نقدم اليوم احداث رواية تزوجته فقيرا فأغنانى الله به البارت 14 من روايات نسمة مالك . والتى تندرج تحت تصنيف روايات رومانسية ، والتى نالت اعجاباً شديداً بين القراء سواء واتباد أو فيس بوك . نرحب بكم فى موقع مجنونة عشاق روايات موقعنا ، هنا سوف تجد كل رواياتك : روايات رومانسية ، روايات رومانسية مصرية ، قصص عشق ، قصص قصيرة ، قصص حب ، روايات pdf ، روايات واتباد ، قصص رعب ، روايات رومانسية كوميدية .
تزوجتة فقيرا فاغنانى الله به البارت 14
تعد رواية تزوجته فقيرا فأغنانى الله به واحدة من اجمل روايات رومانسية والتى نالت شهرة كبيرة على صفحتنا على الفيس بوك وعلى الموقع وهى من روايات نسمه مالك ، نتمنى لكم قراءة ممتعة ، كما يمكنكم تنزيل رواية تزوجته فقيرا فأغنانى الله به pdf كاملة من خلال موقعنا .
يمكنكم قراءة احداث رواية تزوجتة فقيرا فأغنانى الله به كاملة بقلم نسمه مالك من خلال موقعكم مجنونة رواية من خلال اللينك السابق ....
روايه ايوب وحبيبه البارت 14
الفصل ال14..
تزوجته فقيراً فأغنانى الله به..
نسمه مالك..
بفرحة غامرة فشل فى أخفائها تحدث أيوب..
"أنتى حامل يا حبيبة"..
وزعت حبيبة نظرها بينه وبين شقيقتها ببلاهة،انهمرت دموعها بغزاره أكثر على وجنتيها، ووضعت يديها على وجهها، وكأنها تحلم وتحاول أن تفيق، كانت فى بئر حزن على فقيدها الغالى،ولكن الله مد يده الكريمة من السماء وأجزل لها العطاء،
ضحكت قائلة بصوت متهدج..
"أيوب انت قلت ايه انا سمعت صح ؟؟"..
هبة كانت تراقب ردة فعل شقيقتها، فرحتها كماء بارد أثلج صدرها المشتعل قهراً، ما أجمله من عوض لنا جميعا يا الله، احتضنت هبة حبيبة قائلة..
"ربنا عوضنا يا حبيبة ربنا كرمه كبير أوى "..
ضمتها حبيبة بقوة، تغمرها السعادة، وكأنها تشعر بحياة طفلها بداخلها ونبضه، على استحياء سحبت هبة نفسها من حضن شقيقتها،وهمست بأذنها بخجل..
"هاطلع بره شويه أكيد فيه كلام عايزه تقوليه لجوزك"..
وقفت وهي تغمز لها وتربت على كتفها بحنان..
"مبروك يا حبيبتى"..
سارت نحو الباب وهمت بفتحه لكن صوت حبيبة الباكى أوقفها..
"هبه"..نظرت لها هبه بلهفه،فتابعت بقلق..
"ماما وبابا كويسين؟ "..
تلجمت هبه،ونظرت لأيوب تستنجد به حتى يتحدث هو..
جذب أيوب مقعد وجلس بجوار سرير حبيبة،ممسك بيدها بين كفيه، وبتعقل تحدث..
"تعالى ياهبه من فضلك،واسمعى الكلمتين اللى هقولهم دول"..
اقتربت هبة منهما مره اخرى، تنظر له باهتمام،تحثه على أستكمال حديثه..
صمت ايوب لوهلة،وبأسف تابع..
"اللى حصل عمل لمامتكم صدمه و؟ "
قطعت حبيبة حديثه قائله ببكاء..
"قصدك جلطه؟"..
تنهد أيوب بألم لألم زوجته،وحرك رأسه بالأيجاب،
لتنفجر حبيبة ببكاء مرير،فأسرع هو بالجلوس جوارها على الفراش وجذبها داخل حضنه ،وبتأكيد تابع..
"حبيبة اهدى،مامتك الحمد لله كويسه،وأول ما نظبط السكر والضغط هنعملها عمليه بسيطه وإن شاء الله ترجع احسن من الأول"..
ربتت هبه على يد حبيبة، وبابتسامة تحدثت..
"كفايه عياط يا بيبة،ماما بأذن الله هتبقى كويسه،وابسطى يا ستى جوزك الدكتور أيوب هو اللى هيعمل العمليه لماما بنفسه"..
ضيقت حبيبة عينيها، ونظرت لأيوب وتحدثت بدهشه..
"أزاى هتعمل لماما العمليه وانت لسه متخصصتش يا أيوب؟؟"..
أبتسم لها أيوب،وبأحراج مصطنع تحدث..
"احححم،يعنى انا عمال اقول لأختك وباباكى انا هعمل العمليه بنفسى لحماتى وانتى فى لحظه تكشفى المستور كده"..
عبث بملامحه، وتابع بعتاب.."طيب استرى على جوزك يا بيبه"..
نظرت حبيبة لشقيقتها بابتسامة من بين دموعها وبحب تحدثت..
"هبه حبيبتى مبطلعش سر لحد ابدا،اطمن"..
قال أيوب بجدية..
"هو مش سر ولا حاجه،وانا فعلا هدخل مع مامتك العمليات ومش هسبها،بس هكون دكتور مساعد للدكتور المتخصص اللى هيعمل العمليه"..
أثناء حديثه رن هاتفه، فأسرع بالرد عليه،فاشارت هبه لشقيقتها انها ستخرج لتطمئن على والدها،واتجهت نحو الباب،ليوقفها أيوب مره أخرى وتحدث بدهشة..
"هبه انتى طالبه أكل من بره؟"..
قالت هبة بدهشة..
"أكل أيه؟؟"..
أجابها أيوب..
"فى واحد واقف تحت فى الاستعلامات بيقول جيبلك ساندوتشات المربى بالقشطه؟؟"..
ظهر علامات الذهول على وجه هبه،و تمتمت لنفسها
"معقول يكون احمد بتاع السندوتشات؟!"..
أيوب:"خليكى وانا هكلم حد من الأمن يحاسبه ويجبلك الأكل"..
قالت هبة بفضول..
"لا يا أيوب انا هنزله من فضلك متخليش حد يمشيه"..
أنهت جملتها وسارت لخارج الغرفة،أسرع أيوب خلفها،وجد عبد الرحمن يقف مستنداً على الحائط، فأشار له وتحدث برجاء..
"أنزل مع هبه يا عبد الرحمن من فضلك"..
اتسعت ابتسامة عبد الرحمن وهو يقول..
"انت تؤمر يا أيوب باشا.."
سارت هبة معه صامتة بتردد،قطع هو هذا الصمت وتحدث بهدوء..
"على فكره طليقك اتقبض عليه وهيتسجن على اهماله وقذارته واللى ع"..
قاطعته هبه ببعض الحدة.
"يتسجن او لا ميخصنيش"..
تنهد عبد الرحمن براحة، وشبه ابتسامة ظهرت على شفتيه،ولكنها تلاشت سريعاً حينما لمح شخص ما هب واقفاً، وأقترب منهما بلهفة،متجه نحو هبة..نظر هو لهبة فوجد ملامحها مذهوله،أقتربا منه وتحدثت هبة بدهشة..
"احمد!!!عرفت منين انى هنا؟؟؟"..
نظر لها بدر نظرة متألمة لملامحها الحزينه،الباهته،
متمتماً لنفسه..
"يا الله على حزنك،عيونك وقلبك بيصرخو من الوجع يا هبه"..
تنقل عبد الرحمن بنظره بينهما،وتحدث بحاجب مرفوع موجه حديثه لبدر..
"خير يا حضرة؟؟"..
نظر لهبه ببعض الحدة جعل هبه تبادله النظرة بأخرى مذهوله من حدته معها، وتابع بتسائل..
"انتى تعرفى الاستاذ دا يا هبه؟"..
أجابته هبه..
"ايوه اعرفه،أتفضل حضرتك و؟؟"..
قاطعها عبد الرحمن بابتسامه زائفة..
"لا اتفضل ايه"..
نظر لبدر نظره حارقة،
"انا معاكى وهنرجع سوا"..
لم يبالى بدر لحديثه ولا لنظراته الناريه،وبرزانة وهدوء تحدث لهبه..
"انا عرفت اللى حصلك،البقاء لله يابشمهندسه"..
تنهدت هبة بعمق قائلة..
"ونعمه بالله،بس برضو مقولتش عرفت ازاى؟؟"..
ابتسم بدر وهو يقول
"اللى مهتم بحد بيسأل عن أخباره،واللى يسأل ميتوهش"..
توردت وجنتي هبه بحمرة الخجل،وبجمود تحدثت..
"شكرا على اهتمامك وسؤالك،"
صمتت لوهلة وبصرامة تابعت..
"ومافيش داعى تتعب نفسك بعد كده تانى"..
تعمدت أن تحدثه بهذه الطريقة لتقطع خيوط الأمل التى تراها بعينه،فقد أغلقت قلبها،لا تريد خوض اى تجربة أخرى،
يكفى ما حدث لها من زوجها السابق وما تركه بقلبها من ألالم مبرحة لن تطيب بسهوله..
ظهرت الراحه على وجه عبد الرحمن،فطريقتها الحاده مع بدر طمأنت قلبه،وظن ان الطريق سيكون خالى امامه، ليستطيع الحصول على قلبها..
أنهت حديثها، وابتسمت بصطناع لبدر،وسارت من أمامه مسرعة، خلفها عبد الرحمن،ليوقفها صوت بدر الصارم..
"هبه أستنى"..
صوته الصارم جعل قلبها ينقبض بخوف لا تعلم سببه..
حبست انفاسها ورسمت الجديه والبرود على وجهها والتفت مره اخرى تنظر له ببرود،
اقترب بدر منها،ومد يده لها بعلبة صغيره،فضيقت هبه عينيها ونظرت له بتسائل،ابتسم لها أبتسامته المطمئنه،الحنونه قائلاً..
"دى سندوتشات المربى بالقشطه بتاعت انهارده والأيام اللى غبتى فيها"..
أخذتها هبه منه، وبأمتنان تحدثت..
"بجد متشكره جداً"
أغمضت عينيها بقوه تحاول التحكم بدموعها وبأسف تابعت..
"تخيل انا مش فاكره اخر مره كلت فيها أمتى"..
نظر بدر لعيونها بعمق وبتأكيد تحدث..
"طيب اعملى حسابك من انهارده اليوم اللى مش هتيجى فيه تاخدى سندوتشاتك.."
تمعن النظر بعينيها اكثر فأسرعت هبه بخفض عيونها بخجل..
"هجبهالك انا لحد عندك"..
نظر له عبد الرحمن بشفاه مرفوعه وهم بالحديث،ولكن بدر سار نحو الخارج قائلاً..
"سلام يا بشمهندسه.."
نظر عبد الرحمن لهبة وبغيظ تحدث..
"طيب اتفضلى انتى اطلعى وانا هحصلك حالا"..
حركت هبه رأسها بالأيجاب وسارت نحو الداخل،
هرول عبد الرحمن خلف بدر حتى وصل اليه ووقف امامه واضعاً يده بخصره،وببعض السخريه تحدث..
"انت جاى تهز طولك مخصوص علشان تجبلها السندوتشات؟؟!.."
تحولت ملامحه لأخرى صارمه وبأمر تابع..
"هات بطاقتك يله"..
نظر له بدر بتفهم،وبابتسامه مستفزه تحدث..
"بطاقتك!!، ويله!!"..اقترب منه خطوه.."ودا ليه ان شاء الله"..
قال عبد الرحمن وقد نفذ صبره
"علشان انا ظابط.."
ضحك بدر بصوته كله، وربت على كتفه ببعض الحده وبفخر تحدث..
"طيب يا عم الظابط انا عبد فقير الى الله وواقف فى الشارع على عربيه تيك اوى مع أبويا "..
قال عبد الرحمن بغيظ..
"امممم،وكل الزباين اللى بتشترى منك لما تغيب تجبلهم الاكل لغايه عندهم؟؟"..
"لا طبعا مش كلهم"..
اقترب من أذنه وتابع بابتسامة متسعة..
.."نسيت اقولك انا كمان دكتور فى كليه الهندسه،وهبه تبقى طالبه عندى"..
اتسعت عينا عبد الرحمن بذهول،والتزم الصمت لدقائق،ينظر للفراغ امامه بتفاجئ،
وحين انتبه لحاله كان قد رحل بدر،تاركا إياه يتخبط بذهوله وصدمته،فهبه قد راقت اعجابه بشده،وقد رأى نظارات الاعجاب بعين هذا البدر، صك على اسنانه بغيظ حين أيقن ان خصمه لا يستهان به،
ولكن القرار الأخير بيد هبه،التى لا ترى أى منهما من الاساس،فهى غارقه بحزنها على صغيرها،وقلقها على اسرتها..
""""""""""'''''''
..بغرفه حبيبه..
يضم أيوب حبيبة بكل قوته،وينثر قبلات متفرقة على كافة وجهها،وكلتا يدها،وبسعاده غامره يتحدث بين كل قبله وأخرى..
"الف مبروك يا حبيبة أيوب"..
ضمته حبيبة داخل حضنها بلهفه،ويدها تربت على ظهره بحنان بالغ،وببكاء همست..
"مبروك علينا يا حبيب حبببة"..
أمسكت وجهه بين كفيها وبخجل تابعت..
"رغم كل الاحتياطات اللى كنت عاملها لنفسك معايا الا ان ربنا اراد انى أحمل منك يا أيوب"..
قال أيوب بابتسامه راضيه..
"ارادة ربنا فوق كل شيئ يا حبيبه"..
قبل جبهتها وضم رأسها داخل صدره واكمل بصوت اختنق بالبكاء..
"الحمد لله ان ربنا رأف بقلبى وحفظك ليا يا حبيبتى"..
دفن وجهه بعنقها وتابع بغصة مريرة.
"لو كان جرالك حاجه كنت هموت فيها يا حبيبه"..
قبلت حبيبه كتفه بعمق،وذادت من ضمه داخل حضنها وبلهفه تحدثت..
"فداك عمرى وروحى يا حياة حبيبه"..
رفع ايوب رأسه ونظر لها بعيون تصرخ بعشقها ،وتحدث بتعقل..
"انا بعترف أنى غلطان فى حقك..قبل وجنتيها بحب..حقك عليا يا حبيبتى،كان لازم ابنى باقى الشقه فى اسرع وقت"
صمت لوهله وهبطت دمعه حارقه من عينه التقطتها حبيبة بشفتيها كعادتها،وبفزع تابع..
"الحمد لله انك مكنتيش فى الصاله وقت وقوع السقف.."
نظر لقدمها المصابه وتابع بأسف..
"التعويره اللى فى رجلك دى انا السبب فيها ومش هسامح نفسى عليها ابداً يا حبيبة"
قالت حبيبة بابتسامة حانية
"أيوب يا حبيبى اطمن انا الحمد لله بخير،سارت بأناملها على لحيته برقة..انت فاكر انى مش عارفه انت أخرت بنا الشقه لحد دلوقتى ليه؟.."
نظر لها ايوب بدهشه،فحركت هى رأسها بالأيجاب وتابعت بتأكيد..
"عارفه يا أيوب أنك مستنى أخواتك علشان تبنوا شقه أبوكم بأديكم سوا.."
قال أيوب بابتسامه متألمه يخفى بها دموعه.."
تفتكرى هيرجعو فى يوم يا حبيبه.."
بكى بقهر..دول أستقرو بشغلهم هناك وأحتمال مينزلوش مصر تانى.."
ضمت حبيبه رأسه داخل صدرها،كأنه طفلها الصغير وليس زوجها،تربت على كتفه وظهره بحنان بالغ وبثقه همست بأذنه..
"هيرجعو يا أيوب..قبلت جبهته..ماما زينب هتجبهم والله وهيرجعو لحضنك لانهم ميقدروش يستغنو عنك"..
ظل أيوب مستكين بحضن زوجته قليلاً..يستمد منها القوة على التحمل،لينتبه لرنين هاتفه،فينتفض معتدلا وبلهفة،وفرحة تحدث حين لمح اسم شقيقه..
"دا ايمن اخويا بيتصل"..
ضغط زر الفتح وبغضب مصطنع تحدث..
"هو دا اللى قولتلك متغبش عن؟!"..
قطع حديثه حين استمع لصوت بكاء شقيقه،ارتعد قلبه وبهلع تحدث..
"فى أيه يا ايمن؟!"..
قال أيمن بنحيب
"أيوب الحقنى يا أخويا"..
هب أيوب من جوار حبيبه وبدأ يسير ذهاباً وأياباً كالأسد الحبيس وبفزع تحدث.
"مالك يله،فييييك ايه انطق"..
قال ايمن بصعوبه من شدة شهقاته..
"أبنى،ابن اخوك أيوب الصغير بيموت،ومحتاج عمليه فى القلب ضرورى وهنا رافضين يعملو العمليه لأن نسبه نجاحها ضعيفه جداااا"..
زادت حدة بكائه وبندم تابع..
"ربنا بيجبلك حقك منى على اللى عملته فيك يا أيوب"..
قال أيوب بغضب حارق..
"انت فاكر أيوب الصغير أبنك لوحدك ولا ايه يله؟!"..
هبطت دموع أيوب بكثرة وتابع بتأكيد..
"دا أبنى يمكن اكتر منك كمان يا ابن ابويا،"
صمت لوهله يحاول السيطره على بكائه وبأمر تابع..
"حالا تبعتلى كل التقارير اللى تخص حاله أيوب على الواتس"..
قال ايمن بطاعه..
"هحضرهم حالا وابعتهوملك،بس خد كلم ماما عايزه تطمن عليك، على ما انا اجهز التقارير كلها علشان ابعتهالك"..
أعطى الهاتف لوالدته التى اخذته بلهفه، وتحدثت باشتياق وبكاء حاد..
"أيوب يا قلب أمك واحشتنى ياضنايا"..
تأوه أيوب بصوت عالِ،وبتنهيده متألمه تحدث..
"انتى اللى واحشتينى أكتر يا أم أيوب،طمنينى عليكى يا حبيبتى،صحتك عامله ايه دلوقتى"..
أنتبه أيوب لزوجته التى تبكى من شدة تأثرها بصمت،فاسرع نحوها ووقف جوار فراشها محتضن رأسها داخل حضنه،ملتفه هى بكلتا يدها حول خصره،مستنده برأسها على صدره تستمع لنبض قلبه باستمتاع وأبتسامة عاشقه تزين ثغرها رغم بكائها ودموعها المتساقطه بغزارة..
قالت زينب برضا..
"الحمد لله يا حبيبى انا كويسه اطمن"..
بكت..
"بس اخواتك محتاجنلك يا أيوب"..
ازدات حدة بكائها وبرجاء تابعت..
"تعالى يا حبيبى أقف فى ضهر أخواتك وقويهم بيك زى ما دايما بتقف فى ضهرهم"..
قال أيوب بتأكيد..
"أجلكم زاحف يا أم أيوب"..
اكملت زينب بثقه..
"عارفه يا ضنايا،وعلشان كده جهز شنطتك و أخوك هيحجزلك على أول طياره"..
