نقدم اليوم احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل السادس والثلاثون من روايات رحاب ابراهيم . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، والتى نالت اعجاباً شديداً بين القراء سواء واتباد أو فيس بوك . نرحب بكم فى موقع مجنونة عشاق روايات موقعنا ، هنا سوف تجد كل رواياتك : روايات رومانسية ، روايات رومانسية مصرية ، قصص عشق ، قصص قصيرة ، قصص حب ، روايات pdf ، روايات واتباد ، قصص رعب ، روايات رومانسية كوميدية .
امبراطورية الرجال الفصل السادس والثلاثون
تعد رواية امبراطورية الرجال واحدة من اجمل روايات رومانسية والتى نالت شهرة كبيرة على صفحتنا على الفيس بوك وعلى الموقع وهى من روايات رحاب ابراهيم ، نتمنى لكم قراءة ممتعة ، كما يمكنكم تنزيل رواية امبراطورية الرجال pdf كاملة من خلال موقعنا .
يمكنكم قراءة احداث رواية امبراطورية الرجال كاملة بقلم رحاب ابراهيم من خلال موقعكم مجنونة رواية من خلال اللينك السابق ....
روايه امبراطورية الرجال الفصل 36
الفصل السادس والثلاثون
إمبراطورية الرجال
استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
نظرت لها جميلة بتيهة واجابت ببطء :- انا تعبت من التفكير والحيرة ، مابقتش عارفة اكمل ولا ابعد....أنا مش عارفة افكر !! أول مرة أحس أني مش عارفة أخد قرار في حاجة في حياتي !!
قالت رضوى وكأنها وجدت الطريق :-
_ طب بقولك ايه...صلي استخارة وطلعي صدقة لله بنية أن ربنا يبعد عنك الشر ، يعني لو جوازك منه هيبقى شر يبعدك عنه ولو خير تكملي معاه...
هزت جميلة رأسها بموافقة ثم قالت بتساءل :-
_ تفتكروا لو كملت مع جاسر هبقى مبسوطة ؟! كل ما بحاول اتخيل أني مبسوطة بلاقي دماغي راح لحته تانية...
تنهدت حميدة ببعض الحيرة :-
_ يمكن عشان خايفة ، اسمعي كلام رضوى يا جميلة ، لا انا ولا أي حد هيقدر يفيدك ، استعيني بالله وادعي على اد ما تقدري وربنا هيتقبل ومش هيسيبك...
التفتت جميلة لحميدة بعينين مليئة بالعبرات وقالت :-
_ كنت اديتله الدبلة ونهيت كل حاجة بس لبسهالي تاني لحد ما أخد قراري...أنا بحبه يا حميدة ، والحب مرايته عامية وشكلها كده هتتكسر على دماغي !!
قالت حميدة برقة :- أنتي من جواكي عايزة تكملي صح ؟
ابتلعت جميلة ريقها بألم حتى هزت رأسها ببطء دلالاة الموافقة....فقالت حميدة:-
_ طب ما تطولي الخطوبة شوية ؟!
جميلة :- اذا كان كل مشاكلنا بسبب أنه مستعجل على الجواز ومحتاجلي جانبه !! هروح أقوله نأجل ؟!
هزت حميدة رأسها بضيق ويأس ثم قالت :-
_ أنا احترت بصراحة ومش عارفة أقولك إيه ، سبيها على ربنا ومحدش عارف بكرة فيه إيه...
هتفت رضوى :- صحيح يا حميدة نسيت...هو سقراط مشي ليه وسابنا في الحفلة ؟! لما طلعت من الفيلا ما لقيتهوش!!
اجابت حميدة بتوضيح:-
_ ما تقلقيش...الدوا بتاع ستي خلص وأبويا مكنش لاقيه في أي صيدلية هنا فكلم سقراط يجيبه...
******
**بقصر الزيان**
تململت في نومها بطيف ابتسامة على ثغرهـا....يبدو أنهـا نالت قسطا من السعادة حتى في أحلامها....فتحي "للي" عينيها بجفون ثقيلة في اضاءة الغرفة الساحرة...كأن المصابيح الصغيرة في الزوايا هي نجوم السماء بمؤق الليل...
والهواء يُمايل الستائر الحريرية للنافذة.....استنشقت هواء جديد بملأ رئتيها...تأخذ ما تستطع نيله من تلك الأيام المبتسمة بجانبه..
تمر بنا الصعــاب ربما...
تأخذ منا بعض الهدوء انما.....
يبقى الحب دائمـًا هو حياة القلوب.....
اضاءت المصباح الكهربائي بجانبها ثم اعتدلت قليلًا متكأة على مرفقها الأيمن وشعرها يتدلى على كتفيها بنعومة...
ابتسمت بحنان عندما لاحظت ملامحه الهادئة في غفوة تبدو عميقة....وملامح وجهه تحديدا المنحوته كلوحة لتمثال أغريقي لأحد الأساطير القديمة....ربما لأسطورة عاشق لأنه يليق به أن يرق بعد الهيبة....هكذا يجب أن يكون الرجل العاشق...كثيرا من الهيبة وكثيرا من العشق وقليلًا من القسوة...
تعترف أنه بعالمها اجمل الأقدار ، وبعينيه أجمل ما قيل في الحب...اشتاقت يدها أن تمر على رأسه برفق...وتثير رائحة عطره الذكية التي أثارت أنفاسها....
قبلته قبلة سريعة ثم نهضت متوجهة لحمام الغرفة وبيدها الطبقة الحريرية من روبها الروزي...
خرجت بعد دقائق وشعرها يقطر ماء من أطرافه ، أقترب للمرآة ونثرت العطر الخاص به وهي تبتسم ...ثم سحبت المنشفة من ظهر مقعد المرآة بهدوء ثم وقفت تجفف شعرها برفق حتى تفاجئت وهي تبعد المنشفة عن وجهها بوقفوهه مبتسما بمكر أمامها...قال وهو يقترب اليها بنظر خبيثة :-
_ بتستعملي البرفيوم بتاعي ليه ؟! مش عندك برفيوم كتير ؟!
كتمت ضحكتها وتظاهرت بالثبات قائلة بتحدي :-
_ وهسرح شعري بالمشط بتاعك كمان...هتعترض؟!
جذبها الى صدره قائلا بهمس :- طماعة !! ممكن اطلب منك طلب؟
رفعت حاجبيها بتعجب ثم اطلقت ضحكة عالية وقالت :-
_ يا سلام على الديمقراطية !! وبتستأذني كمان..عجبًا !!
اتسعت ابتسامته وقال :- هعتبرك بنوتي وهسرحلك شعرك ، خصوصا أني بعشقه
هزت رأسه برفض وابتعدت وهي تصيح بضحكة :- مستحيل ولا يمكن ، انا مابحبش حد يسرحلي شعري ، حتى ماما مكنتش بخليها تسرحهولي...
