عاوزة تترحمي علي الست الوالدة يبقي تنفذي المطلوب وامك هتقعد تحت عيني علشان لو حصل غدر كدة ولا كدة ساعتها أقريلها الفاتحة.
هزت رأسها بسرعة تقول :- ححاضر يا حمدي هعمل اللي إنت عاوزه بس إبعد عن أمي الله يخليك.
أنزل سلاحه قائلا :- ماشي يا حلوة كدة متفقين من بكرة الصبح هاخدك لهناك كل حاجة تحصل هناك تقوليهالي دورى عن ملفات شغله أي حاجة تخصه تجيبيلي أخبارها أول بأول مفهوم.
هزت رأسها بضعف قائلة :- ماشي بس بس. .
قاطعها قائلا :- بس إيه رجعتي في كلامك تاني؟
هتفت مسرعة:- لا لا بس يعني إفرض مش عاوزين شغالة هتعمل إيه؟
أجابها ببساطة :- لا يا حلوة دى شغلانتك إنتي شوية سهتنة بنات من هنا علي شوية دموع تماسيح من هنا علي قصة درامية وهتظبط معاكي متقلقيش، ها حاجة تانية؟
أجابته بغيظ :- لا
أردف ببسمة إنتصار :- حلو كدة يبقي إستبينا هسيبك دلوقتي تودعي أمك قبل ما تمشي. .
هتفت برجاء:- بلاش يا حمدي مين هياخد باله من أمي حرام عليك دي ملهاش غيري.
أجابها بهدوء:- في دي ما تشليش هم هجبلها ممرضة لحد ما الشهر يخلص شوفتي أخوكي حنين إزاي؟ إتشطري انتي بس واعملي اللي قلتلك عليه.
قال ذلك ثم غادر الغرفة مسرعا وتبعته والدته أما هي جلست الي جوار والدتها والتي تنظر لها بدموع وعدم فهم لما يجري.
ألقت بنفسها داخل زراعيها قائلة بدموع :- ماتخافيش يا أما انا لا يمكن أخلي حاجة تحصلك تاني ...
ولكن والدتها لم تريد أن تسمع لذلك بل كانت بحاجة لشرح لما يجري ، وكأنها تقرأ ما بداخلها فسرعان ما قصت عليها ذلك الإتفاق الذي أخبرها به حمدي ومساومتها بوالدتها حينما رفضت. ...
أخذت تهز رأسها بعنف وحاولت ان تتحدث ولكنها لم تستطع فهتفت شجن ببكاء :-
إهدي يا أما أرجوكي ماتخافيش عليا بس لازم أعمل كدة والا هيأذيكي وأنا مش هقدر أعيش من غيرك بالله عليكي يا أما ما تزودي الهم. إدعيلي بس ربنا يسهلها معايا أنا عارفة إنه غلط بس غصب عني والله غصب عني.
رفعت يدها السليمة بصعوبة ووضعتها علي رأسها وأخذت تمسد عليها بحنان داعية الله بأن يمر الأمر بسلام. ....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
كانت همس تجلس الي جوار رحمة التي لم تكف عن الضحك قائلة :- يا كسفتك يا حمزة. لا بقولك إيه لازم تستري علي أخويا وتتجوزيه بعد ما أتكشف عليكي كدة.
ضربتها علي رأسها بالكتاب قائلة :-يا رخمة أتجوزه في عينه. قال أتجوزه قال دة قليل أدب وبارد ورخم وسيرته بتعصبني .
ضحكت قائلة :- خلاص خلاص ولما إنتي بتتعصبي كدة بتتكلمي عنه ليه ها؟
أجابتها بثقة :- أبدا أنا بقولك علي اللي حصل بس .
هتفت بمكر :- اممممم ماشي هعديها بمزاجي .
هتفت بضجر :- هموسة حبيبتي أرجوكي ما تقلبيش علي تناحة أخوكي.
ثم غيرت الموضوع قائلة :- مقولتيش إيه أخبار الجو؟
تنهدت بهيام :- زي الفل بس هيشلني امتي ينطق بقي دى الدنيا كلها عارفة وهو واقف محلك سر.
هتفت بسخرية :- خلي أخوكي يعلمه دا ماشاء الله عليه خبير أوي في الحجات دي.
هتفت بضحك :- شوفتي شوفتي انتي اللي بتجري شكلي وبتتكلمي عنه وتيجي تقولي سيرته بتعصبني.
هتفت بعدم إكتراث :- يلا بقي تعالي نمشي.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ليلا كان معتز ومراد جالسين حينما أتت تسنيم تتبعها لمار فهتفت بقلق :-
هما إتأخروا كدة ليه مش عوايدهم.
هتف مراد :- متقلقيش مش فارس معاها خلاص متشليش هما يمكن النبطشية بتاعتهم هتطول النهاردة.
جلست قائلة بخوف :- فارس تليفونه مقفول وهي ما بتدردش هتصل بيها تاني.
قالت ذلك ثم قامت بالإتصال بها مجددا بينما ظل البقية يراقبونها بعد أن أثارت كلماتها دافع القلق لديهم.
إنتظرت حتي انتهت المحاولة فهتفت بقلق :- ما بتردش بردو أنا أنا خايفة عليها أوي.
نهض معتز بقلق قائلا :- خلاص هروح أشوفها في المستشفي.
هتف مراد :- استني جاي معاك. ..
صمتوا فجأة حينما سمعوا رنين هاتف تسنيم التي ما إن نظرت لهوية المتصل هتفت بسعادة :- دي هي. ..
تنهد الجميع براحة بينما أجابتها بلهفة قائلة :- أيوا يا حبيبة مش بتردي علي التليفون ليه؟
ولكنها صمتت حينما لم يأتيها رد بل كل ما سمعته صوت بكاء وشهقات عالية فتسائلت بخوف :- حبيبة بنتي ردى عليا متقلقنيش بالله عليكي.
أتاها الرد أخيرا قائلة بصوت ضعيف متحشرج من البكاء :- إلحقيني يا طنط.
هوي قلبها أرضا من فرط الخوف فهتفت بصوت متقطع :- إاااااايمان فين حبيبة فين بنتي؟
جحظت أعين الجميع وتسلل الخوف قلوبهم بينما هتفت الاخري مطيحة بما تبقي من صمودها :- حححبيبة. ....حبيبة إتعرضت لحادثة إغتصاب. ..
موعد الحلقة الجديدة الساعة 6 م يوميا ان شاء الله .
هنا تنتهى احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الثالث ، يمكنكم قراءة احداث رواية ما بعد الجحيم الجزء الثانى الفصل الرابع أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية ما بعد الجحيم 2 ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .