رواية امبراطورية الرجال الفصل الواحد والاربعون بقلم رحاب ابراهيم

نقدم اليوم احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل الواحد والاربعون من روايات رحاب ابراهيم  . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، والتى نالت اعجاباً شديداً بين القراء سواء واتباد أو فيس بوك  . نرحب بكم فى موقع مجنونة  عشاق روايات موقعنا ، هنا سوف تجد كل رواياتك : روايات رومانسية ، روايات رومانسية مصرية ، قصص عشق ، قصص قصيرة ، قصص حب ، روايات pdf ، روايات واتباد ، قصص رعب ، روايات رومانسية كوميدية .


رواية امبراطورية الرجال الفصل 41 بقلم رحاب ابراهيم

 امبراطورية الرجال الفصل الواحد والاربعون

تعد رواية امبراطورية الرجال  واحدة من اجمل روايات رومانسية  والتى نالت شهرة كبيرة على صفحتنا على الفيس بوك وعلى الموقع وهى من روايات رحاب ابراهيم  ، نتمنى لكم قراءة ممتعة ، كما يمكنكم تنزيل رواية امبراطورية الرجال pdf كاملة  من خلال موقعنا .

يمكنكم قراءة احداث رواية امبراطورية الرجال كاملة بقلم رحاب ابراهيم  من خلال موقعكم مجنونة رواية من خلال اللينك السابق ....

روايه امبراطورية الرجال الفصل 41

الفصل الواحد والاربعون

امبراطورية الرجال

ستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

بعدما انتهى الحديث بين العم "وجيه" وأبناء أشقائه انسحب آسر سريعا إلى غرفته...نظر الشباب الثلاث لبعضهم البعض بحيرة وتعجب من أمره وقرروا التحدث معه....

**بغرفة آسر بالقصر**
وقف الشباب الثلاث ينظرون إليه بنظرات حائرة منها وغامضة...قال جاسر بحدة :-
_أفهم بقى..أنت بالذات كنت اكتر واحد رافض اننا نرجع القصر قبل ما نثبت نجاحنا لعمي وجيه ، اظن احنا ما نجحناش كفاية عشان توافق بالسهولة دي نرجع !

تبعه يوسف قائلًا بحيرة :- انت صدمتني بموافقتك !!
التزم رعد الصمت ريثما عندما لاحظ كم الألم النفسي بتعابير آسر والألم المتسارع بعينيه....أشفق على حالته ولم يشارك البقية في العتاب....

قال آسر متلعثما ويحاول إيجاد مبرر :- انا شايف أننا بالفعل نجحنا في شغلنا وحققنا اللي نفسنا نحققه عشان نثبت لعمي أننا اد المسؤولية...وبعدين انا ما شوفتش حد فيكم اعترض يعني !
اقترب جاسر إليـه بنظرة منفعلة حتى ظن رعد أوه سيتشاجر معه وقال :-
_ سيبه يا جاسر ، وكويس اننا رجعنا القصر ،ما تنساش اللي حاول يأذينا في الاساس يقصد عمي وجيه ، يعني عمي هو اللي في خطر مش احنا

التفت جاسر وقال بعصبية :- ده اللي خلاني سكت ووافقت ، وكمان لنا لقيتكم سكتوا ومحدش اعترض...آسر راجع الشركة لسبب وأنا عارفه
رعد بحدة :- جـــاسر !! الموضوع ده يخصه لوحده
هتف جاسر بهم جميعا بعصبية وقال :-
_ بقولكوا ايه ، انا الكبير فيكم ولما اتكلم تسكتوا ، أنا سيبت آسر وما اعترضتش على أي تصرف شوفته غلط لكن كفاية لحد كده ولازم يفوق...
تابع بضيق موجها الحديث لرعد :-
_ أنت عارف كل حاجة ومش بتتكلم معاه ،فاكر انك لما تسيبه هيحل مشاكله بنفسه بس واضح أنه بيعقد الدنيا اكتر....
قال يوسف بقوة:-
_ ايوة...انا موافقك يا جاسر ، لازم آسر يبدأ يفكر في اللي عايزه ويفكر في حياته قبل ما تضيع منه
تطلع جاسر بحدة ناحية آسر الذي امتقع وجهه بألم وهتف :-
_ أنت رايح الشركة عشانها ، مجرد ما عمي قال ارجعوا وافقت في ثانية !! نسيت كلامك ومبادئك وكرامتك عشان تبقى قريب منها ولسه مش عايز تعترف أنك بتحبها !!
أجاب آسر ونظراته باتجاه آخر...نظرات تهرب من الحقيقة :-
_ أنا قلت وافقت ليه ، مش عايز تخمينات ملهاش أي معنى...ماتنساش أني انا اللي مشيتها !
جاسر بسخرية :- تعرف أنت هتفوق أمتى ؟ لما تلاقيها بتتزف على واحد تاني وساعتها هتعرف انك كنت غبي ، أنا زعلان عليك يا آسر ، الحاجة الوحيدة اللي حسيت أنها ممكن تخرجك من اللي أنت حابس نفسك فيه ضيعتها بإيدك...
احتدت نظرة آسر بشرر عنيف من مجرد التخيل ! فكيف إذا الأمر أصبح حقيقة!! كيف لو اقترن أسمها باسم رجل آخر....
الحب دائمـًا يأتي معبأ بالعثرات....ربما يأتي بالوقت الخطأ ، أو مع الاشخاص الخطأ ، أو مع ظروف قاسية تمر بسحابة معتمة فتربك استقراره وتعكر صفائه...وربما يأتي وكل شيء صحيح سوانا !!
قال رعد برفق :-
_ على فكرة يا آسر...قرارك برجوع الشركة عشانها صح ، على الأقل هتخلي بالك عليها من خالد لأنه طالما مصمم تشتغل معاه يبقى ناويلها على حاجة وأنت عارف الاعيبه كويس...
قال يوسف بقوة :- دي آخر فرصة ليك ، لو ضيعتها ما تلومش غير نفسك..