قال بضحكة :- انا مش ماما يا حبيبتي ، انا جوزك !! ، يعني تسمعي كلامي ، تعالي هنا يا للي !!
شعرت بنوبة غريبة من الضحك وصاحت :- لأ يعني لأ ، مش جاية
نظر لها بهدوء لدقيقة حتى زادت نوبة ضحكتها أكثر ليسرع اليها فجأة ولكنها تكهنت بأنقضاضه وخرجت من الغرفة....
أشار لها بتحذير كي تعود :-
_ الخدم هيسمعوا صوتك اعقلي احسنلك !!
قالت وهي تشير له بتحذير :- مش هتسرحلي شعري ، قول أنك مش هتسرحلي شعري !
تمتم بخفوت وهو يكتم ضحكته ثم اشار لكي تخفض صوتها :-
_ وطي صوتك يا مجنونة !! هيبة السنين دي كلها هضيع بسببك !!
هزت كتفيها بتمايل وقالت بضحكة :- اوعدني الأول
قال بتعجب :- فيها ايه يعني ؟!
انكمشت ملامحها وقالت بتذمر :- بصراحة...بغير ، كأن حد بيزغزغني
ركضت ضاحكة من أمامه كالطفلة حتى صعدت الدرج للطابق الآخير وركض خلفها بضحكة جاهد كي يكتمها....
******
صعدت بالطابق الآخير...الذي كان يعلو السماء مباشرةً....والأسوار حولها تغطى بالزهور الربيعية....الهواء منعش للأنفاس حد الأرتواء وطيب الراحة....
زهور الريحان يأتي ريحقها من القريب...من يمناها تحديدًا بينما الزهور الجورية بالاتجاه الآخر...وقمر الليل عاليًا بينما قمر عمرها أتى وحاوط خصرها بقوة...قوة محببة قسوتها حانية...كالربته على القلب ليحيا...
استدارت لتواجهه حيث عيناه القريبة...القريبة جدًا
وهمسات أنفاسه الممزوجة بعطر الريحان وعبير الزهور...لم يكن الطقس باردًا ولكنها شعرت ببعض الرجفة تجتاحها...وصدره كان به دفء قريب للقلب العاشق بأضلعها...همس وكأن صوته يأتي من الأحلام :- بموت فيكي في اللحظة بعدد سنين عمري اللي فات.
رددت أسمها لا أراديـًا منها...ربما كانت تريد أن تتأكد من واقعية هذا المشهد الذي لم يأت مثله حتى بالأحلام..
ربما كان الواقع أجمل فقط ضعوا احبابنا بالقرب وخذوا الخيال وارحلوا....
تحدث بكلماتٍ كانت بحنايا قلبه نابضة بالعشق...وقالت له ما جعله مثل الأرض الذي عندما ارتوت عادت ظمأ بعد عناق الصمت لثوانِ !!
تكاد تكون لا ترى ملامحه الا قليلا ، عبق الظلام جائر حولهم !! ولكن للقلب مصابيح تبصر المآقي وضي القمر حاني على قلوب العاشقين...
كان حديث القلوب اكثر جمالا أن حديث آخر ، حديث دقات القلب تتكلم...
******
باليوم التالي....
استعدت الفتيات صباحاً للعمل....قالت حميدة لسمـا بتحذير :-
_ أي كلمة يقولهالك تضايقك سيبي الشغل وأمشي ، أنتي مش مجبورة تشتغلي هنا
قالت سما بتحدي:- انا بتمنى اصلا يعمل كده وتكون حجة وأمشي للأبد...
ظلت جميلة على صمتها حيرتها بعدما اقامت الليل كله حتى صلاة الفجر تدعو وتضرع لرب العالمين.....
تفحصت رضوى مظهرها أمام المرآة بدقة فقالت حميدة بتعجب :-
_ أنتي يابت أنتي !! دي خامس مرة تبصي في المراية !! هو انتي بتشوفي مارلين مونرو في المراية !!
قالت رضوى بسخرية :- أنا احلى !
سخرت نظرات حميدة وقالت بضحكة :- آه احلى يام لدغة ياشبر ونص مش كامل ، اقلعي شبشب ستي اللي في رجلك ده والبسي الجزمة وخلصينا !!
نفذت رضوى الأمر وهي تضحك حتى ذهبوا الفتيات للعمل....
******
**بقصر الزيان**
لسعت شمس الصباح بشرتها....بعدما مالت رويدا رويدا عليهما ، كانت تتوسد صدره على أريكة فسيحة تشبه الآسرة بجانب الزهور....كان يستخدمها أبناء أشقائها في التحدث ليلًا مع بعضهما...رفعت رأسها بابتسامة عاشقة بعدما ادركت أنهما غفيا هنا بالطابق الآخير من القصر....نظرت لوجهه مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت ملامحه مشرقة ومنعشة وتبدو أكثر شبابا بكثير من عمره الأربعيني...
تحركت جفونه بإنزعاج من أشعة الشمس فادركت "للي" ذلك ومالت رأسها على وجهه كي تحجب عنه هذا الضوء ....
أشرقت عيناه بعد قليل لترتسم الابتسامة على وجهه تلقائيًا عندما رأها....همست بنعومة:- صباح بريحة الريحان والورد
نظر لها بمشاكسة ثم نظر حوله وقال بابتسامة صادقة:-
_ حاسس أني طالع من احلامي وصحيت ، أو يمكن فعلا كنت بحلم !!
هزت رأسها بالنفي وقالت بابتسامة محبة :- لأ مكنتش بتحلم
ضمها إليه قائلا بحنان :- كنت فاكر مش هيجي احلى من شعوري يوم ما قابلتك بس الأحلى دايما بيبقى جاي وأنتي معايـا.
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها بحمرة شديدة اظهرت لون شعرها القاتم...نظر وجيه لوجهها المشرق قائلا :-
_ تحبي تكملي شهر العسل فين ؟
وضعت رأسها على صدره وأجابت :- أي مكان ، هنا أو أي مكان تاني المهم نكون سوا...
قبل رأسها بقبلة طويلة...بث فيه الأمان والدعم وأنه أصبح كل شيء.....
******
**بالمكتب***
دلف الفتيات للمكتب وتعالت بأنظارهن الترقب ، فكل واحدة منهنّ تنتظر ملاقاة نصفها الآخر اما للتحدي أو للشوق....
جلست حميدة بمكتبها كعادتها ثم دلفت كل فتاة للمكتب الخاص بهـا....
**بمكتب آسر**
دلفت سمها وهي تبتلع ريقها بصعوبة...أول خطوة في الطريق تكن الأصعب على الأطلاق...ولكن هذا ليس طريق فحسب !! ولكنه طريق شائك مليء بالأحجار الضخمة العائقة للمرور...
كانت تنتظر ربما ثورة جائعة للقتال ولكنه وجدت الفراغ !! اين هو !! هل تأخر اليوم !! كيف وهو من المفترض كان ينتظرها بشغف !! هكذا ظنت
دائمـًا يدحض ثقتها بنفسها ، يشعرها أنها ما زالت طفلة لا تفقه شيء !! جلست ببطء على المقعد المفترض أنه كان خاصا بها من قبل....اهتزت قوتها ، ثقتها ، ثباتها ، وكل ما رتبته !! أخذت نفسا طويل وعميق قبل أن تبدأ العمل الذي وكأنها تركته منذ أعوام وليس أيام !
*****
**بمكتب جاسر**
دلفت للمكتب لتجده يقف أمام النافذة شاردا للبعيد ، كأنه تائه ولا يعرف طريق العودة ! ويبدو أنه لم يشعر بوصولها...
تنحنحت قليلًا قبل أن تجلس حتى وجدته يتحرك ويلتفت...
تحاشت النظر إليـه حتى جلس أمام مكتبه ونظر إليها بعمق وصمت....تظاهرت بالثبات وهي ترفع رأسها إليه وتنظر له ولكنها تفاجئت بدوائر سوداء حول عينيه وكأنه لم ينم ليلته الفائته...ملامح عابسة ذابلة وعينان تطرفان بأطراف الأرهاق والوهن...قالت السؤال الذي برق بعقلها :-
_ شكلك ما نمتش كويس ؟!
أجاب بصوت أجش ظهر به أيضا الارهاق :- ما أنتي الراعي الراسمي للي أنا فيه!
نظرت له بضيق وقالت :- ما احنا اتخانقنا كتير !!
تنهد بعمق وقال برجاء حقيقي بعيناه :- ماتسبنيش
ازدردت ريقها المرير وقالت بتلعثم دون النظر اليه :-
_ لسه ما قررتش !!
كررها جاسر بقوة والم ينم بعينيه :- ماتسبنيش
صمتت ونظرها على حقيبتها الماكثة على قدميها فقال وهو يرجع بظهره للخلف بتنهيدة عميقة :-
_ لو يرجع الزمن لكام شهر مكنتش وافقت تشتغلي معايا
التفتت له بدهشة ، ربما كانت تنتظر شيء آخر غير هذا الحديث فنظر لها بقوة وقال بعذاب :-
_ عشان ما تذلنيش بالطريقة دي ، أنتي بتذليني بوجودك جانبي ، عارفة أنك مهمة والأهم كمان ، عارفة أنك فارقة ، انا مابقتش عارف اثبتلك أزاي أني بحبك ؟!
قالت بحدة وعصبية وهي تقف :- سهلة وبسيطة بس أنت اللي مصعبها على نفسك !! ، ماتخونيش
وقف وتحرك من مكتبها حتى وقفها أمامها وقال بتأكيد :- والله ما خونتك ، الخيانة دي لما اكون رجعت للي كنت بعرفهم بكيفي لكن دي واحدة جاتلي عشان مش عارفة توصلي وقطعت علاقتي بيها اصلًا !! ، محدش بيتغير بين يوم وليلة يا جميلة واكيد مهما قوامت هيكون جوايا حاجة بترجعني ، بس بحاول وبقاوم والله العظيم بحاول وبقاوم ولو كنت كداب مكنش الموقف اللي حصل بينا ده حصل اصلًا...
هتفت بغضب :- أنت مقدرتش تلمس شعرة مني ولو كنت عملتها يا كنت هموتك او هموت نفسي..
هز رأسه بالايجاب :- دي حقيقة ، اقلبي بقى الصفحة وخلينا نشوف حياتنا اللي جاية ، أنا من يوم فراق معرفتش اغمض ولا ارتاح دقيقة ، حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !!
انزلقت دموع عينيها حتى قالت برقة :-
_ طب احلفي انك عرفتي تنامي امبارح ؟ او حسيتي أنك مرتاحة ؟
ازدادت دموع عينيها أكثر فقال جاسر مقتربا لها :-
_ عاقبيني زي ما تحبي وبأي شكل تحبيه بس خرجي الفراق برا حساباتك لأني مش هقبله..
مسحت عينيها ثم قالت بارتباك :- طب روح ارتاح وانا هكمل شغل
ابتسم وقد اشرقت شمس عيناه الذابلة وقال بهتاف :- يعني خلاص ؟
هربت بعينيها حتى كررها جاسر برجاء فهزت رأسها بالايجاب ، هتف ببسمة واسعة :- اقسم بالله أنا بعشق أهلك واحد واحد
******
كفاية
هات البوكس يابني ولملي العيال دي
إمبراطورية الرجال
استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
نظرت لها جميلة بتيهة واجابت ببطء :- انا تعبت من التفكير والحيرة ، مابقتش عارفة اكمل ولا ابعد....أنا مش عارفة افكر !! أول مرة أحس أني مش عارفة أخد قرار في حاجة في حياتي !!
قالت رضوى وكأنها وجدت الطريق :-
_ طب بقولك ايه...صلي استخارة وطلعي صدقة لله بنية أن ربنا يبعد عنك الشر ، يعني لو جوازك منه هيبقى شر يبعدك عنه ولو خير تكملي معاه...
هزت جميلة رأسها بموافقة ثم قالت بتساءل :-
_ تفتكروا لو كملت مع جاسر هبقى مبسوطة ؟! كل ما بحاول اتخيل أني مبسوطة بلاقي دماغي راح لحته تانية...
تنهدت حميدة ببعض الحيرة :-
_ يمكن عشان خايفة ، اسمعي كلام رضوى يا جميلة ، لا انا ولا أي حد هيقدر يفيدك ، استعيني بالله وادعي على اد ما تقدري وربنا هيتقبل ومش هيسيبك...
التفتت جميلة لحميدة بعينين مليئة بالعبرات وقالت :-
_ كنت اديتله الدبلة ونهيت كل حاجة بس لبسهالي تاني لحد ما أخد قراري...أنا بحبه يا حميدة ، والحب مرايته عامية وشكلها كده هتتكسر على دماغي !!
قالت حميدة برقة :- أنتي من جواكي عايزة تكملي صح ؟
ابتلعت جميلة ريقها بألم حتى هزت رأسها ببطء دلالاة الموافقة....فقالت حميدة:-
_ طب ما تطولي الخطوبة شوية ؟!
جميلة :- اذا كان كل مشاكلنا بسبب أنه مستعجل على الجواز ومحتاجلي جانبه !! هروح أقوله نأجل ؟!
هزت حميدة رأسها بضيق ويأس ثم قالت :-
_ أنا احترت بصراحة ومش عارفة أقولك إيه ، سبيها على ربنا ومحدش عارف بكرة فيه إيه...