جملة زينب اخترقت سمع حبيبه بوضوح،رفعت رأسها ونظرت لأيوب بصدمه وبيقين تمتمت بصمت..
"أيوب مستحيل يسبنى ويسافر"..
تزوجته فقيراً فأغنانى الله به..
نسمه مالك..
بفرحة غامرة فشل فى أخفائها تحدث أيوب..
"أنتى حامل يا حبيبة"..
وزعت حبيبة نظرها بينه وبين شقيقتها ببلاهة،انهمرت دموعها بغزاره أكثر على وجنتيها، ووضعت يديها على وجهها، وكأنها تحلم وتحاول أن تفيق، كانت فى بئر حزن على فقيدها الغالى،ولكن الله مد يده الكريمة من السماء وأجزل لها العطاء،
ضحكت قائلة بصوت متهدج..
"أيوب انت قلت ايه انا سمعت صح ؟؟"..
هبة كانت تراقب ردة فعل شقيقتها، فرحتها كماء بارد أثلج صدرها المشتعل قهراً، ما أجمله من عوض لنا جميعا يا الله، احتضنت هبة حبيبة قائلة..
"ربنا عوضنا يا حبيبة ربنا كرمه كبير أوى "..
ضمتها حبيبة بقوة، تغمرها السعادة، وكأنها تشعر بحياة طفلها بداخلها ونبضه، على استحياء سحبت هبة نفسها من حضن شقيقتها،وهمست بأذنها بخجل..
"هاطلع بره شويه أكيد فيه كلام عايزه تقوليه لجوزك"..
وقفت وهي تغمز لها وتربت على كتفها بحنان..
"مبروك يا حبيبتى"..
سارت نحو الباب وهمت بفتحه لكن صوت حبيبة الباكى أوقفها..
"هبه"..نظرت لها هبه بلهفه،فتابعت بقلق..
"ماما وبابا كويسين؟ "..
تلجمت هبه،ونظرت لأيوب تستنجد به حتى يتحدث هو..
جذب أيوب مقعد وجلس بجوار سرير حبيبة،ممسك بيدها بين كفيه، وبتعقل تحدث..
"تعالى ياهبه من فضلك،واسمعى الكلمتين اللى هقولهم دول"..
اقتربت هبة منهما مره اخرى، تنظر له باهتمام،تحثه على أستكمال حديثه..
صمت ايوب لوهلة،وبأسف تابع..
"اللى حصل عمل لمامتكم صدمه و؟ "
قطعت حبيبة حديثه قائله ببكاء..
"قصدك جلطه؟"..
تنهد أيوب بألم لألم زوجته،وحرك رأسه بالأيجاب،
لتنفجر حبيبة ببكاء مرير،فأسرع هو بالجلوس جوارها على الفراش وجذبها داخل حضنه ،وبتأكيد تابع..
"حبيبة اهدى،مامتك الحمد لله كويسه،وأول ما نظبط السكر والضغط هنعملها عمليه بسيطه وإن شاء الله ترجع احسن من الأول"..
ربتت هبه على يد حبيبة، وبابتسامة تحدثت..
"كفايه عياط يا بيبة،ماما بأذن الله هتبقى كويسه،وابسطى يا ستى جوزك الدكتور أيوب هو اللى هيعمل العمليه لماما بنفسه"..
ضيقت حبيبة عينيها، ونظرت لأيوب وتحدثت بدهشه..
"أزاى هتعمل لماما العمليه وانت لسه متخصصتش يا أيوب؟؟"..
أبتسم لها أيوب،وبأحراج مصطنع تحدث..
"احححم،يعنى انا عمال اقول لأختك وباباكى انا هعمل العمليه بنفسى لحماتى وانتى فى لحظه تكشفى المستور كده"..
عبث بملامحه، وتابع بعتاب.."طيب استرى على جوزك يا بيبه"..
نظرت حبيبة لشقيقتها بابتسامة من بين دموعها وبحب تحدثت..
"هبه حبيبتى مبطلعش سر لحد ابدا،اطمن"..
قال أيوب بجدية..
"هو مش سر ولا حاجه،وانا فعلا هدخل مع مامتك العمليات ومش هسبها،بس هكون دكتور مساعد للدكتور المتخصص اللى هيعمل العمليه"..
أثناء حديثه رن هاتفه، فأسرع بالرد عليه،فاشارت هبه لشقيقتها انها ستخرج لتطمئن على والدها،واتجهت نحو الباب،ليوقفها أيوب مره أخرى وتحدث بدهشة..
"هبه انتى طالبه أكل من بره؟"..
قالت هبة بدهشة..
"أكل أيه؟؟"..
أجابها أيوب..
"فى واحد واقف تحت فى الاستعلامات بيقول جيبلك ساندوتشات المربى بالقشطه؟؟"..
ظهر علامات الذهول على وجه هبه،و تمتمت لنفسها
"معقول يكون احمد بتاع السندوتشات؟!"..
أيوب:"خليكى وانا هكلم حد من الأمن يحاسبه ويجبلك الأكل"..
قالت هبة بفضول..
"لا يا أيوب انا هنزله من فضلك متخليش حد يمشيه"..
أنهت جملتها وسارت لخارج الغرفة،أسرع أيوب خلفها،وجد عبد الرحمن يقف مستنداً على الحائط، فأشار له وتحدث برجاء..
"أنزل مع هبه يا عبد الرحمن من فضلك"..
اتسعت ابتسامة عبد الرحمن وهو يقول..
"انت تؤمر يا أيوب باشا.."
سارت هبة معه صامتة بتردد،قطع هو هذا الصمت وتحدث بهدوء..
"على فكره طليقك اتقبض عليه وهيتسجن على اهماله وقذارته واللى ع"..
قاطعته هبه ببعض الحدة.
"يتسجن او لا ميخصنيش"..
تنهد عبد الرحمن براحة، وشبه ابتسامة ظهرت على شفتيه،ولكنها تلاشت سريعاً حينما لمح شخص ما هب واقفاً، وأقترب منهما بلهفة،متجه نحو هبة..نظر هو لهبة فوجد ملامحها مذهوله،أقتربا منه وتحدثت هبة بدهشة..
"احمد!!!عرفت منين انى هنا؟؟؟"..
نظر لها بدر نظرة متألمة لملامحها الحزينه،الباهته،
متمتماً لنفسه..
"يا الله على حزنك،عيونك وقلبك بيصرخو من الوجع يا هبه"..