قال جاسر بلطف :- رعد هيخطب قريب وهنكتب الكتاب احنا التلاته في يوم واحد ، اتمنى نكون احنا الاربعة وفرحتنا تبقى واحدة....أنا هكلم جميلة وهقولها موضوع رجوعنا للقصر
هتف آسر معترضا :- ما تقولهاش اننا رجعنا الشركة كمان ، استنى كام يوم
جاسر بتساءل :- ليه ؟!
هرب آسر بنظراته وارتبك في الاجابة فابتسم رعد قائلا :-
_ عشان لو سما عرفت مش هتشتغل في الشركة وهتسحب ملفها قبل ما تقدمه....مش كده يا آسر ؟
نظر آسر بضيق لرعد الذي دائما يقرأ افكاره بسهولة ويسر !
رد جاسر بغمزة ماكرة وابتسامة :- لأ ده أنت شكلك واقع واقعة جامدة !

خرج الشباب من الغرفة وتركوا آسر بغرفته وحيدا.....
اقترب لشرفة الغرفة ووقف ناظرا للسما...كانت بنظراته طيف رجاء صامت الله وحده يعرف معناه...

***********

**بغرفة السطوح**
اغلقت جميلة الهاتف بعد مكالمة قصيرة مع جاسر...لم يسعدها الأمر بل دق ناقوس الخطر بعقلها وقلبها....اقتربت من فراشها حيث الفتيات جالسين واعلنت الأمر.....فغرت حميدة فاها بذهول ثم قالت :-
_ معقول !! رجعوا القصر ؟!!
انتقلت نظرات رضوى بينهن ولم تعتني بالأمر كثيرا فقالت :-
_ ايه يا جماعة عادي ! هو انتوا أول مرة تعرفوا انهم كانوا عايشين في قصر ؟!
هتفت حميدة وقالت :- طالما رجعهم القصر يبقى رجعهم الشركة كمان !
انتفض جسد سما التي كانت شاردة بعالما آخر وهبت واقفة من مقعدها وقالت بتلعثم :- ال...الشركة !! هما رجعوا الشركة !!
نفت جميلة وأجابت :- لأ....سألت جاسر قالي لأ....بس بصراحة أنا مش فرحانة انهم رجعوا القصر....أنا بخاف من القصور والاماكن دي ، كان نفسي نفضل زي ما احنا ونرتب بيتنا براحتنا لكن كده خوفت...
لم تعرف سما هل تتنفس الصعداء أم تبكِ لخيبة أملها التي تتجدد كلما أتى اسمه!! نظرت للنافذة وعادت لشروها الحزين مجددا
حميدة بضيق :-
_ أنا برضو مش مبسوطة ، رجعوهم القصر بأمر عمهم معناه أنه هيرفض يتجوزوا ويعيشوا برا القصر....مش حابة كده بس المريح في الموضوع أن يوسف بيحب القصر ومتعلق بيه...أمري لله
رضوى بضحكة :- ده انتوا فقريين بصحيح !! بنات غيركوا كانوا اتنططوا من الفرحة ، انتوا هتعيشوا في قصر !!
جميلة بغيظ :- انا عندي اعيش في شقة بسيطة وبالي مرتاح احسن ما أعيش في قصر وجاسر الفلوس تجري في ايده تاني ويرجع زي الأول ،قرار مش في وقته خااالص
حميدة بتفهم :- من الناحية دي ما تفكريش كتير ، اللي عايز يخون مش هيستنى لما الفلوس تكتر في ايده ، بيخون حتى لو مفلس
تمددت رضوى على فراشها وقالت بعدما تثاءبت :-
_ يلا بقى ننام كفاية رغي
انصاع الفتيات لرأيها وتمددت كل واحدة منهنّ على موضعها بالفراش....

في صلاة قيام الليل......
نهضت سما قبل ان يستيقظ الفتيات لصلاة الفجر.....اقبلت إلى ربها باكية وهي تتألم بحدة....لم تستطع صياغة الألم بكلمات أو حتى بالدعاء....بل انهت صلاتها ببكاء كالطفلة ، ظلت هكذا الى ما يقرب من نصف الساعة ، صمت الصوت وترك القلب يتحدث...فالله هو رب القلوب ويسمع أنينها...كانت تردد الاستغفارفقط وهي تبكي بشدة...لم تقل شيء غيره ،فما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.....
********

بالصباح.....
تجمع الشباب حول مائدة الافطار وترأس المائدة "وجيه" وعلى الجانب زوجته "للي" قال وجيه مبتسما وهو ينظر لهم :-
_ وحشتني لمتنا
ابتسم الشباب لبعضهم باستثناء آسر الذي بدا شاردا.....قال وجيه له بمكر :-
_ سرحانك ده هعرف سببه يا آسر ، بس مش وقته
ارتبك آسر ونظر لطعامه متظاهرا بالجدية....ثم قال بتلعثم :-
_ ياريت محدش يعرف أننا راجعين الشركة
ضيق وجيه عينيه بتعجب بينما رمقته للي بحيرة وتساءلت يقصد من هذا الشاب !! قال جاسر بمكر :- يقصد البنات يا عمي...خطيبتي وصحابها
نظرت للي لزوجه بدهشة وفهمت أن التحذير موجه لها....تطلع بهما وجيه بنظرة غامضة ثم قال :- آه....واضح أن في حاجات كتير معرفهاش ، عموما مش وقت كلام...نفطر الأول وبعدين كلامنا في الشغل
قال آسر بذات الارتباك :- هنرتب بس امورنا كام يوم كده وهنكون عندك في الشركة ياعمي...ياريت ماترفضش
مضغ وجيه الطعام بفمه ببطء وهو ينظر لهم بحيرة ثم هز رأسه موافقا وقال :- مافيش مشكلة ، قدامكم يومين ،اكون كمان رتبت مكاتبكم
يوسف بتساءل :- ومكاتب السكرتيرات كمان ياعمي ، اكيد مش هنتخلى عنهم
وافق وجيه قائلا بخبث :- عامل حسابي ، انا عامل حسابهم قبليكوا اصلًا ، الستات والبنات دول جبارين ، بعد الجواز مش هتعرفوا تاخدوا قرار لوحدكم لازم رأيهم....من الأخر محدش هيقدر يتنفس اساسا
نظر وجيه لزوجته بنظرة ضاحكة فنظرت له بغيظ رغم الابتسامة المرسومة على شفتيها....نهضت من مقعدها وبذلك اعلنت الخصام....
رمقها بابتسامة استفزتها حتى ابتعدت وهي تكتم ضحكتها وتتمتمت الكلمات....
قال جاسر بابتسامة ماكرة:-
_ انا بحب المشاركة في الرأي يا عمي
يوسف بنظرة حادة هتف :- جاسر...على فكرة أنت سافل وكلنا عارفين أنك سافل....وعمي وجيه عارف انك سافل
جاسر بضحكة :- وخطيبتي عارفة أني سافل..ها ايه تاني ؟
تساءل رعد بابتسامة مرحة :- طب ومراتك ياعمي لما بتصمم على رأي أنت بتعمل ايه ؟ عايزين نتعلم منك ياهندسة ده احنا داخلين على اكتئاب
وجيه بحدة تاركا طعامه :- مين دي اللي تصمم ؟!!
جاسر بضحكة :- مراتك يا عمي
أجاب وجيه كاتما ابتسامة وعاد لطعامه :- رفقا بالقوارير يا أولادي...الرحماء يرحمهم الله...
جاسر بذات الضحكة :- بارك الله فيك..
يوسف باعتراض :- أنت اتغيرت ياعمي...
وجيه بضحكة :- معلش يا يوسف...مش غاوي نكد أنا

عاود يوسف الحديث بارتباك وقال :- طب...طب لو مثلا عايز تسمع منها كلمة حلوة بتعمل ايه ؟ بتثبتها أزاي يعني...
كتم جاسر ضحكته وكذلك رعد فتمتم جاسر بصوت خافت :- كلنا لها
قال وجيه بابتسامة عريضة :- اتكلم معاها في اكتر حاجة بتحبها ، يعني مثلا اول ما تشوفها تفاجئها....المهم المفاجأة
همس جاسر بأذن يوسف وقال :- السندوتشات...خصوصا الكبدة
رمقه يوسف بنظرة واسعة بينما اطلق رعد ضحكة عالية عندما انتبه لما قاله جاسر...قال يوسف بقوة :- ايوة صح...هجيبلها شاورما
نظر وجيه لآسر الذي التزم الصمت كليا وقال :- وأنت مش ناوي تفرحنا يا آسر وتخطب أنت كمان زي ولاد عمامك ؟!
هتف يوسف وهو يملأ فمه بالطعام :- ياعمي ده المادة الخام للنكد ومعيشنا في أحزان
نهض آسر من مقعده وقال بعدما تناول مفاتيح سيارته :-
_ عندي حاجة مهمة هعملها قبل ما اروح المكتب ، هاخد العربية معلش
وافق وجيه وقال :- ماشي....هما ياخدوا أي عربية تانية من هنا مافيش مشكلة....

**أمام مبنى شركة الزيان**

وقف بعيداً بسيارته منتظرا رؤيتها...يعرف أنها بالتأكيد ستبدأ العمل اليوم...العجيب أنه رأى "خالد" أتى ولم يخرج من سيارته أيضاً !!
لم يره خالد نظرا لوقوف سيارة آسر على بُعد كبير من المبنى....
ظهرت سما والعجيب بالأمر أن مظهرها يبدو متأنقا ومرتب جدًا...أكثر مما كانت عليه وهي معه !! ابتلع ريقه بحدة حتى انتبه لخروج خالد من سيارته عندما لمحها.....

خرج خالد من السيارة فور انعكاس صورتها على المرآة الجانبية لسيارته...تفاجئت به سما ونظرت له بتعجب حتى ابتسم وقال :-
_ صباح الخير....صدفة جميلة
لم تشعر من نظرته الماكرة أن هذه صدفة!! ولكنها أجابت بهدوء:-
_ صباح النور
مد خالد يده للمصافحة بينما ثبتت سما يديها جانبا وقالت :-
_ مش بسلم على رجالة

كانت من قبل تفعل ذلك ولكن من الآن ستطبق هذا الأمر ريثما تحتاجه مع هذا الماكر ليضع حدود ابعد من ظنونه...
تطلع بنظرة عميقة...ضاق من الأمر ولكنه لم يظهر ذلك ويبدو أنها تحذر منه وهذا ليس ضمن خطته للوصول اليها....تظاهر بابتسامة على شفتيه وقال بثناء:- برافوا ، شيء جميل وعجبني جدًا

نظر آسر من بعيد اليها...ارتسمت على شفتيه ابتسامة عاشفة من رد فعلها ، من حذرها الواضح منه ، هي حبيبته ولن يقترب منها احد...
نظرت سما لخالد بريبة وقالت :- مش حابة نقف في الشارع كده ،كفاية اللي حصل امبارح
تعجب خالد منها وأراد أن يظهر بعض السخرية ولكنه تظاهر بالاعجاب وقال :- عندك حق ، نتكلم في المكتب وملفك أنا قدمته أمبارح خلاص....
تركته سما ودلفت للمبنى بمفردها...ابتسم خالد واظهر سخريته قائلا :-
_ مش عارف جايبة الثقة دي منين !! بس هفضل وراكي لحد ما تسلمي...