هتفت رضوى :- صحيح يا حميدة نسيت...هو سقراط مشي ليه وسابنا في الحفلة ؟! لما طلعت من الفيلا ما لقيتهوش!!
اجابت حميدة بتوضيح:-
_ ما تقلقيش...الدوا بتاع ستي خلص وأبويا مكنش لاقيه في أي صيدلية هنا فكلم سقراط يجيبه...
******
**بقصر الزيان**
تململت في نومها بطيف ابتسامة على ثغرهـا....يبدو أنهـا نالت قسطا من السعادة حتى في أحلامها....فتحي "للي" عينيها بجفون ثقيلة في اضاءة الغرفة الساحرة...كأن المصابيح الصغيرة في الزوايا هي نجوم السماء بمؤق الليل...
والهواء يُمايل الستائر الحريرية للنافذة.....استنشقت هواء جديد بملأ رئتيها...تأخذ ما تستطع نيله من تلك الأيام المبتسمة بجانبه..
تمر بنا الصعــاب ربما...
تأخذ منا بعض الهدوء انما.....
يبقى الحب دائمـًا هو حياة القلوب.....
اضاءت المصباح الكهربائي بجانبها ثم اعتدلت قليلًا متكأة على مرفقها الأيمن وشعرها يتدلى على كتفيها بنعومة...
ابتسمت بحنان عندما لاحظت ملامحه الهادئة في غفوة تبدو عميقة....وملامح وجهه تحديدا المنحوته كلوحة لتمثال أغريقي لأحد الأساطير القديمة....ربما لأسطورة عاشق لأنه يليق به أن يرق بعد الهيبة....هكذا يجب أن يكون الرجل العاشق...كثيرا من الهيبة وكثيرا من العشق وقليلًا من القسوة...
تعترف أنه بعالمها اجمل الأقدار ، وبعينيه أجمل ما قيل في الحب...اشتاقت يدها أن تمر على رأسه برفق...وتثير رائحة عطره الذكية التي أثارت أنفاسها....
قبلته قبلة سريعة ثم نهضت متوجهة لحمام الغرفة وبيدها الطبقة الحريرية من روبها الروزي...
خرجت بعد دقائق وشعرها يقطر ماء من أطرافه ، أقترب للمرآة ونثرت العطر الخاص به وهي تبتسم ...ثم سحبت المنشفة من ظهر مقعد المرآة بهدوء ثم وقفت تجفف شعرها برفق حتى تفاجئت وهي تبعد المنشفة عن وجهها بوقفوهه مبتسما بمكر أمامها...قال وهو يقترب اليها بنظر خبيثة :-
_ بتستعملي البرفيوم بتاعي ليه ؟! مش عندك برفيوم كتير ؟!
كتمت ضحكتها وتظاهرت بالثبات قائلة بتحدي :-
_ وهسرح شعري بالمشط بتاعك كمان...هتعترض؟!
جذبها الى صدره قائلا بهمس :- طماعة !! ممكن اطلب منك طلب؟
رفعت حاجبيها بتعجب ثم اطلقت ضحكة عالية وقالت :-
_ يا سلام على الديمقراطية !! وبتستأذني كمان..عجبًا !!
اتسعت ابتسامته وقال :- هعتبرك بنوتي وهسرحلك شعرك ، خصوصا أني بعشقه
هزت رأسه برفض وابتعدت وهي تصيح بضحكة :- مستحيل ولا يمكن ، انا مابحبش حد يسرحلي شعري ، حتى ماما مكنتش بخليها تسرحهولي...
قال بضحكة :- انا مش ماما يا حبيبتي ، انا جوزك !! ، يعني تسمعي كلامي ، تعالي هنا يا للي !!
شعرت بنوبة غريبة من الضحك وصاحت :- لأ يعني لأ ، مش جاية
نظر لها بهدوء لدقيقة حتى زادت نوبة ضحكتها أكثر ليسرع اليها فجأة ولكنها تكهنت بأنقضاضه وخرجت من الغرفة....
أشار لها بتحذير كي تعود :-
_ الخدم هيسمعوا صوتك اعقلي احسنلك !!
قالت وهي تشير له بتحذير :- مش هتسرحلي شعري ، قول أنك مش هتسرحلي شعري !
تمتم بخفوت وهو يكتم ضحكته ثم اشار لكي تخفض صوتها :-
_ وطي صوتك يا مجنونة !! هيبة السنين دي كلها هضيع بسببك !!
هزت كتفيها بتمايل وقالت بضحكة :- اوعدني الأول
قال بتعجب :- فيها ايه يعني ؟!
انكمشت ملامحها وقالت بتذمر :- بصراحة...بغير ، كأن حد بيزغزغني
ركضت ضاحكة من أمامه كالطفلة حتى صعدت الدرج للطابق الآخير وركض خلفها بضحكة جاهد كي يكتمها....
******
صعدت بالطابق الآخير...الذي كان يعلو السماء مباشرةً....والأسوار حولها تغطى بالزهور الربيعية....الهواء منعش للأنفاس حد الأرتواء وطيب الراحة....
زهور الريحان يأتي ريحقها من القريب...من يمناها تحديدًا بينما الزهور الجورية بالاتجاه الآخر...وقمر الليل عاليًا بينما قمر عمرها أتى وحاوط خصرها بقوة...قوة محببة قسوتها حانية...كالربته على القلب ليحيا...
استدارت لتواجهه حيث عيناه القريبة...القريبة جدًا
وهمسات أنفاسه الممزوجة بعطر الريحان وعبير الزهور...لم يكن الطقس باردًا ولكنها شعرت ببعض الرجفة تجتاحها...وصدره كان به دفء قريب للقلب العاشق بأضلعها...همس وكأن صوته يأتي من الأحلام :- بموت فيكي في اللحظة بعدد سنين عمري اللي فات.
رددت أسمها لا أراديـًا منها...ربما كانت تريد أن تتأكد من واقعية هذا المشهد الذي لم يأت مثله حتى بالأحلام..
ربما كان الواقع أجمل فقط ضعوا احبابنا بالقرب وخذوا الخيال وارحلوا....
تحدث بكلماتٍ كانت بحنايا قلبه نابضة بالعشق...وقالت له ما جعله مثل الأرض الذي عندما ارتوت عادت ظمأ بعد عناق الصمت لثوانِ !!
تكاد تكون لا ترى ملامحه الا قليلا ، عبق الظلام جائر حولهم !! ولكن للقلب مصابيح تبصر المآقي وضي القمر حاني على قلوب العاشقين...
كان حديث القلوب اكثر جمالا أن حديث آخر ، حديث دقات القلب تتكلم...
******
باليوم التالي....
استعدت الفتيات صباحاً للعمل....قالت حميدة لسمـا بتحذير :-
_ أي كلمة يقولهالك تضايقك سيبي الشغل وأمشي ، أنتي مش مجبورة تشتغلي هنا
قالت سما بتحدي:- انا بتمنى اصلا يعمل كده وتكون حجة وأمشي للأبد...
ظلت جميلة على صمتها حيرتها بعدما اقامت الليل كله حتى صلاة الفجر تدعو وتضرع لرب العالمين.....
تفحصت رضوى مظهرها أمام المرآة بدقة فقالت حميدة بتعجب :-
_ أنتي يابت أنتي !! دي خامس مرة تبصي في المراية !! هو انتي بتشوفي مارلين مونرو في المراية !!
قالت رضوى بسخرية :- أنا احلى !
سخرت نظرات حميدة وقالت بضحكة :- آه احلى يام لدغة ياشبر ونص مش كامل ، اقلعي شبشب ستي اللي في رجلك ده والبسي الجزمة وخلصينا !!
نفذت رضوى الأمر وهي تضحك حتى ذهبوا الفتيات للعمل....
******
**بقصر الزيان**
لسعت شمس الصباح بشرتها....بعدما مالت رويدا رويدا عليهما ، كانت تتوسد صدره على أريكة فسيحة تشبه الآسرة بجانب الزهور....كان يستخدمها أبناء أشقائها في التحدث ليلًا مع بعضهما...رفعت رأسها بابتسامة عاشقة بعدما ادركت أنهما غفيا هنا بالطابق الآخير من القصر....نظرت لوجهه مرة أخرى ولكن هذه المرة كانت ملامحه مشرقة ومنعشة وتبدو أكثر شبابا بكثير من عمره الأربعيني...
تحركت جفونه بإنزعاج من أشعة الشمس فادركت "للي" ذلك ومالت رأسها على وجهه كي تحجب عنه هذا الضوء ....
أشرقت عيناه بعد قليل لترتسم الابتسامة على وجهه تلقائيًا عندما رأها....همست بنعومة:- صباح بريحة الريحان والورد
نظر لها بمشاكسة ثم نظر حوله وقال بابتسامة صادقة:-
_ حاسس أني طالع من احلامي وصحيت ، أو يمكن فعلا كنت بحلم !!
هزت رأسها بالنفي وقالت بابتسامة محبة :- لأ مكنتش بتحلم
ضمها إليه قائلا بحنان :- كنت فاكر مش هيجي احلى من شعوري يوم ما قابلتك بس الأحلى دايما بيبقى جاي وأنتي معايـا.
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها بحمرة شديدة اظهرت لون شعرها القاتم...نظر وجيه لوجهها المشرق قائلا :-
_ تحبي تكملي شهر العسل فين ؟
وضعت رأسها على صدره وأجابت :- أي مكان ، هنا أو أي مكان تاني المهم نكون سوا...
قبل رأسها بقبلة طويلة...بث فيه الأمان والدعم وأنه أصبح كل شيء.....
******
**بالمكتب***
دلف الفتيات للمكتب وتعالت بأنظارهن الترقب ، فكل واحدة منهنّ تنتظر ملاقاة نصفها الآخر اما للتحدي أو للشوق....
جلست حميدة بمكتبها كعادتها ثم دلفت كل فتاة للمكتب الخاص بهـا....
**بمكتب آسر**
دلفت سمها وهي تبتلع ريقها بصعوبة...أول خطوة في الطريق تكن الأصعب على الأطلاق...ولكن هذا ليس طريق فحسب !! ولكنه طريق شائك مليء بالأحجار الضخمة العائقة للمرور...
كانت تنتظر ربما ثورة جائعة للقتال ولكنه وجدت الفراغ !! اين هو !! هل تأخر اليوم !! كيف وهو من المفترض كان ينتظرها بشغف !! هكذا ظنت
دائمـًا يدحض ثقتها بنفسها ، يشعرها أنها ما زالت طفلة لا تفقه شيء !! جلست ببطء على المقعد المفترض أنه كان خاصا بها من قبل....اهتزت قوتها ، ثقتها ، ثباتها ، وكل ما رتبته !! أخذت نفسا طويل وعميق قبل أن تبدأ العمل الذي وكأنها تركته منذ أعوام وليس أيام !
*****
**بمكتب جاسر**
دلفت للمكتب لتجده يقف أمام النافذة شاردا للبعيد ، كأنه تائه ولا يعرف طريق العودة ! ويبدو أنه لم يشعر بوصولها...
تنحنحت قليلًا قبل أن تجلس حتى وجدته يتحرك ويلتفت...
تحاشت النظر إليـه حتى جلس أمام مكتبه ونظر إليها بعمق وصمت....تظاهرت بالثبات وهي ترفع رأسها إليه وتنظر له ولكنها تفاجئت بدوائر سوداء حول عينيه وكأنه لم ينم ليلته الفائته...ملامح عابسة ذابلة وعينان تطرفان بأطراف الأرهاق والوهن...قالت السؤال الذي برق بعقلها :-
_ شكلك ما نمتش كويس ؟!
أجاب بصوت أجش ظهر به أيضا الارهاق :- ما أنتي الراعي الراسمي للي أنا فيه!
نظرت له بضيق وقالت :- ما احنا اتخانقنا كتير !!
تنهد بعمق وقال برجاء حقيقي بعيناه :- ماتسبنيش
ازدردت ريقها المرير وقالت بتلعثم دون النظر اليه :-
_ لسه ما قررتش !!
كررها جاسر بقوة والم ينم بعينيه :- ماتسبنيش
صمتت ونظرها على حقيبتها الماكثة على قدميها فقال وهو يرجع بظهره للخلف بتنهيدة عميقة :-
_ لو يرجع الزمن لكام شهر مكنتش وافقت تشتغلي معايا
التفتت له بدهشة ، ربما كانت تنتظر شيء آخر غير هذا الحديث فنظر لها بقوة وقال بعذاب :-
_ عشان ما تذلنيش بالطريقة دي ، أنتي بتذليني بوجودك جانبي ، عارفة أنك مهمة والأهم كمان ، عارفة أنك فارقة ، انا مابقتش عارف اثبتلك أزاي أني بحبك ؟!
قالت بحدة وعصبية وهي تقف :- سهلة وبسيطة بس أنت اللي مصعبها على نفسك !! ، ماتخونيش
وقف وتحرك من مكتبها حتى وقفها أمامها وقال بتأكيد :- والله ما خونتك ، الخيانة دي لما اكون رجعت للي كنت بعرفهم بكيفي لكن دي واحدة جاتلي عشان مش عارفة توصلي وقطعت علاقتي بيها اصلًا !! ، محدش بيتغير بين يوم وليلة يا جميلة واكيد مهما قوامت هيكون جوايا حاجة بترجعني ، بس بحاول وبقاوم والله العظيم بحاول وبقاوم ولو كنت كداب مكنش الموقف اللي حصل بينا ده حصل اصلًا...