تنقل عبد الرحمن بنظره بينهما،وتحدث بحاجب مرفوع موجه حديثه لبدر..
"خير يا حضرة؟؟"..
نظر لهبه ببعض الحدة جعل هبه تبادله النظرة بأخرى مذهوله من حدته معها، وتابع بتسائل..
"انتى تعرفى الاستاذ دا يا هبه؟"..
أجابته هبه..
"ايوه اعرفه،أتفضل حضرتك و؟؟"..
قاطعها عبد الرحمن بابتسامه زائفة..
"لا اتفضل ايه"..
نظر لبدر نظره حارقة،
"انا معاكى وهنرجع سوا"..
لم يبالى بدر لحديثه ولا لنظراته الناريه،وبرزانة وهدوء تحدث لهبه..
"انا عرفت اللى حصلك،البقاء لله يابشمهندسه"..
تنهدت هبة بعمق قائلة..
"ونعمه بالله،بس برضو مقولتش عرفت ازاى؟؟"..
ابتسم بدر وهو يقول
"اللى مهتم بحد بيسأل عن أخباره،واللى يسأل ميتوهش"..
توردت وجنتي هبه بحمرة الخجل،وبجمود تحدثت..
"شكرا على اهتمامك وسؤالك،"
صمتت لوهلة وبصرامة تابعت..
"ومافيش داعى تتعب نفسك بعد كده تانى"..
تعمدت أن تحدثه بهذه الطريقة لتقطع خيوط الأمل التى تراها بعينه،فقد أغلقت قلبها،لا تريد خوض اى تجربة أخرى،
يكفى ما حدث لها من زوجها السابق وما تركه بقلبها من ألالم مبرحة لن تطيب بسهوله..
ظهرت الراحه على وجه عبد الرحمن،فطريقتها الحاده مع بدر طمأنت قلبه،وظن ان الطريق سيكون خالى امامه، ليستطيع الحصول على قلبها..
أنهت حديثها، وابتسمت بصطناع لبدر،وسارت من أمامه مسرعة، خلفها عبد الرحمن،ليوقفها صوت بدر الصارم..
"هبه أستنى"..
صوته الصارم جعل قلبها ينقبض بخوف لا تعلم سببه..
حبست انفاسها ورسمت الجديه والبرود على وجهها والتفت مره اخرى تنظر له ببرود،
اقترب بدر منها،ومد يده لها بعلبة صغيره،فضيقت هبه عينيها ونظرت له بتسائل،ابتسم لها أبتسامته المطمئنه،الحنونه قائلاً..
"دى سندوتشات المربى بالقشطه بتاعت انهارده والأيام اللى غبتى فيها"..
أخذتها هبه منه، وبأمتنان تحدثت..
"بجد متشكره جداً"
أغمضت عينيها بقوه تحاول التحكم بدموعها وبأسف تابعت..
"تخيل انا مش فاكره اخر مره كلت فيها أمتى"..
نظر بدر لعيونها بعمق وبتأكيد تحدث..
"طيب اعملى حسابك من انهارده اليوم اللى مش هتيجى فيه تاخدى سندوتشاتك.."
تمعن النظر بعينيها اكثر فأسرعت هبه بخفض عيونها بخجل..
"هجبهالك انا لحد عندك"..
نظر له عبد الرحمن بشفاه مرفوعه وهم بالحديث،ولكن بدر سار نحو الخارج قائلاً..
"سلام يا بشمهندسه.."
نظر عبد الرحمن لهبة وبغيظ تحدث..
"طيب اتفضلى انتى اطلعى وانا هحصلك حالا"..
حركت هبه رأسها بالأيجاب وسارت نحو الداخل،
هرول عبد الرحمن خلف بدر حتى وصل اليه ووقف امامه واضعاً يده بخصره،وببعض السخريه تحدث..
"انت جاى تهز طولك مخصوص علشان تجبلها السندوتشات؟؟!.."
تحولت ملامحه لأخرى صارمه وبأمر تابع..
"هات بطاقتك يله"..
نظر له بدر بتفهم،وبابتسامه مستفزه تحدث..
"بطاقتك!!، ويله!!"..اقترب منه خطوه.."ودا ليه ان شاء الله"..
قال عبد الرحمن وقد نفذ صبره
"علشان انا ظابط.."
ضحك بدر بصوته كله، وربت على كتفه ببعض الحده وبفخر تحدث..
"طيب يا عم الظابط انا عبد فقير الى الله وواقف فى الشارع على عربيه تيك اوى مع أبويا "..
قال عبد الرحمن بغيظ..
"امممم،وكل الزباين اللى بتشترى منك لما تغيب تجبلهم الاكل لغايه عندهم؟؟"..
"لا طبعا مش كلهم"..
اقترب من أذنه وتابع بابتسامة متسعة..
.."نسيت اقولك انا كمان دكتور فى كليه الهندسه،وهبه تبقى طالبه عندى"..
اتسعت عينا عبد الرحمن بذهول،والتزم الصمت لدقائق،ينظر للفراغ امامه بتفاجئ،
وحين انتبه لحاله كان قد رحل بدر،تاركا إياه يتخبط بذهوله وصدمته،فهبه قد راقت اعجابه بشده،وقد رأى نظارات الاعجاب بعين هذا البدر، صك على اسنانه بغيظ حين أيقن ان خصمه لا يستهان به،
ولكن القرار الأخير بيد هبه،التى لا ترى أى منهما من الاساس،فهى غارقه بحزنها على صغيرها،وقلقها على اسرتها..
""""""""""'''''''
..بغرفه حبيبه..
يضم أيوب حبيبة بكل قوته،وينثر قبلات متفرقة على كافة وجهها،وكلتا يدها،وبسعاده غامره يتحدث بين كل قبله وأخرى..
"الف مبروك يا حبيبة أيوب"..
ضمته حبيبة داخل حضنها بلهفه،ويدها تربت على ظهره بحنان بالغ،وببكاء همست..
"مبروك علينا يا حبيب حبببة"..
أمسكت وجهه بين كفيها وبخجل تابعت..
"رغم كل الاحتياطات اللى كنت عاملها لنفسك معايا الا ان ربنا اراد انى أحمل منك يا أيوب"..
قال أيوب بابتسامه راضيه..
"ارادة ربنا فوق كل شيئ يا حبيبه"..
قبل جبهتها وضم رأسها داخل صدره واكمل بصوت اختنق بالبكاء..
"الحمد لله ان ربنا رأف بقلبى وحفظك ليا يا حبيبتى"..
دفن وجهه بعنقها وتابع بغصة مريرة.
"لو كان جرالك حاجه كنت هموت فيها يا حبيبه"..
قبلت حبيبه كتفه بعمق،وذادت من ضمه داخل حضنها وبلهفه تحدثت..
"فداك عمرى وروحى يا حياة حبيبه"..
رفع ايوب رأسه ونظر لها بعيون تصرخ بعشقها ،وتحدث بتعقل..
"انا بعترف أنى غلطان فى حقك..قبل وجنتيها بحب..حقك عليا يا حبيبتى،كان لازم ابنى باقى الشقه فى اسرع وقت"
صمت لوهله وهبطت دمعه حارقه من عينه التقطتها حبيبة بشفتيها كعادتها،وبفزع تابع..
"الحمد لله انك مكنتيش فى الصاله وقت وقوع السقف.."
نظر لقدمها المصابه وتابع بأسف..
"التعويره اللى فى رجلك دى انا السبب فيها ومش هسامح نفسى عليها ابداً يا حبيبة"
قالت حبيبة بابتسامة حانية
"أيوب يا حبيبى اطمن انا الحمد لله بخير،سارت بأناملها على لحيته برقة..انت فاكر انى مش عارفه انت أخرت بنا الشقه لحد دلوقتى ليه؟.."
نظر لها ايوب بدهشه،فحركت هى رأسها بالأيجاب وتابعت بتأكيد..
"عارفه يا أيوب أنك مستنى أخواتك علشان تبنوا شقه أبوكم بأديكم سوا.."
قال أيوب بابتسامه متألمه يخفى بها دموعه.."
تفتكرى هيرجعو فى يوم يا حبيبه.."
بكى بقهر..دول أستقرو بشغلهم هناك وأحتمال مينزلوش مصر تانى.."
ضمت حبيبه رأسه داخل صدرها،كأنه طفلها الصغير وليس زوجها،تربت على كتفه وظهره بحنان بالغ وبثقه همست بأذنه..
"هيرجعو يا أيوب..قبلت جبهته..ماما زينب هتجبهم والله وهيرجعو لحضنك لانهم ميقدروش يستغنو عنك"..
ظل أيوب مستكين بحضن زوجته قليلاً..يستمد منها القوة على التحمل،لينتبه لرنين هاتفه،فينتفض معتدلا وبلهفة،وفرحة تحدث حين لمح اسم شقيقه..
"دا ايمن اخويا بيتصل"..
ضغط زر الفتح وبغضب مصطنع تحدث..
"هو دا اللى قولتلك متغبش عن؟!"..
قطع حديثه حين استمع لصوت بكاء شقيقه،ارتعد قلبه وبهلع تحدث..
"فى أيه يا ايمن؟!"..
قال أيمن بنحيب
"أيوب الحقنى يا أخويا"..
هب أيوب من جوار حبيبه وبدأ يسير ذهاباً وأياباً كالأسد الحبيس وبفزع تحدث.
"مالك يله،فييييك ايه انطق"..
قال ايمن بصعوبه من شدة شهقاته..
"أبنى،ابن اخوك أيوب الصغير بيموت،ومحتاج عمليه فى القلب ضرورى وهنا رافضين يعملو العمليه لأن نسبه نجاحها ضعيفه جداااا"..
زادت حدة بكائه وبندم تابع..
"ربنا بيجبلك حقك منى على اللى عملته فيك يا أيوب"..
قال أيوب بغضب حارق..
"انت فاكر أيوب الصغير أبنك لوحدك ولا ايه يله؟!"..
هبطت دموع أيوب بكثرة وتابع بتأكيد..
"دا أبنى يمكن اكتر منك كمان يا ابن ابويا،"
صمت لوهله يحاول السيطره على بكائه وبأمر تابع..
"حالا تبعتلى كل التقارير اللى تخص حاله أيوب على الواتس"..
قال ايمن بطاعه..
"هحضرهم حالا وابعتهوملك،بس خد كلم ماما عايزه تطمن عليك، على ما انا اجهز التقارير كلها علشان ابعتهالك"..
أعطى الهاتف لوالدته التى اخذته بلهفه، وتحدثت باشتياق وبكاء حاد..
"أيوب يا قلب أمك واحشتنى ياضنايا"..
تأوه أيوب بصوت عالِ،وبتنهيده متألمه تحدث..
"انتى اللى واحشتينى أكتر يا أم أيوب،طمنينى عليكى يا حبيبتى،صحتك عامله ايه دلوقتى"..
أنتبه أيوب لزوجته التى تبكى من شدة تأثرها بصمت،فاسرع نحوها ووقف جوار فراشها محتضن رأسها داخل حضنه،ملتفه هى بكلتا يدها حول خصره،مستنده برأسها على صدره تستمع لنبض قلبه باستمتاع وأبتسامة عاشقه تزين ثغرها رغم بكائها ودموعها المتساقطه بغزارة..
قالت زينب برضا..
"الحمد لله يا حبيبى انا كويسه اطمن"..
بكت..
"بس اخواتك محتاجنلك يا أيوب"..
ازدات حدة بكائها وبرجاء تابعت..
"تعالى يا حبيبى أقف فى ضهر أخواتك وقويهم بيك زى ما دايما بتقف فى ضهرهم"..
قال أيوب بتأكيد..
"أجلكم زاحف يا أم أيوب"..
اكملت زينب بثقه..
"عارفه يا ضنايا،وعلشان كده جهز شنطتك و أخوك هيحجزلك على أول طياره"..
جملة زينب اخترقت سمع حبيبه بوضوح،رفعت رأسها ونظرت لأيوب بصدمه وبيقين تمتمت بصمت..
"أيوب مستحيل يسبنى ويسافر"..
"""""""""""""'''''''
..مرت عدة أيام..
بالمستشفى..
لم تفارق هبة، والدتها وشقيقتها..
تغفى للحظات قليله أثناء جلوسها على المقعد،ولكنها تنتفض بفزع حين تستمع لصوت بكاء صغيرها الذى لا يفارقها حتى أثناء يقظتها..
دمعة حارقة هبطت على وجنتيها،وتأوهت بصمت وتمتمت بألم حاد..
"رحمتك بقلبى ياااارب "..
فكم الصدمات التى تتعرض لها تفوق قدرة أستيعابها،
بينما هى صامده،صابره،محتسبه،وعلى يقين أن الأتِ سيكون أفضل،وسيعوضها الله خيراً،
شبه ابتسامه ظهرت على شفتيها حين تذكرت هذا الأحمد الذى يجلب لها طعامها المفضل يومياً،
حتى انها أصبحت تعيش على شطائر المربى بالقشطه الذى يجلبها لها،رغم معاملتها الجافه والحادة معه،الا انه لم يتوقف عن احضار الشطائر لها..
حركت رأسها بيأس حين تذكرت، تصرفات عبد الرحمن الغير مشرفة على الأطلاق،وشجاره مع بدر المستمر فور رؤيته دون ادنى مبرر،نفخت بضيق وتمتمت بسرها بوعيد..
"شكلى هخلى بابا يطردكم بلا راجعه انتو الاتنين علشان ارتاح من وجع الدماغ دا"..
انتبهت لصوت والدتها تبكى بضعف وصوت مكتوم..
هرولت اليها،وامسكت يدها تقبلها بحب وبلهفه تحدثت..
"ماما"
قبلت جبهتها بعمق..
"يا حبيبتى انا أهو"..
تنظر لها نجوى بعيون نادمه يغرقها الدمع،وبرجاء وتوسل همست..
"هبه حقك عليا انا السبب فى اللى جرالك يابنتى"..
قالت هبه بحنان..
"هششش..اهدى يا حبيبتى"..أبتسمت لها أبتسامتها المطمئنه وتابعت بتأكيد..
"ماما دا قدر ربنا،وانا الحمد لله راضيه بقضاءه"..
قبلت يدها مرات متتاليه..
"أهم حاجه انتى تقوملنا بألف سلامه ياحبيبتى"..
زالت دموعها وتابعت بفرحه غامرة..
"علشان حبيبه هتجبلك حفيد قريب جدا بأمر الله"..
اتسعت عينا نجوى بذهول،وظهرت الفرحه على ملامحها،وأزدادت حدة بكائها،وتحدثت بعدم تصديق..
"بجد يا هبه؟!..اختك حامل؟؟"..
ببكاء حركت هبه رأسها بالايجاب..
دارت نجوى بنظرها داخل الغرفه تبحث عن حبيبه، لتجد زوجها نائم بعمق على أريكه صغيره بجوارها،وجهه يبدو عليه التعب والارهاق الشديد..
تنهدت بألم،والندم يتأكل قلبها على ما فعلت من أخطاء بحق زوجها وبناتها..
لم تستمع لحديث زوجها الخلوق الذى دائما كان يرشدها للصواب،وبتهور ودون تعقل أندفعت بقرارتها،
لتحصد نتائج افعالها،فاجعة موت حفيدها وحرقة قلب ابنتها على وحيدها..
أغمصت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر وبضعف همست..
"فين أختك وجوزها يا هبه"..
نظرت لها..
"عايزه اشوفهم"..
ربتت هبه على وجنتيها بحنان،وأزالت دموعها وبرجاء تحدثت..
"حاضر يا حبيبتى هخرج اندهلهم بس كفايه عياط بالله عليكى يا ماما"..
نظرت نجوى لها بدهشه لهدوئها المريب،وبقلق تحدثت..
"مالك يابنتى؟!"..
تفهمت هبه سؤالها،فبتسمت لها وتحدثت بتنهيده..
"قصدك مالى هاديه كده ليه؟"..
حركت نجوى رأسها بالأيجاب فتابعت هبة بابتسامه..
"انشغالى بتعبك انتى وحبيبه مش سيبلى وقت أحزن فيه يا ام هبه"..
قالت نجوى بهلع..
"اختك مالها؟؟ فيها ايه حبيبه يا هبه؟"..
هبه:"اهدى يا حبيبتى، حبيبه بخير الحمد لله،بس حملها صعب شويه مخليها على طول دايخه وبترجع"..
قالت نجوى ببكاء..
"وطبعا أيوب مش سيبها"..
أمسكت هبه يدها وضغضت عليها برفق،وتحدثت برجاء..
"قومى يا أمى انتى كمان ومتسبنيش كده،خدينى فى حضنك وطبطبى عليا وقوينى بيكى"..
جملتها هذه كانت كفيله ان تجعل نجوى تستجمع قوتها وتسترد صحتها خصيصاً لأجل أبنتها،وأسرعت بفتح ذراعيها لها وبلهفه تحدثت..
"تعالى فى حضنى يا ضنايا،تعالى يا حبيبتى"..
أرتمت هبه داخل حضن والدتها تضمها بقوة،ولكنها لا تبكى حتى،قلبها يصرخ بألم حاد وهى متماسكه حتى لا تنهار أسرتها بانهيارها..
صوت طرقات على باب الغرفه جعلها تبتعد عن حضن والدتها على مضض..
هبت واقفه واتجهت نحو الباب فتحته،لتجد حبيبه مستندة على زوجها،وأيوب ملتف بيده حول خصرها بحمايه،حملها داخل حضنه بيد واحده حتى أن قدمها لم تعد تلمس الأرض،
أبتسمت لها هبة أبتسامة حانيه،وبحب تحدثت..
"تعالى يا حبيبتى،ماما صحيت وكانت بتسأل عليكم حالا"..
نظرت حبيبه لزوجها بوجه يكسوه حمرة الخجل وبرجاء همست..
"أيوب نزلنى انا الحمد لله بقدر أمشى لوحدى"..
رفعها أيوب داخل حضنه بأحكام اكثر وهمس بأذنها بعتاب..
"انزلك ايه بس وانتى مدروخه كده وكل شويه تقعى منى"..
أقترب من والدتها وأجلسها جوارها بحذر،وبدأ يفحص نجوى بعنايه وتحدث بابتسامه..
"طمنينى عليكى يا ست الكل،عامله ايه انهارده؟"..
تنظر له نجوى بأحراج،وتحدثت بصوت متحشرج بالبكاء..
"الحمد لله يا ابنى،الفضل يرجعلك يا دكتور أيوب"..
ربت ايوب على كف يدها بحنان وتحدث بتعقل..
"دا فضل ربنا علينا"..
احتضنتها حبيبه وبرجاء تحدثت..
"كفايه عياط بقى يا ماما يا حبيبتى"..
قالت نجوى بندم..
"حقك عليا يا حبيبه يا بنتى،انا غلطت فى حقك..نظرت لأيوب..وفى حق جوزك اللى طلع غنى.."
بكت بحرقه.."
غنى بأخلاقه وأدبه وأصله،حقك عليا يا حضرة الدكتور الظابط يا جوز بنتى.."
أقترب منها ايوب وقبل رأسها وبهدوء تحدث..
"انا مش زعلان منك يا خاله،انا عارف ان كل اللى كنتى بتعمليه كان خوف على حبيبه،ودا حقك،وانا كنت مقدر خوفك دا كويس علشان كده عمرى ما زعلت منك"..
اعتدل محمد جالسا بعدما أستمع لحديث زوجته، الذى تمنى سماعه كثيراً،وبارتياح تحدث..
"أخيرا فهمتى وعرفتى قصدى يا نجوى"..
نظرت له نجوى وبأسف تحدث..
"فهمت يا محمد بس متأخر"..
أقتربت هبه منها واحتضنتها هى ايضا وبابتسامه مطمئنه تحدثت..
"لا يا حبيبتى مش متأخر ولا حاجه،"
قبلت يدها بحب..
"كل شيئ بأونه يا امى،واعرفى أن كل اللى بيحصلنا من تدابير ربنا،فديما خلى عندك حسن ظن بالله ان رب الخير لا يأتِ الا بالخير."
"""'''''''''''''
..بأمريكا..
يسير أحمد بخطوات شبه راكضه لداخل منزلهم،
وجهه يبدو عليه الذهول والدهشه،
دار بعينه بأرجاء المنزل يبحث عن والدته، ليأتيه صوتها الضاحك من داخل غرفتها برفقه أحفادها وخطيبته وزوجة شقيقه ايضا،
أسرع نحو مكتب شقيقه،طرق الباب وخطى للداخل مندفعا،
وجد شقيقه يجلس على مكتبه،ويجمع كافه الأوراق والمستندات داخل حقائبه الجلديه..
لينظر له ايمن بغيظ ويتحدث بغضب..
"اييييه يا بنى ادم انت الدخله المنيله دى؟!"..
التقط احمد انفاسه المسلوبه منه بصعوبه وبتقطع تحدث..
"مش هتصدق مين بيحاول يتواصل معانا من تليفون الشركه فى مصر"..
ضيق أيمن عينه وبفضول تحدث..
"مين يا أحمد"..
قال أحمد بابتسامه متسعه..
"برنامج المذيعه منى الشاذلى، عايزه توصل لأيوب أخوك عن طريقنا علشان تعمل معاه حوار"..
بكى وضحك بأن واحد وتابع بفخر..
"أخوك الفيديو اللى عمله بقى تيرند عالمى يا أيمن"..
نظر له أيمن قليلاً،وبأمر تحدث..
"متجبش سيره لأى حد انهم حاولو يكلمونا"
رفع أحدى أصابعه بتحذير..
"حتى لأيوب نفسه، فاهم يا أحمد"..
تحولت ملامح أحمد لأخرى غاضبه،وهم بالشجار مع شقيقه،لكن صوت زينب الملتهف قطع حديثهما..
"أحمد انت جيت امتى يا ضنايا"..
أقتربت منه وربتت على ظهره بحنان وتابعت"طمنى يا ابنى خلصت كل حاجه"..
قال أحمد بابتسامه حانيه..
"أيوه يا أمى.."
أمسك يدها ورفعها على فمه وقبلها بحب وتابع بتأكيد..
"بأذن الله بكره أصبح هتشوفى أبنك أيوب وتاخديه فى حضنك يا أم أيوب"..
جذبته زينب داخل حضنها وتحدثت بغضب مصطنع..
"انا ام أيمن واحمد كمان يا واد انت"..
انهت جملتها وأشارت لأيمن أن يأتِ هو الأخر لداخل حضنها..
أقترب منها أيمن سريعا وأحتضنها بحب..
لتمتم زينب بصمت..
"يرضيكم ويرضى عنكم،ويحنن قلوبكم على بعض، ويلم شملكم يا ولاد زينب قادر يا كريم"
نظر أحمد لأيمن نظره متفحصه،يحاول ان يفهم ما يدور بعقله وما يود فعله..
"""""""""""""""
..أيوب..
بشتى الطرق يحاول جذب زوجته لداخل حضنه،
حتى يسيطر على حركاتها الهستيريه..
ببعض العنف تبعده حبيبه عنها،وتتحدث ببكاء حاد..
"مش هسيبك تسافر وتبعد عن حضنى ولو يوم واحد يا أيوب"..
تلكمه على صدره بقبضة يدها الصغيره،تركها هو تفرغ غضبها به..وبعتاب تابعت..
"هتقدر؟.."
اقتربت منه،ووقفت على اطراف أصابعها،وامسكت ياقة قميصه تجذبه عليها قليلا،لتتمكن من النظر داخل عينه بتمعن..نظرتها الباكيه،العاشقه لكل ذره به جعلته يغمض عينه بعنف،وبلهفه لف يده حول خصرها وحملها داخل حضنه،واضعا جبهته على جبهتها،وبهمس وأسف تحدث..
"على عينى بعدى عنك يا حبيبة القلب"..
ترقرقت العبرات بعينه وتابع بصوت اختنق بالبكاء..
"أمى وأخواتى محتجنلى،مينفعش أتأخر عليهم"..
أسرعت حبيبه وضمته داخل حضنها بحب شديد،وبصعوبه من بين شهقاتها همست..
"ط طيب خدنى معاك"..
ابتعدت عن حضنه واحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بعشق..
"مش هعرف أنام وانت بعيد عن حضنى"..
تأملت ملامحه بهيام،وأقتربت بوجهها منه أكثر وطبعت قبله عميقه بجوار شفتيه جعلته دون أرادته يضغط على خصرها بعنف محبب لقلبها،ويغمض عينه بستمتاع،
فقد عصفت قبلتها الرقيقه بقلبه،وعقله،وبعثرت مشاعره..
مال برأسه مستنداً على كتفها،متمتماً بصمت..
"فلتكونى رحيمه بقلبى قليلاً معشوقتى الجميلة"..
أنتهى البارت..
البارت دا نزلته بناءاً على طلبكم.
استغفرو لعلها ساعة أستجابة..
الاكثر قراءة :
موعدنا الساعة ( 6 م ) كل يوم وبارت جديد
هنا تنتهى احداث رواية تزوجته فقيرا فأغنانى الله به البارت 14 ، يمكنكم اكمال باقى احداث رواية تزوجته فقيرا فأغنانى الله به البارت 15 من خلال الضغط على اللينك واكمال الرواية .
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بـ رواية تزوجته فقيرا فأغنانى الله به ، والى اللقاء فى حلقة قادمة بإذن الله ، لمزيد من الروايات يمكنكم متابعتنا على الموقع أو فيس بوك ، كما يمكنكم طلب رواياتكم المفضلة وسنقوم بوضعها كاملة على الموقع .