ود آسر لو يذهب له ويلكمه حتى الأذى ، يعرف أن هذا الاحمق لن يتركها وشأنها...لابد أن يعود للشركة بأقرب وقت....
************

مر اليومان......
بصباح اليوم الثالث كان اتفق الشباب على أخبار الفتيات بحقيقة الأمر والذهاب الى الشركة فور اخبارهنّ..حتى لا يتثنى التفكير بيهنّ للأعتراض....تفاجؤا كثيرا ريثما أن سما كان تقلق من ذلك....بينما قالت حميدة لجميلة قبل أن يغادرون المكتب :-
_ كويس عشان نبقى مع سمكة ، اللي قالته عن خالد قلقني
وافقها كلا من جميلة ورضوى ثم ذهبوا مع الشباب للشركة....




**بمكتب خالد **
نظر خالد بمكر الى سما التي تقف أمام مكتبه تنتظر القاء أوامر مديرها وقال مشيرا لمكتبة خشبية على بُعد خطوات من مكتبه :-
_ لو سمحتي يا سما هاتي الملف اللي قولتلك عليه ،هتلاقيه في المكتبة دي في الرف اللي فوق
نظرت سما للمكتبة ولأرتفاعها وازدردت ريقها بقلق....تحتاج سلم للصعود ، يوجد بالفعل واحدا ولكن جرأتها تركتها.....هتف خالد بحدة وقال :- كده هنتأخر لو سمحتي هاتي الملف ورانا شغل !!
تقدمت خطوة وأخرت مثيلتها حتى صعدت خطوة خطوة على السلم....انتفضت بخوف عندما وجدته ينهض من مقعده متوجها لها بنظرة خبيثة....ووضع يديه على خشب السلم وخيل اليها انه حركه حتى يختل توازنها !!
وبالفعل كاد أن يحدث ذلك فظن أنه سيحملها ولكنها تمسكت بأحد الأرفف حتى سقطت على سجادة الأرض السيمكة....نظرت له بغضب وقالت :-
_ أنت قاصدها صح ؟ انت في دماغك ايه بالضبط ؟!
ورغم عصبيته مما حدث ولكنه مد يده اليها وقال معتذرا :- ابدا ، انا لقيت السلم مش متزن قلت اثبته بس حركته من غير قصد....أنا أسف ، اكيد مش اقصد انك تقعي !!
نهضت سما وهي تسند ظهرها بيدها بسبب السقطة حتى اكتشفت أن كعب حذائها حدث له خلخلة !! كيف ستسير به ؟! قالت بعصبية وهي تتفحصه :- كعب الجزمة اتكسر اعمل ايه انا دلوقتي !
رمقها بمكر وجثا حتى يتفحصه ولكنها ابتعدت بهتاف :- انت بتعمل ايه ؟!
نظر لها بحدة واضحة وقال :- مش اقصد اللي بيجي في دماغك !! انا بتعامل بعفوية وأنتي بتفهمي حاجة تانية وعموما أنا اسف للمرة التانية...هو في مدير بيفضل يعتذر لسكرتيرته كده ؟!
تذكرت آسر على الفور....ادمعت عينيها دمعة خفية...قالت وهي شبه تعرج :- هروح أشوف حل للجزمة دي مش هينفع امشي بيها كده

قال خالد بثبات :- هبعت اجيبلك واحدة جديدة ..مقاسك كام ؟
رفضت بحدة :- مافيش داعي....مش عايزة حاجة
خرجت من المكتب بأقدام تجرها جرا.....وقفت امام مكتبها بالخارج بضيق شديد....حتى أتى لها الساعي بكوب مشروب فسألته :-
_ ماتعرفش جزمجي هنا ياعم عبدو أو أي محل بتاع جزم ؟
أجاب الرجل بما يعرفه :- في محل في الشارع اللي ورانا بتاع جزم بس جزمجي معرفش بصراحة....
زفرت سما بنفاذ صبر وقالت :- مضطرة اروح بنفسي....
أخذت حقيبتها ولم تريد أن تقل لخالد شيء فيكفي ما فعله ، ولو اخبرته سيرفض خروجها...ستخرج ويحدث ما يحدث...هكذا عزمت الأمر....

توجهت للمصعد وشعور بألم مبرح بعظام ظهرها وساقيها إثر السقوط وبالجانب الآخر حذائها الممزق....ستتحامل على قدميها حتى تصل لذلك المكان وتبتاع حذاء آخر...
وقفت أمام المصعد تنتظر فتح الباب ويبدو أن أحد بداخله....تأففت من الانتظار حتى فتح الباب وهي تنظر لقدميها بضيق شديد حتى تقدمت خطوة دون أن ترى من بالداخل ولكن انفصل الكعب عن الحذاء تماما هذه المرة فأختل توازنها وصرخت وكادت أن تسقط حتى وقعت بين ذراعيه...نظرته ثابته عليها بشوق مجنون..وأحد يديه قد ضغط على زر المصعد وتم اغلاق الباب اتوماتيكا وهي معه بالداخل....
توجهت للمصعد وشعور بألم مبرح بعظام ظهرها وساقيها إثر السقوط وبالجانب الآخر حذائها الممزق....ستتحامل على قدميها حتى تصل لذلك المكان وتبتاع حذاءً آخر...
وقفت أمام المصعد تنتظر فتح الباب ويبدو أن أحد بداخله....تأففت من الانتظار حتى فُتح الباب وهي تنظر لقدميها بضيق شديد حتى تقدمت خطوة دون أن ترى من بالداخل ولكن انفصل الكعب عن الحذاء تماما هذه المرة فأختل توازنها وصرخت وكادت أن تسقط حتى وقعت بين ذراعيه...نظرته ثابته عليها بشوق مجنون..وأحد يديه قد ضغط على زر المصعد وتم اغلاق الباب اتوماتيكا وهي معه بالداخل....