هتفت بغضب :- أنت مقدرتش تلمس شعرة مني ولو كنت عملتها يا كنت هموتك او هموت نفسي..
هز رأسه بالايجاب :- دي حقيقة ، اقلبي بقى الصفحة وخلينا نشوف حياتنا اللي جاية ، أنا من يوم فراق معرفتش اغمض ولا ارتاح دقيقة ، حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !!
انزلقت دموع عينيها حتى قالت برقة :-
_ طب احلفي انك عرفتي تنامي امبارح ؟ او حسيتي أنك مرتاحة ؟
ازدادت دموع عينيها أكثر فقال جاسر مقتربا لها :-
_ عاقبيني زي ما تحبي وبأي شكل تحبيه بس خرجي الفراق برا حساباتك لأني مش هقبله..
مسحت عينيها ثم قالت بارتباك :- طب روح ارتاح وانا هكمل شغل
ابتسم وقد اشرقت شمس عيناه الذابلة وقال بهتاف :- يعني خلاص ؟
هربت بعينيها حتى كررها جاسر برجاء فهزت رأسها بالايجاب ، هتف ببسمة واسعة :- اقسم بالله أنا بعشق أهلك واحد واحد
******
كفاية
هات البوكس يابني ولملي العيال دي
هربت بعينيها حتى كررها جاسر برجاء فهزت رأسها بالايجاب ، هتف ببسمة واسعة :- اقسم بالله أنا بعشق أهلك واحد واحد..
تسحبت الابتسامة إلى شفتيها ببطء من أشراقة شفتيه بابتسامة واسعة بعدما كانت ذابلة حزينة...قالت وقد تحكمت بسعادة خفية طافت بعودتها إليـه :-
_ روح ارتاح زي ما قولتلك ، شكلك مرهق
تنهد براحة تامة..بسعادة مفرطة ، بلون زاهي للحياة أمام عينيه ، وأنها أصبحت تدعم ، وتمد يديها لعونه ، تخشى الفراق مثلها مثله...قال بابتسامة ونظرة تنبض بالعشق :-
_ انا كده ارتحت...الحمد لله
قالت بابتسامة :- للدرجادي وجودي مهم في حياتك ؟
لماذا دائمًا المرأة رغم أنها تعرف الأجابة تصر على السؤال ؟!
تصر أنها تعرف حقيقة هي على علم بها مسبقاً !!
ربما لأن الأهم من الأجابة هو الثبات عليها...ولأنها تختبر أن كان لا زال العهد باقِ أم تخلل الأنشقاق ؟
أجاب بصدق :- أنتي وجودك بقى بالنسبالي زي الهوا اللي بتنفسه ، بقيتي آخر أمل ليـا ، يمكن مش صح أننا نزرع كل أمانينا في شخص بنحبه ونخليه روح أي ضحكة وابتسامة بنحس بيها.....بس مين فينـا بيختار اتجاه دقات قلبه ؟! مين بيختار روحه ؟!
قلوبنا بتسلم للحبايب كل شيء حتى الآمان والخوف...انا من غيرك بحس أني خايف مش هنكر..
جميلة بارتباك وبسمة خفية :- خايف !!
اكد جاسر بنظرة عينيه قبل أن ينطقها :-
_ اكيد خايف ، أنا عايز أتوب ،وابقى محترم وكويس ، عايز لما اسمع كلمة الموت ما احسش أني مرعوب من كل حاجة غلط عملتها ، عايز ما اكرهش نفسي اكتر من كده...يمكن قبل ما أحبك حبيت فيكي الدنيـا اللي اتمنيتها في أشد لحظة ضعف مرت عليـا ، دايمـًا كنت بحس أني نفسي ابكي بس كنت بستضعف نفسي وأقول لأ اجمد...البكا مش للرجالة..
بس عرفت أن البكا وقت التوبة قوة ، قوة نفسي الاقيها..
انا بدور على نفسي من زمان أوي...
رق قلبه إليـه ، تبدو نظرته صادقة ، ونبرته صادقة ، ودمعة جاهد كي يخفيها حتى هذا الجهاد يظهر بعينيه لا ريب فيه..
قالت برقة :- يبقى خليني ادور معاك على نفسك ، يمكن نلاقيها مين عارف !
اجاب مبتسما بمحبة:- لقيتها لما لقيتك ، كل اللي بطلبه منك تفضلي جانبي ، ماتسبنيش لشيطاني ، خليكي القوة اللي ما بتخلنيش انحني...
اشتد ارتباكها ثم تظاهرت بالثبات تحت نظرات عينيه الدافئة وقالت :- احنا كده هننسى الشغل !! ، ارتاح النهاردة وأنا هخلص الشغل بدالك ونبدأ من بكرة مع بعض..
صحح جاسر بنظرة عذبة:- لأ...هنبدأ من النهاردة مع بعض ، ولآخر عمري يا أحلى ما في عمري..
*****
**بمكتب رعد** بقلم رحاب إبراهيم
كانت تتحاشى النظر إليـه بينما كان يرمقها بابتسامة واسعة بين الحين والآخر....
نهض من مكانـه حتى خطا إليـها وقال :-
_ عندي تصوير النهاردة وهمشي بعد ساعتين
رفعت رأسها إليـه بضيق فاتسعت ابتسامة بمكر واستطرد:-
_ زعلانة...باين عليكي زعلتي !!
هزت كتفيها بضيق والتوت شفتيها بمقت وقالت متظاهرة بالامبالاة :- وهزعل ليه يعني ؟! ده شغلك !!
سحب مقعد وجلس قبالتها ممددا ساقيه بثقة وقال :-
_ طب احلفي انك مش زعلانة اني همشي
اجابت بغيظ :- سيبني اشتغل !
ضحك بمرح ثم اضاف :- طب أنا مش هكدب عليكي ، انا فعلًا همشي بعد ساعتين بس مش عشان التصوير
ضيقت عينيه بتعجب وحيرة :- اومال عشان إيـه؟!
اجاب مترقبـًا رد فعلها :- برتب كل اللي هنحتاجه في الرحلة ، مش قدامي غير شهر
فغرت فاها !! فأشتدت تسلية عينيه ومكرها فقالت بذهول :- هنحتاجه !! تقصد أنت ومين ؟!
ظل صامتا لدقيقة وهو ينظر لها بابتسامة ماكرة ثم أجاب ببساطة :- أنا وأنتي طبعاً ، بجهزلك شوية حاجات كده على ذوقي متأكد انهم هيعجبوكي...بتحبي اللون الفيروزي ؟
اتسعت عين رضوى وارتجف جسدها فجأة حتى سقطت الملفات الورقية من يديها بالخطأ...هبت واقفة وهي ترتجف تقريبًا ولكنها تظاهرت بالضد وهتفت به بعصبية :-
_ وأنت كنت خدت موافقتي عشان تقول كده ؟! ده أنت لسه قايلي امبارح ؟!