نظرته لها تقل أنه اشتاق ، وكأنه المهاجر منذ عقود عن أراضيه أو كأنها النجمة التي وقعت بين أنامل فقير....اهكذا يبدو الحب ؟!
نظرة أشتياق ؟ ارتباك نظرات العين عند اللقاء ، ونفضة في القلب تحيا كلما اقتربنا...
تطلعت به بذهول...أكثر شخص احتاجت له الآن...وأكثر شخص لم تريد رؤيته ؟! مثل المريض الذي يتمنى الموت حتى لا يتألم ولكنه يرتعب كلما ذكره....
أين هي الآن ؟! بالصدفة أصبحت بين ذراعيه !! يديها تستند على صدره !! أنفاسها يسمعها...يرى بوضوح لهفة عينيها وارتباكها !
يرى خوفها....
ضعفها..
ودموعها التي انسابت دون إرادة...دون أن تصدر حكما بالتوقف...
والأعجب من ذلك هو ظل عينيه الذي يعانق ملامحها ، طرفات عينيها ، ويبدو أن تمسكه بها صدر عن قلق ورغبة منه في القرب !!
لم يبعدها !! أو يغضب !! بل كأنه توق لذلك منذ زمن !
تمتمت بصدمة :- آ...آسر !!
أخذت الطرف للحديث ، ليخرج هو من عالمه الفكري الشارد بعينيها وشوقه اليها ليتجدد شوقه ليسمع همسها !
همس صوتها وهي تنطق اسمه....انتابته قشعريرة من منحنى فكره حتى رددت اسمه بمحاولة الابتعاد عندما احست بوضعها ، بقربها الغير مقبول هذا ولكنه اتى مصادفة ،ليس مثل مصادفة ذلك الأحمق خالد بالتأكيد....
في ابتعادها تبدلت نظرة عينيها ، أصبحت أكثر قسوة ،وأكثر حدة وعصبية ، فوخزها ألم ظهرها وساقيها المتألمان وتأوهت بوجع وهي تضعيدها على جانبها الأيمن....رمقها بلهفة قائلا :-
_ ايوة آسر يا سما...
صوته جعلها تنتفض ،نظرت له ومرت أيامها الفائته أمامها كمشهد سينمائي أمام عينيها...امتلأت حدقتيها بالدموع من كل شيء ، حتى عندما وقف المصعد بأقل من دقيقتان ضغط هو على زر جعلها يصعد مجددا....نظرت له بدهشة وهتفت بعصبية :- أنت عملت ايه ؟!
في قولها ذلك تأوهت مرة أخرى من الم ظهرها وكانت أن تسقط....اسندها من ذراعيها قبل السقوط فابتعدت عنه بقوة ودفعته قائلة :-
_ ابعد عني
ابتلع ريقه وقال محاولا الهدوء :- مش قصدي ، بس كنتي هتوقعي
ضيقت عينيها بحدة من تردد ذات الجملة الذي قالها خالد منذ قليل !! يبدو أن هذا مبررهم الوحيد للقرب !! فقالت باندفاع دون أن تحسب كلماتها :-
_ انت كمان بتقول كده !! كلكم نفس التفكير وبعدين....
يبدو أن الأمر لم يحتمل معه ل"بعدين" بل اسودت عينيه بشيء دار بفكره إثر جملتها واقتربت منها وقد عادت نظراته القاسية الشرسة من جديد وهتف :- قصدك ايه ؟ تقصدي مين بكلكم ؟ تقصدي خالد صح ؟!
اجابته بعصبية :- أنت مين ادالك الحق تكلمني كده ؟
حاولت أن تضغط على زر توقف المصعد ولكنه اوقفه وضغط عدة مرات على أزرار مختلفة....نظرت له بضيق شديد ومن تصرفه الغريب حتى أطرق آسر على حائط المصعد بجانبها بعنف وهتف بملامح وجه قاسية وغاضبة :- خالد حاول يقربلك صح ؟ عمل ايه ؟ عمــــل ايـــه أنطقي ؟

ومضت عينيها بالدموع التي انسابت على وجنتيها وقالت :-
_ محدش يقدر يعمل معايا حاجة ، بس سيبني في حالي بقى !! أنت جاي هنا ليه ؟! انا مش عايزة أشوفك...
نظر لها بعتاب العاشقين ، بنظرة عادت تقل أحبك ، وقال :-
_ مش عايزة تشوفيني ؟! بس أنا عايز أشوفك
رفعت رأسها اليه بنظرة واسعة ، بدهشة واضحة ، بحيرة فائقة ،كيف يفكر هذا الآسر وماذا يدور بهذا العقل ؟!
نظر لها بقوة وقال :- أنا جيت هنا عشانك أنتي ، عشان أصالحك

عندما تبتعد يركض خلفها ، يتسابق مع الجميع لأجلها ، وعندما تقترب وتحب يلفظها !! يدفعها بعيدا عنه !! هكذا هو !!
احتدت نبرتها وهي تقول ساخرة :- انا دلوقتي اتأكدت أنك مريض نفسي !!
ضغطت سما على زر الطابق الأرضي للمصعد ولكنه لم يعترض الآن وقال وهو يضع يديه بجيوبه بثقة عالية ونظرة ماكرة :-
_ قولي اللي تقوليه ، أنا رجعت الشركة خلاص ، يعني هتشوفيني كل يوم وكل وقت
فغرت سما فاها بذهول حتى تابع بثقة :- ماتفكريش تسيبي الشركة لسببين مهمين...أولًا لأن في الاساس عقدك معايا ما انتهاش وما اتلغاش ، ثانيًا لأن أي مكان هتروحيه هتلاقيني فيه....
اشتد الذهول بعينيها وهي ترمقه...قالت ببطء ودهشة :- أنت ايه ؟!
اسند ذراعيه على الحائط بجانب وجهها وقال بنظرة ماكرة :-
_ أنا آسر ، اللي أنتي بتحبيه وعمري ما هسمحلك تحبي حد غيري
تبلد جسدها....اصبحت كالجليد وهي تنظر له ، انتابها شعور غريب بالخوف منه ،وشعور لذيذ بالفرحة لعودته...ولكنه عاد ليظل قريب ويعذبها ، يؤلمها ، هذا يبدو انه يسعده....
فتج باب المصعد أخيرا وخرجت وهي تحمل حذائها....خرج خلفها فاستدارت مشيرة له بتحذير وعصبية عندما شعرت أنه سيسر خلفها :-
_ ما تتعداش حدودك معايا ، وحتى لو أنت اشتغلت هنا وانا برضو اشتغلت هنا ، لكن مابقتش بشتغل عندك ، ولا تحت إدارتك ، يعني مالكش حتى أن تكلمني أو تسألني عن شيء....

استدارت لتسير بطريقها ولكنها لمحت الفتيات الثلاث مع الشباب يدلفون من البوابة الرئيسية للمبنى....تنفست سما الصعداء وشعرت وكأن السماء استجابت لها لظهور الفتيات الآن....أشارت لهنّ حتى اتى الفتيات اليها هارعين بتساءل عن ما حل بالحذاء الممزق....روت لهم سما ما حدث دون ان تكشف عما فعله خالد وآسر أيضا....

اقترب الشباب لآسر الذي يقف على بُعد خطوات منها ،ونظراته لاتحيد عنها بينما وقف الشباب الثلاث ينظرن اليه في تساءل ،قال جاسر :-
_ شكلك عكيت وزعلتها تاني !! ، باين عليها معيطة !
يوسف بغيظ :- يابنتي أنت ما بتفهمش اقسم بالله ،ده انا لو منها كنت هبوس راسك عشان تبعد عني بكأبتك دي !!
رعد بمكر :- في حد يجي يصالح بنت من غير حتى وردة !!
نظر له آسر بضيق وقال :- هو كان لازم ورد !! انا مش
جاسر بضحكة :- أنت غشيم ومابتعرفش تتعامل مع البنات.
يوسف بابتسامة :- طب كنت اسأل جاسر الخبرة ده ، لا بلاش جاسر بلاااش جاسر هيوديك في داهية ، خليك مع رعد ، بروفيسر في العلاقات المملة والمشاعر العرجة....تاتا تاتا
جاسر بسخرية وسأل يوسف :- طب وأنت يا وحيد القرن ؟
يوسف بثقة :- أنا ماليش غير حميدة فهماني وراضية بدماغي ، وفي جوايا جاسر صغير بس مش ببينه غير للحبايب...مدكن يعني مش زيك ، لقصر بلادنا بلد سواح
جاسر بضحكة :- يابني انا معجم ومرجع
ربت يوسف على كتف آسر قائلا :- عقبالك آسر لما تبقى منحرف ،زيي كده
اشتدت ضحكة جاسر وقال :- كتير عليا كده والله ، انا مستحملكوا أزاي !
اطلق ضحكة عالية حتى ظهر وجيه من مدخل المبنى....رحب بالفتيات بلطف وتهذيب ثم اقترب للشباب قائلا بتعجب :-
_ يلا كل واحد على شغله ، انتوا واقفين كده ليه ؟!
يوسف بعفوية :- كنا بننصح آسر ينحرف ياعمي.
لم يهتم وجيه بجملة يوسف كثيرا فأشار لآسر قائلا :-
_ عايز. اتكلم معاك شوية يا آسر النهاردة ، هتصل بيك في مكتبك تجيلي لما اخلص الاجتماع...يلا على مكاتبكم
*********
بمكتب انيق بالطابق الثالث لجهة أخرى من المبنى الأساسي....جلس جاسر على مكتبه الجديد بارياحية.....رمقته جميلة التي دلفت ومعه فنجان قهوة وقالت :- قهوتك
وضعتها وعادت لمكتب السكرتيرة بالخارج....اوقفها جاسر بكلمة ثم نهض ووقف أمامها بنظرة مدققة لعبوس وجهها وقال :-
_ ممكن أعرف سبب التكشيرة دي ايه ؟
ترددت جميلة بأخباره حتى حسها على التحدث فقالت بتردد :-
_ بصراحة...خايفة من رجوعك هنا ، ورجعوك للقصر كمان
تنهد بقوة فقد صدقت ظنونه وقال بلطف :- كنت عارف ، سكوتك اليومين اللي فاتوا كان قلقني ، جميلة....رجوعي هنا أمر كان مفروغ منه وكان كده كده هيحصل ، ليه ما تفكريش أن الاحسن اني ارجع وأنتي معايا ؟!
أنا بصراحة بحس بطاقة ايجابية كبيرة وأنتي جانبي وبتحمس للشغل ، ده كمان غير أن خلال كلها أيام وتبقي مراتي
قالت بتذمر :- تقصد أسابيع !
ابتسم بمحبة وأجاب :- هي هي مش فارقة كتير ، المهم أنك خلاص هتبقي ليا...ممكن تفكي التكشيرة دي بقى ؟!
ابتسمت ببطء ثم قالت :- حضر نفسك عشان عندنا زيارة للموقع
اومأ جاسر برأسه قائلا :- الموضوع ده هيتولاه مهندس وهيكون مسؤول عنه ، مش هتروحي مواقع تاني ، والاشراف النهائي هيكون ليا ، من النهاردة كل حاجة هتكون مترتبه ومنظمة...دي أوامر عمي على فكرة..
ابتسمت جميلة وقالت :-
_ تعرف يا جاسر....أنت فيك منه كتير ، بس هو تقيل أوي أوي أوي يعني
بادلها جاسر الابتسامة وقال :-
_ عمي وجيه مافيش حد زيه ، لا أنا ولا اللي احسن مني ، ولو كنت فيا حاجة منه فده من حسن حظي....زمان كنت بسمع جدي بيقول عنه أنه على رغم اصغر واحد في اخواته لكن كبيرهم !!
عمي وجيه هو فارس العيلة الأول والأخير كمان ، ما اعتقدش هيجي حد زيه..
جميلة برقة :- للدرجادي بتحبه ؟
جاسر بتنهيدة وصدق :- اكتر من نفسي ، بالنسبالي هو أبويا وأمي ، هو أهلي كلهم ، زعلنا مع بعض كتير لكن المحبة بينا عمرها قلت...
**********