نهض من مقعده بهدوء فقد توقع ثورتها ، وقف أمامها بابتسامة صادقة وقال :-
_ في حاجة جوايا بتقولي وبتأكدلي أنك موافقة بس خايفة ، خوفك ده على فكرة هيستمر ومش هتعرفي تاخدي قرار وهافضلي في الحيرة دي ما بين اللي انتي عايزاه وبين شيء أنا مش عارف اوصله...أنتي خايفة بس مش عارف أن كنتي خايفة مني أو خايفة من حاجة تانية..
ادمعت عينيها فجأة !! كرهت أن تكن أمامه عارية التفكير هكذا !! حتى قال برقة وصوت أقرب للهمس :-
_ رضوى ما تعيطيش...حيرتك مش هتعرفي تخرجي منها وانا مش هفضل واقف بتفرجي عليكي وأنتي كده ، انا نيتي كلها خير من ناحيتك ولو جوايا ولو ١٪ شر ليكي اتمنى ما تكونيش من نصيبي لأنك تستاهلي كل خير....
شوفت في عنيكي فرحة مدارية لما طلبت ايدك ، فرحة خايفة تنتهي !! أو خايفة تصدق نفسها !
كل حيرتك وراها خوف ، وقلق ، يبقى أنا هاخد الخطوة دي عنك كمان...
قالت بتردد وتلعثم وهي تتحاشى النظر اليه :-
_ خطوة ايه ؟!
همس بنبرة ماكرة :- هخطفك
نظرت اليه بصدمة حتى ابتسم بمكر وتابع :- هخطفك من خوفك ، ومن حياتك لعمري...هخطفك لسنتوريني
******
راقبها يوسف باهتمام حتى انتهت حميدة من العمل على الحاسوب...قال بتساءل :-
_ قريتي الأجندة ؟ اوعي تقولي أنك مش قريتي منها حاجة لسه ؟!
قالت بمراوغة كي تستفزه :- لسه
زم شفتيه بغيظ ثم نهض من مقعده لأريكة من الجلد الأسود المخصص للمكاتب وعلى بُعد عدة خطوات من مكتبها...اعلن غضبه وضيقه بهذه اللافته فتركته بابتسامة حتى تنهي الاوراق بيدها....
مر ما يقرب من خمسة عشر دقيقة قد انهت بهم كافة الأوراق ثم رفعت رأسها لتكتشف أنه سبح في غفوة والقى رأسه جانبـًا على المقعد...نهضت من مقعدها واقتربت إليه لتوقظه...شعرت ببعض الخجل وهي تقترب إليه ريثما أنه يملأ الاريكة بجسده الطويل....اقتربت خطوة واحدة ثم بدأت توقظه بهزة من يدها حتى فتح عينيه بعد قليل بابتسامة رقيقة ....تساءلت بضحكة :-
_ في حد بينام في الشغل كده يا كسول ؟!
فرد ذراعيه بكسل وقال :- معلش أصل فضلت سهران امبارح كتير مستني جاسر وآسر على ما وصلوا البيت متأخر...كنت قلقان عليهم..
قالت بمرح :- فكرت زعلان مني !
نهض وهو يبتسم وأجاب :- طب ما أنا زعلان منك !! حلمت بيكي وكنت زعلان ورغم أن انتي اللي غلطانة بس صالحتك ، حلم قمر
نظرت له بغيظ وفهمت ما يرمي اليه فعادت لمكتبها بتعابير جدية وقالت :- فوق كده عشان ورانا شغل كتير
قال يوسف بمكر :- شوفت ابتسامتك يا خبيثة !
اتسعت ابتسامتها رغما وقالت مجددا :-
_ والله أنت اللي طلعت خبيث وشكلي اتخميت فيك !!
يوسف بضحكة :- حظك بقى
******
ظلت تنتظر ظهوره...بلحظة تيأس ،وبلحظة تحمد غيابه ،ولحظة أخرى تشتاق لرؤيته !! وبخت نفسها على تراجع مشاعرها وجهم وجهها بإستياء حتى فتح باب المكتب....
انتفض قلبها وهي جالسة وكافحت حتى لا تنظر اليه ، ربما تريد ولكن بها شيء من الخوف من مواجهته...
اغلق الباب مثلما فتحه..واقترب من مكتبه ولكنه وقف بمنتصف الطريق فجأة...
ازدردت ريقها بقوة وتحاشت حتى الالتفات وتعالت دقات قلبها عندما شعرت باقتراب خطواته إليـها !!
ميل خطواته ميّل على قلبها التروي في الهروب من أمامه الآن ، لربما قال شيء...
وقف أمامها وهي تخفض رأسها على الأوراق...كانت ترى فقط قدميه بحذائه الأسود اللامع...
اخذت الخطوة الجريئة ورفعت رأسها إليـه بتحدي حتى رأت عينيه التي غلب على لونها الصافي بعض الأحمرار !! كأنه كان يبكي !! قال بشيء من الألم ظهر بصوته :-
_ انا لغيت الاجتماع الخاص بالمهندسين النهاردة عشان اتكلم معاكي شوية...
نظرت له بصمت...وحيرة ، وشيء يرفض بشدة الاستماع اليه ، ربما كان الكبرياء ، ليس بعد أن كسر شيء من الثقة به يعود ويتحدث هكذا !!
قالت بتساءل :- تتكلم في إيه ؟! اظن مافيش بينا كلام !!
اجابتها ارهقت عزيمته وبعض القوة المتبقية بداخله ، اعجفت نبعا من إرادة المصارحة والأعتراف التي انبثقت بداخله..
قال ويبدو عليها الأرهاق الشديد :- لأ...في بينا كلام كتير لازم يتقال...
قالت بحدة :- عايز تقول أيه ؟!
نظر لها بيأس وقال :- هتكلم لو مستعدة تسمعيني
ابتلعت ريقها بارتباك وعزمت على الصمت بينما قلبها بأمس الحاجة للاستماع...قال عندما شاهد ترددها في الأجابة :-
_ ماتسبيش الشغل ، أصبري عليا شوية يا سما
قال جملته الأخيرة بشيء من الرجاء جعلها تنظر اليه بحيرة بينما فتح باب المكتب فجأة وظهر خالد !!
دلف ناظرا لهما بتعجب حتى قال لآسر الذي تحولت نظرته للغضب والشراسة :-
_ هعديلك مكالمة التليفون اللي زعقتلي فيها امبارح بليل ، قولي بقى ايه اللي قولته ده على آنسة سما ؟!
ضيقت سما عينيها بدهشة حتى قالت :- قال عليا ايه ؟!
مط خالد شفتيه بسخرية ثم قال قال :- قال أنك ما بتفهميش في الشغل ومش هتنفعي في الشركة معايا..جيت افهم منه الموضوع قبل ما اروح الشغل..