**بمكتب يوسف**
أخرج لفافة كبيرة من الطعام ونظر لها بشهية عالية حتى دلفت حميدة وقالت وهي تلتقط انفاسها :- معلش اتأخرت شوية ، بس كنت مع سما بنجيب جزمة جديدة لأن جزمتها اتقطعت...
نظر لها يوسف بابتسامة وقال :- والله زمان يا حميدو ، فاكرة الشركة وأيام الشركة ؟
رمقته بضيق....وقلق من أن يعود مثل الماضي ، فاتسعت ابتسامته من عبوسها وقال :-
_ خلاص مافيش حميدو تاني...تعالي افطري معايا بقى ؟
تقدمت للمكتب وتساءلت بعفوية :- شكلك ما فطرتش في القصر
أجاب ببساطة :- لأ فطرت وبكمل معاكي...
ابتسمت رغما عنها من صراحة التي ترفع مستوى ضغط الدم لديها ببعض الأحيان...
************
**بمكتب وجيه **
انتهى الاجتماع الذي انعقد بمدة لا تقل عن ثلاثون دقيقة ثم رحل الموظفون من مكتبه ووقفت السكرتيرة تخبره بجدول المواعيد....دق هاتفه فأجاب بمجرد أن رأى رقم زوجته.....قال وهو يتطلع ببعض الأوراق :- ثواني يا للي خليكي معايا
فحص الأوراق لدقيقتين ثم سجل توقيعه سريعا وأمر السكرتيرة بعدة مهاهم ثم انصرفت....
قالت للي بضيق :- بتتكلم مع مين ؟ صوت مين ده ؟
ابتسم مجيبا بهدوء ماكر:- هو مش انتي مخصماني برضو ؟!
قالت بعصبية :- وصالحتك....وخاصمتك تاني ها
اتسعت ابتسامته وقال :- دي السكرتيرة يا حبيبتي ، هكلم مين يعني !
قالت بحدة :- كلمني انا.....هتيجي امتى ؟
قال بمكر ليتسفزها :- هتأخر
هتفت بغيظ :- اتأخر....أقولك حاجة بات عندك احسن
كتم ضحكته ثم قال :- حاضر
صرخت بعصبية :- هقفل بقى ما يجيلي ضيق تنفس ، سلام
انتهى الاتصال بأطلاق ضحكة من فمه وتمتم بعض الكلمات....
*********
**بمكتب رعد**
دلفت رضوى للمكتب عندما امرها رعد بالمجيء عبر جهاز الارسال بالمكتب....جلست على مقعد أمام مكتب بعدما أشار لها ثم نهض وجلس قبالتها قائلا بابتسامة :-
_ انا عارف أن مافيش وقت بين الخطوبة والفرح لكن لو حابة تعملي خطوبة اختاري المكان اللي تحبيه وانا موافق مقدما
ارتبكت رضوى واحمر وجهها بشدة ثم قالت :-
_ مش لازم خطوبة طالما الفرح قريب...هتبقى تكلفة على الفاضي...يعني كفاية تلبيس الدبل بس وسط أهلي....
قال موافقا :- خلاص ،النهاردة هر ح انا وعمي نتفق مع اسطى سمعة ،انا حظي حلو أوي أن عمي جاي معايا وظروف خطوبتي جت بعد ما رضي عننا
قالت مبتسمة بتردد وخجل :- الحمد لله
اضاف رعد :- يبقى الكلام ده هيكون يوم الجمعة الجاية يعني بعد ٣أيام....وبعدها نستعد للسفر.....
ازدردت ريقها بحياء وارتباك من حديثه ونظرات عينيه ثم نهضت.....
*********

**بمكتب خالد**
بعدما عادت سما للمكتب أمرها خالد بالاتيان لمكتبه....كان يبدو على وجهها الارتباك والقلق الشديد....كرر اعتذاره لها فتقبلته ببطء ، قال :-
_ ممكن تقعدي نتكلم شوية
اجابت بجفاء :- نتكلم في ايه ؟!
خالد بمراوغة :- عايز بس افهمك حاجة عشان ما تفهمنيش غلط ، لو سمحتي اقعدي...خمس دقايق مش اكتر
جلست سما بتردد شديد ثم بدأ خالد الحديث ونظراته تجول على جسدها بتفحص بينما هي تنظر للأسفل بعبوس :-
_ بصراحة أنا اول مرة اتعامل مع بنت خجولة للدرجة دي ، ويمكن عشان كده بتعامل معاكي عادي....يعني لو في شيء مزعلك مني فأنا أسف...اكيد يهمني زعلك.
ورغم ضيقها منه ولكنها أرادت أن تنهي هذا الحديث الثقيل على نفسها فأجابت :- مش زعلانة من حضرتك ، بعد اذنك الخمس دقايق خلصوا
نهضت واتجهت لباب المكتب حتى لحقها خالد وبيده وردة حمراء قد جهزها قبلا....مد يده بالزهرة وقال مبتسما :-
_ طب ممكن تقبلي مني دي ؟ اعتبريها اعتذار مني تاني
رمقته بتعجب وشعرت بحيرة فهي بدأت تكره هذا الشخص بسبب فرد قربه بهذا الشكل السخيف.....ورغم أنها تركت باب المكتب مفتوح ولكنها شعرت بضيق في رئتيها من الاختناق....
كم ودت لو ركضت من أمامه وتركته يقف بمفرده دون اهتمام...الباب على بعد خطوة منها ولا تستطيع ذلك.....حتى انها شعرت بجسد يسد مدخل الباب فجأة...
تطلع آسر بنظرة نارية شرسة لكلاهما حتى التقط الزهرة من يد خالد والقاها بالقمامة وقال بعصبية :- أظن ده مكتن شغل مش مطعم على النيل ؟!!
التفتت له بدهشة من اتهامه الصريح ، ليتابع آسر بتحذير مشيرا لخالد بسبابته :- مش هحذرك تاني يا خالد ، ابعد عنها
رفع خالد حاجبيها بنظرة حادة وقال :-
_ عرفت أنك رجعت هنا ، وباين السبب ، بس بتهيألي أنك بتتعدى حدودك في شغلي يا آسر!! وبتهيألي برضو أن مكتبك في المبنى التاني للشركة مش هنا اصلًا
آسر بعصبية :- أنا حذرتك مرة ، المرة الجاية مش هحذرك
خالد بسخرية :- هتعمل ايه يعني ؟! هتطردني مثلًا ؟! انا بشتغل تحت إدارة عمي وجيه وشايف شغلي تمام....
آسر بغضب ممزوج ببعض السخرية :- واضح أنك شايف شغلك ، بتشتغل في الورد مع السكرتيرات صح ؟
تطلعت به سما بغضب وقالت :- مش هسمحلك تتكلم عني كده تاني أنت فاهم ؟!
نظر اليها بقوة وهتف :- وأنا مش هسمح لحد يقربلك أو حتى يبصلك بصة
خالد بنظرة ماكرة :- هو أنت تقربلها ؟! اصلك بتتكلم بثقة اوي !! بقلم رحاب إبراهيم

آسر بتحذير آخير:- أنا مش هقولهالك تاني يا خالد ، ابعد عنها لأن لو بس فكرت ماتتوقعش رد فعلي..
هتفت سما به بعصبية :- أنت مش مسؤول عني ولا ليك حق عليا عشان تتكلم كده !! وابعد عني ياخي بقى ابعد عني
هتفت بذلك وهي تبكي ثم خرجت من المكتب راكضة....حملت حقيبتها ورحلت من المكان تماما.....
قال خالد بشماته :- هي اللي طلبت مش أنا !! ياريت لو تبعد عنها وتسيبها في حالها دي بنت محترمة ومالهاش في اساليبك أنت وولاد عمامك !

لم يتحكم آسر بغضبه بقبض على ياقة قميص خالد وهزه بعنف وعينيه تقدح شررا وقال :- أنا عارف تفكيرك القذر وغيرتك مننا طول عمرك مش جديدة عليك ، بس اقسم بالله يا خالد لو فكرة تأذيها ولو بنظرة ما حد هيقدر ينجدك مني....عايز تتأكد جرب وشوف هعمل فيك ايه
خالد وهو يحاول التخلص من قبضة آسر :-
_ أنت بتتكلم ولا كأنك خطيبها ولا من بقية اهلها !! هو انتوا استعبدتوا الناس ؟!
هزه آسر بعنف بعد لكمة بصدغ خالد وصاح :- آه خطيبتي وحبيبتي كمان ومش هتكون لحد غيري ،ولو الدنيا دي كلها وقفت قصادي هاخدها يعني هاخدها ، مش تافه زيك اللي هيمنعني
خالد بضحكة ساخرة ونظرة شيطانية :- وانت قلقان مني ليه لما انت عارف أن محدش هيقدر ياخدها منك ؟! لو أنت واثق من حبها ليك عمرك ما هتيجي وتقولي كده....خليها هي اللي تختار ونشوف في الأخر هتختار مين...
آسر بشراسة :- أنت بتقربلها عشان تتحداني وتكسبني..
قاطعه خالد بضحكة :- أو يمكن عشان عجباني
اتسعت عين آسر بكتل من الجحيم والنيران الملتهبة حتى دلف يوسف للمكتب عندما انتبه لركض سما بالخارج فشعر بقلق واتى لهنا.....
جذب يوسف آسر بشدة حتى لا يصب غضبه على خالد وقال بعصبية :-
_ أنت اتجننت يا آسر ؟! ايه اللي حصل لده كله ؟!
صر آسر على اسنانه بعنف وأشار لخالد قائلا :-
_ انت اتحدتني وأنا قبلت التحدي...ومش هسيبهالك
نظر يوسف بحيرة اليهما وقال هاتفا :- في ايه بينكوا انا مش فاهم !!
احاب خالد وهو يعدل من هندامه :-
_ ابنك عمك عندك اسأله ، هو اللي جالي وعمل مشكلة من مافيش وانا مسكت أعصابي لآخر لحظة ، عشان لما اروح اشتكيه ما ابقاش غلطان...

نظر يوسف بعصبية لآسر ثم جذبه للخارج حتى يستطيع التحدث معه....

بخارج المكتب......
قال يوسف بغيظ :- اهو مسك عليك غلطة ! اتحكم في نفسك شوية !! لو راح لعمي دلوقتي وحكاله اللي حصل انت اللي هتبقى غلطان وهتحطنا كلنا في موقف وحش..يا آسر احنا ما صدقنا عني رضي عننا واتلمينا تاني ووعدناه نبقى كويسين ليه بتعمل فينا كده !!

تنفس آسر بحدة وهو يضم قبضته بعنف ثم قال :-
_ انا ماشي
حاول ايقافه يوسف ولكنه لم يستطع......
خرج آسر من مبنى الشركة واستقل سيارته حيث الحي الشعبي....يعرف أنها ذهبت بالتأكيد لغرفة السطوح....
________________________
فاكرين في اول حلقة لما سما بصت للسما واتمن تحب واحد يغير عليها بغباوة 😹😂 اتفضلي ياستي 😹👏
الحلقة الجاية هتكون خطوبات وأفراح وشربتات ولقاءات ونيلة


موعد البارت الجديد الساعة ( 2 م ) يوميا ان شاء الله 

هنا تنتهى احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل الواحد والاربعون  ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية امبراطورية الرجال الفصل الثانى والاربعون   أوقراءة المزيد من الروايات المكتملة فى قسم روايات كاملة .

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية امبراطورية الرجال ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .
admin
admin
تعليقات