ابتلع آسر سيل من الشتائم كاد أن يدفعها بوجه خالد فقال :- شغل المقاولات غير الاستيراد والتصدير وطبيعي ما تفهمهوش !!
تطلعت به بعصبية ثم قالت :- سيبني أجرب يمكن اخلف ظنونك فيـا
شاركها خالد في الرأي وقال :- ده رأيي برضو ، عموما في أي وقت تقدري تجيلي ومعاكي اوراقك ، لو حبيتي تشتغلي من النهاردة مافيش مانع...
قالت سما ولم تبتعد نظرتها عن آسر :- في خلال أسبوع هكون في شركة الزيان ،وجودي هنا مؤقت
التهبت نظرة آسر بغضب ناري وهتف بخالد :- أنت جاي ليه دلوقتي ؟!
خالد بتعجب :- دي غلطتي يعني أني جيت أفهم منك زعلان مني ليه ؟! عموما انا استاهل اللي يجرالي أني جيتلك وبالنسبة لآنسة سما فأنا مستنيها وكلامك مش فارق معايا...سلام.
خرج خالد من المكتب حتى قالت سما بسخرية يشوبها العصبية :-
_ ياترى قلت عليا ايه تاني ؟!
تنهد آسر بضيق شديد ثم اجاب بألم :-
_ ماتفهمنيش غلط ، أنا خايف عليكي منه ، ومن نفسك ، انتي بتتحديني بس اخترتي الطريق الغلط وبتمشي فيه ، أنتي بالذات ماينفعش تشتغلي مع حد زي خالد...
هتفت بغضب :- انت فاكرني ايه ؟! لعبة ؟! طفلة ؟! غبية ؟!
لا انت ولا هو ولا أي حد يعرف يضحك عليا ، ما تتكلمش بالطريقة احسن اصدق فعلا أنك خايف عليا !!
قال بصدق :- نفسي تصدقي !! الكلام مخنوق جوايا ومش عارف اقوله ، وأنتي بتضيعي نفسك ومش حاسة
سما بسخرية:- لما تبقى تلاقي كلام تقوله ابقى كلمني غير كده مش هسمع حاجة...النهاردة اعتبرها بداية النهاية ، آخر أيام ليا هنا وصدقني بعدهم باليوم عشان أمشي من هنا ، أنا كرهت____
قاطعها بشراسة وأصبحت عينيه كالجحيم :-
_ بطلي الكلمة دي بقى !! مابحبش اسمعها !!
هتفت :- عشان قولتهالك امبارح ! اظن ما توقعتش أقولك أني بكرهك !!
قال بألم عصف بعينيه :- مستحيل تكرهيني
استفزها ثقته بها فهتفت :- لأ بكرهك
صاح بعنف :- كدابة ، أنتي بتكدبي وبتقولي كده عشان خطبت واحدة تانية بس أنتي بتحبيني ، أيوة بتحبيني أنا وعمرك ما هتحبي حد غيري ولا هتعرفي...
نظرت له بذهول...كان وقحا ،سخيفا ، مريبـًا ، لدرجة الغموض !!
طافت على وجنتيها الدموع وقالت :-
_ أنت مش طبيعي !! اكيد أنت مريض نفسي ؟!
لو تعرف انا شيفاك أزاي هتحتقر نفسك !! أنت ما تتحبش اصلًا ، لو كان جوايا لمحة اعجاب حتى فأختفت !!
خرجت من المكتب وهي تكتم فمها من البكاء حتى ظهر على ملامحه الألم والحزن الشديد فلولا مجيء خالد ربما كان أعترف ، أو اقلًا استطاع أن ينبهها بأن هناك مملكة عشق بقلبه تنتظرها...
******
**بقصر الزيان **
بشرفة غرفتهما الخاصة...نهضت للي من مقعدها بعد تناول طعام الفطار بالشرفة مع زوجها "وجيه" جذبها من يدها بعدما نهض حتى لا تبتعد عنه....قال بابتسامة ماكرة :-
_ رايحة فين ؟!
كم تحب منه هذه الطريقة في قربها ، أجابت بابتسامة:-
_ هحضر الشنط عشان السفر بكرة
قربها اليه أكثر وهمس :- مش مهم الشنط دلوقتي ، خليكي جانبي على اد ما تقدري...فاضلي ايام بسيطة وهرجع الشغل وهفضل ساعات كتير على ما ارجع وأشوفك...
قالت بمشاكسة :- هتصل بيك وأنت في الشغل
اجاب مبتسما :- مش كفاية !!
قالت :- طب ايه رأيك أشتغل معاك ؟
اتسعت ابتسامته وأجاب :- شغلي ما يناسبش واحدة زيك !
قالت بغيظ :- تقصد ايه بقى ؟!!
أجاب ماكرا :- طب ينفع حد في رقتك يفضل طول اليوم بين حسابات وأوراق وملفات وموظفين وعصبية !!
هزت رأسها نفيا وظهرت ابتسامتها مجددا....
قال متابعا :- تعرفي أحلى حاجة في الجواز إيه ؟
أن شريك الحياة يبقى نصك التاني..توأم روحك ، مش كل شريك بيبقى كده...بس أنا محظوظ ، حتى في وحدتي كنت محظوظ
تعجبت وقالت :- حتى في وحدتك !!
اكد وأضاف :- بالضبط...انا انسان مايعرفش يعيش مع حد لمجرد الونس ، أو عشان ارتباط مافيهوش روح ، ورغم كل اللي قابلوني في طريقي ، مافيش واحدة قدرت تخليني أخد قرار الجواز غيرك ، حتى في خطوبتي الوحيدة...صدقيني مكنتش متحمس للجواز...
عشان كده الوحدة بالنسبالي كانت ارحم من علاقة باهته ، انسانة معرفش أقولها بحبك من غير ما تسألني...مافيش راجل مش رومانسي ، بس في راجل اختار غلط ، وراجل مش عارف يحب اللي معاه ، وراجل استعجل وخد حاجة مش عارف يحسها...
بس يوم ما بيختار صح بيبقى كأنه روميو زمانه...
قالت بمكر :- وأنت اخترت صح ؟
ابتسم بخبث وهو يضمها بقوة وهمس :- أنا ما اخترتش صح بس ، أنا اخترت روحي اللي كانت تايهة مني...
*******
استوب بقى
الفصل ده خلص والحمد لله وضحت كل شخصية....الفصل الجاي هنبل الشربات ونشوف كل كابل هيحل مشكلته أزاي ؟
وعمو وجيه ده مش عايزة أشوفه تاني لآخر الرواية اذ امكن يعني عشان مرارتي
الاكثر قراءة :
موعد البارت الجديد الساعة ( 2 م ) يوميا ان شاء الله
هنا تنتهى احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل السادس والثلاثون ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل السابع والثلاثون أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية امبراطورية الرجال ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .